روابط مصاحف م الكاب الاسلامي

روابط مصاحف م الكاب الاسلامي
 

تاريخ دمشق لابن عساكر تحميل بكل الصيغ

تاريخ دمشق لابن عساكر

السبت، 4 يونيو 2022

مجلد 74.و75. تاريخ دمشق لابن عساكر

 مجلد 74.و75. تاريخ دمشق لابن عساكر

مجلد 74. تاريخ دمشق لابن عساكر

عملت شيئا الا انه كانت معي فدرة من خبز كانت في يري فمر علي مسكين فاعطيته بعضها فقال بهذه منعت أو قال نجوت اخبرنا أبو غالب محمد بن ابراهيم بن محمد الجرجاني انبأنا المظفر بن حمزة بن محمد أبو الفتح الفقيه انبأنا أبو محمد عبد الله بن يوسف بن مامويه انبأنا أبو سعيد بن الاعرابي حدثنا ابن ابي الجحيم واسمه ابراهيم حدثنا سليمان بن حرب حدثنا أبو هلال عن بكر بن عبد الله المزني قال فقد الحواريون نبيهم فانطلقوا يطلبونه فإذا هو قد انطلق نحو البحر وإذا هو يمشي على الماء فقال له رجل منهم يا نبي الله اجئ اليك قال نعم فذهب يرفع رجلا ويضع اخرى فإذا هو في الماء فقال له عيسى ناولني يدك يا قصير اليقين فلو ان لابن آدم من اليقين قدر ذرة لمشى على الماء اخبرنا أبو محمد بن الاكفاني وعبد الكريم بن حمزة قالا حدثنا أبو بكر الخطيب ح واخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر انبأنا أبو بكر البيهقي قالا انبأنا أبو الحسين بن بشران انبأنا أبو علي بن صفوان حدثنا أبو بكر بن ابي الدنيا حدثنا رجل سقط اسمه حدثنا حجاج بن محمد حدثنا أبو هلال محمد بن سليمان عن بكر بن عبد الله المزني قال فقد الحواريون نبيهم عيسى فقيل لهم توجه نحو البحر فانطلقوا يطلبونه فلما انتهوا الى البحر إذا هو قد اقبل يمشي على الماء يرفعه الموج مرة ويضعه اخرى وعليه كساء مرتدي بنصفه ومتزر بنصفه حتى انتهى إليهم فقال له بعضهم قال أبو هلال ظننت
_________
1 - القدرة بالكسر القطعة من الحم ومن الليل ومن الجبل ( القاموس المحيط : قدر )
2 - كتبت فوق الكلام بين السطرين بالاصل
3 - البداية والنهاية 2 / 103 وقصص الانبياء لابن كثير 2 / 123
4 - في البداية والنهاية وقصص الانبياء : قيصير الإيمان وسبرد هذه الرواية
5 - في المصدرين : قدر شعيرة
وسيرد بهذه الرواية في الخبر التالي
6 - من طريقه رواه ابن كثير في البداية ولنهاية وقصص الانبياء راجع الحاشية قبل السابقة
7 - كذا بالاصل : مرتدي بإثبات الياء وفي المصدرين : مرتد
8 - في المصدرين السابقين : ومؤتزر

(47/408)


انه من افاضلهم الا احئ اليك يا نبي الله قال بلى قال فوضع احدى رجليه في الماء ثم ذهب ليضع الاخرى فقال اوه غرقت يا نبي الله قال ارني يدك يا قصير الايمان لو ان لابن ادم من اليقين قدر شعيرة مشى على الماء اخبرنا أبو محمد بن الاكفاني وعبد الكريم بن حمزة قالا حدثنا أبو بكر الخطيب انبانا أبو الحسين بن بشران انبأنا ابن صفوان حدثنا ابن ابي الدنيا حدثنا محمد بن علي بن الحسن بن سفيان حدثنا ابراهيم بن ابي الاشعث عن فضيل بن عياض قال قيل لعيسى بن مريم يا عيسى بأي شئ تمشي على الماء قال بالايمان واليقين قالوا فانا امنا كما امنت وايقنا كما ايقنت قال فامشوا إذا قال فمشوا معه فجا فغرقوا فقال لهم عيسى ما لكم قالوا خفنا الموج قال الا خفتم رب الموج قال فاخرجهم ثم ضرب بيده الى الارض فقبض بها ثم بسطها فإذا في احدى يديه ذهب وفي الاخرى مدراو حصى فقال ايهما احلى في قلوبكم قالوا هذا الذهب قال فانهما عندي سواء اخبرنا أبو القاسم هبة الله بن احمد بن عمر انا أبو طالب محمد بن علي بن الفتح حدثنا أبو الحسين محمد بن احمد بن سمعون ح واخبرنا أبو بكر محمد بن الحسين المقرئ الفرضي حدثنا أبو الحسين محمد بن علي بن المهتدي حدثنا أبو احمد عبيد الله بن محمد الفرضي حدثنا عثمان بن احمد بن يزيد حدثنا اسحاق بن ابراهيم الختلي حدثنا محمد بن حاتم الطوسي حدثنا احمد بن عبد الله الهروي حدثنا اسحاق بن ابراهيم الثعلبي حدثنا مقاتل عن الضحاك عن ابن عباس قال خرج عيسى بن مريم يستسقي بالناس فأوحى الله إليه لا يستسقي معك خطاء
_________
1 - زيادة اللإيضاح
2 - زيادة لإيضاح السند
3 - الاصل : بشر تصحيف والسند معروف
4 - من طريقه رواه ابن كثير في البداية والنهاية 2 / 104 وقصص الانبياء 2 / 423 و 424
5 - في المصدرين : إبراهيم بن الاشعث
6 - في المصدرين : في الموج
7 - الاصل : مدرا ) والمثبت عن المختصر والمصدرين السابقين

(47/409)


فاخبرهم بذلك فقال من كان من اهل الخطايا فليعتزل فاعتزل الناس كلهم الا رجل مصاب بعينه اليمنى فقال له عيسى ما لك لا تعتزل قال يا روح الله ما عصيت الله طرفة عين ولقد التفت فنظرت بعيني هذه الى قدم امرأة من غير ان كنت اردت النظر إليها فقلعتها ولو نظرت إليها باليسرى لقلعتها قال فبكى عيسى حتى ابتلت لحيته بدموعه وقال اللهم انك خلقتنا وقد علمت ما نعمل من قبل ان تخلقنا فلم يمنعك ذلك ان لا تخلقنا فلما خلقتنا وتكفلت بارزاقنا فارسل السماء علينا مدرارا فو الذي نفس عيسى بيده ما خرجت الكلمة تامة من فيه حتى ارخت السماء عزاليها وسقي الحاضر والباد لفظ ابن سمعون اخبرنا أبو سعد بن البغدادي انبأنا أبو المفضل المطهر بن عبد الواحد بن محمد انبأنا أبو عمرو عبد الله بن محمد بن احمد بن عبد الوهاب السلمي انبأنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن عمر الزهري حدثنا عمي عبد الرحمن بن عمر بن يزيد المقرئ حدثنا عبد الوهاب الثقفي عن هشام عن الحسن قال خرج عيسى بن مريم يستسقي فخرج فبرز لهم فقال جوزوا ولا يجوز عاص فرجع ناس من الناس ثم قالها الثانية فرجع ناس من الناس حتى لم يبق في الجنان الا رجل واحد اعور قال له عيسى بن مريم مالك اما اصبت ذنبا قط قال اما ذنب اعلمه فلا الا اني نظرت الى امرأة بعيني هذه فلما ولت اتبعتها اياها فبكى عيسى وقال انت صاحبي فدعا عيسى وامن الرجل فسقوا اخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي انبأنا محمد بن احمد بن محمد الانباري انبأنا محمد بن الحسين بن يوسف الأصبهاني أنبأنا محمد بن احمد بن عبد الله النقوي حدثنا الدبري انبأنا عبد الرزاق عن معمر عن رجل عن شهر بن حوشب
_________
1 - العزالي والعزالز جمع عزلاء وهي مصب الماء من الرواية ونحوها
وتطلق ايضا على فم الرواية اي الاعلى الذي يصب الماء فيه اولا ( القاموس المحيط )
2 - كذا وإعجمها ناقص بالاصل ولعل الصواب : الجنان
3 - إعجمها مضطرب بالاصل والصواب ما اثبت ترجمته في سير اعلام النبلائ 16 / 141
4 - بدون إعجام بالاصل وهو إسحاق بن إبراهيم بن عباد أبو يعقوب الصنعاني ترجمته في سير الاعلام 13 / 416 وهو صاحب ابي عبد الله النقوي راجع الحاشية السابقة

(47/410)


ان عيسى بن مريم خرج يستسقي فخرج الناس ثم قال لهم من كان منكم اذنب ذنبا فليرجع قال فجعل الناس يرجعون حتى لم يبق معه إلا رجل اعور فقال عيسى اما اذنبت قط فقال نظرت بعيني هذه مرة واحدة الى مالا يحل لي ففقأتها فقال له عيسى ادع وانا اؤمن قال فدعا وامن عيسى فسقاهما الله اخبرنا أبو الحسن علي بن مسلم الفقيه انبأنا أبو الحسن احمد بن عبد الواحد بن ابي الحديد انبأنا جدي أبو بكر محمد بن احمد بن عثمان انبأنا أبو الدحداح احمد بن محمد بن اسماعيل انبانا محمود بن خالد حدثنا الفريابي عن غالب حدثني السدي قال اصاب الناس قحط على عهد عيسى بن مريم فقال الحواريون يا عيسى لو خرجنا فاستسقينا فلما اجتمع الناس قال عيسى من كانت له خطية فلا يخرج معنا فانه لا حاجة لنا باهل الخطايا فرجع الناس الا اثني عشر رجلا قال لهم عيسى ما لكم خطايا قالوا بلى يا نبي الله قال فارجعوا فلا حاجة لنا بكم قال فرجعوا الا رجلا اعور فقال له عيسى ما لك انت خطية قال لا تعجل علي يا نبي الله نظرت نظرة الى خطية بعيني هذه ففقأتها فلا اعلم لي ذنبا غيره قال له عيسى انت صاحبي ادع انت واؤمن انا قال بل ادع انت واؤمن انا قال فدعا عيسى وأمن الرجل فما رجعوا حتى كادوا ان يدركهم الغرق اخبرنا أبو غالب بن البنا انبأنا أبو محمد الجوهري أنبأنا أبو عمر بن حيوية وابو بكر بن اسماعيل قالا حدثنا يحيى بن محمد بن صاعد حدثنا الحسين بن الحسن انبأنا ابن المبارك حدثنا ابن جعفر عن المغيرة عن الشعبي قال كان عيسى بن مريم إذا ذكر عنده الساعة صاح ويقول لا ينبغي لابن مريم ان تذكر عنده الساعة فيسكت
_________
1 - ترجمته في سير اعلام النبلاء 15 / 401
2 - هو محمد بن يوسف بن واقد بن عثمان أبو عبد الله ترجمته في سير اعلام النبلاء 10 / 114 وتهذيب الكمال
17 - / 361
3 - هو غالب بن عبيد الله الجزري دكره المزي من مشايخ الفريابي راجع ترجمة الفريابي في تهذيب الكمال 17 / 316
4 - الاصل : رجل
5 - الاصل : ادعوا )
6 - الاصل : عمرو تصحيف
7 - البداية والنهاية بتحقيقنا 2 / 104 وقصص الانبياء لابن كثير 2 / 424

(47/411)


اخبرنا أبو طالب علي بن عبد الرحمن انبأنا أبو الحسن الخلعي انبأنا أبو محمد بن النحاس انبأنا أبو سعيد بن الاعرابي حدثنا أبو عثمان سعيد البصري الضرير حدثنا محمد بن خالد بن خداش وهو خالي من الرضاعة حدثنا مسلم بن قتيبة عن مالك بن مغول عن عبد الله بن سعيد بن ابجر قال كان عيسى إذا سمع الموعظة صرخ صراخ الثكلى اخبرنا أبو القاسم هبة الله بن عبد الله انبأنا أبو بكر الخطيب انبأنا احمد بن ابي جعفر القطيعي انبأنا محمد بن عبد الله بن محمد الشيباني حدثنا غياث بن مصعب بن عبدة أبو العباس الخجندي الرباطي حدثنا محمد بن حماد الشاشي عن حاتم الاصم عن شقيق عن ابراهيم البلخي عن من اخبره من اهل العلم قال قيل لعيسى بن مريم كيف اصبحت يا روح الله قال اصبحت وربي من فوقي والنار امامي والموت في طلبي لا املك ما ارجو ولا اطيق دفع ما اكره فاي فقير افقر مني اخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر انبأنا أبو بكر البيهقي انبأنا أبو عبد الله الحافظ انبأنا أبو عبد الله محمد بن علي الصنعاني حدثنا اسحاق بن ابراهيم انبأنا عبد الرزاق عن معمر عن جعفر بن برقان ح واخبرنا أبو الوقت عبد الاول بن عيسى انبأنا أبو صاعد يعني ابن هبة الله انبأنا أبو محمد بن ابي شريح انبأنا محمد بن عقيل بن الازهر حدثنا الرمادي حدثنا عبد الرزاق انبأنا معمر حدثنا جعفر بن برقان ان عيسى بن مريم كان يقول اللهم اني اصبحت لا استطيع دفع ما اكره ولا املك نفع ما ارجو واصبح الامر بيد غيري واصبحت مرتهنا بعملي فلا فقير افقر مني اللهم لا
_________
1 - الاصل الجر وفي البداية والنهاية : بحر كلاهما تصحيف والتصويب عن قصص الانبياء لابن كثير : ترجمته في تهذيب الكمال 12 / 41
2 - رواه ابن كثير في البداية والنهاية 2 / 104 وقصص الانبياء 2 / 424
3 - الاصل : الثكل ) والمثبت عن المصدرين
4 - من طريقه روي في البداية والنهاية 2 / 104 وقصص الانبياء لابن كثير 2 / 424
5 - في المصدرين السابقين : جعفر بن بلقان

(47/412)


تشمت بي عدوي ولا تسؤ بي صديقي ولا تجعل مصيبتي في ديني ولا تسلط علي من لا يرحمني اخبرنا أبو القاسم علي بن ابراهيم انبأنا رشأ بن نظيف انبأنا الحسن بن اسماعيل انبأنا احمد بن مروان حدثنا أبو بكر اخو خطاب ح واخبرنا أبو بكر محمد بن شجاع انبأنا أبو عمرو بن مندة انبأنا الحسن بن محمد بن احمد انبأنا أبو الحسن اللنباني حدثنا أبو بكر بن ابي الدنيا قالا حدثنا خالد بن خداش حدثنا صالح المري عن ابي عمران الجوني عن ابي الجلد قال قال عيسى بن مريم فكرت في الخلق فوجدت من لم يخلق اغبط عندي ممن خلق اخبرنا أبو عبد الله الحسين بن عبد الملك انبأنا أبو عثمان سعيد بن احمد بن محمد أنبأنا أبو سعيد محمد بن عبد الله بن محمد التاجر المعدل حدثنا محمد بن احمد بن دلويه حدثنا محمد بن يزيد حدثنا ابراهيم بن الاشعث حدثنا الفضيل بن عياض عن يونس بن عبيد قال كان عيسى بن مريم يقول لا يصيب احد حقيقة الايمان حتى لا يبالي من اكل الدنيا قال وسمعت الفضيل يقول قال عيسى فكرت في الخلق فوجدت من لم يخلق اغبط عندي ممن خلق اخبرنا أبو القاسم هبة الله بن عبد الله انبأنا أبو بكر الخطيب انبأنا محمد بن الحسين بن الفضل القطان انبأنا دعلج بن احمد انبأنا محمد بن علي بن زيد الصايغ ان سعيد بن منصور حدثهم حدثنا مروان بن معاوية حدثنا يسار بن عيسى التميمي عن شيخ من بني فزارة يقال له حفص في قوله " يا ايها الرسل كلوا من الطيبات " قال ذاك عيسى بن مريم كان يأكل من غزل امه
_________
1 - رسمها بالاصل : اللساني تصحيف
2 - البداية والنهاية 2 / 104 وقصص الانبياء لابن كثير 2 / 424
3 - البداية والنهاية 2 / 104 وقصص الانبياء لابن كثير 2 / 405
4 - سورد المؤمنون الاية : 51
5 - راجع تفسير القرطبي 12 / 128 تفسر سورة : المؤمنون ) الاية 51 نقلا عن الطبري

(47/413)


قال واخبرني أبو الفتح هلال بن محمد بن جعفر الحفار حدثنا أبو علي محمد بن احمد بن الحسن حدثنا حامد بن شعيب البلخي حدثنا سريج حدثنا مروان بن معاوية عن يسار بن ابي عيسى عن رجل من بني فزارة يقال له حفص اراه رفعه شك مروان في قول الله عز و جل " يا ايها الرسل كلوا من الطيبات " قال ذاك عيسى بن مريم كان يأكل من غزل امه اخبرنا أبو سعد بن البغدادي انبأنا أبو المظفر محمود بن جعفر بن محمد وابو الطيب محمد بن احمد بن ابراهيم قالا انبأنا الحسن بن علي بن احمد حدثنا الفضل بن الحصيب حدثنا أبو الحسين محمد بن عبد الله بن مخلد حدثنا أبو بكر بن ابي شيبة حدثنا ابن ادريس عن حصين عن مجاهد عن عبيد بن عمير قال كان عيسى يلبس الشعر هذه مختصرة وقد رويت عن مجاهد من وجه آخر اتم منها الا انه لم يذكر فيها عبيد بن عمير اخبرنا بها أبو القاسم العلوي حدثنا القاضي أبو الحسن علي بن عبد الرحمن بن احمد بن ابراهيم القزويني حدثني ابي انبأنا أبو الحسن علي بن ابراهيم بن سلمة بن القطان حدثنا أبو حاتم محمد بن ادريس الحنظلي الرازي حدثنا ابن دكين يعني ابا نعيم حدثنا مسعر عن عمرو بن مرة عن مجاهد قال كان عيسى يأكل الشجر ويلبس الشعر ويبيت حيث يمسي ولا يخبئ لغد ولم يكن له ولد يموت ولا وبيت يخرب كذا وقع فيه وهو أبو الحسن عبد العزيز بن عبد الرحمن القزويني اخبرنا أبو القاسم زاهر وابو بكر وجيه ابنا طاهر بن محمد قالا انبأنا أبو نصر بن موسى انبأنا يحيى بن اسماعيل الحربي انبأنا عبد الله بن الشرقي حدثنا عبد الله بن هاشم حدثنا وكيع حدثنا مسعر عن عمرو بن مرة عن مجاهد قال كان عيسى يلبس الشعر ويأكل الشجر ولا يخبئ اليوم لغد ويبيت حيث أواه الليل لم يكن له ولد فيموت ولا بيت فيخرب
_________
1 - بالاصل : يعني انبانا نعيم
2 - البداية وانهاية 2 / 104 وقصص الانبيائ لابن كثير 2 / 414

(47/414)


اخبرنا أبو الحسن علي بن المسلم الفقيه انبأنا حيدرة بن علي المالكي انبأنا أبو محمد بن ابي نصر انبأنا عمي أبو علي حدثنا احمد بن علي بن سعيد القاضي حدثنا علي بن الجعد أنبأنا شعبة عن حصين عن سالم بن أبا الجعد عن عبيد بن عمير قال كان عيسى بن مريم ح واخبرنا أبو القاسم هبة الله بن محمد بن الحصين انبأنا أبو القاسم التنوخي انبأنا أبو طاهر محمد بن عبد الرحمن بن العباس الذهبي بقراءتي عليه ح وأخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد أنبأنا أبو الحسين بن النقور أنبأنا أبو طاهر المخلص ح واخبرنا أبو غالب بن البنا انبأنا أبو غالب انبأنا أبو يعلى بن الفراء انبأنا محمد بن عبد الله بن اخي ميمي قالا حدثنا عبد الله بن محمد بن عبد العزيز حدثنا محمد بن زياد بن فروة حدثنا أبو الاحوص عن منصور عن رجل يظنه وقال ابن اخي ميمي ظنه أبو الاحوص هلال بن يساف قال كان عيسى بن مريم يأكل الشجر ويلبس الشعر ويبيت حيث امسى لم يكن له ولد فيموت ولا بيت يخرب ولا يخبئ غداء لعشاء ولا عشاء لغداء وكان يقول كل يوم يجئ معه رزقه اخبرنا أبو محمد عبد الكريم بن حمزة حدثنا أبو بكر احمد بن علي ح واخبرنا أبو محمد بن طاوس انبأنا عاصم بن الحسن اجازة قالا انبأنا أبو الحسين علي بن محمد بن عبد الله بن بشران انبأنا الحسين بن
_________
1 - هو أبو علي محمد بن القاسم بن حبيب بن ابي نصر التميمي راجع الحاشية التالية
2 - ترجمته في سير اعلام النبلاء 13 / 527 وتهذيب الكمال 1 / 207
3 - كذا بالاصل
4 - هو منصور بن المعتمر راجع ترجمته في تهذيب الكمال 18 / 400 وترجمة ابي الاحوص سلام بن سليم في تهذيب الكمال 8 / 224
5 - ترجمته في تهذيب الكمال 19 / 327

(47/415)


صفوان حدثنا عبد الله بن محمد بن ابي الدنيا حدثنا الحسن بن عبد العزيز الجروي حدثنا أبو مسهر حدثنا سعيد بن عبد العزيز ان عيسى نظر الى ابليس فقال له هذا آثر كون الدنيا إليها خرج واياها سأل لا اشركه في شئ منها ولا حجرا اضعه تحت رأسي فلا اكشر فيها ضاحكا حتى اخرج منها اخبرنا أبو محمد بن طاوس انبأنا عاصم بن حسن قراءة انبأنا أبو الحسين بن بشران انبأنا الحسين بن صفوان حدثنا عبد الله بن محمد بن عبيد حدثنا مروان بن إبراهيم حدثنا أبو سعيد البجلي عن اسماعيل بن ابي خالد ان عيسى بن مريم كان متوسدا حجرا فمر به ابليس فقال يا عيسى قد رضيت من الدنيا بهذا الحجر قال فاخذه من تحت رأسه فقذف به إليه وقال هذا لك مع الدنيا لا حاجة لي فيه اخبرنا أبو الحسن بركات بن عبد العزيز وابو محمد عبد الكريم بن حمزة قالا حدثنا أبو بكر الخطيب انبأنا محمد بن احمد بن محمد بن رزقوية انبأنا احمد بن سندي بن الحسن حدثنا الحسن بن علي القطان حدثنا اسماعيل بن عيسى انبأنا أبو حذيفة اسحاق بن بشر انبأنا هشام بن حسان عن الحسن ان عيسى رأس الزاهدين يوم القيامة قال وان الفرارين بذنوبهم يحشرون يوم القيامة مع عيسى بن مريم قال وقال الحسن ان عيسى بن مريم مر به ابليس يوما وهو متوسد حجرا وقد وجد لذة النوم فقال له يا عيسى اليس تزعم انك لا تريد شيئا من عرض الدنيا فهذا الحجر من عرض الدنيا فقام عيسى غضبانا ثم اخذ الحجر فرمى به فقال هذا لك مع الدنيا يا ابليس فلعمري ان الدنيا مزرعة لك وان اهلها لك عمال
_________
1 - ترجمته في تهذيب الكمال 4 / 360 وسير الاعلام 12 / 332
2 - تقرأ بالأصل : أصفه والمثبت عن المختصر
3 - البداية والنهاية بتحقيقنا 2 / 104 وقصص الانبياء لابن كثير 2 / 425
4 - البداية والنهاية 2 / 104 وقصص الانبياء لابن كثير 2 / 425
5 - الزيادة عن المختصر للإيضاح وفي المصادر : فقال
6 - كذا جاءت بالاصل منونة
وفي المختصر غضبان وقد سقطت اللفظة من المصدرين

(47/416)


قال وانبأنا أبو حذيفة انبأنا هشام عن الحسن قال كان عيسى يمشي على الماء قال فقال الحواريون يا روح الله انك لتمشي على الماء قال نعم ذلك باليقين بالله قالوا انا بالله لموقنون قال لهم عيسى ما تقولون لو عرض لكم في الطريق در وحجر ايهما كنت تأخذون قالوا الدر قال لا والله حتى يكون الدر والياقوت والحجارة عندكم سواء قال وقال الحسن ان عيسى بن مريم اصابه الحر وهو صائم حتى اشتد به فقالوا يار روح الله وكلمته لو بنينا لك بيتا تسكنه ويكنك من الحر والبرد قال لا حاجة لي به فالحوا عليه فأذن لهم فبنوا عريشا فلما دخله فنظر إليه قال سبحان الله اعادي انا انما اردت بيتا إذا جلست اصاب رأسي سقفه وإذا اضطجعت اصاب جنبي حائطه ولا حاجة لي بهذا فلم يسكن بعدها ظل بيت حتى رفع قال وقال الحسن فوالله لو لم يعذبنا الله الا بحبنا الدنيا لعذبنا لان الله يقول احببت شيئا ابغضه ولقول الله تعالى " تريدون عرض الدنيا والله يريد الاخرة " قال وانا أبو حذيفة انبأنا عيسى بن عطية السعدي وابو روق الهزاني وعبد الله بن زياد بن سمعان قالوا جميعا عن مكحول عن كعب ان عيسى بن مريم كان يأكل الشعير ويمشي على رجليه ولا يركب الرواب ولا يسكن البيوت ولا يصطبح بالسراج ولا يلبس الكراسف يعني القطن ولم يمس النساء ولم يمس الطيب ولم يمزج شرابه بشئ قط ولم يبرده ولم يدهن رأسه قط ولم يقرب رأسه ولحيته غسول قط ولم يجعل بين الارض وبين جلده شيئا قط الا لباسه ولم يهتم لغداء قط ولا لعشاء قط ولا اشتهي شيئا من شهوات الدنيا وكان يجالس الضعفاء والزمنى والمساكين وكان إذا قرب إليه الطعام على شئ وضعه على الارض ولم يأكل مع الطعام
_________
1 - سورة الانفال الاية : 68
2 - بون إعجام بالاصل والصواب ما اثبت ترجمته في سير اعلام النبلاء 15 / 285 واسمه احمد بن محمد بن بكر أبو روق البصري الهزاني

(47/417)


ادما قط وكان يجترئ من الدنيا بالقوت القليل ويقول هذا لمن يموت ويحاسب عليه كثير قال وانبأنا أبو حذيفة انبأنا هشام عن الحسن قال بلغني انه قيل لعيسى بن مريم تزوج قال وما أصنع بالتزويج قالوا تلد لك الاولاد قال الاولاد ان عاشوا فتنوا وان ماتوا احزنوا اخبرنا أبو القاسم علي بن ابراهيم انبأنا رشأ بن نظيف انبأنا الحسن بن اسماعيل انبأنا احمد بن مروان بن سهلوية حدثنا اسحاق بن ابراهيم حدثنا أبو اسامة حدثني سليمان بن المغيرة عن ثابت البناني قال قيل لعيسى لو اتخذت حمارا تركيه فقال انا اكرم على الله من ان يجعل لي شيئا يشغلني به اخبرنا أبو عبد الله محمد بن الفضل انبأنا محمد بن علي بن محمد الخشاب ح واخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر انبأنا أبو بكر البيهقي قالا انبأنا أبو محمد بن يوسف انبأ أبو سعيد بن الاعرابي حدثنا عبد الملك الميموني وعباس الدوري قالا حدثنا روح بن عبادة حدثنا سليمان بن المغيرة عن ثابت البناني قال قيل لعيسى بن مريم لو اتخذت حمارا تركبه لحاجتك قال انا اكرم على الله يجعل لي شيئا يشغلني عنه اخبرنا أبو القاسم اسماعيل بن محمد بن الفضل انبأنا الفضل بن محمد في كتابه انبانا احمد بن جعفر الفقيه انبأنا أبو عثمان بن عبد الوهاب حدثنا عبد الله بن جعفر حدثنا ابي حدثنا اسحاق بن ابي اسرائيل حدثنا عثمان بن اليمان البصري حدثنا
_________
1 - ترجمته في سير اعلام النبلاء 15 / 427
2 - ترجمته في سير اعلام النبلاء 18 / 150
3 - هو عبد الله بن يوسف الاصبهاني أبو محمد الاردستاني ترجمته في سير اعلام النبلاء وراجع ترجمة ابي بكر البيهقي في سير الاعلام 18 / 163 وترجمة ابي سعيد بن الاعرابي فيها 15 / 407
4 - كتب فوقها في الاصل : ملحق

(47/418)


عبد الله بن بديل العقيلي عن رجل يقال له عوسجة قال أوحى الله تعالى الى عيسى عليه السلام يا عيسى لو رأت عيناك ما اعددت لعبادي الصالحين لذاب قلبك وزهقت نفسك اشتياقا إليه اخبرنا أبو القاسم الشحامي انبأنا أبو بكر البيهقي انبأنا أبو عبد الله الحافظ وابو محمد بن المقرئ قالا حدثنا أبو العباس الاصم حدثنا الخضر بن ابان نا سيار حدثنا جعفر حدثنا جحفرمالك بن دينار قال قالوا لعيسى بن مريم يا روح الله الانبني لك بيتا قال بلى ابنوه على شاطئ البحر قالوا إذا يجئ الماء فيذهب به قال اين تريدون تبنون لي على القنطرة قال وانبأنا أبو عبد الله الحافظ انبأنا أبو عبد الله الصفار انبأنا أبو بكر بن ابي الدنيا حدثنا اسحاق بن ابراهيم حدثنا يحيى بن اليمان عن شعيب بن اسحاق قال قيل لعيسى لو اتخذت بيتا قال يكفينا خلقان من كان قبلنا قال وانبأنا أبو عبد الله انبأنا الصفار انبأنا أبو بكر حدثني عبد الرحمن بن صالح حدثنا محمد بن فضيل عن عطاء بن السائب عن ميسرة قال ما بنى عيسى بيتا فقيل له الا تبني فقال لا اترك بعدي شيئا من الدنيا اذكر به اخبرنا أبو القاسم علي بن ابراهيم انبأنا رشأ بن نظيف انبأنا الحسن بن اسماعيل انبأنا احمد بن مروان حدثنا علي بن الحسن الربعي حدثنا ابن ابي الحواري قال سمعت ابا سليمان يقول بينما عيسى يمشي في يوم صائف وقد مسه الحر والشمس والعطش فجلس في ظل
_________
1 - كذا بالاصل ومر قريتا خبر من طريق عبد الله بن بديل العقيلي عن عبد الله بن عوسجة 2 - راجع قصص الانبياء لابن كثيز 2 / 405 والبداية والنهاية 2 / 94
3 - زيد بعدها بالاصل : إلى
4 - لفظذ غير واضحة ونميل إلى قراءتها : ناسيا وحدثنا والصواب ما اثبت نا سيار حدثنا راجع الحاشية التالية
5 - هو جعفر بن سليمان الضبعي
راجع ترجمته في تهذيب الكمال 3 / 400 وترجمة مالك بن دينار في تهذيب الكمال ايضا 17 / 396
6 - هو عبد الرحمن بن احمد بن عطية الدراني أبو سليمان راجع ترجمة احمد بن ابي الحواري في تهذيب الكمال 1 / 178

(47/419)


خيمة فخرج إليه صاحب الخيمة فقال يا عبد الله قم من ظلنا فقام عيسى فجلس في الشمس وقال ليس انت الذي اقمتني انما اقامني الذي لم يرد ان اصيب من الدنيا شيئا اخبرنا أبو سعد بن البغدادي انبأنا أبو العباس احمد بن محمد بن احمد بن القاسم وابو عمرو بن مندة قالا انبأنا الحسن بن حمد بن احمد انبأنا احمد بن محمد بن عمر حدثنا أبو بكر بن ابي الدنيا حدثني علي بن ابي مريم عن زهير ابي سعيد الموصلي قال اخبرت ان عيسى بن مريم دخل ذات يوم ربة فمطرت السماء فنظر الى ثعلب قد اقبل مستديرا بذنبه حتى دخل جحره فقال الحمد لله الذي جعل لكل شئ مأوى الا عيسى بن مريم لا مأوى له فإذا هو بصوت يا ابن مريم ادخل الفج فدخل الفج فإذا هو برجل قائم يصلي فاقام عنده ثمانية عشر يوما ينتظره لينفتل من صلاته فيكلمه فلما انفتل قال له يا عبد الله ما الذي اذنبت فاقبل العابد على البكاء وقال يا روح الله اذنبت ذنبا عظيما قال وما هو قال قلت يوما لشئ كان يا ليته لم يكن اخبرنا أبو القاسم العلوي انبأنا أبو الحسن المقرئ انبأنا أبو محمد المقرئ انبأنا أبو بكر الدينوري حدثنا محمد بن يونس البصري حدثنا الحسن بن علي الخلال انبأنا المعتمر بن سليمان التيمي قال خرج عيسى على اصحابه وعليه جبة من صوف وكساء وتبان حافيا باكيا اشعث مصفر اللون من الجوع يابس الشفتين من العطش فقال السلام عليكم يا بني اسرائيل انا الذي انزلت الدنيا منزلتها باذن الله ولا عجب ولا فخر اتدرون اين بيتي قالوا اين بيتك يا روح الله قال بيتي المساجد وطيبي الماء وادامي الجوع وسراجي القمر بالليل وصلاتي في الشتاء مشارق الشمس وريحاني بقول الارض ولباسي الصوف وشعاري خوف رب العزة وجلسائي الزمنى والمساكين اصبح
_________
كذا بالاصل وفي المختصر : مستذفرا
راجع ما كتبه محققه في حاشيته
_________
1 - كذا بالاصل وفي المختصر : مستذفرا
راجع ما كتبه محققه في حاشيته
2 - الزيادة للإيضاح عن المختصر
3 - من طريقه رواه ابن كثير في البداية والنهاية 2 / 104 وقصص الانبياء 2 / 425 وقال في آخره : رواه ابن عساكر
4 - التبان : سراويل صغير مقدار شبر وقيل إلى ما فوق الركبة ( اللسان )
5 - كذا بالاصل وفي المختصر والمصادر : شعثا

(47/420)


وليس لي شئ وامسي وليس لي شئ وانا طيب النفس غني مكثر فمن اغنى مني واربح انبأنا أبو علي الحداد انبأنا أبو نعيم الاصبهاني الحافظ حدثنا ابي حدثنا أبو الحسن بن ابان حدثنا أبو بكر بن عبيد حدثني المثنى بن معاذ العنبري حدثني محمد بن سباع النميري قال بينما عيسى بن مريم يسيح في بعض بلاد الشام إذ اشتد به المطر والرعد والبرق فجعل يطلب شيئا يلجأ إليه فرفعت له خيمة من بعيد فأتاها فإذا فيها امرأة فحاد عنها فإذا هو بكهف في جبل فأتاه فاذافي الكهف اسد فوضع يده عليه ثم قال الهي جعلت لكل شئ مأوى ولم تجعل لي مأوى فأجابه الجليل تعالى مأواك عندي في مستقر من رحمتي لأزوجنك يوم القيامة مائة حوراء خلقاء بيدي ولأطعمن في عرسك اربعة آلاف عام يوم منها كعمر الدنيا ولآمرن مناديا ينادي اين الزهاد في الدنيا زوروا عرس الزاهد عيسى بن مريم انبأنا أبو القاسم علي بن ابراهيم انبانا أبو الحسن بن ابي الحديد انبأنا جدي أبو بكر انبأنا محمد بن يوسف انبأنا محمد بن حماد الطهراني انبأنا عبد الزراق انبأنا معمر عن ثابت البناني عن ابي رافع قال رفع عيسى بن مريم وعليه مدرعة وخفا راعي وحذاقة يحذف بها الطير خالفه الدبري فقال عن ثابت عن ابي العالية انبأنا أبو علي الحداد انبأنا أبو نعيم حدثنا سليمان بن احمد حدثنا اسحاق بن ابراهيم انبأنا عبد الرزاق انبأنا معمر عن ثابت عن ابي العالية قال ما ترك عيسى بن مريم حين رفع الا مدرعة صوف وخفي راع وقذافة يقذف بها الطير اخبرنا أبو الحسن بن ابي الحديد انبأنا جدي أبو عبد الله انبأنا أبو علي
_________
1 - كذا بالاصل والمختصر وفي البداية والنهاية وقصص الانبياء : غير مكترث
2 - بالاصل : زور والمثبت عن المختصر
3 - بالاصل : زورا تصحيف والتصويب عن المختصر
4 - كذا بالاصل : بإثبات الياء
5 - كذا بالاصل وفي المختصر : خذافة يخذف بالخاء المعجمة
وفي القاموس : حذفة بالعصا : رماه بها والحذافة ككناسة : ما حذفته من الاديم وغيره

(47/421)


الاهوازي انبأنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن اسماعيل الشيباني حدثنا أبو بكر محمد بن سليمان الربعي حدثنا عبد الرحمن بن عبيد الهاشمي حدثنا عبدة بن عبد الرحيم حدثنا ابراهيم بن الاشعث قال سمعت سفيان بن عيينة يقول بلغني ان عيسى بن مريم قال يا معشر الحواريين كما ترك لكم الملوك الحكمة فكذلك اتركوا لهم الدنيا رواها ابن المبارك فزاد فيها خلف بن حوشب اخبرنا بها أبو غالب بن البنا انبأنا أبو محمد الجوهري أنبأنا أبو عمر بن حيوية وابو بكر بن اسماعيل قالا حدثنا يحيى بن محمد بن صاعد حدثنا الحسين بن الحسن انبأنا ابن المبارك حدثنا سفيان بن عيينة ح وأخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر أنبأنا أبو سعد محمد بن عبد الرحمن أنبأنا أبو الحسن أحمد بن إبراهيم بن عبدوية العبدي أنبأنا أبو زيد حاتم بن محبوب حدثنا الحسين بن الحسن أنبأنا ابن المبارك أنبأنا ابن عيينة عن خلف بن حوشب قال قال عيسى بن مريم للحواريين كما ترك لكم الملوك الحكمة فكذلك فدعوا لهم الدنيا اخبرنا أبو محمد الحسن بن ابي بكر بن ابي الرضا انبأنا الفضيل بن يحيى الفضيل انبأنا عبد الرحمن بن احمد بن ابي شريح انبأنا محمد بن عقيل بن الازهر الفقيه حدثنا أبو عبيدالله الوراق نا سيار ابن حاتم حدثنا جعفر حدثنا مالك بن دينار قال قال عيسى بن مريم معاشر الحواريين ان خشية الله وحب الفردوس يورثان الصبر على المشقة ويباعدان من زهرة الدنيا اخبرنا أبو القاسم اسماعيل بن محمد بن الفضل انبانا محمد بن احمد بن هارون أبو الخير انبأنا احمد بن موسى حدثنا عبد الله بن محمد بن عيسى حدثنا محمد بن عبد الله بن النعمان حدثنا محمد بن سعيد بن سابق حدثنا عبد الله بن المبارك عن وهيب بن الورد قال
_________
1 - قصص الانبياء لابن كثير 2 / 426 والبداية والنهاية 2 / 105 وحلية الاولياء 5 / 74
2 - الاصل : عمرو تصحيف
3 - رواه ابن المبارك في الزهد والرقائق ص 96 رقم 284

(47/422)


كان عيسى يقول حب الفردوس وخشية جهنم يورثان الصبر على المصيبة ويبعدان العبد من راحة الدنيا اخبرنا أبو الحسن علي بن المسلم الفرضي انبأنا أبو القاسم بن ابي العلاء ح واخبرنا أبو المعالي الحسين بن حمزة بن الحسين انبأنا نجيب بن عمار بن احمد الغنوي قالا انبأنا أبو محمد بن ابي نصر انبأ خيثمة بن سليمان حدثنا أبو العباس احمد بن محمد البرتي حدثنا داود بن عمرو حدثنا اسماعيل بن عياش عن عبد الله بن دينار عن ابن عمر قال قال عيسى بن مريم يا معشر الحواريين كلوا الخبز الشعير واشربوا الماء القراح واخرجوا من الدنيا سالمين آمنين لحق ما اقول لكم ان حلاوة الدنيا مرارة الآخرة وان بمرارة الدنيا حلاوة الآخرة وان عباد الله ليسوا بالمتنعمين لحق ما اقول لكم ان شركم عالم يؤثر هواه على عمله يود ان الناس كلهم مثله ما احب الى عبيد الدنيا ان يجدوا معذرة وابعدهم منها لو كان يعلمون اخبرنا أبو طالب علي بن عبد الرحمن انبأنا أبو الحسن الخلعي انبأنا أبو محمد بن النحاس انبأنا أبو سعيد احمد بن محمد بن زياد عبيد بن غنام حدثنا علي بن حكيم حدثنا شريك عن عاصم عن ابي صالح عن ابي هريرة قال قال عيسى لاصحابه اتخذوا المساجد مساكن والبيوت منازل وكلوا من بقل البرية وانجوا من الدنيا بسلام قال شريك فذكرت ذلك للاعمش فقال واشربوا ماء القراح اخبرنا أبو غالب بن البنا انبأنا أبو محمد الجوهري انبأنا أبو عمر بن حيوية وابو بكر بن اسماعيل قالا حدثنا يحيى بن محمد بن صاعد حدثنا الحسين بن الحسن انبأنا
_________
1 - ترجمته في سير اعلام النبلاء 15 / 412
2 - ترجمته في سير اعلام النبلاء 11 / 130 2 - من طريقه رواه ابن كثير في قصص الانبياء 2 / 426 والبداية والنهاية ب 2 / 105
3 - بالاصل : المتناعمين والمثبت عن المختصر والمصدرين
5 - قبله بالاصل : حدثنا غنيم بن حماد شطبت بخط افقي فوقها
راجع ترجمة عبيد بن غنام في سير الاعلام 13 / 558

(47/423)


عبد الله بن المبارك انبأنا شريك عن عاصم عن ابي صالح عن ابي هريرة قال كان عيسى بن مريم يقول لاصحابه اتخذوا المساجد مساكن والبيوت منازل وكلوا من بقل البرية وانجوا من الدنيا بسلام قال شريك فذكرت ذلك لسليمان فزاد فيه واشربوا من الماء القراح اخبرنا أبو الحسن الفرضي انبأنا أبو القاسم بن ابي العلاء ح واخبرنا أبو المعالي بن الشعيري انبأنا أبو السرايا نجيب بن عمار بن احمد قالا انبأنا أبو محمد بن ابي نصر انبأنا خيثمة بن سليمان حدثنا أبو العباس احمد بن محمد البرتي ببغداد حدثنا محمد بن سعيد بن الاصبهاني انبأنا شريك عن عاصم عن ابي صالح عن ابي هريرة قال قال عيسى بن مريم اتخذوا المساجد مساكن والبيوت منازل وكلوا من بقل البرية وانجوا من الدنيا بسلام وروي من وجه آخر مرفوعا اخبرناه أبو القاسم بن السمرقندي انبأنا أبو القاسم الجرجاني انبأنا حمزة بن يوسف انبأنا عبد الله بن عدي حدثنا الحسن بن سفيان حدثنا الحارث بن عبد الله الهمداني حدثنا شريك عن عاصم بن ابي النجود والاعمش عن ابي صالح عن ابي هريرة قال قال رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) قال عيسى بن مريم اتخذوا البيوت منازل والمساجد مساكن وكلوا من بقل البرية وزاد الاعمش واشربو من ماء القراح واخرجوا من الدنيا بسلام اخبرنا أبو الحسن الفرضي انبأنا أبو القاسم بن ابي العلاء ح واخبرنا أبو المعالي الشعيري انبأ نجيب
_________
1 - رواه ابن المبارك في الزهد والرقائق ص 198 رقم 563
2 - في كتاب الزهد : فزادني )
3 - سقطت من الاصل
4 - كتب فوقها في الاصل : ملحق
5 - رواه ابن عدي في الكامل في ضعفاء الرجال 4 / 18 في ترجمة شريك بن عبد الله النخعط
6 - في الكامل لابن عدي : والمساجد سكنا

(47/424)


قالا انبأنا أبو محمد انبأنا خيثمة حدثنا أبو العباس حدثنا مسلم هو ابن ابراهيم حدثنا جعفر هو ابن سليمان حدثنا عطاء الازرق قال بلغنا ان عيسى قال يا معشر الحواريين كلوا خبز الشعير ونبات الارض واشربوا ماء القراح فانكم لا تقومون بشكره واعلموا ان حلاوة الدنيا مرارة الآخرة وان مرارة الآخرة حلاوة الدنيا اخبرنا أبو محمد السندي انبأنا أبو عثمان البحيري انبأنا أبو علي زاهر بن احمد انبأنا أبو اسحاق ابراهيم بن عبد الصمد انبأنا أبو مصعب الزهري حدثنا مالك ح واخبرنا أبو القاسم الشحامي انبأنا أبو بكر البيهقي انبأنا أبو زكريا بن ابي اسحاق انبأنا أبو الحسن الطرائفي حدثنا عثمان بن سعيد حدثنا القعنبي فيما قرأ علي مالك انه بلغه ان عيسى بن مريم كان يقول يا بني اسرائيل عليكم بالماء القراح والبقل البري والخبز الشعير واياكم وخبز البر فانكم لن تقوموا بشكره اخبرنا أبو طالب علي بن عبد الرحمن انبأنا علي بن الحسن بن الحسين الخلعي انبأنا عبد الرحمن بن عمر بن النحاس انبأنا احمد بن محمد بن زياد بن الاعرابي حدثنا ابراهيم بن الوليد الحشاش حدثنا عبد الله بن عمر في مسجد جامع البصرة حدثنا هشام بن عبيد الله عن عطاء بن ابي ميمونة عن انس بن مالك قال كان طعام عيسى القاقلي حتى رفع ولم يأكل عيسى عليه السلام شيئا غيرته النار حتى رفع اخبرنا أبو الندى حسان بن تميم بن نصر الزيات انبأنا أبو الفتح نصر بن ابراهيم المقدسي لفظا انبأنا أبو الفرج عبيد الله بن محمد النحوي حدثنا أبو القاسم عيسى بن
_________
1 - يعني : احمد بن محمد البرتي
2 - كتب فوقها بالاصل : ملحق
3 - موطأ مالك ص 5154 رقم 1688
3 - رواه من طريق ابي مصعب عن مالك : ابن كثير في البداية والنهاية 2 / 105 وقصص الانبياء 2 / 427
5 - كتب فوقها في الاصل : ملحق
6 - القاقلى : نبات كتبات الاشنان مالج ( تاج العروس : قوقل )
7 - كتب بعدها بلا اصل : إلى
8 - مشيخة ابن عساكر 55 / ب

(47/425)


عبيد الله بن عبد العزيز الموصلي انبأنا أبو بكر محمد بن صلة الحموي حدثنا أبو علي نصر بن عبد الملك السنجاري حدثنا محمد بن عثمان حدثنا يزيد بن هارون انبأنا أبو الاشهب عن ميمون بن سياه قال كان عيسى بن مريم يقول يا بني اسرائيل اتخذوا مساجد الله بيوتا واتخذوا بيوتكم كمنازل الاضياف ما لكم في العالم من منزل ان انتم الا عابري سبيل اخبرنا أبو القاسم اسماعيل بن محمد بن الفضل انبأنا سهل بن عبد الله الغازي انبأنا أبو بكر بن مردوية انبأنا احمد بن محمد بن نصير حدثنا ابي حدثنا سليمان بن ابي داود حدثنا علي بن ثابت حدثني عون بن حسين عن عتبة بن يزيد قال قال عيسى بن مريم ابن آدم الضعيف اتق الله حيث ما كنت وكل كسرتك من حلال واتخذ المسجد بيتا وكن في الدنيا ضعيفا وعود نفسك البكاء وقلبك التفكر وجسدك الصبر ولا تهتم برزقك غدا فانها خطيئة تكتب عليك اخبرنا أبو القاسم علي بن ابراهيم انبأنا رشأ بن نظيف انبأنا الحسن بن اسماعيل انبأنا احمد بن مروان حدثنا أبو بكر بن ابي الدنيا حدثني محمد بن علي يعني ابن شقيق اخبرني محمد بن العباس اخبرني الحسن بن رشيد عن وهيب المكي قال بلغني ان عيسى قال يا معشر الحواريين انى كتبت لكم الدنيا فلا تنعشوها فانه لا خير في دار قد عصي الله فيها ولا خير في دار لا تدرك الاخرة الا بتركها فاعبروها ولا تعمروها واعلموا ان اهل كل خطيئة حب الدنيا ورب شهوة اورثت اهلها حزنا طويلا اخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر انبأنا أبو سعد محمد بن عبد الرحمن انبأنا أبو الحسن احمد بن ابراهيم بن عبد ربه بن سدوس العبدري انبأ أبو العباس محمد بن اسحاق السراج حدثنا عبيد الله بن جرير بن جبلة حدثنا محمد بن مطرف اخبرني بعض اخواننا
_________
1 - كذا رسمها بالاصل
2 - البداية والنهاية 2 / 105 وقصص الانبياء لابن كثير 2 / 427 3 - كذا بالاصل : وفي المختصر والمصادر : ضيفا
3 - كذا بالاصل : وفي المختصر والمصادر : ض فا
4 - كذا بالاصل والمختصر وفي المصدرين : وعلم عينك البكاء
5 - بنحوه رواه ابن كثير عن وهيب بن الورد في قصص الانبياء 2 / 427 والبداية والنهاية 2 / 105

(47/426)


أن عيسى بن مريم قال يا ابن ادم الضعيف اتق الله حيث ما كنت وكن في الدنيا ضيفا واتخذ المساجد بيتا وعلم عينك البكاء وجسدك الصبر وقلبك التفكر ولا تهتم برزق غد فانها خطيئة كذا قال وقد اسقط منها رجلان اخبرناها أبو القاسم اسماعيل بن محمد بن الفضل انبأنا عاصم بن الحسن انبأنا أبو الحسين بن بشران حدثنا الحسين بن صفوان حدثنا أبو بكر بن ابي الدنيا حدثنا عبيد الله بن جرير العتكي حدثني محمد بن ابي بكر المقدمي حدثنا محمد بن مسلم حدثنا محمد بن مطرف ان عيسى بن مريم قال يا ابن ادم الضعيف اتق الله حيث ما كنت وكن في الدنيا ضيفا واتخذ المساجد بيتا وعلم عينك البكاء وجسدك الصبر وقلبك التفكر ولا تهتم برزق غد اخبرنا أبو غالب بن البنا انبأنا أبو محمد الحسن بن علي انبأنا أبو عمر بن حيوية وابو بكر بن اسماعيل قالا انبأنا أبو محمد بن صاعد حدثنا الحسين بن الحسن انبأنا ابن المبارك انبأنا وهيب قال قال عيسى بن مريم اربع لا تجتمع في احد من الناس الا يعجب أو قال تعجب الصمت وهو اول العبادة والتواضع لله والزهادة في الدنيا وقلة الشئ اخبرنا أبو عبد الله الاديب انبأنا أبو طاهر الثقفي انبأنا محمد بن ابراهيم انبأنا أبو عروبة حدثنا احمد بن سليمان أو غيره عن ابي داود الحفري قال سمعت سفيان الثوري يقول قال المسيح انما تطلب الدنيا لتبر فتركها ابر اخبرنا أبو القاسم علي بن ابراهيم انبأنا رشأ المقرئ انبأنا الحسن بن اسماعيل انبأنا احمد بن مروان حدثنا أبو بكر بن ابي الدنيا حدثنا محمد بن علي بن شقيق حدثنا ابراهيم بن الاشعث قال سمعت الفضيل بن عياض وابن عيينة يقولان
_________
1 - رواه ابن المبارك في كتاب الزهد والرقائق ص 222 رقم 629
2 - الاصل : وهب تصحيف ولتصويب عن الزهد لابن المبارك
3 - في الزهد : إلا يعجته

(47/427)


قال عيسى بن مريم بطحت لكم الدنيا وجلستم على طهرها فلا ينازعكم فيها الا الملوك والنساء فاما الملوك فلا تنازعوهم الدنيا فانهم لن يعرضوا لكم فاتركوهم وديناهم واما النساء فاتقوهن الصوم والصلاة اخبرنا أبو محمد بن الاكفاني حدثنا عبد العزيز الكتاني انبأنا تمام بن محمد انبأنا محمد بن اسحاق الربعي حدثنا محمد بن الفيض الغساني انبأنا ابراهيم بن هشام بن يحيى بن يحيى حدثني ابي عن بعض اهل العلم ان ملكا من ملوك دمشق يقال له هذاد بن هذاد صنع طعاما ودعا إليه الناس وكان فيمن دعا عيسى وحواريه فقال المسيح لحواريه لا تذهبوا وخرج بهم فاتى بهم شاطئ بردى فاخرجوا كسرا لهم فجعلوا بيلونها في الماء ويأكلون فقال المسيح يا معشر الحواريين عجبا للملوك وما اوتوا في هذه الدنيا وما سصنع بهم يوم القيامة يا معشر الحواريين ان الله قد بطح لكم الدنيا على وجهها واجلسكم على ظهرها فليس يشارككم فيها الا الشياطين والملوك فاستعينوا عليهم بالصوم والصلاة واما الملوك فدعوهم والدنيا يدعوكم والاخرة اخبرنا أبو المطهر عبد المنعم بن احمد بن يعقوب الشامكاني انبأنا جدي أبو طاهر بن محمود قراءة عليه وانا حاضر انبأنا أبو بكر محمد بن عبيد الله بن الحسن بن محمد العدل حدثنا أبو جعفر محمد بن هارون حدثنا الربيع بن سليمان حدثنا عبد الله بن وهب أخبرني سليمان بن بلال عن يحيى بن سعيد قال كان عيسى يقول اعبروا الدنيا ولا تعمروها قال يحيى وكان عيسى يقول لاصحابه بحق اقول لكم ان حب الدنيا رأس كل خطيئة والنظر يزرع في القلب شهوة اخبرنا أبو محمد بن طاوس انبأنا عاصم بن الحسن انبأنا أبو عمر بن مهدي انبأنا عبد الله بن احمد بن اسحاق المصري حدثنا الربيع بن سليمان حدثنا ابن وهب اخبرني سليمان بن بلال عن يحيى بن سعيد قال
_________
1 - صحفت بالاصل إلى : الكناني
2 - كذا وفي المختصر : هداد بن هداد
3 - كذا بالاصل والمختصر
4 - قارن مع مشيخة ابن عساكر 128 / ب
5 - من طريقه رواه ابن كثير في قصص الانبياء 2 / 427 والبداية والنهاية 2 / 105

(47/428)


كان عيسى بن مريم قل ما تحدث بقول الحق اقول لكم قال يحيى وكان عيسى يقول اعبروا الدنيا ولا تعمروها قال يحيى وكان عيسى يقول لاصحابه يعني الحق اقول لكم ان حب الدنيا رأس كل خطيئة والنظر يزرع في القلب الشهوة وكفى بها خطيئة اخبرنا أبو الوقت عبد الاول بن عيسى انبأنا أبو صاعد يعلى بن هبة الله ح واخبرنا أبو محمد بن الحسن بن ابي بكر انبأنا أبو عاصم الفضيل بن يحيى الفضيلي قالا انبأنا عبد الرحمن بن احمد بن محمد بن ابي شريح انبأنا محمد بن عقيل بن الازهر حدثنا أبو يحيى عيسى بن احمد حدثنا ابن وهب اخبرني ابن لهيعة عن عمارة بن غزية ان عيسى كان يقول لاصحابه بحق اقول لكم ان حب الدنيا رأس كل خطيئة وبالنظرة تزرع الشهوة في الفلب وكفى بها خطيئة اخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر انبأنا أبو بكر البيهقي انبأنا أبو الحسين بن بشران انبأنا الحسين بن صفوان حدثنا عبد الله بن محمد القرشي حدثنا إسحاق بن ابراهيم حدثنا أبو داود الحفري عن سفيان بن سعيد قال كان عيسى يقول حب الدنيا اصل كل خطيئة والمال فيه داء كبير قالوا وما دواؤه قال لا يسلم من الفخر والخيلاء قالوا فان سلم قال يشغله اصلاحه عن ذكر الله اخبرنا أبو محمد بن طاوس انبأ أبو الحسين عاصم بن الحسن انبأنا أبو السهل محمود بن عمر بن جعفر انبأنا أبو الحسن علي بن الفرج بن علي بن ابي روح انبأنا أبو بكر بن ابي الدنيا حدثني ازهر بن مروان الرقاشي حدثنا شيخ جليس للمعتمر بن سليمان حدثنا شعيب بن صالح قال قال عيسى بن مريم والله ما سكنت الدنيا في قلب عبد الا التاط قلبه منها بثلاث شغل لا ينفك غناه وفقر لا يدرك غناه وأمل لا يدرك منتهاه الدنيا طالبة ومطلوبة فطالب
_________
1 - بالاصل : بن عاصم تصحيف ترجمته في سير اعلام النبلاء 18 / 598
2 - كانت بالاصل : سليمان ثم شطبت والمثبت عن المختصر ولم أجد في ترجمة المعتمر بن سليمان في تهذيب الكمال شيخا له اسمه شعيب بن صالح

(47/429)


الاخرة تطلبه الدنيا حتى يستكمل فيها رزقه وطالب الدنيا تطلبه الاخرة حتى يجئ الموت فيأخذ بعنقه اخبرنا أبو عبد الله الخلال انبأنا أبو طاهر بن محمود ح واخبرنا أبو نصر محمد بن حمد الكبريتي انبأنا أبو مسلم محمد بن علي بن مهرابزد قالا انبأنا أبو بكر بن المقرئ حدثنا احمد بن الحسين بن عبد الجبار حدثنا الهيثم بن خارجة حدثنا عثمان بن علاق حدثنا زرعة بن ابراهيم قال قال المسيح بحق اقول لكم كما لا يستطيع احدكم ان يبتني على موج البحر دارا كذاكم الدنيا فلا تتخذوها قرارا انبأنا أبو عبد الله الفراوي وغيره عن ابي عثمان اسماعيل بن عبد الرحمن انبأنا أبو القاسم بن حبيب المفسر حدثنا أبو القاسم منصور بن العباس حدثنا أبو عبد الله محمد بن ابراهيم الهروي حدثنا ابن ابي الدنيا حدثنا اسحاق بن اسماعيل انبأنا جرير عن ليث عن مجاهد قال قال عيسى بن مريم من ذا الذي بيته مدر يبني على موج البحر دارا تلكم الدنيا فلا تتخذوها قرارا وقال ايضا الدنيا قنطرة فاعبروها ولا تعمروها وقال سابق البربري في قصيدة له لكم بيوت بمستن السيول وهل * يبقى على الماء بيت اسه مدر اخبرنا أبو القاسم علي بن ابراهيم انبأنا أبو الحسن رشأ بن نظيف انبأنا الحسن بن اسماعيل انبأنا احمد بن مروان حدثنا محمد بن اسحاق حدثنا عبد القرشي عن سفيان الثوري قال
_________
1 - الاصل : بكري : 2 - رواه ابن كثير في البداية والنهاية 2 / 105 وقصص الانبياء 2 / 427
3 - البيت في البداية والنهاية 2 / 106 وقصص الانبياء لابن كثير 2 / 427
4 - في المصدرين : السيوف
5 - في المصدرين : بينى

(47/430)


قال عيسى بن مريم لا يستقيم حب الدنيا وحب الآخرة في قلب مؤمن كما لا يستقيم الماء والنار في إناء قال وحدثنا احمد حدثنا إبراهيم بن دازيل حدثنا هارون بن معروف عن ضمرة عن ابن شوذب قال مر عيسى ( صلى الله عليه و سلم ) بقوم يبكون على ذنوبهم فقال لهم اتركوها يغفر لكم قال وأنبأنا ابن مروان حدثنا إبراهيم الحربي حدثنا داود بن رشيد حدثنا أبو عبد الله الصوفي قال قال عيسى بن مريم طالب الدنيا مثل شارب ماء البحر كلما ازداد شربا ازداد عطشا حتى يقتله أخبرنا أبو محمد بن حمزة حدثنا أبو بكر الخطيب أنبأنا أبو الحسين بن بشران أنبأنا أبو علي بن صفوان حدثنا أبو بكر بن أبي الدنيا حدثني الحسن هو ابن عبد العزيز حدثنا عمرو بن أبي سلمة عن سعيد بن عبد العزيز عن ابن حلبس قال قال عيسى إن الشيطان مع الدنيا ومكره مع المال وتزيينه عند الهوى واستكانه عند الشهوات أخبرنا أبو القاسم بن أبي الحسن أنبأنا رشأ بن نظيف أنبأنا الحسن بن إسماعيل أنبأنا أبو بكر المالكي حدثنا محمد بن غالب حدثنا أبو حذيفة عن سفيان الثوري قال قال المسيح كن وسطا وامش جانبا أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن محمد بن الفضل أنبأنا أحمد بن عبد الرحمن الذكواني حدثنا أبو بكر بن مردوية حدثنا أحمد بن الحسن بن أيوب حدثنا عبد الله بن محمد بن زكريا حدثنا إسماعيل بن عمرو حدثنا فرج بن فضالة عن أبي راشد عن يزيد بن ميسرة قال
_________
1 - قصص الانبياء لابن كثير 2 / 428 ولبدايد والنهاية 2 / 106
2 - كتب فوقها في الاصل : ملحق
3 - من طريقه رواه ابن كثير في قصص الانبياء 2 / 428 والبداية والنهاية 2 / 106
4 - البداية ولنهاية 2 / 106 وقصص الانبياء 2 / 428
5 - في المصدرين 6 وتزينه مع الهوى 6 - في المصدرين : واستمكانه
7 - بالاصل : وامشي

(47/431)


قال عيسى بن مريم بحق أقول لكم كما تواضعون كذلك ترفعون كما ترحمون كذلك ترحمون وكما تقضون من حوائج الناس كذلك يقضي الله من حوائجكم أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن احمد بن عمر أنبأنا أبو بكر محمد بن هبة الله ح وأخبرنا أبو القاسم الشحامي أنبأنا أبو بكر البيهقي قالا أنبأنا محمد بن الحسين أنبأنا عبد الله بن جعفر حدثنا يعقوب بن سفيان حدثنا أبو نعيم حدثنا سفيان عن الأعمش عن خيثمة قال كان عيسى بن مريم إذا صنع الطعام فدعا القراء فأجرى عليهم ثم قال هكذا فافعلوا بالقراء وسقط على الشحامي حدثنا سفيان اخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر أنبأنا أبو صالح أحمد بن عبد الملك أنبأنا أبو الحسن بن السقا وأبو محمد بن بالوية قالا حدثنا محمد بن يعقوب حدثنا عباس بن محمد حدثنا يعلى بن عبيد حدثنا الأعمش عن خيثمة قال كان عيسى بن مريم يصنع الطعام لأصحابه فيطعمهم ويقوم عليهم ويقول هكذا فاصنعوا بالقراء أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر أنبأنا أبو سعد محمد بن عبد الرحمن أنبأنا أبو سعيد محمد بن بشر بن العباس الكرابيسي أنبأنا أبو لبيد محمد بن إدريس السامي حدثنا سويد بن سعيد حدثنا علي بن مسهر عن الأعمش عن خيثمة قال صنع عيسى بن مريم لأصحابه طعاما فدعاهم فقام عليهم فلما فرغوا قال هكذا فاصنعوا بالقراء أخبرنا أبو القاسم المستملي أنبأنا أبو بكر الحافظ أنبأنا أبو عبد الله الحافظ
_________
1 - كتب فوقها في الاصل : ملحق
2 - رواه يعقوب بن سفيان في المعرفة والتاريخ 3 / 142
3 - الاصل : قام عليهم والمثبت عن المعرفة ولتاريخ
4 - البداية والنهاية 2 / 106 وقصص الانبياء 2 / 428 وفيهما
5 - في المصدرين : فاصنعوا بالقرى
6 - كتب فوقها بالاصل : ملحق

(47/432)


أنبأنا الحسن بن محمد بن إسحاق حدثنا أبو عثمان الخياط قال سمعت احمد بن النضر الحلبي عن ابن شابور قال قال عيسى عليه السلام طوبى لمن ترك شهوة حاضرة لموعود لم يره أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر وأخوه أبو بكر وجيه قالا أنبأنا أبو نصر عبد الرحمن بن علي بن محمد أنبأنا أبو زكريا يحيى بن إسماعيل بن يحيى بن زكريا بن حرب أنبأنا عبد الله بن محمد بن الحسن بن الشرقي حدثنا عبد الله بن هاشم بن حيان الطوسي حدثنا وكيع حدثنا سفيان عن منصور عن سالم بن أبي الجعد قال قال عيسى بن مريم طوبى لمن بكى من ذكر خطيئته وحفظ لسانه ووسعه بيته أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلم الفقيه وأبو المعالي الحسين بن حمزة قالا أنبأنا أبو الحسن بن أبي الحديد أنبأنا جدي أبو بكر أنبأنا أبو بكر الخرائطي ح وأخبرنا أبو محمد الحسن بن ابي بكر أنبأنا أبو عاصم الفضيل بن يحيى أنبأنا أبو محمد بن أبي شريح أنبأنا محمد بن عقيل بن الأزهر قالا حدثني علي بن حرب حدثنا محمد بن عمارة حدثنا سفيان ح وأخبرنا أبو غالب بن البنا أنبأنا أبو محمد الجوهري أنبأنا أبو عمر بن حيوية وأبو بكر بن إسماعيل ح وأخبرنا أبو غالب وأبو عبد الله قالا أنبأنا أبو الحسين بن الآبنوسي أنبأنا أبو الطيب بن المنتاب قالا حدثنا يحيى بن محمد بن صاعد حدثنا الحسين بن الحسن أنبأنا ابن المبارك أنبأنا سفيان عن منصور عن سالم بن ابي الجعد قال قال عيسى بن مريم طوبى لمن خزن لسانه ووسعه بيته وبكى على خطيئته أخبرنا أبو عبد الله محمد بن الفضل أنبأ محمد بن عبد الله بن عمر أنبأنا أبو
_________
1 - كتب بعدها في الاصل : إلى 2 - البداية والنهاية 2 / 106 وقصص الانبياء لابن كثير 2 / 428
3 - رواه ابن المبارك في كتاب الزهد والرقائق ص 40 - 4 1 رقم 124
4 - الاصل : حزن والمثبت خزن بالخاء المعجمة عن المختصر ولزاهد

(47/433)


محمد بن أبي شريح أنبأنا محمد بن أحمد بن عبد الجبار الوزاني أنبأنا حميد بن زنجوية حدثنا يعلى بن عبيد حدثنا الأعمش عن خيثمة قال مرت بعيسى امرأة فقالت طوبى لحجر حملك ولثدي رضعت منه فقال بل طوبى لمن قرأ القرآن ثم عمل به أخبرنا أبو محمد إسماعيل بن أبي القاسم بن أبي بكر أنبأنا عمر بن أحمد بن عمر حدثنا أبو الحسين أحمد بن محمد بن جعفر البحيري أنبأنا أحمد بن إبراهيم بن عبد الله أنبأنا نصر بن زياد حدثنا جرير عن الأعمش عن خيثمة قال قالت امرأة لعيسى بن مريم طوبى لحجر حملك ولثدي أرضعك قال لا بل طوبى لمن قرأ القرآن ثم اتبع ما فيه حدثنا أبو مسعود عبد الجليل بن محمد بن عبد الواحد لفظا وأبو عبد الله محمد بن غانم بن أحمد الحداد وأبو منصور علي بن محمد بن احمد بن الفرج التاجر وأبو المطهر القاسم بن الفضل بن عبد الواحد الصيدلاني قالوا أنبأنا أبو عبد الله القاسم بن الفضل بن محمود الثقفي ح وأخبرنا أبو بكر محمد بن شجاع أنبأنا سليمان بن إبراهيم بن محمد وسهل بن عبد الله بن علي وأحمد بن عبد الرحمن بن محمد وابو الخير محمد بن أحمد بن محمد بن هارون وعبد الرزاق بن عبد الكريم بن عبد الواحد ح وأخبرنا أبو محمد بن طاوس حدثنا سليمان بن إبراهيم قالوا حدثنا محمد بن إبراهيم بن جعفر الجرجاني حدثنا محمد بن يعقوب ح وأخبرنا أبو بكر محمد بن أحمد بن الجنيد المحتاجي الخطيب وأبو الفتح محمد بن عبد الرحمن بن أبي بكر قالا أنبأنا أبو الفضل محمد بن أحمد بن الحسن العارف أنبأنا القاضي أبو بكر احمد بن الحسن الحيري
_________
1 - البداية والنهاية 2 / 106 وقصص الانبياء لابن كثير 2 / 428
2 - في الصدرين : كتاب الله واتبعه بد : قرأ القرآن ثم عمل به 3 - بالاصل : وابن خطأ قارن مع مشيخة ابن عساكر 148 / أ 4 - مشيخذ ابن عساكر 169 / أ

(47/434)


ح وأخبرنا أبو القاسم الشحامي أنبأنا أبو بكر البيهقي أنبأنا أبو عبد الله الحافظ قالا حدثنا أبو العباس الأصم حدثنا أبو عتبة أحمد بن الفرج حدثنا ضمرة حدثنا بشر بن صالح قال قال عيسى بن مريم طوبى لعين نامت ولم تحدث نفسها بالمعصية وانتبهت إلى غير إثم أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر أنبأنا أبو بكر البيهقي أنبأنا الحسين بن صفوان البردعي ح وأخبرنا أبو بكر محمد بن شجاع ومحمد بن جعفر بن محمد بن مهران قالا أنبأنا أبو عمرو بن مندة أنبأنا الحسن بن محمد بن احمد أنبأنا الحسن اللنباني قالا حدثنا عبد الله بن محمد بن أبي الدنيا حدثنا وفي حديث اللبناني حدثني علي بن مسلم حدثنا سيار حدثنا جعفر حدثنا مالك بن دينار قال كان عيسى يقول إن هذا الليل والنهار خزانتان فانظروا ما تصنعون فيهما وكان يقول اعملوا الليل لما خلق له واعملوا النهار لما خلق له أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم أنبأنا أبو الحسن رشأ بن نظيف أنبأنا الحسن بن إسماعيل أنبأنا أحمد بن مروان أنبأنا الحارث بن أبي إسامة حدثنا يزيد بن هارون عن أبي معشر عن سعيد بن ابي سعيد المقبري قال جاء رجل إلى عيسى فقال يا معلم الخير علمني شيئا ينفعني الله به ولا يضرك ذلك فقال تدعو الله ييسر عليك من الأمر ما لا يجب مع الله غير الله وترحم بني جنسك رحمتك وما لا تحب أن يؤتى إليك لا تأتيه إلى غيرك وأنت تقي لله حقا أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد أنبأنا أبو محمد بن أبي عثمان أنبأنا أبو القاسم الحسن بن الحسن بن علي القاضي أنبأنا أبو علي بن صفوان حدثنا أبو بكر بن أبي الدنيا حدثنا سريج بن يونس حدثنا يزيد بن هارون أنبأنا هشام بن حسان عن خالد الربعي قال
_________
1 - قصص الانبياء لابن كثير 2 / 428 والبداية والنهاية 2 / 106
2 - اضطراب إعجامها بالاصل وصحفت إلى : اللبناني بتقديم الباء
3 - ترجمته في سير اعلام النبلاء 17 / 338 وصحف في المنتظم : الحسين بن الحسين

(47/435)


نبئت أن عيسى قال لأصحابه أرأيتم لو مررتم على رجل وهو نائم وقد كشفت الريح عنه ثوبه قالوا كنا نرده عليه قال بل تكشفون ما بقي قالوا سبحان الله نرده عليه قال بل تكشفون ما بقي قال مثل ضربه للقوم يسمعون عن الرجل بالسيئة فيزيدون عليه ويذكرون أكثر منها أخبرنا أبو سعد بن البغدادي انبأنا أبو المظفر محمود بن جعفر وعبد الرحمن بن مندة قالا أنبأنا أبو علي الحسن بن علي بن أحمد بن سليمان بن البغدادي حدثنا احمد بن محمد بن عمر بن أبان العبدي حدثني عبد الله بن احمد حدثنا أبي حدثنا هشيم حدثنا مغيرة عن الشعبي قال كان عيسى بن مريم يقول إن الإحسان ليس هو أن تحسن إلى من أحسن إليك إنما تلك مكافأة بالمعروف ولكن الإحسان أن تحسن إلى من أساء إليك أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر أنبأنا أبو سعد أحمد بن إبراهيم المقرئ إملاء أنبأنا أبو محمد عبد الله بن يوسف الأصبهاني أنبأنا أبو إسحاق إبراهيم بن أحمد بن فراس بمكة حدثنا علي بن عبد العزيز حدثنا أبو عبيد حدثنا هشيم انبأنا مغيرة عن الشعبي قال قال عيسى بن مريم ليس الإحسان أن تحسن إلى من أحسن إليك تلك مكافأة إنما الإحسان أن تحسن إلى من أساء إليك أنبأنا أبو الفضل أحمد بن الحسين بن أحمد الصوري حدثنا نصر بن إبراهيم الزاهد أنبأنا عبد العزيز بن أحمد بن عمر النصيبي أنبأنا أبو بكر محمد بن احمد الواسطي أنبأنا عمر بن علي بن عبد الأعلى الأيلي حدثهم حدثنا المؤمل بن إسماعيل عن ابي عوانة أو هشيم أو كليهما عن مغيرة عن الشعبي قال قال عيسى بن مريم ليس الإحسان أن تحسن إلى من أحسن إليك إنما ذلك مكافأة بالمعروف ولكن الإحسان أن تحسن إلى من أساء إليك
_________
1 - الاصل : وعبيد
2 - ترجمته في سير اعلام النبلاء 17 / 112
3 - ترجمته في سير اعلام انبلاء 15 / 311
4 - زيادة منا اقتاها السياق
5 - كذا

(47/436)


يقول يزيد بن محمد بن المهلب خير الخليلين من اغضى لصاحبه * ولو أراد انتصارا منه لانتصرا فان قدرت فكن للعفو مغتنما * فانما يحمد المعافى إذا قدرا واللؤم ان تبخس الاكفاء حقهم * بالجاه ان زاد أو بالمال ان كثرا ولا تقولن لي دنيا اصول بها * فانما لك منها حسن ما ذكرا * اخبرنا أبو القاسم العلوي انبأنا رشأ بن نظيف انبأنا الحسن بن اسماعيل انبأنا احمد بن مروان حدثنا احمد بن محرز الهروي حدثنا الحسن بن عيسى قال سمعت ابن المبارك يقول بلغني ان عيسى بن مريم مر بقوم فشتموه فقال خيرا ومر بآخرين فشتموه وزادوا فزادهم خيرا فقال رجل من الحواريين كلما زادوك شرا زدتهم خيرا كأنك تغريهم بنفسك فقال عيسى كل انسان يعطي ما عنده اخبرنا أبو القاسم اسماعيل بن احمد بن عمر انبأنا احمد بن ابي عثمان انبأنا أبو القاسم الحسن بن الحسن بن علي بن المنذر انبأنا أبو علي بن صفوان حدثنا أبو بكر بن ابي الدنيا حدثني الحسين بن علي بن يزيد انبأنا عبد الله بن مسلمة حدثنا مالك بن انس قال مر بعيسى بن مريم خنزير فقال مر بسلام فقيل له يا روح الله لهذا الخنزير تقول قال اكره ان اعود لساني الشر قال وحدثنا ابن ابي الدنيا حدثني محمد بن سليمان العقيلي حدثنا أبو عون صاحب القرب عن مالك بن دينار قال مر عيسى بن مريم والحواريون على جيفة كلب فقال الحواريون ما انتن ريح
_________
1 - إعجامها مضطرب بالاصل ورسمها مخرز أو محزز ) والمثبت عن تهذيب الكمال راجع ترجمة الحسن بن
عيسى بن ما سرجس فيه 4 / 418
2 - القائل : أبو علي بن صفوان واسمه الحسين بن صفوان بن إسحاق بن إبراهيم ترجمته في سير اعلام النبلاء 15 / 442
3 - رواه ابن كثير في قصص الانبياء 2 / 428 - 429 والبداية والنهاية 2 / 106 4 - في المصدرين : مر عيسى وأصحابه بجيفة

(47/437)


هذا فقال عيسى ما اشد بياض اسنانه يعظهم ينهاهم عن الغيبة قال وحدثنا ابن ابي الدنيا حدثنا محمد بن اشكاب حدثني ابي حدثنا مبارك بن سعيد عن محمد بن سوقة قال قال عيسى بن مريم دع الناس فليكونوا منك في راحة ولتكن نفسك منهم في شغل دعهم فلا تلتمس محامدهم ولا تكسب مذامهم وعليك بما وكلت به اخبرنا أبو بكر محمد بن احمد بن الجنيد المحتاجي حدثنا احمد بن محمد بن اسماعيل الشجاعي املاء حدثنا الامام أبو محمد عبد الله بن يوسف الجويني انبأنا أبو الحسن علي بن محمد المهرجاني انبأنا محمد بن احمد بن يوسف النسوي حدثنا احمد بن عثمان حدثنا احمد بن ابراهيم الدورقي حدثنا سيار حدثنا جعفر يعني ابن سليمان قال سمعت مالك يعني ابن دينار قال قال عيسى بن مريم لأصحابه النجاة في ثلاث خصال تبكي على خطيئتك وتخرس لسانك وتلزم بيتك والايام ثلاثة ايام فيوم مضى وعظت به ويومك الذي انت فيه لك منه زادك وغدا لا تدري ما لك فيه اخبرنا أبو القاسم اسماعيل بن احمد بن عمر انبانا أبو محمد بن ابي عثمان انبأنا أبو القاسم الحسن بن الحسن بن علي انبأنا أبو علي بن صفوان ح واخبرنا أبو القاسم اسماعيل بن محمد بن الفضل انبأنا عاصم بن الحسن انبأنا أبو الحسين بن بشران انبأنا احمد بن محمد بن جعفر قالا حدثنا أبو بكر بن ابي الدنيا حدثنا اسحاق هو ابن اسماعيل حدثنا سفيان قال قالوا لعيسى بن مريم دلنا على عمل ندخل به الجنة قال لا تنطقوا ابدا قالوا لا نستطيع ذلك قال فلا تنطقوا إلا بخير
_________
1 - سقطت يعظهم من المصدرين وفيهما : لينهاهم
2 - إشكاب : لقب ابيه واسمه الحسين بن إبراهيم بن الحر بن زعلان راجع ترجمته في سير اعلام النبلاء 12 /
352
- راجع ترجمة إشكاب في تهذيب الكمال 4 / 451
3 - رسمها غير واضح بالاصل وبدون إعجام والصواب ما اثبت راجع ترجمته في سير اعلام النبلاء 17 / 617
4 - يعني : سيار بن حاتم العنزي البصري أبو سلمة ترجمته في تهذيب الكمال 8 / 239
5 - الاصل : ابن تصحيف

(47/438)


اخبرنا أبو عبد الله الحسين بن عبد الملك الخلال انبأنا ابراهيم بن منصور انبأنا أبو بكر بن المقرئ انبأنا المفضل بن محمد حدثنا صامت بن معاذ حدثنا عبد المجيد حدثنا وهيب بن الورد قال قال عيسى بن مريم لقد دخل جسيم هذا الامر الذي نرجو منه الثواب من الله في ثلاث في الكلام والنظر والصمت فمن كان كلامه غير ذكر الله فهو لغو ومن كان نظره غير تعبد فهو سهو ومن كان صمته غير تفكر فهو لهو فطوبى لمن كان كلامه ذكرا وهمته تفكرا ونظره تعبرا وبكى على خطيئته ووسعه بيته اخبرنا أبو الحسن علي بن المسلم انبأنا نصر بن ابراهيم وعبد الله بن عبد الرزاق ح واخبرنا أبو الحسن بن 000 انبأنا نصر بن ابراهيم قالا انبأنا أبو الحسن بن عوف انبأنا أبو علي بن منير انبأنا أبو بكر بن خريم حدثنا هشام بن عمار حدثنا عمار بن نصير عمن حدثه قال قال عيسى بن مريم لقد دخلت اعمال العباد عند الله في ثلاثة احرف الذين يرجعون بها حسب الخير في المنطق والصمت والنظر فما كان من منطق ليس فيه ذكر فهو لغو وما كان من صمت ليس فيه تفكر فهو سهو وما كان من نظر ليس فيه عبرة فهو غفلة فطوبى لمن كان منطقه ذكرا وصمته تفكرا ونظره عبرا وملك لسانه ووسعه بيته وبكى على خطيئته وامن الناس من شره يا ابن آدم كن وديعا يحبك الناس وارض بما قسم الله لك تكن اغنى الناس واحب للناس ما تحب لنفسك تكن مؤمنا ولا تؤذي جارك تكن مسلما ولا تكثر الضحك فانه يميت القلب اخبرنا أبو القاسم اسماعيل بن محمد بن الفضل انبأنا عاصم بن الحسن انبأنا أبو الحسين بن بشران ح واخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي انبأنا أبو محمد احمد بن ابي عثمان انبأنا أبو
_________
1 - مطموسة بالاصل
2 - بدون إعجام بالاصل
3 - في المختصر : وصمته تفكيرا
4 - غير واضحة بالاصل والمثبت عن المختصر
4 - كذا بالاصل : لاوذي بإثبات الياء

(47/439)


القاسم الحسن بن الحسن قالا انبأنا أبو علي بن صفوان حدثنا أبو بكر بن ابي الدنيا حدثنا القاسم بن هاشم حدثنا حماد بن مالك زاد ابن بشران الاشجعي وقالا الدمشقي انبأنا وقال الحسن بن الحسن حدثنا عبد العزيز بن حصين قال بلغني ان عيسى بن مريم قال من ساء خلقه عذب نفسه ومن كثر كذبه ذهب جماله ومن لاحى الرجال سقطت كرامته وقال أبو القاسم الحسن بن الحسن سقطت مروءته ومن كثر همه سقم بدنه انبأنا أبو الحسن علي بن محمد بن العلاف واخبرني أبو المعمر المبارك بن احمد عنه ح واخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي انبأنا أبو علي بن ابي جعفر وابو الحسن بن العلاف قالا انبأنا أبو القاسم عبد الملك بن محمد انبأنا احمد بن ابراهيم الكندي حدثنا محمد بن جعفر الخرائطي حدثنا ابراهيم بن الجنيد ح واخبرنا أبو البركات الانماطي انبأنا أبو الحسن علي بن الحسن بن علي انبأنا محمد بن عمر بن محمد الجصاص حدثنا محمد بن عبد الله بن محمد بن اسماعيل قال قرأت على ابي بكر محمد بن احمد بن هارون قلت له اخبرك ابراهيم بن الجنيد حدثني محمد بن داود الخراساني حدثنا الحسين بن محمد المروروذي حدثنا 0000 أبو سليمان عن ابراهيم زاد الخرائطي النخعي قال قال عيسى بن مريم خذوا الحق من اهل الباطل ولا تأخذوا الباطل من اهل الحق كونوا منتقدي الكلام كيلا لا يكون فيكم الزيوف وقال الخرائطي منتقدين لكيما لا يجوز عليكم الزيوف اخبرنا أبو غالب محمد بن عمرو بن احمد الشيرازي انبأنا أبو طاهر محمد بن
_________
1 - ترجمته في سير اعلام النبلاء 10 / 416
2 - الاصل : الحسين تصحيف
3 - بالاصل : ابن المبارك
4 - كتب بن فوق الكلام بالاصل بين السطرين
5 - كلمة قسم منها مطموس بالاصل وبقي حرفان منها : دو
6 - بالاصل : منتقدين الكلام
7 - كذا بالاصل قارن مع مشيخة ابن عساكر 204 / أوفيها : محمد بدل أحمد
8 - كتب فوقها بالاصل : روح

(47/440)


عبد الواحد الصوفي المعروف بالرازاني انبأنا محمد بن عبد الله بن صالح انبأنا الحسين بن علي الاسواري حدثنا أبو الحسن العبدي ح واخبرنا بها عالية أبو المعالي محمد بن اسماعيل بن محمد الفارسي انبأنا أبو بكر البيهقي انبأنا أبو الحسين بن بشران انبأنا أبو علي بن صفوان قالا حدثنا عبد الله بن محمد بن ابي الدنيا القرشي حدثنا الحسين بن عبد الرحمن عن زكريا بن عدي قال قال عيسى بن مريم يا معشر الحواريين ارضوا بدني الدنيا مع سلامة الدين كما رضي اهل الدنيا بدني الدين مع سلامة الدنيا وقال زكريا وفي ذلك يقول الشاعر ارى رجالا بأدنى الدين قد قنعوا * ولا اراهم رضوا في العيش بالدون فاستغن بالدين عن دنيا الملوك كما * استغنى الملوك بدنياهم عن الدين * اخبرنا أبو الاعز قراتكين بن الاسعد انبأنا أبو محمد الجوهري انبأنا أبو بكر أحمد بن محمد بن الفضل بن الجراح الكاتب أنبأنا أبو بكر احمد بن عبد الله بن البزاز حدثنا أبو سعيد الاشج حدثنا أبو خالد عن ابن عجلان عن وائل بن بكير قال قال عيسى لا تكثروا الكلام بغير ذكر الله فتقسوا قلوبكم فان القلب القاسي بعيد من الله ولكن لا تعلمون ولا تنظرو في ذنوب العباد كأنكم ارباب وانظروا في ذنوبكم كأنكم عبيد فانما الناس رجلان مبتلى ومعافى فاحمدوا اهل البلاء واحمدوا الله على العافية اخبرنا أبو الحسن علي بن المسلم الفرضي انبأنا أبو القاسم بن ابي العلاء انبأنا أبو محمد بن ابي نصر انبأنا خيثمة بن سليمان حدثنا أبو علي الحسن بن مكرم حدثنا شاذان حدثنا الثوري حدثنا عمرو بن قيس قال
_________
1 - كتب اللفظة أبو تحت الكلام بين السطرين بالاصل
2 - رواه من طريقه ابن كثير في قصص الانبياء 2 / 429 والبداية والنهاية - 2 / 106
3 - البيتان في المصدرين السابقين بدون نسبة
4 - غير واضحد بالاصل ونميل إلى قراءتها : النيري
5 - كذا بالاصل 6 فاحمدوا والذي في قصص الانبياء : فارحموا

(47/441)


قال عيسى بن مريم لا تكثروا الكلام بغير ذكر الله فتقسوا قلوبكم وان كانت لينة فان القلب القاسي بعيد من الله ولكن لا تعلمون ولا تنظروا في ذنوب الناس كهيئة الارباب وانظروا في ذنوب انفسكم كهيئة العبيد فانما الناس اثنان مبتلى ومعافى فاحمدوه على العافية وارحموا المبتلى اخبرنا أبو غالب بن البنا انبأنا أبو محمد الحسن بن علي انبأنا أبو عمر بن حيوية وابو بكر بن اسماعيل قالا انبأنا أبو محمد بن صاعد انبأنا الحسين بن الحسن انبأنا عبد الله بن المبارك انبأنا مالك هو ابن انس قال بلغني ان عيسى بن مريم قال لقومه ح واخبرنا أبو عبد الله الاديب انبأنا ابراهيم بن منصور انبأنا أبو بكر بن المقرئ انبأنا المفضل بن محمد الجندي حدثنا صامت حدثنا عبد المجيد بن عبد العزيز عن مالك بن انس قال قال عيسى بن مريم لا تكثروا الحديث بغير ذكر الله فتقسو قلوبكم فان القلب القاسي بعيد من الله ولكن لا تعلمون وقال الاديب لو تعلمون ولا تنظروا في ذنوب الناس كأنكم ارباب وانظروا فيها كأنكم عبيد فانما الناس رجلان معافى ومبتلى فارحموا اهل البلاء واحمدوا الله على العافية اخبرنا أبو الوفاء احمد بن ابراهيم بن عبد الواحد اخبرتنا عائشة بنت الحسن الوركانية قالت انبأنا أبو الحسين عبد الواحد بن محمد بن شاه انبأنا محمد بن احمد الصواف حدثنا بشر بن موسى حدثنا احمد بن محمد بن مهران انبأنا محمد بن الحسن عن مالك بن انس قال بلغني ان عيسى بن مريم كان يقول لا تكثروا الكلام بغير ذكر الله فتقسو قلوبكم فان القلب القاسي بعيد من الله ولكن لا تعلمون ولا تنظروا في ذنوب الناس كأنكم ارباب وانظروا فيها كأنكم عبيد فانما الناس مبتلى ومعافى فارحموا أهل البلاء واحمدوا الله على العافية
_________
1 - رواه ابن المبارك في كتاب الزهد والرقائق ص 44 رقم 135
2 - رواه مالك في الموطأ : باب ما يكره من الكلام بغير ذكر الله رقم 1806 ص 539
3 - في رواية ابن المبارك والموطأ : لا تكثروا الكلام

(47/442)


اخبرنا أبو محمد هبة الله بن سهل بن عمر انبأنا أبو عثمان البحيري انبأنا أبو علي زاهر بن احمد السرخسي انبأنا ابراهيم بن محمد بن عبد الصمد انبأنا أبو مصعب حدثنا مالك انه بلغه ان عيسى بن مريم كان يقول لا تكثروا الكلام بغير ذكر الله فتقسو قلوبكم فان القلب القاسي بعيد من الله ولكن لا تعلمون ولا تنظروا في ذنوب الناس كأنكم ارباب انظروا فيها كأنكم عبيد انما الناس مبتلى ومعافى فارحموا اهل البلاء واحمدوا الله على العافية اخبرنا أبو الحسن بركات بن عبد العزيز حدثنا أبو بكر الخطيب انبأنا أبو الحسن بن رزقوية انبأنا أبو بكر بن سندي حدثنا الحسن بن علي حدثنا اسماعيل بن عيسى انبأنا اسحاق بن بشر انبأنا سفيان الثوري عن زيد بن اسلم رفعه الى عيسى بن مريم عليه السلام قال قال عيسى بن مريم لا تنظروا في ذنوب الناس كالارباب وانظروا في ذنوبكم كالعبيد ما الناس الا كالرجلين مبتلى ومعافى فارحموا اهل البلاء واحمدوا الله عزوجل على العافية اخبرنا أبو القاسم الحسيني انبأنا أبو الحسن المقرئ انبأنا أبو محمد بن الضراب انبأنا أبو بكر الدينوري حدثنا ابراهيم بن حبيب حدثنا أبو حذيفة قال سمعت سفيان الثوري يقول سمعت ابي يقول سمعت ابراهيم التيمي يقول قال عيسى لاصحابه بحق اقول لكم انه من طلب الفردوس فخبز الشعير له والنوم في المزابل مع الكلاب كثير
_________
1 - زيادة عن قصص الانبياء لابن كثير
2 - رواه من طريق ابي مصعب ابن كثير قي قصص الانبياء 2 / 429 والبداية والنهاية 2 / 106
3 - في المصدرين : لا تكثروا الحديث
4 - كتب فوقها في الاصل : ملحق
5 - الاصل : زرقويه بتقديم الزاي تصحيف والسند معروف
6 - كتب بعدها بالاصل : إلى
7 - رواه كثير في قصص الانبياء 2 / 429 والبداية والنهاية 2 / 106
8 - تقرأ بالاصل : والقوم والمثبت عن المختصر ولمصدرين

(47/443)


اخبرنا أبو محمد الحسن بن ابي بكر انبأنا أبو عاصم الفضيل بن يحيى انبأنا عبد الرحمن بن احمد بن ابي شريح انبأنا محمد بن عقيل بن الازهر حدثنا أبو عبيد الله الوراق حدثنا سيار بن حاتم حدثنا جعفر حدثنا مالك بن دينار قال قال عيسى بحق اقول لكم ان اكل الشعير مع الرماد والنوم على المزابل مع الكلاب لقليل في طلب الفردوس اخبرنا أبو محمد بن طاوس انبأنا أبو الحسين عاصم بن الحسن انبأنا أبو سهل محمود بن عمر بن جعفر انبأنا علي بن الفرج بن علي حدثنا أبو بكر بن ابي الدنيا حدثنا إسحاق بن اسماعيل حدثنا 0000 عن منصور عن سالم بن ابي الجعد قال حدثت ان عيسى بن مريم كان يقول اعملوا لله ولا تعملوا لبطونكم واياكم وفضول الدنيا فان فضول الدنيا عند الله رجز هذه طير السماء تغدو وتروح ليس معها من ارزاقها شئ لا تحرث ولا تحصد الله يرزقها فان قلتم ان بطوننا اعطم من بطون الطير فهذه الوحوش من النافر والحمير تغدو وتروح ليس معها من ارزاقها شئ لا تحرث ولا تحصد الله يرزقها اخبرنا أبو غالب بن البنا انبأنا أبو محمد الجوهري انبأنا أبو عمر بن حيوية حدثنا يحيى بن احمد بن صاعد حدثنا الحسين بن الحسن انبأنا عبد الله بن المبارك انبأنا سفيان عن منصور عن سالم بن ابي الجعد قال قال عيسى بن مريم اعملوا لله ولا تعملوا لبطونكم انظروا الى هذه الطير تغدو وتروح لا تحرث ولا تحصد والله يرزقها فان قلتم نحن اعظم بطونا من الطير فانظروا الى هذه الاباقر من الوحوش فانها تغدو وتروح لا تحرث ولا تحصد
_________
1 - رواه ابن كثير في قصص الانبياء 2 / 429 والبداية والنهاية 2 / 106
2 - كلمة غير واضحد بالاصل
3 - كانت بالاصل : تسرع ثم شطبت وكتب فوقها : تحرث
4 - رواه ابن المبارك في كتاب الزهد والرقائق ص 291 رقم 848 وعن ابن المبارك رواه ابن كثير في قصص الانبياء 2 / 429 والبداية والنهايد 2 / 106
5 - كانت بالاصل : تسرح ثم شطبت وكتب مكانها : تحرث
6 - زيادة لازمة عن الزهد والمصدرين السابقين
7 - غير واضحة بالاصل والمثبت عن الزهد وفي قصص الانبياء والبداية والنهاية : الاباقير وفي المختصر الأنافر

(47/444)


والله يرزقها اتقوا فضول الدنيا فان فضول الدنيا عند الله رجز اخبرنا أبو محمد عبد الكريم بن حمزة انبأنا أبو الحسين بن مكي انبأنا أبو مسلم محمد بن احمد بن علي الكاتب حدثنا أبو القاسم زياد بن يونس اليحصبي بقيروان حدثنا أبو محمد عبد الله بن محمد الرعيني حدثنا أبو زكريا يحيى بن سليمان الحفري حدثنا عباد بن عبد الصمد انه سمع انس بن مالك يقول كان عيسى بن مريم يقول لا يطيق عبد ان يكون له ربان ان ارضى احدهما اسخط الاخر وان اسخط احدهما ارضى الاخر وكذلك يطيق عبد ان يكون خادما للدنيا يعمل عمل الاخرة بحق اقول لكم لا تهتموا بما لا تأكلون ولا ما تشربون فان الله عزوجل لم يخلق نفسا اعظم من رزقها ولا جسدا اعظم من كسوته فاعتبروا اخبرنا أبو الفتح نصر الله بن محمد حدثنا نصر بن ابراهيم بصور حدثنا سليم بن ايوب انبأنا أبو بكر عبد الله بن محمد بن جعفر حدثنا احمد بن علي بن الحسن حدثنا طاهر بن اسماعيل حدثنا القطواني حدثنا سيار حدثنا جعفر حدثنا مالك بن دينار قال قال عيسى بن مريم لو ان ابن آدم عمل باعمال البر كلها وحب في الله ليس وبغض في الله ليس ما اغنى ذلك عنه شئ اخبرنا أبو غالب بن البنا انبأنا أبو محمد الجوهري انبأنا محمد بن اسماعيل ومحمد بن العباس قالا حدثنا يحيى بن محمد بن صاعد حدثنا الحسين بن الحسن انبأنا ابن المبارك أنبأنا رجل عن موسى بن عبيدة عن المقبري انه بلغه ان عيسى بن مريم كان يقول ابن ادم إذا عملت الحسنة فاله عنها فإنها عند من لا يضيعها ثم تلا هذه الاية " انا لا نضيع اجر من احسن عملا " وإذا عملت سيئة فاجعلها نصب عينك وقال اسماعيل عند عينيك اخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر انبأنا أبو بكر احمد بن الحسن انبأنا أبو عبد الله
_________
1 - الاصل رجزا خطأ والمثبت عن الزهد والبداية والنهاية
2 - رواه ابن المبارك في كتاب الزهد ص 101 رقم 301
3 - سورة الكهف الاية : 30
4 - في كتاب الزهد لابن المبارك : نصب عينيك

(47/445)


الحافظ حدثنا أبو العباس حدثنا الخضر حدثنا سيار حدثنا جعفر وعبيدالله بن سميط قالا حدثنا سميط بن عجلان قال قال رجل لعيسى بن مريم يا معلم الخير علمني عملا إذا عملته كنت نقيا لله كما أمرني قال افعل في مؤونة يسيرة إن قبلت تحب الله بقلبك كله وتحمد له بذلك كله وإذا أحسنت من حسناتك فانسه فقد حفظ لك من لا ينساه ولتكن ذنوبك نصب عينيك وترحم على ولد جنسك يعني ولد آدم أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم أنبأنا رشأ بن نظيف قراءة أنبأنا عبد الرحمن بن عمر بن محمد بن سعيد أنبأنا أبو إسحاق إبراهيم بن أحمد بن علي بن فراس حدثنا علي بن عبد العزيز البغوي حدثنا أبو عبيد القاسم بن سلام حدثنا يزيد بن هارون عن أبي معشر عن سعيد بن أبي سعيد المقبري قال جاء رجل إلى عيسى بن مريم فقال له يا معلم الخير علمني شيئا تعلمه وأجهله ينفعني ولا يضرك قال وما هو قال كيف يكون العبد لله تقيا قال بيسير من الأمر تحب الله حقا من قلبك وتعمل لله بكدحك وقوتك ما استطعت وترحم بني جنسك رحمتك نفسك فقال يا معلم الخير من جنسي فقال من ولد آدم كلهم وما تحب أن لا تؤتاه فلا تأته إلى غيرك وأنت تقي لله حقا قال وحدثنا أبو عبيدالله القاسم بن سلام عن ابن أبي مريم عن يحيى بن أيوب عن خالد بن يزيد عن سعيد بن أبي هلال أن عيسى بن مريم كان يقول من كان يظن أن حرصا يزيد في رزقه فليزد في طوله أو في عرضه أو في عدد ثيابه أو ليغير لونه إلا فإن الله خلق الخلق فمضى الخلق لما خلق ثم قسم الرزق فمضى الرزق لما قسم فليست الدنيا بمعطية أحدا شيئا ليس له ولا بمانعة أحدا شيئا هو له فعليكم بعبادة ربكم فإنكم خلقتم لها أخبرنا أبو محمد هبة الله بن أحمد بن عبد الله أنبأنا أبو الحسين عاصم بن الحسن أنبأنا أبو سهل بن محمود بن عمر بن جعفر أنبأنا علي بن الفرج بن علي العكبري حدثنا عبد الله بن محمد بن أبي الدنيا حدثنا محمد بن علي أنبأنا إبراهيم بن الأشعث قال سمعت فضيلا يقول
_________
1 - الاصل : لغير والمثبت عن المختصر

(47/446)


قال عيسى بن مريم يا معشر الحواريين إن ابن آدم خلق في الدنيا في أربع منازل هو في ثلاث منهم بالله واثر حسن ظنه فيهن وهو في الرابع سيئ ظنه بربه يخاف خذلان الله إياه أما المنزلة الأولى فإنه خلق في بطن أمه خلقا من بعد خلق في ظلمات ثلاث ظلمة البطن وظلمة الرحم وظلمة المشيمة ينزل الله عليه رزقه في جوف ظلمة البطن فإذا خرج من البطن وقع في اللبن لا يخطو إليه بقدم ولا يتناوله بيد ولا ينهض إليه بقوة ولا يأخذ بحرفة يكره عليه إكراها ويؤجر إيجارا حتى ينبت عليه عظمه ولحمه ودمه فإذا ارتفع عن اللبن وقع في المنزلة الثالثة في الطعام من أبويه يكسبان عليه من حلال أو حرام فإن مات أبواه من غير شئ تركاه عطف الناس عليه هذا يطعمه وهذا يسقيه وهذا يؤويه فإذا وقع في المنزلة الرابعة فاشتد واستوى واجتمع وكان رجلا خشي أن لا يرزقه الله فوثب على الناس يخون أماناتهم ويسرق أمتعاتهم ويذبحهم على أموالهم مخافة خذلان الله إياه أخبرنا أبو سعد أحمد بن محمد أنبأنا أبو الفضل المطهر بن عبد الواحد البزاني أنبأنا أبو عمر عبد الله بن محمد السلمي أنبأنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن يزيد الزهري حدثنا عمي عبد الرحمن بن عمر حدثنا عبد الرحمن حدثنا سفيان عن عبد العزيز بن رفيع عن أبي ثمامة العائذي قال قال الحواريون لعيسى بن مريم عليه السلام ما المخلص قال الذي يعمل العمل لا يحب أن يحمده الناس عليه أخبرنا أبو القاسم زاهر وأبو بكر وجيه ابنا طاهر قالا أنبأنا أبو نصر عبد الرحمن بن علي بن محمد بن موسى أنبأنا أبو زكريا يحيى بن إسماعيل بن محمد الحربي أنبأنا أبو عبد الله بن محمد بن الحسن بن الشرقي حدثنا عبد الله بن هاشم حدثنا وكيع ح وأخبرنا أبو سعد بن البغدادي أنبأنا أبو القاسم طلحة بن أحمد بن محمد بن إبراهيم أنبأنا أبو علي الحسن بن علي بن أحمد بن البغدادي حدثنا أحمد بن موسى بن إسحاق الأنصاري حدثنا أبو بكر بن أبي معشر أنبأنا وكيع
_________
1 - كذا بالاصل والمختصر
2 - كتب فوقها في الاصل : ملحق
3 - كتب بعدها بالاصل : إلى

(47/447)


عن سفيان عن عبد العزيز بن رفيع عن رجل يقال له ثمامة أو أبا ثمامة وقال ابن البغدادي أبو يكنى بأبي ثمامة قال قال الحواريون لعيسى بن مريم ما الخالص من العمل قال مالا تحب أن يحمدك الناس عليه قال فما النصوح لله قال أن تبدأ بحق الله قبل حق وقال ابن البغدادي حقوق الناس زاد وقال ابن البغدادي وإن عرض لك أمران إحدهما لله عز و جل والآخر للدنيا بدأت بحق الله تبارك وتعالى أخبرنا أبو محمد راسه وأبو طاهر بن المحاملي وأبو خازم بن الفراء وأبو منصور بن خيرون وأبو بكر بن المزرفي وأبو نصر بن الفرج وأبو الفرج بن المسلمة وأبو عبد الله بن الطرائفي وابن السلال وأبو غالب المكبر وبشارة بنت محمد وابنتها ساز بنت يانس ببغداد وأبو يعقوب الهمذاني بمرو وفاطمة بنت الحسين بدمشق قالوا أنبأنا محمد بن أحمد بن المسلمة أنبانا عبيدالله بن عبد الرحمن الزهري أنبأنا جعفر بن محمد الفريابي حدثنا إسحاق بن يسار حدثنا أبو صالح حدثنا معاوية بن صالح عن بن حبيب أن عيسى بن مريم كان يقول إن الذي يصلي ويصوم ولا يترك الخطايا مكتوب في الملكوت كذابا أخبرنا أبو محمد الحسن بن أبي بكر أنبأنا الفضيل بن يحيى أنبأنا أبو محمد بن أبي شريح أنبأنا محمد بن عقيل بن الأزهر ناحم بن نوح حدثنا عمرو بن هارون حدثنا سفيان الثوري عن عبد العزيز بن رفيع عن أبي ثمامة قال
_________
1 - كذا بالاصل
2 - كذا بالاصل
3 - كذا بالاصل ولم أحله
4 - كتب فوقها في الاصل : ملحق
5 - كذا رسمها بلاصل
6 - الاصل : حازم بالحاء المهملة تصحيف والصواب : خازم بالخاء المعجمة وهو محمد بن محمد بن الحسين ترجمته في سير اعلام النبلاء 19 / 604 قارن مع مشيخة ابن عساكر 209 / أ
7 - الاصل : المرزقي تصحيف
8 - هو محمد بن محمد بن أحمد بن أحمد أبو عبد الله الكرخي الوراق ترجمته في سير اعلام النبلاء 20 / 75
9 - كذا رسمها بالاصل
10 - كلمة غير واضحة بالاصل
11 كتب بعدها بالاصل : إلى

(47/448)


قال الحواريون لعيسى بن مريم أخبرنا عن المخلص لله قال الذي يعمل العمل لا يحب أن يحمده الناس عليه قالوا فمن الناصح لله قال الذي يبدأ بحق الله قبل حق الناس ويؤثر حق الله على حق الناس وإذا عرض له أمران أمر الدنيا وأمر الآخرة بدأ بأمر الآخرة ثم يفرغ لأمر الدنيا بعد أخبرنا أبو محمد بن طاوس أنبأنا أبو محمد رزق الله بن عبد الوهاب بن عبد العزيز التميمي حدثنا أبو الفرج أحمد بن محمد بن عمر بن الحسن بن المسلمة إملاء حدثني أبي حدثنا محمد بن عبد الله حدثنا نصر بن داود حدثنا أبو عبيد القاسم بن سلام حدثنا عبد الرحمن بن مهدي عن سفيان عن عبد العزيز بن رفيع عن أبي ثمامة العابدي قال قال الحواريون لعيسى بن مريم يا نبي الله من المخلص قال الذي يعمل العمل ولا يحب أن يحمده الناس عليه قال فمن الناصح لله عز و جل قال الذي يبدأ بحق الله تعالى قبل حق الناس ويؤثر حق الله على حق الناس فإن عرض لك أمران أمر دنيا وأمر آخرة فابدأ بأمر الآخرة ثم تفرغ لأمر الدنيا كذا قال العابدي أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر أنبأنا أبو بكر البيهقي أنبأنا أبو عبد الله الحافظ وأبو سعيد بن أبي عمرو قالا حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي حدثنا عبد الرحمن بن مهدي حدثنا سفيان عن عبد العزيز بن رفيع عن أبي ثمامة العائذي قال قال الحواريون لعيسى بن مريم ما المخلص لله قال الذي يعمل العمل لله عز و جل لا يحب أن يحمده الناس عليه قال وأنبأنا أبو عبد الله الحافظ أنبأنا أبو عمرو بن السماك حدثنا الحسن بن عمرو قال سمعت بشرا يقول سمعت معتمرا يقول قال عيسى العمل الصالح الذي لا تحب أن يحمدك الناس عليه وأخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر أنبأنا أبو بكر البيهقي أنبأنا أبو عبد الله الحافظ
_________
1 - كذا بالاصل هنا : العابدي وقد مر العائذي وسينبه المصنف في آخر الخبر إلى اضطرابه

(47/449)


حدثنا أبو زكريا العنبري حدثنا زكريا بن دلوية العابد حدثنا أبو تميلة محمد بن أبي تميلة حدثنا الفضيل بن عياض عن يونس بن عبيد قال قال عيسى بن مريم لا يجد أحد حقيقة الإيمان حتى لا يحب أن يحمد على طاعة الله أخبرنا أبو سعد أحمد بن محمد بن البغدادي وأبو عبد الله محمد بن أبي الفتح بن طاهر بأصبهان وأبو غالب محمد بن الحسن بن علي الماوردي ببغداد قالوا أنبأنا أبو المظفر محمود بن جعفر بن محمد بن أحمد الكوسج أنبأنا عم أبي أبو عبد الله الحسين بن أحمد بن جعفر المعدل أنبأنا أبو إسحاق إبراهيم بن السندي بن علي بن بهرام حدثنا أبو عبد الله محمد بن زياد بن عبيدالله الزيادي أنبأنا فضيل بن عياض عن منصور عن هلال بن يساف قال حدثنا أن عيسى بن مريم قال إذا كان يوم صوم أحدكم فليدهن وليمسح شفتيه فإذا خرج إلى الناس رأى إنه لم يصم وإذا أعطى أحدكم فليعط بيمينه ويخفيه من يساره وإذا صلى أحدكم فليدن عليه ستر بابه فإن الله يقسم الثناء كما يقسم الرزق أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر أنبأنا أبو بكر البيهقي أنبأنا أبو سعيد محمد بن موسى حدثنا أبو العباس الأصم حدثنا الحسن بن علي بن عفان حدثنا أبو أسامة عن زائدة عن هلال بن يساف قال قال عيسى عليه السلام إذا كان يوم صوم أحدكم فليدهن لحيته ويمسح شفتيه ويخرج إلى الناس حتى كأنه ليس بصائم فإذا أعطى بيمينه فليخفه من شماله وإذا صلى أحدكم فليدل ستر بابه قال أبو أسامة يعني يرخيه فإن الله يقسم الثناء كما يقسم الرزق قال وأنبأنا أبو بكر البيهقي حدثنا أبو عبد الرحمن السلمي أنبأنا أبو حفص بن شاهين حدثنا ابن أبي داود حدثنا عمرو بن عثمان حدثنا أبي حدثنا محمد بن مهاجر عن ابن حلبس قال قال عيسى بن مريم من أحسن فليرج الثواب ومن أساء فلا يستنكر الجزاء ومن
_________
1 - كتب فوقها في الاصل 6 إلى
2 - كتب فوقها في الاصل : ملحق
3 - كتب بعدها في الاصل : إلى

(47/450)


أخذ عزا بغير حق أورثه الله ذلا بحق ومن اخذ مالا بظلم أورثه الله فقرا بغير ظلم أخبرنا أبو محمد عبد الجبار بن محمد بن أحمد أنبأنا علي بن أحمد بن محمد أنبأنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن الفضل أنبأنا أبو يعلى السنفي يعني عبد المؤمن بن خلف أنبأنا محمد بن يونس الكديمي حدثنا أبو عاصم حدثنا أبو عبيدة عن سعيد المقبري قال سأل رجل عيسى بن مريم إي الناس أفضل فأخذ قبضتين من تراب فقال أي هاتين أفضل الناس خلقوا من تراب فأكرمهم أتقاهم أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي الأنصاري حدثنا أبو محمد الحسن بن علي إملاء أنبأنا أبو عبد الله الحسين بن محمد بن عبيد الدقاق حدثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة حدثني عبد الأعلى بن حماد حدثنا بشر بن منصور عن وهيب بن الورد قال قال يحيى لعيسى يا روح الله ما أشد خلق الله قال غضب الله قال فأخبرني بشئ أتقي به غضب الله قال لا تغضب أخبرنا أبو محمد عبد الرحمن بن أبي الحسن بن إبراهيم أنبأنا أبو القاسم نصر بن أحمد الهمذاني أنبأنا أبو بكر الخليل بن هبة الله بن الخليل أنبأنا أبو علي بن الحسن بن محمد بن الحسن بن القاسم بن درستوية حدثنا أحمد بن محمد بن إسماعيل أبو الدحداح حدثنا إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني حدثنا ابن أبي مريم أنبأنا نافع بن يزيد حدثني خالد بن يزيد عن عمار بن سعد قال لقي يحيى بن زكريا عيسى بن مريم فقال يحيى لعيسى يا روح الله وكلمته حدثني فقال عيسى بل أنت فحدثني أنت خير مني جعلك الله " سيدا وحصورا ونيبا من الصالحين فقال له يحيى أنت خير مني أنت روح الله وكلمته تصعد مع الروح فحدثني بما يبعد من غضب الله قال له عيسى لا تغضب قال يا روح الله ما يبدي الغضب ويثنيه أو يعيده قال التعزز والفخر والحمية والعظمة قال يا روح الله هؤلاء شداد كلهن فكيف لي بهن قال سكن الروح واكظم الغيظ ثم قال له وإياك واللهو
_________
1 - ما بين معكوفتين سقط من الاصل ولفظة هاتين استدركت عن هامشه وكلمة افضل استدركت عن المختصر
2 - سورة آل عمران الاية : 39

(47/451)


فيسخط الله عليك وإياك والرياء فإنه من غضب الرب قال يا روح الله ما يبدي الرياء ويعيده أو يثنيه قال النظر والشهوة واتباعهما لا تكن حديد النظر إلى ما ليس لك فإنه لن يزني فرجك ما حفظت عينك فإن استطعت أن لا تنظر إلى ثوب المرأة التي لا تحل لك ولن تستطيع ذلك إلا بالله أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم أنبأنا رشأ بن نظيف أنبأنا الحسن بن إسماعيل أنبأنا أحمد بن مروان حدثنا أبو إسحاق الحربي حدثنا ابن نمير حدثنا ابن فضيل عن عمران بن سليمان قال بلغني أن عيسى قال لأصحابه إن كنتم إخواني وأصحابي فوطنوا أنفسكم على العداوة والبغضاء من الناس فإنكم لا تدركون ما تطلبون إلا بترك ما تشتهون ولا تنالون ما تحبون إلا بالصبر على ما تكرهون طوبى لمن كان بصره في قلبه ولم يكن قلبه في بصره أخبرنا أبو غالب بن البنا أنبأنا أبو محمد الجوهري أنبأنا أبو عمر بن حيوية وأبو بكربن إسماعيل قالا حدثنا يحيى بن محمد بن صاعد حدثنا الحسين بن الحسن أنبأنا عبد الله بن المبارك أنبأنا عثمان بن الأسود في موضع آخر من قول موسى وبه أنبأنا ابن المبارك أنبأنا مالك بن مغول قال بلغنا أن عيسى بن مريم قال يا معشر الحواريين تحببوا إلى الله يبغضكم أهل المعاصي وتقربوا إليه بما يباعدكم منهم والتمسوا رضاه بسخطهم قال لاأدري بأيتهن بدأ قالوا يا روح الله فمن نجالس قال جالسوا من يذكركم بالله رؤيته ومن يزد في عملكم منطقه ومن يرغبكم في الآخرة عمله رواه غيره عن ابن المبارك فقال مالك بن أنس ولا أراه حفظه أخبرنا أبو الحسن بن قبيس أنبأنا أبي أبو العباس أنبأنا أبو نصر بن الجبان أنبأنا عبد الوهاب بن الحسن أنبأنا علي بن محمد بن الخراساني أنبأنا يونس بن عبد الأعلى
_________
1 - كذا رسمها بالاصل وفي المختصر : والزنا ) وهو أظهر باعتبار السياق بعد
2 - الاصل : يكون خطأ
3 - في المختصر : عينيك
4 - رواه ابن المبارك في ازهد والرقائق ص 121 رقم 355
5 - كذا بالاصل والمختصر : عملكم وفي الزهد : علمكم
6 - كذا بلاصل والمختصر وفي الزهد لابن المبارك : يرغب

(47/452)


حدثني أبو عبد الله عروة العرقي عن ابن المبارك عن مالك بن أنس قال قال عيسى للحواريين يا معشر الحواريين تحببوا ألى الله ببغض أهل المعاصي وتقربوا إليه ما يباعدكم عنهم والتمسوا رضاه بسخطهم قالوا يا روح الله فمن نجالس قال جالسوا الذين يذكركم بالله رؤيته ويزيد في عملكم منطقه ويرغبكم في الآخرة عمله أخبرنا أبو القاسم الشحامي أنبأنا أبو بكر البيهقي أنبأنا أبو عبد الله الحافظ أنبأنا أبو جعفر محمد بن محمد بن عبد الله البغدادي حدثنا علي بن المبارك الصنعاني حدثنا محمد بن إسماعيل حدثنا سفيان عن مالك بن مغول قال قال عيسى بن مريم عليه السلام تحببوا إلى الله تعالى ببغض أهل المعاصي وتقربوا إليه بالتباعد منهم والتمسوا مرضاته بسخطهم قالوا يا روح الله من نجالس قال جالسوا من يذكركم الله رؤيته ومن يزيد في عملكم منطقه ومن يرغبكم في الآخرة عمله أخبرنا أبو الحسن الفرضي وابن زيد المؤدب قالا أنبأنا أبو الفتح نصر بن إبراهيم زاد الفرضي وأبو محمد بن فضيل قالا أنبأنا أبو الحسن عوف أنبأنا أبو علي بن منير أنبأنا أبو بكر بن خريم حدثنا هشام بن عمار حدثنا أبي عمار بن نصير بن ميسرة بن أبان الظفري عن يونس بن عبد الملك الخثعمي عن من حدثه قال قال عيسى بن مريم للحواريين ذات يوم يا معشر الحواريين تحببوا إلى الله ببغض أهل المعاصي وتقربوا إلى الله بالتباعد منهم والتمسوا رضاه بسخطهم قالوا يا روح الله فمن نجالس قال من تذكركم بالله رؤيته ويزيد في عملكم منطقه ويرغبكم في الآخرة عمله أخبرنا أبو عبد الله محمد بن الفضل وأبو المظفر عبد المنعم بن عبد الكريم قالا أنبأنا محمد بن علي بن محمد أنبأنا أبو بكر الجوزقي أنبأنا أبو العباس الدغولي قال سمعت علي بن الحسن يذكر عن إبراهيم بن الأشعث قال وسمعته يعني الفضيل يقول 1
_________
1 - غير واضحة بالاصل وهو عروة بن مروان الرقي المعروف بالعرقي راجع ترجمة يونس بن عبد الاعلى في
تهذيب الكمال 20 / 539
2 - كتب بعدها بالاصل : إلى
3 - بدون إعجام بالاصل والصواب ما اثبت وضبط والسند معروف

(47/453)


قال عيسى تحببوا إلى الله ببغض أهل المعاصي وتقربوا إلى الله بالتباعد منهم والتمسوا مرضاته بسخطهم قالوا فمن نجالس يا روح الله قال من يذكركم بالله رؤيته ويزيد في عملكم منطقه ويرغبكم في الآخرة عمله أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر أنبأنا أبو بكر البيهقي أنبأنا أبو الحسين بن بشران أنبأنا أبو علي الحسين بن صفوان حدثنا ابن أبي الدنيا حدثنا زياد بن أيوب حدثنا سعيد بن عامر حدثنا معتمر بن سليمان قال قال عيسى كانت الدنيا قبل أن أكون فيها وهي كائنة بعدي وإنما لي فيها أيام معدودة فإذالم أسعد في أيامي فمتى أسعد أخبرنا أبو محمد بن طاوس أنبأنا عاصم بن الحسن أنبأنا أبو عمر بن مهدي حدثنا أبو محمد عبد الله بن أحمد بن إسحاق الحربي الجوهري حدثنا إبراهيم بن أبي داود البرلسي حدثنا أبو اليمان حدثنا صفوان بن عمرو عن سريج بن عبيد عن يزيد بن ميسرة قال قال الحواريون للمسيح يا مسيح الله انظر إلى مسجد الله ما أحسنه قال آمين آمين بحق أقول لكم لا يترك الله من هذا المسجد حجرا قائما على حجر إلا أهلكته بذنوب أهله إن الله لا يصنع بالذهب ولا بالفضة ولا بهذه الأحجار الذي يعجبكم شيئا إن أحب إلى الله منها القلوب الصالحة وبها يعمر الله الأرض وبها يخرب الله الأرض إذا كانت على غير ذلك أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم أنبأنا أبو الحسن بن نظيف أنبأنا الحسن بن إسماعيل أنبأنا أحمد بن مروان حدثنا أحمد بن عمران حدثنا عبيد بن أسحاق العطار حدثني عيسى بن مسلم الطهوي حدثنا عمرو بن عبد الله بن هند الجملي قال سمعت ابن عباس يقول مر عيسى بن مريم بخراب فقال يا خرب الخربين أين أهلك الأولون فأجابه بشئ من ناحيتها بادوا فجد
_________
1 - من طريقه رواه ابن كثير في قصص الانبياء 2 / 430 والبداية والنهاية 2 / 106 - 107
2 - كذا بالاصل وفي المصدرين : شريخ بن عبد الله
3 - بالاصل : الطهوري تصحيف والصواب ما اثبت ترجمته في تهذيب الكمال 15 / 575

(47/454)


أخبرنا أبو غالب بن البنا أنبأنا أبو محمد بن الجوهري أنبأنا أبو عمر بن حيوية وأبو بكر بن أسماعيل قالا أنبأنا أبو محمد بن صاعد حدثنا الحسين بن الحسن أنبأنا عبد الله بن المبارك أنبأنا مالك بن مغول قال بلغنا أن عيسى بن مريم مر بخربة فقال يا خربة الخربين أو قال يا خربة خربت أين أهلك فأجابه منها شئ فقال يا روح الله بادوا فاجتهد أو قال فإن أمر الله جد فجد أخبرنا أبو منصور أحمد بن محمد الصوفي أخبرتنا عائشة بنت الحسن بن إبراهيم الوركانية قالت حدثنا أبو محمد عبد الله بن عمر بن عبد الله بن الهيثم إملاء حدثنا الوليد بن أبان إملاء حدثنا أحمد بن جعفر الرازي حدثنا سهل بن أبراهيم الحنظلي حدثنا عبد الوهاب بن عبد العزيز عن المعتمر عن ليث عن مجاهد عن ابن عباس عن النبي ( صلى الله عليه و سلم ) قال مر عيسى على مدينة خربة فأعجبه البنيان فقال أي رب مر هذه المدينة أن تجيبني فأوحى الله إلى المدينة أيتها المدينة الخربة جاوبي عيسى قال فنادت الملائكة عيسى حبيبي وما تريد مني قال ما فعل أشجارك وما فعل أنهارك وما فعل قصورك وأين سكانك قالت حبيبي جاء وعد ربك الحق فيبست أشجاري ويبست أنهاري وخربت قصوري ومات سكاني قال فأين أموالهم قالت جمعوها من الحلال والحرام موضوعة في بطني لله ميراث السموات والأرض قال فنادى عيسى تعجبت من ثلاثة أناس طالب الدنيا والموت يطلبه وباني القصور والقبر منزله ومن يضحك ملء فيه والنار أمامه ابن آدم لا بالكثير تشبع ولا بالقليل تقنع تجمع مالك لمن لا يحمدك وتقدم على رب لا يعذرك إنما أنت عبد بطنك وشهوتك وإنما تملأ بطنك إذا دخلت قبرك وأنت يا ابن آدم
_________
1 - رواه ابن المبارك في كتاب الزهد والرقائق ص 225 رقم 640
2 - بهذا السند رواه ابن كثير عن ابن عساكر في تاريخه في قصص الانبياء 2 / 430 والبداية والنهاية بتحقيقنا 2 / 107
3 - أحمد سقطت من قصص الانبياء
4 - كذا رسمها بلاصل وفي المصدرين : الهشيم
5 - كذا بالاصل : سهل وفي المصدرين : سهيل
6 - كذا بالاصل والمختصر وفي المصدرين : فنات المدينة وهو أظهر وأشبه بالصواب
7 - كذا بالاصل والمختصر وفي المصدرين 6 ونشفت أنهاري وهو أظهر

(47/455)


ترى حسد مالك في ميزان غيرك أخبرنا أبو القاسم علي بن هارون أنبأنارشأ بن نظيف أنبأنا الحسن بن إسماعيل أنبأنا أحمد بن مروان حدثنا جعفر بن محمد الصايغ حدثنا قبيصة عن سفيان عن أبيه عن إبراهيم التيمي قال قال عيسى يا معشر الحواريين اجعلوا كنوزكم في السماء فإن قلب الرجل حيث كنزه أخبرنا أبو الحسين بن الفراء أنبأنا أبو بكر الخطيب أنبأنا محمد بن أحمد بن رزقوية أنبأنا جعفر بن محمد بن نصير الخلدي حدثنا محمد بن عبد الله الحضرمي حدثنا عباس العنبري حدثني عبد الصمد قال سمعت عطارد وكان بكى حتى ترح قال قال عيسى بن مريم إلى متى تصفون الطريق إلى الدالجين وأنتم مقيمون مع المتحرين إنما يبتغى من العلم القليل ومن العمل الكثير أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي وأبو عبد الله يحيى بن الحسن قالا أنبأنا أبو محمد الصريفيني أنبأنا أبو حفص عمر بن إبراهيم بن أحمد الكناني المقرئ أبو القاسم البغوي حدثنا أبو خيثمة حدثنا عبد الرحمن بن مهدي حدثنا بشر بن منصور عن عبد العزيز بن كيسان قال قال المسيح عيسى بن مريم من تعلم وعلم وعمل فذاك يدعى عظيما في ملكوت السماء كذا قال وسقط منه ثور بن يزيد وقال ابن كيسان وإنما هو ابن ظبيان
_________
1 - كذا بالاصل وامختصر وفي المصدرين : حشد
2 - عقب ابن كثير في كتابيه : هذا حديث غريب جدا وفيه موعظة حسنة فكتبناه لذلك
3 - هو سفيان الثوري ومن طريقه رواه ابن كثير في البداية والنهاية 2 / 107 وقصص الانبياء 2 / 431
4 - اللفظة غير واضحة ورسمها بالاصل : المتحرس والمثبت عن المختصر
5 - كذا بالاصل وهو تصحيف والصواب : ابن كيسان وسينبه المصنف إلى الصواب في آخر الخبر
6 - رواه ابن كثير في قصص الانبياء 2 / 431 والبداية والنهاية 2 / 107 من طريق ثور بن يزيد عن عبد العزيز بن ظبيان

(47/456)


أخبرناه أبو القاسم زاهر بن طاهر وأبو المعالي محمد بن إسماعيل الفارسي قالا أنبأنا أبو بكر البيهقي أنبأنا أبو عبد الله الحافظ زاد الفارسي وأبو سعيد بن أبي عمرو قالا حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب حدثنا هارون بن سليمان حدثنا عبد الرحمن بن مهدي عن بشر بن منصور عن ثور بن يزيد عن عبد العزيز بن ظبيان قال قال المسيح من تعلم وعمل وعلم فذاك يدعى عظيما في ملكوت السماء أخبرني أبو القاسم هبة الله بن عبد الله بن أحمد أنبأنا أبو بكر الخطيب أنبأنا أبو سعيد محمد بن موسى الصيرفي حدثنا محمد بن يعقوب الأصم حدثنا أبو القاسم الحضري أنبأنا الهاشمي بالكوفة حدثنا سيار حدثنا بشر بن منصور حدثنا ثور عن عبد العزيز بن ظبيان قال قال المسيح من تعلم وعلم وعمل يدعى عظيما في ملكوت السماء رواها المعافى بن عمران عن ثور إلا أنه لم يذكر عبد العزيز أخبرنا بها أبو بكر محمد بن الحسين أنبأنا أبو الغنائم بن المأمون أنبأنا أبو القاسم بن حبابة حدثنا أبو القاسم البغوي حدثنا أبو نصر حدثنا المعافى بن عمران عن ثور قال كان من كلام المسيح من علم وعمل وعلم كان يدعى عظيما في ملكوت السماء أخبرنا أبو المعالي الفارسي أنبأنا أبو بكر البيهقي أنبأنا أبو عبد الله الحافظ قال سمعت أبا الحسين محمد بن زيد بن الوليد البجلي الأديب الشاعر يقول سمعت عبد الله بن زيدان البجلي يقول سمعت أبا كريب يقول روي أن روح الله عيسى بن مريم كان يقول لا خير في علم لا يعبر معك الوادي ولا يعبر بك النادي قال أبو الحسين أنشدنا محمد بن يحيى الصولي لمحمد بن بشير في هذا المعنى
_________
1 - رواه ابن كثير في قصص الانبياء 2 / 431 والبداية والنهاية 2 / 107 من طريق ثور بن يزيد عن عبد العزيز بن ظبيان
3 - من طريقه رواه ابن كثير في قصص الانبياء 2 / 431 والبداية ولنهاية 2 / 107
3 - الاصل : ويعمر والمثبت عن المختصر والمصدرين السابقين
4 - كذا بالاصل بشير وفي المختصر : يسير

(47/457)


ليس بعلم ما يعطي القمطر ( لا خير فيما لا يعيه الصدر أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر أنبأنا يعقوب بن أحمد بن محمد الصيرفي حدثنا أبو نعيم أحمد بن محمد بن إبراهيم بن عيسى الأزهري الشيخ العدل أنبأنا أبو الفضل العباس بن منصور الفرند ابادي حدثنا علي بن الحسن الذهلي حدثنا عبد الرحمن بن قبيس حدثنا أبو المقدام عن محمد بن كعب عن ابن عباس قال قال رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) إن عيسى بن مريم قام في بني إسرائيل قال يا مشعر الحواريين لا تحدثوا بالحكمة غير أهلها فتظلموها ولا تمنعوها أهلها فتظلموها والأمور ثلاثة بين رشد فاتبعوه وأمر تبين لكم غيه فاجتنبوه وأمر اختلف عليكم فيه فردوا علمه إلى الله تعالى أخبرنا أبو غالب بن البنا أنبأنا أبو يعلى بن الفراء أنبأنا أبو الحسين محمد بن عبد الله ابن اخي ميمي ح واخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا أبو الحسين بن النقور أنبأنا أبو طاهر المخلص قالا حدثنا أبو القاسم البغوي حدثنا محمد بن زياد أبو روح البلدي حدثنا أبو شهاب عبد ربه بن نافع عن عمرو بن قيس الملائي قال قال عيسى بن مريم إن منعت الحكمة أهلها جهلت وإن أبحتها غير اهلها جهلت كن كالطبيب المداوي إن رأى موضعا للدواء وإلا أمسك أخبرنا أبو الفضل محمد بن أسماعيل وأبو المحاسن أسعد بن علي وأبو بكر أحمد بن يحيى بن الحسن وأبو الوقت عبد الأول بن عيسى قالوا أنبأنا أبو الحسن
_________
1 - رواه ابن كثير في قصص الانبياء 2 / 431 والبداية والنهاية 2 / 107 قال ابن كثير في أوله : وروى ابن عساكر بإسناد غريب عن ابن عباس مرفوعا
2 - في المصدرين : بالحكم
3 - في المصدرين : والامور ثلاثة : أمر تبين رشده
) وفي المختصر كالاصل
4 - كذا بالاصل ولمصدرين وفي المختصر غيه
5 - كذا بالاصل وفي المختصر : تحتها

(47/458)


عبد الرحمن بن محمد أنبانا عبد الله بن أحمد بن حموية أنبأنا عيسى بن عمر بن العباس أنبأنا عبد الله بن عبد الرحمن بن بهرام أنبأنا عبد الله بن صالح حدثني معاوية أن أبا فروة حدثه أن عيسى بن مريم كان يقول لا تمنع العلم من أهله فتأثم ولا تنشره عند غير أهله فتجهل وكن طبيبا رفيقا يضع ( ) حيث يعلم أنه ينفع أخبرنا أبو الحسن بركات بن عبد العزيز النجاد حدثنا أبو بكر أحمد بن علي الحافظ حدثنا أبو الحسن محمد بن أحمد البزاز أنبأنا أبو بكر أحمد بن سندي الحداد حدثنا الحسن بن علي القطان حدثنا إسماعيل بن عيسى العطار أنبأنا إسحاق بن بشر أنبأنا إدريس عن وهب بن منبه قال قال عيسى بن مريم عليه السلام إن للحكمة أهلا إن كتمتها أهلها جهلت وإن تكلمت بها عند غير أهلها جهلت فكن كالطبيب العالم الذي يضع دواءه حيث يعلم أنه ينفع أخبرنا أبو المعالي الفارسي أنبأنا أبو بكر البيهقي أنبأنا أبو الحسين بن بشران أنبأنا إسماعيل بن محمد الصفار حدثنا أحمد بن منصور حدثنا عبد الرزاق أنبأنا معمر عن رجل عن عكرمة قال قال عيسى لا تطرحوا اللؤلؤ إلى الخنزير فإن الخنزير لا يصنع باللؤلؤ شيئا ولا تعطوا الحكمة من لا يريدها فإن الحكمة خير من اللؤلؤ ومن لا يريدها شر من الخنزير أخبرنا أبو القاسم بن أبي الحسن أنبأنا أبو الحسن المقرئ أنبأنا أبو محمد المقرئ أنبأنا أحمد بن مروان حدثنا أحمد بن محمد البغدادي حدثنا عبد المنعم بن إدريس عن أبيه عن وهب قال قال المسيح لا تلقوا اللؤلؤ إلى الخنازير فإنها لا تصنع به شيئا ولا تعطوا الحكمة من لا يريدها فإن الحكمة أفضل من اللؤلؤ ومن لا يريدها شر من الخنازير
_________
1 - الاصل : يمنع
2 - الاصل : نشره
3 - كتب فوقها بالاصل : ملحق
4 - كتب بعدها بالاصل : إلى
5 - من طريقه رواه ابن كثير في قصص الانبياء 2 / 432 والبداية والنهاية 2 / 107

(47/459)


أخبرنا أبو غالب بن البنا أنبأنا أبو محمد الجوهري أنبأنا أبو عمربن حيوية وأبو بكربن إسماعيل قالا حدثنا يحيى بن محمد بن صاعد حدثنا الحسين بن الحسن أنبأنا ابن المبارك حدثنا سفيان بن عيينة عن عمران الكوفي قال قال عيسى بن مريم للحواريين لا تأخذوا ممن تعلمون من الأجر إلا مثل الذي أعطيتموني ويا ملأ الأرض لا تفسدوا فإن كل شئ إذا فسد فليس له دواء واعلموا إن فيكم خصلتين من الجهل الضحك من غير عجب والصبحة من غير سهر أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر أنبأنا أبو سعد محمد بن عبد الرحمن أنبأنا أبو الحسين أحمد بن جعفر البحيري أنبأنا أبو عمرو أحمد بن محمد بن أحمد الحيري حدثنا أحمد بن منصور الرمادي حدثنا عبد الله بن صالح حدثني الليث عن أبي جعفر قال قيل لعيسى بن مريم يا روح الله من أشد الناس فتنة قال زلة عالم إذا زل العالم زل بزلته عالم كثير أخبرنا أبو بكر محمد بن الحسن أنبأنا أبو الغنائم بن المأمون أنبأنا أبو القاسم حبابة حدثنا أبو الحسين عمر بن الحسين بن علي بن مالك القاضي حدثنا أسحاق بن إبراهيم الختلي حدثنا إسحاق بن إبراهيم قال سمعت سفيان بن عيينة يقول قال المسيح ويلكم يا علماء السوء لا تكونوا كالمنخل يخرج من الدقيق الطيب فيمر ويمسك النخالة وكذلك أنتم تخرجون الحكمة من أفواههم ويبقى الغل في صدوركم ويحكم إن الذي يخوض النهر لا بد أن يصيب ثوبه الماء وإن جهد أن لا يصيبه كذلك من يحب الدنيا لا ينجو من الخطايا
_________
1 - رواه ابن المبارك في الزهد والرقائق ص 96 رقم 283
2 - الاصل : لا تأخذون خطأ والتصويب عن ازهد لابن المبارك
3 - يعني نوم الصبح
4 - ورد مختصرا في حليد الاولياء 5 / 73 من طريق آخر
ورواه أيضا ابن كثير في قصص الانبياء 2 / 432 والبداية والنهاية 2 / 107 قال : وكذا حكى وهب وغيره وجاء فيهما مختصرا
5 - زيادة لازمة ترجمته في سير اعلام النبلاء 16 / 366
6 - رواه ابن كثير في البداية والنهاية 2 / 108 وقصص الانبياء 2 / 432

(47/460)


أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني وأبو الحسين بن الفراء قالا حدثنا أبو بكر الخطيب أنبأنا أبو القاسم علي بن محمد بن علي الإبادي أنبأنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن صالح الأبهري حدثنا عثمان بن علي حدثنا عبد الرحمن بن محمد السامي حدثنا إسحاق بن موسى الأنصاري قال سمعت ابن عيينة يقول قال عيسى يا علماء السوء جعلتم الدنيا على رؤوسكم والآخرة تحت أقدامكم قولكم شفاء وعملكم داء مثلكم مثل شجرة الدفلى تعجب من رآها وتقتل من أكلها قال الخطيب وأنبأ الحسن بن علي الجوهري أنبأنا محمد بن عمران بن موسى المرزباني حدثنا أحمد بن عيسى المكي حدثنا محمد بن القاسم بن خلاد حدثنا عبد الغفور بن عبد العزيز عن أبيه عن وهب بن منبه أن عيسى بن مريم قال ويلكم يا عبيد الدنيا ماذا يغني عن الأعمى سعة نور الشمس وهو لا يبصرها كذلك لا يغني عن العالم كثرة علمه إذا لم يعمل به ما أكثر ثمار الشجر وليس كلها ينفع ولا يؤكل وما أكثر العلماء وليس كلهم ينتفع بما علم فاحتفظوا من العلماء الكذبة الذين عليهم لباس الصوف منكسين رؤوسهم للأرض يطرفون من تحبت حواجبهم كما يرمق الذباب قولهم مخالف فعلهم من يجتني من الشوك العنب ومن الحنظل التين كذلك لا يثمر قول العالم الكذاب إلا زورا إن البعير إذا لم يوثقه صاحبه في البرية نزع إلى وطنه وأصله وإن العلم إذا لم يعمل به صاحبه خرج من صدره وخلا منه وعطله وإن الزرع لا يصلح إلا بالماء والتراب كذلك لا يصلح الإيمان إلا بالعلم والعمل ويلكم يا عبيد الدنيا إن لكل شئ علام يعرف بها وتشهد له أو عليه وإن للذين ثلاث علامات يعرف بهن الإيمان والعلم والعمل أخبرتنا أم الفتوح فاطمة بنت عبد الله القيسية قالت أخبرتنا عائشة بنت الحسن الوركانية قالت حدثنا عبد الله بن الهيثم حدثنا أبو علي
_________
1 - ترجمته في سير اعلام النبلاء 16 / 232
2 - الدفلى : شجر مر سام
2 - رواه ابن كثير في قصص الانبياء 2 / 432 والبداية والنهاية 2 / 108
3 - كلمة غير مقروءة بالاصل ثم شطبت وكتب فوقها أكثر وهو ما أثبتناه
5 - كذا بالاصل وفي المختصر الذئاب
6 - الاصل : علانية والمثبت عن المختصر
7 - كذا رسمها بالاصل هنا ومر قريبا هذا السند في خبر آخر : في قصص الانبياء ولابدايد والنهاية : الهشيم

(47/461)


أحمد بن محمد بن إبراهيم الثقفي حدثنا محمد بن أحمد بن البراء هو العبدي حدثنا عبد المنعم بن إدريس عن أبيه عن وهب بن منبه قال قال عيسى يا علماء السوء جلستم على على أبواب الجنة فلا أنتم تدخلون الجنة ولا تدعون المساكين يدخلونها إن شر الناس عند الله عالم يطلب الدنيا بعلمه أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر أنبأنا أبو بكر البيهقي أنبأنا أبو محمد عبد الله بن يوسف الأصبهاني حدثنا أبو سعيد بن الأعرابي حدثنا جعفر بن أحمد الدهان الكوفي حدثنا علي بن عبد الحميد حدثنا جعفر بن صبح عن عيسى المرادي قال قال عيسى بن مريم إن كنتم أصحابي وإخواني فوطنوا أنفسكم على العداوة والبغضاء من الناس فإنكم إن لم تفعلوا فلستم لي بإخوان إني إنما أعلمكم لتعلموا لا لتعجبوا إنكم لا تبلغون ما تأملون إلا بصبركم على ما تكرهون ولا تنالون ما تريدون إلا بترككم ما تشتهون إياكم والنظرة فإنها تزرع في القلب شهوة وكفى بها لصاحبها فتنة طوبى لمن كان بصره في قلبه ولم يكن قلبه في بصر عينه ما أبعد ما فات وما أدنى ما هو آت ويل لصاحب الدنيا كيف يموت وتتركه ويثق بها وتغره ويأمنها وتمكر به ويل للمغترين قد أزفهم ما يكرهون وجاءهم ما يوعدون وفارقوا ما يحبون في طول الليل والنهار فويل لمن كانت الدنيا همه والخطايا عمله كيف يقتضي غدا بربه ولا تكثروا الكلام بغير ذكر الله فتقسوا قلوبكم وإن كانت لينة فإن القلب القاسي بعيد من الله ولكن لا تعلمون لا تنظروا في ذنوب الناس كهيئة الأرباب وانظروا في ذنوبكم كهيئة العبيد إنما الناس رجلان معافى ومبتلى فاحمدوا الله على العافية وارحموا أهل البلاء متى نزل الماء على جبل ألا يلين له ومذ متى تدرسون الحكمة ولا تلين لها قلوبكم بقدر ما تواضعون كذلك ترحمون وبقدر ما تحرثون كذلك تحصدون علماء السوء مثلهم كمثل شجرة الدفلى تعجب من نظر إليها وتقتل من يأكلها كلامكم شفاء يبرئ الداء وأعمالكم داء لا يبرئه شفاء
_________
1 - من طريقه رواه ابن كثير في قصص الانبياء 2 / 432 والبداية ولنهايد 2 / 108
2 - غير واضحة بالاصل ونميل إلى قراءتها : لنقيموا والمثبت عن المختصر
3 - الاصل من ) وامثبت عن المختصر
4 - كلمة يثق كتبت تحت الكلام بين السطرين بالاصل
5 - تقرأ بالاصل : وهي والمثبت عن المختصر
6 - كذا رسمها بالاصل وفي المختصر : ويجنون
7 - بالاصل يدرسون
يلين

(47/462)


جعلتم العلم تحت أقدامكم مثل عبيد السوء بحق أقول لكم وكيف أرجو أن تنتفعوا بما أقول وأنتم الحكمة تخرج من أفواهكم ولا تدخل آذانكم وإنما بينهما أربع أصابع ولا تعيها قلوبكم فلا أحرار كرام ولا عبيد أتقياء أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم أنبأنا رشأ بن نظيف أنبأنا الحسن بن إسماعيل أنبأنا أحمد بن مروان حدثنا محمد بن عبد العزيز حدثنا ابن عائشة عن أبيه قال قال عيسى تعملون للدنيا وأنتم ترزقون فيها بغير العمل ولا تعملون للآخرة وأنتم لا ترزقون فيها إلا بالعمل أخبرنا أبو القاسم الشحامي أنبأنا أحمد بن الحسين الحافظ أنبأنا أبو بكر أحمد بن الحسن وأبو سعيد محمد بن موسى قالا حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب حدثنا محمد بن إسحاق الصغاني حدثنا سعيد بن عامر ح وأخبرنا أبو الفضل محمد بن أسماعيل وأبو المحاسن أسعد بن علي وأبو بكر أحمد بن يحيى وأبو الوقت عبد الأول بن عيسى قالوا أنبأنا أبو الحسن عبد الرحمن بن محمد بن المظفر أنبأنا أبو محمد عبد الله بن أحمد بن معاوية أنبأنا عيسى بن عمر أنبأنا عبد الله بن عبد الرحمن بن بهرام أنبأنا سعيد بن عامر عن هشام الدستوائي وقال ابن بهرام صاحب الدستوائي قال قرأت في كتاب بلغني أنه من كلام عيسى بن مريم تعملون للدنيا وأنتم ترزقون فيها بغير عمل ولا تعملون للآخرة وأنتم لا ترزقون فيها إلا بالعمل ويكلم وقال ابن بهرام وإنكم علماء السوء الأجر تأخذون والعمل تضيعون يوشك رب العمل أن يطلب عمله ويوشك أن تخرجوا من الدنيا العريضة إلى ظلمة القبر وضيقه الله نهاكم عن الخطايا كما أمركم بالصيام والصلاة كيف يكون من أهل العلم من سخط رزقه واحتقر منزلته وعلم وقال ابن بهرام وقد علم أن ذلك من علم الله وقدرته كيف يكون من أهل العلم من اتهم الله فيما قضى له فليس يرضى بشئ وقال ابن بهرام شيئا أصابه كيف يكون من أهل العلم من دنياه عنده آثر من آخرته وهو في دنياه
_________
1 - لفظة بن ) كتبت فوق الكلام بين السطرين بالاصل
2 - بالاصل : ويوشكون أن يخرجوا ) والمثبت عن المختصر
3 - الاصل أشر ولامثبت عن المختصر

(47/463)


وقال ابن بهرام في الدنيا أفضل رغبة كيف يكون من أهل العلم من مصيره إلى آخرته وقال ابن بهرام إلى الآخرة وهو مقبل على دنياه وما يضره أشهى إليه أو قال أحب إليه مما ينفعه كيف يكون من أهل العلم من يطلب الكلام ليخبر به ولا يطلبه ليعمل به أخبرنا أبو الوقت عبد الأول بن عيسى أنبأنا الحاكم أبو صاعد يعلى بن هبة الله ح وأخبرنا أبو محمد الحسن بن أبي بكر أنبأنا أبو عاصم الفضيل بن يحيى قالا أنبأنا أبو محمد عبد الرحمن بن أبي شريح أنبأنا أبو عبد الله محمد بن عقيل بن الأزهر حدثنا أبو عبيدالله حماد بن الحسن بن عنبسة الوراق حدثنا سيار بن حاتم حدثنا جعفر بن سليمان حدثنا هشام الدستوائي قال بلغني أن في حكمة عيسى بن مريم تعملون في الدنيا وأنتم ترزقون فيها بغير العمل ولا تعملون للآخرة وأنتم ترزقون فيها إلا بالعمل ويلكم علماء السوء الأجر تأخذون والعمل تضيعون يوشك رب العمل أن يطلب عمله ويوشك أن تخرجوا من الدنيا إلى ظلمة القبر وضيقه الله ينهاكم عن المعاصي كما أمركم بالصوم والصلاة كيف يكون من أهل العلم من دنياه آثر عنده من أخرته وهو في الدنيا أفضل رغبة كيف يكون من أهل العلم من مصيره إلى آخرته وهو مقبل على دنياه وما يضره أشهى إليه مما ينفعه كيف يكون من سخط رزقه واحتقر منزلته وهو يعلم أن ذلك من علم الله وقدرته كيف يكون من أهل العلم من اتهم الله في قضائه فليس يرضى بشئ أصابه كيفي يكون من أهل العلم من طلب الكلام ليحدث به ولم يطلب العلم ليعمل به أخبرنا أبو محمد إسماعيل بن أبي القاسم بن أبي بكير أنبأنا عمر بن أحمد بن عمر حدثنا أبو عمرو بن حمدان حدثنا الإمام محمد بن إسحاق بن خزيمة حدثنا عبد الله بن أبي زياد القطواني حدثنا سيار بن حاتم حدثنا جعفر بن سليمان عن مالك بن دينار قال
_________
1 - كذا بالاصل 6 ليخبر به وفي المختصر 6 ليخزنه
2 - الاصل : بكير تصحيييف قارن مع مشيخة ابن عساكر 43 / أ
3 - الاصل : ويوشكون أن يخرجوا والمثبت يوافق ما جاء في الرواية السابقة
5 - كذا بالاصل في هذه الرواية وفي الرواية السابقة : ليخبر به وفي المختصر ليخزنه

(47/464)


كان عيسى بن مريم يقول يا معشر الحواريين حتى متى توعظون لا تتعظون لقد كلفتم الواعظين تعبا أخبرنا أبو غالب بن البنا أنبأنا أبو محمد الجوهري أنبأنا أبو عمر بن حيوية وأبو بكر بن إسماعيل قالا حدثنا يحيى بن محمد بن صاعد حدثنا الحسين بن الحسن أنبأنا عبد الله بن المبارك قال بلغنا عيسى بن مريم أنه قال يوشك أن يفضي بالصابر البلاء إلى الرخاء وبالفاجر الرخاء إلى البلاء أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلم أنبأنا أبو عبد الله بن أبي الحديد ح وأخبرنا أبو نصر غالب بن المسلم أنبأنا أحمد بن عبد المنعم بن أحمد قالا أنبأنا أبو الحسن بن السمسار أنبأنا المظفر بن حاجب حدثنا محمد بن يزيد حدثنا موسى بن أيوب النصيبي قال سمعت ابن المبارك يقول قال عيسى بن مريم سيأتي على الناس زمان يفضي بالصابر فيه الصبر غلى البلاء ويفضي بالفاجر الفجور إلى الرخاء أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن علي بن الحسين الحمامي وأبو سعد محمد بن محمد بن الفضل قالا أخبرتنا عائشة بنت الحسن بن إبراهيم الوركانية قالت حدثنا محمد بن أحمد بن ادرجشنس إملاء حدثنا الحسن بن محمد وهو الداركي حدثنا محمد بن حميد حدثنا جرير عن الأعمش عن عمرو بن مرة عن سالم بن أبي الجعد قال قال عيسى بن مريم لبني إسرائيل يا بني إسرائيل زعمتم أن موسى نهاكم عن الزنا وصدقتم وأنا أنهاكم عنه وأحدثكم أن مثل حديث النفس بالخطيئة كمثل الدخان في البيت الا تحرقه فإنه ينتن ريحه ويغير لونه ومثل القادح بالخشبة إلا يكسرها فإنه يعجرها ويضعها
_________
1 - رواه ابن المبارك في الزهد والرقائق ص 222 رقم 627
2 - تقرأ بالأصل : يقضي والمثبت عن الزهد لابن المبارك
3 - قارن مع مشيخة ابن عساكر 28 / ب
4 - في المختصر : لا تحرقه
5 - تقرأ بالاصل : يعجزها والمثبت عن المختصر وعجرت الشئ : شققته والعجرة : العقدة في الخشبة ( هامش المختصر عن تاج العروس

(47/465)


أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم أنبأنا رشأ بن نظيف أنبأنا الحسن بن إسماعيل أنبأنا أحمد بن مروان حدثنا عامر بن عبد الله حدثنا مصعب الزبيري عن أبيه عن جده قال قال عيسى لرجل كن لربك كالحمام الألوف لأهله تذبح فراخه ولا يطير عنهم أخبرنا أبو سعد أحمد بن محمد بن أحمد بن الحسن أنبأنا أبو العباس أحمد بن محمد بن أحمد بن القاسم وأبو عمرو عبد الوهاب بن محمد بن إسحاق بن محمد قالا أنبأنا أبو محمد الحسن بن محمد بن أحمد بن يوسف أنبأنا أحمد بن محمد بن عمر بن أبان حدثنا عبد الله بن محمد بن عبيد حدثني محمد بن حاتم بن بزيع حدثنا أحمد بن محمد بن حنبل حدثنا غوث بن جابر قال سمعت محمد بن داود عن أبيه عن وهب بن منبه قال قال الحواريون لعيسى من أولياء الله الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون قال عيسى الذين نظروا إلى باطن الدنيا حين نظر الناس إلى ظاهرها والذين نظروا إلى أجل الاخرة حين نظر الناس إلى ظاهرها والذين نظروا إلى أجل الأخرة حين نظر الناس إلى عاجلها فأماتوا منها ما خشوا أن يميتهم وتركوا ما علموا أن سيتركهم فصار استكثارهم منها استقلالا وذكرهم إياها فواتا وفرحهم بما أصابوا منها حزنا فما عارضهم من نائلها رفضوه وما عارضهم من رفعتها لغير الحق وضعوه خلقت الدنيا عندهم فليسوا يجددونها وخربت بينم فليسوا يعمرونها وماتت في صدورهم فليسوا يحيونها يهدمونها فيبنون بها آخرتهم ويبيعونها فيشرون بها ما بقي لهم رفضوها فكانوا برفضها فرحين وباعوها فكانوا ببيعها رابحين ونظرو إلى أهلها صرعى قدخلت فيهم المثلات فأحبوا ذكر الموت وأماتوا ذكر الحياة يحبون الله ويحبون ذكره ويستضيئون بنوره لهم خبر عجيب وعندهم الخبر العجيب بهم قام الكتاب وبه يعني قاموا وبهم نطق الكتاب وبه نطقوا وبهم علم الكتاب وبه علموا ليس يرون نائلا مع ما نالوا ولا أمانا دون ما يرجون ولا خوفا دون ما يجدون
_________
1 - ترجمته في سير اعلام النبلاء 20 / 119
2 - ترجمته في سير اعلام النبلائ 18 / 440
3 - بالاصل : آجل
4 - في المختصر : أمر الحق

(47/466)


أخبرنا أبو المظفر عبد المنعم بن عبد الكريم أنبأنا أبو الفضل جعفر بن الحسن بن محمد الماوردي المقرئ وأبو سعد عبد الرحمن بن منصور بن رامش قالا أنبأنا أبو محمد عبد الله بن يوسف بن أحمد بن ماموية أنبأنا أبو سعيد بن الأعرابي حدثنا ابن أبي الدنيا حدثنا أبو جعفر الكندي حدثنا سلم بن سالم البلخي عن حبيب الموصلي عن مكحول قال التقي يحيى بن زكريا وعيسى بن مريم فضحك عيسى في وجه يحيى وصافحه فقال له يحيى يا ابن خالتي ما لي أراك ضاحكا كأنك قد أمنت فقال له عيسى يا ابن خالتي ما لي أراك عابسا كأنك قد يئست قال فأوحى الله إليهما إن أحبكما إلي أبشكما بصاحبه أخبرنا أبو منصور عبد الرحمن بن محمد بن عبد الواحد أنبأنا أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت أنبأنا أبو القاسم الستوري وهو عبد العزيز بن محمد بن نصر حدثنا فارس بن محمد الغوري حدثنا علي بن محمد بن الحسين البصري حدثنا الحجاج بن المنهال الأنماطي حدثنا حماد بن سلمة عن داود بن أبي هند عن شهر بن حوشب قال بينا عيسى جالس مع بني إسرائيل إذ أقبل طير منظوم الجناحين بالدر والياقوت كأحسن ما يكون من الطير فجعل يدرج بين أيديهم فقال عيسى دعوه لا تنفروه فإنما بعث إليكم فحول مسلاخه فخرج أحمر أقرع كأقبح ما يكون ثم أتى بركة فتلوث في حمأتها فخرج أسود ثم استقبل جرية الماء فاغتسل ثم عاد إلى مسلاخه فلبسه فعاد إليه حسنه وجماله فقال عيسى إنما بعث هذا إليكم مثل هذا المؤمن إذا وقع في الذنوب والخطايا ذهب عنه حسنه وجماله فإذا تاب وراجع عاد إليه حسنه وجماله
_________
1 - رواه ابن كثير - من طريق مكحول في قصص الانبياء 2 / 432 والبداية والنهاية 2 / 108
2 - ضبطت عن الانساب هذه النسبة إلى الستر وجمعه الستور وهذه النسبة إما إلى حفظ الستور والبوابية على ما جرت به عادة الملوك أو حمل أستار الكعبة
ترجم له السمعاني في الانساب
3 - الاصل : العوري بالعين المهملة والصواب : الغوري بالغين المعجمة عن الانساب وهذه النسبة إلى الغور وهي بلاد في الجبال قريبة من هراء بخراسان
ترجم له السمعاني في الانساب
4 - الخبر رواه أبو نعيم في حلية الاولياء من طريق شهر بن حوشب 6 / 60
5 - في الحلية مع الحواريين
6 - في الحلية : فإن هذا بعث لكم آية
7 - في الحلية : أسود قبيحا

(47/467)


أخبرنا أبو محمد بن طاوس أنبأنا جعفر بن أحمد بن الحسين أنبأنا أبو علي بن شاذان أنبأنا أبو جعفر عبد الله بن إسماعيل بن إبراهيم الهاشمي حدثنا ابن أبي الدنيا حدثنا محمد بن عباد حدثنا غسان بن مالك حدثنا حماد بن سلمة عن داود بن أبي هند وحميد قالا بينما عيسى جالس وشيخ يعمل بمسحاته يثير بها الأرض فقال عيسى اللهم انزع منه الأمل فوضع الشيخ المسحاة واضطجع فلبث ساعة فقال عيسى اللهم اردد إليه الأمل فقام فجعل يعمل فقال له عيسى ما لك بينما أنت تعمل ألقيت مسحاتك واضطجعت ساعة ثم إنك قمت بعد تعمل فقال الشيخ بينا أنا أعمل إذ قالت لي نفسي إلى متى تعمل وأنت شيخ كبير فألقيت المسحاة واضطجعت ثم قالت لي نفسي والله ما بذلك من عيش ما بقيت فقمت إلى مسحاتي أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم أنبأنا رشأبن نظيف أنبأنا الحسن بن إسماعيل أنبأنا أحمد بن مروان حدثنا إبراهيم بن إسحاق الحربي حدثنا أبو حذيفة عن سفيان بن سعيد الثوري عن أبيه عن إبراهيم التيمي قال لقي عيسى بن مريم رجلا فقال ما تصنع قال أتعبد قال من يعولك فقال أخي فقال أخوك أعبد منك أخبرنا أبو سعد بن البغدادي أنبأنا أبو نصر محمد بن أحمد بن محمد بن عمر التاجر أنبأنا أبو سعيد الصيرفي أنبأنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن أحمد الصفار حدثني ابن أبي الدنيا حدثني محمد بن إدريس حدثنا علي بن صالح الرازي حدثنا إبراهيم بن خالد عن عمر بن عبد الرحمن قال سمعت وهب بن منبه قال كان عيسى واقفا على قبر ومعه الحواريون وصاحبه يدلى فيه وذكروا القبر ووحشته وظلمته وضيقه فقال عيسى كنتم في أضيق منه في أرحام أمهاتكم فإذا أحب الله أن يوسع وسع أخبرنا أبو بكر اللفتواني أنبأنا أبو عمرو بن مندة أنبأنا أبو محمد بن يوة أنبأنا أبو
_________
1 - زيادة لازمة اقتضاها السياق عن المختصر
2 - رواه أبو نعيم الحافظ في حلية الاولياء 4 / 52 في ترجمة وهب بن منبه وابن كثير في البداية والنهاية 2 / 108 وقصص الانبياء 2 / 433

(47/468)


الحسن اللبناني حدثنا أبو بكر بن أبي الدنيا حدثني محمد بن الحسين حدثني عمر بن السكن حدثني أبو عمر الضرير قال بلغني أن عيسى بن مريم كان إذا ذكر الموت يقطر جلده دما قال وحدثنا هارون بن عبد الله حدثنا سيار حدثنا جعفر عن رجل قد سماه قال قال عيسى يا معشر الحواريين ادعوا الله أن يخفف عني سكرة الموت فلقد خفت الموت خوفا وقفني مخافة الموت على الموت قال وحدثنا ابن أبي الدنيا حدثنا حجاج بن يوسف بن الشاعر حدثنا معلى بن أسد حدثنا جعفر بن سليمان الضبعي عن علي بن الحسن الصنعاني قال بلغنا أن عيسى بن مريم قال يا معشر الحواريين ادعوا الله أن يهون علي هذه السكرة يعني الموت ثم قال لقد خفت الموت خوفا وقفني مخافتي من الموت على الموت أخبرنا أبو غالب بن البنا أنبأنا أبو محمد الجوهري أنبأنا أبو عمر بن حيوية حدثنا يحيى بن محمد بن صاعد حدثنا الحسين بن الحسن أنبأنا أبو عبد الله بن المبارك أنبأنا عبد الرحمن بن يزيد عن جابر حدثنا عبد الجبار بن عبيدالله بن سليمان قال أقبل عيسى بن مريم على أصحابه ليلة رفع فقال لهم لا تأكلوا بكتاب الله عز و جل فإنكم إن لم تفعلوا أقعدكم الله على منابر الحجر منها خير من الدنيا وما فيها قال عبد الجبار وهو المقاعد الذي ذكر الله في القرآن " في مقعد صدق عند مليك مقتدر ورفع عليه السلام أخبرنا أبو الحسن بركات بن عبد العزيز وأبو محمد عبد الكريم بن حمزة قالا أنبأنا أبو بكر الخطيب أخبرني أبو الحسن محمد بن أحمد بن محمد أنبأنا أحمد بن سندي بن الحسن حدثنا الحسن بن علي القطان حدثنا إسماعيل بن عيسى أنبأنا أبو
_________
1 - بالاصل : اللبناني بتقديم الباء تصحيف
2 - من طريقه رواه ابن كثير في البدايد والنهاية - 2 / 108 وقصص الانبياء 2 / 433
3 - رواه ابن المبارك في الزهد ولرقائق ص 507 رقم 1447
4 - سورة القمر الاية : 55

(47/469)


حذيفة إسحاق بن بشر أنبأنا سعيد بن أبي عروبة عن قتادة عن الحسن أنه قال لم يكن نبي كانت العجائب في زمانه اكثر من عيسى بن مريم إلى أن رفعه الله ومن بعده في أصحابه وكان من سبب رفعه أن ملكا جباراوكان ملك بني إسرائيل وهو الذي يقال له داود بن يودا هو الذي بعث في طلبه ليقتله وكأن الله أنزل عليه الإنجيل وهو ابن ثلاث عشرة سنة ورفع وهو ابن أربع وثلاثين سنة من ميلاده وكان في نبوته عشرين سنة فأحدث الله له الإنجيل وهو ابن ثلاث عشرة سنة فأوحى الله إليه " إني متوفيك ورافعك إلي ومطهرك من الذين كفروا " يعني ومخلصك من اليهود فلا يصلون إلى قتلك قال وأنبأنا إسحاق حدثنا إدريس عن وهب بن منبه عن كعب أنه قال متوفيك إي مذيقك الموت ثم أرفعك قال وهب فأماته الله ثلاثة أيام ثم بعثه الله ورفعه قال وأنبانا إسحاق أنبأنا جويبر عن الضحاك عن ابن عباس في قوله " إني متوفيك ورافعك " يعني رافعك ثم متوفيك في آخر الزمان أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم أنبأنا أبو الحسن بن أبي الحديد أنبأنا جدي أنبأنا محمد بن يوسف بن بشر أنبأنا محمد بن حماد أنبأنا عبد الرزاق أنبأنا معمر عن الحسن في قوله " إني متوفيك " قال متوفيك من الأرض أخبرنا أبو محمد عبد الرحمن بن أبي الحسن أنبأنا أبو القاسم نصر بن أحمد الهمذاني حدثنا الخليل بن هبة الله أنبأنا أبو علي بن درستوية حدثنا أبو الدحداح حدثنا إبراهيم بن يعقوب حدثني عبد الحميد بن حميد حدثنا إسماعيل بن عبد الكريم حدثني عبد الصمد أنه سمع وهب بن منبه يقول إن عيسى بن مريم لما أعلمه الله أنه خارج من الدنيا جزع من الموت وشق عليه فدعا
_________
1 - كذا بالاصل وفي البداية والنهاية وقصص الانبياء لابن كثير : داود بن نورا وفي تاريخ الطبري : كان الملك اسمه : هيرودس الصغير
2 - سورة آل عمران الاية : 55
3 - رواه الطبري في تاريخه من طريق المثنى قال : حدثنا إسحاق بن الحجاج قال : حدثنا إسماعيل بن عبد الكريم
1 - / 602 ورواه ابن كثير في قصص الانبياء 2 / 438 والبداية والنهاية 2 / 110 نقلا عن ابن جرير ( الطبري )

(47/470)


الحواريين فصنع لهم طعاما وقال احضروني الليلة فإن لي إليكم حاجة فلما اجتمعوا إليه من الليل عشاهم وقام يخدمهم فلما فرغوا من الطعام أخذ يغسل أيديهم بيده ويوضئهم ويمسح أيديهم بثيابه فتعاظموا ذلك وتكارهوه فقال ألا من رد علي الليلة شيئا مما أصنع فليس مني ولا أنا منه فأقروه حتى إذا فرغ من ذلك قال أما ما صنعت بكم الليلة ما خدمتكم على الطعام وغسلت أيديكم بيدي فليكن لكم بي أسوة فإنكم ترون أني خيركم فلا يتعاظم بعضكم على بعض وليبذل بعضكم نفسه لبعض كما بذلت نفسي لكم وأما حاجتي التي استعنت بكم عليها فتدعون الله وتجتهدون في الدعاء أن يؤخر أجلي فلما نصبوا أيديهم للدعاء وأرادوا أن يجتهدوا أخذهم النوم حتى لم يستطيعوا دعاء ثم يوقظهم ويقول سبحان الله أما تصبرون لي ليلة واحدة تعينوني فيها قالوا والله ما ندري ما لنا لقد كنا نسمر فنكثر السمر وما نطيق الليلة سمرا ونريد دعاء إلا حيل بيننا وبينه فقال يذهب بالراعي ويتفرق الغنم وجعل يأتي بكلام نحو هذا ينعى به نفسه فقال الحق أقول لكم ليكفرن بي أحدكم قبل أن يصيح الديك وليبيعني أحدكم بدراهم يسيرة وليأكلن ثمني فخرجوا فتفرقوا أخبرنا أبو الحسن بن قبيس وأبو منصور بن خيرون أنبأنا أبو بكر الخطيب أخبرني الحسن بن محمد الخلال حدثنا أبو حصين ضياء بن محمد الكوفي بها حدثنا الحسين بن مرزوق حدثنا علي بن الحسن بن محمد بن سعيد بن عثمان العكبري حدثنا إبراهيم بن عبد الله الطرسوسي حدثني بلال خادم أنس بن مالك عن أنس بن مالك قال قال رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) لما اجتمعت اليهود على أخي عيسى بن مريم ليقتلوه بزعمهم أوحى الله إلى
_________
1 - كتبت لهم قوق الكلام بين السطرين بالاصل
2 - زيادة للإيضاح عن الطبري والمصدرين
2 - الاصل : الدنيا تصحيف وامثبت عن الطبري والمصدرين
4 - رواه الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد 11 / 379 في ترجمة علي بن الحسن بن محمد بن سعيد بن عثمان العكبري
5 - بالاصل : أنبأني ثم شطبت وثمة علامة تحويل إلى الهامش ولم يكتب عليه شيئا واللفظة أخبرني أثبت عن تاريخ بغداد
6 - اللفظذ غير واضحد بالاصل والمثبت عن تاريخ بغداد
7 - الاصل : الحسين تصحيف والمثبت عن تاريخ بغداد

(47/471)


جبريل أن أدرك عبدي فهبط جبريل فإذا هو بسطر في جناح جبريل فيه مكتوب لا إله إلا الله محمد رسول الله قال يا عيسى قل قال وما أقول يا جبريل قال قل اللهم إني أسألك باسمك الواحد الأحد أدعوك اللهم باسمك الصمد أدعوك اللهم باسمك العظيم الوتر الذي ملأ الأركان كلها إلا فرجت عني ما أمسيت فيه وأصبحت فيه قال فدعا بها عيسى فأوحى الله إلى جبريل أن ارفع إلي عبدي ثم التفت رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) إلى أصحابه فقال يا بني هاشم يا بني عبد المطلب يا بني عبد مناف ادعو ربكم بهؤلاء الكلمات والذي بعثني بالحق نبيا ما دعا بها قوم قط إلا اهتز له العرش والسموات السبع والأرضون السبع أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا إسماعيل بن مسعدة أنبأنا حمزة بن يوسف أنبأنا عبد الله بن عدي حدثنا عدي بن أحمد بن بسطام حدثنا يعقوب بن كاسب حدثنا أنس بن عياض حدثنا يونس بن يزيد حدثنا الحكم بن عبد الله عن القاسم عن عائشة قالت دخل علي أبو بكر قال هل سمعت دعاء علمنيه النبي ( صلى الله عليه و سلم ) قالت وما هو قال كان عيسى بن مريم يعلم أصحابه يا فارج الهم وكاشف الغم مجيب دعوة المضطرين رحمان الدنيا والآخرة ورحيمهما ارحمنا رحمة تغنينا بها عن رحمة من سواك أو كما قال أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي أنبأنا أبو الحسن علي بن أبراهيم بن عيسى المقرئ قراءة عليه وأنا حاضر حدثنا أبو بكر محمد بن إسماعيل الوراق إملاء حدثنا أبو عيسى الحسن بن يحيى بن الحسين بن زهير بن كعب بن زهير بن عمرو الثعلبي الكوفي المقرئ حدثنا محمد بن إسرائيل الجوهري قال سمعت الحسن بن صباح يقول حدثنا أبو نعيم قال سمعت معروفا الكرخي قال اجتمعت اليهود على قتل عيسى بزعمهم فأهبط الله عليه جبريل في باطن جناحه
_________
1 - زيد في تاريخ بغداد : أدعوك اللهم باسمك الواحد الاحد
2 - زيادة عن تاريخ بغداد
3 - كتب فوقها في الاصل : 4 - رواه ابن عدي في الكامل في ضعفاء الرجال 2 / 203 في ترجمتة الحكم بن عبد الله بن سعد بن عبد الله الايلي
5 - كذا بالاصل وفي ابن عدي : علي
6 - كتب بعدها بالاصل : إلى

(47/472)


مكتوب اللهم إني أعوذ باسمك الأحد الأعز وأدعوك اللهم باسمك الأحد الصمد وأدعوك اللهم باسمك العظيم الوتر وأدعوك اللهم باسمك الكبير المتعالي الذي ملأ الأركان كلها أن تكشف عني ضرر ما أمسيت وأصبحت فيه فأوحى الله إلى جبريل أن ارفع عبدي إلي فقال النبي ( صلى الله عليه و سلم ) لأصحابه عليكم بهذا الدعاء ولا تستبطئوا الإجابة فإنما عند الله خير وأبقى للذين آمنوا وعلى ربهم يتوكلون أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم أنبأنا رشأ بن نظيف أنبأنا الحسن بن إسماعيل حدثنا أحمد بن مروان حدثنا أحمد بن محمد البغدادي حدثنا عبد المنعم عن أبيه عن وهب أنه كان إذا قدم مكة تعلق بأستار الكعبة فدعا بهذ الدعوات وذكر وهب أنه دعاء عيسى وقت رفعه الله إليه وهو دعاء مستجاب اللهم أنت القريب في علوك المتعالي في دنوك الرفيع على كل شئ من خلقك أنت الذي نفذ بصرك في خلقك وحسرت الأبصار دون النظر إليك وعشيت دونك وسبح بها الفلق في النور أنت الذي جليت الظلم بنورك فتباركت اللهم خالق الخلق بقدرتك ومقدر الأمور بحكمتك مبتدع الخلق بعظمتك القاضي في كل شئ بعلمك أنت الذي خلقت سبعا في الهوى بكلماتك مستويات الطبقات مذعنات لطاعتك سما بهن العلو بسلطانك فأجبن وهن دخان من خوفك فأتين طائعات بأمرك فيهن الملائكة يسبحونك ويقدسونك وجعلت فيهن نورا يجلو الظلام وضياء أضوأ من الشمس وجعلت فيهن مصابيح يهتدي بها في ظلمات البر والبحر ورجوما للشياطين فتباركت اللهم في مفطور سمواتك وفيما دحوت من أرضك دحوتها على الماء فأذللت لها الماء المتظاهر فذل لطاعتك وأذعن لأمرك وخضع لقوتك أمواج البحار ففجرت فيها بعد البحار الأنهار وبعد الأنهار العيون الغزاز والينابيع ثم أخرجت منها الأشجار بالثمار ثم جعلت على ظهرها الجبال أوتادا فأطاعتك أطوادها فتباركت اللهم صفتك فمن يبلغ صفة قدرتك ومن ينعت نعتك تنزل الغيث وتنشئ السحاب وتفك الرقاب وتقضي الحق وأنت خير الفاصلين لاإله إلا أنت إنما يخشاك من عبادك العلماء الأكياس أشهد أنك لست بإله استحدثناك ولا رب يبيد ذكره ولا كان لك شركاء يقضون معك فتدعوهم ويدعونك ولا أعانك أحد
_________
1 - كذا بالاصل وفي المختصر : وتثني
2 - الأصل : ( فندعوهم وندعوك ) والمثبت عن المختصر

(47/473)


على خلقك فنشك فيها أشهد أنك أحد صمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد ولم يتخذ صاحبة ولا ولدا اجعل لي في أمري فرجا ومخرجا قال وهب فلما تم الدعاء رفعه الله إليه قال وهب وهو للشقيقة من هذا الموضع أنك لست بإله استحدثنا إلى آخرها قال وحدثنا ابن مروان حدثنا محمد بن الجهم قال سمعت الفراء يقول في قول الله عز و جل " ومكروا ومكر الله " يعني هذه الآية أن عيسى غاب عن خالته زمانا فأتاها فقام رأس الجالوت اليهودي فضرب على عيسى حتى اجتمعوا على باب داره فكسروا الباب ودخل رأس الجالوت ليأخذ عيسى فطمس الله عينيه عن عيسى ثم خرج إلى أصحابه فقال لم أره ومعه سيف مسلول فقالوا له أنت عيسى ألقى الله شبه عيسى عليه فأخذوه فقتلوه وصلبوه فقال رجل ذكره " وما قتلوه وما صلبوه ولكن شبه لهم " ألقى شبهه عليه ثم قال عز و جل " ومكروا ومكر الله " أخبرنا أبو منصور محمود بن أحمد بن عبد المنعم بن ماشاذة أنبأنا أبو علي الحسن بن عمر بن الحسن بن يونس أنبأنا أبو عمر القاسم بن جعفر الهاشمي أنبأنا أبو العباس محمد بن أحمد الأثرم حدثنا حميد بن الربيع الحرار حدثنا زياد بن عبد الله البكائي حدثنا الأعمش عن المنهال عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال واعدعيسى اثني عشر رجلا من قومه رجل منهم فخرج عليهم من في البيت فقال أيكم يطرح عليه شبهي ويكون معي في درجتي ويقتل أو يصلب فقام شاب منهم فقال أنا فقال اجلس فقال مثل مقالته الأولى فقام الشاب فقال أنا فقال أنت ثم قال إن منكم لمن سيكفر بي قبل أن يصبح اثنتي عشرة مرة فقام رجل منهم فقال أنا
_________
1 - الشقيقة : وجع ياخذ الراس والوجه ( القاموس المحيط وقال ابن الاثير : هر نوع من صداع يعرض في مقدم الراس والى جانبيه
2 - ما بين معكوفتين سقط من الاصل واستدرك لاقتضاء السياق عن المختصر
3 - رواه ابن كثير في قصص الانبياء 2 / 437 والبداية والنهاية 2 / 110 من ريق احمد بن مروان
4 - سورة آل عمران الاية : 54
5 - سورة النساء الآية : 157
6 - ترجمة في سير اعلام النبلاء 15 / 303
7 - كلمة غير مقروءة بالاصل ورسمها : بين ولعله يريد : بيت وهو ما نراه حسب مقتضى السياق بعد
8 - الاصل : اثنى عشرة مرة

(47/474)


هو فقال أنت تقول ذلك وكان اليهود في الطلب ورفع عيسى من روزنة في البيت وطرح شبهه على ذلك الرجل فقتلوه وصلبوه وكفر به ذلك الرجل قبل أن يصبح واختلف القوم فقال بعضهم كان الله فينا فارتفع وقال بعضهم ابن الله كان فينا فرفعه إليه وقال بعضهم روح الله وكلمته كان فينا فرفعه الله إليه فكان مع كل طائفة منهم ناس كثير فاجتمعت الكافرتان على المؤمنة فقتلتها أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر أنبأنا أبو بكر محمد بن عبد الرحمن بن محمد بن الحسن بن محمد البزار أنبأنا أبو طاهر محمد بن الفضل بن محمد بن إسحاق بن خزيمة أنبأنا جدي أبو بكر حدثنا سلم بن جنادة القرشي حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن المنهال وهو ابن عمرو عن سعيد وهو ابن جبير عن ابن عباس قال لما أراد الله أن يرفع عيسى إلى السماء خرج إلى أصحابه وهم في بيت اثنا عشر رجلا من عين في البيت ورأسه يقطر ماء قال فقال إن منكم من سيكفر أثنتي عشرة مرة من بعد أن آمن بي قال ثم قال أيكم يلقى عليه شبهي فيقتل مكاني ويكون معي في درجتي قال فقام شاب من أحدثهم سنا فقال أنا قال فقال عيسى اجلس ثم أعاد عليهم قال فقام الشاب فقال أنا فقال اجلس ثم أعاد عليهم فقام الشاب فقال أنا فقال نعم أنت ذاك فألقي عليه شبه عيسى ورفع عيسى من ورزنة في البيت إلى السماء قال وجاء الطلب من اليهود فأخذوا شبهه فقتلوه وصلبوه وكفر به بعضهم اثنتى عشرة مرة بعد أن آمن به فتفرقوا ثلاث فرق قرقة قالت كان الله فينا ما شاء ثم صعد إلى السماء وهؤلاء اليعقوبية وقال فرقة كان فينا ابن الله ما شاء ثم رفعه إليه وهم النسطورية وقالت فرقة كان عبد الله ورسوله ما شاء الله ثم رفعه الله إليه وهؤلاء المسلمون فتظاهرت الكافرتان على المسلمة فقتلوها فلم يزل الإسلام طامسا حتى بعث الله محمدا ( صلى الله عليه و سلم ) " فآمنت طائفة من بني إسرائيل وكفرت طائفة " يعني الطائفة التي كفرت من بني إسرائيل في زمان عيسى فأيدنا الذين آمنوا على عدوهم فأصبحوا ظاهرين " في إظهار محمد ( صلى الله عليه و سلم ) دينهم على دين الكفار
_________
1 - الروزنة : الكوة ( القاموس المحيط : رزن )
2 - يعني الطائفتين الكافرتين
3 - من طريق رواه ابن كثير في قصص الانبياء 2 / 435 - 436 والبداية والنهاية 2 / 109 وسقط منهما : عن الاعمش 4 الاصل : اثني عشر
5 - الاصل ( اثني عشر ) وفي المصدرين : اثني عشرة
6 - سورة الصف الاية : 14
7 - زيد في المختصر : والطائفة التي آمنت في زمان عيسى

(47/475)


أخبرنا أبو الحسن بركات بن عبد العزيز وأبو محمد بن حمزة قالا حدثنا أبو بكر الخطيب أخبرني أبو الحسن بن رزقوية أنبأنا أحمد بن سندي حدثنا الحسن بن علي القطان حدثنا إسماعيل بن عيسى أنبأنا إسحاق بن بشر أنبأنا جويبر ومقاتل عن الضحاك عن ابن عباس قال لما فرغ عيسى من وصيته واستخلف شمعون وقتلت اليهود يودا وقالوا هو عيسى يقول الله " وما قتلوه وما صلبوه ولكن شبه لهم " " وما قتلوه يقينا بل رفعه الله إليه وكان الله عزيزا حكيما " فأما اليهود والنصارى فيقولون قد قتلوه وأما الحواريون فعلموا أنه لم يقتل وأنكروا قول النصارى واليهود وخلص الله عيسى وأنزل الله سحابة من السماء لاستقلال عيسى فوضع عيسى السحابة فلزمته أمه وبكت فقالت السحابة دعيه فإن الله يرفعه إلى السماء ثم يشرف أهل الأرض عند أوان الساعة ثم يهبط إلى الأرض فيكون فيها ما شاء الله ويبدل الله به أهل الأرض أمنا وعدلا فسكتت عنه مريم تنظر إليه وتشير بإصبعها إليه ثم ألقى إليها برداء فقال هذا علامة ما بيني وبينك يوم القيامة قال وقال ابن عباس إن عيسى لما حمل على السحابة ودع أمه والحواريين ثم أصعدت به السحابة فذهبت امه لتتناول رجله فقال لا تفعلي يا أمة وألقى عمامته إلى شمعون وأمه تمس السحاب حتى فاتها السحاب وأخذ شمعون العمامة فجعلها في عنقه وهم ينظرون إلى عيسى ويشيرون بأيديهم حتى توارى عنهم قال إسحاق وأنبأنا عبد الله بن السندي عن أبيه عن مجاهد وابن جريج عن مجاهد قال إن اليهود لما أرادوا عيسى وطلبوه ليقتلوه فألجؤه إلى غار في الجبل معه أمه والحواريون فعهد إليهم عهده وقال إني مرفوع وأنزلت الغمامة حتى حملت عيسى واليهود يحرسونه فانصدع الجبل فارتفعت السحابة بعيسى ثم دخلوا الغار فأخذوا الذي
_________
1 - كذا بالاصل وفي المختصر ( بوذا ) وفي قصص الانبياء لابن كثير والبداية والنهاية ( يودس ) وفي تاريخ الطبري أيشوع بن فنديرا
2 - الاية 157 من سورة النساء
3 - الاية 158 من سورة النساء

(47/476)


دل على عيسى فعدوا عليه فصلبوه وأخذوا أصحاب عيسى فحبسوهم وعذبوهم فبلغ ذلك صاحب الروم وكانت اليهود تحت يديه فقيل له إنه كان في مملتك رجل عدا عليه بنو إسرائيل فصلبوه وهم يعذبون أصحابه وكان يخبرهم أنه رسول الله قد أراهم العجائب وأحيى لهم الموتى وأبرأ لهم الأسقام وخلق لهم من الطين كهيئة الطير فبعث ملك الروم إلى الحواريين فانتزعهم من أيديهم وسألهم عن دين عيسى فأخبروه فبايعهم على دينه واستنزل الذي صلبه فغيبه وأخذ خشبته التي كان صلب عليها فأكرمها وطيبها وعدا على اليهود فقتل منهم مقتله عظيمة فمن هناك تعظم النصارى الصلبان ومن هنالك صار جل النصرانية بالروم وملك الحواريون بعد ذلك وذلت اليهود وظهرت النصرانية وملك يحيى بن زكريا وشمعون والحواريون ومن تابعهم وكان يقال شمعون صخرة الإيمان وكان رجلا بكاء إذا جلس مجلسا فإما هو باك وجلساؤه يبكون وكان يحيى بن زكريا رجلا ضاحكا بساما إذا جلس لم يزل ضاحكا وأصحابه يضحكون فقال له يوما شمعون سبحان الله يا ابن زكريا ما أكثر ضحكك في الحق والباطل فقال يحيى سبحان الله يا شمعون ما أكثر بكاؤك في الحق والباطل لقد عنيت نفسك وعنيت جلساءك قال فجاء من الله أن أحب سيرة الرجلين إلي سيرة يحيى بن زكريا قال وأنبأنا إسحاق أنبأنا خارجة بن مصعب عن إدريس عن جده وهب بن منبه قال إن عيسى لما رفع اجتمعت بنو إسرائيل من آمن منهم بعيسى فقالوا ننظر في أمرنا فانطلق إبليس فدعا عفاريته فاجتمعوا إليه فأخبرهم بالذي يريدون بنو إسرائيل فقال إنا
_________
بالاصل : الذي
2 - بالاصل ضحاكا
3 - بنحوه عن مجاهد ورواه ابن كثير في قصص الانبياء 2 / 443 والبداية والنهاية 2 / 113 وعقب ابن كثير في نهاية
قال : وفي هذا نظر من وجوه : احدها : ان يحيى بن زكريا نبي لا يقر على ان المصلوب عيسى فانه معصوم يعلم ما وقع على جهة الحق
الثاني : ان الروم لم يدخلوا في دين المسيح الا بعد ثلثمائة سنة وذلك في زمان قسطنطين بن قسطن باني المدينة المنسوبة إليه
الثالث ان اليهود لما صلبوا ذلك الرجل ثم القوة بخشبته جعلوا مكانه مطرحا للقمامة والنجاسة
وجيف الميتات والقاذورات فلم يزل كذلك حتى كان زما ن قسطيطين فعمدت امه هيلانة فاستخرجته من هنالك معتقدة انه المسيح ووجدوا الخشبد التي صب عليها المصلوب

(47/477)


وجدنا منهم فرصة قال فاختار عفريتين فأمرهما بما يريد ثم انطلقوا حتى دخلوا على بني إسرائيل في مجمعهم الذي اجتمعوا فيه فأمر صاحبيه فجلس كل واحد منهما ناحية وجلس إبليس ناحية فلما فرغ بنو إسرائيل من بعض ما هم فيه قام أحد صاحبيه بهيئة حسنة في هيئة عبادهم فحمد الله وأثنى عليه ثم فقال إن الله قد أكرمكم واختاركم على خلقه بأن نزل من السماء فكان بين أظهركم ما شاء أن يكون ثم عاد إلى سماواته فاشكروه بما صنع إليكم ثم جلس فقام الآخر فحمد الله وأثنى عليه ثم قال أيها المتكلم لا أعلم متكلما يتكلم بكلام احسن من كلامك ولا أرفق ولا أوفق ولا أقرب من كل خير غير أنك زعمت أن عيسى هو الله وأنه نزل من السماء بين أظهرنا وأن الله لا يزول من مكانه ولكن عيسى هو ابنه فأهبطه إلينا وأكرمنا به ثم جلس فقام إبليس فحمد الله وأثنى عليه ثم قال أيها المتكلمان لا عهد لنا بمتكلمين أقرب من كل خير وأبعد من كل شر منكما إلا ما زعم الأول أن الله هبط إلينا وأن الله لا يهبط من سماواته وما ذكر أن عيسى هو ابن الله وإن الله ليس له ولد ولكن الله إله السموات ومن فيهن وعيسى إله الأرض ومن فيهن قال فتفرقت من ذلك العباد والصالحون فاختلفوا قال قال ابن عباس اختلفوا على هذا القول بعد إحدى وثمانين سنة أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلم الفقيه أنبأنا أبو الحسن بن أبي الحديد أنبأنا جدي أبو بكر أنبأنا محمد بن يوسف بن بشر انبأنا محمد بن حماد أنبأنا عبد الرازق أنبأنا معمر عن قتادة في قوله تعالى " ذلك عيسى ابن مريم قول الحق الذي فيه يمترون قال اجتمع بنو إسرائيل فأخرجوا منهم أربعة نفر فأخرج من كل قوم عالمهم فامتروا في عيسى بن مريم حين رفع فقال أحدهم هو الله تبارك وتعالى هبط إلى الأرض فأحيى من احيى وأمات من أمات ثم صعد إلى السماء وهم اليعقوبية فقال الثلاثة كذبت ثم قال اثنان منهم للثالث قل فيه فقال هو ابن الله وهم النسطورية فقال اثنان كذبت فقال أحد الاثنين الآخريين قل فيه فقال هو ثالث ثلاثة الله تعالى إله وعيسى إله وأمه إله وهم الإسرائيلية وهم ملوك النصارى فقال الرابع كذبت هو عبد الله ورسوله
_________
1 - سورة مريم الاية : 34
2 - الخير في تفسير القرطبي 11 / 106 في تفسيره سورة مريم تفسير الاية 34
3 - في تفسير القرطبي : قال احد الاثنين للآخر

(47/478)


وروحه وكلمته وهم المسلمون فكان لكل رجل منهم أتباع على ما قال واقتتلوا فظهر على المسلمين فذلك قول الله عز و جل " ويقتلون الذين يأمرون بالقسط من الناس قال قتادة وهم الذين قال الله عز و جل " فاختلف الأخزاب من بينهم " قال اختلفوا فيه فصاروا أحزابا أخبرنا أبو الحسن بركات بن عبد العزيز وأبو محمد السلمي قالا حدثنا أبو بكر الخطيب أخبرني أبو الحسن محمد بن أحمد أنبأنا أبو بكر الحداد أنبأنا الحسن بن علي بن علوية حدثنا إسماعيل بن عيسى حدثنا ابن أبي عيسى بن عاصم عن أبي حمزة الخراساني قال لما ألحوا على عيسى بن مريم في الطلب قال واعد الحواريين في بيت يجتمعون فيه قال وكان في سقف البيت كو يستضيئون منه فاجتمعوا فيه ينظرون عيسى إذ نبعت عين في البيت قال فبينما هم كذلك إذ طلع عيسى من العين خارجا عليهم في ثوبين ينفض رأسه من الماء حتى قعد في ناحية البيت فقال عيسى إن منكم لمن يكفر بي قبل الليل أكثر من اثنتي عشرة مرة يقول رجل من القوم أنا ذاك قال عيسى أنت قلت ذاك ثم قال عيسى هل منكم أحد يسره أن يلقى عليه شبهي فيوخذ فيقتل ويصلب ويكون معي في درجتي قال فقال رجل من أحداث القوم شاب أنا وسكت المشيخة قال فأعاد عيسى عليهم القول مرتين فيقول الشاب أنا وسكت المشيخة قال فقال عيسى في الثالثة أنت ثم إن عيسى تصاعد وهم ينظرون حتى إذا بلغ من الكو خرج من الكو لا يستوسع الكو ولا يستصغر على عيسى في بدنه قال وهم ينظرون إليه حتى توارى عنهم قال وكان آخر ما يكلمهم به فقال القوم فيما بينهم هذا عيسى قد صعد وتركنا فما تقولون فيه قال فاختاروا منهم ثلاثة فقالوا نرضى بما يقول هؤلاء قال فقيل لكل واحد منهم ما تقول قال أقول إنه كان الله تعالى وتقدس فكان فينا ما بدا له ثم صعد إلى سلطانه حين بدا له قال فخرج فقال ذاك في الناس فتنبه عظم من الناس قال وقيل للثالث ما تقول أنت قال إن عيسى كان فينا قريبا عهده وإنه عبد الله ورسوله فقالوا كذبت قال وهرب منهم إلى
_________
1 - سورة آل عمران الاية : 21
2 - سورة مريم الاية : 37
3 - ترجمة في سير اعلام النبلاء 13 / 559
4 - الكو بغير هاء والكوة الخرق في الحائط ونحوه وقيل : ثقب البيت ( تاج العروس : كوو )

(47/479)


جزيرة في البحر فكان فيها يتعبد حتى مات فطلبوه ليقتلوه قال وخرج الذي قال أنا وقد القي عليه شبه عيسى فأخذ ثم قتل ثم صلب أخبرنا أبو البركات بن المبارك أنبأنا محمد بن مظفر بن بكران أنبأنا أبو الحسن العتيقي أنبأنا أبو يعقوب يوسف بن أحمد أنبأنا أبو جعفر محمد بن عمرو حدثنا عمير بن مرداس الدونقي حدثنا محمد بن بكير الحضرمي حدثنا جعفر بن سليمان عن محمد بن علي الكوفي عن سعيد الإسكاف عن الأصبغ بن نباتة قال قال علي إن خليلي حدثني أن أضرب لسبع عشرة مضى من رمضان وهي الليلة التي مات فيها موسى وأموت لاثنتين وعشرين تمضي من رمضان وهي الليلة التي رفع فيها عيسى أخبرنا أبو غالب بن البنا أنبأنا أبو الحسين بن الآبنوسي أنبأنا أبو القاسم عبيدالله بن عثمان بن يحيى أنبأنا إسماعيل بن علي الخطبي حدثنا الحسن بن علي بن شبيب حدثنا سويد بن سعيد حدثنا معتمر بن سليمان عن أبيه قال سمعت حريث بن المحش يحدث أن عليا قتل صبيحة إحدى وعشرين من رمضان قال سمعت الحسن بن علي وهو يخطب يذكر مناقب علي فقال قتل ليلة أنزل الله القرآن أوقال الفرقان وليلة أسري بعيسى أو بموسى وليلة كذا وكذا فذكر نبيا أو نبيين أخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد بن مقاتل أنبانا أبو إسحاق إبراهيم بن يونس المقدسي بدمشق انبأنا أبو محمد عبد العزيز بن أحمد النصيبي أنبأنا أبو بكر محمد بن أحمد الواسطي الخطيب أنبأنا عمر بن الفضل بن مهاجر حدثنا أبي حدثنا الوليد بن حماد الرملي حدثنا إبراهيم بن محمد حدثنا زهير حدثنا رديح هو ابن عطية حدثني أبو زرعة الشيباني
_________
1 - رواه العقيلي في كتاب الضعفاء الكبير 1 / 130 في ترجمة الاصابع بن نباتة
2 - ضبطت بضك الدال وفتح النون وهذه النسبة الى دونق قرية من من قرى نهاوند ( كما في الانساب )
ترجم له
السمعاني
وهذه اللفظة سقطت من الظعفاء الكبير
3 - الاصل : عمير والمثبت عن الضعفاء الكبير
4 - كذا الاصل والمختصر وفي الضعفاء الكبير : لسبع يمضين من رمضان
5 - في الضعفاء الكبير : لاثنين وعشرين يمضين من رمضان
6 - برجمته في تهذيب الكمال 6 / 195

(47/480)


أن عيسى بن مريم عليه السلام رفع من طور زيتا بعث الله عز و جل ريحا فخفقت به حتى هرول ثم رفعه الله عز و جل إلى السماء أخبرنا أبو محمد حمزة حدثنا أبو بكر الخطيب ح وأخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن احمد أنبأنا أبو بكر محمد بن هبة الله ومحمد بن علي بن محمد بن جعفر قالوا أنبأنا أبو الحسين بن الفضل أنبأنا عبد الله بن جعفر حدثنا يعقوب بن سفيان حدثنا سعيد بن أبي مريم عن نافع بن يزيد حدثنا ابن غزية عن محمد بن عبد الله بن عمرو بن عثمان أن أمه فاطمة بنت حسين بن علي حدثته أن عائشة كانت تقول أخبرتني فاطمة أن رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) أخبرها أنه لم يكن نبي كان بعده نبي إلا عاش بعده نصف عمر الذي كان قبله وأنه اخبرني أن عيسى بن مريم عاش عشرين ومائة سنة فلا أراني إلا ذاهب على رأس ستين حدثني أبو القاسم محمود بن عبد الرحمن البستي أنبأنا أبو بكر بن خلف أنبأنا الحاكم أبو عبد الله حدثنا أبو جعفر محمد بن أحمد بن سعيد الرازي حدثنا أبو عبد الله محمد بن مسلم بن وارة حدثنا سعيد بن أبي مريم قال هذا كتاب لنافع بن يزيد هو أعطانيه وأنا شاك أن أكون عرضته عليه أم لا قال حدثني عمارة بن غزية عن محمد بن عبد الله بن عمرو بن عثمان أن أمه فاطمة بنت حسين حدثته أن عائشة كانت تقول إن رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) في مرضه الذي قبض فيه قال يا فاطمة يا ابنتي احني علي فأحنت عليه فنجاها ساعة ثم انكشفت عنه تبكي وعائشة حاضرة ثم قال رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) بعد ذلك بساعة احني علي فحنت عليه فناجاها ساعة ثم انكشفت عنه تضحك فقالت
_________
1 - طور زيتا : جبل مشرف على بيت المقدس ( معجم البلدان )
2 - لم اعثر على الخبر في كتاب المعرفة والتاريخ المطبوع
ورواه ابن كثير في قصص الانبياء 2 / 442 والبداية والنهاية 2 / 112 عن يعقوب بن سفيان في تاريخه
3 - الاصل : ابن ابي عرنه والصواب ما اثبت وضبط هو عمارة بن غزية راجع ترجمة محمد ين عبد الله بن عمرو بن عثمان في تهذيب الكمال 16 / 441
4 - عقب ابن كثير : فهو حديث غريب
5 - بقرأ بالاصل : داره تصحيف والصواب ما اثبت ( وارة ) ترجمته في سير اعلام النبلاء 13 / 28

(47/481)


عائشة يا بنت رسول الله أخبريني ماذا ناجاك أبوك قالت أوشكت رأيته ناجاني على حال سرثم ظننت أني أخبر بسره وهو حي فشق ذلك على عائشة أن يكون سرا دونها فلما قبضه الله إليه قالت عائشة لفاطمة ألا تخبريني ذلك الخبر قالت أما الآن فنعم ناجاني في المرة الأولى فأخبرني أن جبريل كان يعارضه القرآن في كل عام مرة وأنه عارضه العام مرتين وأنه أخبره أنه لم يكن نبي كان بعده نبي إلا عاش نصف عمر الذي قبله وأنه أخبرني أن عيسى عاش عشرين ومائة سنة ولا أراني غلا ذاهبا على رأس الستين فأبكاني ذلك وقال يا بنية إنه ليس من نساء المؤمنين أعظم رزية منك فلا تكوني أدنى من امرأة صبرا ثم ناجاني في المرة الأخرى فأخبرني أني أول أهله لحوقا به وقال إنك سيدة نساء أهل الجنة أخبرنا أبو بكر الأنصاري أنبأنا أبو محمد الجوهري أنبأنا أبو عمر بن حيوية أنبأنا أحمد بن معروف أنبأنا الحارث بن أبي أسامة أنبأنا محمد بن سعد أنبأنا هاشم بن القاسم حدثنا أبو معشر عن يزيد بن زياد قال قال رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) في السنة التي قبض فيها لعائشة إن جبريل كان يعرض علي القرآن في كل سنة مرة وقد عرض علي العام مرتين وإنه لم يكن نبي إلا عاش نصف عمر أخيه الذي كان قبله عاش عيسى ما ئة وخمسا وعشرين سنة وهذه اثنتان وستون سنة ومات في نصف السنة قال ابن عساكر كذا في هاتين الروايتين والصحيح أن عيسى لم يبلغ هذا العمر وإنما أراد به مدة مقامه في أمته كما أخبرنا أبو عبد الله الفراوي وأبو المظفر القشيري قالا أنبأنا أبو سعد محمد بن عبد الرحمن انبأنا أبو عمرو بن حمدان
_________
1 - الاصل : سر
2 - الزيادة للايضاح عن دلائل النبوء للبيهقي
3 - الاصل : وهو والمثبت عن رلائل النبوة للبيهقي
4 - رواه البيهقي في دلائل النبوة 7 / 166
5 - كتب فوقها بالاصل : ملحق
6 - رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى 2 / 195 تحت عنوان : ذكر عرض رسول الله ( ص ) القرآن على جبريل
7 - كتب بعدها بالاصل : الى
8 - عنى بهما الرواية التي قالت أن عيس بن مريم عاش مئة وعشرين سنة والاخرى التي قالت انه عاش مئة وخمسا عشرين سنة

(47/482)


ح وأخبرتنا أم المجتبى بنت ناصر قالت قرئ على إبراهيم بن منصور أنبأنا أبو بكربن المقرئ قالا أنبأنا أبو يعلى حدثنا الحسين بن الأسود حدثنا عمرو بن محمد العنقزي حدثنا ابن عيينة عن عمرو بن دينار عن يحيى بن جعدة قال قالت فاطمة بنت النبي ( صلى الله عليه و سلم ) قال لي رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) إن عيسى بن مريم مكث في بني إسرائيل أربعين سنة أخبرنا أبو منصور عبد الرحمن بن محمد بن عبد الواحد أنبأنا أبو الحسين بن المهتدي حدثنا أبو حفص بن شاهين حدثنا عبد الله بن محمد البغوي حدثنا محمد بن عمار المكي حدثنا سفيان عن عمرو عن يحيى بن جعدة قال دعا النبي ( صلى الله عليه و سلم ) فاطمة في مرضه الذي توفي فيه فسارها بشئ فبكت ثم سارها بشئ فضحكت فسألوها فأبت أن تخبر فلما قبض ( صلى الله عليه و سلم ) أخبرتهم قالت دعاني فقال إن الله لم يبعث نبياإلا وقد عمر الذي بعده نصف عمره وإن عيسى لبث في بني إسرائيل أربعين سنة وهذه توفي لي عشرين ولا أراني إلا ميت في مرضي هذا وإن القرآن كان يعرض علي في كل عام مرة وإنه عرض علي في هذه السنة مرتين فبكيت ثم دعاني فقال لي إن أول من يقدم علي من أهلي أنت فضحكت أنبأنا أبو القاسم بن بيان أنبأنا أبو القاسم بن بشران ح وأخبرنا أبو البركات الأنماطي أنبأنا أبو الفضل أحمد بن الحسن أنبأنا أبو القاسم بن بشران أنبأنا محمد بن أحمد بن الحسن حدثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة حدثنا أبي حدثنا عثمان حدثنا جرير عن الأعمش عن إبراهيم قال لم يكن نبي إلا عاش مثل نصف عمر صاحبه الذي كان قبله وعاش عيسى في قومه أربعين سنة
_________
1 - الفظة غير مقروءة بالاصل راجع ترجمته في تهذيب الكمال 14 / 283 وهذه النسبة بفتح المهملة والقاف بينهما نون ساكنه وبالزاي ( كما في تقريب التهذيب نسبة الى العنقز وهو المرزنجوض
3 - رواه ابن كثير في قصص الانبياء 2 / 442 والبداية والنهاية 2 / 113
3 - كذا بالاصل والمختصر
4 - البداية والنهاية 2 / 113 وقصص الانبياء 2 / 442

(47/483)


أخبرنا أبو البركات أيضا أنبأنا أبو طاهر احمد بن الحسن وأبو الفضل بن خيرون قالا أنبأنا عبد الملك بن محمد أنبأنا أبو علي بن الصواف حدثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة حدثنا أبي حدثنا معاوية بن هشام حدثنا سفيان عن الأعمش عن إبراهيم قال مكث عيسى في قومه أربعين عاما أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم أنبأنا رشأ بن نظيف أنبأنا الحسن بن إسماعيل أنبأنا أحمد أنبأنا عمر بن عبيدالله قالا أنبأنا أبو الحسين بن بشران أنبأنا أبو عمرو بن السماك حدثنا حنبل بن إسحاق حدثنا عثمان بن مسلم قالوا حدثنا حماد بن سلمة عن علي بن زيد عن سعيد بن المسيب قال رفع عيسى وهو ابن ثلاث وثلاثين سنة ومات معاذ بن جبل وهو ابن ثلاث وثلاثين سنة وليس في رواية موسى بن إسماعيل ذكر معاذ أخبرنا أبو القاسم علي بن أحمد بن بيان في كتابه أنبأنا أبو القاسم بن بشران ح وأخبرنا أبو البركات عبد الوهاب بن المبارك أنبأنا أبو الفضل بن خيرون أنبأنا أبو القاسم بن بشران أنبأنا أبو علي بن الصواف حدثنا محمد بن سفيان بن أبي شيبة حدثنا أبي حدثنا شاذان حدثنا حماد بن سلمة عن علي بن زيد عن سعيد بن المسيب قال رفع عيسى بن مريم ابن ثلاث وستين سنة والأول هو الصحيح أخبرنا أبو عبد الله أحمد بن محمد بن علي بن الحسن بن أبي عثمان وأبو منصور مقرب بن الحسين بن الحسن البواب قالا أنبأنا أبو الغنائم بن المأمون أنبأنا أبو الحسن الدارقطني حدثنا علي بن عبيدالله بن مبشر حدثني عبد الله بن عبد المؤمن الواسطي حدثنا يحيى بن حماد حدثنا أبو عوانة عن عاصم الأحول عن أبي عثمان النهدي عن سلمان قال
_________
رواه ابن كثير في قصص الانبياء 2 / 442 والبداية والنهاية 2 / 113
2 - رواه ابن كثير في قصص الانبياء 2 / 441 والبداية والنهاية 2 / 112
3 - كتبت هو فوق الكلام بين السطرين بالاصل

(47/484)


الفترة ما بين عيسى ومحمد ( صلى الله عليه و سلم ) ستمائة قال وحدثنا ابن مبشر حدثنا عيسى بن شاذان حدثنا زيد بن عوف حدثنا أبو عوانة عن عاصم عن أبي عثمان عن سلمان قال المغيرة فيما بين عيسى بن مريم وبين النبي ( صلى الله عليه و سلم ) ستمائة سنة قال الدارقطني أخرجه البخاري عن الحسن بن مدرك عن يحيى بن حماد أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن احمد أنبأنا أبو القاسم بن مسعدة أنبأنا حمزة بن يوسف انبأنا أبو أحمد بن عدي حدثنا ابن قتيبة والحسين بن أبي معشر قالا حدثنا عبد الوهاب بن الضحاك حدثنا ابن عياش عن عمر بن محمد عن أبي عقال مولى رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) عن أنس بن مالك قال بينا نحن مع رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) إذ رأينا بردا ويدا فقلنا يا رسول الله ما هذا البرد الذي رأينا واليد قال قد رأيتموه قلنا نعم قال ذاك عيسى بن مريم سلم علي اسم أبي عقال هلال بن زيد بن يسار بن بولاء
أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلم السلمي وأبو يعلى حمزة بن الحسن بن المفرج الأزدي قالا أنبأنا علي بن محمد السلمي أنبأنا عبد الرحمن بن عثمان التميمي أنبأنا خيثمة بن سليمان القرشي حدثنا أحمد بن أبي عرزة حدثنا إسماعيل بن أبان الأزدي حدثنا محمد بن زياد الألهاني عن جابر بن يزيد الجعفي عن أبي عقال عن أنس بن مالك قال كنت أطوف مع رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) حول الكعبة إذ رأيته صافح شيئا ولا نراه قلنا يا رسول الله رأيناك صافحت شيئا ولا يراه أحد قال ذاك أخي عيسى بن مريم انتظرته حتى قضى طوافه فسلمت عليه (
_________
1 - رواه ابن كثير في قصص النبياء 2 / 453 والبداية والنهاية 2 / 118
2 - صحيح البخاري ( 53 ) كتاب مناقب الانصار ( 35 ) باب رقم 23948 / 325 طبعة دار الفكر
3 - رواه عدي في الكامل في ضعفاء الرجال 7 / 118 في ترجمة هلال بن زيد بن يسار
4 - ترجمة في تهذيب 6 / 395
5 - بالاصل : عرزه تصحيف والصواب ما أثبت ترجمته في سير أعلام النبلاء 13 / 139

(47/485)


كذا قال وأخبرنا أبو طالب علي بن عبد الرحمن الصوري أنبأنا علي بن الحسن المقرئ أنبأنا أبو محمد عبد الرحمن بن عمير النحاس أنبأنا أبو سعيد بن الأعرابي حدثنا محمد بن عبيد بن عتبة حدثنا إسماعيل بن أبان حدثنا عمر بن زياد الألهاني عن جابر الجعفي عن أبي عقال عن أنس قال رأيت النبي ( صلى الله عليه و سلم ) وأهوى إلى شئ وهو في الطواف كأنه يصافح فقلنا يا رسول الله رأيناك أهويت إلى شئ فصافحته ولم نر شيئا قال ذاك ابن مريم انتظرته حتى قضى طوافه فسلمت عليه أخبرنا أبو العباس عمر بن عبيدالله بن أحمد حدثنا علي بن محمد بن أحمد إملاء أنبأنا إسماعيل بن إبراهيم النصراباذي أنبأنا إسماعيل بن نجيد أنبأنا محمد بن الحسن بن الخليل حدثنا هشام بن عمار حدثنا الوليد بن مسلم حدثنا شيبان بن عبد الرحمن عن عاصم بن أبي النجود عن أبي رزين عن أبي يحيى مولى ابن عفراء عن ابن عباس أن رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) قال لقريش يا معشر قريش لا خير في أحد يعبد من دون الله قالوا أليس تزعم أن عيسى كان عبدا تقيا وعبدا صالحا فلو كان كما تزعم أنه فأنزل الله تعالى " ولما ضرب ابن مريم مثلا " الآية أخبرنا أبو سعد البغدادي أنبأنا أبو منصور بن شكروية وأبو بكر السمسار قالا أنبأنا أبو إسحاق إبراهيم بن عبد الله بن خرشيذ قوله حدثنا الحسين بن إسماعيل المحاملي إملاء حدثنا ابن أبي عون وهو محمد بن أبي عون حدثنا سفيان عن عمرو عن عكرمة عن ابن عباس قال إن كان ما يقول أبو هريرة حقا فهو قوله " وإنه لعلم للساعة " قال نزول عيسى بن مريم
_________
1 - النصرابادي بالذال المعجمة نسبة الى نصر اباذ محلة بنيسابور ذكره السمعاني وترجه ( الانساب )
2 - ترجمته في سير اعلام النبلاء 16 / 146
3 - لفظه غير مقروءة بالاصل
4 - سورة الزخرف الاية : 57
5 - سورة الزخرف الاية : 16 ولاصل : الساعة

(47/486)


أخبرنا أبو القاسم هبة الله بن محمد أنبأنا أبو علي الحسن بن علي أنبأنا أحمد بن جعفر حدثنا عبد الله بن أحمد حدثني أبي حدثنا هاشم بن القاسم حدثنا شيبان عن عاصم عن أبي رزين عن أبي يحيى مولى ابن عقيل الأنصاري قال قال ابن عباس لقد علمت آية من القرآن ما سألني عنها رجل قط فما أدري أعلمها الناس فلم يسألوا عنها أم لم يفطنوا لها فيسألوا عنها قال ثم طفق يحدثنا فلما قام تلاومنا ألا نكون سألناه عنها فقلت أنا لها إذا راح غدا فلما راح الغد قلت يا ابن عباس ذكرت أمس آية من القرآن لم يسألك عنها رجل قط فلا تدري أعلمها الناس فلم يسألوا عنها أم لم يفطنوا لها فقلت اخبرني عنها وعن اللاتي قرأت قبلها قال نعم إن رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) قال لقريش يا معشر قريش إنه ليس أحد يعبد دون الله فيه خير وقد علمت قريش أن النصارى تعبد عيسى بن مريم وما تقول في محمد فقالوا يا محمد ألست تزعم أن عيسى كان نبيا وعبدا من عباد الله صالحا فلئن كنت صادقا فإن آلهتهم لكما تقولون فأنزل الله عز و جل " ولما ضرب ابن مريم مثلا إذا قومك منه يصدون " قال قلت ما يصدون قال يضجون " وإنه لعلم للساعة قال هو خروج عيسى بن مريم قبل القيامة أخبرنا أبو علي الحسن بن المظفر بن الحسن بن السبط أنبأنا أبي أبو سعد أنبأنا أحمد بن إبراهيم بن أحمد بن فراس أنبأنا أبو جعفر محمد بن إبراهيم الديبلي حدثنا أبو عبد الله سعيد بن عبد الرحمن المخزومي حدثنا سفيان عن عمرو عن عكرمة عن ابن عباس قال إن كان ما يقول أبو هريرة حقا فهو عيسى بن مريم وإنه لعلم للساعة فلا تمترن بها إنما قال سفيان يقول أبو هريرة اقرؤه مني السلام أخبرنا أخبرناه أبو حامد أحمد بن نصر بن علي بن أحمد الطوسي حدثنا والدي الحاكم أبو الفتح نصر بن علي أنبأنا أبو بكر أحمد بن الحسن حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب حدثنا العباس بن محمد بن حاتم
_________
1 - روانه أحمد في مسنده 1 / 68 رقم 2921 طبعة دار الفكر
2 - كتب فوقها في الاصل : لحق
3 - الاصل : الديلي بتقديم الباء تصحيف تقدم التعريف به
4 - سورة الزخرف الاية : 61
5 - كتب بعدها بالاصل : الى

(47/487)


ح وأخبرنا أبو الحسن علي بن المسلم حدثنا عبد العزيز بن أحمد إملاء أنبأنا طلحة بن علي بن الصقر الكتاني حدثنا أحمد بن عثمان بن يحيى الأدمي حدثنا عباس بن محمد الدوري حدثنا الحسن بن موسى الأشيب حدثنا شيبان بن عبد الرحمن عن عاصم بن أبي النجود عن أبي رزين عن أبي يحيى مولى ابن عقيل الأنصاري قال قال ابن عباس لقد علمت آية من القرآن ما سألني عنها رجل قط فلا أدري أعلمها الناس فلم يسألوني وقال ابن يعقوب فلم يسألوا عنها أم لم يفطنوا لها فيسألون وقال ابن يعقوب فيسألوا عنها فقلت أخبرني عنها وعن التي قبلها وقال ابن يعقوب وعن اللائي قرأت قبلها قال نعم إن سول الله ( صلى الله عليه و سلم ) قال لقريش يا معشر قريش إنه ليس أحد يعبد دون الله فيه وقد علمت قريش أن النصارى تعبد عيسى بن مريم وما تقول في عيسى فقالوا يا محمد ألست تزعم أن عيسى كان نبيا وعبدا من عباد الله الصالحين فإن وقال ابن يعقوب من عباد الله صالحا فلئن كنت صادقا فإن وقال ابن يعقوب إن آلهتهم لكما تقولون قال فأنزل الله عز و جل " ولما ضرب ابن مريم مثلا إذا قومك منه يصدون " زاد أبو حامد قال ما يصدون وقالا قال يضجون قال " وإنه لعلم للساعة " قال هو خروج عيسى بن مريم قبل يوم القيامة أخبرني أبو البركات الأنماطي أنبأنا ثابت بن بندار أنبأنا محمد بن علي المقرئ أنبأنا محمد بن أحمد البابسيري أنبأنا الأحوص بن المفضل حدثنا أبي حدثنا يحيى بن معين حدثنا يحيى بن آدم عن الحسن بن صالح قال لما قيل لعيسى " أأنت قلت للناس اتخذوني وأمي إلهين من دون الله "
_________
1 - مكانها بالاصل بياض راجع ترجمته في سير اعلام النبلاء 17 / 479 والزيادة المثبتة عن سير الاعلام
2 - الاصل : الكاني تصحيف والصواب ما اثبت راجع الانساب
والحاشية السابقة
3 - الاصل : علي تصحيف والصواب ما اثبت راجع ترجمته في سير اعلام النبلاد 15 / 568
علي بن الصقر في سير الاعلام 17 / 479
4 - غير واضحة بالاصل والمثبت يوافق الرواية السابقة
5 - كتب فوقها بالاصل : ملحق
6 - الاصل : قال
7 - الزيادة لازمة للايضاح
8 - سورة المائدة الاية 116

(47/488)


تزايلت مفاصله ولما قال لقمان لابنه " يا بني إن تك مثقال حبة من خردل فتكن في صخرة أو في السموات أو في الأرض يأت بها الله " تفطر فمات أخبرنا أبو غالب بن البنا أنبأنا أبو محمد الجوهري أنبأنا محمد بن العباس بن حيوية حدثنا محمد بن هارون بن حميد حدثنا محمد بن يحيى بن أبي عمر العبدي حدثنا سفيان عن عمرو عن طاوس عن أبي هريرة قال تلقى عيسى حجته ولقاه الله في قوله " إذ قال الله يا عيسى بن مريم أأنت قلت للناس اتخذوني وأمي إلهين " قال أبو هريرة عن النبي ( صلى الله عليه و سلم ) فلقاه عز و جل " سبحانك ما يكون لي أن أقول ما ليس لي بحق " أخبرنا أبو عبد الله محمد بن الفضل أنبأنا أبو بكر أحمد بن الحسين أنبأنا أبو عبد الله الحافظ وأبو سعيد بن أبي عمرو قالا حدثنا أبو العباس الأصم حدثنا العباس بن محمد حدثنا الحسن بن موسى الأشيب حدثنا شيبان بن عبد الرحمن عن عاصم بن أبي النجود عن أبي رزين عن أبي يحيى مولى بني عفراء الأنصاري قال قال ابن عباس في قوله " وإنه لعلم للساعة " قال هو خروج عيسى بن مريم قبل يوم القيامة رواها سفيان الثوري وشعبة عن عاصم من غير ذكر أبي يحيى أخبرنا بها أبو القاسم إسماعيل بن محمد أنبأنا محمد بن أحمد بن علي أنبأنا أحمد بن موسى بن مردوية أنبأنا أبو بكر الشافعي حدثنا أبو المثنى معاذ بن المثنى حدثنا مسدد بن مسرهد حدثنا يحيى حدثنا سفيان وشعبة عن عاصم عن أبي رزين عن ابن عباس " وإنه لعلم للساعة " قال نزول عيسى بن مريم أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم أنبأنا أبو الحسن بن أبي نصر أنبأنا أبو بكر الميانجي أنبأنا أبو العباس السراج حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا الليث عن ابن شهاب عن ابن المسيب ح وأخبرتنا أم البهاء بنت البغدادي قالت أنبأنا أبو عثمان سعيد بن أحمد بن محمد
_________
1 - الاصل : تكن
2 - سورة لقمان الاية : 16
3 - زيد بعدها بالاصل : الى
4 - سورد المائدة الاية : 116
5 - كذا الاصل هنا : بن عفراء
6 - سورة الزخرف الاية : 61

(47/489)


أنبأنا أبو محمد المخلدي أنبأنا أبو العباس السراج حدثنا قتيبة بن سعيد الثقفي حدثنا الليث عن ابن شهاب عن سعيد بن المسيب أنه سمع أبا هريرة يقول قال رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) والذي نفسي بيده ليوشكن أن ينزل فيكم ابن مريم حكما مقسطا فيكسر الصليب ويقتل الخنزير ويضع الجزية ويفيض المال حتى لا يقبله
أحد أخبرنا أبوا الحسن الفقيهان قالا أنبأنا أبو العباس بن قيس أنبأنا أبو محمد بن أبي نصر أنبأنا خيثمة بن سليمان أنبأنا العباس أخبرني أبي حدثنا الأوزاعي حدثني الزهري عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة أن رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) كان يقول والذي نفسي بيده ليوشكن أن ينزل فيكم ابن مريم حكما قسطا فيكسر الصليب ويقتل الخنزير ويضع الجزية ويفيض المال حتى لا يقبله احد أخبرناه عاليا أبو الوفاء عبد الواحد بن حمد وأم البهاء بنت البغدادي قالا أنبأنا أبو طاهر بن محمود أنبأنا أبو بكر المقرئ حدثنا محمد بن الربيع بن سليمان الجيزي حدثنا هارون بن سعيد الأيلي حدثنا سفيان عن الزهري عن سعيد عن أبي هريرة أن النبي ( صلى الله عليه و سلم ) قال يوشك أن ينزل إليكم ابن مريم حكما عدلا وإماما مقسطا يكسر الصليب ويقتل الخنزير ويضع الجزية ويفيض المال حتى لا يقبله أحد أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا أبو القاسم بن البسري وأبو محمد بن أبي عثمان وعبد الله بن أحمد بن عثمان السكري قالوا أنبأنا عبيدالله بن محمد بن أبي مسلم أنبأنا محمد بن جعفر بنأحمد الطبري حدثنا بشر بن مطر حدثنا سفيان بن عيينة عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة قال قال النبي ( صلى الله عليه و سلم ) يوشك أن ينزل فيكم ابن مريم حكما مقسطا فيكسر الصليب ويقتل الخنزير ويضع الجزية ويفيض المال حتى لا يقبله أحد أخبرنا أبو عبد الله الفراوي أنبأنا أبو بكر المقرئ أنبأنا أبو بكر الجوزقي أنبأنا
_________
1 - بالاصل : ( أبو )

(47/490)


مكي بن عبدان حدثنا عبد الرحمن بن بشر حدثنا سفيان عن الزهري ح قال وأنبأنا عبد الله بن محمد بن الحسن حدثنا عبد الله بن هاشم حدثنا سفيان عن الزهري ح قال وأنبأنا أبو جعفر محمد بن يحيى بن عمر بن علي بن حرب الموصلي ببغداد حدثنا علي بن حرب حدثنا سفيان عن الزهري سمع سعيد بن المسيب يخبر عن أبي هريرة يبلغ به النبي ( صلى الله عليه و سلم ) قال وقال علي بن حرب عن النبي ( صلى الله عليه و سلم ) قال ينزل فيكم ابن مريم إماما مقسطا وحكما عدلا فيضع الجزية ويفيض المال حتى لا يقبله أحد ويكسر الصليب ويقتل الخنزير أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا أبو محمد الصريفيني أنبأنا أبو القاسم بن حبابة حدثنا أبو القاسم البغوي حدثنا علي بن الجعد أنبأنا عبد العزيز بن عبد الله عن ابن شهاب عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة عن النبي ( صلى الله عليه و سلم ) قال والذي نفسي بيده ليوشكن أن ينزل فيكم ابن مريم حكما عادلا يكسر الصليب ويقتل الخنزير ويضع الجزية ويفيض المال ولا يقبله أحد أخبرنا أبو القاسم الشحامي أنبأنا أبو منصور عمر بن أحمد بن محمد الحوري أنبأنا أبو العباس محمد بن أحمد بن محمد السليطي أنبأنا أبو حامد أحمد بن محمد بن الحسن حدثنا أحمد بن حفص بن عبد الله حدثني أبي حدثني إبراهيم بن طهمان عن محمد بن ميسرة عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة قال قال رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) يوشك أن ينزل ابن مريم حكما مقسطا فيقتل الدجال ويقتل الخنزير ويكسر الصليب ويفيض المال وتكون السجدة واحدة لله رب العالمين قال واقرءوا إن شئتم " وإن من أهل الكتاب إلا ليؤمنن به قبل موته " قال موت عيسى عليه السلام يعيدها أبو هريرة ثلاث مرات ولهذا الحديث عندنا طرق كثيرة ورواه قتادة عن ابن المسيب
_________
1 - كتب فوقها في الاصل : ملحق
2 - كذا رسمها بالاصل بدون إعجام
3 - سورة النساء الاية : 159

(47/491)


أخبرناه أبو الحسن بن قبيس حدثنا وأبو نصر بن خيرون أنبأنا أبو بكر الخطيب أنبأنا محمد بن عبد الله بن شهريار الأصبهاني أنبأنا سليمان بن أحمد الطبراني حدثنا عيسى بن محمد الصيدلاني البغدادي حدثنا محمد بن عقبة السدوسي حدثنا محمد بن عثمان بن سيار القرشي حدثنا كعب أبو عبد الله عن قتادة عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة قال قال رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) ألا إن عيسى بن مريم ليس بيني وبينه نبي ولا رسول ألا إنه خليفتي في أمتي من بعدي ألا إنه يقتل الدجال ويكسر الصليب ويضع الجزية وتضع الحرب أوزارها ألا فمن أدركه منكم فليقرأ عليه السلام قال سليمان لم يروه عن قتادة إلا كعب أبو عبد الله البصري ولا عنه إلا محمد تفرد به ابن عقبة أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن عبد الملك وأم المجتبى بنت ناصر قالا أنبأنا عبد الرزاق بن عمر بن موسى أنبأنا أبو بكر بن المقرئ أنبأنا أبو العباس بن قتيبة واللفظ له ومحمد بن زبان قالا حدثنا عيسى بن حماد ح وأخبرنا أبو العز بن كادش أنبأنا القاضي أبو الطيب طاهر بن عبد الله الطبري أنبأنا علي بن عمر بن محمد حدثنا محمد بن محمد الباغندي حدثنا عيسى بن زغبة أنبأنا الليث بن سعد عن سعيد زاد ابن كادش ابن أبي سعيد وقالوا المقبري عن عطاء بن ميناء مولى ابن أبي ذباب عن أبي هريرة قال قال رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) لينزلن ابن مريم حكما عدلا فيكسر الصليب وليقتلن الخنزير زاد الخلال وفاطمة ولتتركن القلاص فلا يسعى عليها وقالوا ولتذهبن الشحناء والتباغض والتحاسد ويدعى إلى المال فلا يقبل
_________
1 - رواه الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد 11 / 172 في ترجمة عيسى بن محمد الصيدلاني
2 - هو محمد بن الحسن بن قتيبة أبو العباس ترجمته في سير اعلام النبلاء 14 / 192
3 - بدون إعجام بالاصل والصواب ما اثبت وضبط زبان انظر الحاشية التالية
4 - هو عيسى بن حماد زغبة راجع في تهذيب الكمال 14 / 537
5 - إعجامها مضطرب بالاصل والصواب ما اثبت ترجمته في تهذيب الكمال 13 / 73
وميناء بكسر الميم وسكون التحتانية ثم نون كما في تقريب التهذيب
6 - الكلمة مطموسد بالاصل والمثبت ( 7 ) رسمها غير واضح الختا والمثبت عن المختصر

(47/492)


أخبرتنا أم البهاء بنت البغدادي قالت أنبأنا أبو عثمان سعيد بن أحمد بن محمد أنبأنا أبو محمد المخلدي أنبأنا أبو العباس السراج حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا الليث عن سعيد بن أبي سعيد عن عطاء بن مينا عن أبي هريرة قال قال رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) لينزلن ابن مريم حكما عادلا فليكسرن الصليب وليقتلن الخنزير وليضعن الجزية ولتركن القلاص فلا يسعى عليها ولتذهبن الشحناء والتباغض والتحاسد وليدعون إلى المال فلا يقبله أحد وهذا هو المحفوظ ورواه ابن إسحاق عن سعيد المقبري فقال عن أبيه أخبرناه أبو الفتح محمد بن علي بن عبد الله المصري أنبأنا أبو عاصم الفضيل بن يحيى أنبأنا أبو محمد بن أبي شريح حدثنا يحيى بن محمد بن صاعد حدثنا أبو مسلم الحسن بن أحمد بن أبي شعيب الحراني حدثنا محمد بن سلمة الحراني عن محمد بن إسحاق عن سعيد بن أبي سعيد المقبري عن أبيه عن أبي هريرة قال قال رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) ليهبطن الله عز و جل عيسى بن مريم حكما عدلا وإماما مقسطا فليسلكن فج الروحاء حاجا أو معتمرا وليقفن على قبري فليسلمن علي ولأردن عليه وروي عن سعيد عن أبي هريرة نفسه أخبرناه أبو عبد الله محمد بن الفضل وأبو المظفر عبد المنعم بن عبد الكريم قالا أنبأنا أبو سعد محمد بن عبد الرحمن أنبأنا أبو عمرو بن حمدان ح وأخبرنا أبو عبد الله الحسين بن عبد الملك أنبأنا إبراهيم بن منصور أنبأنا أبو بكر بن المقرئ قالا أنبأنا أبو يعلى حدثنا أحمد بن عيسى حدثنا ابن وهب عن أبي صخر أن سعيد المقبري أخبره أنه سمع أبا هريرة يقول سمعت رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) يقول والذي نفس أبي القاسم بيده لينزلن عيسى بن مريم إماما مقسطا وحكما عدلا فليكسرن الصليب وليقتلن الخنزير وليصلحن ذات البين
_________
1 - فج الروحاء بين مكة والمدينة ( راجع معجم البلدان )
2 - هو حميد بن زياد المدني راجع تهذيب عبد الله بن وهب بن مسلم الفهري في تهذيب الكمال 10 / 619

(47/493)


ولتذهبن الشحناء وليعرض عليه المال فلا وقال ابن المقرئ لا يقبله أحد ثم لئن قام على قبري فقال يا محمد لأجيبنه وقال ابن المقرئ لأجبته أخبرنا أبو العز أحمد بن عبيدالله أنبأنا القاضي أبو الطيب طاهر بن عبد الله أنبأنا علي بن عمر بن محمد الحربي حدثنا محمد بن محمد الباغندي حدثنا عبد السلام بن عبد الحميد الإمام حدثنا عيسى بن يونس عن عبيدالله بن عمر عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة قال قال رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) لينزلن عيسى بن مريم بالروحاء حاجا أو معتمرا أو قال وحدثنا عبد السلام حدثنا عيسى بن يونس عن هشام بن عروة عن رجل عن أبي هريرة مثله أخبرنا أبو عبد الله محمد بن الفضل أنبأنا أبو بكر البيهقي أنبأنا أبو علي الروذباري أنبأنا إسماعيل بن محمد الصفار ح قال وحدثنا أبو الحسين بن بشران أنبأنا أبو جعفر محمد بن عمرو الرزاز قالا حدثنا أحمد بن الوليد الفحام حدثنا أبو أحمد الزبيري حدثنا كثير بن زيد عن الوليد بن رباح عن أبي هريرة قال قال رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) يوشك المسيح عيسى بن مريم أن ينزل حكما مقسطا وإماما عادلا فيقتل الخنزير ويكسر الصليب وتكون الدعوة واحدة فاقرئوه السلام من رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) فلما حضرته الوفاة قال أقرئوه مني السلام أخبرنا أبو القاسم بن الحصين أنبأنا أبو علي بن المذهب أنبأنا أحمد بن جعفر حدثنا عبد الله بن أحمد حدثني أبي أنبأنا سفيان يعني ابن حسين عن الزهري عن حنظلة عن أبي هريرة قال قال رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) ينزل عيسى بن مريم فيقتل الخنزير ويمحو الصليب
_________
1 - هو عبد الرحمن بن هرمز أبو داود المدني ترجمته في سير اعلام النبلاء 5 / 69
كلمة غير مقروءة بالاصل
3 - رواه احمد بن حنبل في المسند 3 / 141 - 142 رقم 7908 طبعة دار الفكر

(47/494)


وتجمع له الصلاة ويعطي المال حتى لا يقبل ويضع الخراج وينزل الروحاء فيحج منها أو يعتمر أو يجمعهما قال وتلا أبو هريرة " وإن من أهل الكتاب إلا ليؤمنن به قبل موته ويوم القيامة يكون عليهم شهيدا " فزعم حنظلة أن أبا هريرة قال يؤمن به قبل موت عيسى فلا أدري هذا كله في حديث النبي ( صلى الله عليه و سلم ) أو شئ قاله أبو هريرة أخبرنا أبو عبد الله يحيى بن الحسين أنبأنا أبو القاسم بن البسري ح وأخبرنا أبو الفتح نصرالله بن محمد الفقيه وأبو محمد بن طاوس وأبو محمد محمود بن محمد بن مالك وأبو يحيى بشر بن عبد الله قالوا أنبأنا أبو محمد التميمي قالا أنبأنا أبو عمر بن مهدي أنبأنا محمد بن مخلد حدثنا طاهر بن خالد بن نزار حدثني أبي عن إبراهيم بن طهمان حدثني الحجاج بن الحجاج عن عبد الأعلى بن عبد ربه أنه حدثه أنه سمع أبا هريرة يحدث أن رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) قال وأخبرنا أبو القاسم الشحامي أنبأنا أبو نصر عبد الرحمن بن علي بن محمد بن موسى أنبأنا أبو العباس محمد بن أحمد بن محمد السليطي أنبأنا أبو حامد أحمد بن محمد بن الحسن حدثنا أحمد بن حفص وعبد الله بن محمد الفراء وقطن بن إبراهيم قالواحدثنا حفص بن عبد الله حدثني إبراهيم وهو ابن طهمان عن الحجاج عن قتادة عن عبد الأعلى بن عبد ربه أنه حدث أنه سمع أبا هريرة يقول قال رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) إن عيسى نازل فيقتل الدجال ويكسر الصليب ويقتل الخنزير وسقط ذكر قتادة من حديث خالد بن نزار
_________
1 - سورة النساء تالاية : 159
2 - ترجمته في سير اعلام النبلاء 7 / 378
3 - هو حجاج بن حجاج الباهلي البصري الأحوال ترجمته في تهذيب الكمال 4 / 152
4 - بالاصل : عبد الاعل ى علي بن عبد ربه والمثبت عن ترجمه حجاج المتقدم في تهذيب الكمال راجع الحاشية
السابقة
5 - كذا بالاصل
6 - كتب فوقها في الاصل : ملحق
7 - كتب فوقها في الاصل : الى
8 - راجع ترجمة خالد بن نزار بن المغيرة بن سليم الغساني في تهذيب الكمال 5 / 420

(47/495)


أخبرنا أبو محمد بن طاوس أنبأنا أبو الحسين أحمد بن عبد الرحمن بن محمد الذكواني أنبأنا أبو الفرج عثمان بن أحمد بن إسحاق البرجي حدثنا أبو جعفر محمد بن عمر بن حفص حدثنا إسحاق بن إبراهيم شاذان حدثنا سعد بن الصلت عن حميد بن صخر عن شبيه المدني عن أبي هريرة عن النبي ( صلى الله عليه و سلم ) قال لا تقوم الساعة حتى ينزل عيسى بن مريم إماما مقسطا وحكما عدلا ويقتل الخنزير ويكسر الصليب ويذهب الشحناء ويصلح السنن ويفيض المال فلا يقبله أحد فإن قام عند قبري فقال يا محمد لأجيبه أخبرنا أبو القاسم بن الحصين أنبأنا أبو علي بن المذهب أنبأنا أحمد بن جعفر حدثنا عبد الله بن أحمد حدثني أبي حدثنا سريج حدثنا فليح عن الحارث بن فضيل الأنصاري عن زياد بن سعد عن أبي هريرة قال قال رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) ينزل عيسى ابن مريم إماما عادلا وحكما مقسطا فيكسر الصليب ويقتل الخنزير ويرجع السلم ويتخذ السيوف مناجل وتذهب حمة كل ذات حمة وتنزل السماء رزقها وتخرج الأرض بركتها حتى يلعب الصبي بالثعبان فلا يضره وتراعي الغنم الذئب فلا يضرها ويراعي الأسد البقر فلا يضرها أخبرنا أبو القاسم الشحامي أنبأنا أبو سعد الجنزرودي حدثنا جعفر بن أحمد بن نصر الحافظ حدثنا علي بن الحسين بن إشكاب حدثنا علي بن عاصم عن خالد وهشام عن محمد عن أبي هريرة قال قال رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) أوشك من عاش منكم أن يلقى عيسى بن مريم عليه السلام حكما عدلا وإماما
_________
1 - ترجمته في سير اعلام النبلاء 19 / 103
2 - غير واضحة بالاصل والصواب ما اثبت وقد ذكر الذهبي في مشايخ الذكواني المتقدم : عثمان البرجي راجع
الحاشية السابقة
3 - كذا بالاصل وهو حميد بن زياة أبو صخر ويقال 6 حميد بن صخر ترجمته في تهذيب الكمال 5 / 242
4 - كذا بالاصل 5 كتب فوقها بالاصل : ملحق
6 - رواه احمد بن حنبل في المسند 3 / 530 رقم 10265 طبعة دار الفكر
7 - بدون اعجام بالاصل والمثبت عن المسند ت
8 - زيادة عن المسند
9 - الحمة : الابرة التي تضرب بها الحية والعقرب والزنبور ونحو ذلك أو تلدغ بها ( اللسان حمي )
10 - كتب فوقها بالاصل ملحق 11 الاصل : سعيد تصحيف

(47/496)


مهديا فيكسر الصليب ويقتل الخنزير وتضع الحرب أوزارها أخبرنا أبو القاسم بن أحمد وأبو البركات الأنماطي قالا أنبأنا أبو الحسين بن النقور أنبأنا أبو طاهر المخلص أنبأنا أبو حامد محمد بن هارون الحضرمي حدثنا سليمان بن عمر الأقطع حدثنا أبي حدثنا الخليل بن مرة عن قتادة عن الحسن عن سمرة عن رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) قال الدجال خارج وإنه أعور عين الشمال عليها ظفرة غليظة وإنه يبرئ الأكمه والأبرص ويحيى الموتى ويقول للناس إني ربكم فمن قال أنت ربي فقد افتتن ومن قال ربي الله حتى يموت على ذلك فقد عصم من فتنة الدجال ولا فتنة عليه وعذاب فيمكث في الأرض ما شاء الله ثم ينزل عيسى بن مريم من قبل المغرب مصدقا محمد ( صلى الله عليه و سلم ) وعلى ملته فيقتل الدجال ثم إنما هو قيام الساعة أخبرنا أبو القاسم الكاتب أنبأنا أبو علي الواعظ أنبأنا أبو بكر بن مالك حدثنا أبو عبد الله الشيباني حدثني أبي أحمد بن محمد بن حنبل حدثنا سليمان بن داود حدثنا حرب بن شداد عن يحيى بن أبي كثير حدثني الحضرمي بن لاحق أن ذكوان أبا صالح أخبره أن عائشة أخبرته قالت دخل علي رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) وأنا أبكي فقال ما يبكيك قلت يا رسول الله ذكرت الدجال فبكيت فقال رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) إن يخرج الدجال وأنا حي كفيتكموه وإن يخرج بعدي فإن ربكم ليس بأعور إنه يخرج في يهودية أصبهان حتى يأتي المدينة فينزل ناحيتها ولها يومئذ سبعة أبواب على كل نقب منها ملكان فيخرج إليه شرار أهلها حتى يأتي الشام مدينة بفلسطين بباب لد وقال أبو داود مرة يأتي فلسطين باب لد فينزل عيسى فيقتله ثم يمكث عيسى في الأرض أربعين سنة إماما عدلا وحكما مقسطا
_________
1 - كتب فوقها بالاصل : الى
2 - سقطت من الاصل واستدركت على هامشه ترجمته في سير اعلام النبلاء 15 / 25
3 - الظفر ة محركة والظفر جليدة تغشي العين ( القاموس المحيظ )
4 - رواه احمد حنبل في مسنده 9 / 24521 طبعة دار الفكر
5 - لد : قرية قرب بيت المقدسس ( راجع معجم البلدان )

(47/497)


أخبرنا أبو سعد إسماعيل بن أبي صالح الكرماني أنبأنا أبو المفضل محمد بن أحمد بن أبي جعفر الطبسي أنبأنا أبو بكر أحمد بن محمد بن إبراهيم المروزي الصدفي أنبأنا أبو محمد بن محمد بن حليم العامري أنبأنا أبو الموجه محمد بن عمرو بن الموجد الفزاري أنبأنا سعيد العامري حدثنا أبان بن يزيد حدثنا يحيى بن أبي كثير عن الحضرمي بن لاحق حدثه عن أبي صالح عن عائشة أن رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) دخل عليها وهي تبكي فقال ما يبكيك قالت يا رسول الله ذكرت الدجال فقال لا تبكي فإن يخرج وأنا حي أكفيكموه وإن أمت فإن ربكم ليس بأعوروإنه يخرج من قبل المشرق ويخرج معه يهود أصبهان فيسير حتى ينزل ناحية المدينة ولها يومئذ سبعة أبواب على كل باب ملكان فيخرج إليه شرار الناس فيسير حتى يأتي مدينة بفلسطين فينزل عيسى فيقتله ويلبث في الأرض أربعين سنة أو قريبا من أربعين سنة إماما عادلا وحكما مقسطا أخبرتنا به أم المجتبى فاطمة بنت ناصر قالت قرئ على إبراهيم بن منصور السلمي أنبأنا أبو بكر بن المقرئ أنبأنا أبو يعلى الموصلي حدثنا أبو خيثمة حدثنا حسين بن محمد حدثنا شيبان عن يحيى عن حضرمي بن لاحق عن أبي صالح عن عائشة أم المؤمنين قالت دخل رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) وأنا أبكي فقال ما يبكيك قالت يا رسول الله الدجال قال فلا تبكي فإن يخرج وأنا حي فأنا أكفيكموه وإن أمت فإن ربكم عز و جل ليس بأعوروإنه يخرج معه يهود أصبهان فيسير حتى ينزل بناحية المدينة ولها يومئذ سبعة أبواب على كل باب ملكان فيخرج إليه شرار أهلها فينطلق حتى يأتي لد فينزل عيسى بن مريم عليه السلام فيقتله ثم يلبث عيسى في الأرض أربعين سنة إماما عدلا وحكما قسطا قال وأنبأنا أبو يعلى الموصلي حدثنا هدبة حدثنا أبان بن يزيد عن يحيى بن أبي كثير بإسناده نحوه
_________
1 - كتب فوقها بالاصل ملحق
2 - كذا بالاصل ولعل الصواب بفلسطين كما تقدم في الرواية السابقة كما في مسند احمد
3 - كتب فوقها بالاصل : الى

(47/498)


وروي عن أبي صالح عن أبي هريرة شئ منه قوله أخبرناه أبو القاسم بن الحصين أنبانا أبو طالب بن غيلان حدثنا أبو بكر الشافعي حدثنا الحارث بن محمد حدثنا أبو النضر وهو هاشم بن القاسم حدثنا أبو معاوية يعني شيبان عن عاصم عن أبي صالح عن أبي هريرة قال لا تقوم الساعة حتى ينزل عيسى بن مريم إماما عادلا وقاضيا مقسطا حتى الإمارة حتى يقتل الخنزير والقردة وحتى يكسر الصليب وتكون السجدة لله رب العالمين وذكر الحديث أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلم الفرضي وأبو القاسم إسماعيل بن أحمد قالا حدثنا عبد العزيز الكتاني أنبأنا أبو محمد بن أبي نصر أنبأنا أحمد بن سليمان بن زبان حدثنا هشام بن عمار حدثنا صدقة بن خالد حدثنا ابن جابر حدثنا زيد بن أسلم قال يهبط المسيح عيسى بن مريم إماما مقسطا وحكما عدلا يكسر الصليب ويقتل الخنزير ويضع الجزية وتضع الحرب أوزاره وتنبر قريش الإمارة وتملأ الأرض من السلم كما تملأ الإناء حتى يتدفق من جوانبه كلها وتعود الأرض كفاثور الورق وترفع العداوة والبغضاء والشحناء وتنزع من كل ذي حمة حمتها فيومئذ يطأ الصبي على رأس الحية فلا تضره وتفر الجارية الأسد كما تفر جري الكلب الصغير ويقوم الفرس بعشرين درهما وتقوم البقرة بكذا وكذا كأنه يرفع ثمنها أخبرنا أبو الوفاء عبد الواحد بن حمد أنبأنا أبو طاهر بن محمود أنبأنا أبو بكر بن المقرئ حدثنا محمد بن الحسن بن قتيبة حدثنا حرملة بن يحيى أنبأ ابن وهب أخبرني يونس عن ابن شهاب
_________
1 - هو شيبان بن عبد الرحمن التميمي أبو معاوية البصري ترجمته في تهذيب الكمال 8 / 415
2 - لفظتان بدون اعجام غير واضحتين بالاصل
3 - الاصل : الكناني تصحيف
4 - بدون اعجام بالاصل والصواب ما اثبت وضبط ترجمته في سير اعلام النبلاء 15 / 378
5 - النبر بالكلام الهمز وكل شئ رفع شيئا فقد شيئا فقد نبره والنبر : الخلس ( اللسان : نبر )
6 - الفاثور الخوان من رخام أو فضة أو ذهب الطست وقرص الشمس ( القاموس المحسط )

(47/499)


ح وأخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم أنبأنا أبو صالح طرفة بن أحمد بن محمد بن طرفة أنبأنا عبد الوهاب الكلابي حدثنا أبو بكربن خريم حدثنا دحيم حدثنا الوليد بن مسلم حدثنا الأوزاعي عن الزهري حدثني نافع مولى أبي قتادة ح وأخبرنا أبوا الحسن الفقيهان قالا أنبأنا أبو العباس بن قبيس أنبأنا أبو محمد بن أبي نصر أنبأنا خيثمة بن سليمان أنبأنا العباس بن الوليد أخبرنا أبي حدثنا الأوزاعي حدثني ابن شهاب عن نافع مولى أبي قتادة الأنصاري عن أبي هريرة أن رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) كان يقول كيف أنتم إذا نزل فيكم ابن مريم وإمامكم منكم أخبرنا أبو القاسم بن الحصين أنبأنا أبو علي التميمي أنبأنا أحمد بن جعفر حدثنا عبد الله بن أحمد حدثني أبي حدثنا عبد الرزاق أنبأنا معمر عن الزهري عن نافع مولى أبي قتادة عن أبي هريرة قال قال رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) كيف بكم إذا نزل بكم ابن مريم فأمكم أو قال إمامكم منكم أخبرنا أبو الفضل محمد بن أسماعيل أنبأنا محلم بن إسماعيل بن مضر أنبأنا الخليل بن أحمد بن محمد السجزي ح وأخبرتنا أم البهاء فاطمة بنت محمد قالت أنبأنا أبو عثمان سعيد بن أحمد بن محمد أنبأنا أبو محمد عبد الله بن أحمد الصيرفي المعروف بالرومي قالا أنبأنا أبو العباس السراج حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا ابن لهيعة عن أبي الزبير عن جابر قال سمعت رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) وفي حديث السجزي النبي ( صلى الله عليه و سلم ) يقول لا تزال طائفة من أمتي يقاتلون على الحق ظاهرين إلى يوم القيامة فينزل عيسى بن مريم فيقول أميرهم تعال صل بنا فيقول لا إن بعضكم على بعض امراء ليكرمه وفي حديث السجزي فيكرمه الله لهذه الأمة أخبرتنا أم المجتبى العلوية قالت قرئ على إبراهيم بن منصور أنبأنا أبو بكر بن
_________
1 - الاصل أبو تصحيف
2 - رواه احمد بن حنبل في المسند 3 / 101 رقم 7684 طبعة دار الفكر

(47/500)


المقرئ أنبأنا أبو يعلى حدثنا حفص بن عبد الله الحلواني حدثنا بهلول بن مورق السامي عن موسى بن عبيدة عن أخيه يعني عبد الله عن جابر قال قال رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) لا تزال أمتي ظاهرين على الحق حتى ينزل عيسى بن مريم فيقول إمامهم تقدم فيقول أنتم أحق بعضكم أمراء بعض أمر أكرم الله به هذه الأمة أخبرنا أبو القاسم بن الحصين وأبو نصر بن رضوان وأبو غالب بن البنا قالوا أنبأنا أبو محمد الجوهري أنبأنا أبو بكر بن مالك حدثنا بشر بن موسى حدثنا هوذة بن خليفة حدثنا الأشعث عن الحسن قال قال رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) لا تزال طائفة من أمتي يقاتلون على الحق ظاهرين حتى ينزل عيسى بن مريم فيقولون تقدم فصل بنا فيقول يتقدم إمامكم فإن الله جعل بعضكم لبعض أئمة لكرامة هذه الأمة قال هذا أشعث بن عبد الملك أخبرنا أبو بكر محمد بن الحسين حدثنا أبو الحسين بن المهتدي ح وأخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا أبو الحسين بن النقور قالا أنبأنا عيسى بن علي أنبأنا عبد الله بن محمد حدثنا داود بن عمرو حدثنا سلام بن سليم حدثنا سماك عن يزيد بن دثار بن عبيد بن الأبرص الأسدي قال قال عبد الله إن المسيح بن مريم خارج قبل يوم القيامة وليستغن به الناس عن من سواه أخبرتنا أم البهاء بنت البغدادي قالت أنبأنا سعيد بن أحمد أنبأنا أبو محمد عبد الله بن أحمد الصيرفي أنبأنا أبو العباس السراج حدثنا قتيبة حدثنا ابن لهيعة عن أبي يونس أنه سمع أبا هريرة يقول والذي نفسي بيده لينزلن عيسى بن مريم عدلا في الأرض مقسطا وإني لأرجو أن لا أموت حتى ألقاه ويمسح عن وجهي وأحدث عن رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) فيصدقني أخبرنا أبو القاسم هبة الله بن الحصين أنبأنا أبو طالب بن غيلان حدثنا أبو بكر الشافعي حدثنا أبو عمرو يعقوب بن يوسف القزويني حدثنا محمد بن سعيد بن سابق
_________
1 - هو اشعث بن عبد الملك الحراني أبو هانئ البصري ترجمته في تهذيب الكمال 2 / 279
2 - كتب فوقها في الاصل : ملحق

(47/501)


حدثنا أبو جعفر الرازي عن زيد بن أسلم عن أبي صالح عن أبي هريرة قال ينزل ابن مريم أماما مقسطا وحكما عدلا فيكسر الصليب ويقتل الخنزير وتضع الحرب أوزارها وتنبر قريش في الإمارة وتضع كل ذات حمل حملها حتى إن الرجل ليضع قدمه على رأس الحية فما تضره وحتى إن الذئب ليكون في الغنم ككلبها وحتى إن السبع ليكون في الخيل كراعيها وحتى إن الصبي ليدخل يده في في الذئب فما يضره وحتى إن الملأ ليأكلون التفاحة وحتى إن العصابة ليأكلون من العنبة ثم يقولون يا ليت إخواننا أدركواهذا العيش أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلم الفقيه وأبو القاسم بن السمرقندي قالا حدثنا عبد العزيز بن احمد أنبأنا أبو محمد بن أبي نصر أنبأنا أحمد بن سليمان بن زبان حدثنا هشام بن عمار حدثنا صدقة بن خالد حدثنا ابن جابر عن أبي الأشعث الصنعاني قال سمعت أبا هريرة يقول يهبط المسيح بن مريم فيصلي الصلوات ويجمع الجمع ويزيد في الحلال فقلت يا أبا هريرة ما أراه يزيد إلا في النساء فضحك وقال كأني به تجد به رواحله ببطن الروحاء حاجا أو معتمرا فمن لقيه منكم فليقل إن أخاك أبا هريرة يقرئك السلام قال أبو الأشعث ثم نظر إلي فقال قد أشفقت ألا أموت حتى أدركه أخبرنا أبو الحسن بن قبيس أنبأنا أبو الحسين بن أبي الحديد أنبأنا جدي حدثنا أبو العباس محمد بن جعفر بن هشام بن ملاس حدثنا شعيب بن عمرو حدثنا يزيد بن هارون أنبأنا العوام بن حوشب عن جبلة بن سحيم عن مؤثر بن عفازة عن عبد الله بن مسعود قال
_________
1 - بدون إعجام بالاصل والمثبت يوافق رواية سابقة ومر شرح اللفظة
2 - كتب فوقها في الاصل الى
3 - الاصل : ريان والصواب ما اثبت وضبظ مر التعريف به
4 - الاصل الحسين تصحيف
5 - بالاصل : ابي وترجمة شعيب عمرو الضبعط في تاريخ مدينة دمشق 23 / 112 رقم 2748 ط الدار
6 - رسمها غير واضح بالاصل ذكره المزي في مشايخ العوام بن حوشب راجع ترجمته في تهذيب الكمال 14 / 442
7 - الاصل : عفاره بالراء راجع ترجمته في تهذيب الكمال 18 / 436

(47/502)


كان ليلة أسري برسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) لقي إبراهيم وموسى وعيسى فتذاكروا الساعة متى هي فبدأوا بإبراهيم فسألوه عنها فلم يكن عنده منها علم وسألوا موسى فلم يكن عنده منها علم فردوا الحديث إلى عيسى فقال عهد الله إلي فيما دون وجبتها فأما وجبتها فلا يعلمها إلا الله فذكر من خروج الدجال ما ( نعبط ) ما قبله فيرجع الناس إلى بلادهم فيستقبلهم يأجوج ومأجوج وهم من كل حدب ينسلون لا يمرون بماء إلا شربوه ولا شئ إلا أفسدوه فيجأرون إلي فأدعو الله فيميتهم فتجيف الأرض من ريحهم فيجأرون إلي فأدعوالله فيرسل السماء بالماء فتحملهم فتقذف أجسامهم في البحر ثم تنسف الجبال وتمد الأرض مد الأديم وعهد الله إلي أنه إذا كان ذلك ان الساعة من الناس كالحامل المتم لا يدري أهلها متى تفجأهم بولادها ليلا أم نهارا قال العوام فوجدت تصديق ذلك في كتاب الله ثم قرأ " حتى إذا فتحت يأجوج ومأجوج وهم من كل حدب ينسلون واقترب الوعد الحق " أخبرنا أبو القاسم بن الحصين أنبأنا أبو علي بن المذهب أنبأنا أحمد بن جعفر حدثنا عبد الله بن أحمد حدثني أبي حدثنا هشيم أنبأنا العوام عن جبلة بن سحيم عن مؤثر بن عفازة عن ابن مسعود عن النبي ( صلى الله عليه و سلم ) قال لقيت ليلة أسري بي إبراهيم وموسى وعيسى قال فتذاكروا أمر الساعة قال فردوا أمرهم إلي إبراهيم فقال لا علم لي بها قال فردوا الأمر إلى موسى فقال لا علم لي بها فردوا الأمر إلى عيسى فقال عيسى أما وجبتها فلا يعلمها أحد إلا الله ذلك وفيما عهد إلي ربي أن الدجال خارج قال ومعي قضيبان فإذا رآني فيذوب كما يذوب الرصاص
_________
1 - كذا رسمها بالاصل
2 - كذا بالاصل والمختصر ان ولعل الصواب : كانت
3 - سورد الانبياء الايتان 96 و 97
4 - رواه أحمد بن حنبل في المسند 2 / 7 رقم 3556 طبعة دار الفكر
5 - الاصل : حبله تصحيف والتصويب عن المسند مر التعريف به 6 الاصل : بوبر تصحيف والتصويب عن المسند مر التعريف به
7 - الاصل عفاره تصحيف والتصويب عن المسند
8 - الاصل : ( أسرى بي بين إبراهيم ) حذفنا بين فهي مقحمة والمثبت يوافق عبارة المسند
9 - الاصل : قضيبين والمثبت عند المسند

(47/503)


قال فيهلكه الله حتى إن الحجر والشجر ليقول يا مسلم إن تحتي كافر فتعال فاقتله قال فيهلكهم الله ثم يرجع الناس إلى بلادهم وأوطانهم قال فعند ذلك يخرج يأجوج ومأجوج وهم من كل حدب ينسلون فيطؤون بلادهم لا يأتون على شئ إلا أهلكوه ولا يمرون على ماء إلا شربوه قال ثم يرجع الناس إلي فيشكونهم فأدعو الله عليهم فيهلكهم
الله ويميتهم قال حتى تجوى الأرض من نتن ريحهم قال فينزل الله المطر فيجترف أجسادهم حتى يقذفهم في البحر قال أبي سقط علي ههنا شئ لم أفهمه كأديم ثم قال يزيد يعني ابن هارون ثم تنسف الجبال وتمد الأرض مد الأديم ثم رجع إلى حديث هشيم قال ففيم عهد إلي ربي أن ذلك إذا كان كذلك فإن الساعة كالحامل المتم التي لا يدري أهلها متى تفجؤهم بولادها ليلا أو نهارا أخبرنا أبو الحسن بركات بن عبد العزيز الأنماطي وأبو محمد عبد الكريم بن حمزة قالا حدثنا أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت أخبرني أبو الحسن بن رزقوية أنبأنا أبو بكر بن سندي حدثنا الحسن بن علي القطان حدثنا إسماعيل بن عيسى أنبأنا إسحاق بن بشر أنبأنا عثمان بن عطاء عن أبيه عن ابن عباس أنه قال أول من يتبعه سبعون ألفا من اليهود عليهم السيجان وهي الأكسية من صوف أخضر يعني بن الطيالسة ومعه سحرة اليهود ويعملون العجائب ويرونها الناس فيضلونهم بها وهو أعور ممسوح العين اليمنى يسلطه الله على رجل من هذه الأمة فيقتله ثم يضربه فيحييه ثم لا يصل إلى قتله ولا يسلط على غيره ويكون آية خروجه تركهم الأمر
_________
1 - الزيادة عن المسند
2 - الاصل : تحوا تصحيف والتصويب عن المسند
3 - المسند : فتجرف
4 - الزيادة عن المسند
5 - اقحم بعدها بالاصل : بن قارن مع مشيخة ابن عساكر 32 / أ
6 - كذا بالاصل ( ابن عجرس ) وفي المختصر بن عباس وهو ما اثبت وسيرد صوابا في اخر الخير
7 - تقرأ بالأصل السبحان تصحيف والتصويب عن المختصر وفي تاج العروس سوج السيجان جمع الساج
والساج : الطيلسان الاخضر أو الضخيم الغليظا أو الاسود
8 - في المختصر : الالبسة
9 - لفظة الجلالة كتب فوق الكللام بين السطرين بالاصل

(47/504)


بالمعروف والنهي عن المنكر وتهاونا بالدماء وضيعوا الحكم وأكلوا الربا وشيدو البناء وشربوا الخمر واتخذوا القيان ولبسوا الحرير وأظهروا ترة آل فرعون ونقضوا العهد وتفقهوا بغير الدين وزينوا المساجد وخربوا القلوب وقطعوا الأرحام وكثرت القراء وقلت الفقهاء وعطلت الحدود وتشبه الرجال بالنساء والنساء بالرجال فتكافأ الرجال بالرجال والنساء بالنساء بعث الله عليهم الدجال فسلط عليهم حتى ينتقم منهم وينحاز المؤمنون إلى بيت المقدس قال ابن عباس قال رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) فعند ذلك ينزل أخي عيسى بن مريم من السماء على جبل أفيق أماما هاديا وحكما عادلا عليه برنس له مربوع الخلق أصلب سبط الشعر بيده حربة يقتل الدجال فإذا أقبل الدجال تضع الحرب أوزارها وكان السلم فيلقى الرجل الأسد فلا يهيجه ويأخذ الحية فلا تضره وتنبت الأرض كنباتها على عد آدم ويؤمن به أهل الأرض ويكون الناس أهل ملة واحدة أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي وعبد الله بن أحمد بن الحسن بن العلاف وأبو منصور عبد الجبار بن أحمد بن توبة قالوا أنبأنا أبو الحسين بن النقور أنبأنا أبو القاسم عيسى بن علي أنبأنا عبد الله بن محمد البغوي حدثنا عمر بن زرارة الحدثي حدثنا عيسى بن يونس حدثني المبارك بن فضالة حدثني علي بن زيد بن جدعان عن رجلين أحدهما عبد الرحمن بن أبي بكرة عن عبد الله بن عمرو أنه سأل أحد الرجلين فقال أنت عبد الله بن عمرو قال نعم قال أنت الذي تزعم أن الساعة تقوم إلى مائة سنة قال سبحان الله وأنا أقول ذلك قال ومن يعلم قيام الساعة إلا الله إنكم يا أهل العراق لترمون أشياء ليست كذلك إنما قلت ما كانت رأس مائة للخلق يعني منذ خلقت الدنيا إلا كان عند رأس المائة قال يوشك أن يخرج ابن
_________
- 1 كذا بالاصل واعتمد محقق المختصر : بزة
2 - أفيق : بالفتح ثم الكسر قرية من حوران على طريق الغور في اول العقبة المعروفة بعقبة افيق ( معجم البلدان )
3 - الاصل : اصلت والمثبت عن المختصر
4 - السبط : نقيض الجعد
5 - كذا بالاصل أقبل ويدون إعجام في المختصر وبهامشه يفهم ان الصواب قتل
6 - بالاصل : الحرثي تصحيف والصواب ما اثبت الحدثي بالدال راجع ترجمته في سير أعلام النبلاء 11 / 407
7 - كذا بالاصل ولعله : ساله
8 - كذا بالاصل وفي المختصر : لتروون

(47/505)


حمل الضأن قال قلت وما ابن حمل الضأن قال رومي أحد أبويه شيطان يسير إلى المسلمين في خمسمائة ألف برا وخمس مائة ألف بحرا حتى ينزل بين عكا وصور ثم يقول يا أهل السفن اخرجوا منها ثم أمر بها فأحرقت قال ثم يقول لهم لا قسطنطينة لكم ولا رومية حتى يفصل بيننا وبين العرب قال فيستمد أهل الإسلام بعضهم بعضا حتى يمدهم عدن أبين على قلصانهم قال فيجتمعون فيقتتلون قال فتكاتبهم النصارى الذين بالشام ويخبرونهم بعورات المسلمين قال فيقول المسلمون الحقوا فكلكم لنا عدو حتى يقضي الله بيننا وبينكم قال فيقتتلون شهرا لا يكل لهم سلاح ولا لكم ويقذف الصبر عليكم وعليهم قال وبلغنا والله أعلم أنه إذا كان رأس الشهر قال ربكم اليوم أسل سيفي فأنتقم من أعدائي وأنصر أوليائي قال فيقتتلون مقتلة ما رأى مثلها قط حتى ما تسير الخيل إلا على الخيل وما يسير الرجل إلا على الرجل وما يجدون خلقا لله يحول بينهم وبين القسطنطينة ولا رومية قال فيقول أميرهم يومئذ لا غلول اليوم من أخذ شيئا فهو له قال فيأخذون ما خف عليهم ويذبحون ما ثقل عليهم قال فبينما هم كذلك إذ جاءهم أن الدجال قد خلفكم في ذراريكم قال فيرضون ما في أيديهم ويقبلون قال ويصيب الناس مجاعة شديدة حتى إن الرجل ليحرق وتر قوسه فيأكله وحتى إن الرجل ليحرق حجفته قال أبو حفص هو الترس فيأكلها حتى إن الرجل ليكلم أخاه فما يسمعه صوته من الجهد قال فبينما هم كذلك إذ سمعوا صوتا من السماء أبشروا فقد أتاكم الغوث قال فيقولون نزل عيسى بن مريم قال فيستبشرون ويستبشر بهم ويقولون صل يا روح الله فيقول إن الله أكرم هذه الأمة فلا ينبغي لأحد أن يؤمهم إلا منهم قال فيصلي أمير المؤمنين بالناس قال فأمير الناس يومئذ معاوية بن أبي سفيان قال لا قال ويصلي عيسى خلفه قال فإذا انصرف عيسى دعا بحربته فأتى الدجال فقال رويدك يا دجال يا كذاب قال فإذا رأى عيسى عرف صوته ذاب كما يذوب الرصاص إذا أصابته النار وكما تذوب الألية إذا أصابتها الشمس قال ولولا أنه يقول رويدا لذاب حتى لا يبقى منه شئ قال
_________
1 - كذا بالاصل
2 - كذا بالاصل وفي المختصر : المغرب
3 - الاصل : فيصل
4 - الاصل : دعي
5 - الاصل : أصابها
6 - الاصل : كذاب تصحيف

(47/506)


فيحمل عليه عيسى قال فيطعن بحربته بين يديه فيقتله قال قال وتفر جنده تحت الحجارة والشجر قال وعامة جنده اليهود والمنافقون قال فينادي الحجر يا روح الله هذا تحتي كافر فاقتله قال فيأمر عيسى بالصليب فيكسر وبالخنزير فيقتل وتضع الحرب أوزارها حتى إن الذئب ليرفعن إلى جنبه ما يغمز بها قال وحتى أن الصبيان ليلعبون بالحيات ما تنهشم قال ويملأ الأرض عدلا قال فيبنما هم كذلك إسمعوا صوتا قال فتحت يأجوج ومأجوج قال وهو كما قال الله عز و جل " وهم من كل حدب ينسلون " قال فيفسدون الأرض كلها حتى إن اوائلهم ليأتي النهر العجاج فيشربونه كله وإن آخرهم ليقول قد كان ههنا نهر قال ويحاصرون عيسى ومن معه ببيت المقدس ويقول ما يعلم في الأرض يعنى أحدا إلا قد أنخناه هلموا نرمى من في السماء قال فيرمون حتى ترجع إليهم سهامهم في نصولها الدم للبلاء فيقولون ما بقي في الأرض ولا في السماء قال فيقولون المؤمنون يا روح الله ادع عليهم بالفناء فيدعو الله عليهم فيبعث النغف في آذانهم قال فيقتلهم في ليلة واحدة قال فتنتن الأرض كلها من جيفهم قال فيقولون يا روح الله نموت من النتن قال فيدعو الله فيبعث وابلا من المطر فجعله سيلا فيقذفهم كلهم في البحر ثم يسمعون صوتا فيقال مه قيل غزا البيت الحصين قال فيسمعون حديثا فيجدون أوائل ذلك الجيش ويقبض عيسى بن مريم ووليه المسلمون وغسلوه وحنطوه وكفنوه وصلوا عليه وحفرواله ودفنوه قال فيرجع أوائل الجيش والمسلمون ينفضون أيديهم من تراب قبره قال فلا يلبثون بعد ذلك إلا يسيرا حتى يبعث الله الريح اليمانية قال قلنا وما الريح اليمانية قال ريح من قبل اليمن ليس على الأرض مؤمن يجد نسيمها إلا قبضت روحه قال ويسرى على القرآن في ليلة واحدة ولا يترك في صدور بني آدم ولا في بيتهم منه شئ إلا رفعه الله قال فيبقى الناس ليس فيهم نبي وليس فيهم قرآن وليس فيهم مؤمن قال عبد الله بن عمرو فعدهم أخفي علينا قيام الساعة فلا يدري كم يتركون
_________
1 - كذا بالاصل وفي المختصر : ثدييه
2 - سورد الانبياء الاية : 96
3 - إعجانها مضطرب بالاصل ورسمها : انحياه والمثبت عن المختصر
4 - النغف محركة دود في إنوف الابل والغنم الواحدة نغفة
5 - كذا بالاصل وفي المختصر : فيبعثون جيشا

(47/507)


كذلك كانت الصيحة قال ولم يكن صيحة قط إلا بغضب من الله على أهل الأرض قال وقال الله تعالى " ما ينظر هؤلاء إلا صيحة واحدة ما لها من فواق " قال فلا أدري كم يتركون كذلك أخبرنا أبوا الحسن الفقيهان قالا أنبأنا أبو الحسن بن أبي الحديد أنبأنا جدي أبو بكر أنبأنا أبو المفضل أحمد بن عبد الله بن نصر بن هلال حدثنا أبو عامر موسى بن عامر المري حدثنا الوليد بن مسلم حدثنا أبو عمرو عن الزهري عن مجمع بن جارية عن أبي هريرة أن رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) قال يقتل ابن مريم الدجال بباب لد هكذا وقع في هذه الرواية وفيها خطأ فاحش في موضعين الأول أنه جعل الحديث من مسند أبي هريرة وهو من مسند مجمع بن جارية وله صحبة بلا خلاف والثاني أنه أسقط منه من بين الزهري ومجمع رجلان فإنه يرويه الزهري عن عبيدالله بن عبد الله بن ثعلبة عن عبد الرحمن بن يزيد بن جارية عن عمه مجمع بن جارية كذلك رواه عن الزهري والليث وابن عيينة وعقيل وابن جريج ورواه معمر والأوزاعي من غير هاتين الروايتين عن الزهري عن مجمع ورواه عبد الرحمن بن إسحاق عن الزهري عن عبد الله بن ثعلبة عن عبد الرحمن فأما حديث الليث فأخبرناه أبو بكر وجيه بن طاهر أنبأنا أبو حامد الأزهري أنبأنا أبو سعيد محمد بن عبد الله بن حمدون التاجر أنبأنا أبو حامد بن الشرقي أنبأنا محمد بن يحيى الذهلي
_________
1 - سورة ص الاية : 15 وبالاصل والمختصر : ما ينظرون والمثبت ما ينظر هؤلاة عن التنزيل العزيز
2 - بالاصل : أبو تصحيف
3 - ترجمته في الاصابة 3 / 366 واسد الغابة 4 / 290
4 - الاصل : حارثة تصحيف والصواب ما اثبت جارية في تهذيب الكمال 11 / 423

(47/508)


حدثنا أبو صالح حدثني الليث حدثني ابن شهاب أنه سمع عبد الله بن عبيدالله بن ثعلبة الأنصاري يحدث عن عبد الرحمن بن يزيد الأنصاري من بني عمرو بن عوف يقول سمعت عمي مجمع بن جارية يقول سمعت رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) يقول يقتل ابن مريم الدجال بباب لد وأخبرناه أبو عبد الله الحسين بن عبد الملك وأبو القاسم غانم بن خالد قالا أنبأنا أبو الطيب عبد الرزاق بن عمر أنبأنا أبو بكر بن المقرئ إجازة ح وأخبرناه أبو الفضل أحمد بن محمد بن الحسن بن سليم في كتابه أنبأنا أحمد بن محمد بن النعمان أنبأنا أبو بكر بن المقرئ قراءة حدثنا أبو العباس بن قتيبة حدثنا أبو خالد الرملي حدثنا الليث ح قال ابن المقرئ وحدثنا محمد بن زبان حدثنا محمد بن رمح أنبأنا الليث عن ابن شهاب أنه سمع عبد الله بن ثعلبة الأنصاري يحدث عن عبد الرحمن بن يزيد الأنصاري من بني عمرو بن عوف قال سمعت عمي مجمع بن جارية يقول سمعت رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) يقول يقتل ابن مريم الدجال بباب لد وقال ابن قتيبة في حديثه عبد الله بن يزيد وأما حديث سفيان فأخبرناه أبو سهل محمد بن إبراهيم أنبأنا أبو الفضل الرازي أنبأنا أبو الحسن أحمد بن إبراهيم بن فراس أنبأنا محمد بن عبد الله الديبلي حدثنا سعيد وهو ابن عبد الرحمن حدثنا سفيان عن الزهري عن عبد الله بن عبيدالله بن ثعلبة عن عبد الله بن يزيد عن مجمع بن جارية قال ذكر عند النبي ( صلى الله عليه و سلم ) الدجال فقال يقتله عيسى ابن مريم بباب لد وأخبرناه أبو القاسم بن الحصين أنبأنا أبو علي بن المذهب أنبأنا أحمد بن جعفر
_________
1 - كذا ورد هنا وفي تهذيب 7 / 21 عبيد الله بن عبد الله بن ثعلبة الانصاري المدني وقيل : عبد الله بن
عبيد الله وقيل غير ذلك
2 - رواه ابن الاثير في أسد الغابة 4 / 291
3 - يعني سفيان بن عيينة

(47/509)


حدثنا عبد الله بن أحمد حدثني أبي حدثنا سفيان بن عيينة حدثنا الزهري عن عبد الله بن عبيدالله بن ثعلبة عن عبد الله بن يزيد قال سمعت مجمع بن جارية أن النبي ( صلى الله عليه و سلم ) ذكر الدجال فقال يقتله ابن مريم بباب لد * * * ] وأما حديث يونس فأخبرناه أبو الوفاء عبد الواحد بن حمد أنبأنا أبو طاهر بن محمود أنبأنا أبو بكر بن المقرئ حدثنا أبو العباس محمد بن الحسن بن قتيبة حدثنا حرملة بن يحيى أنبأنا ابن وهب أخبرني يونس عن ابن شهاب عن عبد الله بن عبيدالله الأنصاري أنه سمع عبد الله بن يزيد بن جارية الأنصاري يقول سمعت مجمع بن جارية الأنصاري يخبر أنه سمع رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) يقول يقتل ابن آدم الدجال بباب لد وأما حديث معمر فأخبرناه أبو الحسن بن أبي العباس المالكي أنبأنا أبو الحسن السلمي أنبأنا جدي أبو بكر أنبأنا محمد بن يوسف حدثنا محمد بن حماد أنبأنا عبد الرزاق أنبأنا معمر عن الزهري عن عبيدالله بن عبد الله بن ثعلبة الأنصاري عن عبد الله بن يزيد الأنصاري عن مجمع بن جارية الأنصاري قال سمعت رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) يقول يقتل ابن مريم الدجال بباب لد وإلى جانب كذا كذا قال والصواب ابن يزيد أخبرناه أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد أنبأنا شجاع بن علي أنبأنا أبو عبد الله بن مندة أنبأنا خيثمة بن سليمان ومحمد بن محمد بن الأزهر قال حدثنا
_________
1 - رواه أحمد بن حنبل في المسند 5 / 270 رقم 15466
2 - بالاصل : النبي ثم شطبت ووضعت علامة تحويل الى الهامش وكتب عليه ( رسول الله ) وبعدها كلمة صح
وهو ما أثبت
3 - كذا بالاصل هنا : ابن آدم

(47/510)


إسحاق ابن إبراهيم عن عبد الرحمن عن معمر عن الزهري عن عبيدالله بن عبد الله بن ثعلبة الأنصاري عن مجمع بن جارية قال سمعت رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) يقول يقتل ابن مريم بباب لد كذا قال وأسقط منه عبد الرحمن وأما رواية الأوزاعي الأخرى فأخبرنا بها أبوا الحسن الفقيهان قالا أنبأنا أبو العباس بن قبيس أنبأنا أبو محمد بن أبي نصر أنبأنا خيثمة بن سليمان أنا العباس بن الوليد بن مزيد أخبرني أبي حدثنا الأوزاعي حدثني ابن شهاب عن عبيدالله بن ثعلبة الأنصاري عن عمه مجمع بن جارية أن رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) كان يقول يقتل ابن مريم الدجال بباب لد أخبرنا أبو الحسن بركات بن عبد العزيز الأنماطي وأبو محمد عبد الكريم بن حمزة قالا حدثنا أبو بكر الخطيب أخبرني أبو الحسن بن رزقوية أنبأنا أحمد بن سندي حدثنا الحسن بن علي حدثنا إسماعيل بن عيسى أنبأنا إسحاق بن بشر أنبأنا عبد الله بن زياد بن سمعان عن عبد الله بن عبد الرحمن عن سعيد بن خالدعن سليمان بن يسار عن عبد الله بن عباس أنه قال لا تقوم الساعة حتى ينزل عيسى بن مريم على ذروة أفيق بيده حربة يقتل الدجال أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر أنبأنا أبو بكر أحمد بن الحسين أنبأنا أبو نصر بن قتادة أنبأنا أبو منصور النصروي حدثنا أحمد بن نجدة حدثنا سعيد بن منصور حدثنا عمرو بن ثابت عن أبيه عن ابي جعفر عن جابر بن عبد الله في قوله " ليظهره على الدين كله قال خروج عيسى بن مريم قال وأنبأنا أبو الحسن علي بن محمد بن علي بن السقا الإسفرايني أنبأنا أبو عبد الله محمد بن أحمد بن بطة حدثنا عبد الله بن محمد بن زكريا حدثنا سعيد بن
_________
1 - بالاصل : أبو تصحيف
2 - الاصل : قال تصحيف
3 - بالاصل : زرقويه بتقديم الزاي تصحيف مر التعريف به
4 - سورة التوبة الاية 33 : وسورة الصحف الاية 9
5 - القاتل : أبو بكر أحمد بن الحسين البيهقي راجع الحاشية التالية
6 - ترجمته في سير أعلام النبلاء 17 / 305

(47/511)


يحيى بن سعيد الأموي حدثنا مسلم بن خالد عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله " ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون " قال إذا نزل عيسى بن مريم لم يكن في الأرض دين إلا الإسلام ليظهره على الدين كله أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا أبو الحسين بن النقور أنبأنا عيسى بن علي أنبأنا عبد الله بن محمد حدثنا داود بن عمرو حدثنا مسلم بن خالد الزنجي عن ابن أبي نجيح في قوله " ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون " قال إذا نزل عيسى بن مريم لم يكن في الأرض إلا الإسلام قال فذلك قوله " ليظهره على الدين كله " أخبرنا أبو بكر بن المزرفي حدثنا أبو الحسين بن المهتدي أنبأنا عيسى بن علي أنبأنا عبد الله بن محمد حدثنا داود بن عمرو الضبي حدثنا شريك عن سالم يعني ابن عجلان الأفطس عن سعيد هو ابن جبير في قوله تعالى " حتى تضع الحرب أوزارها " قال خروج عيسى بن مريم فيطمئن كل شئ ولا تكون عداوة بين اثنين ويوضع السلاح وتضع الحرب أوزارها أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر أنبأنا أبو بكر البيهقي أنبأنا أبو عبد الله الحافظ أخبرني عبد الرحمن بن الحسن القاضي حدثنا إبراهيم بن الحسين حدثنا آدم بن أبي إياس حدثنا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله " حتى تضع الحرب أوزارها " يعني حتى ينزل عيسى بن مريم فيسلم كل يهودي وكل نصراني وكل صاحب ملة وتأمن الشاة الذئب ولا تقرض فأرة جرابا وتذهب العداوة من الأشياء كلها وذلك ظهور الإسلام على الدين كله أخبرنا أبو عبد الله محمد بن الفضل أنبأنا أبو بكر أحمد بن الحسين أنبأنا أبو عبد الله الحافظ حدثنا أبو عبد الله محمد بن يعقوب حدثنا علي بن الحسين بن أبي عيسى حدثنا عبد الله بن الوليد حدثنا سيان عن أبي حصين عن سعيد بن جبير عن ابن عباس
_________
1 - زيادة لازمة
2 - اعجامها ناقص بالاصل
3 - ترجمته في تهذيب الكمال 7 / 26
4 - سورة محمد الاية : 4
5 - راجع تفسير القرطبي 16 / 228 تفسير الاية 4 من سورة محمد

(47/512)


في قوله " وإن من أهل الكتاب إلا ليؤمنن به قبل موته " قال خروج عيسى بن مريم أخبرنا أبو الأعز قراتكين بن الأسعد أنبأنا أبو محمد الجوهري أنبأنا أبو بكر أحمد بن محمد بن الفضل بن الجراح الكاتب حدثنا أبو بكر أحمد بن عبد الله بن اليزي البزار حدثنا أبو سعيد الأشج حدثنا أبو نعيم عن سفيان عن أبي حصين عن سعيد بن جبير عن ابن عباس " ليؤمنن به قبل موته " قال قبل موت عيسى أخبرنا بها عالية عن ابن عباس " ليؤمنن " أنبأنا أبو طالب بن غيلان أنبأنا أبو بكر الشافعي حدثنا إسحاق بن الحسن الحربي حدثنا أبو حذيفة حدثنا سفيان عن ابي حصين عن سعيد بن جبير عن ابن عباس " وإن من أهل الكتاب الا ليؤمنن به قبل موته " قال قبل موت عيسى كتب إلي أبو بكر الشيروي ثم حدثني أبو المحاسن عبد الرزاق بن محمد عنه أنبأنا أبو بكر الحيري حدثنا أبو العباس الأصم حدثنا إبراهيم بن مرزوق حدثنا أبو عاصم عن شعبة عن أبي حصين عن سعيد بن جبير عن ابن عباس ( وإن من اهل الكتاب الا ليؤمنن به قبل موته " قال موت عيسى قال وحدثنا إبراهيم حدثنا وهب بن جرير حدثنا شعبة عن أبي هارون الغنوي عن عكرمة قال لا يموت رجل من اليهود حتى يؤمن بعيسى أخبرنا أبو القاسم بن الحصين أنبأنا أبو طالب بن غيلان أنبأنا أبو بكر الشافعي حدثنا محمد بن احمد بن النضر حدثنا معاوية بن عمرو عن أبي إسحاق يعني الفزاري عن سفيان عن أبي هاشم عن مجاهد قال ليس من أهل الكتاب أحد يموت حتى يشهد أن عيسى رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) قال وإن وقع من فوق البيت قال وأنبأنا الشافعي حدثنا إسحاق بن الحسن الحربي حدثنا أبو حذيفة حدثنا سفيان عن أبي هاشم عن مجاهد
_________
سورة النساء الاية : 159
2 - كذا رسمها بالاصل
3 - قوله ( ليؤمنن به قبل موته )
قال الحسن ومجاهد وعكرمة وابن عباسس المعنى : ليؤمنن بالمسيح ( قبل : موته ) اي الكتابي فالهاء الاولى عائدة على عيسى والثانية على الكتابي

(47/513)


وإن من أهل الكتاب إلا ليؤمنن به قبل موته " قال قبل موت عيسى قلت وإن وقع أحدهم من ظهر بيت قال وإن وقع من ظهر بيت كتب إلي أبو بكر عبد الغفار بن محمد وأخبرني أبو المحاسن الطبسي عنه وأنبأنا أبو بكر الحيري حدثنا أبو العباس حدثنا إبراهيم بن مرزوق حدثنا أبو عامر حدثنا إسرائيل عن الفرات عن الحسن البصري في قوله " وإن من أهل الكتاب الا ليؤمنن به قبل موته " قال لا يموت أحدهم حتى يؤمن بعيسى بن مريم أخبرنا أبو الحسن الأنماطي وأبو محمد السلمي قالا حدثنا أبو بكر الخطيب أخبرني محمد بن أحمد بن رزقوية أنبأنا أبو بكر بن سندي حدثنا الحسن بن علي حدثنا إسماعيل بن عيسى قال قال إسحاق وأنبأنا ابن سمعان قال بلغني عن الحسن أنه قال إن عيسى بن مريم يؤمن به أهل الأرض جميعا حتى يكونوا ملة واحدة وإن شئتم فاقرءوا هذه الآية " وإن من أهل الكتاب إلا ليؤمنن به " يعني عيسى بن مريم قبل موته يعني قبل موت عيسى بن مريم قال وقال إسحاق أنبأنا جعفر بن الحارث عن شهر بن حوشب قال كنت مستخفيا من الحجاج بن يوسف فجعل لي الأمان فخرجت فمررت به ذات يوم وهو يقسم جروزا له في أصحابه فقال لي يا شهر فلعلك تكره لباس هذه الجروز قلت ما أكرهها أصلح الله الأمير فكساني منها شقة فارتديت بها فلما قفيت أتاني نداء يا شهر فقلت في نفسي هي هي فانصرفت إليه فقال يا شهر إني أقرأ القرآن فإني على آي منه فلا تزال حرارة في قلبي ألا أكون علمتها قلت وما هي قال وإن من أهل الكتاب إليؤمنن به قبل موته " قال قلت ذاك في اليهود ولا يقبض ملك الموت روح احدهم حتى يجيئه ملك ومعه شعلة من نار جهنم فيضرب بها وجهه ودبره فيقول له أتقر أن عيسى عبد الله ورسوله فلا يزال به حتى يقر به فإذا أقر به قبض ملك الموت روحه ففيهم نزلت هذه الآية
_________
1 - تفسير القرطبي 6 / 11 تفسير الاية 159 من سورة النساء
2 - بالاصل : جزورا تصحيف والتصويب عن المختصر والجروز جمع جرز : وهو الفرو الغليظ ( اللسان : جرز ) 3 - الاصل : الجزور
4 - ان كتبت فوق الكلام بين السطرين بالاصل

(47/514)


أخبرنا أبو الأعز قراتكين بن الأسعد أنبأنا أبو محمد الجوهري أنبأنا أحمد بن محمد بن الفضل بن الجراح أنبأنا أبو بكر أحمد بن عبد الله بن البزار حدثنا أبو سعيد الأشج حدثنا كثير بن هشام عن جعفر بن برقان عن ثابت بن الحجاج في قوله تعالى " وما قتلوه " حتى بلغ " وما قتلوه يقينا " قا ثابت لم يقتل قال الله عز و جل " وإن من أهل الكتاب إلا ليؤمنن به قبل موته " قال يقول قبل موت عيسى " ويوم القيامة يكون عليهم شهيدا " أخبرنا أبو الحسن علي بن الحسن بن الحسين أنبأنا أبو الحسين بن أبي نصر أنبأنا أبو بكر الميانجي حدثنا محمد بن إسحاق بن خزيمة النيسابوري وأحمد بن محمد بن ساكن الزنجاني بالميانج وأبو محمد عبد الرحمن بن أبي حاتم بالري وزكريا بن يحيى الساجي بالبصرة وأحمد بن محمد الطحاوي وغيرهم بمصر والقاضي عبد الله بن محمد القزويني قالوا حدثنا يونس بن عبد الأعلى حدثنا محمد بن إدريس الشافعي حدثني محمد بن خالد الجندي ح وأخبرنا أبو علي الحسن بن المظفر أنبأنا أبو محمد الجوهري أنبأنا أبو حفص عمر بن أحمد بن شاهين حدثنا علي بن محمد بن أيوب الرقي بصور وعبد الله بن محمد بن زياد النيسابوري وغيرهما قالوا حدثنا يونس بن عبد الأعلى حدثني محمد بن إدريس الشافعي حدثنا محمد بن خالد الجندي ح وأخبرنا القاضي أبو المعالي محمد بن يحيى أنبأنا أبو الحسن علي بن الحسن الخلعي أنبأنا أبو محمد بن النحاس أنبأنا أبو طاهر أحمد بن محمد بن عمر المديني حدثنا يونس بن عبد الأعلى عن الشافعي عن محمد بن خالد الجندي عن أبان بن صالح عن الحسن عن أنس ح وأخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا أبو محمد الصريفيني وأبو الحسين بن النقور وأخبرنا أبو البكران الأنماطي أنبأنا أبو محمد الصريفيني قالا أنبأنا أبو بكر محمد بن الحسن بن عبدان الصيرفي حدثنا عبد الله بن محمد بن زياد بن نادم بن واصل
_________
1 - إعجامها مضطرب بالاصل
2 - سورة النساء الاية : 157
3 - سورة النساء الاية : 159
4 - بالاصل : أبو الحسن بن النقور ) تصحيف
5 - ما بين معكوفتين سقط من الاصل واستدرك عن هامشه وبعده صح

(47/515)


أبو بكر النيسابوري حدثنا يونس بن عبد الأعلى مرارا حدثني محمد بن إدريس الشافعي حدثنا خالد بن خالد الجندي عن أبان بن صالح عن الحسن عن أنس بن مالك قال قال رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) لا يزداد الأمر إلا شدة ولا الدنيا إلا إدبارا ولا الناس إلا شحا ولا تقوم الساعة إلا على شرار الناس ولا مهدي إلا عيسى بن مريم قال ابن شاهين تفرد بهذا الحديث الشافعي ولا أعلم حدثنا به غيره ولا عنه إلا يونس وهو حديث غريب الإسناد مشهور المتن إلا قوله ولا مهدي إلا عيسى بن مريم فما قاله أحد غيره وزاد الأنماطي عن الصريفيني عن ابن عبدان قال أبو بكر وهذا حديث غريب أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد أنبأنا أبو الحسين البزاز أنبأنا أبو طاهر المخلص أنبأنا أبو بكر بن زياد النيسابوري حدثنا يونس بن عبد الأعلى مرارا حدثني محمد بن إدريس الشافعي ح وأخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي أنبأنا أبو إسحاق إبراهيم بن سعيد بن عبد الله الحبال أنبأنا أبو العباس منير بن أحمد بن الحسن بن علي بن منير الخلال الثقة وأبو محمد عبد الرحمن بن عمر بن محمد بن سعيد البزاز قراءة عليه قالا أنبأنا أبو علي الحسن بن يوسف بن مليح الطرائفي ح وأخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا أبو محمد بن أبي عثمان أنبأنا أبو طاهر محمد بن علي بن عبد الله بن مهدي الأنباري حدثنا أبو الطاهر أحمد بن محمد بن عمرو المديني قالا حدثنا يونس بن عبد الأعلى حدثنا محمد بن إدريس الشافعي وأخبرنا أبو سعد إسماعيل بن صالح المؤذن أنبأنا الشيخ الزكي أبو محمد عبد الحميد بن عبد الرحمن بن محمد بن أحمد بن محمد بن جعفر بن محمد بن بحر
_________
1 - ترجمته في سير أعلام النبلاء 15 / 65 وتاريخ بغداد 10 / 120
2 - بالاصل : ( فماله ) والمثبت ( فما قاله ) عن المختصر
3 - ترجمته في سير اعلام النبلاء 1 8 / 495
4 - ترجمته في سير اعلام النبلاء 17 / 267
5 - ترجمته في سير اعلام النبلاء 17 / 313
6 - الاصل : الطريف تصحيف والصواب ما اثبت ترجمته في سير اعلام النبلاء 15 / 418

(47/516)


البحيري أنبأنا أبو نعيم عبد الملك بن الحسن الأزهري أنبأنا أبو بكر عبد الله بن محمد بن مسلم الإسفرايني ح وأخبرنا أبو محمد هبة الله بن سهل بن عمر أنبأنا جدي أبو المعالي عمر بن محمد بن الحسين ح وأخبرنا أبو سعد عبد الله بن أسعد بن أحمد بن محمد النسوي وأبو بكر عبد الجبار بن محمد بن أبي صالح وأبو القاسم عبد الكريم وأبو عبد الرحمن أحمد ابنا الحسن بن أحمد بن يحيى الكاتب قالوا أنبأنا أحمد بن عبد الرحمن بن الجارود بن هارون الرقي ح وأخبرنا أبو عبد الله محمد بن الفضل وأبو محمد عبد الجبار بن محمد الفقيهان قالا أنبأنا أبو بكر البيهقي أنبأنا أبو عبد الله الحافظ حدثنا أبو الحسن عيسى بن زيد بن عيسى العقيلي قالوا أنبأنا يونس وقال عبد الجبار عن يونس بن عبد الأعلى حدثنا محمد بن إدريس الشافعي قال حدثنا ح وأخبرنا سعد بن أبي صالح الفقيه أنبأنا أبو الحسن أحمد بن عبد الرحيم بن أحمد المزكي أنبأنا أبو العباس محمد بن أحمد بن محمد السليطي حدثنا عبد الله بن محمد بن مسلم الإسفرايني حدثنا يونس بن عبد الأعلى حدثني محمد بن إدريس الشافعي حدثني محمد بن خالد الجندي عن أبان بن صالح عن الحسن عن أنس بن مالك أن وفي حديث السليطي عن النبي ( صلى الله عليه و سلم ) قال لا يزداد الأمر إلا شدة ولا الناس إلا شحا ولا الزمان وقال ابن الجارود الدنيا إلا إدبارا ولا تقوم الساعة إلا على شرار الناس ولا مهدي إلا عيسى بن مريم وقد روي من غير طريق يونس
_________
1 - ترجمته في سير أعلام النبلاء 18 / 343
2 - الاصل أنبانا تصحيف والصواب ما أثبت راجع مشخة ابن عساكر 4 / أ وفيها : أبو عبد الرحمن أحمد بن الحسن بن أحمد بن يحيى بن سلمة المعروف بابن الكاتب
والمشيخة 122 / ب في ذكر أخيه عبد الكريم
3 - كذا بالاصل

(47/517)


أخبرناه أبو سعد إسماعيل بن أحمد بن عبد الملك أنبأنا والدي أبو صالح المؤذن أنبأنا أحمد بن عبد الله أنبأنا أبي أنبأنا مفضل بن محمد الجندي أنبأنا صامت بن معاذ حدثنا زيد بن السكن حدثنا محمد بن خالد الجندي عن أبان بن صالح عن الحسن عن أنس عن النبي ( صلى الله عليه و سلم ) قال لا يزداد الأمر إلا شدة ولا الدنيا إلا إدبارا ولا الناس إلا شحا ولا تقوم الساعة إلا على شرار الناس ولا مهدي إلا عيسى بن مريم قال أنبأنا أبو سعد إسماعيل بن أحمد حدث به الحاكم أبو عبد الله الحافظ عن أبي أحمد المذكر عن أبي محمد بن رشدين عن المفضل الجندي فكأني سمعته منه أخبرنا أبو عبد الله محمد بن الفضل أنبأنا أبو بكر البيهقي قال هذا حديث تفرد به محمد بن خالد الجندي قال أبو عبد الله الحافظ ومحمد بن خالد رجل مجهول واختلفوا عليه في إسناده فرواه صامت بن معاذ حدثنا يحيى بن السكن حدثنا محمد بن خ الد الجندي عن أبان بن صالح عن الحسن عن أنس عن النبي ( صلى الله عليه و سلم ) مثله قال صامت ابن معاذ عدلت إلى الجند مسيرة يومين من صنعاء فدخلت على محدث لهم فطلبت هذا الحديث فوجدته عنده عن محمد بن خالد الجندي عن أبان بن أبي عياش عن الحسن عن النبي ( صلى الله عليه و سلم ) قال البيهقي أخبرناه أبو عبد الله الحافظ حدثني أبو أحمد عبد الرحمن بن عبد الله بن يزداد الرازي المذكر من كتابه حدثنا أبو محمد عبد الرحمن بن احمد بن محمد بن الحجاج بن رشدين بن سعد المصري بمصر حدثني أبو سعيد المفضل بن محمد الجندي حدثنا صامت بن معاذ فذكره فرجع الحديث إلى رواية محمد بن خالد الجندي وهو مجهول عن أبان بن أبي عياش وهو متروك عن الحسن عن النبي ( صلى الله عليه و سلم ) وهو منقطع والأحاديث في التنصيص على خروج المهدي أصح إسنادا وفيها بيان كونه من عترة النبي ( صلى الله عليه و سلم )
_________
1 - ترجمته في سير اعلام النبلاء 14 / 2 257 - كذا بالاصل
3 - الاصل : الجنبد تصحيف والصواب ما أثبت والجند بفتح الجيم والنون : بلدة من بلاد اليمن مشهورة ( الانساب ) وبين الجند وصنعاء ثمانية وخمسون فرسخا ( معجم البلدان )
4 - ترجمته في سير اعلام النبلاء 15 / 239

(47/518)


أخبرنا أبو القاسم الخضر بن علي بن أبي هشام أنبأنا أبو محمد عبد الله بن الحسن بن حمزة العطار أنبأنا أبو الحسن عبد الرحمن بن محمد بن يحيى بن ياسر أنبأنا أبو موسى هارون بن محمد الموصلي أنبأنا أبو يحيى زكريا بن أحمد البلخي حدثنا أحمد بن محمد بن الحجاج بن رشدين حدثني أبو الحسن علي بن عبيدالله الواسطي قال رأيت محمد بن إدريس الشافعي في المنام فسمعته يقول كذب علي يونس في حديث الجندي حديث الحسن عن أنس عن النبي ( صلى الله عليه و سلم ) في المهدي قال الشافعي ما هذا من حديثي ولا حدثت به كذب علي يونس أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي وأبو الفتح المظفر بن الحسين بن علي بن أبي نزار المردوستي قالا أنبأنا أبو منصور محمد بن أحمد بن الحسين بن عبد العزيز أنبأنا القاضي أبو عبد الله محمد بن عبد الله الجعفي الكوفي بالكوفة أنبأنا أبو السري هناد بن السري حدثنا أبو سعيد عبد الله بن سعيد الأشج حدثنا طلحة بن سنان بن الحارث اليامي عن ليث عن مجاهد قال المهدي عيسى بن مريم أخبرنا أبو البركات الأنماطي أنبأنا أبو الفضل بن خيرون أنبأنا أبو العلاء الواسطي أنبأنا أبو بكر البابسيري أنبأنا الأحوص بن المفضل بن غسان قال قال أبي قلت ليحيى بن معين إن يونس بن محمد حدثني حدثنا محمد بن طلحة عن أبي عبيدة عن الحسن البصري قال المهدي عيسى بن مريم قال أبو عبيدة شيخ مجهول أخبرنا أبو الوفاء عبد الواحد بن حمد أنبأنا أبو طاهر بن محمود أنبأنا أبو بكر بن المقرئ حدثنا أبو العباس محمد بن الحسن بن قتيبة حدثنا حرملة بن يحيى أنبأنا
_________
1 - راجع ترجمته في كتابنا تاريخ مدينة دمشق 16 / 443 رقم 1976
2 - محمد كتبت فوق الكلام بين السطرين بالاصل
3 - راجع بغية الطلب لابن العديم 7 / 3322
4 - راجع ترجمته في سير اعلام النبلاء 17 / 415 وورد في بغة الطلب : أبو الحسين
5 - ترجمته في سير اعلام النبلاء 15 / 293
6 - بالاصل ( نوار ) والمثبت عن المشيخة 242 / ب
7 - في مشيخة ابن عساكر 242 / ب : محمد بن محمد بن أحمد
8 - كتب فوقها في الاصل : ملحق
9 - بالاصل : الحسين

(47/519)


ابن وهب أخبرني يونس عن ابن شهاب عن حنظلة بن علي الأسلمي أنه سمع أبا هريرة قال قال رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) ح وأخبرنا أبو القاسم النسيب أنبأنا طرفة بن أحمد بن محمد بن طرفة أنبانا عبد الوهاب الكلابي حدثنا محمد بن خريم حدثنا دحيم حدثنا عمر بن عبد الواحد عن الأوزاعي أنبأنا الزهري ح وأخبرنا أبوا الحسن الفقيهان قالا أنبأنا أبو العباس بن قبيس أنبأنا أبو محمد بن أبي نصر أنبأنا خيثمة بن سليمان أنبأنا العباس أخبرني أبي حدثنا الأوزاعي حدثني ابن شهاب عن حنظلة بن علي عن ابي هريرة أن رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) كان يقول وفي حديث النسيب أن رسول ( صلى الله عليه و سلم ) قال والذي نفسي بيده ليهلن ابن مريم بفج الروحاء حاجا أو معتمرا انتهى حديث النسيب وزادوا أو ليثنينهما أخبرنا أبو الحسن بن قبيس أنبأنا أبو الحسن بن أبي الحديد أنبأنا جدي أبو بكر أنبأنا محمد بن يوسف حدثنا محمد بن حماد أنبأنا عبد الرزاق أنبأنا معمر عن الزهري عن حنظلة الأسلمي قال سمعت أبا هريرة يقول قال رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) ليهلن ابن مريم بفج الروحاء حاجا أو معتمرا أو ليثنيهما جميعا أخبرناه أبو القاسم بن الحصين أنبأنا أبو علي بن المذهب أنبأنا أحمد بن جعفر حدثنا عبد الله بن أحمد حدثني أبي حدثنا سفيان عن الزهري عن حنظلة الأسلمي سمع أبا هريرة يقول وأخبرناه أبو سعد بن البغدادي أنبأنا أبو عمرو بن مندة وإبراهيم بن محمد الطيان قالا أنبأنا إبراهيم بن خرشيد قوله أنبأنا أبو بكر النيسابوري حدثنا
_________
1 - ابن كتبت تحت الكلام بين السطرين بالاصل
2 - بالاصل : أبو تصحيف
3 - مضى التعريف به قريبا
4 - غير واضحة بالاصل والمثبت عن المختصر
5 - رواه احمد بن حنبل في مسنده 3 / 101 رقم 7685 طبعة دار الفكر
6 - في المسند : ( حدثنا عبد الرزاق بدل : حدثنا سفيان

(47/520)


عبد الرحمن بن بشر بن الحكم حدثنا سفيان عن الزهري عن حنظلة بن علي الأسلمي عن أبي هريرة قال قال رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) والذي نفسي بيده ليهلن ابن مريم بفج الروحاء حاجا أو معتمرا أو ليثنيهما هكذ ا رواه عقيل وابن جريح ومالك عن ابن شهاب عن حنظلة نحوه وهو عندنا عنهم بأسانيد أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد أنبأنا أبو محمد الصريفيني أنبأنا أبو القاسم بن حبابة حدثنا أبو القاسم البغوي حدثني صالح بن مالك الخوارزمي حدثنا عبد العزيز بن عبد الله اخبرني الزهري عن حنظلة بن علي عن أبي هريرة قال قال رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) ليهلن ابن مريم بفج الروحاء حاجا أو معتمرا أو ليثنيهما قرأت على أبي القاسم الشحامي عن أبي سعد الجنزوري أنبأنا أبو احمد محمد بن محمد الحافظ أنبأنا محمد بن محمد بن سليمان الواسطي حدثنا هشام بن عمار حدثنا محمد بن شعيب حدثنا عمر بن محمد عن أبي عقال عن أنس بن مالك قال بينما أنا مع رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) يطوف بالبيت إذ رفع إلينا وبرد فقلنا يا رسول الله ما اليد الذي رأينا والبرد الذي رأينا قال النبي ( صلى الله عليه و سلم ) وقد رأيتموه فقلنا نعم قال ذاك عيسى بن مريم سلم علي أخبرنا أبو الأعز قراتكين بن الأسعد أنبأنا أبو محمد الجوهري حدثنا أبو حفص بن شاهين قراءة عليه حدثنا محمد بن محمد بن سليمان بن الحارث الباغندي إملاء نا عبد الوهاب بن الضحاك حدثنا إسماعيل بن عياش عن صفوان بن عمرو عن عبد الرحمن بن نفير عن كثير بن مرة عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال قال رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) كيف تهلك أمة أنا أولها وعيسى بن مريم آخرها أخبرنا أبو القاسم الشحامي أنبأنا أبو سعد الجنزرودي أنبأنا أبو أحمد محمد بن
_________
1 - في المسند : من فج الروحاء
2 - كتب فوقها بالاصل : ملحق
3 - بالاصل : سعيد تصحيف
4 - كتب فوقها بالاصل : إلى
5 - بالاصل : الخزرودي تصحيف

(47/521)


محمد أخبرني أبو الطيب أحمد بن عبد الله الدارمي بأنطاكية حدثنا يمان بن سعيد حدثنا خالد بن يزيد القشيري حدثنا محمد بن إبراهيم الهاشمي عن أبي جعفر أمير المؤمنين عبد الله بن محمد عن أبيه عن ابن عباس قال قال رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) كيف تهلك أمة أنا أولها وعيسى بن مريم آخرها والمهدي من أهل بيتي في وسطها أخبرنا أبو القاسم تميم بن أبي سعيد بن أبي العباس أنبأنا أبو سعد محمد بن عبد الرحمن أنبأنا أبو سعيد محمد بن بشر بن العباس التميمي أنبأنا أبو لبيد محمد بن إدريس السامي حدثنا إسماعيل بن موسى ابن بنت السدي حدثنا عيسى بن يونس عن هشام بن عروة حدثنا صالح مولى لأبي هريرة عن أبي هريرة أن النبي ( صلى الله عليه و سلم ) قال ينزل عيسى بن مريم إلى الأرض فيمكث بها أربعين سنة أخبرنا أبو عبد الله الخلال أنبأنا إبراهيم بن منصور أنبأنا أبو بكر بن المقرئ أنبأنا أبو يعلى حدثنا عقبة بن مكرم حدثنا يونس بن بكير حدثنا هشام بن عروة عن ابي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة أن رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) قال ينزل عيسى بن مريم فيمكث في الناس أربعين سنة فقيل يا أبا هريرة سنة كسنة قال هكذا أخبرنا أبو الحسن السلمي حدثنا أبو محمد التميمي أنبأنا تمام بن محمد البجلي وعقيل بن عبيد الله الأزدي قالا أنبأنا محمد بن عبد الله بن جعفر الرازي حدثنا أبو أمية الأحوص بن المفضل حدثنا أبي المفضل بن غسان حدثنا محمد بن عبد الله بن عبد العزيز العمري عن صالح بن شعيب بن طلحة بن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي بكر عن عائشة قالت قلت يا رسول الله إني أرى أن أعيش من بعدك فتأذن لي أن أدفن إلى جنبك فقال وإنى
_________
1 - كتب فوقها بالاصل : ملحق
2 - قصص الانبياء لابن كثير 2 / 452 والبداية والنهاية 2 / 118

(47/522)


لي بذلك الموضع ما فيه إلا موضع قبري وقبر أبي بكر وقبر عمر وقبر عيسى بن مريم ( صلى الله عليه و سلم ) أخبرنا أبو الأعز قراتكين بن الأسعد أنبأنا أبو محمد الجوهري أنبأنا أبو القاسم عبد العزيز بن جعفر بن محمد الخرقي حدثنا أبو عمران موسى بن سهل بن عبد الحميد الجوني حدثنا عبد الملك بن سليمان القلانسي حدثنا سلم بن قتيبة عن أبي مودود عن عثمان الضحاك عن محمد بن يوسف بن عبد الله بن سلام عن أبيه عن جده قال وجدت في الكتب أن عيسى بن مريم يدفن مع النبي ( صلى الله عليه و سلم ) في القبر وقد بقي في البيت موضع قبر أخبرنا أبو الفتح الكروخي أنبأنا أبو عامر الأزدي وأبو نصر الترياقي وأبو بكر الغورجي قالوا أنبأنا عبد الجبار بن محمد أنبأنا محمد بن أحمد المحبوبي حدثنا أبو عيسى الترمذي حدثنا زيد بن أخزم الطائي البصري حدثنا أبو قتيبة سلم بن قتيبة حدثني أبي مودود المدني حدثني عثمان بن الضحاك عن محمد بن يوسف بن عبد الله بن سلام عن أبيه عن جده قال نظرت في التوراة صفة محمد ( صلى الله عليه و سلم ) وعيسى بن مريم عليه السلام يدفن معه قال فقال أبو مودود وقد بقي من البيت موضع قبر قال أبو عيسى هذا حديث حسن غريب هكذا قال عثمان بن الضحاك والمعروف الضحاك بن عثمان المدني
_________
1 - راجع قصص الانبياء لابن كثير 2 / 452 والبداية والنهاية 2 / 118
2 - الخرقي : ضبطت بكسر الختاء وفتح الراء وفتح الراء نسبة إلى بيع الثياب والخرق عن الانساب ذكره السمعاني وترجم له
3 - الاصل : مسلم تصحيف والصواب ما أثبت ترجمته في تهذيب الكمال 7 / 406 وسير أعلام النبلاء 9 / 308
4 - هو عبد العزيز بن أبي سليمان المدني
5 - كتب فوقها بالاصل : ملحق
6 - هو عبد العزيز بن محمد بن علي بن إبراهيم بن ثمامة أبو نصر الهروي ترجمته في سير أعلام النبلائ 19 / 6
7 - هو أحمد بن عبد الصمد بن أبي الفضل أبو بكر الهروي ترجمته في سير أعلام النبلاء 19 / 7
8 - من طريقه رواه ابن كثير في قصص الانبياء 2 / 452 والباية والنهاية 2 / 118
9 - في المصدرين السابقين : مسلم
10 - رواه الهيثمي في مجمع الزوائد 8 / 206 عن عبد الله بن سلام قال : ورواه الطبراني وفيه عثمان بن الضحاك وثقه
ابن حبان وضعفه أبو داود

(47/523)


أخبرنا أبو الغنائم محمد بن علي في كتابه وحدثنا أبو الفضل بن ناصر أنبأنا أحمد بن الحسن والمبارك ومحمد بن علي واللفظ له قالوا أنبأنا أبو أحمد الغندجاني زاد أحمد وأبو الحسين الأصبهاني قالا أنبأنا أحمد بن عبدان أنبأنا محمد بن سهل أنبأنا محمد بن إسماعيل البخاري قال قال لي الحزامي حدثنا محمد بن صدقة سمع عثمان بن الضحاك بن عثمان أخبرني محمد بن يوسف بن عبد الله بن سلام عن أبيه عن جده ليدفنن عيسى بن مريم مع النبي ( صلى الله عليه و سلم ) في بيته قال البخاري هذا لا يصح عندي ولا يتابع عليه
_________
1 - رواه البخاري في التاريخ الكبير 1 / 1 / 263 في ترجمته محمد بن يوسف بن عبد الله بن سلام

(47/524)


5520 - عيسى بن المساور البغدادي الجوهري ( 1 ) سمع بدمشق الوليد بن مسلم وسويد بن عبد العزيز ومروان بن معاوية وبغيرها رواد بن الجراح ويغنم بن سالم بن قنبر روى عنه ابن أخيه أبو جعفر أحمد بن القاسم بن مساور الجوهري وأبو عبد الرحمن النسائي في سننه وأبو جعفر أحمد بن علي البغدادي الخزاز ( 2 ) وأبو أحمد محمد بن عبدوس بن كامل السراج وأبو بكر القاسم بن زكريا المقرئ المطرز وأبو حامد محمد بن هارون الحضرمي أحبرنا أبو القاسم بن السمرقندي وأبو البركات بن الأنماطي قالا أنبأنا أبو الحسين ابن النقور أنبأنا أبو طاهر المخلص أنبأنا أبو حامد محمد بن هارون الحضرمي حدثنا عيسى بن المساور حدثنا يغنم بن سالم بن قنبر خادم علي بن أبي طالب قال قال لي أنس ابن مالك قال لي رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) من قاد أعمى أربعين ( 3 ) خطوة لم تمس ( 4 ) وجهه النار قال وحدثنا يغنم بن سالم حدثنا أنس بن مالك قال
_________
( 1 ) ترجمته في تاريخ بغداد 11 / 161 وتهذيب التهذيب الكمال 14 / 573 وتهذيب التهذيب 4 / 462 وكنيته في تهذيب الكمال : " أبو موسى " وفي تهذيب التهذيب " أبو محمد "
( 2 ) الاصل وت : " الحرزة " والمثبت عن تهذيب الكمال وتهذيب التهذيب
وفي تاريخ بغداد : الخراز ترجمته في سير أعلام النبلاء 13 / 418
( 3 ) استدركت على هامش ت وبعدها صح
( 4 ) بالاصل : يمس

(48/3)


قال رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) طوبى لمن رآني ( 1 ) وآمن بي ومن رأى من رآني ومن رأى من رأى من رآني أحبرنا أبو الحسن بن قبيس وأبو منصور بن خيرون قالا قال لنا أبو بكر الخطيب ( 2 ) عيسى بن المساور الجوهري حدث عن الوليد بن مسلم ومروان بن معاوية وسويد بن عبد العزيز ويغنم بن سالم ابن قنبر روى عنه ابن أخيه أحمد بن القاسم وأحمد بن علي الخزاز ( 3 ) ومحمد بن عبدوس السراج وقاسم بن زكريا المطرز وأبو حامد محمد بن هارون الحضرمي وكان ثقة قال الخطيب ( 4 ) قرأت على البرقاني عن ابي إسحاق المزكي حدثنا محمد بن سحاق السراج قال سمعت محمد بن إشكاب يحسن الثناء على عيسى بن المساور قال ( 5 ) وانبأنا البرقاني أنبأنا علي بن عمر الحافظ أنبأنا الحسن بن رشيق حدثنا عبد الكريم ابن أبي عبد الرحمن النسائي عن أبيه ح ثم حدثنا الصوري ( 6 ) أنبأنا الخصيب بن عبد الله قال ناولني عبد الكريم وكتبه لي بخطه قال سمعت أبي يقول عيسى بن المساور بغدادي لا باس به قال وأنبأنا السمسار أنبأنا الصفار أنبأنا ابن قانع أن عيسى بن المساور مات في شوال سنة أربع وأربعين ومائتين ( 7 ) قال وقرأت على البرقاني عن أبي إسحاق المزكي حدثنا محمد بن اسحاق السراج قال مات عيسى بن المساور ببغداد في رجب سنة خمس وأربعين ومائتين ( 7 )
_________
( 1 ) ما بين معكوفتين استدرك عن هامش الاصل وكتب بعده صح
( 2 ) تاريخ بغداد 11 / 161
( 3 ) كذا بالاصل وت وفي تاريخ بغداد : الخراز تصحيف
( 4 ) رواه الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد 11 / 162
( 5 ) القائل أبو بكر الخطيب والخبر في تاريخ بغداد 11 / 162
( 6 ) قوله : " ح ثم حدثنا الصوري " ليس في تاريخ بغداد
( 7 ) تاريخ بغداد 11 / 162 وتهذيب الكمال 14 / 574

(48/4)


5521 - عيسى بن مسلم العقيلي أخو إسحاق وبكار ابني مسلم من قواد مروان بن محمد كان معه حين غلب على دمشق لما قاتل إبراهيم بعين الجر ( 1 ) له ذكر 5522 عيسى بن معبد بن الفضل أبو منصور الموصلي التاجر قدم دمشق قدمتين للتجارة حدث في الآحرة منهما بكتاب ذكر الموت لابن أبي الدنيا عن أبي عبد الله ( 2 ) الحسن ( 3 ) ابن العباس بن علي الرستمي الفقيه الأصبهاني وكان قد سمع بأصبهان من شيخنا أبي القاسم إسماعيل بن محمد بن الفضل وغيره وذكر لي أنه سمع بالموصل من أبي نصر ( 4 ) محمد بن علي بن عبيدالله بن ودعان الأربعين ( 5 ) التي صنفها وكان شيخا كثيرالحج وله معروف كثير وكان ثقة أخبرنا أبو منصور عيسى بن معبد بن الفضل أنبأنا أبو عبد الله الحسن بن العباس الرستمي ح وأخبرنا أبو بكر محمد بن شجاع قالا أنبأنا أبو عمرو بن مندة أنبأنا أبو محمد ابن يوة أنبأنا أبو الحسن اللنباني ( 6 ) حدثنا أبو بكر بن أبي الدنيا حدثنا داود بن عمرو بن
زهير الضبي حدثنا محمد بن الحسن الأسدي عن حماد بن سلمة عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال قال رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) أكثروا ذكر هادم اللذات قالوا يا رسول الله وما هادم اللذات قال الموت
_________
( 1 ) عين الجر : موضع معروف بالبقاع بين بعلبك ودمشق ( معجم البلدان )
( 2 ) كناه في الانساب ( الرسستمي ) : أبا علي
( 3 ) بالاصل وت : الحسين تصحيف والمثبت عن الانساب ( الرستمي ) وطبقات السبكي 4 / 211
( 4 ) سقطت من الاصل وت راجع ترجمته في سير أعلام النبلاء 19 / 164
( 5 ) تعرف : " بالاربعين الودعانية " قال السلفي : قرأت عليه الاربعين " الاربعين " جمعه ثم تبين لي حين تصحفت كتابه تخليط عظيم راجع سير أعلام النبلاء 19 / 166 ولسان الميزان لابن حجر 5 / 306
( 6 ) أعجمت اللفظة عن ت فهي لم تعجم بالاصل

(48/5)


أخبرناه عاليا أبو بكر محمد بن الحسن حدثنا أبو الحسين بن المهتدي ح وأنبأنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا أبو الحسين بن النقور قالا أنبأنا عيسى بن علي أنبأنا عبد الله بن محمد حدثنا داود بن عمرو حدثنا محمد بن الحسن الأسدي حدثنا حماد بن سلمة عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة أن ( 1 ) رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) قال أكثرو ذكر هادم اللذات الموت حدثني أبو القاسم بن مطر الموصلي أن عيسى مات بالموصل في شهر رمضان سنة ثمان وخمسين وخمسمائة 523 عيسى بن مقسم ( 2 ) مولى الوليد بن يزيد بن عبد الملك وحاجبه ولي الموسم سنة ست عشرة ومائة في أيام هشام على ما قيل أخبرنا أبو غالب محمد بن الحسن أنبأنا أبو الحسن السيرافي أنبأنا أحمد بن إسحاق حدثنا أحمد بن عمران حدثنا موسى حدثنا خليفة قال ( 3 ) وأقام الحج يعني سنة ست عشرة ومائة الوليد بن يزيد بن عبد الملك ويقال عيسى بن مقسم مولى الوليد بأمر الوليد قال وحدثنا خليفة ( 4 ) حدثني الوليد بن هشام وأبو اليقظان أن عيسى بن مقسم مولى الوليد بن يزيد أقام الحج سنة ست عشرة بأمر ( 5 ) الوليد اعتل الوليد فأمره ( 5 ) قال وحدثنا خليفة ( 6 ) قال في تسمية عمال الوليد بن يزيد حاجبه عيسى بن مقسم
_________
( 1 ) بالاصل أكثر من كلمة كتبت ثم شطبت وكتبت اللفظة " أن " تحت الكلام بين السطرين
( 2 ) له ذكر في تاريخ خليفة بن خياط ص 347 ، و 360 ( ت
العمري )
( 3 ) تاريخ خليفة بن خياط ص 347 ( حوادث سنة 116 )
( 4 ) تاريخ خليفة ص 360 تحت عنوان تسمية عمال هشام بن عبد الملك
( 5 ) ما بين الرقمين ليس في تاريخ خليفة
( 6 ) تاريخ خليفة ص 368 تحت عنوان : تسمية عمال الوليد بن يزيد

(48/6)


5524 - عيسى بن موسى بن محمد بن علي بن عبد الله ابن العباس بن عبد المطلب أبو موسى الهاشمي ( 1 ) نشأ بالحميمة ( 2 ) من أرض البلقاء من كور دمشق ثم انتقل مع أهله إلى العراق وجعله السفاح ولي عهده بعد المنصور فلما ولي المنصور أخره وجعله ولي عهده بعد ابنه المهدي وكان جليلا في أهل بيته وولي إمرة الموسم في خلافة السفاح والمنصور وولي الكوفة للمنصور حكى عنه ابناه ( 3 ) موسى وعلي قرأت على أبي القاسم الخضر بن الحسين بن عبدان عن عبد الغزيز بن أحمد الكتاني ( 4 ) أنبأنا عبد الوهاب الميداني أنبأنا أبو سليمان بن زبر أنبأنا أبو عبد الله بن أحمد ابن جعفر أنبأنا محمد بن جرير قال ( 5 ) قال عمر بن شية حدثني عبد الله بن كثير بن الحصين ( 6 ) العبدي أخبرني علي بن عيسى ( 7 ) بن موسى عن أبيه قال بعث مروان بن محمد رسولا إلى الحميمة ( 8 ) يأتيه بإبراهيم بن محمد ووصف له صفته فقدم الرسول فوجد الصفة صفة أبي العباس عبد الله بن محمد فأخذه فلما ظهر إبراهيم بن محمد وأمن قيل للرسول إنما أمرت بإبراهيم وهذا عبد الله فلما تظاهر ذلك عنده ترك أبا ( 8 ) العباس وأخذ إبراهيم فانطلق به قال فشخصت معه أنا وأناس من بني العباس ومواليهم وذكر حديثا
_________
( 1 ) أخباره في تاريخ الطبري ( الفهارس العامة ) الكامل لابن الاثير ( الفهارس ) البداية والنهاية ( الفهارس ) الوزراء والكتاب للجهشياري ( ص 126 ) مروج الذهب ( الفهارس ) تاريخ خليفة بن خياط ( ت العمري ) الفهارس العامة
سير أعلام النبلاء 7 / 434
( 2 ) غير واضحة بالاصل ونميل إلى قراءتها : " بالحمية " والتصويب عن ت
( 3 ) الاصل : أباه واللفظة غير واضحة في ت لسوء التصوير
( 4 ) بالاصل : الكناني تصحيف والتصويب عن ت
( 5 ) الخبر رواه الطبري في تاريخه 7 / 422 ( حوادث سنة 132 )
( 6 ) كذا بالاصل وت وفي تاريخ الطبري : الحسن
( 7 ) " بن عيسى " سقطت من الطبري
( 8 ) سقطت من الاصل واستدركت عن ت وتاريخ الطبري

(48/7)


قال محمد بن جرير قال أبو ( 1 ) زيد عمر بن شبة وحدثني إبراهيم بن موسى بن عيسى بن موسى بن محمد بن علي بن عبد الله بن عباس قال سمعت أبي يقول ولد عيسى فس سنة ثلاث ومائة وشهد حرب محمد وإبراهيم وهو ابن ثلاث وأربعين سنة أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا أبو بكر بن الطبري أنبأنا أبو الحسين بن الفضل أنبأنا عبد الله بن جعفر حدثنا يعقوب بن سفيان قال ( 2 ) وبويع لأبي جعفر عبد الله بن محمد بن علي بن عبد الله بن عباس بمكة في المحرم يوم عاشوراء من سنة سبع ( 3 ) وثلاثين ومائة ومن بعده لعيسى بن موسى بن محمد بن علي بن عبد الله بن عباس قال ( 4 ) وفيها يعني سنة إحدى وخمسين ومائة جدد أبو جعفر البيعة لنفسه وابنه المهدي وعيسى بن موسى بعد المهدي على أهل بيته بمحضر منه في مجلسه وذلك في يوم جمعة عمهم بالإذن وذكر يعقوب قبل هذا قال ( 5 ) وبايع الناس المهدي محمد بن عبد الله ولي عهدهم من بعد أبيه أبي جعفر بمكة يوم الخميس لثلاث عشرة خلت من شهر ربيع الأول من سنة سبع وأربعين ومائة واستطاب أبو جعفر نفس عيسى بن موسى حينئذ حتى قدم المهدي نفسه في ولاية العهد أحبرنا أبو غالب أحمد بن الجسن أنبأنا محمد بن أحمد بن محمد بن علي أنبأنا أبو القاسم عبيدالله بن عثمان بن يحيى أنبأنا أبو محمد إسماعيل بن علي الخطبي قال قصد عيسى بن موسى بن محمد بن علي بن عبد الله بن العباس في ولاية العهد وخلعه ما ذكره علي بن محمد المدائني وغيره من أهل العلم بالأخبار قالوا كان مولد عيسى بن موسى سنة ثلاث أو أربع ومائة ومولد أبيه موسى بن محمد بالسراة في سنة إحدى وثمانين وتوفي ببلاد الروم غازيا في سنة ثمان ومائة وله سبع
_________
( 1 ) كتب " أبو " تحت الكلام بين السطرين بالاصل
( 2 ) رواه يعقوب بن سفيسان الفسوي في المعرفة والتاريخ 1 / 117
( 3 ) كذا بالاصل وت وفي أصل المعرفة والتاريخ : " تسع " وأثبت محققه " ست "
وجاء في الطبري 7 / 470 أن أبا العباس مات بالانبار يوم الاحد لثلاث عشرة خلت من ذي الحجة سنة 136 وأمر ابا العباس الناس بالبيعة لابي جعفر المنصور فبايع له الناس في اليوم الذي مات فيه أبو العباس
( 4 ) المعرفة والتاريخ 1 / 138

(48/8)


سبع وعشرون سنة ونحو ذلك فضم إبراهيم الإمام ابنه عيسى بن موسى إليه فكان يتيمه وأوصى إبراهيم عند قبض مروان عليه وإياسه من نفسه إلى من حضره من خاصته أن الأمر من بعده لعبدالله بن محمد بن الحارثية أبو العباس ثم من بعده لأبي جعفر عبد الله بن محمد ثم لعيسى بن موسى بعد أبي جعفر فعمل أبو العباس في خلافته على ذلك وعهد به عند وفاته ( 1 ) فكان الأمر على ذلك إلى أن شرع أبو جعفر المنصور وبعد قتل محمد وإبراهيم ابني عبد الله بن حسن وكان قتلهما جميعا على يدي عيسى بن موسى في تأخير عيسى وتقديم ابنه محمد المهدي عليه في ولاية العهد وذلك في سنة سبع وأربعين ومائة وجرت بين المنصور وبين عيسى بن موسى في ذلك خطوب يطول ذكرها ومكاتبات وامتناع من عيسى ثم أجابه إلى ذلك ( 2 ) فقدم المهدي في ولاية العهد عليه وأقر عيسى بذلك وأشهد على نفسه به فبايع الناس على ذلك وحطب المنصور الناس وأعلمهم ما جرى في أمر عيسى من تقديم المهدي عليه ورضاه بذلك وتكلم عيسى وسلم الأمر للمهدي فبايع الناس على ذلك بيعة محددة للمهدي ثم لعيسى من بعده وقال المنصور يومئذ " ولا تنقضوا الأيمان بعد توكيدها وقد جعلتم الله عليكم كفيلا " ( 3 ) فلما أفضى الأمر إلى المهدي طالب عيسى بن موسى بخلع نفسه من ولاية العهد البتة وتسليمه لموسى بن المهدي وألح عليه في ذلك إلحاحا شديدا وبذل عليه مالا عظيما وخطرا ( 4 ) جزيلا ( 5 ) وجرت في ذلك أيضا خطوب إلى أن أقدمه من الكوفة إلى بغداد وتقرر ( 6 ) الأمر على أن يخلع نفسه ويسلم الأمر لموسى بن المهدي ويدفع إليه عشرة ألف ألف درهم ويقال عشرين ألف ألف درهم ويقطعه مع ذلك قطائع كثيرة وقد كان عيسى ذكر أن عليه أيمانا في أهله ( 7 ) وماله فأحضر له المهدي من القضاة والفقهاء من أفتاه في ذلك وعوضه المهدي من ذلك وأرضاه ( 8 ) فيما يلزمه من الحنث في ماله ورقيقه وسائر املاكه فقبل ذلك ورضي به وخلع
_________
( 1 ) راجع تاريخ الطبري 7 / 470 حوادث سنة 136
( 2 ) انظر تفاصيل وافية ذكرها الطبري في تاريخه 8 / 14 وما بعدها ( حوادث سنة 147 )
( 3 ) سورة النحل الاية : 91
( 4 ) بالاصل : " وخطر " تصحيف والتصويب عن ت
( 5 ) في المختصر : جسيما
( 6 ) راجع ما ورد في تاريخ الطبري حول هذا الامر 8 / 125 ( حوادث سنة 160 )
( 7 ) " في أهله " مكان اللفظتين مطموس بالاصل والمثبت عن ت
( 8 ) مكانها مطموس بالاصل والمثبت " وأرضاه " عن ت

(48/9)


نفسه في عشية يوم الأربعاء لأربع بقين من المحرم سنة ستين ومائة في قصر الرصافة وبايع للمهدي ولموسى بن المهدي من بعده وأظهر الأمر في ذلك غداة يوم الخميس لثلاث بقين من المحرم وحضر الخواص فبايعوا في القصر ثم خرج المهدي إلى جامع الرصافة واجتمع الناس في المسجد فصعد المهدي المنبر وصعد بعده إبنه فكان دونه ثم صعد عيسى بن موسى فكان على أول مرقاة من المنبر فقام المهدي فحمد الله وأثنى عليه وأخبر بما اجتمع عليه أهل بيته وشيعته في ذلك أن موسى عامل فيهم بكتاب الله عز و جل وأحسن السيرة وأعفاها في كلام تكلم به وجلس موسى دونه في جانب المنبر لكي لا يستر وجهه ولا يحول بينه وبين من يصعد إليه ليبايعه ويمسح على يده وقام عيسى بمكانه على أول مرقاة فقرئ كتاب الخلع وحروج عيسى مما كان إليه من ولاية العهد وتحليل الناس جميعا مما كان له من البيعة في رقابهم وأن ذلك كان منه وهو طائع غير مكره وراض غير ساخط ومجيب ( 1 ) غير مجبر فأقر عيسى بذلك كله وأشهد به على نفسه وصعد إلى المهدي فبايع ومسح على يده ثم بايع موسى ومسح على يده ثم انصرف ووفى المهدي لعيسى بن موسى بما ضمن له من الأموال والقطائع وأرضاه وكتب بذلك كتابا مؤكدا لشروط عيسى ( 2 ) وشهد عليه فيه خلق من الأشراف والوجوه والكبراء فبلغ عدة من شهد في الكتاب من جميع الناس أربع مائة وخمسة وعشرون رجلا ( 3 ) ورجع عيسى بعد ذلك إلى الكوفة فلم يزل مقيما بها في غير ولاية حتى توفي بها في سنة سبع وستين ومائة وهو ابن خمس وستين سنة وكان مدة عيسى في ولاية العهد من أوله إلى آخره ثلاثا وعشرين سنة وأخبرني بعض ولد عيسى من رؤسائهم أن عيسى كان لقب في ولايته العهد بالمرتضى أخبرنا أبو العز أحمد بن عبيدالله إذنا ومناولة وقرأ علي إسناده أنبأنا محمد بن الحسين أنبأنا أبو الفرج المعافى بن زكريا القاضي ( 4 ) حدثنا أبو عبد الله يعني إبراهيم بن محمد بن عرفة المهلبي وقد تمثل هذا البيت يعني بيت جرير الذي تمثل الحسن بن
_________
( 1 ) الطبري : محب غير مجبر
( 2 ) نسخة الشرط الذي كتبه عيسى بن موسى على نفسه في تاريخ الطبري 8 / 126 وما بعدها ( حوادث سنة 160 )
( 3 ) في تاريخ الطبري : أربعمئة وثلاثون من بني هاشم ومن الموالي والصحابة من قريش والوزراء والكتاب والقضاة
( 4 ) رواه المعافى بن زكريا في الجليس الكافي 1 / 379 وما بعدها

(48/10)


قحطبة فقال ( 1 ) يا أمير المؤمنين ما تنتظر بالفتى المقتبل المبارك جدد له البيعة فما أحد يمتنع ممن ( 2 ) وراء هذا الباب ومن أبى فهذا سيفي وبلغ الخبر عيسى بن موسى فقال والله لئن ظفرت به لأشرب البارد وبلغ الحسن بن قحطبة الخبر والمنصور فدخل الحسن بن قحطبة على المنصور وعنده عيسى بن موسى فتمثل المنصور بقول جرير زعم الفرزدق أن سيقتل مربعا * أبشر بطول سلامة يا مربع ( 3 ) * فتمثل الحسن بن قحطبة بقول جرير ( 4 ) * إذا اجتمعوا علي فخل عنهم * وعن باز يصك خباريات * قال مربع رجل من بني جعفر بن كلاب كان يروي شعر جرير فنذر الفرزدق دمه فقال جرير ( 5 ) إن الفرزدق قد تبين لوءمة * حيث التقى حششاؤه والأخدع ( 6 ) أخبرنا أبو البركات الأنماطي أنبأنا أبو الحسين بن الطيوري أنبأنا أبو الحسن العتيقي فلما خلع المنصور عيسى بن موسى مر في موكب فقال إنسان من هذا فسمعه مخنث فقال هذا الذي أراد أن يكون غدا فصار بعد غد قال القاضي وقد روينا في خبر آخر أن عيسى بن موسى قال لمخنث يتهدده أما تعرفني فقال بلى أنت الذي كنت غدا فصرت بعد غد
_________
( 1 ) وذلك حين هم المنصور بالبيعة للمهدي أبي عبد الله فدخل عليه الحسين بن قحطبة
كما في الجليس الصالح
والحسن بن قحطبة بن هذا من كبار قواد الدولة العباسية
( 2 ) الاصل : من
( 3 ) البيت من قصيدة طويلة يهجو الفرزدق في ديوانه ط بيروت ص 261 ومربع : راوية شعر جرير واسمه وعوعة ومربع لقب راجع ( اللسان : ربع )
( 4 ) من قصيدة في ديوانه بعنوان : إذا طرب الحمام ص 66
( 5 ) ديوانه ص 261
( 6 ) صحفت بالاصل إلى : " خششاؤه والاجدع " والمثبت عن الديوان والجليس الصالح
والاخدع : أحد عرقين في جانبي العنق وهما أخدعان

(48/11)


وقول جرير حيث التقى حششاؤه الحششاوان هما العظمان الناشزان وراء الأذنين والواحد حششاء وهما لغتان إحداهما هذه مثل فعلاء والأخرى حشاء على فعلال مثل قسطاس ( 1 ) وفسطاط من الحصيح وكذلك قوياء وليس في الأسماء على هذا الوزن غيرهما وأما فعلى منصوبة العين فقد حكى الفراء ويعقوب وغيرهما فيه ثلاثة أحرف وحكى غيرهما فيه رابعا وخامسا وسادسا فأما الأحرف الثلاثة فأدمى ( 2 ) اسم مكان وأربى من أسماء الداهية كما قال الشاعر * هي الأربى جاءت بأم حبوكرى ( 3 ) وشعبي اسم بلدة قال جرير أعبدا حل في شعبى غريبا * ألؤما لا أبا لك واغترابا ( 4 ) وأما الحروف الأخر فحكاهن فيما روى لنا أبو عمرو الشيباني وابن الإعرابي حدثنا أبو عمر محمد بن عبد الواحد قال أخبرنا ( 5 ) ثعلب قال قد جاءت حروف لم يأت بها يعقوب ولا الفراء أتى بها أبو عمرو الشيباني وابن الأعرابي وهي جمدى اسم موضع وجسقى ( 6 ) اسم بلد وجنفى ( 7 ) اسم جبل ح وأخبرنا أبو عبد الله البلخي أنبأنا ثابت بن بندار أنبأنا الحسين بن جعفر قالا أنبأنا الوليد بن بكر ( 8 ) أنبأنا علي بن أحمد أنبأنا أبو مسلم العجلي حدثني أبي أحمد حدثني أبي عبد الله قال ( 9 ) قدم هارون الكوفة فعزل شريكا عن القضاء وكان موسى بن عيسى ( 10 ) واليا على
_________
( 1 ) كذا بالاصل والجيس الصالح وقسطاس : مكسور الفاء
( 2 ) راجع معجم البلدان
( 3 ) البيت لعمرو بن أحمر الباهلي وصدره : فلما عسى ليلى وأيقنت أنها اللسان 5 / 234
( 4 ) ديوان جرير ( ط بيروت ) ص 56
( 5 ) بالاصل : أنبأنا والمثبت قال " قال : " أخبرنا " عن الجليس الصالح
( 6 ) غير واضحة بالاصل والمثبت عن الجليس الصالح
( 7 ) الذي في الجليس الصالح : وجبنى
( 8 ) الاصل : بكير تصحيف
( 9 ) رواه العجلي في تاريخ الثقات ص 219 في ترجمة شريك بن عبداللهه النخعي
( 10 ) بالاصل : " عيسى بن موسى " تصحيف والصواب عن تاريخ الثقات وفيه : موسى بن عيسى الباهلي

(48/12)


الكوفة فقال موسى لشريك ما صنع أمير المؤمنين بأحد ما صنع بك عزلك عن القضاء فقال شريك هم أمراء المؤمنين يعزلون القضاة ويخلعون ولاة العهد ( 1 ) ولا يعاب ذلك عليهم قال موسى ما ظننت أنه مجنون هكذا لا يبالي ما تكلم به وكان أبوه عيسى بن موسى ولي العهد بعد أبي جعفر فخلعه بمال وأعطاه إياه وهو ابن عم أبي جعفر أخبرنا أبو غالب محمد بن الحسن أنبأنا أبو الحسن السيرافي أنبأنا أحمد بن إسحاق حدثنا أحمد بن عمران حدثنا موسى حدثنا خليفة قال ( 2 ) سنة أربع وثلاثين أقام الحج عيسى بن موسى بن محمد بن علي بن عبد الله بن عباس قال وحدثنا خليفة قال ( 3 ) سنة ثلاث وأربعين أقام الحج عيسى بن موسى بن محمد أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا أبو بكر بن الطبري أنبأنا أبو الحسين بن الفضل أنبأنا عبد الله بن جعفر حدثنا يعقوب قال ثم حج عيسى بن موسى سنة أربع وثلاثين ومائة ( 4 ) قال وحدثنا يعقوب قال ( 5 ) سنة ثلاث وأربعين ومائة حج بالناس عيسى ( 6 ) بن موسى بن محمد بن علي بن عبد الله بن عباس أنبأنا أبو غالب الماوردي أنبأنا أبو الحسين أنبأنا أحمد بن إسحاق حدثنا أحمد بن عمران حدثنا موسى حدثنا خليفة قال ( 7 ) واستعمل يعني السفاح على الكوفة عيسى بن موسى بن محمد بن علي بن عبد الله ابن عباس حتى توفي أبو العباس قرأنا على أبي غالب وأبي عبد الله ابني البنا عن أبي تمام علي بن محمد بن الحسين عن أبي عمر بن حيوية أنبأنا محمد بن القاسم الكوكبي حدثنا ابن أبي حيثمة حدثنا محمد
_________
( 1 ) في تاريخ الثقات : ويخلعون العهود
( 2 ) تاريخ خليفة بن خياط ص 411 ( ت
العمري )
( 3 ) تاريخ خليفة ص 420
( 4 ) يبدأ كتاب المعرفة والتاريخ المطبوع بحوادث سنة 135
( 5 ) المعرفة والتاريخ ليعقوب بن سفيان الفسوي 1 / 127
( 6 ) الاصل : " موسى بن عيسى " تصحيف والصواب ما أثبت عن المعرفة والتاريخ
( 7 ) تاريخ خليفة بن خياط ص 412 ( ت
العمري )

(48/13)


ابن يزيد هو الرفاعي قال وسمعت أبا بكر بن عياش يقول رأيت الخطابية ( 1 ) مروا بنا بالكناسة في أزر وأردية محرمين بالحج وهم يقولون لبيك جعفر فخرج إليهم عيسى فانهزموا إلى موضع دار رزق فقتلهم فقيل يا أبا الخطاب ألا ترى السلاح عمل فينا قال بدا لله أن يستشهدكم وقد كان أبو الخطاب قال لهم إن السلاح لا يعمل فيكم أخبرنا أبو العز بن كادش إذنا ومناولة وقرأ علي إسناده أنبأنا محمد بن الحسين بن محمد الجازري أنبأنا المعافى بن زكريا ( 1 ) حدثنا محمد بن يزيد ( 2 ) الخزاعي حدثني الزبير حدثني عمي عن عمر بن الهيام ( 4 ) بن سعيد قال أتته امرأة يوما يعني شريكا من ولد جرير بن عبد الله البجلي صاحب النبي ( صلى الله عليه و سلم ) وهو في مجلس الحكم فقالت أنا بالله ثم بالقاضي امرأة من ولد جرير بن عبد الله صاحب النبي ( صلى الله عليه و سلم ) ورددت الكلام فقال إيها عنك الآن من ظلمك قالت الأمير عيسى بن موسى كان لي بستان على شاطئ الفرات لي فيه نخل ورثته عن آبائي وقاسمت إخوتي وبنيت بيني وبينهم ( 5 ) حائطا وجعلت فيه رجلا فارسيا ( 6 ) في بيت يحفظ لي النخل ويقوم بشأني ( 7 ) فاشترى الأمير عيسى بن موسى من إخوتي جميعا وساومني وأرغبني فلم أبعه فلما كان في هذه الليلة بعث بخمسمائة فاعل فاقتلعوا الحائط فأصبحت لاأعرف من نخلي ( 8 ) شيئا واختلط بنخل إخوتي قال يا غلام طينة فختم لها خاتما ثم قال امضي ( 9 ) به إلى بابه حتى يحضر معك فجاءت المرأة بالطينة فأخذها الحاجب ودخل على عيسى فقيل له أعدي شريك عليك
_________
( 1 ) هم أصحاب أبي الخطاب محمد بن أبي زينب الاسدي راجع هذه الفرقة : الملل والنحل للشهرستاني والانساب واللباب
( 2 ) رواه المعافى بن زكريا في الجليس الصالح الكافي 2 / 39 وما بعدها
وانظر أخبار القضاة لوكيع 1 / 170
( 3 ) بدون إعجام بالاصل والمثبت عن الجليس الصالح الكافي
( 4 ) رسمها بالاصل : " المصاج " والمثبت عن الجليس الصالح
( 5 ) الاصل : وبينه والمثبت عن الجليس الصالح
( 6 ) كذا بالاصل والجليس الصالح وفي أخبار القضاة : فارسا
( 7 ) كذا وفي الجليس الصالح : ببستاني
( 8 ) في أخبار القضاة : محلتي
( 9 ) بالاصل : " امض " والمثبت عن الجليس الصالح

(48/14)


قال ادع لي صاحب الشرط فدعا به فقال امض إلى شريك فقل له يا سبحان الله ما رأيت اعجب من امرك امرأة ادعت دعوى لم تصح أعديتها علي فقال إن رأى الأمير أن يعفيني فليفعل فقال امض ويلك فخرج فأمر غلمانه أن يتقدموا إلى الحبس بفراش وغير ذلك من آلة الحبس فلما جاء وقف بين يدي شريك فأدى الرسالة فقال لصاحبه خذ بيده فضعه في الحبس قال قد والله يا أبا عبد الله عرفت أنك تفعل بي هذا فقدمت ما يصلحني إلى الحبس قال وبلغ عيسى بن موسى ذلك فوجه بحاجته إليه فقال هذا من ذاك رسول أي شئ عليه فلما أدى الرسالة الحقه بصاحبه فحبس فلما صلى الأمير العصر بعث إلى إسحاق بن الصباح الأشعثي وإلى جماعة من وجوه الكوفة من أصدقاء شريك فقال امضوا إليه فأبلغوه السلام وأعلموه أنه قد استخف بي وإني لست كالعامة فمضوا وهو جالس في مسجده بعد العصر فدخلوا إليه فأبلغوه الرسالة فلما انقضى كلامهم قال لهم ما لي لا أراكم جئتم في غيره من الناس من ههنا من فتيان الحي فابتدوه فقال يأخذ كل واحد منكم بيد رجل من هؤلاء فيذهب به إلى الحبس لا ينام ( 1 ) والله إلا فيه فقالوا أجاد أنت قال حقا حتى لا تعودوا تحملوا رسالة ظالم فحبسهم وركب عيسى بن موسى في الليل إلى باب الحبس ففتح الباب وأخذهم جميعا فلما كان الغد جلس شريك للقضاء جاء السجان فأحبره فدعا بالقمطر فختمها ووجه بها إلى منزله وقال لغلامه إلحقني بثقلي إلى بغداد والله ما طلبنا هذا الأمر منهم ولكن أكرهونا عليه ولقد ضمنوا لنا الإعزاز فيه إذا تقلدنا لهم ومضى نحو قنطرة الكوفة يريد بغداد وبلغ عيسى بن موسى الخبر فركب في موكبه فلحقه وجعل يناشده الله ويقول يا عبد الله تثبت انظر إخوانك ( 2 ) تحبسهم دع أعواني قال نعم لأنهم مشوا لك في أمر لم يجب عليهم فيه ولست ببارح أو يردوا جميعا إلى الحبس وإلا مضيت من فوري إلى أمير المؤمنين فاستعفيته ما قلدني
_________
( 1 ) الاصل : " ينم " وفي الجليس الصالح : لا بتم
( 2 ) الاصل : إخوانهم تصحيف والتصويب عن الجليس الصالح وأخبار القضاة 3 / 171

(48/15)


فأمر بردهم جميعا إلى الحبس وهو والله واقف مكانه حتى جاءه السجان فقال قد رجعوا إلى الحبس فقال لأعوانه خذوا بلجامه فردوه بين يدي إلى مجلس ( 1 ) الحكم فمروا به بين يديه حتى أدخل المسجد وجلس مجلس القضاء ثم قال الجويرية ( 2 ) المتظلمة من هذا فجاءت فقال هذا خصمك قد حضر فلما جلس معها بين يديه قال يخرج أولئك من الحبس قبل كل شئ ثم قال ما تقول فيما تدعيه هذه قال صدقت قال يرد جميع ما أخذ منها إليها وتبني حائطها في أسرع وقت كما هدم قال أفعل قال بقي لك شئ قال تقول المرأة وبيت الفارسي ومتاعه قال وبيت الفارسي ومتاعه فقال شريك أبقي لك شئ تدعينه قالت لا وجزاك الله خيرا قال قومي وزبرها ثم وثب من مجلسه فأخذ بيد عيسى بن موسى فأجلسه في مجلسه ثم قال السلام عليك أيها الأمير تأمر بشئ قال بأي شئ آمر وضحك قرأنا على أبي عبد الله يحيى بن الحسن عن أبي المعالي محمد بن عبد السلام أنبأنا علي بن محمد بن خزفة وعن أبي الحسين بن الآبنوسي أنبأنا أحمد بن عبيد بن الفضل قالا أنبأنا محمد بن الحسين حدثنا ابن أبي خيثمة أنبأنا سليمان بن أبي شيخ حدثنا أبو سفيان الحميري قال قال عيسى بن موسى لابن أبي ليلى وابن شبرمة أسألكما عن الرجل فتخبراني عنه بخبر فإذا بلوناه واستعملناه لم نجده كذلك قالا لو سألت عنه أيها الأمير في ذلك الوقت غيرنا لأخبرك بمثل ما أخبرناك ولكنها الدنيا تعرض لهم فيتغيرون قال صدقتما أخبرنا أبو الحسين بن الفراء وأبو غالب وأبو عبد الله ابنا البنا قالوا أنبأنا أبو جعفر بن المسلمة أنبأنا أبو طاهر المخلص أنبأنا أحمد بن سليمان حدثنا الزبير بن بكار قال فمن ولد موسى بن محمد عيسى بن موسى وله يقول إبراهيم بن علي بن هرمة
_________
( 1 ) الاصل : " المجلس حكم " والمثبت عن الجليس الصالح
( 2 ) كذا بالاصل وفي الجليس الصالح : " الجريرية " نسبة إلى جرير بن عبد الله وبهامشه عن إحدى نسخه : " الجويرية " كالاصل

(48/16)


* قضيت اللبانة من حاجتي * وقلت لعبدي قم فارحل فقال لي الناس أن الحيا * أتاك مع الملك المقبل أتتك الرواحل والملجمات * بعيسى بن موسى فلا تعجل تأنيت أرجوك إن الرجاء * منك على الخبر الأفضل فأنت كريم بني هاشم * إذا المجد ولى إلى المفضل سبوق إلى قصيات العلا * عطوف اليدين على العيل فدونكها يابن ساقي الحجيج * فإني بها عنك لم أبخل وماء البحر تصطك أعراقه * بمثل عابر أو يذبل يحيل السفينة حتى ترى * كأن السفينة في أفكل ( 1 ) بأجود منك إذا العاذلات * غيظا غضضن على الأنمل فدونك دلوي فقد دليت * إلى فلح زاجر المحفل يعم الثماد ونعش الدنا * بملتطم موجه أطحل ( 2 ) إذا احتجت عاتبت أمثالكم * وليس العتاب على الجندل متى يهب الخير لا ينتزع * كما انتزعت كسوة المغزا أبوك الوصي وأنت ابنه * وصي نبي الهدى المرسل * * توارثتموها وكنتم بها * أحق وأولى من الجهل * قال وحدثنا الزبير حدثني عبد الله بن محمد بن المنذر عن صفية بنت الزبير بن هشام بن عروة عن أبيها قال كان عيسى بن موسى إذا حج حج ناس من اهل المدينة فتعرضوا معروفه فوصلهم وأقالهم قالت فمر أبي بأبي الشدائد الفزاري وهو ينشد بالمصلى عصابة إن حج عيسى حجوا * وإن أقام بالعراق رجوا قد لعقوا العبقة فلجوا * فالقوم قوم حجهم معوج ما هكذا كان يكون الحج
_________
( 1 ) الافكل : الرعدة
والافكل : الجماعة
والافكل : السبق ( راجع تاج العروس : فكل )
( 2 ) طحل الماء : فسد وأنتن وتغيرت رائحته
ورماد أطحل : إذا لم يكن صافيا والطحلة بالضم : لون بين الغبرة والسواد بياض قليل ( تاج العروس : طحل )

(48/17)


قالت ثم لقي أبو الشدائد أبي بعد ذلك فسلم عليه فلم يرد عليه فقال له مالك يا أبا عبد الله لا ترد السلام فقال لم أسمعك فمجوا حاج بيت الله فقال أبو الشدائد أي ورب الكعبة المبنية * والله ما هجوت من ذي نية * ولا امرئ ذي دعة نقية * لكنني أرعى على البرية * من عصبة أغلوا على الرعية أنبأنا أبو محمد بن الأكفاني وعبد الله بن أحمد بن عمر قالا أنبأنا أبو بكر الخطيب أنبأنا ابن رزقويه أنبأنا عثمان بن أحمد الدقاق حدثنا أحمد بن محمد بن مسروق حدثنا أبو موسى الهاشمي قال ولد لجدي عيسى بن موسى ابنة فاغتم عليها وامتنع عن الطعام فبلغ ذلك بهلولا ( 1 ) فجاء ( 2 ) إلى الحجاب فسألهم الإذن عليه فأبوا فقال بعضهم لبعض دعوه لعله أن يكلم الأمير بكلام يسليه قال فأذنوا له فدخل فلما رآه الأمير عيسى بن موسى أطرق قال فقال له بلغني أنك ولد لك ابنة فاغتممت أيما خير لك ابنة عاقلة أو ابن مجنون مثلي قال ابنة عاقلة قال فسلا ودعا بالطعام ووهب له قرأت بخط أبي الحسن رشأ بن نظيف وأنبأنيه أبو القاسم العلوي وأبو الوحش المقرئ عنه أنبأنا أبو أحمد عبيدالله بن محمد الفرضي حدثنا أبو طاهر عبد الواحد بن عمر بن أبي هاشم إملاء موسى بن يحيى المقرئ حدثنا ابن أبي سعد حدثني محمد بن عبد الله بن طهمان قال قال لي أبي دخل حبال ومندل على عيسى بن موسى فقال لهما دعوتكما لخبر مضرب قريب ورزق مائتان في الشهر ما بردها على الكبد قال فخرجنا وما في الحي يقال أهون علينا منه أنه لحن أخبرنا أبو غالب محمد بن الحسن أنبأنا أبو الحسن محمد بن علي بن أحمد أنبأنا
_________
( 1 ) بالاصل وت : " بهولاء " والتصويب عن المختصر
( 2 ) الاصل : " جاؤوا " تصحيف والتصويب عن ت والمختصر

(48/18)


أبو عبد الله أحمد بن إسحاق حدثنا أحمد الأشناني حدثنا موسى التستري حدثنا خليفة العصفري قال ( 1 ) وفيها يعني سنة ست وأربعين ومائة عزل عيسى ( 2 ) بن موسى عن الكوفة ووليها محمد ابن سليمان بن علي أخبرنا أبو القاسم اسماعيل بن أحمد أنبأنا أبو بكر محمد بن هبة الله أنبأنا محمد بن الحسن أنبأنا عبد الله بن جعفر ( 3 ) نا يعقوب ( 4 ) قال سمعت أبا علي الشافعي قال قال لنا محمد بن داود بن عيسى في هذه الليلة بلغت سبعين سنة لم يبلغها أحد من آبائي قال يعقوب ( 5 ) وفيها يعني سنة سبع وستين ومائة توفي عيسى بن موسى بالكوفة فأشهد الناس على وفاته روح بن حاتم وهو واليها وصلى عليه روح وكان يوم مات ابن حمس وستين سنة قرأت على أبي القاسم خلف بن اسماعيل بن أحمد عن عبد العزيز بن أحمد أنبأنا عبد الوهاب الميداني أنبأنا أبو سليمان بن زبر أنبأنا عبد الله بن أحمد بن جعفر قال قال الطبري ( 6 ) وفيها يعني سنة سبع وستين ومائة توفي عيسى بن موسى بالكوفة ووالي الكوفة يومئذ روح بن حاتم فأشهد روح بن حاتم على وفاته القاضي وجماعة من الوجوه ثم دفن وقيل إن عيسى بن موسى توفي لثلاث بقين من ذي الحجة فحضر روح جنازته أخبرنا أبو غالب الماوردي أنبأنا أبو الحسن السيرافي أنبأنا أبو عبد الله النهاوندي أنبأنا أحمد بن عمران حدثنا موسى حدثنا خليفة قال ( 7 ) وفيها يعني سنة ثمان وستين مات عيسى بن موسى
_________
( 1 ) تاريخ خليفة بن خياط ص 423 ( ت
العمري )
( 2 ) في تاريخ خليفة : " علي بن موسى "
( 3 ) غير واضحة بالاصل وفي ت : " عبد الله بن يعقوب " والمثبت قياسا إلى سند مماثل
( 4 ) الخبر في المعرفة والتاريخ 1 / 155
( 5 ) المعرفة والتاريخ 1 / 155
( 6 ) رواه الطبري في تاريخه 8 / 164
( 7 ) لم يرد له أي ذكر في تاريخ خليفة في حوادث سنة 168

(48/19)


5525 - عيسى بن موسى أبو محمد ويقال أبو موسى أخو سليمان بن موسى القرشي ( 1 ) من أهل دمشق روى عن عروة بن رويم اللخمي والعلاء بن الحارث واسماعيل بن عبيدالله ويونس بن ميسرة بن حلبس وغيلان بن أنس ويزيد بن عبيدة وأبي حازم الأعرج وربيعة بن يزيد روى عنه الوليد بن مسلم وعمروبن أبي سلمة ومحمد بن سليمان بن أبي داود البومة قرأت على أبي القاسم زاهر بن طاهر عن أبي سعد ( 2 ) محمد بن عبد الرحمن أنبأنا أبو أحمد الحافظ أنبأنا محمد بن مروان وهو ابن خريم حدثنا محمود هو ابن خالد حدثنا الوليد قال وأخبرني عيسى بن موسى أبو محمد وغيره قالوا أنبأنا اسماعيل بن عبيد الله أن قيس بن الحارث المذحجي حدثنا به دخل هو والصنابحي على عبادة بن الصامت في مرضه الذي قبض فيه فقال عبادة حين نظر إلى الصنابحي من سره أن ينظر إلى رجل كأنما صعد إلى السماء فهو يعمل بما رأى فلينظر إلى هذا ثم قال مرحبا بأبي عبد الله والله لئن شفعت لأشفعن لك ولئن استشهدت لأشهدن لك ولئن قدرت لأنفعنك ثم قال أقعدوني فأقعد ثم قال أما إني سأحدثكم حديثا عن رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) ولو علمت أن أقوم من مضجعي هذا لم أحدثكموه مع انه قد كان يعمل إني أحدثكم بحديث فليحدث الحاضر منكم الغائب سمعت رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) يقول ( من مات لا يشرك بي شيئا فقد حرم الله عليه النار ) ( 3 ) أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد أنبأنا أبو بكر محمد بن هبة الله أنبأنا محمد بن الحسين أنبأنا عبد الله بن جعفر حدثنا يعقوب ( 4 ) حدثني صفوان ( 5 ) حدثنا الوليد
_________
( 1 ) ترجمته في تهذيب الكمال 14 / 580 وتهذيب التهذيب 4 / 464 التاريخ الكبير 6 / 394
( 2 ) بالاصل : سعيد تصحيف والتصويب عن ت
( 3 ) رواه يعقوب بن سفيان الفسوي في المعرفة والتاريخ 2 / 359 مختصرا
( 4 ) المعرفة والتاريخ 2 / 360
( 5 ) هو صفوان بن صالح أبو عبد الملك الدمشقي ترجمته في تهذيب الكمال 9 / 114

(48/20)


حدثني أبو محمد عيسى بن موسى عن إسماعيل بن عبيدالله عن قيس بن الحارث المذحجي أنه سمع عبادة بن الصامت يقول أن رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) كان يقول ( إني أحدثكم بحديث فليحدث به الحاضر منكم الغائب ) أخبرنا أبو الغنائم محمد بن علي في كتابه ثم حدثنا أبو الفضل بن ناصر أنبأنا أحمد بن الحسن والمبارك بن عبد الجبار ومحمد بن علي واللفظ له قالوا أنبأنا أبو أحمد زاد أحمد ومحمد بن الحسن قالا أنبأنا أحمد بن عبدان أنبأنا محمد بن سهل أنبأنا محمد بن إسماعيل قال ( 1 ) عيسى بن موسى أبو محمد القرشي عن إسماعيل بن عبيدالله ( 2 ) روى عنه الوليد بن مسلم وسمع يونس بن ميسرة أنبأنا أبو الحسين ( 3 ) القاضي وأبو عبد الله الأديب قالا أنبأنا أبو القاسم بن مندة أنبأنا أبو علي إجازة ح قال وأنبأنا أبو طاهر بن سلمة أنبأنا علي قالا أنبأنا ابن أبي حاتم قال ( 4 ) عيسى بن موسى أبو محمد القرشي روى عن إسماعيل بن عبيدالله ( 5 ) بن أبي المهاجر روى عنه الوليد بن مسلم سمعت أبي يقول ذلك أخبرنا أبو بكر محمد بن العباس أنبأنا أحمد بن منصور بن خلف أنبأنا أبو سعيد بن حمدون أنبأنا مكي بن عبدان حدثنا مسلم بن الحجاج قال أبو محمد عيسى بن موسى القرشي عن إسماعيل بن عبيدالله ويونس بن ميسرة روى عنه الوليد بن مسلم وقال في موضع آخر أبو موسى عيسى بن موسى سمع أبا حازم روى عنه الوليد بن مسلم
_________
( 1 ) التاريخ الكبير للبخاري 6 / 394
( 2 ) كذا بالاصل واللفظة غير واضحة في ت لسوء التصوير وفي التاريخ الكبير : عبد الله
( 3 ) بالاصل : الحسن تصحيف والصواب ما أثبت والسند معروف
( 4 ) رواه ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل 6 / 286
( 5 ) في الجرح والتعديل : عبد الله

(48/21)


قرأت على أبي الفضل بن ناصر عن جعفر بن يحيى أنبأنا أبو نصر الوائلي أنبأنا الخصيب بن عبد الله أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرحمن أخبرني أبي قال أبو محمد عيسى بن موسى القرشي وقال في موضع آخر أبو موسى عيسى بن موسى عن إسماعيل بن عبيدالله روى عنه الوليد قرأنا على أبي الفضل أيضا عن أبي طاهر بن أبي الصفر أنبأنا هبة الله بن إبراهيم بن عمر أنبأنا أبو بكر المهندس أنبأنا أبو بشر الدولابي قال ( 1 ) أبو محمد عيسى بن موسى القرشي يروي عنه الوليد بن مسلم أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم حدثنا عبد العزيز بن أحمد أنبأنا أبو محمد بن أبي نصر أنبأنا أبو الميمون حدثنا أبو زرعة قال في تسمية الإخوة من أهل الشام قال أخوان سليمان بن موسى وعيسى بن موسى ( 2 ) أخبرنا أبو غالب أحمد بن الحسن أنبأنا أبو الحسين بن الآبنوسي أنبأنا القاسم بن عتاب أنبأنا أحمد بن عمير إجازة ح وأخبرنا أبو القاسم بن السوسي أنبأنا أبو عبد الله بن أبي الحديد أنبأنا أبو الحسن الربعي أنبأنا عبد الوهاب الكلابي أنبأنا أحمد بن عمير قال سمعت ابن سميع يقول في الطبقة الخامسة أبو محمد عيسى بن موسى ( 3 ) أنبأنا أبو جعفر الهمذاني أنبأنا أبو بكر الصفار أنبأنا أحمد بن علي أنبأنا أبو أحمد قال عيسى بن موسى القرشي سمع أبا عبد الحميد إسماعيل بن عبيدالله بن أبي المهاجر المخزومي وأبا ( 4 ) حلبس ( 5 ) يونس بن ( 6 ) ميسرة بن حلبس الجبلاني ( 7 ) روى عنه الوليد بن مسلم وعمرو بن أبي سلمة
_________
( 1 ) الكنى والاسماء للدولابي 2 / 100
( 2 ) تهذيب الكمال 14 / 580
( 3 ) تهذيب التهذيب 14 / 580
( 4 ) الاصل : " وانبانا "
( 5 ) الاصل : جليس تصحيف والصواب ما أثبت راجع ترجمته في سير أعلام النبلاء 5 / 230 وله كنية أخرى : أبو عبيد
( 6 ) زيادة لازمة
( 7 ) بالاصل : الجيلاني تصحيف والصواب ما أثبت وضبط عن الانساب وهذه النسبة إلى جبلان بطن من حمير

(48/22)


5526 - عيسى بن موسى القرشي ( 1 ) دمشقي غير المذكور آنفا حدث عن عطاء الخراساني روى عنه سليمان بن عبد الرحمن وعامر بن سيار النحلاني أنبأنا أبو علي المقرى وحدثني أبو مسعود عنه أنبأنا أبو نعيم حدثنا سليمان بن أحمد حدثنا أبو زرعة الدمشقي حدثنا سليمان بن عبد الرحمن حدثنا عيسى بن موسى القرشي حدثنا عطاء الخراساني عن نافع عن ابن عمر قال قال رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) ( إن الله جميل يحب الجمال ويحب أن يرى أثر نعمته على عبده الكبر من سفه الحق وغمص الناس ) أنبأناه أبو علي الحداد أنبأنا أبو نعيم ح وأنبأناه أبو الفتح الحداد أنبأنا أبو الحسن عبد الرحمن بن محمد بن عبيدالله قالا حدثنا سليمان بن أحمد الطبراني حدثنا أبو زرعة حدثنا سليمان بن عبد الرحمن حدثنا عيسى بن موسى الدمشقي عن عطاء الخراساني فذكر الحديث أتم من الأول 5527 عيسى بن ميمون ( 2 ) من أهل دمشق روى عنه محمد بن شعيب بن شابور أخبرنا أبو الحسين القاضي إذنا وأبو عبد الله الخلال شفاها قالا أنبأنا أبو القاسم ابن مندة أنبأنا أبو علي إجازة قال وأنبأنا أبو طاهر بن سلمة أنبأنا علي بن محمد قالا أنبأنا أبو محمد بن أبي حاتم قال ( 3 ) عيسى بن ميمون الشامي الدمشقي روى عنه محمد بن شعيب بن شابور سألت أبي عنه فقال هو شيخ بين ذلك
_________
( 1 ) ترجمته في تهذيب الكمال 14 / 582 وتهذيب التهذيب 4 / 464
( 2 ) ترجمته في الجرح والتعديل 6 / 288 وميزان الاعتدال 3 / 327
( 3 ) رواه ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل 6 / 288

(48/23)


5528 - عيسى بن هارون بن يوسف أبو موسى المغربي الأغماتي ( 1 ) المالكي الفقيه تولى التدريس ( 2 ) المالكية بدمشق مرتين وكان عالما بمذهب مالك والفرائض وسمع الحديث من شيخنا الفقيه نصرالله بن محمد ولزم الحضور عنده مدة طويلة وكان في لسانه قصور وفيه صلابة وتضييق على نفسه في المعيشة يسكن في بيت في سفل المنارة الشرقية مات ودفن يوم الاثنين الثالث من شهر رمضان سنة ثلاث وخمسين وخمسمائة قبلي مسجد فلوس ( 3 ) 5529 عيسى بن يزيد أبو عبد الرحمن الأنطرطوسي الأعرج ( 4 ) من أهل أنطرطوس ( 5 ) مدينة من نواحي أطرابلس من ساحل دمشق حدث عن الأوزاعي وأبي عدي أرطأة بن المنذر روى عنه محمد بن المصفى الحمصي وعبد الوهاب بن الضحاك أنبأنا أبو محمد بن السمرقندي وابن الأكفاني قالا حدثنا عبد العزيز بن أحمد أنبأنا أبو القاسم عبد الرحمن بن عمر بن نصر حدثنا أبو الحسن علي بن سليمان بن سلمة المري حدثنا أبو بكر أحمد بن محمد بن الوليد المقرئ حدثنا ابن المصفى حدثنا عيسى ابن يزيد الأعرج عن الأوزاعي عن حسان بن عطية عن سلما الفارسي عن النبي ( صلى الله عليه و سلم ) قال ( الصلاة كيل ووزن فمن أوفى وفي له ومن نقص فقد علمتم ما أنزل المطففين ) أنبأنا أبو جعفر محمد بن أبي علي أنبأنا أبو بكر الصفار أنبأنا أحمد بن علي بن منجوية أنبأنا أبو أحمد الحاكم قال
_________
( 1 ) الاغماتي بفتح الالف وسكون الغين والمعجمة هذه النسبة إلى إغمات بلدة بأقصى بلاد المغرب قريبة من بحر الظلمة وهي عند سوس الاقصى ( الانساب )
( 2 ) كلمة غير واضحة بالاصل وت ونميل إلى قراءتها : بحلقة
( 3 ) مسجد فلوس : مسجد قبلي الميدان على طريق حوران ( الدارس في تاريخ المدارس 2 / 277 )
4 - ( ) ترجمته في ميزان الاعتدال 3 / 328 ومعجم البلدان ( انطرطوس )
( 5 ) في معجم البلدان : بلد من سواحل بحر الشام وهي آخر أعمال دمشق من البلاد الساحلية وأول أعمال حمص

(48/24)


أبو عبد الرحمن عيسى بن يزيد الأعرج الأنطرطوسي الشامي عن الأوزاعي وأرطأة بن المنذر حديثه ليس بالقائم روى عنه محمد بن المصفى وعبد الواحد بن الضحاك ثم ذكر حديث الصلاة كيل ثم قال هذا حديث منكر وبين حسان وسلمان مفاوز ينقطع فيها أعناق الإبل 5530 عيسى بن يونس بن أبي إسحاق عمرو بن عبد الله أبو عمرو ويقال أبو محمد السبيعي ( 1 ) من أهل الكوفة سكن الشام وقدم دمشق روى عن الأعمش وهشام بن عروة وهشام بن حسان و ( 2 ) الأوزاعي وعبد الله ابن مسلم بن هرمز وزكريا بن أبي زائدة وهشام الدستوائي وعبد الله بن عون وعوف بن أبي جميلة وهشام بن الغاز وثور بن يزيد وعبد الرحمن بن يزيد بن جابر وإسماعيل بن مسلم وزكريا بن أبي زائدة وعبد الله بن أبي السفر وعبيد الله بن الوليد الوصافي ( 3 ) وخالد بن إلياس وصالح بن أبي الأخضر روى عنه حماد بن سلمة وموسى بن أعين وعبد الله بن وهب والوليد بن مسلم ومروان بن محمد وأبو مسهر وهشام بن عمار وجنادة بن محمد المري وعمران بن يزيد بن أبي جميل وسليمان بن عبد الرحمن ومحمد بن المبارك الصوري ومحمد بن سلام المنبجي ومؤمل بن الفضل الحراني ويحيى بن حسان وزهير بن عباد الرؤاسي ومحمد ابن إبراهيم بن أبي سكينة وعبد الأعلى بن حماد النرسي ولوين ويزيد بن خالد بن موهب ( 4 ) ومخلد بن مالك وأحمد بن جناب ( 5 ) المصيصي وهاشم بن القاسم وسعيد بن أحمد بن سنان المنبجي والحسن بن عرفة وعلي بن الحسن النسائي وأبو همام الوليد بن
_________
( 1 ) ترجمته في تهذيب الكمال 14 / 591 وتهذيب التهذيب 4 / 465 وميزان الاعتدال 23 / 328 وتاريخ الطبري 7 / 634
وتاريخ بغداد 11 / 152 وتذكرة الحفاظ 1 / 279 وسير أعلام النبلاء 6 / 291 والعبر 1 / 203 والتاريخ الكبير 6 / 406 والجرح والتعديل 6 / 291
( 2 ) سقطت من الاصل وأضيفت عن ت وتهذيب الكمال وسير أعلام النبلاء
( 3 ) الاصل : " الرصافي واللفظة غير واضحة في ت لسوء التصوير والمثبت عن تهذيب الكمال ترجمته فيه 12 / 277
( 4 ) الاصل : وهب تصحيف والتصويب عن تهذيب الكمال وسير أعلام النبلاء
( 5 ) إعجامها مضطرب بالاصل والمثبت عن تهذيب الكمال وسير الاعلام

(48/25)


شجاع السكوني وأحمد بن حنبل أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم غير مرة أنبأنا أبو عبد الله بن سلوان أنبأنا الفضل ابن جعفر أنبأنا عبد الرحمن بن القاسم الهاشمي حدثنا أبو مسهر حدثنا عيسى بن يونس عن الأعمش عن يزيد بن وهب عن جرير بن عبد الله قال قال رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) من لا يرحم الناس لا يرحمه الله أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي أنبأنا الحسن بن علي الجوهري أنبأنا أبو الحسين بن المظفر حدثنا أبو بكر محمد بن محمد بن سليمان بن الحارث حدثنا أبو نعيم عبيد بن هشام حدثنا عيسى بن يونس ح وأخبرنا أبو الفرج قوام بن زيد بن عيسى وأبو القاسم إسماعيل بن أحمد قالا أنبأنا أبو الحسين بن النقور أنبأنا أبو الحسن الحربي حدثنا أبو حمزة أحمد بن عبد الله بن عمران المروزي حدثنا علي بن خشرم أنبأنا عيسى بن يونس عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت كان رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) يقبل الهدية ويثيب عليها ( 1 ) رواه البخاري ( 2 ) عن مسدد عن عيسى رواه الترمذي ( 3 ) عن علي بن خشرم أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر أنبأنا أبو صالح أحمد بن عبد الملك أنبأنا أبو الحسن بن السفا ( 4 ) وأبو محمد بن بالوية قالا حدثنا محمد بن يعقوب حدثنا عباس بن محمد قال سمعت يحيى يقول عيسى بن يونس يسند حديثا عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة أن النبي ( صلى الله عليه و سلم ) كان يقبل الهدية ولا يقبل الصدقة والناس يحدثون به مرسل ( 5 ) أنبأنا أبو الفضل بن ( 6 ) ناصر وأبو القاسم التميمي قالا أنبأنا المبارك بن عبد الجبار أنبأنا إبراهيم بن عمر أنبأنا محمد بن عبد الله بن خلف حدثنا أبو حفص عمر بن
_________
( 1 ) تهذيب الكمال 14 / 595 وسير الاعلام 8 / 491
( 2 ) أخرجه البخاري في ( 51 ) كتاب الهبة وفضلها ( 7 ) باب قبول الهدية رقم 2574
( 3 ) سنن الترمذي ( 28 ) كتاب البر والصلة ( 34 ) باب ما جاء في قبول الهدية والمكافأة رقم 1953
( 4 ) بالاصل : " السقار أبو محمد "
( 5 ) تهذيب الكمال 14 / 594
( 6 ) " بن " كتبت تحت الكلام بين السطرين بالاصل

(48/26)


محمد حدثنا أحمد بن محمد بن هانئ عن أحمد بن محمد بن حنبل قال كان عيسى بن يونس يسند حديث الهدية والناس يرسلونه ( 1 ) أخبرنا أبو القاسم بن الحصين أنبأنا أبو طالب بن غيلان أنبأنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن يحيى المزكي أنبأنا الماسرحسي يعني أبا العباس أحمد بن محمد بن الحسين حدثنا إسحاق بن إبراهيم الحنظلي حدثنا عيسى بن يونس حدثنا الأوزاعي عن إبراهيم بن ميسرة عن الزهري عن أبي سلمة عن أبي هريرة عن النبي ( صلى الله عليه و سلم ) قال لا تنكح البكر حتى تستأذن وإذنها الصموت والثيب تصيب من أمرها ما لم تدع إلى سخط فإن دعت إلى سخطة وكان أولياؤها يدعون إلى الرضا رفع ذلك إلى السلطان ) قال إسحاق قلت لعيسى بن يونس آخر الحديث من حديث النبي ( صلى الله عليه و سلم ) قال هكذا الحديث فلا أدري أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن عبد الملك أنبأنا أبو طاهر بن محمود أنبأنا أبو بكر المقرئ حدثنا أبو طلحة زيد بن عبد الله بن زيد الشعراني ابن بنت محمد بن المصفى حدثنا كثير بن عبيد المذحجي حدثنا بقية بن الوليد عن عيسى بن يونس عن أخيه عن الأعمش عن أبي وائل عن عبد الله بن مسعود قال قال رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) عوذوا المريض وأجيبوا الداعي ولا تردوا الهدية ولا تضربوا المسلمين ) أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر أنبأنا أبو يعلى إسحاق بن عبد الرحمن بن أحمد أنبأنا محمد بن الحسين بن موسى السمسار حدثنا أبو بكر بن خزيمة حدثنا علي بن حجر السعدي حدثنا عيسى بن يونس في قصر الحجاج في دار الإمارة في زرع عاتكة حدثنا هشام بن ح عروة عن أخيه عبد الله بن عروة عن عروة عن عائشة قالت جلس إحدى عشر امرأة تعاهدن وتعاقدن أن لا يكتمن من أخبار أزواجهن شيئا فقالت الأولى زوجي لحم جمل غث ( 4 ) على رأس جبل لا سهل فيرتقى ولا سمين فينتقل ( 3 )
_________
( 1 ) تهذيب الكمال 14 / 594 وسير أعلام النبلاء 8 / 492
( 2 ) يعني به : جمل مهزول
( 3 ) في المختصر : فينتقى والمثبت يوافق رواية صحيح مسلم

(48/27)


قالت الثانية زوجي لا أبث خبره ( 1 ) إني أخاف أن لا أذره إن أذكره أذكر عجره ( 2 ) وبجره قالت الثالثة زوجي العشنق ( 3 ) إن أنطق أطلق وإن أسكت أعلق ( 4 ) قالت الرابعة ( 5 ) زوجي كليل تهامة لاحر ولا وقر ولا مخافة ولا سآمة قالت الخامسة إن دخل فهد ( 6 ) وإن خرج أسد ولا يسأل عما عهد قالت السادسة زوجي إن أكل لف ( 7 ) وإن شرب اشتف ( 8 ) وإن أضطجع التف ولا يولج الكف ليعلم البث قالت السابعة زوجي غياياء أو عياياء طباقاء كل داء له داء شجك أو فلك أو جمع كلالك ( 9 ) قالت الثامنة زوجي الريح ريح زرنب ( 10 ) والمس مس أرنب قالت التاسعة زوجي رفيع العماد طويل النجاد عظيم الرماد قريب البيت من الناد ( 11 ) قالت العاشرة زوجي مالك فما مالك مالك خير من ذلك له إبل كثيرات المبارك قليلات المسارح إذا سمعن صوت المزهر أيقن أنهن هوالك قالت الحادية عشر زوجي أبو زرع فما أبو زرع أناس من حلي أذني وملأ من
_________
( 1 ) لا أبث خبره أي لا أنشره
( 2 ) عجره وبجره : يعني عيوبه
( 3 ) العشنق : الطويل
( 4 ) يعني إن ذكرت عيوبه طلقني وإن سكت عنها علقني فتركني لا عزباء ولا متزوجة
( 5 ) ما بين معكوفتين سقط من الاصل واستدرك عن صحيح مسلم
( 6 ) يقال : أنوم من فهد شبهته بالفد لكثرة نومه والغفلة إذا دخل منزلة عن تعهد ما ذهب من متاعه وما بقي
( 7 ) اللف في الطعام الاكثار منه مع التخليط من صنوفه
( 8 ) والاشتفاف : أن يستوعب جميع ما في الاناء من الشراب
( 9 ) ما بين معكوفتين سقط من الاصل واستدرك للايضاح عن المختصر وصحيح مسلم
والعياياء : العنين الذي تعييه مباضعة النساء
والطباقاء : العنين الذي تعييه مباضعة النساء
والطباقاء : الاحمق
( 10 ) الزرنب نوع من الطيب من نبات طيب الرائحة
( 11 ) رفيع العماد : وصفه بالشرف وقوله طويل النجاد : النجاد حمائل السيف تريد طول قامته
وعظيم الرماد : تصفهه بالجود وكثرة الضيافة

(48/28)


شحم عضدي ويححني فبجحت إلي نفسي وجدني في أهل غنيمة بشق فجعلني في أهل صهيل وأطيط ودائس ومنق فعنده أقول فلا أقبح وأرقد فأتصبح وأشرب فأتقمح ( 1 ) أم أبي زرع فما أم أبي زرع عكومها رداح ( 2 ) وبيتها فساح ابن ابي زرع فما ابن أبي زرع مضجعه كمثل ( 3 ) شطبه ويشبعه ذراع الجفرة بنت أبي زرع فما بنت أبي زرع طوع أبيها وطوع أمها ومل ء كسائها وغيظ جارتها جارية أبي زرع فما جارية أبي زرع لا تبث حديثنا تبثيثا ولا تنقث ميرتنا ( 4 ) تنقيثا ولا تملأ بيتنا تعشيشا قالت خرج أبو زرع والأوطاب تمخض فلقي امرأة معها ولدان لها كالفهدين يلعبان من تحت خصرها برمانتين فطلقني ولكحها فنكحت بعده رجلا سريا ( 5 ) ركب شريا وأخذ خطيا وأراح علي نعما ثريا وأعطاني من كل رائحة زوجا وقال كلي أم زرع وميري أهلك فلو جمعت كل شئ أعطانيه ما بلغ أصغر آنية أبي زرع قالت عائشة قال لي رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) كنت لك كأبي زرع لأم زرع ) أخرجه البخاري ( 6 ) ومسلم ( 7 ) والترمذي والنسائي عن علي بن حجر أخبرنا أبو البركات بن المبارك أنبأنا أبو طاهر وأبو المفضل ح وأخبرنا أبو العز بن منصور أنبأنا أبو طاهر قالا أنبأنا أبو الحسين الأصبهاني أنبأنا أبو الحسين الأهوازي أنبأنا أبو حفص
_________
( 1 ) الاصل والمختصر : " فأتقمح " وفي صحيح مسلم : فأتقنح
وقوله : وبجحني يعني فرحني ففرحت
ودائس ومعنق : الدائس الذي يدوس الزرع في بيدره ومنق من نقى الطعام
وقوله أتقمح بالميم وهو قول أبي عبيد معناها أروى حتى أدع الشراب من شدة الري
( 2 ) عكومها رداح : يعني أنها كبيرة
والعكوم الاعدال والاوعية
( 3 ) كذا بالاصل : كمثل شطبة وفي المختصر وصحيح مسلم : كمسل شطبة والشطبة : السعفة
( 4 ) الميزة : الطعام المجلوب ومعناه أنها لا تفسده ولا تذهب به وصفها بالامانة
( 5 ) السري : السيد الشريف والشري : يعني الفرس الذي يستشرى في سيره أي ويمضي بلا فتور ولا انكسار
( 6 ) صحيح البخاري وكتاب النحاح ( باب ) حسن المعاشرة مع الاهل 5 / 146
( 7 ) صحيح مسلم ( 44 ) كتاب فضائل الصحابة ( 14 ) باب رقم 2448 ( 4 / 1896 )

(48/29)


الأهوازي حدثنا خليفة بن خياط قال ( 1 ) عيسى بن يونس بن أبي إسحاق همداني يكنى أبا عمرو مات بالحدث ( 2 ) سنة إحدى وتسعين ومائة أخبرنا أبو البركات بن المبارك أنبأنا أبو طاهر أحمد بن الحسين أنبأنا أبو محمد بن رباح أنبأنا أبو بكر المهندس حدثنا أبو بشر الدولابي حدثنا معاوية بن صالح قال سمعت يحيى بن معين يقول في تسمية أهل الثغور عيسى بن يونس أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا أبو الفضل بن البقال أنبأنا أبو الحسن بن الحمامي أنبأنا إبراهيم بن أحمد بن الحسن أنبأنا إبراهيم بن أحمد بن الحسن أنبأنا إبراهيم بن أبي أمية قال سمعت نوح بن حبيب يقول وعيسى بن يونس يكنى أبا عمرو أخبرنا أبو بكر محمد بن شجاع أنبأنا أبو عمرو بن مندة أنبأنا الحسن بن محمد بن أحمد أنبأنا أحمد بن محمد حدثنا ابن أبي الدنيا ح وقرأت على أبي غالب بن البنا عن أبي محمد الجوهري أنبأنا أحمد بن معروف حدثنا الحسين بن الفهم قالا حدثنا محمد بن سعد قال ( 3 ) عيسى بن يونس بن أبي إسحاق السبيعي من همدان يكنى أبا عمرو وهو من أهل الكوفة تحول إلى الثغر فنزل بالحدث قال ابن أبي الدنيا في روايته ومات به في سنة إحدى وتسعين ومائة وقال ابن الفهم في روايته ( 4 ) وكان ثقة ثبتا ومات بالحدث في أول سنة إحدى وتسعين ومائة في خلافة هارون أنبأنا أبو الغنائم بن النرسي ثم حدثنا أبو الفضل بن ناصر أنبأنا أحمد بن الحسن والمبارك وابن النرسي واللفظ له قالوا أنبأنا أبو أحمد الغندجاني زاد ابن الحسن وأبو الحسين الأصبهاني قالا أنبأنا أحمد بن عبدان أنبأنا محمد بن سهل أنبأنا محمد بن إسماعيل قال ( 5 )
_________
( 1 ) طبقات خليفة بن خياط ص 582 رقم 3054
( 2 ) الحدث : قلعة حصينة بين ملطية وسميساط ومرعش ( راجع معجم البلدان )
( 3 ) رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى 7 / 488
( 4 ) وهي رواية طبقات ابن سعد المطبوع
( 5 ) رواه البخاري في التاريخ الكبير 6 / 406

(48/30)


عيسى بن يونس بن أبي إسحاق أبو عمرو السبيعي الهمداني أصله كوفي سكن ناحية الشام سمع الأعمش وابن أبي حازم ( 1 ) قال إبراهيم بن موسى سمعت الوليد يقول ما أبالي من خالفني عن الأوزاعي ما خلا عيسى بن يونس فإني رأيت أخذه أخذا محكما ( 2 ) أخبرنا أبو الحسين الأبرقوهي وأبو عبد الله الأديب إذنا قالا أنبأنا أبو القاسم بن مندة أنبأنا أبو علي إجازة ح قال وأنبأنا أبو طاهر أنبأنا علي بن محمد قالا أنبأنا أبو محمد بن أبي حاتم قال ( 3 ) عيسى بن يونس بن إسحاق السبيعي الهمداني الكوفي أبو عمرو سكن ناحية الشام روى عن هشام بن عروة والأعمش والأوزاعي وعوف سمعت أبي يقول ذلك أخبرنا أبو بكر محمد بن العباس أنبأنا أحمد بن منصور بن خلف أنبأنا أبو سعيد بن حمدون أنبأنا مكي بن عبدان قال سمعت مسلم بن الحجاج يقول أبو عمرو عيسى بن يونس بن إسحاق السبيعي سمع أباه والأعمش وإسماعيل بن أبي خالد قرأت على أبي الفضل بن ناصر عن جعفر المكي أنبأنا أبو نصر الوائلي أنبأنا الخصيب بن عبد الله أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرحمن أخبرني أبي قال أبو عمرو عيسى بن يونس بن أبي إسحاق قرأنا على أبي الفضل بن ناصر عن أبي طاهر الخطيب أنبأنا هبة الله بن إبراهيم بن عمر أنبأنا أبو بكر المهندس حدثنا أبو بشر الدولابي قال أبو عمرو عيسى بن يونس بن أبي إسحاق ( 4 ) أخبرنا أبو الفتح نصرالله بن محمد الفقيه أنبأنا نصر بن إبراهيم أنبأنا سليم بن أيوب أنبأنا طاهر بن محمد بن سليمان حدثنا علي بن إبراهيم بن أحمد أنبأنا أبو زكريا يزيد بن محمد بن إياس قال سمعت أبا عبد الله المقدمي يقول
_________
( 1 ) كذا بالاصل وفي التاريخ الكبير : " ابن أبي خالد " وهو الصواب ذكر المزي في شيوخه : إسماعيل بن أبي خالد
( 2 ) الزيادة للايضاح عن تهذيب الكمال
( 3 ) رواه ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل 6 / 291
( 4 ) الكنى والاسماء للدولابي 2 / 43

(48/31)


عيسى بن يونس بن أبي إسحاق أبو عمرو أنبأنا أبو جعفر محمد بن أبي علي أنبأنا أبو بكر الصفار أنبأنا أحمد بن علي بن منجويه أنبأنا أبو أحمد قال أبو عمرو عيسى بن يونس بن أبي إسحاق الهمداني السبيعي الكوفي سكن الشام رأى جده أبا إسحاق وسمع الأعمش وإسماعيل بن أ 2 بي خالد روى عنه أبوه أبو إسرائيل يونس بن أبي إسحاق السبيعي وإسماعيل بن عياش وابن راهوية وأبو بكر بن أبي شيبة أخبرنا أبو البركات بن المبارك أنبأنا أبو الفضل محمد بن طاهر أنبانا مسعود بن ناصر أنبأنا عبد الملك بن الحسن أنبأنا أبو نصر البخاري قال ( 1 ) عيسى بن يونس بن أبي إسحاق واسمه عمرو أبو عمرو السبيعي الهمداني الكوفي سكن ناحية الشام بالحدث وهي ثغر وهو أخو إسرائيل سمع إسماعيل بن أبي خالد وهشام بن عروة وهشام بن حسان وعبيد الله بن عمر وثور بن يزيد وعمر بن سعيد روى عنه مسدد وإبراهيم بن موسى وإسحاق الحنظلي ومحمد بن عبيد بن ميمون في الصلاة والبيوع وغير موضع مات سنة سبع وثمانين ومائة قال البخاري حدثنا الفضل وهو ابن يعقوب حدثنا عبد الله بن جعفر بهذا وقال أبو عيسى مثله وقال ابن سعد مات بالحدث في أول سنة إحدى وتسعين ومائة وذكر أبو داود أنه مات سنة ثمان وثمانين ومائة أخبرنا أبو الحسن بن قبيس وأبو منصور بن خيرون قالا قال لنا أبو بكر الخطيب ( 2 ) عيسى بن يونس بن أبي إسحاق الهمداني الكوفي واسم أبي إسحاق عمرو بن عبد الله ابن علي ( 3 ) بن أحمد بن أبي يحمد بن السبيع بن سبع بن صعب بن معاوية بن كثير ( 4 ) بن جشم بن حاشد بن جشم بن خيوان ( 5 ) بن نوف بن همدان وعيسى يكنى أبو عمرو وهو
_________
( 1 ) راجع كتاب الجمع بين رجال الصحيحين 1 / 392
( 2 ) رواه الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد 11 / 152
( 3 ) كذا بالاصل و " بن علي " ليس في تاريخ بغداد
( 4 ) في جمهرة ابن حزم ص 475 : كثير بن مالك بن جشم
( 5 ) كذا بالاصل وتاريخ بغداد وفي جمهرة ابن حزم : خيران

(48/32)


أخو إسرائيل رأى جده أبا إسحاق إلا أنه لم يسمع منه شيئا وسمع إسماعيل بن أبي خالد وهشام بن عروة وعبيد الله بن عمر وسليمان الأعمش والأوزاعي وعوف الأعرابي وشعبة ومالك بن أنس وعمر ( 1 ) بن سعيد بن أبي حسين وابن جريج ومحمد بن إسحاق روى عنه أبوه ( 2 ) يونس وإسماعيل بن عياش والقعنبي ( 3 ) وداود بن عمرو الضبي وأحمد بن جناب وعلي بن بحر بن بري والحكم بن موسى ويحيى بن معين وعلي بن المديني وإسحاق بن راهوية وأبو بكر بن أبي شيبة ويعقوب الدورقي والحسن بن عرفة في آخرين وكان عيسى قد انتقل عن الكوفة إلى بعض ثغور الشام فسكنها وقدم بغداد وحدث بها أخبرني ( 4 ) السكري أنبأنا محمد بن عبد الله الشافعي حدثنا جعفر بن محمد بن الأزهر حدثنا ابن ( 5 ) الغلابي قال قال أبو زكريا وقد رأى عيسى بن يونس جده أبا إسحاق أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر أنبأنا أبو صالح المؤذن أنبأنا أبو الحسن بن السقا وأبو محمد بن بالوية قالا حدثنا محمد بن يعقوب حدثنا عباس بن محمد قال سمعت يحيى بن معين يقول قد رأى عيسى بن يونس أبا إسحاق ولم يسمع منه شيئا فرددته على يحيى وقلت رأى عيسى أبا إسحاق قال نعم أخبرنا أبو الحسن بن قبيس حدثنا أبو منصور بن خيرون أنبأنا أبو بكر الخطيب ( 6 ) أنبأنا ابن الفضل أنبانا دعلج بن احمد حدثنا احمد بن علي الأبار حدثنا الحسن يعني ابن علي الحلواني حدثنا محمد بن داود قال سمعت عيسى بن يونس
_________
( 1 ) الاصل : " عمرو " والتصويب عن تاريخ بغداد وتهذيب الكمال
( 2 ) بالاصل : " أبو يونس " والتصويب عن تاريخ بغداد
( 3 ) هو عبد الله بن مسلمة القعنبي
( 4 ) القائل : أبو بكر الخطيب والخبر في تاريخ بغداد 11 / 153
( 5 ) الزيادة عن تاريخ بغداد
( 6 ) تاريخ بغداد 11 / 153 وتهذيب الكمال 14 / 596 وسير أعلام النبلاء 8 / 494

(48/33)


يقول أربعين حديثا حدثنا بها الأعمش فيها ضرب الرقاب لم يشركني فيها غير محمد بن إسحاق المديني ربما قال الأعمش حدثنا ( 1 ) محمد فيقول لبيك فيقول من معك فيقول عيسى بن يونس فيقول ادخلا وأجيفا الباب وكان يسأله عن حديث الفتن أنبأنا أبو الحسين القاضي وأبو عبد الله الأديب قالا أنبأنا أبو القاسم بن مندة أنبانا أبو علي إجازة ح قال وأنبأنا أبو طاهر أنبانا علي قالا أنبأنا ابن أبي حاتم قال ( 2 ) حدثنا محمد بن يحيى حدثنا محمود بن غيلان حدثنا محمد بن عبيد قال رأيت أصحاب الأعمش الذين لا يفارقونه عيسى بن يونس وأبو بكر بن عياش وحفص بن غياث وحسن بن عياش قالا ( 3 ) وأنبأنا ابن أبي حاتم حدثنا أبي حدثنا إبراهيم بن موسى قال قال الوليد بن مسلم ما أبالي من خالفني في الأوزاعي ما خلا عيسى بن يونس فإني رأيت أخذه أخذا محكما أخبرنا أبو الحسين بن قبيس حدثنا أبو منصور بن خيرون أنبانا أبو بكر الخطيب ( 4 ) أنبأنا ابن الفضل أنبأنا علي بن إبراهيم المستملي حدثنا أبو أحمد بن فارس حدثنا البخاري قال قال لي إبراهيم ابن موسى سمعت الوليد يقول ما أبالي من خالفني في الأوزاعي ما خلا عيسى بن يونس فإني رأيت أخذه أخبرنا أبو الفرج سعيد بن ابي الرجاء أنبانا منصور بن الحسين وأحمد بن محمود قالا أنبانا أبو بكر بن المقرئ حدثنا أبو الحارث عبد الله بن عبد الملك الطبراني حدثنا محمد بن جعفر حدثنا إسحاق بن أبي إسرائيل ( 5 ) حدثنا يحيى بن معين قال سمعت عيسى بن يونس بمكة يقول سمعت من الجريري فنهاني غلام من أهل البصرة أن أحدث عنه فلست أحدث عنه يعني يحيى بن سعيد
_________
( 1 ) كذا بالاصل وفي المصادر : " يا محمد " بدل " حدثنا محمد "
( 2 ) رواه ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل 6 / 291 - 292
( 3 ) يعني أبا طاهر بن سلمة وعلي بن محمد
( 4 ) رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 11 / 155
( 5 ) من طريقه رواه المزي في تهذيب الكمال 14 / 595

(48/34)


قال غيره لعله سمع منه بعد اختلاطه أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا عمر بن عبيدالله أنبأنا أبو الحسين بن بشران أنبأنا عثمان بن أحمد حدثنا حنبل بن إسحاق حدثنا محمد بن رواد قال سمعت عيسى بن يونس يقول ما كان يفرش لأبي أحد غيري قال وكنت أذهب إلى الفرات فأدخل في الماء كثيرا فآخذ لأبي من الماء ثم أجئ به فأصفيه وأبرده قال فيقول أبي لا أنتفع بفراش إلا أن يفرشه عيسى ولا أتهنى بشربة حتى يجئ عيسى قال وكنت قد غلبت عليه قال وكان إسرائيل أخي منه اللين وكان أكبر مني فإذا كانت له الحاجة ولعياله كلمت أبي وربما فرش لأبي فأجئ فيقول لي يا بني افرش قال فأفرش له وأمسحه بيدي وألقي اللحاف على أبي أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر أنبأنا أبو صالح أحمد بن عبد الملك أنبأنا أبو الحسن بن السقا أنبأنا محمد بن يعقوب حدثنا عباس بن محمد قال سمعت يحيى يقول ( 1 ) رأيت عيسى بن يونس عليه قباء ( 2 ) محشو وخفان أحمران ( 3 ) أخبرنا أبو الحسن بن قبيس وأبو منصور بن خيرون أنبأنا أبو بكر الخطيب ( 4 ) أخبرني الأزهري أنبأنا أحمد بن إبراهيم حدثنا إبراهيم بن محمد بن عرفة حدثنا محمد بن يونس حدثنا سليمان بن داود قال كنا عند ابن عيينة فجاء عيسى بن يونس فقال مرحبا بالفقيه ابن الفقيه ابن الفقيه أنبأنا أبو علي الحسن بن أحمد أنبأنا أبو نعيم الحافظ حدثنا إبراهيم بن عبد الله حدثنا محمد بن إسحاق قال سمعت محمد بن الصباح يقول حدثنا الوليد بن مسلم قال أفضل من بقي من علماء المغرب أبو إسحاق الفزاري ومخلد بن الحسين وعيسى بن يونس ( 5 )
_________
( 1 ) سير أعلام النبلاء 8 / 494
( 2 ) بالاصل : قباء محشوا وخفين أحمرين
( 3 ) زيد في سير أعلام النبلاء : يعني كان بزي الاجناد
( 4 ) رواه الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد 11 / 154
( 5 ) تهذيب الكمال 14 / 596

(48/35)


قرأنا على أبي عبد الله بن البنا عن أبي تمام علي بن محمد عن أبي عمر بن حيوية أنبأنا محمد بن القاسم بن جعفر حدثنا ابن أبي خيثمة حدثنا الهروي يعني إبراهيم بن عبد الله بن حاتم حدثنا عيسى بن يونس أبو عمرو الكوفي الرجل الصالح أنبأنا أبو غالب محمد بن محمد بن أسد أنبأنا أبو الحسين بن الطيوري أنبأنا عبد العزيز بن علي الأزجي أنبأنا عبد الرحمن بن عمربن أحمد بن حمة حدثنا محمد بن أحمد ابن يعقوب حدثنا جدي حدثني أحمد بن داود الحداني قال سمعت محمد بن عبيد الطنافسي يقول لأصحاب الحديث ألا تكونون مثل عيسى بن يونس كان إذا أقبل إلى الأعمش ومعه الشباب والشيوخ ينظرون إلى هديه وسمته ( 1 ) أخبرنا أبو بكر محمد بن الحسين المقرئ أنبأنا أبو بكر الخطيب أنبأنا أبو الحسن بن رزقويه ح وأخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا عمر بن عبيدالله بن عمر أنبأنا أبو ( 2 ) الحسين بن بشران قالا أنبأنا أبو عمرو بن السماك حدثنا حنبل ( 2 ) بن إسحاق قال قال أبو نعيم لم يسمع إبراهيم بن يوسف من أبيه شيئا كان أحدث من ذلك وفضل عيسى بن يونس على إبراهيم ( 3 ) أخبرنا أبو الحسين هبة الله بن الحسن إذنا وأبو عبد الله بن عبد الملك شفاها قالا أنبأنا أبو القاسم بن منده أنا أبو علي إجازة ح قال وأنبأنا أبو طاهر بن سلمة أنبأنا علي قالا أنبأنا ابن أبي حاتم ( 4 ) أنبأنا حرب بن إسماعيل فيما كتب إلي قال سمعت إسحاق بن راهوية قال قلت لوكيع إني أريد أن أذهب إلى عيسى بن يونس فقال تأتي رجلا قد قهر العلم
_________
( 1 ) سير أعلام النبلاء 8 / 493 وتهذيب الكمال 14 / 596
2 - ( ) لفظة " أبو " كتبت فوق الكلام بين السطرين بالاصل
( 3 ) من هذا الطريق في تهذيب الكمال 14 / 597 ، ومختصرا في سير أعلام النبلاء 8 / 492 - 493
( 4 ) رواه ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل 6 / 292 وعن إسحاق بن راهويه في تهذيب الكمال 14 / 596 وسير أعلام النبلاء 8 / 492

(48/36)


أنبأنا أبو غالب محمد بن محمد العكبري أنبأنا أبو الحسين بن الطيوري أنبأنا عبد العزيز بن علي أنبأنا عبد الرحمن بن عمر حدثنا أبو بكر محمد بن أحمد بن يعقوب حدثنا جدي قال سمعت إبراهيم بن هاشم يقول ( 1 ) سمعت بشر بن الحارث يقول كان عيسى بن يونس يعجبه خطي فكان يأخذ القرطاس فيقرأه علي قال فكتبت من نسخة قوم شيئا ليس من حديثه قال كأنهم لما رأو إكرامه لي أدخلوا عليه قي حديثه قال فحعل يقرأ علي ويضرب على تلك الأحاديث فغمني ذلك فقال لا يغمك لو كان واوا ما قدروا على أن يدخلوه علي أو قال لو كان واوا لعرفته أخبرنا أبو الحسن بن قبيس حدثنا أبو منصور بن خيرون أنبانا أبو بكر الخطيب أنبأنا الجوهري أنبانا محمد بن العباس أنبأنا عبد الرحمن بن محمد الزهري حدثنا أحمد بن سعد حدثنا الحراني قال قال ابن المبارك لرجل اكتب نفس هذا الشيخ يعني عيسى بن يونس أخبرنا أبو البركات بن المبارك أنبأنا أبو بكر الشامي أنبأنا أبو الحسن العتيقي أنبأنا يوسف بن أحمد أنبأنا أبو جعفر العتيقي حدثنا عبد الله بن أحمد قال سألت أبي عن عيسى بن يونس فقال عيسى بن يونس يسأل عنه أنبأنا أبو الحسين الأبرقوهي وأبو عبد الله الخلال قالا أنبأنا أبو القاسم بن مندة أنبأنا أبو علي إجازة ح قال وأنبأنا أبو طاهر بن سلمة أنبأنا علي بن محمد قالا أنبأنا أبو محمد بن أبي حاتم ( 3 ) أنبأنا عبد الله بن أحمد بن حنبل فيما كتب إلي قال سألت أبي أيما أصح حديثا عيسى بن يونس أو أبوه يونس بن أبي إسحاق قال لا بل عيسى أصح حديثا فقلت له عيسى أو أخوه إسرائيل قال ما أقربهما قلت ما تقول فيه فقال عيسى يسأل عنه أخبرنا أبو الحسن بن قبيس حدثنا أبو منصور بن خيرون أنبأنا أبو بكر
_________
( 1 ) من طريقه رواه الذهبي في سير أعلام النبلاء 8 / 492 والمزي في تهذيب الكمال 14 / 596 - 597
( 2 ) رواه الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد 11 / 154
( 3 ) رواه ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل 6 / 292 وعن عبد الله بن أحمد بن حنبل في تهذيب الكمال 14 / 596

(48/37)


الخطيب ( 1 ) أنبأنا البرقاني أنبأنا أبو أحمد الحسين بن علي التميمي حدثنا أبو عوانة يعقوب ابن إسحاق الإسفراييني ( 2 ) حدثنا أبو بكر أحمد بن محمد بن الحجاج المروروذي قال وسئل يعني أحمد بن حنبل عن عيسى بن يونس و ( 3 ) أبي إسحاق الفزاري ومروان بن معاوية أيهم أثبت قال ما فيهم إلا ثبت قيل له فمن تقدم قال ما فيهم إلا ثقة ثبت إلا أن أبا إسحاق ومكانه من الإسلام أنبأنا أبو محمد بن حمزة عن أبي جعفر بن المسلمة أنبأنا أبو الحسين عبد الرحمن ابن عمر بن أحمد إجازة أنبأنا أبو عمر حمزة بن القاسم بن عبد العزيز ( 4 ) حدثنا أبو ( 5 ) علي حنبل بن إسحاق قال سمعت أبا عبد الله يقول عيسى بن يونس ثقة أخبرنا أبو المعالي محمد بن إسماعيل الفارسي أنبأنا أبو بكر البيهقي أنبأنا أبو عبد الله الحافظ قال سمعت أبا بكر القفال الشافعي يقول حدثنا عبد الله بن إسحاق المدائني حدثنا علي بن عثمان بن نفيل قال قلت لأحمد بن حنبل إن أبا قتادة كان يتكلم في وكيع وعيسى بن يونس وابن المبارك فقال من كذب أهل الصدق فهو الكذاب ( 6 ) أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد المالكي وأبو القاسم هبة الله بن عبد الله قالا حدثنا أبو منصور بن خيرون أنبأنا أبو بكر الخطيب ( 7 ) أنبأنا أبو بكر أحمد بن محمد الأشناني قال سمعت ابن عبدوس قال سمعت عثمان الدارمي يقول ( 8 ) سألت يحيى بن معين قلت فعيسى بن يونس أحب إليك أو أبو معاوية فقال ثقة وثقة يعني في الأعمش أخبرنا أبو الحسن المالكي حدثنا أبو منصور بن خيرون أنبأنا أبو بكر الخطيب ( 9 ) أنبأنا محمد بن أحمد بن يعقوب أنبأنا محمد بن نعيم الضبي قال سمعت أبا النضر الفقيه
_________
( 1 ) رواه الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد 11 / 155 وعن أبي بكر المروذي في تهذيب الكمال 14 / 596
( 2 ) بالاصل : الفرايني تصحيف والتصويب عن تاريخ بغداد راجع ترجمته في سير أعلام النبلاء 14 / 417
( 3 ) زيادة لازمة عن تاريخ بغداد وتهذيب الكمال
( 4 ) ترجمته في سير أعلام النبلاء 15 / 374
( 5 ) زيادة لازمة للايضاح راجع ترجمة حنبل بن إسحاق في تاريخ بغداد 8 / 286
( 6 ) تهذيب الكمال 14 / 596
( 7 ) رواه الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد 11 / 155
( 8 ) من طريقه في تهذيب الكمال 14 / 595 وسير أعلام النبلاء 8 / 492
( 9 ) رواه الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد 11 / 154

(48/38)


يقول سمعت إبراهيم بن إسماعيل العنبري يقول قيس بن حنش يقول ( 1 ) سمعت علي بن المديني يقول جماعة من الأولاد أثبت عندنا من آبائهم منهم عيسى بن يونس بن أبي إسحاق السبيعي أنبأنا أبو الحسين القاضي وأبو عبد الله الأديب قالا أنبأنا ابن مندة أنبأنا أحمد إجازة ح قالا وأنبأنا أبو طاهر أنبأنا علي قالا أنبأنا ابن أبي حاتم قال ( 2 ) أنبأنا حرب بن إسماعيل فيما كتب إلي قال سئل علي بن ( 3 ) المديني عن عيسى بن يونس فقال بخ بخ ثقة مأمون أخبرنا أبو الحسن المالكي حدثنا أبو منصور بن خيرون أنبأنا أبو بكر الخطيب أنبأنا البرقاني أنبأنا ابن خميروية المروي أنبأنا الحسين بن إدريس قال قال ابن عمار عيسى بن يونس وإسرائيل بن يونس ويوسف بن يونس هؤلاء إخوة وأثبتهم عيسى ثم يوسف وهو أثبت من إسرائيل ثم إسرائيل وقال ابن عمار في موضع آخر إسرائيل وعيسى ابني ( 5 ) يونس عيسى هو حجة وهو أثبت من إسرائيل وإسرائيل وشريك قد تركهما يحيى أخبرنا أبو الحسن أيضا حدثنا أبو منصور أنبأنا أبو بكر الخطيب ( 6 ) أنبأنا حمزة ابن محمد بن طاهر ح وأخبرنا أبو البركات الأنماطي وأبو عبد الله البلخي قالا أنبأنا أبو الحسين بن الطيوري وثابت بن بندار قالا أنبأنا الحسين بن جعفر زاد الطيوري ومحمد بن الحسن ابن محمد
_________
( 1 ) من طريقه تهذيب الكمال 14 / 595
( 2 ) رواه ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل 6 / 292 وسير أعلام النبلاء 8 / 492
( 3 ) في الجرح والتعديل : علي بن عبد الله بن المديني
( 4 ) رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 11 / 154 - 155
( 5 ) الاصل : " بن " والمثبت عن تاريخ بغداد
( 6 ) رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 11 / 155

(48/39)


قالوا أنبأنا الوليد بن بكر حدثنا علي بن أحمد بن زكريا الهاشمي حدثنا أبو مسلم صالح بن أحمد بن عبد الله العجلي حدثني أبي قال ( 1 ) عيسى بن يونس بن أبي إسحاق السبيعي كوفي ثقة وكان يسكن الثغر وكان ثبتا في الحديث أنبأنا أبو الحسين ( 2 ) القاضي وأبو عبد الله الأديب قالا أنبأنا أبو القاسم بن مندة أنبأنا أبو علي إجازة ح قالا وأنبأنا أبو طاهر بن سلمة أنبأنا علي بن محمد قالا أنبأنا ابن أبي حاتم قال ( 3 ) سألت أبي عن عيسى بن يونس فقال ثقة وسئل أبو زرعة عن عيسى بن يونس فقال حافظ أخبرنا أبو منصور بن خيرون أنبأنا أبو بكر الخطيب ( 4 ) أنبأنا علي بن طلحة المقرئ أنبأنا أبو الفتح محمد بن إبراهيم الغازي أنبأنا محمد بن محمد بن داود الكرجي حدثنا عبد الرحمن بن يوسف بن خراش قال عيسى بن يونس كوفي ثقة أخبرنا ( 5 ) أبو البركات الأنماطي أنبأنا ثابت بن بندار أنبأنا أبو علي الواسطي أنبأنا أبو بكر البابسيري أنبأنا الأحوص بن المفضل بن غسان حدثنا أبي قال وقد كان عيسى بن يونس يرفع حديث الأوزاعي عن قرة بن عبد الرحمن بن حيويل ( 6 ) عن الزهري عن أبي سلمة عن أبي هريرة ( 7 ) السلام سنة فقيل له فيه فامسك عنه ( 8 ) أنبأنا أبو غالب العكبري أنبأنا أبو الحسين بن الطيوري أنبأنا عبد العزيز الأزجي
_________
( 1 ) والخبر رواه العجلي في تاريخ الثقات ص 380 رقم 1338 وعنه في تهذيب الكمال 14 / 595 وسير الاعلام 8 / 492
( 2 ) بالاصل : الحسن تصحيف والسند معروف
( 3 ) رواه ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل 6 / 292
( 4 ) رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 11 / 155
( 5 ) كتب فوقها في الاصل : ملحق
( 6 ) تقرأ بالاصل : جبريل تصحيف والصواب ما أثبت ترجمته في تهذيب الكمال 15 / 267
( 7 ) كلمة غير مقروءة بالاصل
( 8 ) كتب فوقها في الاصل : إلى

(48/40)


أنبأنا عبد الرحمن بن عمر حدثنا أبو بكر محمد بن أحمد بن يعقوب حدثنا جدي قال وحدثني أحمد بن داود ( 1 ) قال وسمعت عيسى بن يونس يقول لم يكن من اسناني أو من أترابي أبصر بالنحو مني فدخلني منه نخوة فتركته قال وحدثني أحمد بن داود قال ( 2 ) رأيت فرجا خادم أمير المؤمنين جاء إلى عيسى ابن يونس وهو قاعد بدرب الحدث على باب منزله فكلمه فما رفع به رأسا ولا نظر إليه فانصرف ذليلا أخبرنا أبو الحسن بن قبيس حدثنا أبو منصور بن خيرون أنبأنا أبو بكر الخطيب ( 3 ) قال حدثت عن أبي الحسن بن الفرات أخبرني الحسن بن يوسف الصيرفي حدثنا أبو بكر محمد بن أحمد بن هارون الخلال أنبأنا أبو بكر المروذي قال سمعت أبا عبد الله يقول الذي كنا نخبر ( 4 ) أن عيسى بن يونس كان سنة في الغزو وسنة في الحج وقد كان قدم إلى بغداد في شئ من أمر الحصون فأمر له بمال فأبى أن يقبل أخبرنا أبو محمد عبد الكريم بن حمزة حدثنا أبو بكر الخطيب أنبأنا أحمد بن عمر ابن روح النهرواني ح وأخبرنا أبو العز بن كادش إذنا ومناولة وقرأ علي إسناده أنبأنا محمد بن الحسين قالا أنبأنا المعافى بن زكريا حدثنا محمد بن القاسم الأنباري حدثني أبي حدثنا موسى ابن عبد الرحمن بن مسروق الكندي الكوفي حدثنا محمد بن المنذر الكندي وكان جارا لعبدالله بن إدريس قال حج الرشيد ومعه الأمين والمأمون فدخل الكوفة فقال لأبي يوسف قل للمحدثين يأتونا يحدثونا فلم يتخلف عنه من شيوخ الكوفة إلا اثنان عبد الله بن إدريس وعيسى بن يونس فركب الأمين والمأمون إلى عبد الله بن إدريس فحدثهما بمائة حديث فقال المأمون لعبدالله يا عم أتأذن لي أن أعيدها عليك من حفظي قال افعل فأعادها كما سمعها وكان ابن إدريس من أهل الحفظ يقول لولا أني أخشى أن ينفلت مني القرآن ما دونت العلم
_________
( 1 ) تهذيب الكمال 14 / 597 وسير أعلام النبلاء 8 / 493
( 2 ) من طريقه رواه أيضا المزي في تهذيب الكمال 14 / 597 والذهبي في سير أعلام النبلاء 8 / 493
( 3 ) رواه الخطيب في تاريخ بغداد 11 / 153 - 154
( 4 ) الزيادة للايضاح عن تاريخ بغداد

(48/41)


فعجب عبد الله بن إدريس من حفظ المأمون وقال المأمون يا عم إلى جانب مسجدك دار إن أذنت لنا اشتريناها ووسعنا بها المسجد فقال ما بي إلى هذا حاجة قد أجزأ من كان قبلي وهو يجزيني فنظر إلى قرح في ذراع الشيخ فقال إن معنا متطببين وأدوية أتأذن وفي حديث الخطيب أفتأذن لي أن يجيئك من يعالجك قال لا قد ظهر بي مثل هذا وبرأ فأمر له بمال جائزة فأبى أن يقبله وصارا إلى عيسى بن يونس فحدثهما فأمر له المأمون بعشرة آلاف زاد ابن كادش درهم وقالا فأبى أن يقبلها فظن أنه استقلها فأمر له بعشرين ألفا فقال عيسى لا ولا أهليجي ولا شربة ماء على حديث رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) ولو ملأت لي هذا المسجد ذهبا إلى السقف فانصرفا من عنده أخبرنا أبو الحسن بن قبيس حدثنا أبو منصور بن خيرون أنبأنا أبو بكر الخطيب ( 1 ) أنبأنا أبو بكر أحمد بن سليمان بن علي المقرئ الواسطي أنبأنا محمد بن أحمد بن محمد بن فارس البزاز ( 1 ) أنبأنا علي بن الحسين النديم أنبأنا الحسين بن عمر الثقفي حدثنا عبد الله بن سعيد الكندي حدثنا عمر بن أبي الرطيل عن أبي بلال الأشعري عن جعفر بن يحيى بن خالد قال ما رأينا في القراء مثل عيسى بن يونس أرسلنا إليه فأتانا بالرقة فاعتل قبل أن يرجع فقلت له يا أبا عمرو قد أمر لك بعشرة آلاف فقال هيه فقلت هي خمسون ألفا قال لا حاجة لي فيها فقلت ولم أما والله لأهنينكها ( 3 ) هي والله مائة الف قال لا والله لا يتحدث أهل العلم أني أكلت للسنة ثمنا ألا كان هذا قبل أن يرسلوا إلي فأما على الحديث فلا ولا شربة ماء ولا هليلجة ( 4 ) قال وأخبرني أبو الفرج الطناجيري حدثنا عمر بن أحمد الواعظ قال وفي كتاب جدي عن عبيدالله بن عفير عن أبيه قال وفي سنة إحدى وثمانين توفي عيسى بن يونس ( 5 )
_________
( 1 ) رواه الخطيب في تاريخ بغداد 11 / 154 وتهذيب الكمال 14 / 597 وسير أعلام النبلاء 8 / 493
( 2 ) بالاصل : البزار والمثبت عن تاريخ بغداد وتهذيب الكمال
( 3 ) كذا بالاصل وسير الاعلام وتهذيب الكمال وفي تاريخ بغداد : لاهنيتكها
( 4 ) كذا بالاصل وتاريخ بغداد وتهذيب الكمال وفي المختصر وسير أعلام النبلاء : " إهليليجة " وهو أظهر ( راجع اللسان )
والاهليلج : واحدته إهليلجة شجر وثمر معروف منه أصفر ومنه أسود ومنه كابلي ينفع من الخوانيق ويحفظ العقل ويزيل الصداع
( راجع القاموس المحيط )
( 5 ) راجع تهذيب الكمال 14 / 597

(48/42)


قرأنا على أبي عبد الرحمن يحيى بن الحسن عن أبي تمام علي بن محمد عن أبي عمر بن حيوية أنبأنا محمد بن القاسم الكوكبي حدثنا ابن أبي خيثمة قال سمعت أحمد بن جناب ( 1 ) يقول مات عيسى بن يونس سنة سبع وثمانين ومائة وغزا خمسا وأربعين غزوة وحج خمسا وأربعين حجة ( 2 ) أنبأنا أبو سعد المطرز وأبو علي الحداد وأبو القاسم غانم بن محمد بن عبيدالله ثم أخبرنا أبو المعالي عبد الله بن أحمد بن محمد أنبأنا أبو علي قالوا أنبأنا أبو نعيم حدثنا أحمد بن جعفر بن سلم حدثنا أحمد بن علي الأبار قال سمعت سليمان بن عمر الرقي يقول مات أبو إسحاق الفزاري في سنة ثمان وثمانين ومائة في آخر سنة سبع ومات عيسى بن يونس قبل موت أبي إسحاق بشهرين ( 3 ) أخبرنا أبو بكر محمد بن الحسين أنبأنا أبو بكر الخطيب أنبأنا ابن رزقوية ح وأخبرنا أبو الحسن بن قبيس حدثنا أبو منصور بن خيرون أنبأنا أبو بكر الخطيب ( 4 ) أنبأنا محمد بن أحمد بن رزق أنبأنا عثمان بن أحمد وقال أبو بكر أنبأنا ابن السماك حدثنا حنبل بن إسحاق قال سمعت على بن بحر قال وقال أبو بكر القطان يقول كنت عند عيسى بن يونس في سنة ست وثمانين ومائة ومات سنة سبع وثمانين ومئة أنبأنا أبو الغنائم محمد بن علي ثم حدثنا أبو الفضل بن ناصر أنبأنا أحمد بن الحسن والمبارك ومحمد بن علي واللفظ له قالوا أنبأنا أبو أحمد الغندجاني زاد أحمد وأبو الحسين الأصبهاني قالا أنبأنا أحمد بن عبدان أنبأنا محمد بن سهل أنبأنا محمد بن إسماعيل قال ( 5 ) قال الفضل بن يعقوب حدثنا عبد الله بن جعفر قال مات عيسى بن يونس سنة سبع وثمانين ومائة
_________
( 1 ) إعجامها مضطرب بالاصل
( 2 ) تهذيب الكمال 14 / 597 وانظر سير أعلام النبلاء 8 / 494
( 3 ) تهذيب الكمال 14 / 598
( 4 ) رواه الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد 11 / 155 - 156
( 5 ) رواه البخاري في التاريخ الكبير 6 / 406

(48/43)


أخبرنا أبو الحسن بن قبيس حدثنا أبو منصور بن خيرون أنبأنا أبو بكر الخطيب ( 1 ) أنبأنا الأزهري أنبأنا محمد بن العباس حدثنا إبراهيم بن محمد الكندي أنبأنا أبو موسى محمد بن المثنى قال ومات عيسى بن يونس سنة ثمان وثمانين قال ( 2 ) وأنبأنا هبة الله بن الحسن ( 3 ) الطبري أنبأنا أحمد بن محمد بن عروة حدثنا ابن أبي داود قال سمعت محمد بن مصفى قال مات عيسى بن يونس في النصف من شعبان سنة ثمان وثمانين ومائة أخبرنا أبو البركات الأنماطي أنبأنا أحمد بن علي بن عبيدالله بن عمر بن سوار أنبأنا عبيدالله بن أحمد بن علي الكوفي ثم قرأت على أبي غالب بن البنا عن الكوفي أنبأنا أحمد بن محمد بن عمران بن الجندي حدثنا عبد الله بن أبي داود حدثنا ابن مصفى قال وعيسى بن يونس توفي سنة ثمان وثمانين ومائة في النصف من شعبان ( 4 ) أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا أبو علي بن المسلمة وأبو القاسم بن العلاف قالا أنبأنا أبو الحسن بن الحمامي أنبأنا الحسن بن محمد بن الحسن حدثنا محمد بن عبد الله بن سليمان قال وفي سنة ثمان وثمانين ومائة مات عيسى بن يونس بن أبي إسحاق وأخبرت أنه مات في نصف من شعبان قرأت على أبي محمد السلمي عن أبي محمد التميمي أنبأنا مكي بن محمد أنبأنا أبو سليمان بن زبر قال قال أبو موسى فيها يعني سنة ثمان وثمانين ومائة مات عيسى بن يونس بن أبي إسحاق ووافقه المديني على ذلك أخبرنا أبو الحسن بن قبيس حدثنا أبو منصور بن خيرون أنبأنا أبو بكر الخطيب ( 5 ) أنبأنا أبو سعيد بن حسنوية أنبأنا عبد الله ( 6 ) بن محمد بن جعفر حدثنا عمر بن
_________
( 1 ) رواه الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد 11 / 156
( 2 ) القائل : أبو بكر الخطيب والخبر في تاريخ بغداد 11 / 156
( 3 ) الاصل : الحسين تصحيف والتصويب عن تاريخ بغداد
( 4 ) تهذيب الكمال 14 / 598 وسير أعلام النبلاء 8 / 494
( 5 ) رواه الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد 11 / 156
( 6 ) الاصل : أبو عبد الله والمثبت عن تاريخ بغداد

(48/44)


احمد الأهوازي حدثنا خليفة بن خياط قال وعيسى بن يونس بن أبي إسحاق مات بالحدث سنة إحدى وتسعين ومائة أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا أبو القاسم بن البسري أنبأنا أبو طاهر المخلص إجازة ح وأخبرنا أبو الحسن بن قبيس حدثنا أبو منصور بن خيرون أنبأنا أبو بكر الخطيب ( 1 ) أنبأنا عبد العزيز بن علي الأزجي حدثنا محمد بن عبد الرحمن المخلص حدثنا عبيدالله بن عبد الرحمن السكري أخبرني عبد الرحمن بن محمد بن المغيرة حدثني أبي حدثني أبو عبيد ( 1 ) قال سنة إحدى وتسعين ومائة فيها مات عيسى بن يونس بن أبي إسحاق السبيعي بالثغر أخبرنا أبو الحسن المالكي حدثنا أبو منصور بن خيرون أنبأنا أبو بكر الخطيب ( 3 ) أنبأنا الجوهري حدثنا محمد بن العباس أنبأنا أحمد بن معروف حدثنا الحسين بن فهم حدثنا محمد بن سعد قال عيسى بن يونس السبيعي من أهل الكوفة تحول إلى الثغر فنزل بالحدث وكان ثقة ثبتا ومات بالحدث سنة إحدى وتسعين ومائة في خلافة هارون أخبرنا أبو غالب محمد بن محمد في كتابه أنبأنا المبارك بن عبد الجبار أنبأنا عبد العزيز الأزجي أنبأنا عبد الرحمن بن عمر حدثنا محمد بن أحمد بن يعقوب حدثنا جدي قال ( 4 ) عيسى بن يونس هو ابن أبي إسحاق السبيعي هو همداني وإنما نسبوا إلى السبيع لنزولهم فيه وهو ثقة كان يكنى أبا عمرو ولم يزل ساكنا بالكوفة ثم تحول إلى الثغر فنزل الحدث وتوفي به في أول سنة إحدى وتسعين ومائة أنبأنا أبو الغنائم محمد بن علي ثم حدثنا أبو الفضل بن ناصر أنبأنا أحمد بن
_________
( 1 ) رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 11 / 156
( 2 ) في تاريخ بغداد : " أبو عبيدة " تصحيف راجع تهذيب الكمال 14 / 598
( 3 ) رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 11 / 156
( 4 ) رواه المزي في تهذيب الكمال 14 / 598 من طريق يعقوب بن شيبة

(48/45)


الحسن والمبارك بن عبد الجبار ومحمد بن علي واللفظ له قالوا أنبأنا أبو أحمد زاد أحمد ومحمد بن الحسن قالا أنبأنا أحمد بن عبدان أنبأنا محمد بن سهل أنبأنا محمد بن إسماعيل قال ( 1 ) يقال مات عيسى أول سنة إحدى وتسعين ومائة 5531 عيسى بن العكي ( 2 ) ولي إمرة دمشق خلافة لجعفر بن يحيى البرمكي ( 3 ) أميرها من قبل هارون الرشيد ( 4 ) 5532 عيسى الجلودي قدم دمشق في صحبة عبد الله بن طاهر لما مضى إلى مصر وعاد إلى العراق قرأت على أبي القاسم زاهر بن طاهر عن أبي بكر البيهقي أنبأنا أبو عبد الله الحافظ حدثني أبو عبد الله محمد بن أحمد بن موسى القاضي عن شيوخه قال قال المأمون لعبدالله بن طاهر منصرفه من مصر كيف حمدك أصحابك قال أما نصر بن حمزة ففارس الكتيبة إذا ركبت وحاميها إذا ولت فأما عيسى الجلودي فأسد في التراب إذا ( 5 ) الحراب قال فأين أنت عن رجل أخرته وقد تقدم قال يا أمير المؤمنين ذاك كما قال الشاعر فتى هو أحيى من فتاة حيية * وأشجع من ليث بخفان خادر * 5533 عيلان بن زفر بن جبر بن مروان ابن سيف بن يزيد بن شريح بن شقيق بن عامر أبو الهيذام المازني الفقيه الشافعي أخو محمد بن زفر كذا وجدته مقيدا بالعين المهملة بخط تمام بن محمد يحدث عن أبي الحسن أحمد بن محمود بن مقاتل الهروي
_________
( 1 ) رواه البخاري في التاريخ الكبير 6 / 406 وعن البخاري في تهذيب الكمال 14 / 598
( 2 ) له ذكر في تاريخ الطبري 8 / 263 وتحفة ذوي الالباب للصفدي 1 / 234 وأمراء دمشق ص 62
( 3 ) راجع أخباره في تاريخ بغداد 8 / 152 والفخري ص 205 ومروج الذهب في مواضع متفرقة
وتحفة ذوي الالباب 2 / 226
( 4 ) يفهم من عبارة تحفة ذوي الالباب أنه استخلفه على دمشق سنة 180 ه
( 5 ) بياض بالاصل وت

(48/46)


كتب عنه أبو الحسين الرازي وهو نسبه أنبأنا أبو محمد بن الأكفاني حدثنا عبد العزيز بن أحمد لفظا أنبأنا تمام بن محمد إجازة حدثني أبي أخبرني أبو الهيذام عيلان بن زفر بن جبر المازني حدثني أبو الحسن أحمد بن محمود بن مقاتل الهروي قال سمعت الربيع بن سليمان يقول سمعت الشافعي يقول رأيت في يوم واحد بأرض اليمن ثلاث أعجوبات رأيت حجاما أعمى مقعدا يعبر الرؤيا ورأيت رجلا مذبوحا من قفاه من أذنه إلى أذنه وقد دووي ( 1 ) وبرأ وهو يجئ ويذهب ورأيت حية تحمل على بعير قرأت بخط أبي الحسن نجا بن أحمد وذكر أنه نقله من خط أبي الحسين الرازي في تسمية من كتب عنه بدمشق أبو الهيذام عيلان بن زفر ساق باقي نسبه كما تقدم قال وكان شريح بن شقيق ممن قدم على النبي ( صلى الله عليه و سلم ) وأبو الهيذام هذا له حلقة في مسجد جامع دمشق يتفقه بقول الشافعي مات في ذي القعدة سنة ثمان وعشرين وثلاثمائة 5534 عيينة بن عائشة بن عمرو بن السري ( 2 ) ابن عادية ( 3 ) بن الحارث بن امرئ القيس بن زيد مناة ابن تميم بن مر بن أد بن إلياس بن مضر بن نزار المرائي ( 4 ) صحابي شهد غزوة مؤتة وغيرها من المغازي وحدث عن خالد بن الوليد روى عنه ابنه كعب بن عيينة أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر إجازة إن لم يكن سماعا أنبأنا أبو المظفر موسى بن عمران الصوفي أنبأنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله الحافظ حدثنا علي بن محمد بن
_________
( 1 ) الاصل : دوا
( 2 ) كذا بالاصل والمختصر وفي جمهرة ابن حزم ص 214 : سرى
( 3 ) كذا بالاصل وت وفي المختصر : " علاثة " وفي ابن حزم : غادية
( 4 ) ترجمته في الاصابة 2 / 55 - 56 وأسد الغابة 4 / 32 وفي الاصابة : المري
والمثبت : " المرائي " عن أسد الغابة وت وبالاصل : " الراى "
( 5 ) اللفظة مطموسة بالاصل ورجحنا قراءتها " علي " انظر ترجمته في سير أعلام النبلاء 16 / 48

(48/47)


الحبيبي ( 1 ) بمرو حدثنا أبو القاسم خالد بن أحمد الذهلي حدثنا سعيد بن سلم بن قتيبة بن مسلم حدثنا موسى بن كعب بن عيينة عن أبيه كعب عن أبيه عيينة بن عائشة عن خالد بن الوليد قال قال رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) الحرب خدعة قرأت على أبي محمد السلمي عن أبي نصر علي بن هبة الله قال ( 2 ) أما عيينة بياءين ونون فهو عيينة بن عائشة المرائي ( 3 ) من الصحابة شهد يوم مؤتة وما بعده ذكره ابن أبي معدان "
_________
( 1 ) بدون إعجام بالاصل راجع الحاشية السابقة
( 2 ) الاكمال لابن ماكولا 6 / 124
( 3 ) الاصل : " الراى " وفي الاكمال : " المري " والمثبت عن ت

(48/48)


حرف الغين " " ذكر من اسمه غازي " 5535 غازي بن الحسن بن أحمد أبو الفضل الحارثي حدث عن تمام بن محمد روى عنه علي بن محمد الحنائي قرأت بخط علي بن محمد الحنائي أنبأنا أبو الفضل غازي بن الحسن بن أحمد الحارثي حدثنا أبو القاسم عبد الله ( 1 ) بن محمد الخراساني حدثنا علي بن أحمد المقرئ حدثنا أخطل بن الحكم حدثنا الفريابي حدثنا سفيان عن إسماعيل بن أمية عن الزهري عن الربيع بن سبرة عن أبيه قال نهى رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) عام حجة الوداع عن المتعة عبد الله بن محمد هو تمام الرازي دلسه الحنائي وأخطأ في نسبته إلى خراسان فإن الري ليست من خراسان وقد وقع إلي عاليا من حديث تمام أخبرناه أبو محمد عبد الكريم بن حمزة حدثنا عبد العزيز بن أحمد أنبأنا تمام بن محمد أنبأنا أبو الحسين علي بن محمد بن يوسف الفريابي حدثنا سفيان عن إسماعيل بن أمية عن الزهري عن الربيع بن سبرة عن أبيه قال نهى رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) عنها في حجة الوداع يعني المتعة
_________
( 1 ) كذا بالاصل وت والمختصر وسينبه المصنف في آخر الحديث إلى أنه تمام بن محمد وليس " عبد الله بن محمد "
وأنه رازي وليس بخراساني

(48/49)


5536 - الغاز بن ربيعة بن عمرو بن عوف الجرشي ( 1 ) ثم الحميري ( 2 ) حكى عن أبيه ويزيد بن معاوية وزحر بن قيس روى عنه ابنه هشام وعمارة بن راشد ويزيد بن روح بن زنباع الجذامي قرأنا على أبي عبد الله يحيى بن الحسن عن أبي الحسن محمد بن محمد بن مخلد أنبأنا علي بن محمد بن خزفة الصيدلاني أنبأنا محمد بن الحسين بن محمد الزعفراني ح وأخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا أبو الفضل بن خيرون أنبأنا أبو طالب العشاري ح وقرأت على أبي غالب بن البنا عن أبي طالب العشاري أنبأنا أبو حفص بن شاهين حدثنا الحسين بن صدقة قالا حدثنا احمد بن خيثمة حدثنا علي بن بحر بن بري حدثني قتادة بن الفضيل بن عبد الله بن قتادة قال سمعت هشام بن الغاز يحدث عن أبيه عن جده قال قال يوما لأهل دمشق يا أهل دمشق ليكونن فيكم الخسف والقذف والمسخ قالوا ما يقول ربيعة قال سمعت رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) يقول ( يكون في أمتي الخسف والمسخ والقذف ( 3 ) قالوا فيم يا رسول الله قال باتخاذهم القينات وشربهم ) كذا في هذه الرواية والقدر المرفوع منه ما أخبرناه أبو عبد الله محمد بن أحمد بن إبراهيم في كتابه أنبأنا أبو الفضل محمد بن أحمد بن عيسى أنبأنا أبو عبد الله عبيدالله بن محمد بن محمد بن حمدان قال قرئ على أبي القاسم البغوي حدثني أحمد بن زهير حدثنا علي بن بحر حدثنا قتادة بن الفضيل قال سمعت هشام بن الغاز يحدث عن أبيه عن جده ربيعة قال سمعت رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) يقول ( يكون في آخر ( 4 ) أمتي الخسف والقذف والمسخ قالوا
_________
( 1 ) الاصل وت : الحرشي تصحيف والتصويب : الجرشي بالجيم
وضطبت عن الانساب : وجرش بطن من حمير
( 2 ) له ذكر في الانساب ( الجرشي ) واللباب ( الجرشي )
( 3 ) ما بين معكوفتين سقط من الاصل واستدرك للايضاح عن ت
( 4 ) رواه ابن عبد البر في الاستيعاب 2 / 510 هامش الاصابة

(48/50)


بم يا رسول الله قال ( باتخاذهم القينات وشربهم الخمور ) ( 1 ) أنبأنا أبو سعد المطرز أنبأنا أبو نعيم الحافظ حدثنا سليمان بن أحمد الطبراني ( 2 ) حدثنا الحسين بن إسحاق التستري حدثنا علي بن بحر حدثنا قتادة بن الفضيل الرهاوي قال سمعت هشام بن الغاز يحدث عن أبيه عن جده أن أبا مالك ( 3 ) قال سمعت رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) يقول ( يكون في أمتي الخسف والمسخ ) ( 4 ) قلنا فيم يا رسول قال ( باتخاذهم القينات وشربهم الخمور ) أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني حدثنا أبو محمد الكتاني ( 5 ) أنبأنا أبو القاسم تمام بن محمد أنبأنا أبو عبد الله الكندي حدثنا أبو زرعة قال في الطبقة الثانية الغاز بن ربيعة بن عمرو الجرشي 5537 غازي بن محمد أبو الحسن الوشاء حدث عن سعيد بن عبد العزيز الحلبي ( 6 ) روى عنه أبو بكر بن الطيان الغساني أخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد بن مقاتل وأبو نصر غالب بن أحمد بن المسلم أنبأنا علي بن أحمد بن زهير حدثنا أحمد بن الحسن بن أحمد بن عثمان بن سعيد الغساني أبو بكر حدثنا أبو الحسن غازي بن محمد الوشاء بدمشق إملاء أنا سألته أنبأنا سعيد بن عبد العزيز بن مروان الحلبي حدثنا أبو نعيم عبيد بن هشام حدثنا خالد بن عمرو القرشي عن ليث بن سعد عن يزيد بن أبي حبيب عن أبي عبد الله الصنابحي ( 7 ) عن أبي بكر الصديق قال قال رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) ( يقول الله عز و جل إن كنتم تحبون رحمتي فارحموا خلقي ) "
_________
( 1 ) استدركت على هامش ت
( 2 ) رواه الطبري في المعجم الكبير 3 / 279 رقم 3410
( 3 ) هو الحارث بن حاطب الجمحي أبو مالك الاشعري ترجمته في تهذيب الكمال 4 / 27
( 4 ) في المعجم الكبير : الخسف والمسح والقذف
( 5 ) الاصل : الكناني تصحيف والتصويب عن ت
( 6 ) ترجمته في سير أعلام النبلاء 14 / 513
( 7 ) هو عبد الرحمن بن عسيلة المرادي أبو عبد الله الصنابحي ترجمته في سير أعلام النبلاء 3 / 505

(48/51)


ذكر من اسمه غالب " 5538 غالب بن أحمد بن المسلم أبو نصر الأدمي المصبح ( 1 ) سمع أبا الفضل بن الفرات ( 2 ) وأبا الحسن بن زهير وأبا عبد الله بن أيمن وإبراهيم ابن يونس كتبت عنه وكان خيرا صحيح الاعتقاد مواظبا على صلاة الجماعة سمعه أبوه كثيرا ولم يكن الحديث من شأنه أخبرنا أبو نصر غالب بن أحمد أنبأنا أبو الفضل بن الفرات أنبأنا أبو محمد بن أبي نصر أنبأنا أبو الحسن خيثمة بن سليمان أنبأنا إسحاق بن سيار حدثنا أبو عاصم عن سفيان عن الأسود بن قيس عن سعيد بن عمرو عن أبيه قال خطب علي فقال إن النبي ( صلى الله عليه و سلم ) لم يعهد في الإمارة شيئا ولكنه رأي رأيناه استخلف أبو بكر فقام واستقام ثم قام عمر فقام واستقام حتى ضرب الدين بجرانه ثم إن قوما طلبوا الدنيا يعفو الله عن من يشاء ويعذب من يشاء توفي غالب يوم الجمعة الرابع عشر أو الخامس عشر من شعبان من سنة سبع وأربعين وخمس مائة ودفن بعد العصر في مقبرة الباب الصغير وحضرت دفنه والصلاة عليه
_________
( 1 ) مشيخة بان عساكر 160 / أ
( 2 ) هو أبو الفضل أحمد بن علي بن الفضل بن طاهر بن الفرات
ترجمته في سير أعلام النبلاء 19 / 128

(48/52)


5539 - غالب بن سليمان بن داود بن جناح بن روح بن جناح أبو الأشعث بن أبي حنيفة القرشي مولى الوليد بن عبد الملك حدث عن وزيرة بن محمد روى عنه أبو الحسين الرازي وأبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن صالح بن سنان ( 1 ) كتب إلي أبو عبد الله محمد بن الفضل يخبرني عن أبي بكر البيهقي أنبأنا أبو عبد الرحمن السلمي أنبأنا أبو عبد الله بن سعيد بن عبد الرحمن الستي ( 2 ) حدثنا أحمد بن محمد بن يوسف بن عبد الله الهيتي ( 3 ) حدثنا محمد بن عبد الله بن جعفر الرازي حدثنا أبو العباس وأبو بكر الوليد وعبد الرحمن أبناء ( 4 ) محمد بن العباس بن عمر بن الدرفس ( 5 ) وأبو الأشعث غالب بن سليمان الدمشقي عن وزيرة بن محمد الغساني الحمصي حدثنا إسماعيل بن عبد الله حدثنا الجمل الشاعر قال سمعت الشافعي يقول إذا قال مالك أدركت المجتمع عليه عندنا والذي أدركت عليه أهل العلم ببلدنا فإنما هو حكم سليمان بن بلال في السوق الجمل هذا لقب واسمه الحسين بن عبد السلام أبو عبد الله مصري صحب الشافعي قرأت بخط نجا بن أحمد وذكر أنه نقله من خط أبي الحسين الرازي في تسمية من كتب عنه بدمشق في الدفعة الثانية أبو الأشعث بن أبي حنيفة واسمه غالب بن سليمان بن داود جناح بن روح بن جناح مولى الوليد بن عبد الملك بن مروان الخليفة وروح بن جناح وأخوه مروان بن جناح جميعا قد روي عنهما الحديث مات سنة خمس وعشرين وثلاثمائة وذكر أبو الحسين الرازي في موضع آخر أنه مات في سنة اثنتين وعشرين
_________
( 1 ) ترجمته في سير أعلام النبلاء 15 / 534
( 2 ) كذا رسمها بالاصل وأميل إلى قراءتها في ت : السمتي
( 3 ) هذه النسبة إلى هيت بلدة فوق الانبار من أعمال بغداد ( الانساب )
( 4 ) بالاصل : أنبأنا
( 5 ) ضبطت بكسر الدال عن سير الاعلام وضبطت في الانساب واللباب بضم الدال
والدرفس من أسماء الاسد ( قاله الذهبي )

(48/53)


وهو وهم فقد أخبرنا أبو محمد بن حمزة بقراءتي عليه عن عبد العزيز بن أحمد أنبأنا مكي بن محمد أنبأنا أبو سليمان بن زبر قال وفي هذا اليوم بعينه توفي أبو الأشعث غالب بن سليمان ابن أبي حنيفة يعني في شعبان من سنة خمس وعشرين وثلاثمائة 5540 غالب بن شعوذ ( 1 ) ويقال ابن عبد الله بن شعوذ الأزدي ( 2 ) يقال مولى قريش من أهل دمشق سمع أبا هريرة بها روى عنه إسماعيل بن عبيدالله العكي أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم حدثنا عبد العزيز بن أحمد أنبأنا تمام بن محمد أنبأنا جمح بن القاسم حدثنا إبراهيم بن دحيم وأنبأنا أبو محمد بن الأكفاني أنبأنا أبو الحسن علي بن الحسين بن أحمد بن صصرى أنبأنا تمام بن محمد وعبد الوهاب بن عبد الله المري قالا أنبأنا أبو العباس جمح بن القاسم بن عبد الوهاب المؤذن الخياط ( 3 ) حدثنا إبراهيم بن عبد الرحمن حدثنا هشام بن عمار حدثنا الوليد حدثنا إسماعيل بن عبيدالله العكي حدثني غالب بن شعوذ الأزدي قال شيعنا أبو هريرة من دمشق إلى الكسوة ( 4 ) فلما أردنا فراقه قال إن لكل جائزة وفائدة وإني أوصيكم بما أوصاني به خليلي أبو القاسم ( صلى الله عليه و سلم ) بصيام ثلاثة أيام من كل شهر وسبحة الضحى في الحضر والسفر وأن لاأنام إلا على وتر أخبرنا أبو الغنائم محمد بن علي في كتابه ثم حدثنا أبو الفضل بن ناصر أنبأنا أحمد ابن الحسن والمبارك بن عبد الجبار ومحمد بن علي واللفظ له قالوا أنبأنا أبو أحمد
_________
( 1 ) شعوذ ضبطت بفتح المعجمة وسكون العين وفتح الواو بعدها ذال معجمة عن التبصير
( 2 ) ترجمته في ميزان الاعتدال 3 / 331 قال الذهبي : لا يدرى من هو
والتاريخ الكبير للبخاري 7 / 100 وصحف فيه إلى : سويد بدل شعوذ
وتبصير المنتبه 2 / 682 والاكمال لابن ماكولا 5 / 70 ، هامشه عن الاستدراك
( 3 ) ترجمته في سير أعلام في ميزان الاعتدال 3 / 332
( 4 ) ترجمته في سير أعلام النبلاء 7 / 57

(48/54)


زاد أحمد ومحمد بن الحسن قالا أنبأنا أحمد بن عبدان أنبأنا محمد بنسهل أنبأنا أبو عبد الله البخاري ( 1 ) قال غالب بن سويد الأزدي الدمشقي سمع أبا هريرة بدمشق روى عنه إسماعيل بن عبيد الله العكي كذا وقع في الأصل وعليه علامة الشك وقد ذكره في باب إسماعيل على الصواب ( 2 ) فقال إسماعيل بن عبيدالله العكي الدمشقي سمع غالب بن شعوذ روى عنه الوليد بن مسلم ولم يذكره ابن أبي حاتم أخبرنا أبو غالب بن البنا أنبأنا محمد بن أحمد بن الآبنوسي أنبأنا أبو القاسم بن عتاب أنبأنا أبو الحسن بن جوصا قال سمعت أبا الحسن بن سميع يقول في الطبقة الثالثة غالب بن شعوذ وهو ابن عبد الله بن شعوذ وقال في الطبقة الرابعة عبد الله بن شعوذ قال عبد الرحمن مولى لقريش دمشقي أظنه أخو غالب بن شعوذ 5541 غالب بن غزوان الثقفي ( 3 ) من أهل دمشق روى عن صدقة بن يزيد الخراساني ( 4 ) روى عنه هشام بن عمار أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلم الفرضي وعلي بن زيد السلميان قالا أنبأنا أبو الفتح نصر بن إبراهيم وأبو محمد عبد الله بن عبد الرزاق قالا أنبأنا أبو الحسن بن عوف أنبأنا أبو علي بن منير أنبأنا أبو بكر بن خريم حدثنا هشام بن عمار في مشايخه الدمشقيين قال حدثنا غالب بن غزوان الثقفي حدثنا صدقة بن يزيد الخراساني عن من حدثه قال لما أتى ذو القرنين العراق استنكر قلبه فيعث إلى تراب الشام فأتي به فجلس عليه فرجع إليه ما كان يعرف من نفسه "
_________
( 1 ) زيادة منا للايضاح
( 2 ) ترجمته في حلية الاولياء 10 / 320 وسير اعلام النبلاء 13 / 165

(48/55)


ذكر من اسمه ( 1 ) غانم " 5542 غانم بن حميد أبو المضاء الدمشقي من الصوفية حكى عن أبي حامد بن كثير الصوفي روى عنه أبو حمزة محمد بن إبراهيم الصوفي البغدادي " ( 2 )

(48/56)


ذكر من اسمه ( 1 ) غرير " 5543 غرير بن علي أبو القاسم البغدادي سكن أطرابلس وحكى عن جحظة أحمد بن جعفر البرمكي ( 2 ) حكى عنه أبو الفضل السعدي أنبأنا أبو الفرج غيث بن علي أنبأنا أبو الفضل عبد الملك بن عبد السلام بن أحمد بن الأسواني بتنيس وأبو سعيد عبد الرحمن بن محمد بن مسلم الأبهري بصور قالا أنبأنا أبو الفضل محمد بن أحمد بن عيسى السعدي القاضي حدثنا أبو القاسم غرير بن علي البغدادي بطرابلس قال قال جحظة سلمت على بعض الرؤساء وكان مبخلا فلما أردت الإنصراف قال لي يا أبا الحسن أيش تقول في قطائف بائتة ولم يكن له بذلك عادة فقلت ما آبى ذلك فأحضرني جاما فيه قطايف قد خمت فأوجعت فيها وصادفت مني مسغبة وهو ينظر إلي شزرا فقال لي يا أبا الحسن إن القطائف إذا كانت بجوز أتخمتك وإذا كانت بلوز أبشمتك قال قلت هذا إذا كانت قطايف أما إذا كانت مصوصا فلا فعملت من وقتي أبياتا دعاني صديق لي لآكل قطايف * فأمعنت فيها آمنا غير خائف
_________
( 1 ) زيادة منا للايضاح
( 2 ) ترجمته في سير أعلام النبلاء 15 / 221

(48/57)


فقال وقد أوجعت بالأكل قلبه * ترفق قليلا فهي إحدى المتالف فقلت له ما إن سمعت بميت * يناح عليه يا قتيل القطايف * 5544 غزوان ( 1 ) اجتاز بدمشق وحدث عن رجل مقعد رأى النبي ( صلى الله عليه و سلم ) بتبوك روى عنه ابنه سعيد بن غزوان أخبرنا أبو الوفاء عبد الواحد بن حمد وأم المجتبى فاطمة بنت ناصر قالا أنبأنا أبو طاهر بن محمود أنبأنا أبو بكر بن المقرئ أنبأنا أبو العباس بن قتيبة حدثنا حرملة بن يحيى أنبأنا ابن وهب حدثني معاوية عن سعيد بن غزوان عن أبيه أنه نزل بتبوك وهو حاج فإذا رجل مقعد فسأله عن أمره فقال سأحدثك حديثا فلا تحدث به ما سمعت أني حي إن النبي ( صلى الله عليه و سلم ) نزل بتبوك إلى نخلة فقال ( هذه قبلتنا * ثم صلى إليها فأقبلت وأنا غلام أسعى حتى صرت بينه وبينها فقال ( قطع صلاتنا قطع الله أثره * قال فما قمت عليها إلى يومي هذا " ذكر من اسمه ( 2 ) غزيل " 5545 غزيل أبو كامل الأموي المغني مولى الوليد بن يزيد ويقال مولى يزيد بن عبد الملك وقيل كان أبوه مولى عبد الملك بن مروان وكان منقطعا إلى الوليد بن يزيد وهو أول من أخبر بقتله لم يبلغني له خبر من بعد بني أمية ولعله مات أو قتل في آخر أيامهم "
_________
( 1 ) ترجمته في ميزان الاعتدال 3 / 333
( 2 ) زيادة منا للايضاح

(48/58)


ذكر من اسمه غسان " 5546 غسان بن عبد الملك بن مسمع ابن مالك بن مسمع بن سنان ( 1 ) بن شهاب ابن علقمة ( 2 ) بن عباد ( 3 ) بن عمرو بن ربيعة ابن ضبيعة بن قيس بن ثعلبة الربعي البصري وأمه أم سعيد بنت سنان بن مالك بن مسمع وفد على هشام بن عبد الملك قرأت بخط أحمد بن محمد الدلوي وذكر أنه نقله من خط أبي سعيد الحسن بن الحسين السكري وأظنه حكاه عن غيره قال ولد عبد الملك ( 4 ) غسان بن عبد الملك أمه أم سعيد بنت سنان بن مالك بن مسمع وأمها كبشة بنت يزيد بن عوف بن عبيد بن مزيد ( 5 ) بن عمرو بن ربيعة بن ضبيعة وشهاب بن عبد الملك وشيبان بن عبد الملك أمهما طفيلة فتاة ( 6 ) ومسمع كردين ( 7 ) بن عبد الملك وعامر بن عبد الملك أمهما عيلة فتاة ومالك بن عبد الملك أمه رقية فتاة
_________
( 1 ) في جمهرة ابن حزم ص 320 بن مسمع بن شهاب
( 2 ) غير واضحة بالاصل والمثبت عن ت وفي ابن حزم : قلع
( 3 ) الذي في ابن حزم : ابن عمرو بن عباد بن جحدر بن ضبيعة وحجدر هو ربيعة
( 4 ) لفظتان غير واضحتين بالاصل وت
( 5 ) " ابن مزيد " استدركت اللفظتان على هامش ت
( 6 ) إعجامها مضطرب بالاصل والمثبت عن ت
( 7 ) كردين لقب كما في جمهرة ابن حزم ص 320

(48/59)


كان غسان بن عبد الملك عابدا سيدا فاضلا مطعاما للطعام كثير العطاء لمن اعتراه وانقطع إليه وكان عطاؤه ألفين فلما انقطع في العبادة ترك ديوانه فأضر به ذلك فوفد إلى هشام بن عبد الملك فأكرمه وقرب مجلسه وسأله أن يفك عنه الحلقة وأن يعطيه عطاءه ففعل فسأله بعد ذلك شيئا فقال حاجة أخرى بعد فك الحلقة وكان ربما أعطى ماله وتصدق حتى يرجع إلى أهله فيسراويل فلا يحضره الشئ فيدخل منزله فيأخذ الداجن ليعطيها السائل 5547 غسان ( 1 ) بن مالك بن مسمع ابن سنان بن شهاب بن علقمة بن عباد بن عمرو ابن ربيعة بن ضبيعة بن قيس بن ثعلبة الربعي البصري وفد على عبد الملك بن مروان ووفد على يزيد بن عبد الملك فدفع إليه غلامين من آل المهلب فقتلهما بأبيه مالك وعمه عبد الملك ابني مسمع وكان قتلهما معاوية بن يزيد بن المهلب بواسط حين انتهى إليه قتل أبيه يزيد بالعقر ( 2 ) كما ذكر عوانة بن الحكم وحكاه عبد الله بن سعدة القطربلي قرأت بخط أحمد بن محمد الدلوي فيما ذكر أنه نقله من خط الحسن بن الحسين السكري وأظنه حكاه عن غيره قال وحدثني عمي عبيدالله بن شيبان قال لما حبس الحجاج مسمع بن مالك وفد عليه ( 3 ) غسان بن مالك بن مسمع إلى عبد الملك بن مروان قال فاستأذنت عليه فأذن لي فدخلت عليه وهو في مجلس وفي ذلك المجلس باب إلى بيت عليه ستر مرخى فقال لي ما أزعجك يا بن مالك وأشخصك إلينا قلت أصلحك الله أمير المؤمنين حبس الحجاج مسمع بن مالك في غير ذنب ولا جرم ففزعت إلى أمير المؤمنين في ذلك قال غسان فسمعت تصفيقا من البيت وكلاما خفيا والله ما يريد الحجاج أن يدع أحدا من أهل الطاعة وأهل المعصية أيحبس مثل مسمع بن مالك ثم دعا ( 4 ) بكاتبه فقال اكتب إلى الحجاج والله لئن أقدمت على مسمع بشئ لأقدمن
_________
( 1 ) قارن نسبه مع نسب غسان بن عبد الملك بن مسمع وارجع إلى جمهرة ابن حزم 320 و 321
( 2 ) العقر : بفتح أوله وسكون ثانيه وهو عدة مواضع
منها : عقر بابل قرب بابل قتل عنده يزيد بن المهلب بن أبي صفرة سنة 102 وكان قد خلع طاعة بني مروان ( معجم البلدان )
( 3 ) كذا بالاصل
( 4 ) بالاصل : " دعي " واللفظة غير واضحة في ت

(48/60)


عليك أنسيت بلاء مالك عند أمير المؤمنين مروان أما كان في يد مالك عندنا أن يتجاوز له عن زلة إن كان مسمع زلها وبعث كتابه مع البريد قال أبو عبيدة ولما حبس الحجاج مسمعا حبس معه مولى ( 1 ) مسلما مولى مالك وكتب إلى عبد الملك يستأذنه في قتله فكتب إليه إياك وإياه والله لئن فعلت ليأتيني أكثرك شعرا كأنك تجهل يد مالك عند أمير المؤمنين مراون إن كان مسمع أساء فإن في إحسان أبيه ما يعفى به عن إساءته فإذا أتاك كتابي هذا فلا تعرض له ووله سجستان وكرمان ومكران فلما ورد الكتاب على الحجاج أعطى الرسول عشرة آلاف درهم على أن يكتمه يومه ذلك ثم أرسل إلى مسلم مولى مالك فضرب عنقه فقيل لمسمع إن الحجاج قد قتل مسلما فقال والله ما بدأ بمسلم إلا وقد منع مني ثم أظهر كتاب أمير المؤمنين وبعث إلى مسمع فخلى سبيله وولاه سجستان وكرمان ووهب له كل من سعي عليه من بكر بن وائل فمن أجل ذلك كثروا بهما وكان حبس مسمعا مرتين بعد هزيمة ابن الأشعث وأيام شبيب قال ومن ولد مالك بن مسمع غسان بن مالك كان شريفا شجاعا سيد فتيان بكر ابن وائل شهد مع الحجاج جميع أيامه مع ابن الأشعث كان قاتل مع الحجاج يوم دير الجماجم ويوم الزاوية بالبصرة فحسن بلاؤه وعرف مقامه ووفد إلى عبد الملك بن مروان في أمر مسمع بن مالك حين حبسه الحجاج فأكرمه وقربه وقضى حاجته وولى مسمعا كرمان وكان عليها ولاية مسمع كلها وولاه الحجاج قبل ذلك بعد هزيمة ابن الأشعث جندي سابور وقال كل ربعي أتاك ممن كان مع ابن الأشعث فهو آمن وفيه يقول أبو النجم إلى الأغر بن الأغر غسان وهي طويلة 5548 غسان بن نباتة التميمي ثم المجاشعي ( 2 ) صاحب شرط علي بن أبي طالب وفد على معاوية وهو شيخ كبير له ذكر
_________
( 1 ) كذا بالاصل : مولى مسلما مولى مالك
( 2 ) الذي في تاريخ خليفة ص 200 ( ت العمري ) : الاصبغ بن نباتة المجاشعي

(48/61)


" ذكر من اسمه غضبان " 5549 غضبان بن القبعثري الشيباني البصري ( 1 ) حكى عن الحجاج بن يوسف وقطري بن الفجاءة الخارجي ( 2 ) وحبيب بن المهلب ابن أبي صفرة الأزدي حكى عنه منجوف بن جبر وعياش الهمداني والد عبد الله بن عياس المرهبي ( 3 ) الكوفي أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم أنبأنا رشأ بن نظيف أنبأنا الحسن بن إسماعيل أنبأنا أحمد بن مروان حدثنا محمد بن علي الأنصاري البصري حدثنا سليمان بن أبي شيخ قال سمعت صالح بن سليمان يقول سمعت أبي يقول دخل الغضبان ابن القبعثري على الحجاج بن يوسف وكان من علماء العرب فجالسه وحادثه فنظر إليه الحجاج متبسما فقال له سموك غضبانا وسنك ضاحك * لقد غلطوا إذ لم يسموك ضاحكا * فقال أصلح الله الأمير كان لي جد يسمى الغضبان فسميت باسمه وليس كل اسم
_________
( 1 ) التاريخ الكبير 7 / 108 والجرح والتعديل 7 / 56 وعيون الاخبار ( الفهارس ) له ذكر في الاغاني 8 / 310 وتاريخ خليفة بن خياط ص 272 ( ت
العمري ) وتاريخ الطبري ( الفهارس )
( 2 ) ترجمته في سير أعلام النبلاء 4 / 151
( 3 ) ضبطت " المرهبي " بضم الميم وسكون الراء وكسر الهاء وهذه النسبة إلى بني مرهبة بطن من همدان ( عن الانساب )

(48/62)


يشاكل صاحبه ولو كانت الأسماء تقسم على الأحساب إذا ما نالت الأندال منها شيئا فهل ترى اسمي تشاكل لحسبي فقال له الحجاج أخبرني عن أمهات الأولاد فقال هن بمنزل الأضلاع إن سويته انكسر وإن تركته انتفعت بهن وفيهن جوهر لا يصلح إلا على المداراة فمن داراهن انتفع بهن وقرت عينه ومن ماراهن كدرن عيشه ونغصن عليه حياته قال فأخبرني عن العاقل والجاهل قال العاقل الذي لا يتكلم هذرا ( 1 ) ولا ينظر شزرا ولا يضمر غدرا والجاهل المهذار في كلامه الضنين بسلامه التائه على غلامه المجتهد في أقسامه المتكلم في طعامه قال فمن أكرم الناس قال أعطاهم للمئين وأطعمهم للسمين قال فمن ألأم الناس قال المعطي على الهوان المعين على الإخوان البذول للإيمان المنان على الإحسان أنبأنا أبو الغنائم محمد بن علي ثم حدثنا أبو الفضل بن ناصر أنبأنا أحمد بن الحسن والمبارك بن عبد الجبار ومحمد بن علي وهذا لفظه قالوا أنبأنا أبو أحمد الغندجاني زاد أحمد وأبو الحسين الأصبهاني قالا أنبأنا أحمد بن عبدان أنبأنا محمد بن سهل أنبأنا محمد بن إسماعيل ( 2 ) قال غضبان بن القبعثري لم يزد عليه أخبرنا أبو الحسين القاضي وأبو عبد الله الأديب قالا أنبأنا أبو القاسم بن مندة أنبأنا أبو علي إجازة قال وأنبأنا أبو طاهر أنا علي قالا ( 3 ) أنبأنا أبو محمد ( 4 ) قال غضبان بن القبعثري الشيباني كان يدخل على عبد الملك بن مروان روى عنه عياش الهمداني والد عبد الله بن عياش المنتوف سمعت أبي يقول ذلك أخبرنا أبو غالب محمد بن الحسن أنبأنا أبو الحسن السيرافي أنبأنا أحمد بن
_________
( 1 ) الاصل : " هدرا " واللفظة غير واضحة في ت لسوء التصوير
( 2 ) التاريخ الكبير للبخاري 7 / 108
( 3 ) ما بين معكوفتين سقط من الاصل وت واستدرك لتقويم السند قياسا إلى أسانيد مماثلة تقدمت
( 4 ) هو أبو محمد عبد الرحمن بن أبي حاتم والخبر في الجرح والتعديل 7 / 56

(48/63)


إسحاق حدثنا أحمد بن عمران حدثنا موسى حدثنا خليفة قال ( 1 ) ثم خرج الحجاج عن الكوفة واستخلف عروة بن المغيرة بن شعبة فقدم البصرة واستحث الناس في قتال الأزارقة وخرج فنزل رستق أباذ ( 2 ) فخلعوه وبايعوا عبد الله بن الجارود فاقتتلوا فقتل ابن الجارود وعبد الله بن حكيم المجاشعي وهرب الغضبان بن القبعثري وعكرمة بن ربعي الفياض من بني تيم اللات في رجال من أهل العراق فلحقوا بالشام ولهم حديث أخبرنا أبو العز أحمد بن عبيدالله إذنا ومناولة وقرأ علي إسناده أنبأنا محمد بن الحسين أنبأنا المعافى بن زكريا القاضي ( 3 ) ( حدثنا محمد بن القاسم الأنباري حدثني أبي حدثنا أحمد بن عبيد بن ناصح قال حدثت أن الحجاج بن يوسف بعث الغضبان ( 4 ) بن القبعثري ليأتيه بخبر عبد الرحمن بن محمد بن الأشعث وهو بكرمان وبعث عليه عينا وكان كذلك يفعل فلما أنتهى الغضبان إلى عبد الرحمن قال له ما وراءك قال شر تغد بالحجاج قبل أن يتعشى بك فانصرف الغضبان فنزل رملة كرمان وهي أرض شديدة الرمضاء فبينا هو كذلك إذ ورد عليه أعرابي من بني بكر بن وائل على فرس يقود ناقة فقال السلام عليك قال الغضبان السلام كثير وهي كلمة مقولة قال الأعرابي ما أسمك قال آخذ قال أفتعطي قال لا أحب أن يكون لي اسمان قال فمن أين أقبلت قال من الذلول قال وأين تريد قال أمشي في مناكبها قال من عرض اليوم قال المتقون قال فمن سبق قال الفائزون قال فمن غلب قال حزب الله قال فمن حزب الله قال هم الغالبون قال فعجب الأعرابي من منطقه وقال له أتقرض قال إنما تقرض الفأرة قال أفتسمع قال إنما تسمع القينة قال أفتنشد قال إنما تنشد الضالة قال أفتقول قال إنما يقول الأمير قال أفتكلم قال كل متكلم قال أفتنطق قال إنما ينطق كتاب الله قال أفتسمع قال حدثني أسمع قال أفتسجح قال إنما تسجح الحمامة قال الأعرابي تالله ما رأيت كاليوم قط
_________
( 1 ) رواه خليفة بن خياط في تاريخه ص 271 - 272 ( ت
العمري )
( 2 ) في معجم البلدان : وستقباذ : 3 / 43
( 3 ) الخبر رواه المعافى بن زكريا الجريري النهرواني في الجليس الصالح الكافي 1 / 448 وما بعدها
( 4 ) أقحم بعدها بالاصل : إلى

(48/64)


قال بلى ولكنك نسيت قال الأعرابي فكيف أقول قال لا أدري والله قال الأعرابي فكيف ترى فرسي هذا قال الغضبان هو خير من آخر ( 1 ) شر منه وآخر خير منه أفره منه قال لأعرابي إني قد علمت ذاك قال لو علمت لم تسألني قال الأعرابي ( 2 ) إنك لمنكر قال الغضبان إنك لمعروف قال ليس ذاك أريد قال فماتريد قال أردت إنك لعاقل قال أفتعقل بعيرك هذا قال الأعرابي أفتأذن لي فأدخل عليك قال الغضبان وراءك أوسع لك قال الأعرابي قد أحرقتني الشمس قال ( 3 ) الساعة يفئ عليك الفئ قال الأعرابي إن الرمضاء قد آذتني قال بل على قدميك قال قد أوجعني الحر قال الغضبان ما لي عليه من سلطان قال الأعرابي إني لا أريد طعامك ولا شرابك قال لا تعرض بهما فوالله لاتذوقهما قال الأعرابي سبحان الله قال من قبل أن تطلع رأسك قال الأعرابي أما عندك إلا ما أرى قال بلى هراوتان أضرب بهما رأسك قال الأعرابي الله قال ما ظلمك أحد فلما رأى ذلك الأعرابي قال إني لأظنك مجنونا قال الغضبان اللهم اجعلني ممن يرغب إليك قال إني لأظنك حروريا قال اللهم اجعلني ممن يتحرى ( 4 ) الخير قال له الغضبان أهذا بعيرك يا أعرابي قال نعم فما شأنه قال أرى فيه داء فهل أنت بائعة ومشتر ما هو شر منه فولى الأعرابي وهو يقول والله إنك لبذخ ( 5 ) أحمق فلما قدم الغضبان على الحجاج قال كيف تركت أرض كرمان قال أصلح الله الأمير أرض ماؤها وشل ( 6 ) وثمرها دقل ( 7 ) ولصها بطل والجيش فيها ضعاف إن كثروا بها جاعوا وإن قلوا بها ضاعوا فقال له الحجاج أما إنك صاحب الكلمة التي بلغتني عنك حين قلت تغد بالحجاج قبل أن يتعشى بك قال الغضبان أما إنها جعلني الله فداك لم تنفع من قيلت له ولم تضر من قيلت فيه قال الحجاج اذهبوا به إلى السجن فلما ذهب به مكث فيه حتى إذا بنى الحجاج خضراء واسط أعجبته ما لم يعجبه بناء قط فقال لمن حوله كيف ترون قبتي هذه قالوا أصلح الله الأمير ما بنى ملك قط مثلها ولا نعلم للعرب مأثرة أفضل منها قال الحجاج أما إن لها عيبا وسأبعث إلي من يخبرني به فبعث إلى الغضبان
_________
( 1 ) الزيادة بين معكوفتين زيادة عن الجليس الصالح
( 2 ) الزيادة بين معكوفتين عن الجليس الصالح
( 3 ) الزيادة عن الجليس الصالح
( 4 ) في الجليس الصالح : يتخير الخير
( 5 ) في الجليس الصالح : لمرح أحمق
( 6 ) أي قليل
( 7 ) الدقل : أردأ التمر وقد أدقل النخل
( القاموس )

(48/65)


فأقبل يرسف في قيده فلما دخل عليه سلم فقال الحجاج كيف ترى قبتي هذه فقال بنيت في غير بلدك لغير ولدك لا يسكنها وارثك ولا يدوم لك بقاؤها كما لم يدم مالك ولم يبق فان وأما هي فكأن لم تكن قال صدقت ردوه إلى السجن فإنه صاحب الكلمة التي بلغتني عنه قال أصلح الله الأمير ما ضرت من قيلت فيه ولا نفعت من قيلت له قال أتراك تنجو مني لأقطعن يديك ورجليك ولأكوين عينيك قال ما يخاف وعيدك البرئ ولا ينقطع منك رجاء المسئ قال لأقتلنك إن شاء الله قال بغير نفس والعفو أقرب للتقوى قال له الحجاج إنك لسمين قال لمكان القيد والرتعة ( 1 ) ومن يكن جار الأمير يسمن قال الحجاج ردوه إلى السجن قال أصلح الله الأمير قد أثقلني الحديد فما أطيق المشي قال احملوه ( 2 ) لعنه الله فلما حملته الرجال على عواتقها قال " سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين " ( 3 ) قال أنزلوه أخزاه الله قال " اللهم أنزلني منزلا مباركا وأنت خير المنزلين " ( 4 ) قال جروه أخزاه الله فقال " بسم الله مجراها ومرساها إن ربي لغفور رحيم " ( 5 ) فقال الحجاج ويحكم اتركوه فقد غلبني بحجته قال القاضي أبو الفرج ( 6 ) قول الغضبان في وصفه للحجاج كرمان ماؤها وشل يعني به الماء القليل كماء الأنهار الصغار والجداول التي ليست كالبحور والأودية العظيمة يريد الخبر عن قلته كما قال الشاعر ( 7 ) أقرأ على الوشل السلام وقل له * كل المشارب مذ فقدت ( 8 ) ذميم * وقال جرير ( 9 ) * إن الذين غدوا بليك غادروا * وشلا بعينك لا يزال معينا
_________
( 1 ) الرتعة : الاتساع في الخصب
انظر المستقصى للزمخشري 1 / 341 ومجمع الامثال 2 / 100 انظر فيهما أول من قال : " القيد والرتعة " وسبب هذا القول
( 2 ) كذا بالاصل واللفظة غير واضحة في ت لسوء التصوير
وفي الجليس الصالح المختصر : حملته الرجال
( 3 ) سورة هود الاية : 41
( 4 ) سورة " المؤمنون " الاية : 29
( 5 ) سورة هود الاية : 41
( 6 ) يعني المعافى بن زكريا الجريري النهرواني صاحب كتاب الجليس الصالح
( 7 ) البيت في تاج العروس ( وشل ) منسوبا لابي القمقام الاسدي جاء فيه أن الوشل المراد به جبل عظيم بتهامة
وانظر معجم البلدان ( الوشل ) وفيه البيت من أبيات واللسان والصحاح
( 8 ) كذا بالاصل والجليس الصالح وفي تاج العروس : هجرت
( 9 ) ديوان جرير ( ط بيروت ) من قصيدة يهجو الاخطل
ص 438

(48/66)


وجمع الوشل أوشال كما قال امرؤ القيس عيناك دمعها أو شال * كان شأنيهما أو شال ( 1 ) * وفسر قوم أوشال أنه ما قطر من الجبل أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم أنبأنا رشأ بن نظيف أنبأنا الحسن بن إسماعيل أنبأنا أحمد بن مروان حدثنا محمد بن موسى حدثنا محمد بن الحارث عن المدائني قال قال الحجاج للغضبان بن القبعثري ح وكان في حبسه فأخرجه فقال له ما أسمنك قال القيد والرتعة ومن كان في ضيافة الأمين سمن ( 2 ) أخبرنا أبو العز السلمي إذنا وقرأ علي إسناده وقال اروه عني أنبأنا محمد بن الحسين أنبأنا المعافى بن زكريا القاضي حدثنا محمد بن القاسم الأنباري حدثنا محمد بن أحمد المقدمي حدثنا عبد الله بن عمرو حدثنا أبو عبد الله القرشي حدثنا محمد بن الضحاك الحزامي عن أبيه قال أمر الحجاج بإحضار الغضبان بن القبعثري وقال الحجاج زعموا أنه لم يكن يكذب قط واليوم يكذب فلما دخل عليه قال سمنت يا غضبان قال أصلح الله الأمير القيد والرتعة والخفض والدعة وقلة التعتعة ( 3 ) ومن يكن ضيف الأمير يسمن قال أتحبني يا غضبان قال أصلح الله الأمير أو فرق خير من محبتي قال لأحملنك على الأدهم قال مثل الأمير حمل على الأدهم والكميت والأشقر قال إنه حديد قال لأن يكون حديدا خير من أن يكون بليدا
_________
( 1 ) ما بين معكوفتين زيادة لازمة اقتضاها السياق عن الجليس الصالح الكافي
( 2 ) عيون الاخبار 1 / 80 و 3 / 225 وفيه : " القيد والدعة " و " الامير " بدل " الامين "
( 3 ) قلة التعتعة : الحركة العنيفة ( اللسان )

(48/67)


" ذكر من اسمه ( 1 ) غضور " 5550 غضور ويقال غضور ( 2 ) بن عتيق ( 3 ) الكلبي الناجي ( 4 ) روى عن مكحول روى عنه الوليد بن مسلم قرأت على أبي غالب بن البنا عن أبي الفتح بن المحاملي أنبأنا أبو الحسن الدارقطني حدثنا إبراهيم بن هانئ حدثنا الفضل بن الصباح أبو العباس حدثنا الوليد بن مسلم عن الغضور بن عتيق عن مكحول أن أبا الدرداء قال قال لي رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) يا عويمر يا أبا الدرداء كيف بك إذا قيل لك يوم القيامة علمت أم جهلت فإن قلت علمت قيل لك فماذا عملت فيما تعلمت وإن قلت جهلت قيل لك فماذا عذرك فيما جهلت ألا تعلمت ) أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد أنبأنا أبو بكر محمد بن هبة الله أنبأنا محمد بن الحسين أنبأنا عبد الله بن جعفر حدثنا يعقوب ( 5 ) حدثنا عبد الرحمن بن إبراهيم عن
_________
( 1 ) زيادة منا للايضاح
( 2 ) غضور الاولى ضبطت بالقلم عنتبصير المنتبه 3 / 932 والاكمال 6 / 113 وغضور الثانية ضبطت أيضا بالقلم عن ميزان الاعتدال 3 / 336
( 3 ) ضبطت بالقلم بالاصل وت بضمة فوق العين
( 4 ) ترجمته في ميزان الاعتدال 3 / 336 وتبصير المنتبه 3 / 932 والاكمال 6 / 113
والناجي نسبة إلى بني ناجية ( الانساب )
( 5 ) رواه يعقوب بن سفيان الفسوي في المعرفة والتاريخ 2 / 394

(48/68)


الوليد قال وذكر ابن جابر يعني عن مكحول ( 1 ) عن النبي ( صلى الله عليه و سلم ) قال ( احضروا موتاكم بخير ) ( 2 ) وقال هشام يعني ابن الغاز عن مكحول أن عمر قال فقلت ابن جابر ثقة وهشام ثقة فكيف اختلفوا قال فحدثني الغضور قال سمعت مكحولا يحدث عن عمر عن النبي ( صلى الله عليه و سلم ) قال فعرفت أنهم لم يغلطوا أخبرنا أبو محمد هبة الله بن المزكي أنبأنا أبو محمد بن أحمد التيمي أنبأنا أبو القاسم البجلي أنبأنا أبو عبد الله الكندي حدثنا أبو زرعة قال في تسمية أصحاب مكحول الغضور الكلبي من بني ناجيه روى عنه وليد بن مسلم قرأت على أبي غالب أحمد بن الحسن عن عبد الكريم بن أحمد أنبأنا علي بن أحمد ابن عمر قال الغضور بن عتيق بالضم قرأت على أبي محمد السلمي عن أبي نصر بن ماكولا قال ( 3 ) وأما عتيق بضم العين فهو الغضور بن عتيق عن مكحول روى عنه الوليد بن مسلم 5551 غضيف ( 4 ) بن الحارث بن زنيم ( 5 ) أبو أسماء السكوني اليماني ويقال الثمالي ويقال الكندي ( 6 ) مختلف في صحبته أدرك زمان النبي ( صلى الله عليه و سلم ) روى عن عمر بن الخطاب وأبي عبيدة بن الجراح وبلال مؤذن النبي ( صلى الله عليه و سلم ) وأبي ذر
_________
( 1 ) " يعني عن مكحول " كذا بالاصل وت والجملة ليست في المععرفة والتاريخ
( 2 ) أقحم بعدها بالاصل وت : " وقال هشام يعني ابن الغاز عن مكحول عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال : احضروا موتاكم بخير "
( 3 ) الاكمال لابن ماكولا 6 / 112 و 113
( 4 ) غضيف بالضاد المعجمة مصغرا ويقال بالطاء المهملة ( تقريب التهذيب )
( 5 ) في الاصابة : رهم
( 6 ) ترجمته في الاصابة 3 / 186 وأسد الغابة 4 / 40 وتهذيب التهذيب الكمال 15 / 19 وتهذيب التهذيب 4 / 473 والاستيعاب 3 / 185 ( هامش الاصابة ) والجرح والتعديل 7 / 54 وسير أعلام النبلاء 3 / 453

(48/69)


وأبي الدرداء وأبي حميضة ( 1 ) المزني ( 2 ) وعائشة روى عنه ابنه عبد الرحمن بن غضيف وعبد الرحمن بن عائذ الثمالي ( 3 ) وعيسى ابن أبي رزين الثمالي وحبيب بن عبيد وأزهر بن سعد ( 4 ) وشرحبيل بن مسلم ويونس بن سيف وعبادة بن نسي وسليم بن عامر وأبو راشد الحبراني ( 5 ) ومكحول وعبد الله بن أبي قيس الهمذاني وغيرهم وقدم دمشق وبها سمع من أبي الدرداء أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد أنبأنا شجاع بن علي أنبأنا أبو عبد الله بن مندة أنبأنا خيثمة بن سليمان حدثنا سليمان بن عبد الحميد قال سمعت العلاء بن يزيد الثمالي يقول حدثني عيسى بن أبي رزين الثمالي قال سمعت غضيف بن الحارث يقول كنت صبيا أرمي نخل الأنصار فأتوا بي النبي ( صلى الله عليه و سلم ) فمسح برأسي فقال ( كل ما يسقط ولا ترمي ( 6 ) نخلهم ) ( 7 ) أنبأنا أبو الغنائم محمد بن علي ثم حدثني أبو الفضل بن ناصر أنبأنا أحمد بن الحسن والمبارك بن عبد الجبار ومحمد بن علي واللفظ له قالوا أنبأنا أبو أحمد زاد أحمد وأبو الحسين قالا أنبأنا أبو بكر أنبأنا الحسن أنبأنا البخاري ( 8 ) قال وقال عبد الله بن صالح عن معاوية عن يونس بن سيف ( 9 ) عن غضيف أو الحارث ابن غضيف السكوني قال ما نسيت من الأشياء فإني لم أنس أني رأيت النبي ( صلى الله عليه و سلم ) واضعا يده اليمنى على اليسرى في الصلاة وقال معن عن معاوية عن يونس بن سيف عن غضيف بن ( 10 ) الحارث الكندي
_________
( 1 ) الاصل وت : خميصة والمثبت عن تهذيب الكمال
( 2 ) الاصل : " المري " واللفظة غير مقروءة في ت لسوء التصوير والمثبت عن تهذيب الكمال
( 3 ) الاصل : الشمالي واللفظة غير مقروءة في ت لسوء التصوير
والمثبت عن تهذيب الكمال
( 4 ) في تهذيب الكمال : سعيد
( 5 ) الاصل : الحراني والمثبت عن تهذيب الكمال وسير أعلام النبلاء
( 6 ) كذا بالاصل بإثبات الياء في : " ترمي "
( 7 ) رواه الذهبي في سير أعلام النبلاء 3 / 454 وأسد الغابة 4 / 40 والاصابة 3 / 187
( 8 ) رواه البخاري في التاريخ الكبير 7 / 15
( 9 ) في التاريخ الكبير : يونس بن يوسف
( 10 ) كتبت " بن " فوق الكلام بين السطرين في الاصل وكان في الاصل : " أبو " ثم شطبت

(48/70)


أخبرنا أبو محمد هبة الله بن أحمد بن طاوس أنبأنا أبو منصور بن شكروية أنبأنا القاضي أبو عمر القاسم بن جعفر بن عبد الواحد أنبأنا أبو الحسن علي بن إسحاق المادرائي حدثنا محمد بن عبيد الله بن المنادي حدثنا يونس بن محمد حدثنا حماد ( 1 ) عن برد أبي العلاء عن عبادة بن نسي عن غضيف بن الحارث أنه مر بعمر بن الخطاب فقال نعم الفتى غضيف فلقيت أبا ذر بعد ذلك فقال أي أخي استغفر لي قال قلت أنت صاحب رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) فأنت أحق أن ( 2 ) تستغفر لي قال إني سمعت عمر يقول نعم الفتى غضيف وقد قال رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) ( إن الله ضرب الحق على لسان عمر وقلبه ) قال وأنبأنا المادرائي حدثنا محمد بن إسحاق الصاغاني حدثنا يعلى بن عبيد حدثنا محمد بن إسحاق عن مكحول عن غضيف بن الحارث قال مررت بعمر ومعه نفر من أصحابه فأدركني رجل منهم فقال يا فتى ادع لي بخير بارك الله فيك قال قلت ومن أنت يرحمك الله قال أبو ذر قال يغفر الله لك أنت أحق قال إني سمعت عمر يقول نعم الفتى غضيف وسمعت رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) يقول ( إن الله وضع الحق على لسان عمر يقول به ) أخبرناه أبو الفتح نصرالله بن محمد حدثنا أبو بكر الخطيب أنبأنا أبو الحسين محمد بن الحسين بن الفضل القطان أنبأنا أبو عمرو عثمان بن أحمد بن عبد الله الدقاق حدثنا محمد بن عبيدالله بن يزيد المنادي حدثنا يزيد بن هارون أنبأنا محمد بن إسحاق عن مكحول ( 3 ) عن غضيف ( 4 ) بن الحارث قال مررت بعمر بن الخطاب فقال نعم الفتى غضيف ( 4 ) فقام إلي رجل ممن كان عنده فقال استغفر لي يا فتى قلت ومن أنت رحمك الله قال أنا أبو ذر صاحب رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) قلت رحمك الله أنت أحق أن تستغفر لي مني لك فقال إنك مررت بعمر آنفا فقال نعم الفتى وسمعت رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) يقول ( إن الله وضع الحق على لسان عمر يقول به )
_________
( 1 ) هو حماد بن سلمة ومن طريقه رواه الذهبي في سير أعلام النبلاء 3 / 454
( 2 ) الزيادة عن سير الاعلام
( 3 ) من طريقه رواه المزي في تهذيب الكمال 15 / 20
( 4 ) في تهذيب الكمال وفي الموضعين : غطيف

(48/71)


رواه ابن نمير عن ابن إسحاق فاختصره أخبرناه أبو السعود بن المجلي حدثنا أبو الحسين ( 1 ) بن المهتدي حدثنا أبو حفص عمر بن أحمد بن شاهين إملاء حدثنا محمد بن محمد بن سليمان الباغندي حدثنا أبو بكر ابن أبي شيبة حدثنا عبد الله بن نمير عن محمد بن إسحاق عن مكحول عن غضيف بن الحارث عن أبي ذر قال سمعت النبي ( صلى الله عليه و سلم ) يقول ( إن الله وضع الحق على لسان عمر ) وروي عن مكحول عن أبي ذر منقطعا من غير ذكر غضيف أخبرناه أبو بكر محمد بن عبد الباقي أنبأنا أبو محمد الجوهري أنبأنا أبو حفص عمر بن محمد بن علي بن الزيات حدثنا أحمد بن محمد بن خالد أبو العباس البراثي ( 2 ) أخبرني أبو عبد الله البراثي حدثنا سفيان بن عيينة الهلالي عن ابن أبي حسين عن مكحول عن أبي ذر قال قال رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) إن الله جعل الحق على قلب عمر ولسانه أو على لسانه وقلبه ) وأخبرناه أبو ( 3 ) الحسن الفقيهان قالا أنبأنا أبو الحسن بن أبي الحديد أنبأنا جدي أبو بكر أنبأنا أبو بكر الخرائطي أنبأنا علي بن حرب حدثنا سفيان بن عيينة عن ابن أبي حسين عن مكحول عن أبي ذر أنه قال لرجل ائت عمر بن الخطاب يستغفر لك ويدعو لك فإني سمعت رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) يقول ( إن الله جعل الحق على لسان عمر وقلبه ) وروي عن مكحول من وجه آخر أخبرناه أبو العز بن كادش أنبأنا أبو الحسين علي بن محمود الزوزني الصوفي ح وأخبرنا أبو سهل بن سعدوية أنبأنا أبو الفضل عبد الرحمن بن أحمد بن الحسن الرازي
_________
( 1 ) الاصل وت : الحسن تصحيف
( 2 ) ترجمته في سير أعلام النبلاء 14 / 92 وتاريخ بغداد 5 / 3
( 3 ) بالاصل : " أبو " تصحيف والتصويب عن ت

(48/72)


قالا أنبأنا أبو الحسين الكلابي أنبأنا محمد بن عبد الله بن عبد السلام أنبأنا محمد ابن عزيز الأيلي أخبرني سلامة وهو ابن روح عن عقيل حدثني مكحول عن أبي ذر أنه قال سمعت رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) يقول ( إن الله جعل السكينة على لسان عمر وقلبه يقول بهما ) وقد رواه غيره عن مكحول فأرسله أخبرناه أبو القاسم زاهر بن طاهر أنبأنا عبد الرحمن بن علي بن محمد أنبأنا يحيى ابن إسماعيل بن يحيى الحربي أنبأنا عبد الله بن محمد بن الشرقي حدثنا عبد الله بن هاشم حدثنا وكيع حدثنا هشام بن الغاز بن ربيعة الجرشي ( 1 ) عن مكحول قال قال رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) إن الله وضع الحق على لسان عمر وقلبه وهو محفوظ عن غضيف من وجه آخر أخبرناه أبو الفتح نصرالله بن محمد الفقيه حدثنا أبو بكر الخطيب أنبأنا أبو علي الحسن بن الحسين بن العباس النعالي أنبأنا أبو جعفر محمد بن الحسن بن علي اليقطيني حدثنا محمد بن الحسن بن قتيبة حدثنا علي بن سعيد المقبري بعكا حدثنا يعلى بن عبيد حدثنا مسعر بن كدام عن وبرة بن عبد الرحمن عن غضيف بن الحارث قال مررت بعمر بن الخطاب في نفر من أصحاب النبي ( صلى الله عليه و سلم ) فأدركني رجل من القوم فقال لي ادع لي بخير بارك الله فيك يا فتى فقلت أنت أحق يا صاحب رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) قال ويحك إني سمعت رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) يقول ( إن الله وضع الحق على لسان عمر وقلبه ) وإني سمعت عمر يقول نعم الفتى غضيف فادع لي وقد تقدم باقي طرفه في ترجمة عمر بن الخطاب رضي الله عنه وخالفهما حبيب بن عبيد عن غضيف فجعله عن بلال أخبرناه أبو الوفا عبد الواحد بن حمد وأم المجتبى بنت ناصر قالا أنبأنا أبو طاهر ابن محمود أنبأنا أبو بكر بن المقرئ أنبأنا أبو العباس بن قتيبة حدثنا حرملة بن يحيى
_________
( 1 ) بالاصل : الحرشي تصحيف

(48/73)


حدثنا بشر بن بكر ( 1 ) حدثنا أبو بكر بن أبي مريم عن حبيب بن عبيد عن غضيف بن الحارث عن بلال قال سمعت رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) يقول ( إن الله جعل الحق على قلب عمر وعلى لسانه ) وأخبرناه أبو الفضل محمد بن إسماعيل أنبأنا أبو القاسم أحمد بن محمد بن محمد ابن أبي منصور أنا ( 2 ) أبو القاسم علي بن أحمد بن محمد بن الحسن ( 3 ) حدثنا أبو سعيد الهيثم بن كليب الشاشي ببخارى حدثنا عيسى بن أحمد حدثنا بشر بن بكر ( 4 ) حدثنا أبو بكر عبد الله بن أبي مريم الغساني عن حبيب بن عبيد عن غضيف بن الحارث عن بلال قال سمعت رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) يقول ( إن الله جعل الحق في قلب عمر وعلى لسانه ) أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلم حدثنا عبد العزيز بن أحمد أنبأنا أبو محمد بن أبي نصر أنبأنا أبو الميمون حدثنا أبو زرعة ( 5 ) حدثنا يحيى بن صالح حدثنا محمد بن سليمان أبو ضمرة حدثني عبد الله بن أبي قبيس قال خرجت مع غضيف بن الحارث نريد بيت المقدس فلما أتينا دمشق قال غضيف لو انطلقنا إلى أبي الدرداء فسلمنا عليه قال فأتيناه فسلمنا عليه فقال لغضيف ( 6 ) أين تريد قال بيت المقدس قال أبو الدرداء هذا مسجد ( 7 ) فصل فيه فقال إني قد تجهزت وحملت عيالي فقال أبو الدرداء إن كنت لا بد فاعلا فلا تزد على صلاة يوم وليلة وألق أبا ذر فقل له إن أخاك أبا الدرداء يقول لك اتق الله وخف الناس قال فلما أتينا بيت المقدس ألفينا أبا ذر قائما يصلي وإذا قيامه قريب من ركوعه وركوعه قريب من سجوده قال فجلسنا فلما فرغ من صلاته سلمنا عليه وقلنا له إن أخاك أبا الدرداء يقرئك السلام و ( 8 ) يقول لك اتق الله وخف الناس فقال يرحم الله أبا الدرداء إن ( 9 ) كنا قد سمعنا فقد
_________
( 1 ) الاصل : بكير تصحيف والمثبت عن ت
راجع ترجمته في تهذيب الكمال 3 / 59 وسير أعلام النبلاء 9 / 507
( 2 ) زيادة لازمة عن ت
راجع الحاشية التالية
( 3 ) ترجمته في سير أعلام النبلاء 17 / 199
( 4 ) بالاصل : بكير والمثبت عن ت
( 5 ) لم أجد الخبر في تاريخ أبي زرعة الدمشقي المطبوع
( 6 ) الاصل : الغضيف
( 7 ) في ت : مسجده
( 8 ) الزيادة بين معكوفتين عن ت
( 9 ) الاصل : " انا " تصحيف والمثبت عن ت

(48/74)


سمع وإن كنا قد جالسنا فقد جالس وما علم أني بايعت رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) على أني لا أخاف في الله لومة لائم أخبرنا أبو غالب أبو الماوردي أنبأنا أبو الفضل بن خيرون ح وأخبرنا أبو البركات الأنماطي أنبأنا ثابت بن بندار قالا أنبأنا أبو القاسم الأزهري أنبأنا عبيدالله بن أحمد بن يعقوب أنبأنا العباس بن العباس بن محمد أنبأنا صالح بن أحمد بن محمد بن حنبل قال قال أبي غضيف بن الحارث أبو أسماء أخبرنا أبو البركات أيضا أنبأنا أبو طاهر أحمد بن الحسن وأبو الفضل أحمد بن الحسن بن خيرون ح وأخبرنا أبو العز ثابت بن منصور أنبأنا أبو طاهر قالا أنبأنا أبو الحسين محمد بن الحسن أنبأنا محمد بن أحمد بن إسحاق أنبأنا عمر ابن أحمد بن إسحاق حدثنا خليفة بن خياط قال ( 1 ) غضيف بن الحارث همداني مات أيام مروان بن الحكم سنة ست وخمسين حمصي ( 2 ) أخبرنا ( 3 ) أبو البركات بن المبارك أنبأنا الفضل بن خيرون أنبأنا أبو العلاء الواسطي أنبأنا أبو بكر البابسيري أنبأنا الأحوص بن المفضل حدثنا أبي قال قال يحيى وغضيف بن الحارث كندي وقال في موضع آخر الذي سمع من عائشة غضيف بن الحارث أبو أسماء الأزدي أخبرنا أبو البركات أيضا أنبأنا ثابت أنبأنا أبو العلاء أنبأنا أبو بكر أنبأنا الأحوص أنبأنا أبي قال قال يحيى وغضيف بن الحارث دمشقي من ثمالة ( 4 )
_________
( 1 ) رواه خليفة بن خياط في الطبقات ص 563 رقم 2899
( 2 ) الزيادة عن طبقات خليفة بن خياط
( 3 ) كتب فوقها في الاصل : ملحق
( 4 ) ثمالة بطن من الازد ( كما في أسد الغابة )

(48/75)


وقال في موضع آخر وغضيف بن الحارث الذي روى عنه مكحول من أهل أيلة ( 1 ) أخبرنا أبو البركات أنبانا أبو طاهر أحمد بن الحسن أنبانا أبو محمد يوسف بن رباح أنبأنا أبو بكر المهندس حدثنا أبو بشر الدولابي حدثنا معاوية بن صالح قال سمعت يحيى بن معين يقول غضيف بن الحارث الكندي الثمالي أدرك عبد الملك حدثنا أبو اليمان عن أبي بكر ( 2 ) بن أبي مريم عن حبيب بن عبيد أن عبد الملك سأله القصص فأبى عليه أخبرنا أبو بكر محمد بن شجاع أنبأنا أبو عمرو بن مندة أنبأنا أبو محمد بن يوة أنبأنا أبو الحسن اللنباني ( 3 ) حدثنا أبو بكر بن أبي الدنيا حدثنا محمد بن سعد قال ( 4 ) غضيف بن الحارث الكندي قال الهيثم توفي في زمن مروان بن الحكم كذا قال وقد بقي إلى زمن عبد الملك ( 5 ) قرأت على أبي غالب بن البنا عن أبي محمد الجوهري أنبأنا أبو عمر بن حيوية أنبأنا أحمد بن معروف حدثنا الحسين بن الفهم حدثنا محمد بن سعد ( 6 ) قال في الطبقة الأولى من تابعي أهل الشام غضيف بن الحارث الكندي وكان ثقة أنبأنا أبو الغنائم محمد بن علي ثم حدثنا أبو الفضل بن ناصر أنبأنا أحمد بن الحسين والمبارك بن عبد الجبار ومحمد بن علي واللفظ له قالوا أنبأنا أبو أحمد زاد أحمد ومحمد بن الحسن قالا أنبأنا أبو بكر بن عبدان أنبأنا أبو الحسن المقرئ أنبأنا أبو عبد الله البخاري ( 7 ) قال غضيف بن الحارث أبو أسماء السكوني قال عيسى بن يونس عن أبي بكر بن أبي مريم عن حبيب بن عبيد عن غضيف الثمالي وقال بقية الثمالي ( 8 ) وقال إسماعيل بن عياش ( 9 ) عن شرحبيل بن مسلم سأل عبد الملك
_________
( 1 ) كتب بعدها بالاصل : إلى
( 2 ) الاصل : بكير
( 3 ) الاصل : اللبناني بتقديم الباء تصحيف
( 4 ) الخبر برواية ابن أبي الدنيا ليس في الطبقات الكبرى المطبوع لابن سعد
( 5 ) راجع تهذيب الكمال 15 / 21
( 6 ) رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى 7 / 443
( 7 ) رواه البخاري في التاريخ الكبير 7 / 112
( 8 ) تقرأ بالاصل : الثماني وفي التاريخ الكبير : اليماني وفي الاصابة : الثمالي بالثاء المثلثة واللام ويقال : اليماني بالتحتانية ثم النون
( 9 ) كذا بالاصل : " إسماعيل بن عياش " في التاريخ الكبير : أشهل بن عباس

(48/76)


غضيف بن الحارث الثمالي وقال عبد الوارث عن برد بن سنان عن عبادة بن نسي عن غضيف بن الحارث سمع عمر وعائشة وقال الزبيدي عن سليم بن عامر سمع غضيف بن الحارث بن أبي عبيدة قال الوضوء ( 1 ) يكفر الخطايا وقال ( 2 ) شيبان عن الوليد بن عبد الرحمن عن عياض بن عطيف عن أبي عبيدة ( 3 ) أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد المشكاني ( 4 ) أنبأنا القاضي أبو منصور محمد بن الحسن النهاوندي أنبأنا أبو العباس أحمد بن الحسن بن زنبيل أنبأنا أبو القاسم عبد الله بن محمد بن الأشقر حدثنا محمد بن إسماعيل البخاري حدثنا عبد الله بن صالح حدثني معاوية عن أزهر بن سعيد قال سأل عبد الملك غضيف بن الحارث الثمالي قال محمد وهو أبو أسماء السكوني الشامي أدرك النبي ( صلى الله عليه و سلم ) وقال الثوري في حديثه غضيف بن الحارث وهو وهم قال بشار بن أبي سيف عن الوليد بن عبد الرحمن عن عياض بن غضيف عن أبي عبيدة في المرض يكفر وقال الزبيدي عن سليم بن عامر سمع غضيف بن الحارث عن أبي عبيدة المرض يكفر الخطايا وقال بقية اليماني ( 5 ) أخبرنا أبو الحسين هبة الله بن الحسن إذنا وأبو عبد الله الحسين بن عبد الملك شفاها قالا أنبأنا أبو القاسم بن مندة أنبأنا أبو علي الأصبهاني إجازة ح قال وأنبأنا أبو طاهر بن سلمة أنبأنا علي قالا أنبأنا ابن أبي حاتم قال ( 6 ) غضيف بن الحارث أبو أسماء السكوني الكندي له صحبة ( 7 ) واختلف في اسمه فقال
_________
( 1 ) كلمة غير واضحة بالاصل وصورتها : " الوصيب "
والمثبت عن التاريخ الكبير
( 2 ) ما بين الرقمين كذا بالاصل والعبارة ليست في التاريخ الكبير
( 3 ) كتب فوقها في الاصل : ملحق
( 4 ) هذه النسبة بضم الميم وسكون الشين وفتح الكاف
نسبة إلى مشكان قرية من أعمال روذراور قربة منها من نواحي همذان ( الانساب )
( 5 ) كتب فوقها في الاصل : إلى
( 6 ) " له صحبة " ليست في الجرح والتعديل وسترد قريبا ونرى أنها مقحمة هنا

(48/77)


بعضهم الحارث بن غضيف وقال أبي وأبو زرعة الصحيح غضيف بن الحارث له صحبة وروى عن بلال روى عنه ابنه عبد الرحمن ( 1 ) بن غضيف وأبو راشد الحبراني وحبيب بن عبيد الرحبي ويونس بن سيف ومكحول وعبادة بن نسي سمعت أبي يقول ذلك أخبرنا أبو بكر محمد بن العباس أنبأنا أبو بكر أحمد بن منصور بن خلف أنبأنا محمد بن عبد الله بن حمدون أنبأنا أبو حاتم التميمي قال سمعت مسلما يقول أبو أسماء غضيف بن الحارث الثمالي ويقال السكوني سمع عمر وأبا ذر ( 2 ) روى عنه مكحول وسليم بن عامر قرأت على أبي الفضل بن ناصر عن جعفر بن يحيى أنبأنا أبو نصر الوائلي أنبأنا الخصيب بن عبد الله أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرحمن أخبرني أبي قال أبو أسماء غضيف بن الحارث الثمالي شامي أنبأنا عبد الله بن أحمد عن آخر قال سمعت محمد بن إسماعيل يقول غضيف بن الحارث الثمالي هو أبو أسماء السكوني الشامي أدرك النبي ( صلى الله عليه و سلم ) أخبرنا أبو غالب بن البنا أنبانا أبو الحسين الصيرفي أنبأنا أبو القاسم بن عتاب ( 3 ) أنبأنا أحمد بن عمير إجازة ح وأخبرنا أبو القاسم بن السوسي أنبأنا أبو عبد الله بن أبي الحديد أنبأنا أبو الحسن الربعي أنبأنا عبد الوهاب الكلابي أنبأنا أحمد بن عمير قراءة قال سمعت أبا الحسن بن سميع يقول في الطبقة الثانية غضيف بن الحارث الثمالي أبو أسماء من الأزد حمصي ( 4 ) أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا أبو طاهر بن أبي الصقر أنبأنا هبة الله بن إبراهيم بن عمر أنبأنا أبو بكر المهندس حدثنا أبو بشر الدولابي ( 5 ) قال أبو أسماء غضيف ابن الحارث الشامي
_________
( 1 ) كذا بالاصل وفي الجرح والتعديل : عياض بن غضيف
( 2 ) بالاصل : " سمع عمرو أنبأنا ذر "
( 3 ) الاصل : غياث تصحيف والسند معروف
( 4 ) سير أعلام النبلاء 3 / 455
( 5 ) الكنى والاسماء للدولابي 1 / 105

(48/78)


حدثني ( 1 ) عبد الله بن أحمد بن حنبل قال سمعت أبي يقول غضيف بن الحارث كنيته أبو أسماء أخبرنا أبو الفتح نصرالله بن محمد الفقيه أنبأنا أبو الفتح نصر بن إبراهيم أنبأنا أبو الفتح سليم بن أيوب أنبأنا طاهر بن محمد بن سليمان حدثنا علي بن إبراهيم بن أحمد حدثنا يزيد بن محمد بن إياس قال سمعت أبا عبد الله المقدمي يقول غضيف بن الحارث أبو أسماء أنبأنا أبو طالب الحسين بن محمد بن علي أنبأنا أبو القاسم علي بن المحسن التنوخي أنبأنا محمد بن المظفر أنبأنا بكر بن أحمد بن حفص حدثنا أحمد بن محمد بن عيسى قال غضيف بن الحارث الثمالي أبو أسماء جالس عمر بن الخطاب ولقي أبا الدرداء وأبا ذر أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلم حدثنا عبد العزيز بن أحمد أنبأنا المسدد بن علي أنبأنا أبي حدثنا أبو القاسم عبد الصمد بن سعيد القاضي قال في تسمية من نزل حمص من أصحاب رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) غضيف ح ( 2 ) والصحيح غضيف ( 2 ) أبو ( 3 ) الحارث روى عنه ابنه عياض بن غضيف ومكحول وأزهر بن سعيد الحمصي أنبأنا أبو جعفر محمد بن أبي علي أنبأنا أبو بكر الصفار أنبأنا أحمد بن علي بن منجوية أنبأنا أبو أحمد الحاكم قال ( 4 ) أبو أسماء ويقال أبو عبيدة غضيف بن الحارث السكوني ويقال الثمالي ويقال ( 5 ) الأزدي ويقال الهمداني ويقال اليماني الشامي ( 6 ) أدرك النبي ( صلى الله عليه و سلم )
_________
( 1 ) القائل أبو بشر الدولابي ( الكنى والاسماء 1 / 106 )
( 2 ) كذا بالاصل وت في الموضعين
( 3 ) كذا بالاصل وت
( 4 ) رواه الحاكم أبو أحمد النيسابوري في الاسامي والكنى 1 / 386 رقم 326
( 5 ) زيادة عن الاسامي والكنى
( 6 ) الزيادة عن الاسامي والكنى

(48/79)


أخبرنا ( 1 ) أبو العباس محمد بن إسحاق الثقفي قال سمعت المفضل بن غسان قال قال لي يحيى بن معين غضيف بن الحارث أبو أسماء الأزدي أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد أنبأنا شجاع بن علي أنبأنا أبو عبد الله بن مندة قال غضيف بن الحارث أبو أسماء مختلف في صحبته أنبأنا أبو علي الحداد قال قال لنا أبو نعيم غضيف بن الحارث الكندي وقيل الأزدي وهو ابن زنيم الثمالي عداده في الحمصيين يكنى أبا أسماء قاله عبد الصمد بن سعيد الحمصي أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني حدثنا أبو محمد الكتاني ( 2 ) أنبأنا أبو محمد بن أبي نصر أنبأنا أبو الميمون حدثنا أبو زرعة ( 3 ) حدثني الحكم بن نافع عن صفوان بن عمرو في حديثه أبو أسماء الثمالي غضيف بن الحارث أخبرنا أبو البركات الأنماطي أنبأنا أبو الحسين ( 4 ) بن الطيوري أنبأنا الحسين بن جعفر ومحمد بن الحسن وأحمد بن محمد العتيقي ح واخبرنا أبو عبد الله البلخي أنبأنا ثابت بن بندار أنبأنا الحسين بن جعفر قالوا أنبأنا الوليد بن بكر ( 5 ) أنبأنا علي بن أحمد بن زكريا أنبأنا صالح بن أحمد العجلي حدثني أبي قال غضيف بن الحارث شامي تابعي ثقة ( 6 ) قرأت على أبي القاسم بن عبدان عن أبي عبد الله بن المبارك ( 7 ) الفراء أنبأنا رشأ بن نظيف أنبأنا محمد بن إبراهيم بن محمد الطرطوسي أنبأنا محمد بن محمد بن داود حدثنا عبد الرحمن بن يوسف بن سعيد بن خراش قال غضيف بن الحارث شامي لا بأس به أخبرنا أبو عبد الله البلخي أنبأنا أبو منصور محمد بن الحسين بن عبد الله أنبأنا
_________
( 1 ) القائل : أبو أحمد الحاكم النيسابوري ( الاسامي والكنى 1 / 387 )
( 2 ) الاصل : الكناني تصحيف
( 3 ) رواه أبو زرعة الدمشقي في تاريخه 1 / 388
( 4 ) الاصل : الحسن تصحيف
( 5 ) الاصل : بكير تصحيف والصواب ما أثبت والسند معروف
( 6 ) رواه العجلي في تاريخ الثقات ص 381 رقم 1342 وعن العجلي في تهذيب الكمال 15 / 19
( 7 ) اسمه : محمد بن علي بن المبارك الفراء أبو عبد الله راجع ترجمة الخضر بن الحسين بن عبد الله أبو القاسم ابن عبدان في كتابنا تاريخ مدينة 16 / 434 رقم 1966

(48/80)


أحمد بن محمد بن أحمد البرقاني قال قلت لأبي الحسن الدارقطني غضيف بن الحارث قال ثقة من أهل الشام أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلم حدثنا أبو محمد بن أبي طاهر الصوفي أنبأنا المسدد بن علي أنبأنا أبي حدثنا أبو القاسم عبد الصمد بن سعيد القاضي حدثني سليمان ابن عبد الحميد البهراني ( 1 ) حدثني العلاء بن يزيد قال سمعت عيسى بن أبي رزين يقول سمعت غضيف بن الحارث يعني يقول لقد كساني أبي ثوبين بأربعة دراهم فلقد رأيتني لمن أكسى أبناء الصحابة ثوبا اخبرنا أبو محمد المزكي أنبأنا أبو محمد التميمي أنبأنا أبو محمد بن أبي نصر أنبانا أبو الميمون حدثنا أبو زرعة ( 2 ) أخبرني أبو اليمان عن صفوان بن عمرو أن غضيف بن الحارث كان يتولاهم صلاة الجمعة بحمص إذا غاب خالد بن يزيد أو مرض ذكره صفوان بن عمرو عن ( 3 ) سليم بن عامر قرأت على أبي غالب بن البنا عن أبي محمد الجوهري أنبأنا أبو عمر بن حيوية أنبأنا أحمد بن معروف حدثنا الحسين بن الفهم حدثنا محمد بن سعد ( 4 ) قال قال أبو اليمان عن صفوان بن عمرو عن سليم بن عامر الكلاعي أن خالد بن يزيد كان إذا غاب أو مرض أمر غضيف بن الحارث أبو أسماء الثمالي أن يصلي للناس ( 5 ) فإذا سمع به الجند حضروا فهي جمعة ليست بخرساء يسمع أقصى أهل المسجد موعظته يقول أيها الناس هل تدرون أي رهان هانكم ألا إنها ليست برهان الذهب والفضة ولو كانت ذهبا وفضة لأحببتم أن لا تعلق بلذاتها ( 6 ) رقابكم قال الله عز و جل " كل نفس بما كسبت رهينة " ( 7 ) أنتم أناس سفر من جاءته دوابه ارتحل غير أن الإياب ( 8 ) في ذلك إلى الله أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني حدثنا أبو محمد الكتاني ( 9 ) أنبأنا أبو محمد بن أبي
_________
( 1 ) إعجامها مضطرب بالاصل ترجمته في تهذيب الكمال 8 / 77
( 2 ) رواه أبو زرعة الدمشقي في تاريخه 1 / 603
( 3 ) زيادة لازمة للايضاح عن تاريخ أبي زرعة
( 4 ) رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى 7 / 603
( 5 ) في ابن سعد : أن يصلي بالناس
( 6 ) رسمها غير واضح بالاصل وصورته : " بلدانها " والمثبت عن ابن سعد
( 7 ) سورة المدثر الاية : 38
( 8 ) الاصل : الايات تصحيف والمثبت عن ابن سعد
( 9 ) الاصل : الكناني تصحيف

(48/81)


نصر أنبأنا أبو الميمون حدثنا أبو زرعة ( 1 ) حدثني الوليد بن عتبة حدثنا الوليد بن مسلم أخبرني حريز ( 2 ) بن عثمان عن حبيب بن عبيد أن عبد الملك سأل غضيف بن الحارث الثمالي أن يرفع يديه على المنبر فقال أما أنا فلا أجيبك إليها أخبرنا أبو القاسم هبة الله بن محمد أنبانا أبو علي بن المذهب أنبأنا أحمد بن جعفر حدثنا عبد الله بن أحمد حدثني أبي ( 3 ) حدثنا سريج بن النعمان حدثنا بقية عن أبي بكر بن عبد الله عن حبيب بن عبيد الرحبي عن غضيف بن الحارث الثمالي قال بعث إلي عبد الملك بن مروان فقال يا أبا أسماء إنا قد جمعنا ( 4 ) الناس على أمرين قال وما هما قال رفع ( 5 ) الأيدي على المنابر يوم الجمعة والقصص بعد الصبح والعصر قال أما إنهما ( 6 ) أمثل بدعتكم عندي ولست مجيبك إلى شئ منهما قال لم قال لأن النبي ( صلى الله عليه و سلم ) قال ( ما أحدث قوم بدعة إلا رفع مثلها من السنة ) فتمسك بسنة خير من إحداث بدعة قال ( 7 ) وحدثني أبي حدثنا أبو المغيرة حدثنا صفوان حدثني المشيخة أنهم حضروا غضيف بن الحارث الثمالي حين اشتد سوقه فقال هل منكم يقرأ يس قال فقرأها صالح بن شريح السكوني فلما بلغ أربعين منها قبض قال فكان المشيخة يقولون إذا قرأت عند الميت خفف عنه بها قال صفوان وقرأها عيسى بن المعمر ( 8 ) عند ابن معبد أخبرنا أبو الحسن الفرضي أنبأنا علي بن محمد المصيصي أنبأنا أبو علي بن أبي نصر أنبأنا أبو سليمان بن زبر أنبأنا أبي حدثنا محمد بن علي بن زيد حدثنا سعيد بن منصور حدثنا فرج بن فضالة عن أسد بن وداعة قال لما حضر غضيف بن الحارث الموت حضر إخوته فقال
_________
( 1 ) تاريخ أبي زرعة الدمشقي 1 / 603 - 604
( 2 ) بالاصل : " جرير بن عثمان " تصحيف والتصويب عن تاريخ أبي زرعة
( 3 ) رواه أحمد بن حنبل في مسنده 6 / 40 رقم 16967 طبعة دار الفكر
( 4 ) في المسند : أجمعنا
( 5 ) الاصل : " نرفع " والمثبت عن المسند
( 6 ) الاصل : انها والمثبت عن مسند أحمد
( 7 ) القائل عبد الله بن أحمد بن حنبل والحديث في مسند أحمد 6 / 40 رقم 16966
( 8 ) كذا بالاصل وفي المسند : عيسى بن المعتمر

(48/82)


هل فيكم من يقرأ سورة يس فقال رجل من القوم نعم فقال إقرأ ورتل وأنصتوا فقرأ ورتل وأسمع القوم فلما بلغ " فسبحان الذي بيده ملكوت كل شئ وإليه ترجعون " ( 1 ) فخرجت نفسه قال أسد بن وداعة فمن حضره منكم الموت فشدد عليه الموت فليقرأ عليه يس فإنه يخفف عليه الموت "

(48/83)


ذكر من اسمه ( 1 ) غضيفر " ( 2 ) 5552 غضيفر ( 3 ) بن فارس بن الحسن بن منصور أبو الوحش بن أبي الهيجاء البلخي النبهاني حدث عن أبي القاسم السميساطي ( 4 ) وسمع أبا الحسن بن أبي الحديد وأبا ( 5 ) عبد الله محمد بن علي بن يحيى بن سلوان ( 6 ) سمع منه أبو محمد ( 7 ) بن صابر ذكر أبو محمد بن الأكفاني أن أبا الوحش الغضيفر بن فارس بن الحسن بن منصور البلخي النبهاني توفي في يوم السبت الحادي عشر من شهر ربيع الأول بدمشق سنة اثنتين وتسعين وأربعمائة وهكذا ذكر أبو محمد بن صابر وقال لم يكن الحديث من شأنه وسماعه صحيح وقبره خارج باب شرقي عند طاحونة دير البقر وكان عليقبره قبة استهدمت ( 8 ) وبقي بعضها "
_________
( 1 ) زيادة منا
( 2 ) زيادة عن ت سقطت من الاصل وفي ت : غظيفر
( 3 ) كذا بالاصل وفي ت : غظيفر
( 4 ) السميساطي نسبة إلى سميساط مدينة على شاطئ الفرات من الغرب في طرف بلاد الروم
وهو علي بن محمد بن يحيى بن محمد السلمي ترجمته في سير أعلام النبلاء 18 / 71
( 5 ) بالاصل : " وأنبأنا " تصحيف والتصويب عن ت
( 6 ) ترجمته في سير أعلام النبلاء 17 / 647
( 7 ) هو عبد الرحمن بن أحمد بن علي أبو محمد السلمي الدمشقي ترجمته في سير أعلام النبلاء 19 / 423
( 8 ) كذا بالاصل وت

(48/84)


ذكر من اسمه ( 1 ) غمر " 5553 غمر بن العباس السكسكي ( 2 ) ولي غزو البحر في زمن أبي جعفر المنصور أنبأنا أبو محمد بن الأكفاني حدثني عبد العزيز بن أحمد أنبأنا أبو محمد بن أبي نصر أنبأنا أبو القاسم بن أبي العقب أنبأنا أحمد بن إبراهيم القرشي حدثنا محمد بن عائذ حدثنا الوليد قال لما أفضى الأمر إلى المنصور عبد الله بن محمد ولى صالح بن علي على الشام فولى غازية البحر يونس بن الليث العبسي ثم ولى المنصور العباس بن سفيان الخثعمي فوليه حينا ثم عزله وولى مكانه عامر بن ربيعة السلمي ثم ولى بعده الغمر بن العباس السكسكي ثم ولى من بعده عبد الله بن الأسود المحاربي 5554 غمر بن يزيد بن عبد الملك ابن مروان بن الحكم بن أبي العاص الأموي ( 3 ) أحد الأجداد الممدحين من بني أمية ولاه أخوه الوليد بن يزيد غزو الصائفة وكانت داره بدمشق قبلة زقاق العجم
_________
( 1 ) زيادة منا
( 2 ) ورد في تاريخ الطبري ط بيروت 4 / 555 و 563 الغمر بن العباس الخثعمي ولي البحر مرتين في أيام المأمون
( 3 ) ترجمته في نسب قريش للمصعب ص 167 وجمهرة ابن حزم ص 91 وتاريخ الطبري ط بيروت 4 / 232 ، 263 ، 271 ، 567 وتاريخ خليفة ( ت العمري ) ص 362 و 367 و 410 والاكمال لابن ماكولا 7 / 25

(48/85)


قرأت على أبي غالب بن البنا عن أبي الفتح بن المحاملي أنبأنا أبو الحسن الدارقطني قال وأما غمر بالغين فهو الغمر بن يزيد بن عبد الملك قرأت على أبي محمد السلمي عن أبي نصر بن ماكولا ( 1 ) قال أما غمر بغين معجمة مفتوحة فهو غمر بن يزيد بن عبد الملك بن مروان أخو الوليد بن يزيد أخبرنا أبو غالب الماوردي أنبأنا أبو الحسن السيرافي أنبأنا أحمد بن إسحاق حدثنا أحمد بن عمران حدثنا موسى حدثنا خليفة قال ( 2 ) وفيها يعني سنة خمس وعشرين ومائة غزا الغمر بن يزيد بن عبد الملك الصائفة أنبأنا أبو محمد بن الأكفاني حدثنا عبد العزيز بن أحمد أنبأنا أبو محمد بن أبي نصر أنبأنا أبو القاسم بن أبي العقب أنبأنا أبو عبد الملك أحمد بن إبراهيم القرشي حدثنا محمد بن عائذ قال قال الوليد وبويع الوليد بن يزيد يعني في شهر ربيع الآخر سنة خمس وعشرين ومائة واستعمل على الصائفة أخاه الغمر بن يزيد قال ابن عائذ وحدثنا الوليد ( 3 ) قال فحدثني غير واحد بحديث قد وهمت فيه أن الغمر بن يزيد شتى في صائفته هذه وأنا أشك ( 4 ) في صائفة أخرى بعدها بسنة وثلاثين ألفا وقتل الوليد بن يزيد ( 5 ) على ذلك ولم يكن للناس صائفة بعد ذلك أخبرنا أبو الحسين بن الفراء وأبو غالب وأبو عبد الله ابنا البنا قالوا أنبأنا أبو جعفر بن المسلمة أنبأنا أبو طاهر المخلص أنبأنا أبو عبد الله الطوسي حدثنا الزبير بن بكار حدثني محمد بن عبد الرحمن الحكمي قال قال أبو المهاجر معدان مولى آل أبي الحكم يمدح الغمر بن يزيد بن عبد الملك إذا عدد الناس المكارم بينهم * فلا يفخرن يوما على الغمر فاخر فتى لا يرى الدنيا عليه عزيزة * ولم يختصره للعطاء المغافر *
_________
( 1 ) الاكمال لابن ماكولا 7 / 25
( 2 ) تاريخ خليفة بن خياط ص 362 ( ت
العمري )
( 3 ) يعني الوليد بن مسلم
( 4 ) كذا رسمها على هامش الاصل واللفظة غير مقروءة في ت لسوء التصوير
( 5 ) ما بين معكوفتين سقط من الاصل واستدرك عن هامشه وبعده كتب : صح

(48/86)


قال وحدثنا الزبير قال وحدثني عبد الرحمن بن عبد الله الزهري حدثنا عبد الله بن عمران بن أبي فروة قال كنت أسير مع الغمر بن يزيد فاستنشدني فانشدته لعمر بن عبد الله بن أبي ربيعة ودع لبابة ( 1 ) قبل أن تترحلا * واسأل فإن قليله أن تسألا * الأبيات فأمر غلامه فحملني على بغلة كانت تحته فلما أردت الانصراف أراد الغلام أن يأخذ مني البغلة فقلت لا أعطيكها ( 2 ) هو أشرف من أن يحملني عليها ثم ينزعها مني فقال لغلامه دعه يا بني ذهبت والله لبابة ( 1 ) ببغلة مولاك أنبأنا أبو الفضل بن ناصر وأبو منصور بن الجواليقي وأبو الحسن سعد الخير بن محمد قالوا ( 3 ) أنبأنا أبو ياسر أحمد بن بندار بن إبراهيم أنبأنا أبو الحسين محمد بن عبد الواحد بن علي بن إبراهيم بن رزمة أنبأنا أبو القاسم عمر بن محمد ( 3 ) بن سيف حدثنا أبو عبد الله بن العباس اليزيدي املاء حدثنا أحمد بن يحيى حدثنا الزبير حدثني عبد الرحمن بن عبد الله الزهري عن عبد الله ( 4 ) بن عمران بن أبي فروة قال سرت مع الغمر بن يزيد بن عبد الملك فأنشدته قول عمر بن عبد الله بن أبي ربيعة ( 5 ) ودع لبابة ( 6 ) قبل أن تترحلا * واسأل فإن قليله ( 7 ) أن يسألا قال ائتمر ( 8 ) ما شئت غير مخالف ( 9 ) * فيما هويت فإننا لن نعجلا لسنا نبالي حين نقضي ( 10 ) حاجة * من بات أو ظل المطي معقلا ( 11 )
_________
( 1 ) هي لبابة بنت عبد الله بن العباس امرأة الوليد بن عتبة بن أبي سفيان وجاء بالاصل : لبانة والمثبت عن ديوان ابن أبي ربيعة والاغاني
( 2 ) الاصل : لاعطيكها
( 3 ) ما بين الرقمين مكرر بالاصل
( 4 ) بالاصل : عبيد الله والمثبت عن ت
( 5 ) الابيات في ديوان عمر بن أبي ربيعة ط بيروت ص 331 والاغاني 1 / 207
( 6 ) الاصل : " لبانة " وإعجامها غير واضح في ت والمثبت عن المصدرين السابقين
( 7 ) كذا بالاصل وت والديوان وفي الاغاني : قلاله
( 8 ) غير واضحة بالاصل ونميل إلى قراءتها : " انتمى " وهي غير واضحة في ت لسوء التصوير والمثبت عن الديوان والاغاني
( 9 ) كذا بالاصل وت والاغاني وفي الديوان : منازع
( 10 ) كذا بالاصل والاغاني وفي الديوان : تدرك
( 11 ) عجزه بالاصل : " من مات أوطان المطس الغفلا " والمثبت عن الديوان والاغاني

(48/87)


نجزي أيادي ( 1 ) كنت تبذلها لنا * حق علينا واجب أن يفعلا فامكث لعمرك ( 2 ) ليلة وتأنها * فعسى الذي بخلت به أن تبذلا حتى إذا ما الليل جن ظلامه * ونظرت ( 3 ) غفلة كاشح أن يغفلا ( 4 ) واستنكح النوم الذين نخافهم * ورمى الكرى بوابهم فاستبدلا خرجت تأطر ( 5 ) في الثياب كأنها * أيم ( 6 ) يسيب على كثيب أهيلا رحبت لما أقبلت ( 7 ) فتهللت * لتحيتي لما رأتني مقبلا فجلا القناع سحابة مشهورة * غراء تعشى الطرف أن يتأملا فظللت ( 8 ) أرقبها بماء لو عاقل * يرقى به ما اسطاع ألا ( 9 ) ينزلا تدنو فاطمع ثم تمنع بذلها * نفس أبت للجود أن تتحللا * فحملني على بغلة فلما رجعنا من مركبنا أهوى الغلام ليأخذها فقلت أأعطيكها وقد حملني عليها فقال دعه يا غلام فقد أودت لبابة ببغلة مولاك وطلب الغلام السرج فقال الغمر والله لو كان لي غيره لأعطيتكه أخبرنا أبو غالب محمد بن الحسن أنبأنا أبو الحسن السيرافي أحمد بن إسحاق أنبأنا أحمد بن عمران حدثنا موسى حدثنا خليفة قال ( 10 ) قتل عبد الله بن علي بن عبد الله بن عباس الغمر بن يزيد بن عبد الملك بن مروان سنة اثنتين وثلاثين ومائة وكان قتله إياه بنهر أبي فطرس "
_________
( 1 ) الديوان : نجزي بأيد
( 2 ) الاغاني : " لبث معمرك "
( 3 ) الديوان والاغاني : ورقبت
( 4 ) الديوان والاغاني : ويمحلا
( 5 ) الاصل : ناظر والمثبت عن الديوان والاغاني وهنا : تتثنى
( 6 ) الايم : الحية
( 7 ) الديوان : سلمت حين لقيتها فتهللت
وفي الاغاني : وحبت حين رأيتها فتبسمت
( 8 ) الديوان والاغاني : فلبثت
( 9 ) الاصل : " أن " والمثبت عن الاغاني والديوان
( 10 ) تاريخ خليفة بن خياط ص 410 ( ت
العمري )

(48/88)


ذكر من اسمه غنائم " 5555 غنائم بن أحمد بن الخضر أبو القاسم الطائي حدث عن أبي محمد عبيد بن إبراهيم بن كبيبة ( 1 ) النجار كتب عنه نجا بن أحمد وأنبأنيه أبو محمد بن الأكفاني شفاها عنه أنبأنا الشيخ أبو القاسم غنائم بن أحمد بن الخضر الطائي أنبأنا عبيد بن إبراهيم المهندس أنبأنا أبو عبد الله الحسين بن عبد الله بن محمد بن أبي كامل بن إبراهيم بن إسحاق الشاهد ( 2 ) قدم علينا دمشق حدثنا خال أبي أبو الحسن خيثمة بن سليمان بن حيدرة سنة ثمان وثلاثين وثلاثمائة حدثنا العباس بن الوليد بن مزيد العذري أنبانا أبي حدثنا الأوزاعي أخبرني ابن شهاب عن عروة بن الزبير عن عائشة زوج النبي ( صلى الله عليه و سلم ) أن أبا بكر الصديق دخل عليها وعندها جاريتان في أيام منى تلعبان وتضربان بدفين ورسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) مسجى بثوبه فانتهرها أبو بكر فكشف رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) عن وجهه ( فقال دعها يا أبا بكر فإنها أيام عيد ) أخبرناه عاليا أبو بكر محمد بن الحسين أنبأنا أبو الغنائم بن المأمون أنبأنا أبو
_________
( 1 ) بالاصل : كتيبة تصحيف والصواب ما أثبت تقدمت ترجمته في تاريخ مدينة دمشق 37 / 401 بأسم عبيد الله بن إبراهيم بن أحمد بن محمد النجار رقم 4422
( 2 ) ترجمته في سير أعلام النبلاء 17 / 339

(48/89)


القاسم بن حبابة أنبأنا أبو محمد بن صاعد حدثنا العباس بن الوليد بن مزيد أخبرني أبي حدثنا الأوزاعي حدثنا ابن شهاب عن عروة بن الزبير عن عائشة زوج النبي ( صلى الله عليه و سلم ) أن أبا بكر دخل عليها فذكر مثله إلا أنه لم يقل ويضربان بدفين 5556 غنائم بن أحمد بن عبيدالله أبو القاسم الخياط المعروف ببنان ( 1 ) روى عن أبي محمد بن أبي نصر وأبي نصر بن الجبان وأبي علي وأبي الحسين ابني أبي نصر وروى عنه أبو الفتيان عمر بن عبد الكريم الدهستاني ونجا بن أحمد وغيث بن علي الخطيب وحدثنا عنه أبوا ( 2 ) الحسن الفقيهان وأبو محمد بن الأكفاني أخبرنا أبوا الحسن الفقيهان قالا أنبأنا أبو القاسم غنائم بن أحمد بن عبيدالله الخياط المعروف ببنان وغيره قالوا أنبأنا أبو محمد بن أبي نصر أنبأنا أبو إسحاق إبراهيم ابن محمد بن أحمد بن أبي ثابت حدثنا يحيى بن أبي طالب أنبأنا علي بن عاصم حدثنا إسحاق بن سويد عن معاذة عن عائشة قالت نهى رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) عن نبيذ الجر قال علي وأخبرني إسحاق حدثتني هنيدة عن عائشة بمثله قال ابن عساكر ( 3 ) شبك بيدي أبو محمد بن الأكفاني ( 4 ) قال شبك بيدي أبو القاسم غنائم بن أحمد الخياط قال شبك بيدي أبو محمد بن أبي نصر قال شبك بيدي خيثمة بن سليمان القرشي قال شبك بيدي أبو محمد عبد العزيز بن الحسن بن بكر بن الشرود قال شبك بيدي أبي الحسن بن أبي بكر قال شبك بيدي أبي بكر بن الشرود قال شبك بيدي
_________
( 1 ) بنان بالضم ونونين ضبطت عن تبصير المنتبه 1 / 104 سماه غنائم بن أحمد الدمشقي روى عن أبي نصر
( 2 ) بالاصل : " أبو " تصحيف
( 3 ) زيادة منا للايضاح
( 4 ) غير مقروءة بالاصل

(48/90)


إبراهيم بن أبي يحيى قال شبك بيدي صفوان بن سليم قال شبك بيدي أيوب بن خالد قال شبك بيدي أبو هريرة قال أبو هريرة شبك بيدي رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) وقال رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) ( خلق الله آدم يوم الجمعة والأرض يوم السبت والجبال يوم الأحد والشجر يوم الاثنين والمكروه يوم الثلاثاء والنور يوم الأربعاء والبحار يوم الخميس ) قرأت على أبي محمد السلمي عن أبي نصر بن ماكولا قال ( 1 ) وغنائم بن أحمد الخياط شيخ دمشقي يعرف ببنان حدث عن أبي نصر وغيره ( 2 ) أخبرنا أبو الحسن الفرضي أنبأنا الشيخ أبو القاسم غنائم بن أحمد بن عبيدالله الخياط المعروف ببنان الشيخ الصالح 5557 غنائم بن أحمد بن المسلم بن الخضر أبو السرايا السلمي المعروف بابن أبي الوبر حدث عن رشأ بن نظيف سمع منه شيخنا أبو الحسن السلمي أنبأنا أبو الحسن علي بن المسلم الفقيه أنبأنا أبو السرايا غنائم بن أحمد بن أبي الوبر وأبو عبد الله محمد بن علي بن أحمد بن المبارك الفراء سنة إحدى وثمانين وأربع مائة أنبأنا أبو الحسن رشأ بن نظيف سنة ثلاث وأربعين وأربعمائة أنبأنا أحمد بن محمد بن يوسف يعرف بابن العلاف ببغداد أنبأنا أبو علي الحسين بن صفوان البردعي حدثنا عبد الله بن محمد بن عبيد حدثنا خلف بن هشام حدثنا حماد بن زيد عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت كان النبي ( صلى الله عليه و سلم ) يدعو ( ( اللهم إني أعوذ بك من شر فتنة الغنى ومن شر فتنة الفقر ) هذا مختصر من حديث
_________
( 1 ) الاكمال لابن ماكولا 1 / 361 - 362 في باب : بنان
( 2 ) زيادة عن الاكمال

(48/91)


أخبرناه أعلى من هذا بدرجتين أبو المظفر بن القشيري أنبأنا أبو سعد الجنزرودي ( 1 ) أنبأنا أبو عمرو بن حمدان أنبأنا أبو يعلى حدثنا أحمد بن الحجاج حدثنا حماد هو ابن سلمة عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة أن رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) كان يقول ( اللهم إني أعوذ بك من عذاب النار ومن فتنة النار وأعوذ بك من عذاب القبر ومن فتنة القبر وأعوذ بك من المسيح الدجال ومن الكسل والهرم والمأثم والمغرم ومن شر فتنة الغنى والفقر اللهم اغسلني من الخطايا بماء الثلج والبرد اللهم باعد بيني وبين خطاياي كما باعدت بين المشرق والمغرب ) قرأت بخط أبي القاسم بن صابر توفي شيخنا أبو السرايا غنائم بن أبي الوبر رحمه الله يوم الأحد الحادي والعشرين من شهر رمضان من سنة ثلاث وثمانين وأربعمائة سمع الحديث كثيرا من الشيخ أبي الحسن رشأ بن نظيف وأبي القاسم السميساطي وأبي موسى عيسى القابسي وغيرهم لم يكن الحديث من شأنه كان شيخا دينا كثير الصلاة بالليل والنهار ضرير البصر حدثنا بجزء واحد من كتاب إصلاح المآل لابن أبي الدنيا وجدنا عليه سماعه من رشأ بلغني أن مولده في سنة إحدى وأربعمائة "
_________
( 1 ) الاصل : الخزرودي تصحيف

(48/92)


ذكر من اسمه غوث " 5558 غوث بن أحمد بن حيان ( 1 ) أبو عمرو الطائي العكاوي ( 2 ) حدث بصيدا عن إبراهيم بن معاوية القيسراني روى عنه أبو الحسين بن جميع ( 3 ) أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلم الفقيه وأبو القاسم إسماعيل بن أحمد قالا أنبأنا أبو نصر بن طلاب أنبأنا أبو الحسين بن جميع حدثنا غوث بن أحمد وهو ابن حسان أبو عمرو الطائي العكاوي بصيدا أنبأنا إبراهيم بن معاوية العرناني ( 4 ) حدثنا سفيان عن أبي هارون قال كنا إذا أتينا أبا سعيد الخدري قال مرحبا بوصية رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) قال لنا ( الناس لكم تبع وسيأتيكم أقوام من أقطار الأرض يتفقهون فإذا أتوكم فاستوصوا بهم خيرا )
_________
( 1 ) كذا بالاصل والانساب ( العكاوي ) وفي ت والمختصر : حبان
( 2 ) ترجمته في الانساب ( العكاوي )
والعكاوي بفتح العين المهملة والكاف المشددة نسبة إلى عكا وهي مدينة كبيرة من بلاد الثغور على ساحل بحر الروم
( 3 ) هو محمد بن أحمد بن جميع الغساني أبو الحسين وقد كتب عنه بصيدا كما يفهم من عبارة الانساب
( 4 ) كذا رسمها بالاصل ومر أول الترجمة : " القيسراني " وفي المختصر : حدث عن إبراهيم بن معاوية القيسراني عن سفيان
وذكر الحديث

(48/93)


5559 - غوث بن سليمان بن زياد ابن ربيعة بن نعيم بن ربيعة بن عمرو بن عبيدة ويقال عبيدة بن جذيمة بن عمرو بن زيد بن مالك ابن زيد بن الحارث بن عمرو بن حجر ابن قيس بن كعب بن سهل بن زيد بن حضرموت أبو يحيى الحضرمي الصوراني ( 1 ) المصري ( 2 ) قاضي مصر حدث عن أبيه روى عنه عبد الله بن وهب والواقدي وزياد بن يونس وأبو صالح عبد الغفار بن داود الحراني وأبو الوليد الطيالسي وعبد الله بن المبارك ويحيى بن عبد الله بن بكير وقدم دمشق أو أعمالها مع صالح بن علي غازيا ( 3 ) قرأت على أم البهاء فاطمة بنت محمد عن أبي طاهر بن محمود وأبي العباس أحمد بن محمد بن ( 4 ) قالا أنبأنا أبو بكر بن المقرئ حدثنا أبو العباس بن قتيبة حدثنا حرملة بن يحيى حدثنا ابن وهب أخبرني غوث بن سليمان الحضرمي عن أبيه عن عبد الله بن الحارث بن الجزء الزبيدي قال سمعت رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) يقول ( لا يبول أحدكم وهو مستقبل القبلة ) أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا أبو بكر بن الطبري أنبأنا أبو الحسين بن الفضل أنبأنا عبد الله بن جعفر ( 5 ) حدثنا يعقوب بن سفيان ( 6 ) حدثني أبو الوليد هشام
_________
( 1 ) بدون إعجام بالاصل وهذه النسبة إلى صوران قرية باليمن للحضارمة ( الانساب ) ضبطها السمعاني بضم الصاد وفي معجم البلدان بالفتح
( 2 ) ترجمته في الانساب ( الصوراني ) واللباب ( الصوراني ) ومعجم البلدان ( الصوران ) وولاة مصر للكندي ص 126 وفتوح مصر وأخبارها لابن عبد الحكم ( الفهارس ) والمعرفة والتاريخ 1 / 156 و 2 / 496 والتاريخ الكبير للبخاري 7 / 111 والجرح والتعديل 7 / 57
( 3 ) ولاة مصر للكندي ص 126
( 4 ) كلمة مكانها مطموس ولم يظهر منها إلا حرف " م "
( 5 ) الكلمة مطموسة بالاصل والمثبت قياسا إلى سند مماثل
( 6 ) رواه يعقوب بن سفيان الفسوي في المعرفة والتاريخ 2 / 496 ومن طريق عبد الله بن الحارث بن جزء في فتوح مصر لابن عبد الحكم ص 299

(48/94)


بن عبد الملك حدثنا غوث بن سليمان بن زياد حدثني سليمان بن زياد قال دخلنا على عبد الله بن الحارث بن جزء الزبيدي في يوم جمعة فدعا بطست فقال لجاريته استري بيني وبين القوم فبال فيها وتوضأ ثم قال إني لم أجد منتحى إلا منتحى إلى القبلة وسمعت رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) يقول ( لا يبولن أحدكم وهو مستقبل القبلة ) أنبأنا أبو محمد عبد الكريم بن حمزة عن أبي القاسم خلف بن أحمد بن الفضل الحرفي أنبأنا أبو محمد عبد الرحمن بن عمر بن النحاس أنبأنا أبو عمر محمد بن يوسف حدثني يحيى بن أبي معاوية حدثني خلف يعني ابن ربيعة عن أبيه أن صالح بن علي لما خرج إلى الشام أخرج بغوث بن سليمان فصحبه غوث إلى فلسطين وكان خروجه في شهر رمضان سنة سبع وثلاثين ( 1 ) ومائة وعاد غوث إلى الفسطاط في النصف من جمادى الأولى سنة ثمان وثلاثين ولم يكن استخلف في هذه السفرة على القضاء أحدا فعاد غوث إلى القضاء فوليها إلى سنة أربعين ومائة وإن صالح بن علي ولي الصائفة فأخرج غوثا معه إلى الصائفة فاستخلف غوث يزيد بن عبد الله بن بلال الحضرمي أخبرنا أبو البركات الأنماطي وأبو العز الكيلي قالا أنبأنا أبو طاهر الباقلاني زاد الأنماطي وأحمد بن الحسن بن خيرون قالا أنبأنا أبو الحسين الأصبهاني أنبأنا أبو الحسين الأهوازي أنبأنا أبو حفص الأهوازي حدثنا خليفة بن خياط قال ( 2 ) في الطبقة الرابعة من تابعي أهل مصر غوث بن سليمان الحضرمي مات زمن المهدي أخبرنا أبو البركات أنبأنا أبو طاهر أنبأنا يوسف بن رباح أنبأنا أبو بكر المهندس حدثنا أبو بشر الدولابي حدثنا معاوية بن صالح عن يحيى بن معين قال في تسمية محدثي أهل مصر غوث بن سليمان الحضرمي قرأت على أبي غالب بن البنا عن أبي محمد الجوهري أنبأنا أبو عمر بن حيوية أنبأنا أحمد بن معروف حدثنا الحسين بن الفهم
_________
( 1 ) بالاصل : وثمانين ثم شطبت بخط أفقي ووضعت علامة تحويل إلى الهامش واللفظة " وثلاثين " استدركت عن هامش الاصل وبعدها صح
( 2 ) رواه خليفة بن خياط في الطبقات ص 544 رقم 2803

(48/95)


ح وأخبرنا أبو بكر محمد بن شجاع أنبأنا أبو عمرو بن مندة أنبأنا أبو محمد بن يوة أنبأنا أبو الحسين اللنباني حدثنا أبو بكر بن أبي الدنيا قالا حدثنا محمد بن سعد ( 1 ) قال في الطبقة الخامسة من أهل مصر غوث بن سليمان الحضرمي مات في زمن المهدي وقال ابن الفهم توفي في خلافة المهدي أنبأنا أبو الغنائم الكوفي ثم حدثنا أبو الفضل بن ناصر أنبأنا أحمد بن الحسن والمبارك بن عبد الجبار ومحمد بن علي واللفظ له قالوا أنبأنا أبو أحمد زاد أحمد ومحمد بن الحسن قالا أنبأنا أحمد بن عبدان أنبأنا محمد بن سهل أنبأنا محمد بن إسماعيل قال ( 2 ) غوث بن سليمان بن زياد الحضرمي البصري قال أبو الوليد هشام حدثنا غوث عن أبيه سمع عبد الله بن الحارث بن جزء قال نهى النبي ( صلى الله عليه و سلم ) أن يبال مستقبل القبلة أنبأنا أبو الحسين القاضي وأبو عبد الله الأديب قالا أنبأنا أبو القاسم بن مندة أنبأنا أبو علي إجازة ح قال وأنبأنا أبو طاهر أنبأنا أبو علي قالا أنبأنا أبو محمد بن أبي حاتم ( 3 ) قال غوث بن سليمان الحضرمي قاضي مصر روى عن أبيه روى عنه ابن المبارك وعبد الله بن وهب ويحيى بن عبد الله بن بكير وأبو الوليد الطيالسي سمعت أبي يقول ذلك أخبرنا أبو الفضل محمد بن ناصر أنبأنا أبو طاهر أحمد بن علي بن عبد الله وأبو الحسين المبارك بن عبد الجبار قالا أنبأنا أبو الفرج الطناجيري حدثنا محمد بن إبراهيم بن السري حدثنا عبد الملك بن بدر بن الهيثم حدثنا أحمد بن هارون بن روح قال في الطبقة الثالثة من الأسماء المنفردة غوث بن سليمان روى عنه ابن وهب مصري وللمصريين شيخ آخر اسمه غوث بن سليمان الطحان وهو متأخر يروي عن عبد الله بن صالح أبي صالح كاتب الليث وهو مولى لبني سهم ويكنى أبا سهل ذكره ابن يونس أيضا وغوث بن جابر بن غيلان بن منبه اليماني الصنعاني يروي عن عقيل بن معقل بن
_________
( 1 ) رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى 7 / 517
( 2 ) رواه البخاري في التاريخ الكبير 7 / 111
( 3 ) رواه ابن أبي حاتم الجرح والتعديل 7 / 57

(48/96)


منبه روى عنه ابن حنبل وابن المديني أنبأنا أبو محمد حمزة بن العباس وأبو الفضل أحمد بن محمد بن الحسن ح وحدثني أبو بكر اللفتواني عنهما قالا أنبأنا أبو الفضل الباطرقاني أنبأنا أبو عبد الله بن مندة أنبأنا أبو سعيد بن يونس قال غوث بن سليمان بن زياد بن ربيعة بن نعيم بن ربيعة بن عمرو بن عبيدة بن جذيمة الحضرمي ثم الصوراني يكنى أبا يحيى قاضي مصرولى القضاء بها ثلاث مرات في أيام المنصور والمهدي قرأت على بلاطة قبره توففي جمادى الآخرة سنة ثمان وستين ومائة قال يحيى بن بكير ولد غوث بن سليمان سنة أربع وتسعين روى عنه ابن وهب وزياد بن يونس ومحمد بن عمر الواقدي وعبد الغفار بن داود الحراني وآخر من حدث عنه بالعراق أبو الوليد الطيالسي أخبرنا أبو بكر محمد بن شجاع أنبأنا أبو صادق محمد بن أحمد بن زنجوية أنبأنا أبو أحمد العسكري قال ومما يصحف بعوف غوث ين سليمان بن زياد الحضرمي قاضي مصر روى عن أبيه روى عنه ابن المبارك وابن وهب ويحيى بن عبد الله بن بكير وأبو الوليد الغين المعجمة والثاء منقوطة بثلاث قرأت على أبي محمد عبد الكريم بن حمزة عن أبي بكر الخطيب قال أبو يحيى غوث بن سليمان بن زياد بن ربيعة بن نعيم بن ربيعه بن عمرو بن عبيدة بن جذيمة الحضرمي قاضي مصر ولى القضاء بها ثلاث مرات في أيام المنصور والمهدي وحدث عن أبيه عن عبد الله بن الحارث بن جزء صاحب النبي ( صلى الله عليه و سلم ) روى عنه عبد الله بن وهب ومحمد بن عمر الواقدي ويحيى بن بكير وعبد الغفار بن داود الحراني وأبو داود الطيالسي وذكر أبو سعيد بن يونس أنه ولد في سنة أربع وتسعين ومات في سنة ثمان وستين ومائة قرأت على أبي محمد السلمي عن أبي نصر بن ماكولا قال ( 1 )
_________
( 1 ) الاكمال لابن ماكولا 7 / 30

(48/97)


أما غوث بغين معجمة وآخره ثاء معجمة بثلاث فهو غوث بن سليمان بن زياد بن ربيعة ابن نعيم أبو يحيى الحضرمي المصري ولي القضاء بها ثلاث مرات في أيام المنصور والمهدي وحدث عن أبيه روى عنه ابن وهب والواقدي وعبد الغفار بن داود الحراني وأبو الوليد الطيالسي أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر أنبأنا أبو صالح أحمد بن عبد الملك أنبأنا أبو الحسن ابن السقا حدثنا محمد بن يعقوب حدثنا عباس بن محمد قال سمعت يحيى بن معين يقول شيخ مصري يقال له غوث سمع منه أبو الوليد الطيالسي بمكة وقد روى عنه أيضا ابن بكير المصري أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا أبو بكر بن الطبري أنبأنا أبو الحسين بن الفضل أنبأنا عبد الله بن جعفر حدثنا يعقوب بن سفيان ( 1 ) حدثني أبو الوليد حدثنا غوث ابن سليمان بن زياد مصري سمع منه بمكة ولا بأس به أنبأنا أبو الحسين ( 2 ) القاضي وأبو عبد الله الخلال قالا أنبأنا أبو القاسم العبدي أنبأنا حمد إجازة ح قال وأنبأنا أبو طاهر أنبأنا علي قالا أنبأنا ابن أبي حاتم قال ( 3 ) سألته يعني أباه عنه فقال هو مصري صحيح الحديث لا بأس به أنبأنا أبو محمد حمزة بن العباس بن علي وأبو الفضل أحمد بن محمد بن الحسن ح وحدثني أبو بكر اللفتواني عنهما قالا أنبأنا أحمد بن الفضل بن محمد أنبأنا محمد بن إسحاق بن محمد بن يحيى بن مندة أنبأنا أبو سعيد بن يونس قال وذكر فتيان بن أبي السمح أنه اتهم برأي الإباضية وقال فتيان حدثني ربيعة التفوسي قال أنا حملت كتاب أبي الخطاب الإباضي من إفريقية إلى غوث بن سليمان وحملت كتاب غوث إلى أبي الخطاب
_________
( 1 ) لم أعثر على الخبر في كتاب المعرفة والتاريخ المطبوع
( 2 ) بالاصل : الحسن تصحيف والسند معروف
( 3 ) رواه ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل 7 / 57

(48/98)


وقال ابن يونس وذكر أحمد بن يحيى بن وزير عن سعيد بن عفير أن علي بن محمد بن عبد الله بن حسن بن حسن لما قدم إلى مصر هاربا من المنصور طلبه المنصور بمصر فاتهم به غوث بن سليمان أن يكون غيبه عنده فورد كتاب المنصور على يزيد بن حاتم أمير مصر يأمره فيه بحبس غوث فحبسه أنبأنا أبو محمد بن حمزة عن أبي القاسم خلف بن أحمد بن الفضل أنبأنا أبو ( 1 ) محمد عبد الرحمن بن عمر أنبأنا أبو ( 2 ) عمر محمد بن يوسف حدثني ابن قديد عن عبيد الله يعني ابن سعيد بن عفير عن أبيه عن عبد الصمد بن حمزة بن زياد وكان حمزة بن زياد كاتبا لغوث أن غوثا لما حبس كتب مع حمزة بن زياد إلى صالح بن علي فكتب فيه صالح إلى ابي جعفر المنصور يستوهبه إياه فوهبه له وكتب له سجلا له منشورا برده حيث لقي فلقي وقد جاوز حلب فأبى أن يرجع ومضى حتى قدم العراق وأبو جعفر حاج ثم قدم أبو جعفر فاعتذر إليه فعذره ورده إلى مصر قال وأنبأنا أبو عمر قال ثم ولي القضاء بها يعني بمصر أبو يحيى غوث بن سليمان بن زياد بن ربيعة بن نعيم بن ربيعة بن عمرو بن عبيده بن جذيمة بن عمرو بن زيد بن مالك بن زيد بن الحارث بن عمرو بن حجر بن قيس بن كعب بن سهل بن زيد بن حضرموت من قبل الأمير أبي عون يوم الأحد للنصف من شهر رمضان سنة خمس وثلاثين ومائة حدثني بذلك يحيى عن خلف عن أبيه عن جده قال وحدثني قيس بن حملة الغافقي حدثني ياسين حدثني فضالة بن المفضل عن أبيه قال لم يكن غوث بن سليمان بالفقيه لكنه كان أعلم الناس بمعاني القضاء وسياسته وكان أمره من أحسن شئ وكان هيوبا قال أبو عمر فوليها غوث إلى خروجه إلى الصائفة خمس سنين أخبرني بذلك يحيى عن خلف عن أبيه وكان خروجه في جمادى الآخرة سنة أربعين ثم ولي القضاء بها يزيد بن عبد الله بن عبد الرحمن بن بلال خليفة لغوث على القضاء ثم عاد غوث بن سليمان إلى
_________
( 1 ) لفظة " أبو " كتبت تحت الكلام بين السطرين في الاصل
( 2 ) لفظة " أبو " كتبت فوق الكلام بين السطرين بالاصل

(48/99)


القضاء بعد موت ابن بلال فوليها غوث إلى أن صرف عنها هو وخليفته ابن بلال تسع سنين وكان صرفه في شهر رمضان سنة أربع وأربعين قال ثم ولي القضاء بها غوث بن سليمان ولايته الثالثة عليها من قبل المهدي ورد الكتاب بولايته في جمادى الأولى سنة سبع وستين ومائة حدثني بذلك يحيى بن خلف عن أبيه وقال أقام غوث بن سليمان بمصر ثلاثا وعشرين سنة منذ صرف عن القضاء سنة أربع وأربعين ومائة ووليها غوث إلى أن توفي بها وهو على قضائها في جمادى الآخرة سنة ثمان وستين ومائة ووليها سنة واحدة صلى عليه الأمير موسى بن مصعب الخثعمي قال وحدثنا أبو عمر حدثني ابن قديد حدثنا عبيدالله بن سعيد عن أبيه حدثني عمرو بن بحري الشيباني أن صالح بن علي لما نزل دابق وحشد الناس للصائفة جعل على كل جند قاضيا فشكوا تطويل القضاة فذكر ذلك للمصريين فقال له عمرو بن الحارث اجمعهم على غوث ابن سليمان فإنه يستضلع بهم ففعل قال عمرو بن الحارث فكنا نمر به والناس يترادفون عليه فيقول انزلوا نتحدث فنقول أنى لنا بالحديث وعليك من نرى فيقول انزلوا ناحية فما سسب ( 1 ) أن يتفرج ( 2 ) الناس عنه ويخلو فنتحدث أنبأنا أبو محمد حمزه بن العباس وأبو الفضل بن سليم وحدثني أبو بكر اللفتواني عنهما قالا أنبأنا أحمد بن الفضل أنبأنا أبو عبد الله بن مندة أنبأنا أبو سعيد بن يونس حدثنا علي بن الحسن بن قديد حدثنا عبد الرحمن بن عبد الله بن عبد الحكم ( 3 ) حدثنا حماد بن المسور أبو رجاء قال قدمت امرأة من الريف في محفة ( 4 ) وغوث قاضي مصر إذ ذاك فوافت غوث بن سليمان عند السراجين رائحا إلى المسجد فشكت إليه أمرها وأخبرته بحاجتها فنزل عن دابته في بعض حوانيت السراجين ولم يبلغ المسجد فكتب لها بحاجتها وركب إلى المسجد فانصرفت المرأة وهي تقول أصابت والله أمك حين سمتك غوثا أنت والله غوث عند اسمك
_________
( 1 ) كذا رسمها بالاصل
( 2 ) كذا بالاصل
( 3 ) الخبر في فتوح مصر لابن عبد الحكم ص 244
( 4 ) المحفة : بالكسر مركب للنساء كالهودج إلا أنها لا تقبب ( القاموس )

(48/100)


قال وحدثنا أبو سعيد حدثني عاصم بن مراوح ( 1 ) حدثنا ياسين بن عبد الأحد قال سمعت أبي يقول سمعت غوث بن سليمان يقول بعث إلي أمير المؤمنين أبو جعفر المنصور فحملت إليه فقال لي يا غوث إن صاحبتكم الحميرية خاصمتني إليك في شروطها قلت أفيرضى أمير المؤمنين أن يحكمني عليه قال نعم قلت فالحكم له شروط فيحملها أمير المؤمنين قال نعم قلت يأمرها أمير المؤمنين فتوكل وكيلا وتشهد على وكالته خادمين حرين يعدلهما امير المؤمنين على نفسه ففعل فوكلت خادما وبعثت معه بكتاب صداقها وشهد الخادمان على توكليها فقلت له تمت الوكالة فإن رأى أمير المؤمنين أن يساوي الخصم في مجلسه فليفعل فانحط عن فرشه وجلس مع الخصم ودفع إلي الوكيل كتاب الصداق فقرأته عليه فقلت أيقرأ أمير المؤمنين بما فيه قال نعم قلت أرى في الكتاب شروطا مؤكدة بها تم النكاح بينكما أرأيت يا أمير المؤمنين لو أنك خطبت إليها ولم تشترط لها هذا الشرط كانت تزوجك قال لا قلت فبهذا الشرط تم النكاح وأنت أحق من وفى لها بشرطها قال قد علمت إذ أجلستني هذا المجلس أنك ستحكم علي قلت أعظم جائزتي وأطلق سبيلي يا أمير المؤمنين قال بل جائزتك على من قضيت له وأمر لي بجائزة وخلعة وأمرني أن أحكم بين أهل الكوفة فقلت يا أمير المؤمنين ليس البلد بلدي ولا معرفة لي بأهله قال لا بد من ذلك قلت يا أمير المؤمنين فأنا أحكم بينهم فإذا أنا ناديت من له حاجة بخصومة ولم يأت أحد فائذن لي بالرجوع إلى بلدي قال نعم قال غوث فجلست فحكمت بينهم ثم انقطع الخصوم فناديت بالخصوم فلم يأت أحد فرحلت من وقتي إلى مصر أنبأنا أبو محمد بن حمزة عن أبي القاسم الحرفي أنبأنا أبو محمد بن النحاس أنبأنا أبو عمر والكندي حدثني يحيى بن أبي معاوية حدثني خلف يعني ابن ربيعة حدثني زياد ابن يونس قال سمعت غوث بن سليمان يقول قال لي أبو جعفر أقم ههنا فقلت البلد ليس بلدي وليس لي معرفة بأهله فإن رأيت أن تعفيني فأعفاني أخبرني أبو البركات بن المبارك أنبأنا أبو الفضل بن خيرون أنبأنا أبو القاسم بن
_________
( 1 ) كذا رسمها بالاصل

(48/101)


بشران أنبأنا أبو علي بن الصواف حدثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة حدثنا هاشم بن محمد حدثنا الهيثم بن عدي قال ومات غوث بن سليمان الحضرمي زمن المهدي أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا أبو بكر بن الطبري أنبأنا أبو الحسين بن الفضل أنبأنا عبد الله حدثنا يعقوب قال ( 1 ) سمعت يحيى بن بكير المخزومي يقول توفي غوث بن سليمان بن زياد الحضرمي سنة ثمان وستين ومائة "
_________
( 1 ) رواه يعقوب بن سفيان في المعرفة والتاريخ 1 / 156

(48/102)


ذكر من اسمه ( 1 ) غياث " 5560 غياث بن جميل أبو الخضر المقبري حكى عنه علي الحنائي قرأت بخط أبي ( 2 ) الحسن علي بن محمد الحنائي أخبرني أبو الخضر غياث بن جميل المقبري قال حفرت في مقابر باب توما وأنا صبي وكان من أبناء ثمانين سنة أو دونها قال فلما وصلت إلى اللحد رأيت مثل النطع فكشفت فإذا فخد عظيمة فهالني ما رأيت وكنت أحفر بين يدي شيخ مقبري مسن وكان أطروشا ( 3 ) فقلت له ما هذا وأوقفته على الحال فقال يا بني هذا من الصحابة ممن كان مع خالد بن الوليد لأن كان لباسهم الفراء وكان الحفر من نحو القبلة من المقابر عند السور في باب توما
_________
( 1 ) زيادة منا للايضاح
( 2 ) بالاصل : " أبو " والمثبت عن ت
( 3 ) بالاصل وت : أطروش

(48/103)


5561 - غياث بن غوث ويقال بن غويث بن الصلت بن طارقه بن سيحان ابن عمرو بن الفدوكس بن عمرو بن مالك بن جشم ابن بكر بن حبيب بن عمرو بن غنم بن تغلب ويقال ابن غوث بن سلمة بن طارقة أبو مالك التغلبي النصراني المعروف بالأخطل الشاعر ( 1 ) قدم دمشق غير مرة على غير واحد من الخلفاء أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد أنبأنا عبد الوهاب بن علي بن عبد الوهاب أنبأنا علي بن عبد العزيز الظاهري قال قرئ على أبي بكر أحمد بن جعفر بن محمد بن سلم أنبأنا الفضل بن الحباب حدثنا محمد بن سلام قال الأخطل وهو غياث بن الصلت بن طارقة بن السيحان بن عمرو بن فدوكس بن عمرو ابن مالك بن جشم بن بكر بن حبيب بن عمرو بن غنم بن تغلب خطلة قول كعب بن جعيل له إنك لأخطل ( 2 ) يا غلام أخبرنا أبو بكر محمد بن شجاع اللفتواني أنبأنا أبو صادق محمد بن أحمد بن جعفر أنبأنا أحمد بن محمد بن زنجوية أنبأنا الحسن بن عبد الله بن سعيد قال والأخطل الشاعر اسمه غياث بن غوث ( 3 ) ويكنى أبا مالك أخبرنا أبو الحسين محمد بن كامل بن ديسم قال كتب إلي أبو جعفر محمد بن أحمد ابن الحسن أنبأنا أبو عبيدالله محمد بن عمران بن موسى إجازة قال الأخطل التغلبي اسمه اياس ( 4 ) غياث بن غوث ويقال غياث بن غويث بن الصلت
_________
( 1 ) انظر أخباره في : الاغاني 8 / 280 ( مصورة دار الكتب ) الشعر والشعراء ص 301 خزانة الادب 1 / 459 ( ت
هارون ) طبقات الشعراء للجمحي ص 157 ، سير أعلام النبلاء 4 / 589 شعراء النصرانية 2 / 170 ديوانه ط بيروت
( 2 ) راجع الاغاني 8 / 280 - 281
والاخطل : السفيه
( 3 ) في الاصل تقرأ : عوف
( 4 ) كذا بالاصل : " اسمه إياس غياث " وليس له ترجمة في معجم الشعراء للمرزباني وفي المؤتلف والمختلف للامدي ص 21 : الاخطل التغلبي واسمه غياث بن غوث

(48/104)


ابن طارقة بن عمرو بن السيحان بن الفدوكس بن عمرو بن مالك بن جشم بن بكر بن حبيب ابن عمرو بن غنم بن تغلب وقال الجاحظ الأخطل اسمه غوث بن مغيث وتفرد الجاحظ بهذا القول والأول هو الصحيح وسمي الأخطل ببيت قاله ويقال خطلة قول كعب بن جعيل التغلبي له إنك لأخطل يا غلام وقيل سمي بخطل لسانه وقيل بطول أذنيه ويكنى أبا مالك ويلقب دوبل بن حمار ويعرف بذي الصليب وكان نصرانيا وكان مقدما عند خلفاء بني أمية وولاتهم وعمالهم لمدحه لهم وانقطاعه إليهم مدح يزيد بن معاوية في أيام أبيه وهجا الأنصار بسببه وعمر عمرا طويلا وكان أبو عمرو بن العلاء ويونس النحوي يقدمانه على جرير والفرزدق في الشعر واحتج له يونس في ذلك بجماعة من علماء أهل البصرة وكان حماد الراوية يقدمه أيضا عليهما قرأت على أبي غالب بن البنا عن أبي الفتح بن المحاملي أنبأنا أبو الحسن الدارقطني قال وأما سيجان بالياء يعني والجيم فقال ابن الكلبي في نسب الأخطل الشاعر النصراني هو الأخطل اسمه غياث بن غوث بن الصلت بن طارق بن السيجان سمي ب ( 1 ) الأخطل لأنه تعرض لكعب بن جعيل الشاعر فأقبل عليه فقال أبو الأخطل لكعب بن جعيل إنه غلام خطل فسمي لذلك الأخطل كذا قال الأول بالحاء والثاني بالجيم قرأت على أبي محمد السلمي عن أبي نصر بن هبة الله قال ( 2 ) غياث بن غوث بن الصلت بن طارق بن عمرو بن سيحان بن قدوكس بن عمرو بن مالك بن جشم بن بكر بن حبيب بن عمرو بن غنم بن تغلب الأخطل الشاعر النصراني مشهور كذلك ذكره ابن سلام الجمحي وابن الكلبي في الجمهرة فقالا ( 3 ) سيحان غير
_________
( 1 ) زيادة منا للايضاح
( 2 ) الاكمال لابن ماكولا 6 / 132 و 133
( 3 ) الاصل : " فقال " وفي الاكمال : وقالا

(48/105)


أن ابن سلام قال في الطبقات قال ( 1 ) سيحان بن عمرو بن فدوكس ( 2 ) بن عمرو والله أعلم بالصواب كذا ذكره في باب عتاب وغياث وما معهما وقال في باب سبحان وسيحان ( 3 ) وما معهما وأما سيجان مثل الذي قبله سواء يعني سيجان بالنون إلا أنه بياء معجمة باثنتين من تحتها فهو سيجان بن فدوكس بن عمرو بن مالك ابن جشم والله أعلم ذكر أبو الحسين أحمد بن فارس أن الدوبل حمار صغير مجتمع الخلق ( 4 ) وبه لقب الأخطل أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا أبو محمد عبد الوهاب بن علي بن عبد الوهاب أنبأنا علي بن عبد العزيز الظاهري قال قرئ على أحمد بن جعفر بن محمد بن سلم أنبأنا الفضل بن الحباب حدثنا محمد بن سلام ( 5 ) حدثني محمد بن عائشة قال قال إسحاق بن عبد الله بن الحارث بن نوفل خرجت مع أبي إلى الشام فخرجت إلى دمشق أنظر إلى بنائها فإذا كنيسة وإذا الأخطل ناحيتها فلما رآني أنكرني فسأل عني فأخبر فقال يا فتى إن لك موضعا وشرفا وإن الأسقف قدحبسني وأنا أحب أن تأتيه وتكلمه في إطلاقي قال فقلت نعم فانتهيت إلى الأسقف فانتسبت له وكلمته وطلبت إليه في تخليته فقال مهلا أعيذك بالله أن تكلم في مثل هذا فإن لك موضعا وشرفا وهذا ظالم يشتم أعراض الناس ويهجوهم فلم أزل به حتى قام معي فدخل عليه الكنيسة فجعل يوعده ويرفع عليه العصا والأخطل يتضرع إليه وهو يقول له أتعود أتعود فيقول لا قال إسحاق فقلت له يا أبا مالك تهابك الملوك وتكرمك الخلفاء وذكرك في الناس وعظم أمره فقال إنه الدين إنه الدين وحدثنا ابن سلام حدثني أبو الغراف قال أنشد الأخطل قصيدته التي يقول فيها ( 6 )
_________
( 1 ) زيادة لازمة عن الاكمال
( 2 ) الاصل : فدوس والمثبت عن الاكمال
( 3 ) الاكمال لابن ماكولا 4 / 381 و 382
( 4 ) راجع معجم مقاييس اللغة : " دبل " طبعة دار الفكر
( 5 ) الخبر في طبقات الشعراء لابن سلام الجمحي ص 156
( 6 ) البيت في ديوان الاخطل ط بيروت 257 من قصيدة طويلة يمدح عكرمة الفياض والاغاني 8 / 310 وطبقات الشعراء للجمحي ص 157

(48/106)


* وإذا افتقرت إلى الذخائر لم تجد * ذخرا يكون كصالح الأعمال * فقال له هشام بن عبد الملك هنيئا لك يا أبا مالك الإسلام ( 1 ) أو قال أسلمت قال ما زلت مسلما يقول في ديني وقال لعبد الملك * شمس العداوة حتى يستقاد لهم * وأعظم الناس أحلاما إذا قدروا ( 2 ) * مثل الناس بينه وبين بيت جرير * ألستم خير من ركب المطايا * وأندى العالمين بطون راح ( 3 ) * وقال الأخطل فيها ( 4 ) * حشد على الحق عن قول الخنا ( 5 ) خرس * وإن ألمت بهم مكروهة صبروا بني أمية إني ناصح لكم * فلا يبيتن فيكم آمنا زفر فإن مشهده كفر وغائلة ( 6 ) وما تغيب من أخلاقه دعر إن العداوة تلقاها وإن قدمت * كالعر تكمن أحيانا وتنتشر بني أمية قد ناضلت دونكم * أبناء قوم هم آووا وهم نصروا أفحمت عنكم بني النجار قد علمت * عليا معد وكانوا طال ما هدروا * يعني هجاه عبد الرحمن بن حسان بن ثابت * وقيس عيلان حتى أقبلوا رقصا * فما بغوك ( 7 ) جهارا بعدما كفروا ضجوا من الحرب إذ عضت ( 8 ) غواربهم * وقيس عيلان من أخلاقها الضجر * أخبرنا أبو العز بن كادش أنبأنا أبو يعلى بن الفراء أنبأنا أبو القاسم إسماعيل بن
_________
( 1 ) الاصل : سلام والتصويب عن طبقات الشعراء والاغاني
( 2 ) البيت في ديوانه ط بيروت ص 106 من قصيدة يمدح عبد الملك بن مروان وطبقات الشعراء لابنسلام الجمحي ص 157
( 3 ) البيت في ديوان جرير ط بيروت ص 74 من قصيدة يمدح عبد الملك بن مروان وطبقات الشعراء لابن سلام ص 157
( 4 ) ديوانه ص 105 وما بعدها وطبقات ابن سلام ص 157
( 5 ) الديوان : عيافو الخنى أنف
( 6 ) صدره في الديوان : واتخذوه عدوا إن شاهده
( 7 ) في الديوان وابن سلام : فبايعوك
( 8 ) الاصل : غضت والتصويب عن الديوان وابن سلام
وغواربهم مفردها غارب وهو أعلى الكتف

(48/107)


سعيد بن إسماعيل حدثنا أبو علي الحسين بن القاسم بن جعفر حدثنا محمد بن عجلان قال قال ابن الأعرابي قال الكلابي قال عبد الملك بن مروان للأخطل من أشعر الناس قال أنا ثم المغدف القناع القبيح السماع الضيق الذراع يعني القطامي قرأت بخط أبي الحسن رشأ بن نظيف وأنبأنيه أبو القاسم علي بن إبراهيم وأبو الوحش سبيع بن المسلم عنه انبأنا أبو الفتح إبراهيم بن علي بن إبراهيم بن الحسين حدثن أبو بكر محمد بن يحيى الصولي حدثنا أبو العيناء حدثنا الأصمعي عن أبي عمرو بن العلاء قال قلت لجرير أخبرني ما عندكم من الشعراء قال أما أنا فمدينة الشعر والفرزدق يروم مني ما لا ينال وابن النصرانية أرمانا للفرائض وأمدحنا للملوك وأقلنا اجتزاء بالقليل وأوصفنا للخمر والحمر قال أبو عمرو والحمر النساء البيض والحمرة عند العرب البياض فقلت ذو الرمة قال ليس بشئ أبعار ظباء ونقط عروس أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد أنبأنا عبد الوهاب بن علي بن عبد الوهاب أنبأنا أبو الحسن بن الطاهري قال قرئ علي أبي بكر الختلي أنبأنا أبو خليفة الجمحي ( 1 ) حدثنا أبو عبد الله الجمحي قال وسمعت سلمة بن عياش قال تذاكرنا جريرا والفرزدق والأخطل فقال قائل من مثل الأخطل إن في كل بيت له بيتين يقول ( 2 ) * ولقد علمت إذا الرياح ( 3 ) تروحت * هدج الرئال تكبهن شمالا أنا نعجل بالعبيط لضيفنا * قبل العيال ونقتل ( 4 ) الأبطالا * قال يقول لو شاء لقال ولقد علمت إذا الرياح * تروحت هدج الرئال أنا نعجل بالعبيط * لضيفنا قبل العيال * وكان هذا شعرا وكان علي غير ذلك الوزن
_________
( 1 ) من طريقه الخبر والشعر في الاغاني 8 / 284
( 2 ) البيتان في ديوانه ط بيروت ص 246
( 3 ) الديوان والاغاني : العشار
( 4 ) الاغاني : ونضرب

(48/108)


أخبرنا أبو العز بن كادش إذنا ومناولة وقرأ علي إسناده أنبأنا محمد بن الحسين أنبأنا ابن زكريا ( 1 ) حدثنا عبيدالله بن محمد بن جعفر الأزدي حدثنا أبو العباس أحمد بن يحيى حدثنا ابن الأعرابي قال قيل لجرير أيما أشعر أنت في قولك ( 2 ) * حي الغداة برامة الأطلالا * رسما تحمل أهله فأحالا * أم الأخطل في جوابها ( 3 ) * كذبتك عينك أم رأيت بواسط * غلس الظلام من الرباب خيالا قال هو أشعر مني إلا أني قد قلت في قصيدتي بيتا لو أن الأفاعي نهشتهم في أستاههم ما حكوها حيث أقول ( 4 ) * والتغلبي إذا تنحنح للقرى * حك أسته وتمثل الأمثالا * أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا أبو محمد السكري أنبأنا علي بن عبد العزيز قال قرئ على أحمد بن جعفر بن محمد أنبأنا الفضل بن الحباب ( 5 ) حدثنا محمد بن سلام قال سألت بشارا العقيلي عن الثلاثة فقال لم يكن الأخطل مثلهما ولكن ربيعة تعصبت له وأفرطت فيه أنبأنا أبو علي الحداد أنبأنا أبو نعيم الحافظ حدثنا أبو حامد بن جبلة حدثنا أبو عبد الله القاضي حدثنا عمر بن شبة حدثنا الأصمعي قال اجتمع الشعبي والأخطل عند عبد الملك فلما خرجا قال الأخطل للشعبي يا شعبي ارفق بي فإنك تغرف من آنية شتى وأنا أغرف من إناء واحد قرأنا على أبي عبد الله بن البنا عن أبي الحسن بن مخلد أنبأنا علي بن محمد بن خزفة ح وعن أبي الحسين بن الآبنوسي أنبأنا أحمد بن عبيد قراءة قالا أنبأنا محمد بن الحسين بن محمد حدثنا ابن أبي خيثمة حدثنا سليمان بن أبي
_________
( 1 ) رواه المعافى بن زكريا الجريري في الجليس الصالح الكافي 3 / 107 - 108
( 2 ) البيت في ديوان جرير ط بيروت ص 338 من قصيدة يهجو الاخطل والجليس الصالح 3 / 107
( 3 ) البيت في ديوان الاخطل ط بيروت ص 245 من قصيدة يهجو جرير والجليس الصالح 3 / 107
( 4 ) ديوان جرير ص 339 والجليس الصالح الكافي 3 / 108
( 5 ) رواه ابن سلام الجمحي في طبقات الشعراء ص 122

(48/109)


شيخ حدثنا يحيى بن سعيد الأموي عن السري بن إسماعيل عن الشعبي قال كان الأخطل ينشد عبد الملك شعره فأنشده عروضة ( 1 ) من أشعار العرب فغممته ولا أشعر فجلس لي يوما على باب عبد الملك فلما مررت قام إلي فقال يا هذا إني آخذ من وعاء واحد وإنك تأخذ من أوعية شتى قال فكففت أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلم الفقيه أنبأنا أبو عبد الله محمد بن أبي نعيم النسوي أنبأنا أبو محمد بن أبي نصر أنبأنا عمي أبو علي محمد بن القاسم بن معروف قال فحدثني علي بن بكر حدثنا محمود بن محمد حدثنا عبيدالله حدثنا محمد بن حسان حدثنا هشام بن الكلبي عن أبيه قال كتب عبد الملك إلى الحجاج إنه لم يبق علي لذة من لذات الدنيا إلا وقد بلغتها إلا محادثة الرجال فوجه إلي بعامر الشعبي مكرما فأمره الحجاج بالتجهز ثم خرج قال فقدمت على أمير المؤمنين فوافيت بابه فلقيت حرسيا فقلت استأذن لي على أمير المؤمنين قال الحرسي من تكون ( 2 ) يرحمك الله قلت عامر الشعبي فدخل وما أبطأ حتى خرج فقال ادخل فدخلت فإذا عبد الملك في صحن الدار على كرسي في يده خيزرانة وبين يديه شيخ جالس لا أعرفه فسلمت فرد علي وقال كيف حالك يا شعبي قلت بخير يا أمير المؤمنين ما زلت صالحا ثم أومى إلي فجلست بين يديه ثم أقبل على الشيخ فقال ويحك من أشعر الناس قال الذي بينك وبين الحائط قال الشعبي فأظلم علي ما بين السماء ( 3 ) والأرض فقلت من هذا يا أمير المؤمنين أشعر منه شاب كان عندنا قصير الباع يقول ( 4 ) * قد يدرك المتأني بعض حاجته * وقد يكون مع المستعجل الزلل والناس من يلق خيرا قائلون له * ما يشتهي ولأم المخطئ الهبل * فقال عبد الملك أحسن والله من يقوله قلت القطامي قال لله أبوه وإذا الشيخ الأخطل قال يا شعبي إن لك فنونا تفتن فيها وإنما لي فن واحد وهو هذا الشعر فإن رأيت أن لا تعرض علي فيه ولا تكلفني أن أحمل قومك على كاهل فاجعلهم غرضا للعرب
_________
( 1 ) كذا بالاصل
( 2 ) بالاصل : تكن
( 3 ) " بين السماء " اللفظتان طمستا بالاصل وغير مقروءتين في ت لسوء التصوير والمثبت عن المختصر

(48/110)


فافعل قال الشعبي فقلت لا أعود لك في مساءة ثم أقبل عليه عبد الملك فقال ويلك من أشعر الناس فقال قد أعلمتك مرة فوالله ما صبرت أن قلت أشعر منه يا أمير المؤمنين الذي قدمه عمر خرج عمر يوما على أسد وغطفان فقال من الذي يقول * أتيتك عاريا خلقا ثيابي * على خوف تظن بي الظنون * ( 1 ) قالو النابغة قال عمر هذا أشعر الشعراء فلما كان الغد خرج فقال من الذي يقول ( 2 ) * ولست بمستبق أخا لا تلمه * على شعث أي الرجال المهذب * فقالوا النابغة فقال هذا والله أشعر الشعراء فغضب الأخطل فقال يا شعبي ما أسرع ما رجعت فقلت ما أعود لك في مساءة ثم أقبل عليه فقال من اشعر النساء قال ليلى الأخيلية فما صبرت أن قلت أشعر النساء والله من قدمها عمر قال ومن هي قلت خنساء قال عمر من الذي تقول ( 3 ) * وقائلة والنفس تقدم خطوها * لتدركه يا لهف نفسي على عمرو ( 4 ) * ألا ثكلت أم الذين عدوا به * إلى القبر ماذا يحملون إلى القبر * فقالوا هذه خنساء فقال عمر هذه أشعر النساء فقال عبد الملك صدق أمير المؤمنين قال وحدثنا علي بن بكر عن ابن خليل قال ابن عبيدة ( 5 ) دخل الأخطل على عبد الملك بن مروان فاستنشده ( 6 ) فقال قد يبس حلقي فمن يسقيني قال أسقوه ماء قال شراب الحمار هو عندنا كثير قال فاسقوه لبنا قال عن اللبن فطمت قال فاسقوه عسلا قال شراب المريض وأنا صحيح قال فتريد ماذا قال خمرا يا أمير المؤمنين قال وعهدتني أسقي الخمر لا أم لك لولا حرمتك بنا لفعلت بك وفعلت فخرج فلقي فراشا كان لعبد الملك قال ويلك إن أمير المؤمنين استنشدني وقد
_________
( 1 ) البيت للنابغة الذبياني ديوانه صنعة ابن السكيت - طبعة دار الفكر ص 264 وفي الديوان : فجئتك
( 2 ) البيت للنابغة ديوانه صنعة ابن السكيت - طبعة دار الفكر ص 78 وفي الديوان : فلست
( 3 ) البيتان للخنساء - ديوانها ط بيروت ص 52
( 4 ) في الديوان : على صخر
( 5 ) الخبر في الاغاني 8 / 294
( 6 ) بالاصل : " فاستنشد " والمثبت عن الاغاني

(48/111)


صحل ( 1 ) صوتي فاسقني شربة خمر فسقاه رطلا فقال أعدله بآخر فسقاه آخر فقال تركتهما يعتركان في بطني اسقني ثالثا فسقاه ثالثا فقال تركت اثنين ( 2 ) على واحد اعدل بينهما برابع فسقاه رابعا فدخل على عبد الملك فأنشده * خف القطين فراحوا منك أو بكروا ( 3 ) فقال عبد الملك لا بل منك وتطير عبد الملك من قوله فعاد فقال فراحوا اليوم أو بكروا فأنشده حتى بلغ * شمس العداوة حتى يستقاد لهم * وأعظم الاس أحلاما إذا قدروا * فقال عبد الملك خذ بيده يا غلام فأخرجه ثم ألق عليه من الخلع ما يغمره ثم ناد ( 4 ) إن لكل قوم شاعرا وأن شاعر بني أمية الأخطل فمر به جرير فقال كيف تركت خنازير أمك قال كثيرا وإن أتيتنا قريناك منها فكيف تركت أعيار أمك قال كثير ( 5 ) وإن أتيتنا حملناك على بعضها كتب إلي أبو القاسم يحيى بن أبي المعالي ثابت بن بندار بن إبراهيم ( 6 ) أنبأنا أبي أنبأنا أبو العباس أحمد بن عمر بن أحمد البرمكي الحنبلي أنبأنا أبو محمد عبد الله بن محمد ابن علي بن الجرادي حدثنا أبو بكر محمد بن القاسم بن الأنباري حدثنا محمد بن المديني وهو محمد بن علي حدثنا أبو الفضل الربعي عن أبي عثمان عن الأصمعي قال دخل الأخطل على عبد الملك بن مروان يوما فحادثه وأنشده من شعره فأعجب به ( 7 ) عبد الملك وقال له ياأخطل أسلم تسلم قال نعم يا أمير المؤمنين إن أنت أحللت لي الخمرة ولم تكلفني حج البيت ولم تأخذني بصيام شهر رمضان قال له عبد الملك إن
_________
( 1 ) صحل صوتي : بح
( 2 ) في الاغاني تركتني أمشي على واحدة اعدل ميلي برابع
( 3 ) مطلع قصيدة للاخطل مدح بها عبد الملك بن مروان ديوانه ص 100 وعجزه في الديوان : وأزعجتهم نوى في صرفها غير
( 4 ) بالاصل : نادى
( 5 ) كذا بالاصل
( 6 ) ترجمته في سير أعلام النبلاء 20 / 505
( 7 ) كتبت " به " فوق الكلام بين السطرين بالاصل

(48/112)


أنت أسلمت وقصرت في شئ من شرائع الإسلام ضربت الذي فيه عيناك فقال له ضع عني صوم شهر رمضان فقال له عبد الملك ليس ألى ذلك سبيل فقال الأخطل ( 1 ) ولست بصائم رمضان طوعا * ولست بآكل لحم الأضاحي ولست براحل عيسا بكارا * إلى بطحاء مكة للنجاحي ولست ( 2 ) بقائم أبدا أنادي * كمثل العير حي على الفلاح ولكني سأشربها شمو لا * وأسجد عند مبتلج الصباح * قال أبو بكر يروي منبلج ومبتلج فبلغ ذلك عبد الملك بن مروان فلما دخل عليه قال له ويحك يا أخطل صف لي السكر قال أوله لذة وآخره صداع وبين ذلك ساعة لا أصف لك مبلغها فقال له ما مبلغها فقال لملكك يا أمير المؤمنين أهون علي من شسع نعلي فقال له عبد الملك صف لي فأنشأ يقول ( 3 ) * إذا ما نديمي علني ثم علني * ثلاث زجاجات لهن هدير خرجت ( 4 ) أجر الذيل مني كأنني * عليك أمير المؤمنين أمير * فقال له عبد الملك يا أخطل قل من شربها وهذه صفتها أن تسخو نفسه بترك لذتها إلا ما أحب أن يبتغي ( 5 ) إلى ذي العرش سبيلا أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم وأبو الوحش سبيع بن المسلم عن رشأ بن نظيف ونقلته من خطه أنبأنا أبو الفتح إبراهيم بن علي بن إبراهيم حدثنا أبو بكر محمد بن يحيى الصولي حدثنا ابن فهم عن أبيه حدثنا محمد بن داود اليماني قال قال عوانة دخل الأخطل على عبد العزيز بن مروان وهو مريض يعوده فقال ( 6 ) * ونعود سيدنا وسيد غيرنا * ليت التشكي كان بالعواد
_________
( 1 ) الابيات في ديوانه ط بيروت ص 72
( 2 ) هذا البيت ليس في الديوان
( 3 ) ديوانه ص 189
( 4 ) في الديوان : جعلت
( 5 ) تقرأ بالاصل : " يتبعني " والمثبت عن المختصر
( 6 ) البيتان ليسا في ديوان الاخطل ط بيروت والبيتان لكثير وهما في ديوانه ط بيروت ص 92
والخبر من طريق آخر رواه المصنف في ترجمة عبد العزيز بن مروان 36 / 355 - 356 والذي دخل عليه يعوده كثير وذكر البيتين ونسبهما لكثير

(48/113)


لو كان يقبل فدية لفديته * بالمصطفى من طارفي وتلادي * فقال عبد العزيز يا غلام علي بعشرة آلاف درهم إن هؤلاء والله ما يعطونا صافي ما عندهم إلا ليصيبوا خالص ما عندنا قال فدفع المال إليه وقد روي هذان البيتان لكثير عزة في طلحة الطلحات ( 1 ) أخبرنا أبو القاسم بن أبي الأشعث أنبأنا أبو محمد السكري أنبأنا أحمد بن جعفر بن محمد بن سلم أنبأنا الفضل بن الحباب حدثنا محمد بن سلام ( 2 ) حدثني أبو يحيى الضبي قال كان عبد الرحمن بن حسان ويزيد بن معاوية يتقاولان ( 3 ) فاستعلاه ابن حسان فقال يزيد لكعب بن جعيل التغلبي ( 4 ) أجبه عني وأهجه فقال والله ما تلتقي شفتاي بهجاء الأنصار ولكن أدلك على الشاعر الفاجر الماهر فتى منا يقال له الغوث ( 5 ) نصراني وكان كعب سماه الأخطل سمعه ينشد هجاء فقال يا غلام إنه لأخطل اللسان أخبرنا أبو بكر محمد بن شجاع اللفتواني أنبأنا أبو عمرو بن مندة أنبأنا أبو محمد بن يوة أنبأنا أبو الحسن اللنباني ( 6 ) حدثنا أبو بكر محمد بن أبي الدنيا حدثني محمد بن صالح القرشي حدثنا عون بن كهمس حدثنا هشام بن حسان عن محمد بن سيرين قال دخل أناس من الأنصار فيهم النعمان بن بشير على معاوية فلما صاروا بين السماطين حسروا عمائمهم عن رؤوسهم قال ثم جعل النعمان يضرب صلعته براحته ويقول يا أمير المؤمنين هل ترى بها من لؤم قال وما ذلك قال هذا النصراني الذي قال ( 7 ) ذهبت قريش بالسماحة والندى * واللؤم تحت عمائم الأنصار * قال لكم لسانه يعني الأخطل
_________
( 1 ) تقدم الخبر في ترجمة طلحة الطلحات في تاريخ مدينة دمشق : 25 / 34 رقم 2981 وذكر ثلاثة أبيات منسوبة لكثير والثالث منها : لنعود سيدنا وسيد غيرنا
( 2 ) الخبر في طبقات الشعراء للجمحي 148
( 3 ) بالاصل : يتناولان وفي المختصر : يتناقلان والمثبت عن طبقات ابن سلام
( 4 ) بالاصل : الثعلبي تصحيف والصواب ما أثبت
( 5 ) كذا بالاصل وطبقات ابن سلام ؟ واسمه : غياث بن الغوث
( 6 ) بالاصل : اللبناني بتقديم الياء على النون تصحيف
( 7 ) البيت ليس في الديوان الموجود بين يدي ( ط
بيروت ) وهو مع بيت آخر في الشعر والشعراء ص 302

(48/114)


أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا عبد الوهاب بن علي أنبأنا علي بن عبد العزيز قال قرئ على أبي بكر الحنبلي أنبأنا الفضل بن الحباب حدثنا محمد بن سلام الجمحي أبو عبد الله ( 1 ) قال قال يحيى أرسل إليه يزيد فقال أهجهم فقال كيف أصنع بمكانهم أخاف على نفسي قال لك ذمة أمير المؤمنين وذمتي فذاك حين يقول ذهبت قريش بالسماحة والندى * واللؤم تحت عمائم الأنصار * ( 2 ) فجاء النعمان بن بشير إلى معاوية فقال بلغ منا أمر ما بلغ منا مثله في جاهلية ولا إسلام قال ومن بلغ ذلك منكم قال غلام نصراني من بني تغلب قال ما حاجتك قال لسانه قال ذلك لك وكان النعمان ذا منزلة من معاوية كان معاوية يقول يا معشر الأنصار تسبطئوني وما صحبني منكم إلا النعمان وقد رأيتم ما صنعت به وكان ( 3 ) ولاه الكوفة وأكرمه فأخبر ( 4 ) الأخطل فطار إلى يزيد ( 5 ) فدخل يزيد على أبيه معاوية فقال يا أمير المؤمنين هجوني وذكروك فجعلت له ذمتك على أن يرد عني فقال معاوية للنعمان لا سبيل إلى ذمة أبي خالد فذاك حين يقول الأخطل ( 6 ) أبا خالد دافعت عني عظيمة * وأدركت لحمي قبل أن يتبددا وأطفأت عني نار نعمان بعدما * أغذ لأمر فاجر ( 7 ) وتجردا ولما رأى النعمان دوي ابن حرة * طوى الكشح إذ لم يستطعني وعردا وما مفعم ( 8 ) يعلو جزاير حامز ( 9 ) * يشق ( 10 ) إليها خيزرانا وغرقدا
_________
( 1 ) الخبر والشعر في طبقات الشعراء لابن سلام الجمحي ص 149 - 150
( 2 ) عجزه ليس في طبقات الشعراء
( 3 ) زيادة عن طبقات الشعراء للايضاح
( 4 ) بالاصل : فبلغ ثم شطبت وكتب فوقها " فأخبر " واللفظة توافق ما جاء في طبقات ابن سلام وفيها : وأخبر
( 5 ) الزيادة عن طبقات الشعراء
( 6 ) ديوانه ط
بيروت ص 73 من قصيدة يمدح يزيد بن معاوية وطبقات الشعراء لابن سلام ص 149
( 7 ) في الديوان : لامر عاجز
( 8 ) كذا بالاصل وابن سلام وفي الديوان : مزبد
( 9 ) غير واضحة بالاصل وفي ابن سلام : حامر والمثبت عن الديوان
وبهامشه : حامز : موضع قريب من حلب
( 10 ) الاصل : يسق والمثبت عن ابن سلام والديوان

(48/115)


تحرز منه أهل عانة ( 1 ) بعدما * كسا سورها الأدنى ( 2 ) غثاء منضدا ( 3 ) كأن بنات الماء في حجراتها * أباريق أهدتها دياف لصرخدا بمطرد الآذي جون كأنما زقا * بالقراقير ( 4 ) النعام المطردا بأجود سيبا من يزيد إذا غدت * نجائبه ( 5 ) يحملن ملكا وسؤددا تقلص بالسيف الطويل نجاده * خميص إذا بالسر بال عنه تقددا * قال وحدثنا ابن سلام ( 6 ) حدثني عامر بن عبد الملك المسمعي قال لما بلغ الأخطل تهاجى جرير والفرزدق قال لابنه مالك انحدر إلى العراق حتى تسمع منهما وتأتيني
بخبرهما فلقيهما فاستمع ثم أتى أباه فقال جرير يغرف عن بحر والفرزدق ينحت في صخر فقال الأخطل فجرير أشعرهما فقال إني قضيت ( 7 ) قضاء غير ذي جنف * لما سمعت ولما جاءني الخبر إن الفرزدق قد شالت نعامته * وعضه حية من قومه ذكر * ثم قدم الأخطل الكوفة على بشر بن مروان فبعث إليه محمد بن عمير بن عطارد بدراهم وحملان وكسوة وخمر وبلغني أن الذي بعث إليه بهذا شبة بن عقال المجاشعي وقال للأخطل فضل شاعرنا عليه وسبه فقال الأخطل ( 8 ) * اخسأ ( 9 ) إليك كليب إن مجاشعا * وأبا الفوارس نهشلا أخوان قوم إذا خطرت عليك قرومهم ( 10 ) جعلوك بين كلاكل وجران وإذا وضعت أباك في ميزانهم * رجحوا وشال أبوك في الميزان * فقال جرير ( 11 ) * يا ذا العباية إن بشرا قد قضى * أن لا تجوز حكومة النشوان *
_________
( 1 ) الاصل : غابات وفي ابن سلام : غابات والمثبت عن الديوان وفيه : عانة
( 2 ) كذا بالاصل وابن سلام وفي الديوان : الاعلى
( 3 ) الاصل : متضددا والمثبت عن الديوان وابن سلام
( 4 ) الاصل : القراقر والمثبت عن الديوان وابن سلام
والقراقير مفردها قرقور وهي السفينة الكبيرة
( 5 ) كذا بالاصل وابن سلام
وفي الديوان : به بخته
( 6 ) الخبر والشعر في طبقات ابن سلام الجمحي ص 147 - 148
( 7 ) زيادة لتقويم الوزن عن ابن سلام
( 8 ) الابيات في ديوانه ط بيروت ص 343
( 9 ) الديوان : فاخسأ
( 10 ) كذا بالاصل وابن سلام وفي الديوان : فحولهم
( 11 ) ديوان جرير ط بيروت ص 434

(48/116)


أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيمي وأبو الوحش المقرئ عن رشأ بن نظيف أنبأنا أبو أحمد عبيدالله بن محمد بن أبي مسلم المقرئ أنبأنا أبو طاهر عبد الواحد بن عمر بن أبي هاشم حدثنا إسماعيل بن يونس حدثنا عمر ( 1 ) بن شبة حدثنا الأصمعي حدثنا عيسى بن عمر قال قال الأخطل ما رأيت أعجب من قصتي وقصة جرير هجوته بأجود هجاء يكون وهجاني بأرذل شعر فنفق فصار علما قلت فيه ( 2 ) * ما زال فينا رباط الخيل معلمة ( 3 ) * وفي كليب رباط الذل والعار النازلون ( 4 ) بدار الهون مذ خلقوا * والماكثين على رغم وإصغار قوم إذا استنبح الأضياف كلبهم * قالوا لأمهم بولي على النار * وهجاني جرير قال ( 5 ) * والتغلبي إذا تنحنح للقرى * حك أسته وتمثل الأمثالا * فانظر كم بين الشعرين أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد أنبأنا أبو محمد السكري أنبأنا أبو الحسين الطاهري قال قرئ على أحمد بن جعفر بن محمد أنبأنا أبو خليفة حدثنا محمد بن سلام ( 6 ) حدثني رجل من بني مروان ( 7 ) شامي قال اجتمع جرير والأخطل عند عبد الملك ابن مروان فقال له الأخطل أين تركت أتن أمك يا جرير قال ترعى مع خنازير أبيك قال وحدثنا محمد ( 8 ) حدثني أبو الغراف قال تناشدا عنه الوليد بن عبد الملك فأنشد الأخطل كلمة عمرو بن كلثوم
_________
( 1 ) الاصل : عمرو تصحيف
( 2 ) ديوانه ط بيروت ص 166
( 3 ) الاصل : يعلمه والمثبت عن الديوان
( 4 ) روايته في الديوان : النازلين بدار الذل إن نزلوا * وتستبيح كليب حرمة الجار ( 5 ) ديوان جرير ط بيروت ص 339 ، من قصيدة يهجو الاخطل
( 6 ) رواه ابن سلام الجمحي في طبقات الشعراء ص 152
( 7 ) في طبقات ابن سلام : بني أمية
( 8 ) يعني محمد بن سلام الجمحي والخبر والشعر في طبقات الشعراء ص 152

(48/117)


* ألا هبي بصحنك فأصبحينا ( 1 ) قال فتحرك الوليد فقال مغر يا جربر يريد قصيدة أوس بن مغراء السعدي ثم ( المربعي * ماذا يهيجك من دار بفيحان * قفر توهمت منها ( 2 ) اليوم عرفانا منا النبي الذي قد عاش مؤتمنا * وصاحباه وعثمان بن عفانا تحالف الناس مما يعلمون لنا * ولا تحالف إلا الله مولانا محمد خير من يمشي على قدم * وكان صافية الله خلصانا * فقال له الأخطل أعلي تعصب ( 3 ) يا أمير المؤمنين وعلي تعين وأنا صاحب عبد الرحمن بن حسان وصاحب قيس وصاحب كذا وكان الأخطل مستعليا قيسا في حربهم وقال ( 4 ) * إن السيوف غدوها ورواحها * تركت هوازن مثل قرن الأعضب وكان يونس ينشد هذا البيت غدوها ورواحها جعله ظرفا وقال الأخطل لقد خبرت والأنباء تنمي * لقد نجاك يا زفر الفرار * إلى أن قال ( 5 ) * ألا أبلغ الجحاف هل هو ثائر * بقتلى أصيبت من سليم ( 6 ) وعامر * فجمع لهم الجحاف السلمي وهو أحد بني فالج بن ذكوان وولد بالبصرة وزفر بن الحارث وكانا عثمانيين فلما ظهر علي بن أبي طالب على أهل البصرة خرجا إلى الشام فسادا أهلها وزفر من بني نفيل بن عمرو بن كلاب من ولد يزيد بن الصعق وهو سيد شريف له
_________
( 1 ) مطلع معلقة عمرو بن كلثوم وعجزه : ولا تبقي خمور ( لاندرينا مختار الشعر الجاهلي 2 / 360
( 2 ) كتبت " منها " فوق الكلام بين السطرين بالاصل
( 3 ) إعجامها مضطرب بالاصل والمثبت عن طبقات ابن سلام
( 4 ) ديوان الاخطل ط بيروت ص 44
5 - ( ) البيت التالي في الشعر والشعراء ص 303 وديوان الاخطل ص 130 ومعجم البلدان ( البشر )
( 6 ) الاصل : سليمى والمثبت عن طبقات الشعراء لابن سلام والشعر والشعراء ص 303

(48/118)


يقول القطامي حين أسره فمن عليه * ( 1 ) من البيض الوجوه بني نفيل * أبت أخلاقهم إلا ارتفاعا ( 2 ) * فجمع لهم الجحاف جمعا فأغار على البشر وهي منازل بني تغلب فأسرف في القتل فاستخذى الأخطل ( 3 ) فقال ( 4 ) * لقد أوقع الجحاف بالبشر ( 5 ) وقعة * إلى الله فيها المشتكى والمعول فإن لا تغيرها قريش بملكها * يكن ( 6 ) عن قريش مستماز ومزحل * فقال له إلى أين لا أم لك قال إلى النار فوثب عليه جرير عند استخذائه فقال ( 7 ) * فإنك والجحاف حين تحضه * أردت بذاك المكث والورد أعجل * * سما لكم ليلا كأن نجومه ( 8 ) * قناديل فيهن الذبال المفتل فما ذر قرن الشمس حين تبينوا ( 9 ) * كراديس يهديهن ورد محجل وما زالت القتلى تمج ( 10 ) دماؤها * مع المد حتى ماء دجلة أشكل فإن لا تعلق من قريش بذمة * فليس على أسياف قيس معول بكى دوبل لا يرقئ الله دمعة * ألا إنما يبكي من الذل دوبل * قال أبو عبد الله ( 11 ) قال أبو الغراف قال الأخطل والله ما سمتني أمي دوبلا إلا يوما واحدا فمن أين سقط إلى الخبيث وقال الجحاف يجيب الأخطل ( 12 )
_________
( 1 ) ديوان القطامي ص 42 من قصيدة يمدح زفر بن الحارث وقد خلى سبيله وطبقات الشعراء لابن سلام ص 152 والاغاني 24 / 41
( 2 ) الاصل وابن سلام وفي الديوان والاغاني : اتساعا
( 3 ) زيادة عن طبقات ابن سلام
( 4 ) ديوان الاخطل ط بيروت ص 230 والبيتان في طبقات الشعراء لابن سلام ص 153 والشعر والشعراء ص 303
ومعجم البلدان ( البشر )
( 5 ) البشر : بكسر أوله ثم السكون جبل يمتد من عرض إلى الفرات من أرض الشام من جهة البادية ( معجم البلدان )
( 6 ) الاصل : " ما لا يعيرها
تكن " والمثبت عن الديوان وطبقات الشعراء
( 7 ) ديوان جرير ط : بيروت ص 343
( 8 ) صدره في الديوان : سرى نحوكم ليل كأن نجومه
( 9 ) صدره في الديوان : فما انشق ضوء الصبح حتى تعرفوا
( 10 ) الديوان : " تمور دماؤها " وفي طبقات الشعراء : تمج دماءها
( 11 ) يعني محمد بن سلام والخبر في طبقات الشعراء ص 153
( 12 ) البيت في طبقات الشعراء ص 154 والشعر والشعراء ص 303

(48/119)


* أبا مالك هل لمتني مذ حضضتني * على القتل أم هل لامني لك لائم * ولقي الجحاف الأخطل فقال أبا مالك كيف رأيت قال رأيتك شيخا فاجرا قال أبو عبد الله وقال لي أبان الأعرج أدرك الجحاف الجاهلية فقلت له لم تقول ذلك قال لقوله * شهدت مع النبي مسومات * حنينا وهي دامية الكلام تعرضن للطعان إذا التقينا * وجوها لا تعرض للطام * فقلت إنما عنى خيل قومه بني سليم قال أبو عبد الله وذكرت ذلك لعبد القاهر بن السري فقال جد أبي ( 1 ) قيس بن الهيثم أعطى حكيم بن أمية جارية ولدت له الجحاف في غرفة في دارنا لا أحسبه إلا قد قال رأيتها وروى سفيان بن عيينة عن عمرو بن دينار قال رأيت الجحاف يطوف بالبيت في أنفة خزام وهو يقول اللهم اغفر لي ولا أراك تفعل فقلت من هذا قالوا الجحاف وكان بعد ذلك يتأله له ويظهر التوبة قال وحدثنا ابن سلام ( 2 ) حدثني شيخ من بني ضبيعة قال خرج جرير إلى الشام فنزل منزلا لبني تغلب فخرج متلثما عليه ثياب سفره فلقيه رجل لا يعرفه فقال ممن الرجل قال من بني تميم قال أما سمعت ما قلت لغاوي تميم ( 3 ) وأنشده مما قال لجرير قال فقال أما سمعت ما قال لك غاوي تميم فأنشده ثم عاد الأخطل وعاد جرير في نقضه حتى كثر ذلك بينهما فقال له التغلبي ممن أنت لا حياك الله والله لكأنك جرير قال فأنا جرير قال وأنا الأخطل أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر أنبأنا أحمد بن عبد الملك المؤذن أنبأنا علي بن محمد بن علي بن الحسين ح وأخبرنا أبو محمد بن طاوس حدثنا سليمان بن إبراهيم بن محمد حدثنا محمد ابن إبراهيم بن جعفر قالا حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب حدثنا أبو الفضل العباس قال قال يحيى بن معين هذا البيت للأخطل
_________
( 1 ) في طبقات الشعراء : جدي قيس
( 2 ) من طريقه رواه أبو الفرج في الاغاني 8 / 317
( 3 ) في الاغاني : لغاوي بني تميم

(48/120)


* وإذا افتقرت إلى الذخائر لم تجد * ذخرا يكون كصالح الأعمال ( 1 ) * أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم حدثنا أبو بكر الخطيب أنبأنا أبو القاسم الأزهري وأبو يعلى أحمد بن عبد الواحد الوكيل قالا أنبأنا أبو الحسن محمد بن جعفر التميمي النحوي أنشدنا أبو عبد الله اليزيدي واسمه الحسن بن عبد الله بن أحمد كوفي أنشدنا عيسى بن إسماعيل المعروف بقينة للأخطل ( 2 ) * ليس القذى بالعود يسقط في الخمر * ولا بذباب ( 3 ) خطبه أيسر الأمر ولكن ثقيل زارنا في رحالنا * ترامت ( 4 ) به الغيطان من حيث لا ندري
فذاك القذى وابن القذى وأخو القذى * فأف له من زائر آخر الدهر * أنبأنا أبو طالب الحسين بن محمد الزينبي أنبأنا أبو القاسم عبيدالله بن أحمد بن عثمان الصيرفي الأزهري ح وأنبأنا أبو الغنائم محمد بن محمد ( 5 ) بن أحمد بن المهتدي بالله وأبو منصور علي ابن محمد بن الأنباري الواعظ وأبو محمد بن الآبنوسي قالوا أنبأنا أبو محمد الجوهري قالا أنبأنا أبو عمر بن حيوية حدثنا أبو مزاحم موسى بن عبيدالله بن خاقان ( 6 ) حدثني ابن فرح قال وقال بعض أصحابنا عن الأصمعي إن العرب ( 7 ) كان الرجل منهم إذا أراد أن يشرب ( 8 ) جلست إليه امرأة تحادثه من غير ريبة بينهما فبينا الأخطل ذات يوم يشرب وعنده امرأة تحدثه إذ طلع عليه رجل غريب فوقف عليه فاستجلسه فجلس فأطال فثقل ذلك على الأخطل فرفع عقيرته وأنشأ يقول
_________
( 1 ) البيت في ديوانه ط بيروت ص 257 من قصيدة يمدح عكرمة الفياض
( 2 ) البيتان الاول والثاني في الاغاني 8 / 313 ، و 314
بالاصل : ولا يذاب والمثبت عن الاغاني وفيها في رواية :
وفي أخرى كالاصل : في الخمر
ولا بذباب نزعه
( 3 ) يسقط في الانا ولا بذباب
وفي أخرى كالاصل : في الخمر
ولا بذباب نزعه
( 4 ) في الاغاني : ولكن شخصا لا نسر بقربه رمتنا به
( 5 ) بالاصل : " محمد بن محمد بن محمد بن أحمد " راجع ترجمته في سير أعلام النبلاء 19 / 469
( 6 ) ترجمته في سير أعلام النبلاء 15 / 93
( 7 ) " إن العرب " استدركت اللفظتان عن هامش الاصل وبعدهما صح
( 8 ) بنحوه الخبر في الاغاني 8 / 313

(48/121)


* ألا فاسقياني وانفيا عني القذى * فليس القذى بالعود يسقط في الخمر وليس قذاها بالذي لا يريبها * ولا بتعويذ ( 1 ) نزعه أيسر الأمر ولكن قذاها كل أسود فاحش * رمتنا به الغيطان من حيث لا ندري * قال فقام الرجل قال ابن فرح والغيطان في كلام العرب بطان الأرض وهو جمع غائط وغيطان مثل حائط وحيطان وربما قالوا أغوط وغوط مثل أحمر وحمر ( 2 ) أخبرنا أبو العز بن كادش إذنا ومناولة وقرأ علي إسناده أنبأنا أبو علي محمد بن الحسين الجازري أنبأنا أبو الفرج القاضي ( 3 ) حدثنا المظفر بن يحيى بن أحمد السوائي ( 4 ) حدثنا أبو العباس المرثدي ( 5 ) أخبرني طلحة بن عبد الله الطلحي أخبرني إبراهيم بن سعدان حدثنا ابن بشير ( 6 ) المديني قال وفدت إلى بعض ملوك بني أمية فمررت بقرية فإذا رجل مرنح من الشراب قائم يبول فسألته عن الطريق فقال أمامك ثم لحقني فقال انزل فنزلت فقال ادن دونك وعليك الحانة فدخلت فأحضر سفرة واستل سلة فأخرج منها رغفا ووذرا من لحم فقال أصب فأصبت ثم سقاني خمرا فإذا أبو مالك ثم قال لي كيف علمك بالشعر قلت قد رويت فأنشدني قصيدته صرمت حبالك زينب ورعوم * ( 7 ) * فلما انتهى إلى قوله
_________
( 1 ) رسمها بالاصل : ولا تعويد " ولعل الصواب ما أثبت وفي الاغاني : ولا بذباب
( 2 ) راجع تاج العروس بتحقيقنا : غوط
( 3 ) روى الخبر أبو الفرج المعافى بن زكريا الجريري في الجليس الصالح الكافي 3 / 111 وما بعدها وفي الموشح ص 221 - 222
( 4 ) كذا رسمها بالاصل وفي الجليس الصالح : الشرابي
( 5 ) الاصل : المريدي والمثبت عن الجليس الصالح
( 6 ) كذا بالاصل والمختصر والجليس الصالح هنا والموشح وفي الجليس الصالح 1 / 121 ورد : " ابن يسير المديني " ولم نقف عليه
( 7 ) مطلع قصيدة في ديوانه ط بيروت ص 304 ، وعجزه : وبدا المجمجم منهما المكتوم

(48/122)


* حتى ( 1 ) إذا أخذ الزجاج أكفنا * نفحت فأدرك ريحها المزكوم قال ألست تزعم أنك تبصر الشعر قلت بلى قال كيف لم تشقق بطنك فضلا عن ثوبك عند هذا البيت قال قلت عند البيت الذي سرقت هذا منه قال وما هو قلت بيت الأعشى من خمر عانة قد أتى لختامها * حول يفض غمامة المزكوم ( 2 ) * قال أنت تبصر الشعر فلما صرت إلى سليمان سهرت معه بهذا أول بدأتي قال القاضي للأعشى في هذا المعنى بيت أبلغ من هذا البيت في كلمة له أخرى وهو ( 3 ) * من اللائي حملن على الروايا * كريح المسك يستل الزكاما * واستلال الزكام أبلغ من فضة لأن استلاله نزعه وإخراجه وفضة نشره وتفريقه وكسره كفض الخاتم وفي فضة مع هذا إزالته وتنحيته كما يزول الختام عند فضة ويفارق ما كان حالا فيه ولازما له وفي قول الأخطل * وأدرك ريحها المزكوم من البلاغة أنه إنما يفوته إدراك المشموم لحلول الزكام به وغلبته إياه فإذا أدرك ريح الخمر التي كان الزكام حائلا بينه وبينها عند نفحتها فإنما ذلك لزوال الزكام المانع الحائل بينه وبين إدراكها وقدتدرك الرائحة بعد خفة الزكام وزوال بعضه وإن لم يزل بكليته من ههنا كان الفض والاستلال أبلغ وأبين في المعنى أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا أبو محمد السكري أنبأنا علي بن عبد العزيز أنبأنا أحمد بن جعفر بن محمد أنبأنا أبو خليفة الجمحي حدثنا محمد بن سلام قال ( 4 ) وقيل للأخطل عند الموت أتوصي أبا مالك فقال * أوصي الفرزدق عند الممات * بأم جرير وأعيارها * * وزار القبور أبا مالك * برغم العداة وأوتارها *
_________
( 1 ) رويته في الديوان : وإذا تعاورت الاكف زجاجها * نفحت فنال رياحها المزكوم ( 2 ) البيت في الجليس الصالح الكافي 3 / 112 والاغاني 9 / 124 وليس في ديوان الاعشى ط
بيروت
( 3 ) البيت في ديوان الاعشى ط بيروت ص 191 والجليس الصالح الكافي 3 / 112 والموشح ص 223 والاغاني 9 / 123
( 4 ) الخبر والشعر في طبقات الشعراء ص 155 والاغاني 8 / 305

(48/123)


" ذكر من اسمه ( 1 ) غيث " 5562 غيث بن علي بن عبد السلام بن محمد بن جعفر أبو الفرج بن أبي الحسين الصوري المعروف بابن الأرمنازي الكاتب ( 2 ) خطيب صور قدم دمشق قديما في طلب الحديث فسمع بها أبا الحسن أحمد وأبا محمد عبيدالله ابني أبي الحديد وأبا نصر بن طلاب وأبا عبد الله بن أبي الرضا وأبا العباس بن قبيس وأبا إسحاق إبراهيم بن عقيل بن المكبري وأبا الحسين الأكفاني ونجا بن أحمد العطار وأبا عبد الله بن أبي الحديد وأبا القاسم بن أبي العلاء وسمع بصور أبا بكر الخطيب وأبا الحسن علي بن عبيدالله الهاشمي ونصر بن إبراهيم المقدسي وسهل بن بشر الإسفرايني وجماعة ورمضان بن علي وغيره بتنيس وسمع بمصر والاسكندرية وغيرها من البلاد وسمع الكثير وكتب الكثير بخط حسن وجمع تاريخا لصور إلا أنه لم يتمه وكان ثقة ثبتا روى عنه شيخه أبو بكر الخطيب بيتين من شعر وقدم علينا ناصرة ( 3 ) فأقام عندنا إلى أن مات
_________
( 1 ) ما بين معكوفتين زيادة منا
( 2 ) ترجمته في سير أعلام النبلاء 19 / 389 والعبر 4 / 18 والانساب ( الارمنازي ) وشذرات الذهب 4 / 24
والارمنازي نسبة إلى أرمناز قرية من قرى بلدة صور من بلاد ساحل الشام ( الانساب ) وفي معجم البلدان : بلدة قديمة من نواحي حلب
( 3 ) ناصرة : وفي معجم البلدان : الناصرة
قرية بينها وبين طبرية ثلاثة عشر ميلا

(48/124)


سمعت منه نحو خمسة أجزاء أخبرنا أبو الفرج غيث بن علي قراءة عليه في شعبان سنة سبع وخمسمائة بدمشق أنبأنا أبو القاسم رمضان بن علي بن عبد الساتر بن أحمد بن رمضان بقراءتي عليه بتنيس سنة تسع وستين حدثنا أبو بكر محمد بن علي بن يحيى بن السري حدثنا جعفر بن محمد بن الحسن بن عبد العزيز الجروي حدثنا أبو الأشعث حدثنا زياد بن عبد الله عن الحجاج عن عطية بن سعد عن أبي سعيد الخدري قال قال رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) ( من توضأ يوم الجمعة فأحسن الوضوء وأتى المسجد ولم يلغ ولم يجهل كانت كفارة لما بينها وبين الجمعة الأخرى والصلاة تكفر ما بينها وبين صاحبتها ) أنشدني أبو إسحاق إبراهيم بن طاهر بن بركات الخشوعي أنشدني الشيخ الخطيب أبو الفرج غيث لنفسه عجبت وقد حان توديعنا * وحادي الركائب في أثرها ونار توقد في أضلعي * ودمع تصعد من فقرها فلا النار تطفئها أدمعي * ولا الدمع ينشف من حرها * قرأت بخط أبي الفرج غيث بن علي يوم الأربعاء وقت أذان العصر التاسع عشر من شعبان سنة ثلاث وأربعين وأربعمائة ولدت وكذلك قرأته بخط والدي وحدثني به وذكر أبو محمد بن صابر أنه ثقة حسن الضبط مليح الخط توفي أبو الفرج غيث بن علي يوم الأحد ودفن يوم الاثنين الرابع والعشرين من صفر من سنة تسع وخمسمائة ودفن بباب الصغير "

(48/125)


ذكر من اسمه غيلان " 5563 غيلان بن أنس أبو يزيد الكلبي مولاهم ( 1 ) من أهل دمشق روى عن عمر بن عبد العزيز والقاسم أبي عبد الرحمن وأبي سلمة بن عبد الرحمن والوليد بن عبد الرحمن وأبي سلام الحبشي روى عنه الأوزاعي وشعيب بن أبي حمزة وعبد الله بن العلاء بن زبر ( 2 ) على ما قيل وعيسى بن موسى القرشي ومنصور الخولاني أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر أنبأنا أبو عثمان البحيري وأنا حاضر أنبأنا جدي أبو الحسين أنبأنا محمد بن حمدون بن خالد حدثني أبو بكر عبد الله بن محمد بن سعيد ابن أبي مريم حدثنا عمرو يعني ابن أبي سلمة حدثنا ابن زبر قال سمعت غيلان بن أنس قال سمعت القاسم أبا عبد الرحمن يحدث عن أبي أمامة عن النبي ( صلى الله عليه و سلم ) أنه قال ( إن اسم الله الأعظم لفي سور من القرآن البقرة وآل عمران وطه ) قال أبو حفص عمرو فنظرت أنا في السور الثلاثة ( 3 ) فرأيت فيها شيئا ليس في القرآن
_________
( 1 ) ترجمته في تهذيب التهذيب الكمال 5 / 26 وتهذيب التهذيب 4 / 476 والتاريخ الكبير 7 / 104 والجرح والتعديل 7 / 54
( 2 ) بالاصل : زيد تصحيف والتصويب عن تهذيب الكمال
( 3 ) كذا بالاصل والمختصر : الثلاثة

(48/126)


مثله آية الكرسي " الله لاإله إلا هو الحي القيوم " ( 1 ) وفي آل عمران " آلم الله لا إله إلا هو الحي القيوم ( 2 ) وفي طه " وعنت الوجوه للحي القيوم " ( 3 ) كذا رواه ابن حمدون ورواه غيره عن ابن أبي مريم عن عمرو عن ابن زبر ( 4 ) ورواه ابن زبر ( 4 ) عن القاسم من قوله ورواه جليس له عن غيلان بن أنس عن القاسم مرفوعا أخبرناه أبو عبد الله محمد بن الفضل وأبو الحسن عبيدالله بن محمد بن أحمد قالا أنبأنا أبو بكر البيهقي أنبأنا أبو الحسين علي بن محمد بن عبد الله بن بشران ببغداد أنبأنا أبو الحسن علي بن محمد بن أحمد المصري حدثنا عبد الله بن أبي مريم حدثنا عمرو بن أبي سلمة حدثنا عبد الله بن العلاء بن زبر ( 5 ) قال سمعت القاسم أبا عبد الرحمن يقول إن اسم الله الأعظم لفي سور من القرآن ثلاث البقرة وآل عمران وطه فقال رجل يقال له عيسى بن موسى لابن زبر وأنا أسمع يا أبا زبر ( 6 ) سمعت غيلان بن أنس حدث قال سمعت القاسم أبا عبد الرحمن يحدث عن أبي أمامه الباهلي عن النبي ( صلى الله عليه و سلم ) أنه قال اسم الله الأعظم في سور من القرآن ثلاث البقرة وآل عمران وطه قال أبو حفص عمرو ابن أبي سلمة فنظرت أنا في هذه السور فرأيت فيها شيئا ليس في شئ من القرآن مثله آية الكرسي " الله لا إله إلا هو الحي القيوم " وفي آل عمران " الله لاإله إلا هو الحي القيوم " وفي طه " وعنت الوجوه للحي القيوم " رواه يحيى بن معين عن خزيمة بن زرعة الخراساني عن عمرو بن أبي سلمة عن ابن زبر عن القاسم مرسلا أخبرناه أبو بكر وجيه بن طاهر أنبأنا أبو صالح أحمد بن عبد الملك أنبأنا أبو الحسن بن السقا حدثنا محمد بن يعقوب حدثنا عباس بن محمد حدثنا يحيى حدثني خزيمة بن زرعة الخراساني عن أبي حفص التنيسي عن عبد الله بن ( 7 ) العلاء أبي زبر عن القاسم أبي عبد الرحمن
_________
( 1 ) سورة البقرة الاية : 255
( 2 ) سورة آل عمران الايتان 1 و 2
( 3 ) سورة طه الاية : 111
( 4 ) بالاصل : " ابن زيد " تصحيف
( 5 ) بالاصل : زيد تصحيف
( 6 ) هو أبو زبر الدمشقي الربعي عبد الله بن العلاء بن زبر ترجمته في سير أعلام النبلاء 7 / 350
( 7 ) زيادة للايضاح

(48/127)


أن رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) قال ( اسم الله الأعظم في البقرة وآل عمران وطه ) قال وعنده عيسى بن موسى فقال حدثني غيلان بن أنس عن أبي القاسم أبي عبد الرحمن عن أبي أمامة عن النبي ( صلى الله عليه و سلم ) قال ( اسم الله الأعظم في ثلاث سور البقرة وآل عمران وطه ) وقد رواه الوليد مرفوعا أخبرناه أبو الحسن علي بن المسلم الفرضي أنبأنا أبو عبد الله بن أبي الحديد أنبأنا أبو الحسن بن السمسار أنبأنا ( 1 ) أبو عبد الله بن مروان ( 2 ) حدثنا عثمان بن الحسن بن نصر حدثنا عبد الرحمن بن عبيدالله حدثنا الوليد بن مسلم عن عبد الله ( 3 ) بن العلاء بن زبر قال سمعت القاسم أبا عبد الرحمن يخبر عن أبي أمامة عن النبي ( صلى الله عليه و سلم ) قال اسم الله الأعظم في سور ثلاث من القرآن في البقرة وآل عمران وطه * قال القاسم أبو عبد الرحمن فالتمست في البقرة فإذا هو في آية الكرسي فإذا هو " الله لا إله إلا هو الحي القيوم " وفي آل عمران فاتحتها " الله لا إله إلا هو الحي القيوم " وفي طه " وعنت الوجوه للحي القيوم " تابعه أبو ياسر عمار بن نصر المستملي وعمرو بن حفص بن سليلة ( 4 ) الدمشقي عن الوليد مطولا وداود بن رشيد وهشام بن عمار عن الوليد وأما حديث عمار بن نصر فأخبرناه أبو منصور عبد الخالق وأبو سعيد طاهر ابنا ( 5 ) زاهر بن طاهر قالا أنبأنا أبو سعد عبيدالله بن عبد الله بن محمد بن حسكوية ( 6 ) وأبو عثمان إسماعيل بن عمر الابريسمي زاد عبد الخالق وأبو العباس الفضل بن عبد الواحد بن عبد الصمد التاجر قالوا أنبأنا أبو سعيد الصيرفي أنبأنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن أحمد الصفار حدثنا
_________
( 1 ) زيادة منا لتقويم السند
راجع ترجمة أبي الحسن علي بن موسى بن الحسين بن السمسار الدمشقي في سير أعلام النبلاء 17 / 506
( 2 ) هو محمد بن إبراهيم بن مروان أبو عبد الله
راجع الحاشية السابقة
( 3 ) بالاصل هنا : عبيد الله تصحيف
( 4 ) كذا بالاصل وفي ت : شليلة
( 5 ) بالاصل : " انبانا " تصحيف والتصويب عن ت
راجع ترجمة أبي منصور عبد الخالق بن زاهر بن طاهر في سير أعلام النبلاء 20 / 254
وترجمة أخيه طاهر بن زاهر بن طاهر في مشيخة ابن عساكر 84 / ب
( 6 ) ترجمته في سير أعلام النبلاء 18 / 269

(48/128)


أبو بكر بن أبي الدنيا حدثني عمار بن نصر حدثنا الوليد بن مسلم أنبأنا عبد الله بن العلاء ابن زبر حدثني القاسم بن عبد الرحمن عن أبي أمامة عن النبي ( صلى الله عليه و سلم ) قال ( إن اسم الله الأعظم لفي ثلاث سور من القرآن في سورة البقرة وفي آل عمران وفي طه ) فالتمستها فوجدت آية الكرسي " الله لا إله إلا هو الحي القيوم ( 1 ) " وفي آل عمران " آلم الله لا إله إلا هو الحي القيوم " ( 2 ) وفي طه " وعنت الوجوه للحي القيوم " ( 3 ) وأما حديث عمرو بن حفص فأخبرناه أبو الحسن علي بن المسلم أنبأنا أبو عبد الله بن أبي الحديد أنبأنا أبو الحسن بن السمسار أنبأنا أبو عبد الله بن مروان حدثنا أبو بكر أحمد بن العلاء حدثنا عمرو بن حفص حدثنا الوليد حدثنا عبد الله بن العلاء حدثني القاسم أبو عبد الرحمن عن أبي أمامة عن رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) قال ( اسم الله الأعظم في ثلاث سور من القرآن في سورة البقرة وآل عمران وسورة طه قال فالتمستها فوجدت في البقرة آية الكرسي " الله لا إله إلا هو الحي القيوم " وفي فاتحة آل عمران " الم الله لا إله إلا هو الحي القيوم " وفي طه " وعنت الوجوه للحي القيوم " وأما حديث داود بن رشيد فأخبرتنا به أم المجتبى بنت ناصر قالت أنبأنا إبراهيم بن منصور أنبأنا أبو بكر بن المقرئ أنبأنا أبو يعلى حدثنا داود بن رشيد حدثنا الوليد عن عبد الله بن العلاء عن القاسم عن أبي أمامة عن النبي ( صلى الله عليه و سلم ) قال اسم الله الأعظم في ثلاث سور من القرآن البقرة وآل عمران وطه وأما حديث هشام بن عمار فأخبرناه أبو علي الحداد في كتابه وحدثني أبو مسعود الأصبهاني عنه أنبأنا أبو نعيم
_________
( 1 ) سورة البقرة الاية : 255
( 2 ) سورة آل عمران الايتان 1 و 2
( 3 ) سورة طه الاية : 111

(48/129)


الحافظ حدثنا سليمان بن أحمد ( 1 ) حدثنا محمد بن يزيد بن عبد الصمد الدمشقي حدثنا هشام بن عمار حدثنا الوليد بن مسلم حدثنا عبد الله بن العلاء بن زبر عن القاسم أبي عبد الرحمن عن أبي أمامة رفعه قال اسم الله الأعظم إذا دعي به أجاب في ثلاث سور في البقرة وآل عمران وطه أنبأنا أبو الغنائم محمد بن علي ثم حدثنا أبو الفضل بن ناصر أنبأنا أحمد بن الحسن والمبارك بن عبد الجبار ومحمد بن علي واللفظ له قالوا أنبأنا أبو أحمد زاد أحمد ومحمد بن الحسن قالا أنبأنا أحمد بن عبدان أنبأنا محمد بن سهل أنبأنا محمد بن إسماعيل قال ( 2 ) غيلان بن أنس الدمشقي نسبه شعيب بن أبي حمزة قال محمد بن المثنى حدثنا الوليد سمع الأوزاعي عن غيلان بن أنس أنه رأى عمر بن عبد العزيز يرفع يديه مع كل تكبيرة مع الجنازة وتابعه ابن المبارك عن الأوزاعي أخبرنا أبو الحسين القاضي وأبو عبد الله الأديب شفاها قالا أنبأنا أبو القاسم بن مندة أنبأنا أبو علي إجازة ح قال وأنبأنا أبو طاهر أنبأنا علي قالا أنبأنا ابن أبي حاتم قال ( 3 ) غيلان بن أنس الدمشقي روى عن عمر بن عبد العزيز روى عنه الأوزاعي وشعيب ابن أبي حمزة سمعت أبي يقول ذلك أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني حدثنا أبو محمد الكتاني أنبأنا أبو القاسم البجلي أنبأنا أبو عبد الله الكندي حدثنا أبو زرعة قال في الطبقة الثالثة غيلان بن أنس الكلبي قرأت في كتاب أبي طاهر شرف بن علي بن الخضر وأنبأني أبو الفرج الخطيب عنه
_________
( 1 ) رواه الطبراني في المعجم الكبير 8 / 237 رقم 7925 بسند : حدثنا الحسين بن إسحاق التستري وثنا موسى بن سهل أبو عمران الجوني قالا ثنا هشام بن عمار
والباقي مثله
وانظر تخريجه فيه
( 2 ) رواه البخاري في التاريخ الكبير 7 / 104
( 3 ) رواه ابن أبي حاتم في الجرحو التعديل 7 / 54

(48/130)


أنبأنا يحيى بن الحسن بن جعفر بن أحمد المصيصي أنبأنا أحمد بن محمد بن إسماعيل بن الفرج أنبأنا أبو الحسن علي بن أحمد بن سليمان حدثنا أحمد بن سعد ( 1 ) بن أبي مريم قال سمعت يحيى بن معين يقول غيلان بن أنس ليس يروي عنه غير الأوزاعي ( 2 ) كذا قال قرأت على أبي محمد عبد الكريم بن حمزة عن عبد الرحيم بن أحمد بن نصر أنبأنا عبد الغني بن سعيد قال غيلان بن أنس مولى بني كنانة عن أبي سلام الحبشي وهو غيلان بن أنس حدثني أبو همام الكرخي قال قال لنا أبو علي بن سعيد قال لنا أبو بكر بن صدقة أبو يزيد غيلان الذي حدث عنه منصور يعني الخولاني هو غيلان بن أنس وقوله إنه من كنانة أراد كنانة كلب قرأت على أبي القاسم الخضر بن الحسين بن عبدان عن عبد العزيز بن أحمد أنبأنا محمد بن عبد الرحمن القطان حدثنا أحمد بن سليمان بن حذلم حدثنا يزيد بن محمد حدثنا هشام بن إسماعيل حدثنا إسماعيل بن سماعة ( 3 ) عن الأوزاعي حدثني غيلان بن أنس قال ما ازداد عبد فهما إلا ازداد قصدا وما قلد ( 4 ) الله عبدا قلادة خيرا من سكينة 5564 غيلان بن خرشة ( 5 ) بن عمرو ابن ضرار الضبي البصري وفد على معاوية له ذكر أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم حدثنا عبد العزيز بن أحمد أنبأنا تمام بن محمد أنبأنا أبو الحسن مزاحم بن عبد الوارث بن إسماعيل بن عباد البصري العطار
_________
( 1 ) بالاصل : سعيد تصحيف راجع ترجمته في سير إعلام النبلاء 12 / 311
( 2 ) الخبر من طريق ابن أبي مريم في تهذيب الكمال 15 / 27
3 - ( ) من طريق إسماعيل بن عبد الله بن سماعة رواه المزي في تهذيب الكمال 15 / 27
( 4 ) في تهذيب الكمال : قلد عبد قلادة
( 5 ) بالاصل وت : حرشة بالحاء المهملة
والصواب ما أثبت راجع الاغاني 13 / 310 وله ذكر في تاريخ الطبري ط بيروت 2 / 271 و 604 و 605

(48/131)


قدم دمشق حدثنا محمد بن زكريا الغلابي حدثنا العباس بن بكار حدثنا جرير عن مغيرة قال كتب معاوية أن يبعثوا إليه برجل من أهل الكوفة وإلى أهل البصرة أن يبعثوا إليه برجل من أهل البصرة فبعث إليه أهل الكوفة المنذر بن حسان بن ضرار وبعث إليه أهل البصرة بغيلان بن خرشة بن عمرو بن ضرار وكان طفيل بن حسان ومالك بن حسان وجرير بن حسان وشيبان بن حريث والضحاك بن المنذر بن حسان وشبرمة بن طفيل بن حسان وعبد الله بن شبرمة بن طفيل ( 1 ) كل هؤلاء من أشراف أهل الكوفة وفرسانهم وأجوادهم وشعرائهم فكان عبد الله بن شبرمة قاضيا لأبي جعفر على سواد الكوفة وكان فقيها عالما جوادا مطعاما للطعام وولي عبد الله بن شبرمة قضاء الكوفة ليوسف بن عمر ثم ولاه إمارة سجستان وكان يكنى بأبي شبرمة وله يقول رؤبة بن العجاج ( 2 ) لما سألت الناس أين المكرمة * والعز والجرثومة المقدمة وأين فاروق الأمور المحكمة ( 3 ) تتابع الناس على ابن شبرمة وله يقول يحيى بن نوفل ( 4 ) وبلغه أنه سقط عن دابته فوثيت ( 5 ) رجله أقول غداة أتاني الخبير * يدس أخباره هينمة لك الويل من مخبر ما تقول * أين لي وعد عن الجمجمة فقال خرجت وقاضي القضاة ( 6 ) * منفكة رجله مؤلمة * * فقلت لقد جئت جهد البلاء ( 7 ) * وخفت المجللة المعظمة فغزوان حر وأم الوليد * إن الله عافى أبا شبرمة
_________
( 1 ) ترجمته في سير أعلام النبلاء 6 / 347
( 2 ) الرجز في أخبار القضاة لوكيع 3 / 98
( 3 ) في أخبار القضاة : الامور المبهمة
( 4 ) الابيات في أخبار القضاة لوكيع 3 / 99 ونسبها لرجل من بني سليط يكنى ابا المثنى وقال في آخرها وزعم لي ابن أبي سعد عن محمد بن عمران الضبي أن يحيى بن نوفل قائل هذه الابيات
( 5 ) الوثي : بالفتح مقصور شبه فسخ في المفصل وهو في اللحم كالكسر في العظم والافصح فيه الوث ء بالهمز ووثيت يده
( 6 ) كذا بالاصل وت وفي أخبار القضاة : وقاضي العراق
( 7 ) صدره في أخبار القضاة : فقلت وضاقت علي البلاد

(48/132)


* جزاء لمعروفه عندنا * وما عتق عبد له أو أمة * فقال له أبن شبرمة جزاك الله خيرا يابن نوفل وأمر له بجائزة ودراهم كثيرة فقال بعض جيرانه فقلت يابن نوفل من غزوان وأم الوليد وأنا جارك جديد الدار ما أعرف لك جارية ولا غلاما قال فدتك نفسي أكتم على سنوران عندي في البيت من في الموضعين مصحفة بخط تمام وهي مزيدة وصوابه برجل أهل الكوفة ورجل أهل البصرة 5565 غيلان بن سلمة بن معتب بن مالك ابن كعب بن عمرو بن سعد بن عوف بن قصي وهو ثقيف بن منبه بن بكر بن هوازن بن منصور ابن عكرمة بن خصفة بن قيس عيلان الثقفي ( 2 ) له صحبة روى عن النبي ( صلى الله عليه و سلم ) حديثين روى عنه بشر بن عاصم الثقفي وعروة بن غيلان ابنه ذكر أنه كان بدمشق حين توفي عبد الملك بن مروان فعزى الوليد بن عبد الملك أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا أبو الحسين بن النقور أنبأنا عيسى بن علي أنبأنا عبد الله بن محمد حدثنا الوليد أحمد بن عبد الرحمن القرشي حدثنا الوليد بن مسلم حدثنا ابن لهيعة عن يزيد ( 3 ) عن عروة عن ( 4 ) غيلان بن سلمة أن نافعا كان عبدا لغيلان بن سلمة ففر إلى النبي ( صلى الله عليه و سلم ) فأسلم وغيلان مشرك ثم أسلم غيلان فرد رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) ولاءه
_________
( 1 ) يريد " من " في الجملة : برجل من أهل الكوفة
برجل من أهل البصرة
( 2 ) ترجمته في الاصابة 3 / 189 وأسد الغابة 4 / 43 والاستيعاب 3 / 189 ( هامش الاصابة ) والاغاني 13 / 200 ( مصورة عن دار الكتب )
( 3 ) من طريقه : يزيد بن أبي حبيب رواه ابن الاثير في أسد الغابة 4 / 526 في ترجمة نافع أبي السائب وفي الاصابة 3 / 548 في ترجمة نافع مولى غيلان
( 4 ) كذا بالاصل وفي الاصابة : " يزيد بن عروة عن غيلان بن سلمة " وفي أسد الغابة : يزيد بن أبي حبيب عن عروة بن غيلان بن سلمة

(48/133)


أخبرنا ( 1 ) أبو الحسن علي بن أحمد ثم حدثني أبو مسعود عنه أنبأنا أبو نعيم الحافظ حدثنا سليمان بن أحمد اللخمي حدثنا محمد بن يزيد بن عبد الصمد الدمشقي حدثنا هشام بن عمار حدثنا صدقة بن خالد حدثنا يزيد بن أبي مريم عن أبي عبيدالله مسلم بن مشكم عن غيلان بن سلمة الثقفي قال قال رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) ( من آمن بي وصدقني وعلم أن ما جئت به الحق من عندك فأقلل ماله وولده وحبب إليه لقاءك ومن لم يؤمن بي ولم يصدقني ولم يعلم إنما جئت به الحق من عندك فأكثر ماله وولده وأطل عمره ) ( 2 ) أخبرنا أبو منصور محمود بن أحمد بن عبد المنعم ( 3 ) أنبأنا الحسن بن عمر بن الحسن ( 4 ) أنبأنا القاسم بن جعفر الهاشمي أنبأنا أبو ( 5 ) العباس الأثرم حدثنا حميد بن الربيع حدثنا معلى بن منصور الرازي من كتابه أخبرني شبيب بن شبة حدثني بشر بن عاصم عن غيلان بن سلمة الثقفي قال خرجنا مع نبي الله ( صلى الله عليه و سلم ) فرأينا منه عجبا مررنا بأرض فيها أشاء ( 6 ) متفرق فقال نبي الله ( صلى الله عليه و سلم ) يا غيلان ائت هاتين الأشاءتين فمر إحدهما ( 7 ) تنضم إلى صاحبتها حتى أستتر بهما فأتوضأ قال فانطلقت فقمت بينها فقلت إن نبي الله ( صلى الله عليه و سلم ) يأمر إحديكما أن تنضم إلى صاحبتها قال فمادت إحداهما ثم انقلعت تخد في الأرض حتى انضمت إلى صاحبتها فنزل نبي الله ( صلى الله عليه و سلم ) فتوضأ خلفهما ثم ركب وعادت تخد في الأرض ( 8 ) إلى موضعها قال ثم نزلنا معه منزلا فأقبلت امرأة بابن لها كأنه الدينار فقالت يا نبي الله ما كان في الحي غلام أحب إلي بابني هذا فأصابته الموتة ( 9 ) فأنا أتمنى موته فادع الله له يا نبي الله قال فأدناه نبي الله ثم قال ( بسم الله أنا رسول الله أخرج عدو الله ثلاثا قال اذهبي
_________
( 1 ) كتب فوقها في الاصل : ملحق
( 2 ) كتب فوقها بالاصل : إلى
( 3 ) قارن مع مشيخة ابن عساكر 235 / أ
( 4 ) أقحم بعدها بالاصل : " بن عمر بن الحسن " راجع ترجمته في سير أعلام النبلاء 18 / 337
( 5 ) كتبت " أبو " فوق الكلام بين السطرين بالاصل
( 6 ) أشاء واحدتها أشاءة وهي صغار النخل ( اللسان : أشأ )
( 7 ) الاصل : أحدهما
( 8 ) ما بين معكوفتين سقط من الاصل واستدرك عن المختصر للايضاح
( 9 ) الموتة : جنس من الجنون والصرع يعتري الانسان ( اللسان )

(48/134)


بابنك لن تري بأسا إن شاء الله ) قال ثم مضينا فنزلنا منزلنا فجاء رجل فقال يا نبي الله إنه كان لي حائط فيه عيشي وعيش عيالي ولي فيه ناضحان فاغتلما ( 1 ) ومنعا لي أنفسهما وحائطي وما فيه ولا يقدر أحد على الدنو منهما قال فنهض النبي ( صلى الله عليه و سلم ) بأصحابه حتى أتى الحائط فقال لصاحبه افتح فقال يا نبي الله أمرهما أعظم من ذاك قال فافتح فلما حرك الباب بالمفتاح أقبلا لهما جلبة كحفيف الريح فلما أفرج الباب فنظرا إلى النبي ( صلى الله عليه و سلم ) بركا ثم سجدا فأخذ النبي ( صلى الله عليه و سلم ) رؤسهما ثم دفعهما إلى صاحبهما فقال ( استعملهما وأحسن علفهما ) فقال القوم يا نبي الله تسجد لك البهائم فما لله عندنا بك أحسن من هذا أجرتنا من الضلالة واستنقذتنا من الهلكة أفلا تأذن لنا بالسجود لك قال ( كيف كنتم صانعين بأخيكم إذا مات أتسجدون لقبره ) قالوا يا نبي الله نتبع أمرك فقال نبي الله ( صلى الله عليه و سلم ) ( إن السجود ليس إلا للحي الذي لا يموت لو كنت آمرا أحدا بالسجود من هذه الأمة لأمرت المرأة بالسجود لبعلها ) قال ثم رجعنا فجاءت المرأة أم الغلام فقالت يا نبي الله والذي بعثك بالحق ما زال منغلمان الحي وجاءت بسمن ولبن وجزر فرد عليها السمن والجزر وأمرهم بشرب اللبن ذكر عوانة بن الحكم فيما حكاه أبو محمد عبد الله بن سعد القطربلي عنه وقرأت بخط أبو محمد القطربلي قال قال الوليد ( 2 ) يعني حين مات أبوه انهضوا على اسم الله فبايعوا فبايع له أعلام الناس ثم جهز أباه فبينما هو في دفنه إذ أقبل غيلان بن سلمة الثقفي والناس لا يدورن يعزونه قبل أو يهنؤنه فقال أصبحت يا أمير المؤمنين رزئت خير الآباء وسميت خير الأسماء وأعطيت أفضل الأشياء فعزم الله لك في الرزية على الصبر وأصابك في ذلك نوافل الأجر وأعانك في حسن ثوابه إياك على الشكر وقضى لعبد الملك خير القضية وأنزله المنزلة الرضية وأعانك على أمر الرعية فقال له الوليد من أنت قال من ثقيف قال في كم أنت قال في مائة دينار فأمر به أن يلحق بالشرف فكان أول من قضى له الوليد حاجة حين استخلف كذا قال وغيلان بن سلمة له صحبة ولا أراه بقي إلى أيام الوليد بن عبد الملك فإنه مات ( 3 ) في خلافة عمر بن الخطاب ولعله ابن غيلان بن سلمة والله أعلم وغيلان هو
_________
( 1 ) أي تمردا
( 2 ) يعني الوليد بن عبد الملك
( 3 ) سقطت من الاصل واستدركت على هامشه وبعدها صح

(48/135)


الذي أسلم وتحته عشر نسوة فأمره النبي ( صلى الله عليه و سلم ) أن يختار منهن أربعا وذلك فيما أخبرنا أبو الفتح نصرالله بن محمد أنبأنا علي بن محمد أنبأنا عبد الواحد بن محمد بن عبد الله أنبأنا إسماعيل بن محمد الصفار حدثنا محمد بن عبد الملك بن مروان حدثنا يزيد بن هارون أنبأنا سعيد بن أبي عروبة عن معمر عن الزهري عن سالم عن أبيه قال أسلم غيلان بن سلمة الثقفي وتحته عشر نسوة كن تحته في الجاهلية أسلمن معه فأمره النبي ( صلى الله عليه و سلم ) أن يختار منهن أربعا ( 1 ) وأخبرناه أبو العز أحمد بن عبيدالله أنبأنا أبو محمد الجوهري أنبأنا أبو الحسين بن المظفر حدثنا محمد بن محمد الباغندي حدثنا علي بن المديني حدثنا إسماعيل بن إبراهيم حدثنا معمر عن الزهري عن سالم عن ابن عمر أن غيلان بن سلمة الثقفي أسلم وعنده عشر نسوة فأمره رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) أن يمسك منهن أربعا أخبرنا أبو عبد الله محمد بن الفضل وأبو المظفر بن القشيري قالا أنبأنا أبو سعد محمد بن عبد الرحمن أنبأنا أبو عمرو بن حمدان ح وأخبرنا أبو عبد الله الخلال أنبأنا إبراهيم بن منصور أنبأنا أبو بكر بن المقرئ قالا أنبأنا أبو يعلى حدثنا أبو خيثمة حدثنا إسماعيل بن إبراهيم عن معمر عن الزهري عن سالم عن أبيه أن غيلان بن سلمة الثقفي أسلم وتحته عشر نسوة فقال رسول ( صلى الله عليه و سلم ) ( اختر منهن أربعا ) ( 2 ) فلما كان في عهد عمر طلق نساءه وقسم ماله بين بنيه فبلغ ذلك عمر فلقيه فقال إني أظن الشيطان فيما يسترق من السمع سمع بموتك فقذفه في نفسك ولعلك أن لا تمكث إلا قليلا وأيم الله لترجعن نساءك ولترجعن في مالك أو لأورثهن ولآمرن بقبرك فيرجم كما رجم قبر أبي رغال ( 3 )
_________
( 1 ) من هذا الطريق في الاستيعاب 3 / 189 - 190 ( هامش الاصابة ) وأسد الغابة 4 / 44
( 2 ) الاصابة 3 / 190
( 3 ) راجع الاصابة 3 / 191

(48/136)


أخبرنا ( 1 ) أبو بكر وجيه بن طاهر الشحامي أنبأنا أبو حامد أحمد بن الحسن الأزهري أنبأنا أبو سعيد محمد بن عبد الله بن حمدون التاجر أنبأنا أبو حامد أحمد بن محمد بن الحسن بن الشرقي حدثنا محمد بن يحيى الذهلي حدثنا عبد الرزاق أنبأنا معمر عن الزهري عن سالم بن عبد الله عن ابن عمر قال طلق غيلان بن سلمة الثقفي نساءه وقسم ماله بين بنيه في خلافة عمر فبلغ ذلك عمر فقال له أطلقت نساءك وقسمت مالك بين بنيك قال نعم قال والله إني لأرى الشيطان فيما يسترق السمع سمع بموتك فألقاه في نفسك فلعلك لا تمكث إلا قليلا وأيم الله لئن لم تراجع نساءك وترجع في مالك لأورثهن منك إذا مت ثم لآمرن بقبرك فليرجمن كما رجم قبر أبي رغال قال الزهري وأبو رغال أبو ثقيف قال فراجع نساءه ورجع في ماله قال نافع فما مكث إلا سبعا حتى مات قال وحدثنا محمد بن يحيى حدثنا أبو صالح حدثني الليث حدثني عقيل عن ابن شهاب أخبرني سالم بن عبد الله أن عبد الله بن عمر أخبره أن عمر بن الخطاب أخبره أن غيلان بن سلمة الثقفي طلق نساءه وهو صحيح وقسم ماله بين بنيه وساق الحديث بنحو من هذه القصة ( 2 ) ولهذا الحديث عندنا طرق كثيرة وكذا رواه معمر وعقيل عن الزهري والمحفوظ عن الزهري حديث يونس بن يزيد أخبرناه أبو بكر وجيه بن طاهر أنبأنا أبو حامد الأزهري أنبأنا أبو محمد المخلدي أنبأنا عبد الله بن محمد بن مسلم الإسفرايني حدثنا محمد بن عبد الله بن عبد الحكم حدثنا ابن وهب عن يونس بن يزيد الأيلي عن ابن شهاب عن عثمان بن محمد بن أبي سويد أن رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) قال لغيلان بن سلمة الثقفي حين أسلم وتحته عشر نسوة ( خذ منهن أربعا وفارق سائرهن ) ( 3 ) وقد روي حديث سالم عن ابن عمر من وجه آخر
_________
( 1 ) كتب فوقها في الاصل وت : ملحق
( 2 ) كتب فوقها بالاصل وت : إلى
( 3 ) راجع الاصابة 3 / 191

(48/137)


أخبرناه أبو القاسم الشحامي أنبأنا أبو بكر البيهقي أنبأنا أبو عبد الله الحافظ أنبأنا أبو علي الحافظ وأبو محمد جعفر بن محمد بن الحارث قالا أنبأنا أبو عبد الرحمن بن شعيب النسائي بمصر حدثنا أبو بريد ( 1 ) عمرو بن يزيد الجرمي ح قال وأنبأنا أبو نصر بن قتادة أنبأنا أبو الحسن علي بن الفضل بن محمد بن عقيل أنبأنا عبد الله بن محمد بن ناجية حدثنا أبو بريد ( 2 ) عمرو بن يزيد حدثنا سيف بن عبد الله ( 3 ) الجرمي حدثنا شرار ( 4 ) أبو عبيدة العنزي ( 5 ) عن أيوب عن نافع وسالم عن ابن عمر أن غيلان بن سلمة الثقفي أسلم وعنده تسع نسوة فأمره رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) أن يختار منهن أربعا لفظ حديث ابن ناجية وفي رواية النسائي سرار بن مجشر ( 6 ) وقال إن غيلان بن سلمة كان عنده عشر نسوة فأسلم وأسلمن معه زاد ابن ناجية في روايته قال فلما كان زمان طلق نساءه وقسم ماله فقال له عمر لترجعن في مالك وفي نسائك أو لأرجمن قبرك كما رجم قبر أبي رغال قال أبو علي تفرد به سرار بن مجشر ( 7 ) وهو بصري ثقة وقد روي من رواية ابن عباس أيضا أخبرناه أبو القاسم المستملي أنبأنا أبو بكر الحافظ أنبأنا أبو الحسين بن بشران
_________
( 1 ) بالاصل : زيد وفي ت : " بريد " والصواب ما أثبت راجع ترجمته في تهذيب الكمال 14 / 370
2 - ( ) بالاصل هنا : يزيد وفي ت : " بريد " كلاهما تصحيف تقدم التعريف به
( 3 ) كذا بالاصل وت وذكر المزي في شيوخ عمرو بن يزيد سيف بن عبيد الله
وجاء : سيف بن عبيد الله الجرمي في تهذيب الكمال في ترجمة سرار بن مجشر انظر الحاشية التالية
( 4 ) كذا بالاصل هنا شرار وهو تصحيف وصوابه : سرار بالسين وسينبه المصنف إلى أنه في رواية النسائي ورد : " سرار " وهو سرار بن مجشر بن قبيصة أبو عبيدة البصري العنزي راجع ترجمته في تهذيب الكمال 7 / 54
( 5 ) رسمها بالاصل : " العنوى " والصواب ما أثبت عن تهذيب الكمال وفيه : العنزي ويقال : العنبري
( 6 ) الاصل : محشر تصحيف والصواب ما أثبت وضبطت بفتح الميم وفتح الجيم وتشديد المعجمة المكسورة عن تقريب التهذيب
( 7 ) بالاصل هنا : " شرار بن محشر " تصحيف

(48/138)


ببغداد أنبأنا أبو جعفر محمد بن عمرو الرزاز حدثنا أحمد بن الخليل حدثنا الواقدي حدثنا عبد الله بن جعفر الزهري عن عبد الله بن أبي سفيان عن ابيه عن ابن عباس قال أسلم غيلان بن سلمة وتحته عشر نسوة فأمره رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) أن يمسك أربعا ويفارق سائرهن قال وأسلم صفوان بن أمية وعنده ثمان نسوة فأمره رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) أن يمسك أربعا ويفارق سائرهن أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا أبو محمد عبد الوهاب بن علي السكري أنبأنا أبو الحسن علي بن عبد العزيز الظاهري أنبأنا أبو بكر أحمد بن جعفر بن محمد بن سلم أنبأنا أبو خليفة حدثنا محمد بن سلام قال في ذكر شعراء الطائف الجاهليين غيلان ابن سلمة بن معتب بن مالك بن كعب بن عمرو بن سعد بن عوف ( 1 ) أخبرنا أبو بكر محمد بن شجاع أنبأنا أبو عمرو عبد الوهاب بن محمد أنبأنا أبو محمد بن يوة أنبأنا أبو الحسن اللنباني ( 2 ) أنبأنا أبو بكر بن أبي الدنيا حدثنا محمد بن سعد ( 3 ) قال في تسمية من كان بالطائف من أصحاب رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) غيلان بن سلمة الثقفي أسلم في الفتح ومات في آخر خلافة عمر بن الخطاب أنبأنا أبو طالب عبد القادر بن محمد بن يوسف وأبو نصر محمد بن الحسن بن البنا قالا أبو محمد الجوهري قراءة عن أبي عمر بن حيوية أنبأنا أحمد بن معروف أنبأنا الحسين بن محمد حدثنا محمد بن سعد ( 4 ) قال في تسمية من نزل الطائف من أصحاب رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) غيلان بن سلمة بن معتب بن مالك بن كعب بن عمرو بن سعد بن عوف بن ثقيف وأم سلمة بن ( 5 ) معتب كنة بنت
_________
( 1 ) راجع طبقات الشعراء لابن سلام الجمحي ص 101
( 2 ) الاصل : اللباني بتقديم الباء تصحيف والصواب ما أثبت
( 3 ) الخبر برواية ابن أبي الدنيا ليس في الطبقات الكبرى المطبوع لابن سعد
( 4 ) رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى 5 / 505 - 506
( 5 ) الاصل : بنت تصحيف والتصويب عن ابن سعد

(48/139)


كسيرة ( 1 ) بن ثمالة من الأزد وأخوه لأمه أوس بن ربيعة بن معتب ( 2 ) فهما ابنا كنة إليها ينسبون وكان غيلان بن سلمة شاعرا وفد على كسرى فسأله أن يبني له حصنا بالطائف فبنى له حصنا بالطائف ثم جاء الإسلام فأسلم غيلان وعنده عشر نسوة فقال له رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) ( اختر منهن أربعا وفارق بقيتهن ) فقال قد كن ولا يعلمن أيتهن آثر عندي وسيعلمن ذلك اليوم فاختار منهن أربعا وجعل يقول لمن أراد منهن أقبلي ومن لم يرد يقول لها أدبري حتى اختار منهن أربعا وفارق بقيتهن وقال الوليد بن مسلم عن ابن لهيعة عن يزيد بن أبي حبيب عن عروة بن غيلان بن سلمة عن أبيه أن نافعا كان لغيلان بن سلمة ففر إلى النبي ( صلى الله عليه و سلم ) وغيلان مشرك ثم أسلم غيلان فرد رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) ولاءه وابنه شرحبيل بن غيلان بن سلمة بن معتب وكان في الوفد الذين قدموا على رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) ولاه ( 3 ) ومات شرحبيل سنة ستين أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد أنبأنا أبو الحسين بن النقور أنبأنا عيسى بن علي أنبأنا عبد الله بن محمد قال غيلان بن سلمة الثقفي سكن الطائف وروى عن النبي حديثا ( 4 ) أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد أنبأنا شجاع بن علي أنبأنا عبد الله بن مندة قال غيلان بن سلمة الثقفي عداده في أهل الحجاز روى عنه عبد الله بن عمر بن الخطاب وعروة بن غيلان وبشر بن عاصم ونافع أبو السائب مولاه وكان أسلم قبله فلما أسلم غيلان رد عليه ولاءه أنبأنا أبو علي الحداد قال قال لنا أبو نعيم
_________
( 1 ) اللفظة غير واضحة بالاصل والصواب ما أثبت عن ابن سعد
( 2 ) أقحم بعدها بالاصل : " فهما ابنا كنه بنت كسيرة بن ثمالة من الاز وأخوه لامه أوس بن ربيعة بن معتب "
والمثبت يوافق العبارة في ابن سعد
( 3 ) اللفظة ليست في ابن سعد 5 / 506
( 4 ) الاصابة 3 / 189

(48/140)


غيلان بن سلمة الثقفي حجازي ذكره في حديث عبد الله بن عمر روى عنه بشر بن عاصم الثقفي ومولاه نافع أبو السائب وعروة بن غيلان أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم أنبأنا رشأ بن نظيف أنبأنا الحسن بن إسماعيل أنبأنا أحمد بن مروان حدثنا ابن أبي الدنيا حدثنا سعيد بن يحيى القرشي حدثنا حفص بن غياث عن الأجلح ( 1 ) عن عكرمة في قوله عز و جل " وثيابك فطهر ( 2 ) " قال لا يلبسها على غدرة ولا فجوة ثم تمثل بشعر غيلان بن سلمة * إني بحمد الله لا ثوب فاجر * لبست ولا من غدرة أتقعنع * في نسخة الكتاب الذي قرأت على أبي القاسم بن السمرقندي عن أبي محمد عبد الوهاب بن علي أنبأنا أبو الحسن علي بن عبد العزيز أنبأنا أحمد بن جعفر بن محمد أنبأنا أبو خليفة حدثنا محمد بن سلام الجمحي قال ( 3 ) ولغيلان بن سلمة شعر وهو شريف وكان قسم ماله كله بين ولده وطلق نساءه فقال له عمر إن الشيطان قد نفث في روعك أنك ميت ولا أراه إلا كذلك لترجعن في مالك ولتراجعن في نساءك أو لآمرن بقبرك أن يرجم كما رجم قبر أبي رغال ففعل ودخل ( 4 ) رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) على أم سلمة وهم محاصرو الطائف وعندها مخنث يقال له هيت يقول لأم سلمة إذا افتتحتم الطائف فقولي لأخيك ( 5 ) يأخذ بادية بنت غيلان بن سلمة وكانت أشهر نساء ثقيف جمالا وهيئة فإنها تقبل بأربع وتدبر بثمان فقال رسول الله * ( صلى الله عليه و سلم ) ما لك لتفطن لهذا لا يدخلن عليكم * قال ابن سلام وأخبرني أبو جعدة ( 6 ) قال قالت خولة بنت حكيم بن أمية بن حارثة بن الأوقص السلمية وكانت امرأة عثمان بن مظعون وهي الحولاء ( 7 ) يا رسول الله إذا فتح لله عليك الطائف فأعطني حلي بادية بنت غيلان قال ( وإن لم يكن أذن لي فيها يا خويلة * فأتت عمر بن الخطاب مسرعة فأخبرته وكان المسلمون يظنون أنهم يفتحونها قد فتحوا
_________
( 1 ) من طريقه رواه ابن حجر في الاصابة 3 / 192 : الخبر والشعر
( 2 ) سورة المدثر الاية : 4
( 3 ) الخبر في طبقات الشعراء لابن سلام ص 104
( 4 ) راجع الاغاني 9 / 200
( 5 ) في الاغاني لعمر بن أبي سلمة أو لاخيه سلمة
( 6 ) كذا بالاصل والمختصر
( 7 ) في المختصر : الخولاء راجع الاصابة 4 / 278

(48/141)


مكة وظفروا بحنين في وجههم ذلك فجاء عمر بن الخطاب إلى النبي ( صلى الله عليه و سلم ) فقال ( 1 ) شئ أخبرتنيه خويلة قال ( نعم رأيت كأني أريد حلب شاة وهي تعتاص علي فظننت أني لا أنال منهم شيئا في وجهي هذا ) قال أفلا تأذن في الناس بالرحيل قال ( بلى ) ( 2 ) ذكر أبو حسان الزيادي أن غيلان ابن سلمة مات في آخر خلافة عمر سنة ثلاث وعشرين 5566 غيلان بن عقبة بن مسعود ابن حارثة بن عمرو بن ربيعة بن ملكان بن عدي ابن عبد مناة بن أد بن طابخة بن إلياس بن مضر بن نزار ويقال غيلان بن عقبة بن بهيش ( 3 ) ويقال نهيس بن مسعود ابن حارثة بن عمرو بن ربيعة بن ساعدة ابن كعب بن عوف بن ثعلبة بن ربيعة بن ملكان أبو الحارث العدوي المعروف بذي الرمة ( 4 ) الشاعر المشهور قيل إنه لقب بذلك لأنه أتى مية صاحبته وعلى كتفه قطعة حبل وهي الرمة فاستسقاها فقالت اشرب يا ذا الرمة فلقب به وقيل إنه لقب بذلك لقوله ( 5 )
_________
( 1 ) طبقات الشعراء لابن سلام ص 165
( 2 ) بدون إعجام بالاصل
( 3 ) بالاصل : الهمداني بالدال المهملة والصواب ما أثبت قارن مع مشيخة ابن عساكر 246 / أ
( 4 ) ومثله في المشتبه 1 / 96 والاكمال لابن ماكولا والشعر والشعراء والاغاني وأشرنا إلى أنها : بهيس بالسين المهملة في سير أعلام النبلاء
( 5 ) الاكمال لابن ماكولا 1 / 376 في باب : " بهيش "

(48/142)


أشعث باقي رمة التقليد وقيل كان يصيبه الفزع في صغره فكتبت له تميمة فكانت تعلق عليه بحبل فلقب ذا الرمة وأمه ظبية بالظاء المعجمة من بني أسد حدث عن ابن عباس روى عنه أبو عمرو بن العلاء وفد على الوليد بن عبد الملك أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلم الفقيه وأبو القاسم بن السمرقندي بقراءتي عليه ببغداد وكتبه لي بخطه أنبأنا أبو حازم البغدادي قراءة عليه وأنا اسمع أنبأنا أبو زرعة روح بن محمد بن أحمد بن السني قاضي أصبهان ( 1 ) قدم حاجا حدثنا أبو زرعة أحمد بن الحسين ( 2 ) حدثنا حامد بن حماد البندار بنصيبين حدثنا إسحاق بن سيار النصيبي ( 3 ) حدثنا الأصمعي حدثنا أبو ( 4 ) عمرو بن العلاء عن ذي الرمة عن ابن عباس عن النبي ( صلى الله عليه و سلم ) قال ( إن وفي حديث إسماعيل قال من الشعر حكمة * وبإسناده عن ابن عباس في قوله " والبحر المسجور " ( 5 ) قال الفارغ خرجت أمة تستقي فرجعت فقالت إن الحوض مسجور تعني فارغا قال إسحاق يعني ابن سيار النصيبي ليس لذي الرمة غير هذين الحديثين قرأت في كتاب أبي الفرج علي بن الحسين الأصبهاني ( 6 ) أخبرني الحسين بن يحيى عن حماد يعني ابن إسحاق عن أبي عدنان عن إبراهيم بن نافع أن الفرزدق دخل على الوليد بن عبد الملك أو غيره فقال له من أشعر الناس قال أنا قال أفتعلم أحدا أشعر منك قال لا إلا أن غلاما من بني عدي يركب أعجاز الإبل وينعت الفلوات ثم أتاه جرير فسأله فقال له مثل ذلك ثم أتاه ذو الرمة فقال له ويحك أنت أشعر الناس قال لا ولكن غلام من بني عقيل يقال له مزاحم يسكن الروضات يقول وحشيا من الشعر لا نقدر على أن نقول مثله
_________
( 1 ) بالاصل : عمرو تصحيف
( 2 ) الاصل : الحسن تصحيف والصواب ما أثبت ترجمته في تاريخ بغداد 7 / 300
( 3 ) الاصل : النعال تصحيف
راجع الحاشية السابقة
( 4 ) الخبر في الاغاني 18 / 5
( 5 ) العرسات جمع عرس طعام الوليمة

(48/143)


أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا أبو محمد عبد الوهاب بن علي بن عبد الوهاب قراءة أو إجازة أنبأنا أبو الحسن علي بن عبد العزيز قال قرئ على أبي بكر أحمد ابن جعفر أنبأنا الفضل بن الحباب حدثنا أبو عبد الله الجمحي ( 1 ) قال في الطبقة الثانية من الشعراء الإسلاميين ذو الرمة واسمه غيلان وهو الذي يقول أنا أبو الحارث واسمي غيلان بن عقبة بن بهيش ( 2 ) بن مسعود بن حارثة بن عمرو بن ربيعة بن ساعدة بن كعب بن عوف بن ثعلبة بن ربيعة بن ملكان بن عدي بن عبد مناة بن أد وهم عدي التيم تيم عدي والتيم من الرباب أخبرنا أبو سعد إسماعيل بن أحمد الكرماني وأبو الحسن مكي بن أبي طالب الهمذاني ( 3 ) قالا أنبأنا أبو بكر أحمد بن علي بن خلف أنبأنا أبو عبد الله الحافظ حدثني عبد الله بن أحمد بن جعفر قال سمعت أبا بكر محمد بن عمر بن سلم الحافظ يقول اسم ذي الرمة غيلان أخبرنا أبو غالب وأبو عبد الله ابنا البنا قالا أنبأنا أبو الحسين بن الآبنوسي عن أبي الحسن الحافظ ح وقرأت على أبي غالب بن البنا عن أبي الفتح بن المحاملي أنبأنا أبو الحسن الدارقطني قال ذو الرمة الشاعر غيلان بن عقبة بن بهيش العدوي من بني عدي بن عبد مناة كذا ضبطه بهيش بالشين المعجمة ( 4 ) قرأت على أبي محمد بن حمزة عن أبي نصر علي بن هبة الله قال ( 5 ) ذو الرمة غيلان بن عقبة بن بهيش العدوي من بني عدي بن عبد مناة أنبأنا أبو محمد بن صابر أنبأنا سهل بن بشر أنبأنا علي بن بقاء الوراق إجازة أنبأنا أبو محمد بن صابر أنبأنا سهل بن بشر أنبأنا علي بن بقاء الوراق إجازة أنبأنا
_________
( 1 ) طبقات الشعراء لابن سلام ص 165
( 2 ) بدون إعجام بالاصل
( 3 ) بالاصل : الهمداني بالدال المهملة والصواب ما أثبت قارن مع مشيخة ابن عساكر 246 / أ
( 4 ) ومثله في المشتبه 1 / 96 والاكمال لابن ماكولا والشعر والشعراء والاغاني وأشرنا إلى أنها : بهيس بالسين المهملة في سير أعلام النبلاء
( 5 ) الاكمال لابن ماكولا 1 / 376 في باب : " بهيش "

(48/144)


المبارك بن سالم أنبأنا الحسن بن رشيق حدثنا يموت بن المزرع حدثنا أبو عثمان المازني حدثنا الأصمعي عن عيسى بن عمر قال كان ذو الرمة الشاعر يملي علي شعرا وأنا أكتب الشعر إذ قال لي يا غلام أصلح هذا الحرف فقلت له أصلحك الله وإنك لتكتب فقال نعم قدم علينا حضري لكم فعملنا الخط على الرمل كتب إلي أبو محمد بن السمرقندي وحدثنا أبو طاهر إبراهيم بن الحسن بن طاهر عنه أنبأنا أبو بكر الخطيب أنبأنا الحسن بن محمد الخلال أنبأنا أحمد بن محمد بن عمران قال سمعت الصولي يقول قال ذو الرمة لعيسى بن عمر اكتب شعري فالكتاب أعجب إلي من الحفظ إن الأعرابي ينسى الكلمة قد سهرت في طلبها ليلة فيضع في موضعها كلمة في وزنها ثم ينشد الناس والكتاب لا ينسى ولا يبدل كلاما بكلام أنبأنا أبو الفضل بن ناصر وحدثنا أبو الحسن أحمد بن حمزة السلمي عنه أنبأنا أبو طاهر محمد بن أحمد بن محمد بن أبي الصقر أنبأنا عبيدالله بن أحمد بن عثمان الصيرفي حدثنا أبو عمر ( 1 ) بن حيوية حدثنا محمد بن عمران الصيرفي حدثنا العمري حدثنا أبو عدنان السلمي والرياشي عن الأصمعي عن عيسى بن عمر قال قدم ذو الرمة البصرة فأتيته أعتذر إليه لأني لم أهد إليه شيئا فقال لا تعتذر أنا وأنت نأخذ ولا نعطي أحدا شيئا أخبرنا أبو المعالي الحسين بن حمزة بن الحسين حدثنا أبو بكر الخطيب أنبأنا الحسن بن الحسين ( 2 ) بن العباس النعالي ( 3 ) أنبأنا أبو الفرج علي بن الحسين الأصبهاني ( 4 ) أخبرني أحمد بن عبد العزيز حدثني الحسن بن علي حدثنا علي بن سعيد الكندي قال سمعت أبا بكر بن عياش يقول حدثني من رأى ذا الرمة طفيليا يأتي العرسات
_________
( 1 ) بالاصل : عمرو تصحيف
( 2 ) الاصل : الحسن تصحيف والصواب ما أثبت ترجمته في تاريخ بغداد 7 / 300
( 3 ) الاصل : النعال تصحيف راجع الحاشية السابقة
4 - ( ) الخبر في الاغاني 18 / 5
( 5 ) العرسات جمع عرس طعام الوليمة

(48/145)


اخبرنا أبو الحسن علي بن الحسن بن الحسين قراءة عن أبي عبد الله القضاعي ( 1 ) أنبأنا أبو عبد الله محمد بن أحمد بن محمد بن عمرو بن شاكر القطان حدثنا الحسن بن علي بن الفضل بن عبد المجيب المعافري حدثنا محمد بن علي بن الحسين الفقيه حدثنا محمد ابن عبد الحكم قال قال لي الشافعي رحمه الله ح وأخبرنا أبو القاسم الخضر بن علي بن الخضر بن أبي هشام أنبأنا أبو محمد عبد الله بن الحسن بن حمزة العطار أنبأنا أبو الحسن عبد الرحمن بن محمد بن ياسر أنبأنا أبو موسى هارون بن محمد الموصلي حدثنا أبو يحيى زكريا بن أحمد بن يحيى البلخي حدثنا الحسن بن محمد بن الأشعث المصري حدثنا محمد بن عبد الله بن عبد الحكم قال سمعت الشافعي يقول ليس يقدم أهل البادية على ذي الرمة أحدا قال وقال لي الشافعي لقي رجل رجلا من أهل اليمن فقال لليماني من أشعر الناس فقال ذو الرمة فقلت له فأين امرؤ القيس يحميه ( 2 ) بذلك لأنه يماني فقال لو أن امرء القيس كلف أن ينشد شعر ذو الرمة ما أحسنه وفي رواية القضاعي فقلت أم امرؤ القيس يحميه ( 3 ) بذلك أنبأنا أبو محمد هبة الله بن سهل بن عمر وأبو عبد الله الحسين بن علي بن أحمد ثم حدثنا أبو الحسن علي بن سليمان عنهما قالا أنبأنا أبو بكر أحمد بن الحسين الحافظ أنبأنا أبو عبد الله الحافظ أخبرني أبو تراب المذكر حدثنا محمد بن المنذر بن سعيد حدثنا محمد بن عبد الحكم قال قال الشافعي ليس يقدم أهل البادية على شعر ذي الرمة أحدا قرأت على أبي محمد بن حمزة عن أبي بكر الخطيب أنبأنا الحسن بن الحسين بن العباس أنبأنا أبو الفرج علي بن الحسين الأصبهاني ( 4 ) حدثني الحسن ( 5 ) بن علي حدثنا أبو أيوب المديني حدثني الفضل بن إسحاق الهاشمي عن مولى لجده قال
_________
( 1 ) هو محمد بن سلامة بن جعفر بن علي أبو عبد الله ترجمته في سير أعلام النبلاء 18 / 92
( 2 ) تقرأ بالاصل : لا حمية
( 3 ) رسمها بالاصل : " لا حسه " ولعل الصواب ما أثبت
( 4 ) الخبر في الاغاني 18 / 8
( 5 ) الاصل : الحسين بن علي والمثبت عن الاغاني

(48/146)


رأيت ذا الرمة بسوق المربد وقد عارضه رجل يهزأ به فقال له يا أعرابي أتشهد بما لم تر قال نعم قال بماذا قال أشهد أن أباك ناك أمك في نسخة ما أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا عبد الوهاب بن علي أنبأنا علي ابن عبد العزيز قال قرئ على أبي بكر الختلي أنبأنا الفضل بن الحباب حدثنا محمد بن سلام ( 1 ) قال وكان أبو عمرو بن العلاء يقول لنا شعره يعني ذا الرمة نقط عروس تضمحل عن قليل وأبعار ظباء لها مشم في أول شمها ثم تعود إلى أرواح البعر أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا أبو الحسين بن النقور وأبو منصور بن العطار قالا أنبأنا أبو طاهر المخلص أنبأنا أبو محمد عبيدالله بن عبد الرحمن حدثنا أبو يعلى المنقري حدثنا الأصمعي عن يونس بن حبيب قال رؤبة بن العجاج لبلال ( 2 ) علام يعطي ذا الرمة فوالله ما يمدحك إلا بمقطعاتنا هذه يعمد إليها فيوصلها ثم يمدحك بها فقال بلال والله لو لم أعطه إلا على تأليفها لأعطيته ( 3 ) أخبرنا أبو محمد هبة الله بن سهل وأبو عبد الله الحسين بن علي بن أحمد البيهقي في كتابيهما ح وحدثنا أبو الحسن المرادي عنهما قالا أنبأنا أبو بكر البيهقي أنبأنا أبو عبد الله الحافظ حدثني أبو محمد جعفر بن محمد بن الحارث ح قال وأنبأنا أبو عبد الرحمن السلمي حدثنا جعفر المراغي قال سمعت أبا يحيى زكريا بن محمد النيسابوري بمصر يقول سمعت الربيع بن سليمان يقول سمعت الشافعي يقول شعر ذي الرمة بعر غزال ونقط عروس أخبرنا أبو القاسم فيما أرى أنبأنا أبو محمد عبد الوهاب بن علي أنبأنا علي بن عبد
_________
( 1 ) الخبر في طبقات الشعراء لابن سلام الجمحي ص 169 وعن ابن سلام في الاغاني 18 / 14
( 2 ) يعني بلال بن أبي بردة بن أبي موسى الاشعري
( 3 ) رواه الاصفهاني في الاغاني من طريق الجوهري عن ابن شبرمة عن يحيى بن نجيم وزاد في آخره : وأمر له بعشرة آلاف درهم

(48/147)


العزيز قال قرئ على أبي بكر الختلي أنبأنا الفضل بن الحباب حدثنا محمد بن سلام قال ( 1 ) وحدثني أبو الغراف قال دخل ذو الرمة على بلال بن أبي بردة وكان بلال راوية فصيحا أديبا فأنشد بلال أبيات حاتم طيى ( 2 ) * لحا الله صعلوكا مناه وهمه * من الدهر ( 3 ) أن يلقى لبوسا ومطعما يرى الخمس ( 4 ) تعذيبا وإن نال شعبة * بيت قلبه من قلة ( 5 ) الهم مبهما * فقال ذو الرمة ترى الخمص تعذيبا وإنما الخمس للإبل وإنما هو خمص البطون فحسد بلال وكان محكا وقال هكذا أنشدنيهما رواة طيئ فرد عليه ذو الرمة فضحك ودخل أبو عمرو بن العلاء فقال له بلال كيف تنشدهما ( 6 ) وعرف أبو عمرو الذي به فقال كلا الوجهين ( 7 )
فقال أتأخذون عن غير ذي الرمة قال إنه لفصيح وإنا لنأخذ عنه بتمريض وخرجا من عنده فقال ذو الرمة لأبي عمرو والله لولا أني أعلمك خطبت في حبله وقلت ( 8 ) في هواه لهجوتك هجاء لا يقعد إليك اثنان قال وأنبأنا أبن سلام ( 9 ) أخبرني أبو يحيى الضبي قال قال ذو الرمة يوما لقد قلت أبياتا إن لها لعروضا وإن لها لمرادا ومعنى بعيدا قال له الفرزدق وما هيه قال قلت ( 10 ) أحين أعاذت بي تميم نساءها ( 11 ) * وجردت تجريد اليماني ( 12 ) من الغمد
_________
( 1 ) الخبر والشعر في طبقات الشعراء ص 173 والاغاني 18 / 32
( 2 ) البيتان في ديوان حاتم طيئ ط بيروت ص 82
( 3 ) في الديوان والمصادر : العيش
( 4 ) الديوان : الخمص
( 5 ) في الاغاني : من شدة الهم
( 6 ) الاصل : تنشدها والمثبت عن ابن سلام والاغاني
( 7 ) كذا بالاصل وابن سلام والمختصر وفي الاغاني : كلا الوجهين جائز
( 8 ) الحرف الاول غير واضح بالاصل وفي الاغاني : " وملت " والمثبت عن ابن سلام والمختصر
( 9 ) الخبر والشعر في طبقات الشعراء ص 170 والاغاني 18 / 16
( 10 ) الابيات أيضا في ديوان ذي الرملة ص 142
( 11 ) الاصل : " بني تميم نساؤها " والمثبت عن الديوان وابن سلام
( 12 ) الاصل : " اليمان " والمثبت عن ابن سلام والاغاني وفي الديوان : الحسام

(48/148)


ومدت بضبعي الرباب ومالك * وعمرو وشالت من ورائي بنو سعد ومن آل يربوع زهاء كأنه * زها ( 1 ) الليل محمود النكاية والرفد * فقال له الفرزدق لا تعودن فيها فأنا أحق بها منك قال والله لاأعود فيها أبدا ولا أنشدها أبدا إلا لك فهي قصيدة الفرزدق التي يقول ( 2 ) فيها * وكنا إذا القيسي نب ( 3 ) عتوده * ضربناه فوق الأنثيين على الكرد * الأنثيين الأذنين ( 4 ) والكرد العنق أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم وأبو الوحش سبيع بن المسلم عن رشأ بن نظيف ونقلته من خطه حدثنا أبو أحمد عبيدالله بن محمد الفرضي حدثنا محمد بن يحيى الصولي حدثنا القاسم بن إسماعيل حدثنا عبد الله بن محمد النحوي حدثنا أبو عمرو الأسدي قال اجتمع ذو الرمة ورؤبة عند بلال بن أبي بردة وهو أمير البصرة وكان رؤبة يثبت القدر وكان ذو الرمة قدريا فقال لهما بلال تناظرا في القدر فقال رؤبة أفبقدرته آكلها هذا كذب على الذئب فقال له ذو الرمة الكذب على الذئب أهون من الكذب على رب الذئب قال رشأ وحدثنا أبو أحمد حدثنا الصولي حدثنا أبو العيناء حدثنا الأصمعي عن العلاء بن أسلم قال أنشد ذو الرمة شعرا ( 5 ) * وعينان قال الله كونا فكانتا * فعولان بالألباب ما تفعل الخمر * فقال له العدوي الشاعر قل فعولين بالألباب فقال له ذو الرمة لو سبحت كان خيرا لك قال الصولي كان العدوي مثبتا فأراد الله جعل العينين كذا وفر ذو الرمة من هذا لينشر مذهبه أخبرنا أبو العز أحمد بن عبيدالله أنبأنا أبو محمد الجوهري أنبأنا أبو عمر بن
_________
( 1 ) كذا بالاصل وابن سلام وفي الديوان : دجى الليل
( 2 ) البيت في ابن سلام ص 170 ، وفي ديوان الفرزدق 1 / 178
( 3 ) في طبقات ابن سلام : قب
( 4 ) كذا بالاصل والمختصر وفي طبقات ابن سلام والاغاني : الاثيان : الاذنان
( 5 ) البيت في ديوانه ص 213 ، والاغاني 18 / 34 برواية : فعولين بالالباب

(48/149)


حيوية عن أبي بكر محمد بن خلف بن المرزبان أخبرني أبو بكر العامري أنبأنا أبو نصر عن أبي عمرو قال ( 1 ) خرج ذو الرمة يسير وأخوه هشام فنظر إلى ظبية فقال ذو الرمة ( 2 ) * أيا ظبية الوعساء بين جلاجل * وبين النقا آأنت ( 3 ) أم أم سالم * فقال ذو الرمة * ( 4 ) جعلت لها قرنين فوق جبينها ( 5 ) * وظلفين مسودين تحت القوادم * أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم أنبأنا رشأ بن نظيف أنبأنا الحسن بن إسماعيل أنبأنا أحمد بن مروان حدثنا سيف بن عبد الله حدثنا مسلم بن إبراهيم قال قيل لذي الرمة ما لك خصصت فلانا بمدحك فقال لأنه وطأ مضجعي وأكرم مجلسي فحق علي أن يستولي على شكري أنبأنا أبو منصور موهوب بن أحمد بن محمد بن الخضر أنبأنا أبو طاهر محمد بن أحمد بن أبي الصقر أنبأنا الشريف أبو يعلى حمزة بن أحمد بن الحسين حدثنا الحسن بن رشيق حدثنا يموت بن المزرع حدثنا أبو حاتم سهل بن محمد السجستاني قال سمعت الأصمعي يقول قلت ليونس ما أراد ذو الرمة بقوله ( 6 ) * وليل ( 7 ) كجلباب العروس أدرعته * بأربعة والشخص في العين واحد * فقال لي يونس لاأحب الجن تقع على ( 8 ) ما وقع عليه ذو الرمة وفطن له قوله كجلباب العروس يقول ليل طويل كقميص ( 9 ) العروس في الطول لأن العروس تجر أذيالها أدرعته أي لبسته بأربعة يعني نفسه وناقته وسيفه وظله والشخص في العين واحد يقول والإنسان واحد
_________
( 1 ) الخبر في الاغاني من طريق أبي كريمة النحوي 18 / 5 وفيها أنه خرج مع أخيه مسعود
( 2 ) البيت في ديوانه ص 622 والاغاني 18 / 24
3 - ( ) بالاصل : " ها أنت " والمثبت عن الديوان
( 4 ) كذا بالاصل : " فقال ذو الرمة " وفي الاغاني : " وقال مسعود " وهو أشبه والبيت التالي ليس في ديوان ذي الرمة
( 5 ) في الاغاني : قصاصها
( 6 ) البيت في ديوانه ص 129
( 7 ) صدره في الديوان : وليل كأثناء الرويزي جبته
وقال شارحه : ويروى كما في الاصل
( 8 ) كتبت فوق الكلام بين السطرين في الاصل
( 9 ) الاصل : قميص والمثبت عن المختصر

(48/150)


أخبرنا أبو الحسين عبد الرحمن بن أبي الحديد فيما أرى أنبأنا جدي أبو عبد الله أنبأنا أبو الوليد الحسن بن محمد بن علي بن محمد البلخي ثم الدربندي الحافظ قدم علينا أنبأنا أبو علي الحسن أحمد بن إبراهيم أنبأنا محمد بن الحسن بن مقسم إجازة حدثنا أبو العباس أحمد بن يحيى قال قال من كناسة قال أبو بكر بن عياش كنت إذ أنا شاب إذا أصابتني مصيبة تصبرت وكان ذلك يبرئ بدني جميعا حتى رأيت بالكناسة ( 1 ) أعرابيا ينشد وقد اجتمع الناس عليه ويقول ( 2 ) * خليلي عوجا من صدور الرواحل * بجمهور حزوى ( 3 ) فابكيا في المنازل لعل انحدار الدمع يعقب راحة * من الوجد أو يشفى نجي البلابل * ( 4 ) فسألت عنه فقيل هذا ذو الرمة فأصابني بعد ذلك مصيبات فكنت أبكي فأجد له راحة أخبرنا أبو السعود أحمد بن علي بن المجلي أنبأنا أبو منصور عبد المحسن بن محمد أنبأنا يحيى بن محمد بن سلامة أنبأنا أبو يعقوب يوسف بن يعقوب النجيرمي أنشدنا أبو القاسم جعفر بن شاذان عن أبي عمر عن تغلب عن ابن الأعرابي حدثني أبو بكر بن عياش قال كنت إذا فرقت للشئ أمتنع من البكاء حتى سمعت ذا الرمة بالكناسة ينشد خليلي عوجا من صدور الرواحل * بجمهور حزوي فابكيا في المنازل لعل انحدار الدمع يعقب راحة * من الوجد أو يشفي نجي البلابل * فصرت إذا حزنت بكيت فأجد لذلك راحة عظيمة كما قال ذو الرمة قرأت بخط أبي الحسن رشأ بن نظيف ونقلته من خطه وأنبأنيه أبو القاسم علي بن إبراهيم وأبو الوحش المقرئ عنه أخبرني أبو الفتح إبراهيم بن علي بن الحسين بن سيبخت حدثنا أبو بكر محمد بن يحيى الصولي حدثنا محمد بن يونس الكديمي حدثنا علي بن عاصم حدثنا أبي قال
_________
( 1 ) الكناسة : محلة بالكوفة ( معجم البلدان )
( 2 ) البيتان في ديوان ذي الرمة ص 491 و 492 ومعجم البلدان ( حزوى )
( 3 ) حزوى : بضم أوله وتسكين ثانيه مقصور
من رمال الدهناء ( معجم البلدان )
( 4 ) النجي : ما تحدث به نفسك والبلابل : الهموم في الصدور ( ديوان ذي الرمة )

(48/151)


قال الحريس بن تميم مررت بذي الرمة وهو مضطجع متوسدا بردا له وهو يخطط في الرمل وإذا هو يقول هاه هاه كان كان فقلت له يا أبا الحارث ما هاه وما كان فقال * كل ذناها وقد طاب الرقاد لها * ماء السحاب بماء المزن ممزوج * فقلت ما هاه فقال على ما ذكرت ثم ضحك وأنشأ يقول يا مي طاب بك النعيم فلا أرى * في الناس مثلك يطرق الأحلاما * فقلت يا أبا الحارث الناس وأنت في أمر فقال صدقت ذكرت ودودا وأنسيت حسودا وهتف بمحبوب فهل على محب في غير ريبة بأس فقلت له لا إن شاء الله أخبرنا أبو الحسن بن العلاف في كتابه وأخبرني أبو المعمر الأنصاري عنه ح وأخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا أبو علي بن أبي جعفر وأبو الحسن بن العلاف قالا أنبأنا أبو القاسم بن بشران أنبأنا أحمد بن إبراهيم الكندي أنبأنا محمد بن جعفر الخرائطي حدثنا عمران بن موسى عن محمد بن زياد بن الأعرابي قال قال عصمة الحاسر ( 1 ) قال لي ذو الرمة عندك ناقة نزدار ( 2 ) عليها مية فقلت عندي الجؤذر ابنة المهرية فزرنامية فإذا الحي خلوف وإذا بخيمة ناحية من الخيام قال حدثنا عاصم أنشدها قال عصمة وكان ذو الرمة إذا أنشد الشعر جش صوته كما يجش صوت الغراب البوم فأنشدتها حتى انتهيت إلى هذا البيت ( 3 ) * فيا لك من خد أسيل ومنطق * رخيم ومن خلق تعلل جادبه وقد حلفت بالله مية ما الذي * أقول ( 4 ) لها إلا الذي أنا كاذبه إذا فرماني الله من حيث لا أرى * ولا زال في أرضي عدو أحاربه * قالت مية راقب الله يا ذو الرمة متى كذبتك
_________
( 1 ) كذا بالاصل وسينبه المصنف في آخر الخبر إلى أن الصواب : الجاسئ
( 2 ) ازداره : زاره
( 3 ) الابيات في ديوان ذي الرمة ص 42 و 43
( 4 ) الديوان : " أحدثها " بدل " أقول لها "

(48/152)


قوله تعلل جادبه يقول لم نجد فيه مقالا فهو يتعلل ( 1 ) يقوله وليس بعيب كذا قال الحاسر والصواب الجاسئ وقد أخبرنا بها على الصواب أتم من هذا أبو علي بن نبهان في كتابه وحدثنا أبو الفضل بن ناصر أنبأنا أبو طاهر الباقلاني وأبو الحسن محمد بن إسحاق بن إبراهيم بن مخلد وأبو علي بن نبهان ح وأخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا أبو طاهر الباقلاني قالوا أنبأنا أبو علي بن شاذان أنبأنا أبو بكر محمد بن الحسن بن مقسم حدثنا أبو العباس حدثنا عمر بن شبة حدثني إسحاق بن إبراهيم الموصلي حدثنا أبو صالح الفزاري قال ( 2 ) ذكر ذو الرمة في مجلس فيه عدة من الأعراب فقال عصمة بن مالك شيخ منهم من بني جاسئ بن فزارة كان قد بلغ عشرين ومائة سنة إياي فاسألوا عنه كان من أظرف الناس كان أدم خفيف العارضين حسن المضحك حلو المنطق وكان إذا أنشد بربر ( 3 ) وجش صوته فإذا راجعك ( 4 ) لم تسأم حديثه وكلامه وكان له إخوة يقولون الشعر منهم مسعود وحرفاش ( 5 ) وهو أوفى وهشام كانوا يقولون القصيدة فيرد ( 6 ) فيها الأبيات فيغلب عليها فتذهب له ( 7 ) فجمعني وإياهم مربع فأتاني يوما فقال لي يا عصمة إن ميا منقرية وبنو منقر أخبث حي أقوفه لأثر وأبصره في نظر وأعلمه بشر فهل عندك من ناقة نزدار عليها ميا قلت أي والإله إن عندي للجؤذر بنت يمانية الجدلي ( 8 ) قال علي بها فركبنا جميعا وخرجنا حتى نشرف على بيوت الحي فإذا هم خلوف ( 9 ) وإذا بيت مي خلو
_________
( 1 ) رسمها بالاصل : " بالثمى "
( 2 ) الخبر في الاغاني 18 / 51 وذيل الامالي للقالي 123 - 124
( 3 ) بربر في كلامه : " أكثر منه "
وقيل : بربر أي علا صوته
( 4 ) الاصل : رجعك والمثبت عن المختصر
( 5 ) كذا بالاصل وفي الاغاني : جرفاس
( 6 ) كذا بالاصل والمختصر وفي الاغاني : فيبني
( 7 ) زيد في الاغاني 18 / 3 لشهرته وتنسب إليه
( 8 ) رسمها بالاصل : لحدي والمثبت عن الاغاني
( 9 ) أي غيب

(48/153)


فعرف النساء ذا الرمة حين طلعنا عليهن فتقوض النساء إلى بيت مي وجئنا حتى أنخنا ثم دنونا فسلمنا وقعدنا نتحدث وإذا مي جارية أملود ( 1 ) واردة الشعر صفراء فيها عسن ( 2 ) وإذا عليها سب أصفر ( 3 ) وطاق ( 4 ) أخضر فتحدثن مليا قم قلن له أنشدنا يا ذا الرمة قال أنشدهن يا عصمة فأنشدتهن قوله ( 5 ) نظرت إلى أظعان ( 6 ) مي كأنها * ذرى النخل أو أثل تميل ذوائبه ( 7 ) فأوشلت العينان ( 8 ) والصدر كاتم * بمغرورق نمت عليه سواكبه بكا وامق ( 9 ) خاف الفراق ولم تجل * جوائلها أسراره ومعاتبه * فقالت ظريفة ممن حضر لكن الآن فلتجل فنظرت إليها مي ثم مضيت في القصيدة حتى انتهيت إلى قوله إذا سرحت من حب مي سوارح * عن القلب آبته جميعا عوازبه * فقالت الظريفة منهن قتلته قتلك الله فقالت مي ما أصحه ( 10 ) وهنيئا له فتنفس ذو الرمة تنفيسة كاد حرها يطير شعر وجهه ومضيت حتى انتهيت إلى قوله وقد حلفت بالله مية ما الذي * أقول لها إلا الذي أنا كاذبه إذا فرماني الله من حيث لا أرى * ولا أزال في أرضي عدو أحاربه
_________
( 1 ) أي ناعمة
( 2 ) بالاصل : عشر والمثبت عن المختصر وكانت في أصله : عشر كالاصل هنا وقد صوبها محققه
وبهامشه : العسن : الطول مع حسن الشعر والبياض
( 3 ) السب : الثوب الرقيق أو الخمار والشقة الرقيقة ( القاموس المحيط )
( 4 ) الطاق : الكساء ( اللسان : طوق ) وفي ذيل الامالي : نطاق أخضر
( 5 ) الابيات في ديوان ذي الرملة ص 39 والاغاني 18 / 51 وذيل أمالي القالي ص 124
( 6 ) الاصل : " أظفار " والمثبت عن الديوان والمصادر
( 7 ) عجزه في الديوان : مولية ميس تميل ذوائبه
وفي المصدرين العجز فيهما كروية الاصل
( 8 ) في الديوان : فأبديت من عيني والصدر كاتم
وفي الاغاني : فأسبلت العينان والقلب كاتم
وفي ذيل الامالي : فأسبلت العينان والصدر كاتم
( 9 ) في الديوان : هوى آلف جاء الفراق فلم تجل
وفي الاغاني : بكاء فتى خاف
( 10 ) رسمها بالاصل : " أصحه " والمثبت عن الاغاني

(48/154)


* فقال الظريفة قتلته قتلك الله فالتفتت إليه مي فقالت خف عواقب الله يا غيلان ثم مضيت فيها حتى انتهيت إلى قوله * إذا راجعتك ( 1 ) القول مية أو بدا * لك الوجه منها أو نضا الدرع سالبه فيا لك من خد أسيل ومنطق * رخيم ومن خلق تعلل جاذبه * فقالت الظريفة هاهي ذه قد راجعتك القول وبدا لك وجهها فمن لنا بأن ينضو الدرع سالبه فالتفتت إليها مي فقالت قاتلك الله ما أنكر ما تجيبين به قال عصمة فحدثنا ساعة ثم قالت الظريفة للنساء إن لهذين شأنا فقمن بنا فقمن وقمت معهن فجلست في بيت أراهما منه فسمعتها قالت له كذبت والله ووالله ما أدري ما قال لها وما أكذبته فيه فلبث قليلا ثم جاءني ومعه قارورة فيها دهن وقلائد فقال لي هذا دهن طيب أتحفتنا به مي وهذه قلائد الجؤذر ولا والله لا أقلدهن بعيرا أبدا وشدهن بذؤابة سيفه ثم انصرفنا فكان يختلف إليها حتى تقضى الربيع ودعا الناس المصيف فأتاني فقال يا عصمة قد رحلت مي ولم يبق إلاالآثار والنظر في الديار فاذهب بنا ننظر في ديارها ونقفوا آثارها فخرجنا حتى أتينا منزلها فوقف ينظر ثم قال ( 2 ) * ألا فاسلمي ( 3 ) يا دار مي على البلى * ولا زال منهلا بجرعائك ( 4 ) القطر * قال عصمة فما ملك عينيه فقلت مه فانتبه وقال إني لجلد وإن كان مني ما ترى قال فما رأيت أحدا كان أشدا منه يومئذ صبابة ولا أحسن عزاء وصبرا ثم انصرفنا وتفرقنا وكان آخر العهد به أخبرنا أبو العز كادش إذنا ومناولة وقرأ علي إسناده أنبأنا محمد بن الحسين أنبأنا المعافى بن زكريا ( 5 ) حدثنا إبراهيم بن محمد بن عرفة الأزدي ومحمد بن القاسم الأنباري قالا أنبأنا أحمد بن يحيى عن أبي زيد حدثني إسحاق بن إبراهيم حدثني أبو صالح الفزاري قال
_________
( 1 ) في الديوان : " نازعتك " ومثله في الاغاني وذيل الامالي
( 2 ) البيت في ديوان ذي الرمة ص 206 وذيل الامالي ص 125
( 3 ) الديوان وذيل الامالي : ألا يا أسلمي
( 4 ) الجرعاء : المنبسط من الرمل
( 5 ) الخبر رواه المعافى بن زكريا الجريري في الجليس الصالح الكافي 2 / 189 وما بعدها وفي مصارع العشاق ص 272

(48/155)


ذكر ذو الرمة في مجلس فيه عدة من الأعراب فقال عصمة بن مالك شيخ منهم قد أتى له مائة سنة فقال كان من أظرف الناس كان آدم خفيف العارضين حسن المضحك حلو المنطق وكان إذا أنشد بربر وجش صوته وإذا واجهك لم تسأم حديثه وكلامه وكان له إخوة يقولون الشعر منهم مسعود وهمام وحرماس ( 1 ) فكانوا يقولون القصيدة فيزيد فيها الأبيات فيغلب ( 2 ) عليها فتذهب له فأتى يوما فقال يا عصمة إن مية منقرية وبنو منقر أخبث حي وأبصره بأثر وأعلمه بطريق فهل عندك من ناقة تزدار عليها مية فقلت نعم عندي الجؤذر قال علي بها فركبناها جميعا حتى نشرف على بيوت الحي فإذا هم خلوف وإذا بيت مية خال فملنا إليه فتقوض ( 3 ) النساء نحونا ونحو بيت مي فطلعت علينا فإذا هي جارية أملود واردة الشعر وإذا عليها سب أصفر وقميص أخضر فقلن أنشدن يا ذا الرمة فقال أنشدهن يا عصمة فنظرت إليهن وأنشدتهن ( 4 ) * وقفت على رسم ( 5 ) لمية ناقتي * فما زلت أبكي عنده وأخاطبه وأسقيه حتى كاد مما أبثه * تكلمني أحجاره وملاعبه * حتى بلغت إلى قوله هوى آلف خاف الفراق ولم تجل * جوائلها أسراره ومعاتبه فقالت ظريفة ممن حضر فلتجل الآن فنظرن إليها حتى أتت على القصيدة إلى قوله ( 6 ) * إذا سرحت من حب مي سوارح * على القلب أتته جميعا عوازبه * فقالت الظريفة منهن قتلته قتلك الله فقالت ما أصحه وهنيئا له ح فتنفس ذو الرمة نفسا كاد من حره يطير شعر وجهه ومضيت في الشعر حتى أتيت على قوله وقد حلفت بالله مية ما الذي * أقول لها إلا الذي أنا كاذبه إذا فرماني الله من حيث لا أرى * ولا زال في داري عدو أحاربه *
_________
( 1 ) كذا بالاصل بدون إعجام وفي الجليس الصالح : " خرواش " ومر في الاغاني جرفاس
( 2 ) مطموسة بالاصل والمثبت عن الجليس الصالح
( 3 ) في الجليس الصالح : فتقوص
( 4 ) من قصيدة في ديوانه ص 38 وما بعدها
والجليس الصالح 2 / 190
( 5 ) الديوان : ربع
( 6 ) أقحم بعدها بالاصل : إذا سرحت

(48/156)


فقالت الظريفة قتلته قتلك الله فقالت مي خف عواقب الله يا غيلان ثم أتيت على الشعر حتى انتهيت إلى قوله إذا راجعتك القول مية أو بدا * لك الوجه منها أو نضا ( 1 ) الدرع سالبه * * فيا لك من خد ( 2 ) أسيل ومنطق * رخيم ومن خلق تعلل جادبه * فقالت تلك الظريفة ها هذه وهذا القول قد راجعتك وقد واجهتها فمن لك أن ينضو الدرع سالبه فالتفتت إليها مي وقالت قاتلك الله ما أحسن ما تجيئين به فتحدثنا ساعة ثم قالت الظريفة للنساء إن لهذين شأنا فقمن بنا فقمن وقمت معهن فجلست بحيث أراهما فجعلت مية تقول له كذبت فلبث طويلا ثم اتاني ومعه قارورة فيها دهن فقال هذا دهن طيب أتحفتنا به مية وهذه قلاده للجؤذر والله لا أخرجتها من يدي أبدا فكان يختلف إليها حتى إذا انقضى الربيع ودعا الناس الضيف أتاني فقال يا عصمة قد ترحلت مي فلم يبق إلا الربع والآثار فاذهب بنا ننظر إلى آثارهم فخرجنا حتى انتهينا فوقف وقال ألا فاسلمي يا دار مي على البلى * ولا زال منهلا بجرعائك القطر وإن لم تكوني غيرنا وبقفرة ( 3 ) * تجر بها الأذيال صيغية ( 4 ) كدر * فقلت له ما بالك فقال يا عصمة إني لجلد وإن كان مني ما ترى ( 5 ) فكان آخر العهد به والخبر على لفظ أبي عبد الله قال وحدثت عن ابن أبي عدي قال سمعت ذا الرمة يقول قد بلغت نصف عمر الهرم أربعين سنة وقال ذو الرمة ( 6 ) * على حين راهقت الثلاثين وارعوت * لداتي ( 7 ) وكاد الحلم بالجهل يرجح
_________
( 1 ) نضا : ترع
( 2 ) كذا بالاصل والديوان وفي الجليس الصالح : " جد "
( 3 ) في الديوان : فإن لم تكوني غير شام بقفرة
( 4 ) عن الديوان والجليس الصالح " صيفية " وبالاصل : " ضيقة "
والاذيال : ما تجره الريح من آثار
وصيفية : رياح الصيف التي فيها غبرة
( 5 ) كذا في هذه الرواية هنا وفي الجليس الصالح ويبدو أن فيها سقطا ومر في الرواية السابقة : قال عصمة : مما
مملك عينيه فقلت : مه فانتبه وقال : إني لجلد وإن كان مني ما ترى
( 6 ) الابيات في ديوانه ص 77
( 7 ) لداتي جمع لدة يقال فلان لدة فلان إذا كان من سنه

(48/157)


إذا خطرت من ذكر مية خطرة * على القلب ( 1 ) كادت في فؤادك تجرح تصرف أهواء القلوب ولا أرى * نصيبك من قلبي لغيرك يمنح وبعض الهوى بالهجر يمحى فيمحي * وحبك عندي يستجد ويربح ولما شكوت ( 2 ) الحب كيما تثيبني * بوجدي ( 3 ) قالت إنما أنت تمزح بعادا وإدلالا علي وقد رأت * ضمير الهوى قد كاد بالجسم يبرح لئن كانت الدنيا علي كما أرى * تباريح من ذكراك ( 4 ) للموت أروح * ويروي * تباريح من مي فللموت أروح ( 4 ) قال القاضي هذه من قصائد ذي الرمة الطوال المشهورة المستحسنة وأولها أمنزلتي مي سلام عليكما * على النأي والنائي يود وينضح ذكرتك ( 5 ) إن مرت بنا أم شادن * أمام المطايا تشرئب وتسنح من المولفات الرمل أدماء ( 6 ) حرة * شعاع الضحى من متهنا يتوضح رأتنا كأنا عامدون ( 7 ) لصيدها ( 8 ) * ضحى فهي تنبو تارة وتزحزح هي الشبه أعطافا وجيدا ومقلة * ومية أبهى بعد منها وأملح * وهذه من أحسن الحائيات على هذا الروي ونظيرها كلمة ابن مقبل التي أولها هل القلب من دهماء ( 9 ) سال فمسمح * وزاجره عنها الخيال المبرح * وقول جرير ( 10 ) * صحا القلب عن سلمى فقد برحت به * وما كان يلقى من تماضر أبرح * ومثله
_________
( 1 ) الديوان : على النفس
( 2 ) الاصل : شكيت والمثبت عن الجليس الصالح والديوان وفي الديوان : لمي شكوت
( 3 ) في الديوان : بودي
( 4 ) وهي رواية الديوان
( 5 ) كذا بالاصل والديوان وفي الجليس الصالح : ومنها ذكرتك
( 6 ) الادماء : البيضاء والحرة : الكريمة
( 7 ) الاصل : عامدين والمثبت عن الجليس الصالح وفي الديوان : قاصدون
( 8 ) كذا بالاصل والجليس الصالح وفي الجليس الصالح وفي الديوان : قاصدون
( 9 ) في الجليس الصالح : عن أسماء
( 10 ) ديوان جرير ط بيروت ص 81

(48/158)


* لقد كان لي في ضربين عدمنني * وما كنت ألقى من رزيته أبرح * وذكر في خبر ذي الرمة بهذا الإسناد إخوة ذي الرمة فقيل فيه مسعود وهمام وخرفاش ( 1 ) فأما مسعود فمن مشهوري إخوته وإياه عنى ذو ( 2 ) الرمة بقوله ( 3 ) * أقول لمسعود بجرعاء مالك * وقد هم دمعي أن تسح أوائله * ومنهم هشام وهو الذي استشهد سيبويه في الأضمار في ليس بقوله فقال قال هشام ابن عقبة أخو ذي الرمة ( 4 ) * هي الشفاء لدائي ( 5 ) لو ظفرت بها * وليس منها شفاء الداء مبذول * ومنهم أوفى وهو الذي عناه بعض إخوته في شعر رثى فيه ذا الرمة أخاهما ( 6 ) تعزيت من أوفى بغيلان بعده * عزاء وجفن العين ملآن مترع ولم تنسني أوفى المصيبات بعده ( 7 ) * ولكن نكاء القرح بالقرح أوجع * وذكره ذو الرمة فقال ( 8 ) * أقول لأوفى حين أبصر باللوى * صحيفة وجهي قد تغير حالها * وقوله فإذا هم خلوف يقال لمن تخلف بالحي إذا ظعنوا وانتجعوا خلوف فيا لذات يوم أزور وحدي * ديار الموعدي وهم خلوف * ويروي فيا لذات يوم ويوم أزور فمن عنى بقوله فيا لذات الإضافه إلى الياء التي هي ضمير المتكلم وأسقط ما اكتفي بكسرة التاء التي هي في موضع نصب لإقامة وزن الشعر فيوم نصوبا لا غير على الظر ف ومن أضاف قوله فيا لذات إلى اليوم جاز له النصب
_________
( 1 ) كذا بالاصل هنا وفي الجليس الصالح : " خرقاش " وانظر ما مر فيه
( 2 ) الاصل : ذي تصحيف
( 3 ) ديوان ذي الرمة ص 466
( 4 ) انظر الكتاب لسيبويه 1 / 71
( 5 ) الاصل : لذاتي والمثبت عن المختصر
( 6 ) البيت بالاصل ملفق من بيتين وهما في الجليس الصالح 2 / 194 والاغاني 18 / 4
( 7 ) الزيادة بين معكوفتين عن المصادر
( 8 ) ديوان ذي الرمة ص 523 وروايته فيه : عرفت لها دارا فأبصر صاحبي * صفيحة وجهي قد تغير حالها وعلى رواية الديوان لا ذكر ل " أوفى " أخي ذي الرمة

(48/159)


لإضافته إلى الفعل وهي التي يسميها كوفيو النحاة إضافة غير محضة ( 1 ) وجاز الجر واختير لإضافته إلى فعل معرب غير مبني وقد يقال للحي الظاعن أيضا خلوف وقال الراروي في هذا الخبر في مواضع مي ومية قي مواضع أخر فقد ذكر النحويون أن ذا الرمة كان يسميها تاره مية وتارة مي وهذا بين في كثير من شعره من ذلك قوله ديار مية إذ مي تساعفنا * ولا يرى مثلها عجم ولا عرب ( 2 ) * وروى قوله ( 3 ) * فيا مي ما يدريك أين مناخنا * معرقة الألحي يمانية سجرا ( 4 ) * بالرفع والنصب فمن رواه بالنصب فوجهه أنه رخم على قول من قال يا حار أقبل وهو أقيس وجهي الترخيم ومن رواه بالرفع فعلى أن مي اسم تام غير مرخم لأنه منادى مفرد ( 5 ) وقد يجوز ترخيمه على قول من قال يا حار ومما يبين أنه كان يقصد تسميتها بمي على غير وجه الترخيم قوله ( 6 ) * قداويت من مي بتكليم ساعة * فما زاد إلا ضعف دائي كلامها * وقوله جارية أملود معناه ناعمة كما قال الشاعر * أريت ( 7 ) إن جاءت به أملودا * مرجلا ويلبس البرودا * وأما قوله فإذا عليها سب أصفر فإنه يكون الرداء والخمار كما قال الشاعر ( 8 ) وأشهد من عوف خيولا ( 9 ) كثيرة * يحجون سب الزبرقان المزعفرا *
_________
( 1 ) كذا رسمها بالاصل وفي الجليس الصالح : محصنة
( 2 ) ديوانه ص 3 والجليس الصالح 2 / 195
( 3 ) ديوان ذي الرمة ص 172 والجليس الصالح 2 / 195
( 4 ) الاصل : ثمانية سحرا والمثبت عن الجليس الصالح
( 5 ) بالاصل : " مرخم " والمثبت عن الجليس الصالح
( 6 ) ديوان ذي الرمة ص 637 والجليس الصالح الكافي 2 / 195
( 7 ) بالاصل : " أرأيت " والمثبت عن الجليس الصالح الكافي
( 8 ) البيت في تاج العروس " سيب " ونسبه للمخبل السعدي
( 9 ) كذا بالاصل وفي الجليس الصالح وتاج العروس : " حلولا "

(48/160)


والسب الخيط والسب ايضا الكفؤ من السباب كما قال الشاعر لاتسبنني فلست بسبي * إن سبي من الرجال الكريم * ( 1 ) وقال الأخطل ( 2 ) * بني أسد لستم بسبي فأقصروا ( 3 ) * ولكنما سبي سليم وعامر * وقوله أونضا الدرع سالبه معنى نضاه خلعه يقال نضا السيف من غمده وانتضاه ونضا الثوب عنه إذا خلعه قال امرؤ القيس ( 4 ) * فجئت ( 5 ) وقد نضت لنوم ثيابها * لذي الستر إلا لبسة المتفضل * وقوله منطق رخيم الرخيم الذي فيه يقطع يستحسن ومثله قوله أيضا لها بشر مثل الحرير ومنطق * رخيم الحواشي لاهراء ولا نزر ( 6 ) * ومن هذا قولهم رخمت الدجاجة إذا قطعت بيضها ومنه ترخيم الكلام في العربية كقولك يا حار ويا مال وقوله تعلل جادبه الجادب العائب ومنه الخبر جدب لنا عمر السمر بعد العشاء أي عاب السمر وكرهه بعد العشاء وقوله ألا يا أسلمى معناه يا هذه أسلمي وعلى هذا المذهب قراءة من قرأ " ألا يا يسجدوا " ومن هذا النحو قول الأخطل ( 7 ) * ألا يا أسلمي يا هند هند بني بدر * وإن كان حيانا عدى آخر الدهر * وقول آخر * يا لعنة الله والأقوام كلهم * والصالحين على سمعان من جار * وهذا باب واسع جدا ونحن نشبع القول فيه إذا انتهينا إلى البيان عن قول الله تعالى "
_________
( 1 ) البيت في تاج العروس ( بتحقيقنا : سبب ) قاله عبد الرحمن بن حسان يهجو مسكينا الدرامي
( 2 ) البيت في ديوانه ط بيروت ص 171 من قصيدة يهجو خنجر الاسدي ومطلعها : بنو أسد رجلان : رجل تذبذبت * ورجل أضافتها إلينا التراتر ( 3 ) في الديوان : فتشتموا
( 4 ) البيت في ديوان امرئ القيس ط بيروت ص 40
( 5 ) كذا بالاصل والديوان وفي الجليس الصالح : فقمت
( 6 ) البيت لذي الرمة ديوانه ص 212 وفيه : دقيق الحواشي
( 7 ) البيت في ديوانه ط بيروت ص 110 مطلع قصيدة قالها في مدح عبد الملك بن مروان وهجاء القيسيين

(48/161)


ألا يا يسجدوا لله " ( 1 ) وشرح ما فيه من التأويل والقرآات في موضعه من كتبنا في علل التأويل والتلاوة إن شاء الله وقول ذي الرمة على حين راهقت الثلاثين بنصب حين هكذا رويناه وهو الوجه المتفق على صحته في الإعراب والمختار عند كثير من نظار النحاة الفتح ( 2 ) من إضافة إلى مبني غير معرب وذلك راهقت الذي هو فعل ماض كما قال الشاعر * على حين عاتبت المشيب على الصبا * وقلت ألما تصح والشيب وازع ( 3 ) * وعلى هذا الوجه قراءة من قرأ من القراء " ومن خزي يومئذ " ( 4 ) ومن قرأ ( 5 ) يومئذ " ومن عذاب يومئذ " وهذا كله مشروح مع تسمية من قرأ به وحجج المختلفين فيه في كتبنا المؤلفة في حروف القرآن وتأويله أنبأنا أبو سعد الطيوري عن أبي عبد الله محمد بن علي الصوري أنبأنا أبو محمد عبد الغني بن سعيد الحافظ حدثني جعفر بن هارون بن رباب حدثني عبد الله بن أبي سعيد حدثنا يزيد بن المهلب بن المغيرة المهلبي حدثني عبد الصمد بن المعدل عن أبيه عن جده غيلان بن الحكم قال وفد علينا ذو الرمة ونحن بكناسة الكوفة فأنشدنا قصيدته الحائية فلما انتهى إلى قوله * إذا غير اليأس ( 7 ) المحبين لم يكد * رسيس ( 8 ) الهوى من حب مية يبرح ( 9 ) * فقال له ابن شبرمة أراه قد برح ففكر ثم قال لم اجد رسيس الهوى من حب مية يبرح فرجعت بحديثهم إلى أبي الحكم البختري بن المختار فقال أخطأ ابن شبرمة حين رد عليه وأخطأ ذو الرمة حيث من قبل منه إنما هذا كقول الله عز و جل " إذا أخرج يده لم يكد يراها ( 9 ) " أي لم يرها ولم يكد
_________
( 1 ) سورة النمل الاية : 25
( 2 ) الزيادة عن الجليس الصالح الكافي
( 3 ) البيت للنابغة ديوانه ص 51
( 4 ) سورة هود الاية : 66
( 5 ) الاصل : فزع والمثبت عن الجليس الصالح الكافي
( 6 ) البيت في ديوانه ص 78 رقم 6 من قصيدته الحائية ومطلعها : أمنزلتي مي سلام عليكما * على النأي والنائي يود وينصح
والاغاني 18 / 29
( 7 ) في الديوان والاغاني : غير النأي
( 8 ) الرسيس : الخفي والكلام الخفي
( 9 ) سورة النور الاية : 40

(48/162)


قرأت بخط أبي الحسن رشأ بن نظيف وأنبأنيه أبو القاسم العلوي وأبو الوحش عنه حدثنا أبو أحمد الفرضي حدثنا الصولي حدثنا المغيرة بن محمد حدثني عبد الصمد بن المعدل بن غيلان حدثني أبي المعدل عن أبيه غيلان بن البختري عن أبيه قال كنت واقفا بكناسة الكوفة وذو الرمة ينشد قصيدته الحائية إذا غير النأي المحبين لم يكد * رسيس الهوى من حب مية يبرح * فقال له بن شبرمة القاضي أراه قد برح يا غيلان فغيره وقال إذا غير النأي المحبين لم أجد * رسيس الهوى من حب مية يبرح قال وبادرت إلى أبي فقال لي يا بني أخطأ ابن شبرمة في تغييره عليه وأخطأ ذو الرمة في قبوله منه والمعتز لم يبرح ولم يكد وهو مثل قول الله عز و جل " إذا أخرج يده لم يكد يراها " المعنى لم يرها ولم يكد قال وحدثنا الصولي حدثنا ثعلب حدثنا الرياشي قال سمعت الأصمعي يقول أحسن ما قيل في الثغر قول ذي الرمة ( 1 ) * وتجلو بفرع ( 2 ) من أراك كأنه * من العنبر الهندي والمسك يصبح ذرا أقحوان واجه ( 3 ) الطل وارتقى * إليه الندى من رامة ( 4 ) المتروح هجان الثنايا مغربا ( 5 ) لو تبسمت * لأخرس عنه كاد بالقول يفصح * أخبرنا أبو السعود أحمد بن علي بن المجلي أنبأنا الشيخ أبو منصور عبد المحسن بن محمد بن علي حدثنا القاضي أبو القاسم يحيى بن القاضي أبي عبد الله محمد بن سلامة بن جعفر أنبأنا أبو يعقوب يوسف بن يعقوب بن خرزاد النجيرمي انشدنا أبو القاسم جعفر ( 6 ) أنشدنا أبو عمر محمد بن عبد الواحد الزاهد أنشدنا أبو العباس أحمد بن يحيى ثعلب الشيباني لذي الرمة ( 7 ) * تجيش إلى النفس في كل منزل * لمي ويرتاع الفؤاد المشوق أراني إذا هومت يا مي زرتني * فيا نعمتا لو أن رؤياي تصدق
_________
( 1 ) ديوانه ص 83
( 2 ) الفرع : القضيب يعني السواك
( 3 ) الديوان : راحه الليل وارتقى
( 4 ) رسمها بالاصل : رأيه والمثبت عن الديوان
( 5 ) مغربا أي شديد البياض
( 6 ) بياض بالاصل
( 7 ) الابيات في ديوانه ص 390

(48/163)


ألا ظعنت مي فهاتيك دارها * بها السحم ( 1 ) تردي والحمام المطوق ولذي الرمة ( 2 ) * وفي هملان العين من غصة الهوى * شفاء وفي الصبر الجلادة والأجر إذا الهجر أفنى طوله ورق الهوى * من الإلف لم يقطع هوى مية الهجر لها بشر مثل الحرير ومنطق * رخيم الحواشي لا هراء ولا نزر * الهراء الكلام الكثير الذي ليس له معنى ولذي الرمة وعينان قال الله كوني فكانتا * فعولان بالألباب ما تفعل الخمر * قال ذو الرمة ( 3 ) * إذا غير النأي المحبين لم أجد * رسيس الهوى من ذكر مية يبرح ( 4 ) فلا الحب ( 5 ) يبدي من هواها ملالة * ولا حبها إن تنزح الدار ينزح إذا خطرت من ذكر مية خطرة * على القلب ( 6 ) كادت في فؤادك تجرح تصرف أهواء القلوب ولا أرى * نصيبك من قلبي لغيرك يمنح * وقال ذو الرمة ( 7 ) * ألا أيها ( 8 ) القلب الذي برحت به * منازل مي والعران ( 9 ) الشواسع أفي كل أطلال لها منك حنة * كما حن مقرون الوظيفين ( 10 ) نازع ولا برء من مي وقد حيل دونها * فما أنت فيما بين هاتين صانع * ولذي الرمة ( 11 ) * بكيت على مي بها إذ عرفتها * وهجت البكا ( 12 ) حتى بكى القوم من أجلي
_________
( 1 ) السحم : السود الواحد : أسحم يعني الغربان
( 2 ) ديوان ذي الرمة ص 210
( 3 ) زيادة لازمة للايضاح
( 4 ) الابيات التالية في ديوانه ص 78
( 5 ) في الديوان : القرب يدني
( 6 ) في الديوان : على النفس
( 7 ) زيادة للايضاح
( 8 ) الابيات التالية في ديوانه ص 334
( 9 ) غير مقروءة بالاصل ونميل إلى قراءتها : " والعرار " والعران أثبتت عن الديوان
( 10 ) الوظيفان عظما اليدين
( 11 ) الابيات في ديوانه ص 485
( 12 ) في الديوان : وهجت الهوى

(48/164)


وهل هملان العين راجع ما مضى * من الدهر ( 1 ) أو مدنيك يا مي من أهلي ألا لا أبالي الموت إن كان قبله * لقاء لمي وارتجاع من الوصل إذا كان المرط حين تلوثه * على دعصة غراء من عجم الرمل * أناة بطيئة القيام والمرط الإزار وغراء بيضاء وعجم الرمل ومعظمه والدعصة من الرمل كثبان صغار * أسيلة ( 2 ) مستن الوشا حين قانئ * بأطرافها الحناء سبط طفل * مستن الوشاحين حيث يجري الوشاحان سبط طويل يريد الأصابع طفل رطب قاني شديد الحمرة وحلي الشوا منها إذا حليت به * على قصبات لا شخات عصل * ( 3 ) الشوى يديها ( 4 ) ورجليها والشخات ( 5 ) الرقاق وعصل معوجة أنبأنا أبو الحسن علي بن محمد وأخبرني أبو المعمر المبارك بن أحمد عنه ح وأخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا أبو علي بن المسلمة وأبو الحسن الخرائطي حدثنا إسماعيل بن أبي حاتم حدثنا علي بن محمد عن ابن أبي شيخ حدثتني ( 6 ) عمة لي قالت كان ذو الرمة ينزل عندنا هو وميه في ربع لهم فقلت له يا غيلان ههنا من هو أحسن من مي فما ترى فيها فقال والله ما أظن الله خلق خلقا أحسن من مي وإني وإياها كما قال الأول * ترى العين من تهوى مليحا ومن يكن * بغيضا إليها لا تملح شمائله * في نسخة ما أخبرنا به أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا أبو محمد عبد الوهاب بن علي أنبأنا أبو الحسن علي بن عبد العزيز قال قرئ على أحمد بن جعفر أنبأنا الفضل بن الحباب حدثنا
_________
( 1 ) الديوان : من الوجد
( 2 ) أسيلة : طويلة
( 3 ) بالاصل : على قصبات لا سحاب ولا عضل والمثبت عن الديوان
( 4 ) كذا بالاصل : الشوى : يديها ورجليها
( 5 ) الاصل : السحاب والمثبت قياسا إلى رواية الديوان
( 6 ) بالاصل : حدثني

(48/165)


أبو عبد الله الجمحي حدثني أبو البيداء قال ( 1 ) كان ذو الرمة يشبب بمي بنت ( 2 ) طلبة بنت قيس بن عاصم المنقري وكانت كثيرة ( 3 ) أمة مولده لآل قيس بن عاصم وهي أم سهم بن بردة الذي قتله سنان بن مخيس القشيري أيام محمد بن سليمان فقالت كثيرة ( 4 ) ( 5 ) * على وجه مي مسحة من ملاحة * وتحت الثياب الخزي لو كان باديا ألم تر أن الماء يخبث ( 6 ) طعمه * ولو كان لون الماء في العين ( 7 ) صافيا * ونحلتهما ذا الرمة فامتعض من ذلك وحلف بجهد أيمانه ما قالهما وقال تالله كيف أقوله وقد قطعت دهري وأفنيت شبابي أشبب بها وأمدحها ثم أقول هذا ثم أطلع على أن كثيرة ( 4 ) قالتهما ونحلتهما ( 8 ) إياه قال وأنا ابن سلام قال فأخبرني أبو سوار ( 9 ) الغنوي وكان فصيحا قال ( 10 ) رأيت مي ورأيت معها بنين لها فقلت فصفها لي قال مسنونة الوجه طويلة الخدين شماء الأنف عليها وسم جمال فقالت لي ما تلقيت بأحد من هؤلاء إلا في الإبل فقلت له إذ كانت تنشدك ما قال فيها ذو الرمة قال أي والله تسح سحا ما رأى مثله أحد قال وحدثنا ابن سلام قال كانت مي عند ابن عم لها يقال له عاصم ففيه يقول ذو الرمة ( 11 ) * ألا ليت شعري هل يموتن عاصم * ولم تشتعبني للمنايا شعوبها
_________
( 1 ) الخبر والشعر في الاغاني 18 / 25 - 26
( 2 ) في الشعر والشعراء ص 335 مية بنت فلان بن طلبة وفي وفيات الاعيان 4 / 11 مية ابنة مقاتل بن طلبة
( 3 ) رسمها بالاصل : " كره " وفي المختصر : " كنزه " والمثبت عن الاغاني
( 4 ) في الاصل هنا : كمره
( 5 ) البيتان في الاغاني 18 / 26 والشعر والشعراء ص 335 ووفيات الاعيان 4 / 12 وملحق ديوان ذي الرمة ص 675 فيما نسب إليه من شعر
( 6 ) في ملحق الديوان : " يخلف " وفي المصادر كالاصل
( 7 ) كذا بالاصل والاغاني وفي ملحق الديوان والشعر والشعراء : أبيض صافيا
( 8 ) تقرأ بالاصل : وأنحلهما والمثبت عن الاغاني
( 9 ) الاصل : أبو شرار والمثبت عن الشعر والشعراء
( 10 ) الخبر في الشعر والشعراء ص 335
( 11 ) البيتان في ديوانه ص 67

(48/166)


دعا ( 1 ) الله من حتف المنية عاصما * بقاصمة ( 2 ) يدعى لها فيجيبها * أخبرتنا شهدة بنت أحمد بن الفرج في كتابها قالت أنبأنا جعفر بن أحمد بن الحسين القارئ أنبأنا أبو طالب محمد بن علي البيضاوي بقراءتي عليه من أصل أبي بكر بن شاذان قال قرئ على أبي عبد الله إبراهيم بن محمد بن عرفة قال وقال ذو الرمة ( 3 ) * عدتني العوادي عنك يا مي برهة * وقد يلتوى دون الحبيب فيهجر على أنني في كل سير أسيره * ومي نظري من نحو أرضك ( 4 ) أصور فما تحدث الأيام يا مي بيننا * فلا ناشر سرا ولا متغير * أخبرنا أبو العز بن كادش إذنا ومناولة وقرأ علي إسناده أنبأنا محمد بن الحسين أنبأنا المعافى بن زكريا القاضي ( 5 ) حدثنا الحسين بن الفهم حدثنا ابن أبي سعد حدثني النافع بن بشر السعدي حدثنا أبو المهلل الحداني ( 6 ) قال ارتحلت إلى الرمال في طلب مي صاحبة غيلان ذي الرمة فما زلت أطلب موضع بيتها حتى أرشدت إلى البيت فإذا خيمة كبيرة على بابها عجوز هتماء فسلمت عليها ثم قلت لها أين منزل مي قال مي ذي الرمة قلت نعم قالت أنا مي فعجبت منها ثم قلت لها العجب كل العجب من ذي الرمة وكثرة ما قال فيك ولست أرى من المشاهد التي وصفك بها ( 7 ) شيئا فقالت لا تعجبن يا هذا منه فإني سأقوم بعذره عندك قال ثم قالت يا فلانة قال فخرجت من الخيمة جارية ناهد ( 8 ) عليها برقع فقالت لها أسفري عنك فلما أسفرت ( 9 ) تحيرت لما رأيت من جمالها وبراعتها وفصاحتها فقالت لي علق ذو الرمة بي
_________
( 1 ) غير واضحة بالاصل والمثبت عن الديوان
( 2 ) في الديوان : بقا ضية
( 3 ) الابيات في ديوانه ص 224 - 225
( 4 ) الديوان : " دارك " وأصور : مائل والصور : الميل
5 - ( ) رواه لمعافى بن زكريا الجريري في الجليس الصالح الكافي 2 / 248 وما بعدها وانظر عيون الاخبار 4 / 40 ورد فيه الخبر بدون الشعر
( 6 ) كذا ورد السند بالاصل والذي في الجليس الصالح الكافي : [ قال المعافى : ] حدثنا الحسين بن القاسم الكوكبي قال : حدثنا أبو الممهلهل الحداني قال
( 7 ) في الجليس الصالح : ولست أرى من الشاهد والوصف شيئا
( 8 ) في الجليس الصالح : جارية ناهدة : وكلاهما صحيح
( 9 ) الاصل : سفرت والمثبت عن الجليس الصالح

(48/167)


وأنا في سنها فقلت عذره الله ورحمه أنشديني مما قال فيك قال فجعلت تنشد وأكتب أياما ( 1 ) كنت مقيما عندها ثم ارتحلت فكان مما أنشدتني قوله ( 2 ) * خليلي لا ربع بوهبين يخبر * ولا ذو حمى ( 3 ) يستنطق الدر يعذر ( 4 ) فسيرا فقد طال الوقوف ومله * حراجيج ( 5 ) أمثال الحنيات ضمر فيا صاح لو كان الذي بي من الهوى * به لم أذره ( 6 ) أن يعزى وينظر خليلي ( 7 ) ألا عجت إذ أنا واقف * أغيض البكا في دار مي وأزفر القصيدة قوله عجوز هتماء الهتم سقوط الأسنان من فوق ومن أسفل يقال امرأة هتماء ورجل أهتم ويقال ضربه فهتم فاه قال الفرزدق ( 8 ) * إن الأراقم لن تنال قديمنا * كلب عوى متهتم الأسنان * في نسخة الكتاب الذي أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد أنبأنا عبد الوهاب بن علي أنبأنا علي بن عبد العزيز قال قرئ على أحمد بن جعفر أنبأنا الفضل بن الحباب حدثنا أبو عبد الله محمد بن سلام قال وكان ذو الرمة أيضا يشبب بخرقاء إحدى بني عامر بن ربيعة تحل ( 9 ) ويمر بها الحاج فتقعد لهم فتحادثم وتهاديهم وتقول أنا منسك من مناسك الحج ثم كانت تجلس معها فاطمة بنتها فحدثني من رآهما قال لم يكن مثلها وكانت تقول أنا منسك من مناسك الحج لقول ذي الرمة
_________
( 1 ) في الجليس الصالح : وأكتب أناما كنت مقيما عندها
( 2 ) الابيات في ديوانه ص 222
( 3 ) في الديوان والجليس الصالح : مخبر ولا ذو حجى
( 4 ) الربع : المنزل ووهبين : أرض بناحية البحرين لبني تميم
( 5 ) كذا بالاصل والجليس الصالح وفي الديوان : قلائص
والحراجيج : التي طالت من الهزال
( 6 ) في الديوان : التي طالت من الهزال
( 7 ) في الديوان : " لك الخير هلا عجت " مكان " خليلي
"
( 8 ) ديوانه ط بيروت 2 / 345
( 9 ) غير واضحة بالاصل

(48/168)


تمام الحج أن تقف المطايا * على خرقاء واضعة اللثام ( 1 ) * وفيها يقول ( 2 ) * هأإن توسمت ( 3 ) من خرقاء منزلة * ماء الصبابة من عينيك مسجوم تثني الخمار على عرنين أرنبة * شماء مارنها بالمسك مرثوم ( 4 ) * قال وحدثنا ابن سلام حدثني ابن عبد الله قال دخلت على خرقاء فقالت اخرجي يا فاطمة يعني ابنتها فخرجت امرأة جميلة ليست كأمها قرأت على أبي القاسم زاهر بن طاهر عن أبي بكر البيهقي أنبأنا الحاكم أبو عبد الله الجافظ حدثني أبو بكر الفارسي وهو محمد بن إبراهيم بن عمران الجوري حدثنا عبد الله ابن محمد العامري حدثنا أحمد بن إسماعيل السهمي حدثنا الأصمعي قال كان سبب تشبيب ذي الرمة بخرقاء أنه مر في بعض أسفاره ببعض البوادي فإذا خرقاء خارجة من خباء فنظر إليها فوقعت في قلبه فخرق إداوته ودنا منها يستطعم بذلك كلامها فقال لها إني رجل على ظهر سفر وقد تخرقت إداوتي فأصلحيها لي فقالت والله لا أحسن العمل وإني لخرقاء وفيها يقول أإن توسمت من خرقاء منزلة * ماء الصبابة من عينيك مسجوم ( 5 ) هام الفؤاد بذكراها وخامره * منها على عدواء الدار تسقيم تعتادني زفرات من ( 6 ) تذكرها * تكاد تنفض منهن الحيازيم ( 7 ) * وبلغني عن ثعلب قال وذكر محمد بن الحسن بن دينار الأحول الراوية عن رجاله أن ذا الرمة أنشد خرقاء قصيدته التي يقول فيها ( 8 )
_________
( 1 ) ملحق ديوانه ص 673 والشعر والشعراء ص 336 ووفيات الاعيان 4 / 14
( 2 ) ديوانه ص 567
( 3 ) في الديوان : أعن ترسمت
( 4 ) المارن : ما لان من الانف ومرثوم : الرثمة بياض في شفة الفرس العليا يقول : تمسح أنفها بالمسك فتكون كالرثمة ويقال : وثم أنفه إذا ضربه
( 5 ) مسجوم أي مصبوب صبا
( 6 ) الاصل : " مي أذكرها " والمثبت عن الديوان ص 569
( 7 ) الحيازيم : الصدور وما أشتمل عليه والحيزوم : الصدر
( 8 ) القصيدة في ديوانه ص 99

(48/169)


* سواء عليك اليوم إن ( 1 ) ضاعت النوى * بخرقاء ( 2 ) أو أنحى لك السيف ذابح * حتى انتهى إلى قوله ( 3 ) * أحبك حبا خالطته فصاحة * وما كل ذي ود من الناس ناصح * فقالت خرقاء ومتى تكون محبا غيرنا صح قال إذا آثرت ما أهوى من قربك على ما تهوين من بعدك واتخذتك بردا علي منه جماله وستره وحضانته ونعمته وعليك منه ابتداء إلى أعطافه وسجى أطرافه فهناك نظرت لنفسي عليك فأديت حق النصيحة إليها لا إليك قال وأنشد * وأهوى لك الحسنى وأنت مسيئة * ونيلك ممنوع ومثواك نازح * فقالت خرقاء والله ما أدري أي تفسيريك ( 4 ) أحسن السالف من نثرك أم الرادف من نظمك فقال ذو الرمة لأحسن في هذا وهذاك نظرة * لعينيك فيها منك آس وجارح * وقالت له من ذا يغالبك في محاورة فقال يغالبني من مهجتي في إساره * يشاكسها طورا وطورا يسامح ومن لم أزل أبغي السلو ولم أزل * يتيمني منه مراض صحائح وأصدف عن سقيا ثناياه آيسا * فيعطفني منه بروق لوامح مضاحك عز لو تبسمن في الدجا * تجلى جبين من سنا الفجر واضح يقر بعيني قربها وكذا بها * الا كل ما قرت العين صالح * قال ثم قطع المحاورة والاقتضاب ورجع إلى الإنشاد حتى استكمل قصيدته أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم أنبأنا رشأ بن نظيف أنبأنا الحسن بن إسماعيل أنبأنا أحمد بن مروان حدثنا إبراهيم بن إسحاق حدثنا أبو ( 5 ) نصر قال ( 6 ) مر رجل في بادية بني عذرة فإذا فتاة كأحسن ما يكون فنظر إليها فقالت له عجوز ما
_________
( 1 ) الديوان : أنصاعت
( 2 ) في الديوان : بصيداء
( 3 ) البيت التالي والابيات التي تليه ليست في الديوان
( 4 ) الاصل : تفسيرك والمثبت عن المختصر
( 5 ) كتبت " أبو " فوق الكلام بين السطرين بالاصل
( 6 ) الخبر باختلاف الرواية في الاغاني 18 / 41
( 7 ) في الاغاني : رجل من بني النجار

(48/170)


تنظر إلى هذا الغزال النجدي ولا حظ لك فيه قالت الجارية دعيه يا أمتاه يكون كما قال ذو الرمة ( 1 ) * وإن لم تكن إلا تعلل ساعة * قليلا ( 2 ) فإني نافع لي قليلها ( 3 ) * أنبأنا أبو الحسن علي بن محمد وأخبرني أبو المعمر الأنصاري عنه أنبأنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا أبو علي بن أبي جعفر وأبو الحسن بن العلاف قالا أنبأنا أبو القاسم عبد الملك بن محمد بن بشران أنبأنا أحمد بن إبراهيم الكندي أنبأنا محمد بن جعفر الخرائطي أنشدني أبو جعفر العبدي لذو الرمة ( 4 ) * ولما تلاقينا جرت من عيوننا * دموع كففنا ماءها كالأصابع * وفي نسخة كفتنا وإنا تساقطنا حديثا كأنه ( 5 ) * جنى النحل ( 6 ) ممزوجا بماء الوقائع * أنبأنا أبو علي بن المهدي ( 7 ) أنبأ أبو الحسن العتيقي أنبأنا أبو بكر بن شاذان حدثنا محمد بن يزيد حدثنا الزبير عن أبي بكر بن شيبة الحزامي حدثنا أبو سلمة الكلابي قال سمعت أبي يقول لما فرغ ذو الرمة من قصيدته التي أولها ( 8 ) * ما بال عينك منها الماء ينسكب * كأنه ( 9 ) من كلى مفرية سرب ( 10 ) * تبدى له إبليس فأخذ حجزته ثم قال له لا تظن أنك منها في شئ ما شركتني فيها بحرف وأنا قلتها كلها أخبرنا بها أبو العز أحمد بن عبيدالله أنبأنا أبو محمد الحسن بن علي بن محمد الجوهري قال قرئ علي أبي الحسن علي بن عيسى الرماني قال قرأت على أبي بكر
_________
( 1 ) البيت في الديوان ص 550 والاغاني 18 / 41
( 2 ) الاصل : قليل والمثبت عن الديوان والاغاني
( 3 ) بياض بالاصل والزيادة المثبتة عن الديوان والاغاني
( 4 ) البيتان في ديوانه ص 358
( 5 ) في الديوان : ونلنا سقاطا من حديث كأنه
( 6 ) جنى النحل : العسل والوقائع مفردها الوقيعة والوقيعة : مكان صلب يمسك الماء
( 7 ) كذا السند بالاصل والمثبت عن الديوان
( 8 ) ديوان ذى الرمة صحفة 1
( 9 ) مكانها بياض بالاصل والمثبت عن الديوان
( 10 ) بالاصل : " معربه سلب " والمثبت عن الديوان
والكلى جمع كلية وهي رقعة تكون في أصل عروة المزادة

(48/171)


محمد بن الحسن بن دريد هذه القصيدة وهو يحكي عنه أنه قال ليس في الدنيا من يروي شعر ذي الرمة عن أبي حاتم عن الأصمعي عن أبي عمرو بن العلاء عن ذي الرمة غيري قال قرئ على أبي حاتم سهل بن محمد بن حاتم السجستاني اللغوي قال قرئ على أبي نصر عبد الملك بن قريب الأصمعي قال قرئ على أبي عمرو بن العلاء المازني النحوي المقرئ عن ذي الرمة واسمه غيلان بن عقبة العدوي ( 1 ) * ما بال عينك منها الماء ينسكب * كأنه من كل مفرية سرب وفراء غرفية أثأى خوارزها * مشلشل ضيعته بينها الكتب ( 2 ) أستحدث الركب عن أشياعهم خبرا * أم راجع القلب من أطرابه طرب من دمنة نسفت عنها الصبا سفعا ( 3 ) * كما تنشر بعد الطية الكتب سيلا من الدعص أغشته معارفها ( 4 ) * نكباء تسحب أعلاه فينسحب لا بل هو الشوق من دار تخونها * صرب ( 5 ) السحاب ومرا بارح ترب تبدو لعينيك منها وهي مزمنة * نؤي ومستوقد بال ومحتطب إلى لوائح من أطلال أحوية * كأنها خلل موشية قشب * بجانب الزرق ( 6 ) لم يطمس معالمها * دوارج المور والأمطار والحقب ( 7 ) * * ديار مية إذ مي تساعفنا * ولا يرى مثلها عجم ولا عرب براقة الجيد واللبات واضحة * كأنها ظبية أفضى بها لبب ( 8 ) بين النهار وبين الليل من عقد * على جوانبه الأسباط والهدب
_________
( 1 ) القصيدة الاولى في ديوانه
2 - ( ) وفراء أي واسعه غرفية أي دبيفة بالغرف وهو نبت تدبغ به الجلود
مشلشل هو الذي يكاد يتصل قطره لتتابعه الكتب : الخرز : واحدها كتبة
( 3 ) الاصل : " شفعا كأنما تنشر " والمثبت عن الديوان
والسفع الطرائق من الرمل سود وحمر
( 4 ) الاصل : معاربها والمثبت عن الديوان ومعارفها أي معالمهها
( 5 ) الديوان : مرا سحاب
( 6 ) إعجامها مضطرب بالاصل والمثبت عن الديوان والزرق : اسم مكان بالدهنا
( 7 ) والد وارج : عفى الرياح والمور : التراب
( 8 ) الجيد : العنق واللباب : موضع القلادة
واللبب : ضرب من الرمل
( 9 ) الاسباط : اسم نبت والهدب : ورق الارطى

(48/172)


عجزاء ممكورة خمصانة قلق * عنها الوشاح وتم ( 1 ) الجسم والقصب زين الثياب وإن أثوابها استلبت * فوق الحشية يوما زانها السلب تريك سنة وجه غير مقرفة * ملساء ليس بها خال ولا ندب إذا أخو لذة الدنيا تبطنها * والبيت فوقهما بالليل محتجب سافت ( 2 ) بطيبة العرنين مارنها * بالمسك والعنبر الهندي مختضب تزداد للعين إبهاجا إذا سفرت * وتحرج العين فيها حين تنتقب لمياء في شفتيها حوة لعس * وفي اللثات في أنيابها شنب ( 3 ) كحلاء في برج صفراء في نعج * كأنها فضة قد مسها ذهب ( 4 ) والقرط في حرة الذفرى معلقة * تباعد الحبل منها فهو يضطرب تلك الفتاة التي علقتها عرضا * إن الكريم وذا الاسلام يختلب كأنها جمل وهم وما بقيت * إلا النحيزة والألواح والعصب ( 5 ) لا تشتكي سقطة منها وقد رقصت * بها المفاوز حتى ظهرها حدب كأن راكبها يهوي بمنخرق * من الجنوب إذا ما ركبها نصبوا تخذي بمنخرق السربال منصلت * مثل الحسام إذا أصحابه شحبوا ليالي اللهو يطبيني فأتبعه * كأنني ضارب في غمرة لعب زار الخيال لمي هاجعا لعبت * به التنائف والمهرية النجب ( 6 ) أخا تنائف أعفى عند ساهمة * بأخلق الدف من تصديرها جلب معرسا في بياض الصبح وقعته * وسائر السير إلا ذاك منجذب والعيس من عاسج أو واسج خببا * ينحزن من جانبيها وهي تنسلب ( 7 )
_________
( 1 ) غير واضحة بالاصل والمثبت عن الديوان
( 2 ) الاصل : ساقت والمثبت عن الديوان والسوف : الشم
( 3 ) لمياء واللمى : السمرة في الشفة تضرب إلى الخضرة
والحوة : حمرة في الشفة تضرب إلى السواد والشنب : برودة عذوبة في الفم ورقة في الاسنان
( 4 ) البرج : سعة في بياض العين
( 5 ) الوهم : الضخم والنحيزة : الطبيعة والالواح : العظام وكل عظم عريض فهو لوح
( 6 ) التنوفة القفر من الارض والمهربة : الابل المنسوبة إلى بني مهرة وهم حي من اليمن
( 7 ) العيس : الابل البيض تعلوها حمرة
وعاسج : مد الرقبة في المشي
والعسج والوسج والخبب ضروب من السير

(48/173)


تصغي إذا شدها بالكور جانحة * حتى إذا ما استوى في غرزها تثب وثب المسحج من عانات معلقة * كأنه مستبان الشك أو جنب ( 1 ) يحدو نحائص أشباها محملجة * ورق السرابيل في ألوانها خطب ( 2 ) لها عليهن بالخلصاء مرتعه * فالفوجدات فجنبي واحف صخب * حتى إذا معمعان الصيف هب له * بأجة نش عنها الماء والرطب * * وصوح البقل نأج تجئ به * هيف يمانية في مرها نكب ( 3 ) وأدرك المتبقى من ثميلته * ومن ثمائلها واستنشئ الغرب ( 4 ) تنصبت ( 5 ) حوله يوما تراقبه * صحر سماحيج في أحشائها قبب ( 6 ) حتى إذا اصفر قرن الشمس أو كربت * أمسى وقد جد في حوبائه القرب ( 7 ) فراح منصلتا يحدو حلائله * أدنى تفاذفه التقريب والخبب كأنه معول يشكو بلابله * إذا تنكب عن أجوازها نكب ( 8 ) يعلو الحزون بها طورا ليتبعها * شبه الضرار فما يزري بها التعب كأنه كلما ارفضت حزيقتها * بالصلب ( 9 ) من نهشه أكفالها كلب كأنها ( 10 ) إبل ينجو بها نفر * من آخرين أغاروا غارة جلب والهم ( 11 ) عين أثال ما ينازعه * من نفسه لسواها موردا أرب فغلست وعمود الصبح منصدع * عنها وسائره بالليل محتجب عينا مطحلبة الأرجاء طامية * فيها الضفادع والحيتان تصطخب يستلها جدول كالسيف منصلت * بين الأشاء تسامى حوله العسب ( 12 )
_________
( 1 ) المسحج : الحمار المعضض وعانات جمع عانة وهي من الوحش
( 2 ) النحائص : الاتن التي لم تحمل
( 3 ) نأج ريح شديدة
وهيف : ريح حارة
( 4 ) الثميلة : بقية كل شئ والغرب : نوع من الشجر والغرب بالتسكين : مجرى الدمع
( 5 ) بالاصل : ينصب
( 6 ) الصحر : في لونها بياض في صفرة والسماحيج : أي طوال الظهور وقبب : أي ضمر ودقة
( 7 ) كربت : دنت من الغروب
( 8 ) البلابل : الهموم والاحزان
( 9 ) بالاصل : " بالصلت من نهسة " والمثبت عن الديوان
والحزيقة : الجماعة
( 10 ) قوله : كأنها يعني الاتن
( 11 ) تقرأ بالاصل : والميم والمثبت عن الديوان
( 12 ) الاشاء : صغار النخل والعسب واحدها عسيب وهي جريد النخل

(48/174)


وبالشمائل من جلان مقتنص * وذل الثياب خفي الشخص منزرب ( 1 ) معد زرق هدت قضبا مصدرة * ملس البطون حداها الريش والعقب ( 2 ) كانت إذا ودقت أمثالهن له * فبعضهن عن الألاف منشعب حتى إذا الوحش في أهضام موردها * تغيبت رابها من خيفة ريب فعرضت طلقا أعناقها فرقا * ثم أطباها خرير الماء ينسكب فأقبل الحقب والأكباد ناشزة * فوق الشراسيف من أحشائها تجب ( 3 ) حتى إذا زلجت عن كل حنجرة * إلى الغليل ولم يقصعنه نغب ( 4 ) رمى فأخطأ والأقدار غالبة * فانصعن والويل هجيراه والحرب ( 5 ) يقعن بالسفح مما قد رأين به * وقعا يكاد حصى المعزاء يلتهب كأنهن خوافي أجدل قرم * ولى ليسبقه بالأمعز الخرب ( 6 ) أذاك أم غش بالوشي أكرعه * مسفع الخد غاد ناشط شبب ( 7 ) تقيض الرمل حتى هز خلفته * تروح البرد ما في عيشه رتب ( 8 ) ربلا وأرطى نفت عنه ذوائبه * كواكب القيظ حتى ماتت الشهب ( 9 ) أمسى بوهبين مرتاعا ( 10 ) لمربعه * من ذي الفوارس يدعو أنفه الريب كأنه ونعاج الرمل تتبعه * عشبة ملك بالتاج معتصب ( 11 ) حتى إذا جعلته بين أظهرها * من عجمة الرمل أثباج لها حبب
_________
( 1 ) جلان : قبيلة من عنزة
وقوله : منزرب أي داخل زربه وهو بيت الصائد
( 2 ) الزرق : النصال
والقضب : عيدان السهام
( 3 ) الشراسيف : أضلاع الصدر التي تشرف على البطن وقوله : تجب أي تخفق
( 4 ) يقصعنه : يكسرنه
( 5 ) انصعن : أي تفرقت والويل والحرب هجيراه أي عادته ودأبه
( 6 ) الاجدل : الصقر والخوافي : ريشتان تحت الجناح والقرم أي شديد الشهوة إلى اللحم والامعز : ما غلظمن الارض ذات الحجارة السود
( 7 ) بالاصل : شرب والمثبت عن الديوان وقوله : مسفع أي أسود الخد
( 8 ) الخلفة : المراد بها نبت في آخر الصيف
وقوله : رتب : أي ما أشرف على الارض كالدرج وفيه غلظ وشدة
( 9 ) الربل : نبت في آخر الصيف بلا مطر والارطى نبت يشبه الطرفاء
( 10 ) في الديوان : مجتازا
( 11 ) البيت ليس في الديوان

(48/175)


ضم الظلام على الوحشي شملته * ورائح من نشاص الدلو منسكب ( 1 ) فبات ضيفا إلى أرطاة مرتكم * من الكثب بها دف ء ومحتجب ( 2 ) ميلاء من معدان الصيران قاصية * أبعارهن على أهدافها كثب ( 3 ) وحائل من سفير الحول جائله * حول الجراثيم في ألوانه شهب كأنما نفض الأحمال ذاوية * على جوانبه الفرصاد والعنب كأنه بيت عطار يضمنه * لطائم المسك يحويها وتنتهب إذا استهلت علية غبية أرجت * مرابض العين حتى يأرج الخشب ( 4 ) تجري ( 5 ) البوارق عن مجرمز لهق * كأنه متقبى يلمق عزب ( 6 ) والودق يستن عن أعلى طريقته * جول الجمان جرى في سلكه الثقب ( 7 ) يغشى الكناس بروقيه ويهدمه * من هائل الرمل منقاض ومنكثب إذا أراد انكراسا فيه عن له * دون الأرومة من أطنابها طنب فقد توجس ركزا مقفر ندس * بنبأة الصوت ما في سمعه كذب ( 8 ) فبات يشئزه ( 9 ) ثأد ويسهره * تذوب الريح والوسواس والهضب حتى إذا ما انجلى ( 10 ) عن وجهه فلق * هاديه في أخريات الليل منتصب أغباش ليل تمام كان طارقه * تطخطخ الغيم حتى ماله جوب غدا كأن به جنا تذاء به * من كل أقطاره يخشى ويرتقب حتى إذا مالها في الجدر واتخذت * شمس النهار شعاعا بينها طبب ( 11 ) ولاح أزهر مشهور بنقبته * كأنه حين يعلو عاقرا لهب ( 12 )
_________
( 1 ) شملته أي حلته
والنشاص ما ارتفع من السحاب وتراكم اسود
( 2 ) قوله 6 مرتكم أي متراكم
( 3 ) ميلاء صفة أرطاة وهي المعجوجة والصيران جمع الصوار وهو قطيع من البقر الوحشي
( 4 ) غبية : أي مطر غليظ والدفعة من المطر
( 5 ) في الديوان : تجلو
( 6 ) البوارق : سحاب فيه مطر ومجرمز : متقبض مجتمع بعضه إلى بعض واليلمق : القباء المحشو
( 7 ) الودق : المطر الشديد والجمان : خرز يتخذ من الفضة
( 8 ) الركز : الصوت الخفي
والندس : الفطن
( 9 ) يشئزه أي يقلقه
( 10 ) في الديوان : جلا
( 11 ) الطبب : الطرائق من الرمل أو السحاب والشعاع وأصل الطبب : السيور التي يخرز بها
( 12 ) بالاصل : " عاقر اللهب " والتصويب عن الديوان

(48/176)


هاجت له جوع زرق مخضرة * شوازب لاحها التغريث والجنب ( 1 ) جرد ( 2 ) مهرته ( 3 ) الأشداق ضارية * مثل السراحين في أعناقها العذب ومطعم الصيد هبال لبغيته * ألفى أباه بذاك الكسب يكتسب ( 4 ) مقزع أطلس الأطمار ليس له * إلا الضراء وإلا صيدها نشب فانصاع جانبه الوحشي وانكدرت * يلحبن لا يأتلي المطلوب والطلب حتى إذا دومت في الأرض راجعه * كبر ولو شاء نجى نفسه الهرب خزاية أدركته بعد جولته * من جانب الحبل مخلوطا بها الغضب فكف عن غربه والغضف يسمعها * خلف السبيب من الإجهاد تنتحب حتى إذا أمكنته وهو منحرف * أو كاد يمكنها العرقوب والذنب بلت به غير طياش ولا رعش * إذا جلن في معرك يخشى به العطب فكر يمشق طعنا في جواشنها * كأنه الأجر في الإقبال يحتسب فتارة يخض الأعناق عن عرض * وخضا وتنتظم الأسحار والحجب ينحي لها حد مدري يجوف به * حالا ويصرد حالا لهذم سلب حتى إذا كن محجوزا بنافذة * وزاهقا وكلا روقيه مختضب ولى يهز انهزاما وسطها زعلا * جذلان قد أفرخت عن روعة الكرب كأنه كوكب في إثر عفرية * مسوم في سواد الليل منقضب وهن من واطي ثنيي حويته * وناشج وعواصي الجوف تنشخب ( 5 ) أذاك أم خاضب بالسي مرقعه * أبو ثلاثين أمسى وهو منقلب شخت الجزارة ( 6 ) مثل البيت سائره * من المسوح خدب شوقب خشب كأن رجليه مسما كان من عشر * صقبان لم ينقشر عنهما النجب ( 7 )
_________
( 1 ) التغريث : الجوع
وقوله : الجنب الذي تلصق رئته بجنبه من العطش
( 2 ) في الديوان : غضف
( 3 ) مهرته الاشداق : واسعتها ومشقوقتها
( 4 ) هبال من الاهتبال وهو الاخذ بسرعة
( 5 ) عواصي القلب والجوف عروق إذا تقطعت لا ترقأ أي لا تزال تدفع بالدم
( 6 ) بالاصل : سحت الحرارة والثمبت عن الديوان
( 7 ) العشر من كبار الشجر وله صمغ حلو
والنجب بالتحريك : شجر

(48/177)


ألهاه آء وتنوم وعقبته * من لائح المرء والمرعى له عقب يظل مختصعا يبدو فتنكره * حالا ويسطع أحيانا فينتسب كأنه حبشي يبتغي أثرا * أو من معاشر في آذانها الخرب هجنع راح في سوداء مخملة * من القطائف أعلى ثوبه الهدب ( 1 ) أو مقحم أضعف الأبطان حادجه * بالأمس فاستأخر العدلان والقتب أضله راعيا كلبيه صدرا * عن مطلب وطلى الأعناق تضطرب فأصبح البكر فردا من صواحبه ( 2 ) * يرتاد أحلية أعجازها شذب عليه زاد وأهدام وأخفية * قد كان يستلها ( 3 ) عن ظهره الحقب كل من المنظر الأعلى له شبه * هذا وهذان قد الجسم والنقب حتى إذا الهيق أمسى شام أفرخه * وهن لا مؤيس نأيا ولا كثب ( 4 ) يرقد في ظل عراص ويطرده * حفيف نافجة عثنونها حصب ( 5 ) تبري له صلعة خرجاء خاصعة * فالخرق دون بنات البيض منتهب كأنها دلو بئر جد ما تحها * حتى إذا ما رآها خانها الكرب ويل أمها روحة والريح معصفة * والغيث مرتجز والليل مقترب لا يذخران من الإيغال باقية * حتى تكاد تفرى عنهما الأهب فكل ما هبطا في شأو شوطهما * من الأماكن مفعول به العجب لا يأمنان سباع الليل أو بردا * إن أظلما دون أطفال لها لجب جاءت من البيض زعرا لا لباس لها * إلا الدهاس وأم برة وأب ( 7 ) كأنما فلقت عنها ببلقعة * جماجم يبس أو حنظل خرب مما تقيض عن عوج معطفة * كأنها شامل أبشارها جرب أشداقها كصدوع النبع في قلل * مثل الدحاريج لم ينبت لها الزغب * ( 8 )
_________
( 1 ) الهجنع : الظليم الواسع الخطاء
( 2 ) في الديوان : حلائله
( 3 ) الاصل : يجتزها والمثبت عن الديوان
( 4 ) الهيق : ذكر النعام
( 5 ) عراص : غيم كثيف الرعد والبرد
والنافجة : ريح شديدة تأتي بمطر عظيم
( 6 ) الايغال : شدة العدو وتفرى : تنشق
( 7 ) القلل جمع قلة وهي رؤوس الجبال والنبع : شجر

(48/178)


* كأن أعناقها كراث سائفة * طارت لفائفه أو هيشر سلب ( 1 ) * أنبأنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي عن أبي القاسم التنوخي وأبي محمد الجوهري وأنبأنا أبو البركات الأنماطي وأبو بكر أحمد بن علي وأبو الفوارس بن سوار قالوا أنبأنا أبو الحسين بن الطيوري أنبأنا أبو محمد الجوهري قالا أنبأنا أبو عمر محمد بن العباس بن حيوية أنبأنا أبو بكر محمد بن خلف بن المرزبان أنبأنا محمد بن الفضل أخبرني أبي أخبرني القحذمي قال دخل ذو الرمة الكوفة فبينما هو يسير في بعض شوارعها على نجيب له إذ رأى جارية سوداء واقفة على باب دار فاستحسنها ووقعت بقلبه فدنا إليها فقال يا جارية اسقني ماء فأخرجت إليه كوزا فيه ماء فشرب فأراد أن يمازحها ويستدعي كلامها فقال يا جارية ما أحر ماءك فقالت لو شئت لأقبلت على عيوب شعرك فتركت حر مائي وبرده فقال لها وأي شعري له عيب فقالت ألست ذو الرمة قال بلى قالت ( 2 ) فأنت الذي شبهت عنزا بقفرة * لها ذنب فوق استها أم سالم جعلت لها قرنين فوق جبينها ( 3 ) * ووطبين مسودين مثل المحاجم وساقين إن يستمسكا منك يتركا * بحاذك يا غيلان مثل المياسم ( 4 ) أيا ظبية الوعساء بين جلاجل * وبين النقا أأنت أم أم سالم ( 5 ) * فقال نشدتك بالله إلا أخذت ( 6 ) راحلتي هذه وما عليها ولم تظهري هذا لأحد ونزل عن راحلته فدفعها إليها وذهب ليمضي فدفعتها إليه وضمنت له أنها لا تذكر لأحد ما جرى أخبرنا أبو محمد بن طاوس أنبأنا طراد بن محمد أنبأنا أبو الحسين بن بشران أنبأنا
_________
( 1 ) السائفة : الرملة المستطيلة
والهيشر : شجر تثمر أغصانه طويل في رؤوسها مثل الخرز وقوله : سلب : أي سقط ورقه
( 2 ) الابيات في الاغاني 18 / 23 ونسبها إلى خياط
( 3 ) الاغاني : فوق شواتها
4 - ( ) روايته في الاغاني : وقرنان إما يلزقا بك يتركا * بجنبيك يا غيلان مثل المواسم ( 5 ) هذا البيت لذي الرمة وهو في ديوانه ص 622
( 6 ) تقرأ بالاصل : إحدى والمثبت عن المختصر

(48/179)


أبو الحسين أحمد بن محمد بن جعفر الجوري ( 1 ) أنبأنا أبو بكر بن أبي الدنيا قال قال ابن الأعرابي حدثني سلمة بن الصفر عن سهل بن أسلم مولى بني عدي قال كانت وليمة عدي على مائدة عليها إسحاق بن سويد وذو الرمة فاستسقى ذو الرمة فسقي نبيذا واستسقى إسحاق بن سويد فسقي ماء فقال ذو الرمة ( 2 ) * أما النبيذ فلا يذعرك شاربه * واحفظ ثيابك ممن يشرب ( 3 ) الماء مشمرين على أنصاف سوقهم * هم اللصوص وقد يدعون قراء * فقال إسحاق بن سويد أما النبيذ فقد يزري شاربه * ولا نرى أحدا يزري به الماء الماء فيه حياة الناس كلهم * وفي النبيذ إذا عاقرته الداء ثم قال لذي الرمة زد حتى نزيد قال وحدثنا ابن أبي الدنيا حدثنا علي بن مسلم حدثنا عبد الصمد بن عبد الوارث قال سمعت أبي يحدث عن إسحاق بن سويد قال هجا ذو الرمة القراء فقال أما النبيذ فلا يذعرك شاربه * واحفظ ثيابك ممن يشرب الماء فأجبت عنهم أما النبيذ فقد يزري بشاربه * ولا أرى شاربا أرزى به الماء الماء فيه حياة الناس كلهم * وفي النبيذ إذا عاقرته الداء كم من حسيب أديب ( 4 ) قد أضر به * شرب النبيذ وللأعمال أسماء يقال هذا نبيذي لعاقره * فيه عن الخير تقصير وإبطاء فيه وإن قيل مهلا عن مصممه * على ركوب صميم الأيم أعضاء عدوهم كل قارئ مؤمن ودع * وهم لمن كان شريبا أخلاه إن المنافق لا تصفو خليقته * فيه مع الهتر ايماض وإعياء ومن يسوي نبيذ يا يعاقره * بقارئ وخيار الناس قراء
_________
( 1 ) الاصل : الحوري تصحيف
ترجمته في سير أعلام النبلاء 15 / 397
( 2 ) البيتان في ملحقات ديوانه ص 661
( 3 ) الاصل : يحفظ والمثبت عن الديوان
( 4 ) كتب فوقها بالاصل : جميل

(48/180)


لا قوم أعظم أحلاما إذا ذكروا * منهم وهم لعدو الله أعداء ولا يخاف عشائرهم غوايلهم * ويمنعون وإن لاقوا أشداء * أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر أنبأنا أبو صالح المؤذن أنبأنا أبو الحسن بن السقا حدثنا محمد بن يعقوب حدثنا عباس قال سمعت يحيى بن معين يقول حدثنا عبد الصمد ابن عبد الوارث قال سمعت أبي يحدث قال أنشدني إسحاق بن سويد أما النبيذ فذكر الخمسة الأبيات الأول كما ههنا وذكر بعدها عابوا علي من قرا تشمير أزرهم * وحظه العائب التشمير حمقاء إن المنافق لا تصفو خليقته * فيها مع الهمز إيماض وإيماء عدوهم كل قارئ مؤمن ورع * وهم لمن كان شريبا أخلاء ومن يسوي نبيذيا يعاقره * بقارئ وخيار الناس قراء * قرأت على أبي الفتح الفقيه عن أبي الفتح الزاهد حدثني أبي الحسن بن السمسار أنبأنا أبو الحسن محمد بن يوسف البغدادي حدثنا الحسن بن رشيق حدثنا يموت بن المزرع حدثنا رفيع بن سلمة المعروف بدماد حدثني أبو عبيدة معمر بن المثنى قال لقي جرير ذا الرمة فقال له هل لك في المهاجاة فقال ذوالرمة لا فقال جرير كأنك هبتني قال لا والله قال فلم لا تفعل قال لأن جرمك قد هتكهن ( 1 ) وما ترك الشعر في نسوانك مربعا في نسخة الكتاب الذي أخبرنا به أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا عبد الوهاب بن علي أنبأنا علي بن عبد العزيز قال قرئ على أحمد بن جعفر أنبأنا الفضل بن الحباب حدثنا أبو عبد الله محمد بن سلام قال ( 2 ) ويقال إن ذا الرمة راوية راعي الإبل ولم يكن له حظ في الهجاء كان مغلبا قال ابن سلام وأخبرني أبو البيداء الرياحي قال قال جرير قاتل الله ذا الرمة حين يقول ( 3 )
_________
( 1 ) بدون إعجام بالاصل ورسمها : " الا سفله "
( 2 ) طبقات الشعراء ن لابن سلام الجمحي ص 196
( 3 ) الخبر والشعر في الاغاني 18 / 14 والبيت في ديوانه ص 173

(48/181)


* ومنتزع من بين نسعيه جرة * نشيج الشجا جاءت إلى ضرسه نزرا ( 1 ) * أما والله لو قال من بين جنبيه ما كان عليه من سبيل قال ابن سلام ( 2 ) وأخبرني أبو الغراف قال مر ذو ( 3 ) الرمة بمنزل لا مرئ القيس بن زيد مناه يقال له مرأة ( 4 ) به نخل فلم ينزلوه ولم يقروه فقال ( 5 ) * نزلنا وقد طال النهار وأوقدت * عليها ( 6 ) حصى المعزاء شمس تنالها أنحنا وظللنا بأبراد يمنة * عتاق وأسياف قديم صقالها فلما رآنا أهل مرأة أغلقوا ( 8 ) * مخادع لم ترفع لخير ظلالها وقد سميت باسم امرئ القيس قرية * كرام صواديها لئام رجالها ( 9 ) * فلج الهجاء بين ذي الرمة وبين هشام المرائي ( 10 ) فمر الفرزدق بذي الرمة وهو ينشد ( 11 ) وقفت على ربع لمية ناقتي * فما زلت أبكي عنده وأخاطبه وأسقيه حتى كاد مما أبثه * تكلمني أحجاره وملاعبه * فقال الفرزدق ألهاك البكاء ( 12 ) في الديار والعبد يرجز بك في المقبرة ( 13 ) يعني هشاما
_________
( 1 ) الشجا : هو عود يعترض في الحلق
2 - ( ) الخبر والشعر في طبقات الشعراء 170 - 171 والاغاني 18 / 17 - 18
( 3 ) بالاصل : ذا الرمة
( 4 ) بالاصل : " مره " وفي طبقات الشعراء : " مرآة " والمثبت عن الاغاني
( 5 ) الابيات في ديوانه ص 542
( 6 ) صدره في الديوان : نزلنا وقد غار النهار وأوفدت علينا ( 7 ) هذه رواية ابن سلام والاغاني وروايته في الديوان : بنينا علينا ظل أبراد يمنة * على سمك أسياف قديم صقالها ( 8 ) صدره في الديوان : فلما دخلنا جوف مرأة غلقت دساكر ( 9 ) الصوادي جمع صادية وهي النخل التي بلغت عروقها الماء وطالت فهي لا تحتاج إلى سقي
( 10 ) في طبقات الشعراء : " المزني " وفي الاغاني : المرئي
( 11 ) ديوانه ص 38 والاغاني 18 / 18
( 12 ) في طبقات الشعراء لابن سلام : التبكاء
( 13 ) في الاغاني : والعبد يرتجز بك في المقابر

(48/182)


فكان ذو الرمة مستعليا هشاما حتى لقي جرير هشاما فقال غلبك العبد يعني ذا الرمة قال فما أصنع يا أبا حزرة وأنا راجز وهو يقصد والرجز لا يقوم للقصيد في الهجاء فلو رفدتني فقال جرير لتهمته ذا الرمة وميله ( 1 ) إلى الفرزدق قل له ( 2 ) * غضبت لرهط ( 3 ) من عدي تشمسوا * وفي أي يوم ( 4 ) لم تشمس رجالها وفيم عدي عند ( 5 ) تيم من العلا * وأيامنا اللاتي يعد فعالها وضبة عمي يا بن جل ( 6 ) فلا ترم * مساعي قوم ليس منك سجالها * * يماشي عديا لؤمها ما تجنه * من الناس ما ماشت عديا ظلالها فقل لعدي تستعن بنسائها * علي فقد أعيت عديا رجالها أذا الرم قد قلدت قومك رمة * بطيئا بأيدي المطلقين انحلالها * قال أبو عبد الله فحدثني أبو الغراف قال لما بلغت الأبيات ذا الرمة قال والله ما هذا بكلام هشام ولكنه كلام ابن الأتان ( 7 ) قال ابن سلام وحدثني أبو البيداء قال لما سمعها قال هو والله شعر حنظلي بحوري ( 8 ) وغلب هشام على ذي الرمة قال وحدثني ابن سلام قال وحدثني أبو الغراف قال زاد الحكم بن عوانة الكلبي ذا الرمة في بعض قوله فقال فيه ( 9 ) فلو كنت من كلب صحيحا ( 10 ) هجوتكم * جميعا ولكن لا أخا لك من كلب ولكنما أخبرت ( 11 ) أنك ملصق * كما الصقت من غيرها ثلمة القعب
_________
( 1 ) الاصل : ومثله والمثبت عن ابن سلام وفي الاغاني : بالميل
( 2 ) الابيات في ديوان جرير ط بيروت ص 365 ، وفي طبقات الشعراء لابن سلام ص 171 - 172 والاغاني 8 / 55 في ترجمة جرير و 18 / 19 ضمن أخبار ذي الرمة
( 3 ) كذا بالاصل وابن سلام وفي الديوان والاغاني 8 / 56 " عجبت لرحل " وفي الاغاني 18 / 19 غضبت لرجل
( 4 ) الصال : " قوم " والمثبت عن المصادر
( 5 ) الاصل : " عبد تيم " والمثبت عن المصادر
( 6 ) الاصل وابن سلام : " حل " وفي الديوان : " خل " والمثبت عن الاغاني وهو جل بن عدي بن عبد مناة بن ود
( 7 ) يعني جريرا
( 8 ) كذا رسمها بالاصل وفي ابن سلام : " غدري " وفي الاغاني 18 / 19 " عذري " وبهامشها عن نسخة : " نجودي "
( 9 ) الابيات في ديوان ذي الرمة ص 53
( 10 ) في الديوان : صميما هجوتها
( 11 ) في الديوان : ولكنني خبرت

(48/183)


تدهدى فخرت ثلمة من صحيحه ( 1 ) * فلز بأخرى بالغراء وبالشغب * أخبرنا أبو محمد عبد الرحمن بن أبي الحسن الداراني أنبأنا سهل بن بشر أنبأنا عبد الوهاب بن الحسين بن عمر بن برهان أنبأنا الحسين بن محمد بن عبيد العسكري حدثنا محمد بن العباس اليزيدي حدثنا العباس بن الفرج الرياشي حدثنا ابن سلام ( 2 ) عن ابن أبي عدي قال قال ذو الرمة أنا ابن نصف عمر ( 3 ) الهرم أنا ابن أربعين سنة في نسخة الكتاب الذي أخبرنا به أبو القاسم إسماعيل بن أحمد أنبأنا أبو محمد السكري أنبأنا أبو الحسن الظاهري قال قرئ على أحمد بن جعفر أنبأنا أبو خليفة الجمحي حدثنا محمد بن سلام قال وحدثني محمد بن أبي عدي الفقيه قال قال ذوالرمة بلغت نصف الهرم أنا ابن أربعين سنة ولم يبق ذو الرمة بعد ذلك إلا قليلا لأنه مات شابا أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا أبو بكر محمد بن هبة الله أنبأنا أبو الحسين ابن بشران أنبأنا أبو علي بن صفوان حدثنا أبو بكر بن أبي الدنيا حدثني أبو عبد الله الصيرفي حدثني أبو حفص الأسدي حدثني أبو الوجيه ابن بنت ذي الرمة حدثني مسعود يعني أخا ذي الرمة قال كنا بالبدو فحضرت ذا الرمة الوفاة فقال احملوني إلى الماء يصل عليه أهل الإسلام فحملناه على باب فأغفى إغفاءة ثم انتبه فنقر الباب فقال مسعود قلت لبيك قال هذا والله الحق البين لاحين أقول ( 4 ) * عشية ما لي حيلة غير أنني * بلقط الحصى والخط في الدار مولع كأن سنانا فارسيا أصابني * على كبدي بل لوعة الحب ( 5 ) أوجع * أخبرنا أبو بكر محمد بن شجاع اللفتواني أنبأنا أبو عمرو بن مندة أنبأنا أبو محمد بن يوه أنبأنا أبو الحسن اللنباني حدثنا أبو بكر بن أبي الدنيا قال قال زبير بن بكار حدثني جهيم ( 6 ) بن مسعدة قال
_________
( 1 ) في الديوان : من صميمه
( 2 ) الخبر في طبقات الشعراء لابن سلام ص 172
( 3 ) زيادة للايضاح عن ابن سلام
( 4 ) البيتان في ديوانه ص 342 و 343
( 5 ) في الديوان : لوعة البين أوجع
( 6 ) في الاغاني 18 / 44 جهم بن مسعدة

(48/184)


دخل رجل على ذي الرمة وهو يجود بنفسه فقال كيف تجدك يا غيلان قال أجدني والله ما أجد ما لا أجد أيام أزعم أني أجد فأقول ( 1 ) * كأني غداة البين يا مي مدنف * يجود بنفس قد أتاها حمامها ( 2 ) * قرأت بخط أبي الحسن رشا بن نظيف وأنبأنيه أبو القاسم علي بن إبراهيم وأبو الوحش سبيع بن المسلم عنه أنبأنا أبو القاسم عبد الرزاق بن أحمد بن عبد الحميد حدثنا أبو محمد عبد الله بن جعفر بن محمد بن ورد حدثنا أبو إسحاق إبراهيم بن حميد البصري القاضي حدثنا سهل بن محمد حدثني عبد الملك بن قريب حدثني عيسى بن يونس قال احتضر ذو الرمة بأصبهان بمدينة جي قال فرفع رأسه إلى الذي كان عند رأسه فقال هذا والله يوم لا يوم أقول كأني غداة الزرق يا مي مدنف * أعالج نفسا قد أتاها حمامها * اللهم إني لا قوي فانتصر ولا برئ فأعتذر ولكن لا إله إلا أنت ثم مات أخبرنا أبو طاهر محمد بن محمد بن عبد الله أنبأنا أبو الحسن علي بن أحمد بن محمد بن أحمد بن عبد الله المديني حدثنا أبو زكريا يحيى بن إبراهيم المزكي إملاء أنبأنا أبو بكر محمد بن داود بن سليمان حدثني إبراهيم بن عبد الواحد العبسي قال سمعت وزيرة بنت محمد يقول سمعت إسحاق بن أبي الخصيب يقول سمعت الأصمعي يقول مات ذو الرمة عطشانا وأتي بالماء وبه رمق فلم ينتفع به فكان آخر ما تكلم به قوله ( 3 ) * يا مخرج الروح من نفسي ( 4 ) إذا احتضرت * وفارج الكرب زحزحني عن النار * أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا أبو بكر بن اللالكائي أنبأنا أبو الحسين علي ابن محمد بن بشران أنبأنا أبو علي بن صفوان حدثنا أبو بكر بن أبي الدنيا حدثني هارون إبن أبي يحيى عن محمد بن زياد بن زبار الكلبي عن العلاء بن برد بن سنان قال
_________
( 1 ) البيت في ديوانه ص 637 والاغاني 18 / 43 و 44
( 2 ) رواية البيت في الديوان : كأني غداة الزرق بامي مدنف * يكيد بنفس قد أجم حمامها وقوله : مدنف : شديد المرض
( 3 ) البيت في ملحق ديوان ذي الرمة ص 667 والاغاني 18 / 44
( 4 ) في المصدرين : من جسمي

(48/185)


حدثني من مر بالحفر ( 1 ) حفر أبي موسى الأشعري فصادف ذا الرمة في الموت فقال * يا مخرج الروح من نفسي إذا احتضرت * وكاشف الكرب زحزحني عن النار * ثم مات وبلغني عن أبي يوسف يعقوب بن السكيت صاحب كتاب إصلاح المنطق أن ذا الرمة بلغ أربعين سنة وتوفي وهو خارج إلى هشام بن عبد الملك فدفن بحزوى ( 2 ) وهي الرملة التي كان يذكرها في شعره ( 3 ) 5567 غيلان بن أبي غيلان وهو غيلان بن يونس ويقال ابن مسلم أبو مروان القدري ( 4 ) ( 5 ) مولى عثمان بن عفان روى عنه يعقوب بن عتبة وكانت داره بدمشق في ربض باب الفراديس شرقي المقابر في الزقاق أخبرنا أبو النجم هلال بن الحسين بن محمود الخياط أنبأنا أبو منصور محمد بن محمد بن أحمد بن الحسين أنبأنا أبو أحمد عبيدالله بن أبي مسلم الفرضي أنبأنا أبو محمد علي بن عبد الله بن المغيرة أنبأنا أحمد بن سعيد الدمشقي حدثني الزبير بن بكار حدثني علي بن محمد بن عبد الله عن عوانة عن الشعبي قال دخل غيلان يوما على عمر بن عبد العزيز فرآه أصفر الوجه فقال له عمر يا أبا مروان ما لي أراك أصفر الوجه قال يا أمير المؤمنين أمراض وأحزان قال لتصدقني قال
_________
( 1 ) الحفر : بفتحتين وهو ركايا أحفرها أبو موسى الاشعري على جادة البصرة إلى مكة بينه وبين البصرة خمس ليال ( معجم البلدان )
( 2 ) حزوى : بضم أوله وتسكين ثانيه من رمال الدهناء ( معجم البلدان )
( 3 ) في وفيات الاعيان 14 / 16 أن وفاته كانت سنة سبع عشرة ومئة
( 4 ) رسمها مضطرب بالاصل وبدون إعجام فيه وصورتها : " العدوي " والمثبت
( 5 ) ترجمته في ميزان الاعتدال 3 / 338 والملل والنحل للشهرستاني 1 / 142 وعيون الاخبار لابن قتيبة 2 / 345 وفهرست ابن النديم ( الفن الثاني من المقالة الثالثة ) والمعارف لابن قتيبة ص 212 والحيوان 2 / 75 والاعلام للزرعلي 5 / 124 ، ولسان الميزان 4 / 424 والفرق بين الفرق للبغدادي ص 154 وتاريخ الاسلام ( حوادث سنة 101 - 120 ) ص 441 والضعفاء الكبير للعقيلي 3 / 436 والكامل في ضعفاء الرجال لابن عدي 6 / 9

(48/186)


غيلان يا أمير المؤمنين ذقت حلو الدنيا فوجدته ( 1 ) مرا فأسهرت لذلك ليلي وأظمأت له نهاري وكل ذلك حقير في جنب ثواب الله وعقابه فقال رجل ممن كان في المجلس ما سمعت بأبلغ ( 2 ) من هذا الكلام ولا أنفع منه لسامعه فأنى ( 3 ) أوتيت هذا العلم قال غيلان إنما قصر بنا عن علم ما جهلنا تركنا العمل بما علمنا ولو أننا عملنا بما علمنا ( 4 ) لأورثنا سقما لا تقوم له أبداننا أخبرنا أبو القاسم بن عبد الله الواسطي أنبأنا أبو بكر الخطيب وحدثني أبو عبد الله البلخي أنبأنا أبو منصور محمد بن الحسين بن هريسة قالا أنبأنا أبو بكر أحمد بن محمد ابن غالب أنبأنا حمزة بن محمد بن علي حدثنا محمد بن إبراهيم بن سعيد ح وأخبرنا أبو الغنائم بن النرسي في كتابه وحدثنا أبو الفضل بن ناصر وأحمد بن الحسن والمبارك بن عبد الجبار ومحمد بن علي واللفظ له قالوا أنبأنا أبو أحمد زاد أحمد ومحمد بن الحسن قالا أنبأنا أحمد بن عبدان أنبأنا محمد بن سهل قالا أنبأنا محمد بن إسماعيل ( 5 ) قال غيلان بن أبي غيلان أبو مروان مولى عثمان بن عفان زاد ابن سهل القرشي وقال ابن بشار سماه ابن سهل محمد أنبأنا معاذ عن ابن عون ( 6 ) قال مررت بغيلان فإذا هو مصلوب على باب الشام وقال ابن شعيب بالشام روى عنه يعقوب بن عتبة اخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي انبأنا أبو القاسم بن مسعدة أنبأنا حمزة بن يوسف أنبأنا أبو احمد بن عدي قال ( 7 ) سمعت ابن حماد يقول قال البخاري غيلان بن ابي غيلان أبو مروان مولى عثمان روى عنه يعقوب بن عتبة قال ابن عون مررت بغيلان مصلوبا على باب الشام أخبرنا أبو بكر محمد بن العباس أنبأنا أحمد بن منصور بن خلف أنبأنا أبو سعيد بن حمدون أنبأنا مكي بن عبدان قال سمعت مسلم بن الحجاج يقول
_________
( 1 ) الاصل : فوجدت
( 2 ) الاصل : " بما بلغ " والمثبت عن المختصر
( 3 ) الاصل : فاني
( 4 ) كذا بالاصل وفي المختصر : تكلمنا
( 5 ) التاريخ الكبير للبخاري 7 / 102 - 103
( 6 ) ما بين معكوفتين استدرك عن هامش الاصل وبعده صح وانظر التاريخ الكبير
( 7 ) رواه ابن عدي في الكامل في ضعفاء الرجال 6 / 9 - 10 طبعة دار الفكر

(48/187)


أبو مروان غيلان بن أبي غيلان مولى عثمان صاحب القدر روى عنه يعقوب بن عتبة قرأت على أبي الفضل بن ناصر عن جعفر بن يحيى أنبأنا أبو نصر الوائلي أنبأنا الخصيب بن عبد الله أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرحمن أخبرني أبي قال أبو مروان غيلان القدري أخبرنا أبو القاسم إسماعيل ( 1 ) بن أحمد بن عمر أنبأنا إسماعيل بن مسعدة أنبأنا أبو القاسم السهمي أنبأنا أبو أحمد قال ( 2 ) وغيلان هذا هو الذي يعرف بغيلان القدري ويروي عن النبي ( صلى الله عليه و سلم ) في ذمة ولا أعلم له من المسند شيئا أنبأنا أبو جعفر محمد بن أبي ( 3 ) علي أنبأنا أبو بكر الصفار أنبأنا أحمد بن علي بن منجوية أنبأنا أبو أحمد الحاكم قال أبو مروان غيلان بن أبي غيلان القرشي مولى عثمان بن عفان صاحب القدر صلب بالشام روى عنه يعقوب بن عتبة بن المغيرة بن الأخنس الحجازي ( 4 ) وأبو عاصم سعيد بن إياس الهاشمي كذا فيه وإنما هو ابن زياد أخبرنا أبو القاسم الحسين بن علي بن الحسين وأبو الفتح المختار بن عبد الحميد وأبو المحاسن أسعد بن علي وأبو عبد الله محمد بن العمركي بن نصر قالوا أنبأنا عبد الرحمن بن محمد بن المظفر أنبأنا أبو محمد عبد الله بن أحمد بن حموية أنبأنا إبراهيم بن خزيم حدثنا عبد بن حميد حدثنا إسماعيل بن عبد الكريم حدثني الوليد بن مسلم وعبد المجيد بن أبي رواد عن مروان بن سالم عن خالد بن معدان عن عبادة بن الصامت قال قال رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) يكون في أمتي رجلان أحدهما وهب يهب الله له الحكمة والآخر غيلان فتنته على هذه الأمة أشد من فتنة الشيطان قال أبو محمد سمعته من عبد المجيد
_________
( 1 ) زيادة منا ترجمته في سير أعلام النبلاء 20 / 28
( 2 ) الكامل في ضعفاء الرجال لابن عدي 6 / 10 طبعة دار الفكر - بيروت
( 3 ) كتبت تحت الكلام بين السطرين بالاصل
( 4 ) ترجمته في تهذيب الكمال 20 / 440 طبعة دار الفكر

(48/188)


كذا قال وقد أسقط من إسناده الأحوص بن حكيم أخبرناه أبو الفضل محمد بن أحمد بن زهير بن حرب حدثنا يعقوب بن كعب الأنطاكي حدثنا الوليد بن مسلم عن مروان بن سالم الجزري حدثنا الأحوص بن حكيم عن خالد بن معدان عن عبادة بن الصامت قال قال رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) يكون في أمتي رجل يقال له غيلان هو أضر على أمتي من إبليس وأخبرتنا به عاليا أم المجتبى العلوية قالت قرئ على إبراهيم بن منصور أنبأنا ابن المقرئ أنبأنا أبو يعلى حدثنا الهيثم بن خارجة أبو أحمد المروذي ( 1 ) حدثنا الوليد بن مسلم عن مروان بن سالم القرقساني ( 2 ) حدثنا الأحوص بن حكيم عن خالد بن معدان عن عبادة بن الصامت قال قال رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) يكون في أمتي رجل يقال له وهب يهب الله له الحكمة ورجل يقال له غيلان هو أضر على أمتي من إبليس رواه مسلمة بن علي البلاطي ( 3 ) عن أزهر بن حكيم بدلا من أحوص أنبأنا أبو علي الحسن بن أحمد أنبأنا أبو بكر بن ريذة أنبأنا سليمان بن أحمد الطبراني حدثنا مسعود بن محمد الرملي حدثنا عمران بن هارون الصوفي حدثنا مسلمة ابن علي الخشني ( 4 ) عن أزهر بن حكيم عن خالد بن معدان عن عبادة بن الصامت قال قال رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) يكون في أمتي رجلان أحدهما باليمن يقال له وهب يهب الله له حكمة والآخر بالشام يقال له غيلان هو أشد على أمتي فتنة الشيطان وروي من وجه آخر عن خالد بن معدان أخبرناه أبو الحسن علي بن أحمد بن الحسن أنبأنا محمد بن أحمد بن محمد بن الآبنوسي
_________
( 1 ) ترجمته في تهذيب الكمال 19 / 340 طبعة دار الفكر
( 2 ) ترجمته في سير أعلام النبلاء 9 / 35 وتهذيب الكمال 18 / 16 شامي وقيل أصله من دمشق وسكن قرقيسيا من الجزيرة
( 3 ) البلاطي نسبة إلى البلاط قرية من قرى غوطة دمشق الدائرة ويطلق عليها " بيت البلاط " وهي بجوار قرية المنيحة
( 4 ) الخشني : بضم الخاء وفتح الشين المعجم ثم نون كما في تقريب التهذيب

(48/189)


ح وأخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا أبو الحسين بن النقور قالا أنبأنا أبو طاهر المخلص حدثنا أبو القاسم البغوي حدثنا محمد بن بكار بن الريان ( 1 ) حدثنا حسان بن إبراهيم عن يحيى بن ريان عن عبد الله بن راشد عن خالد بن معدان عن عبادة بن الصامت قال قال رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) يكون في أمتي رجلان أحدهما يقال له غيلان هو شر على أمتي من إبليس رواه ابن المديني عن حسان فزاد في إسناده رجلا غير مسمى أخبرناه أبو غالب أحمد بن الحسن أنبأنا أبو محمد الجوهري أنبأنا أبو عبد الله الحسين بن عمر بن عمران حدثنا محمد بن محمد بن سليمان حدثنا علي بن المديني حدثنا حسان بن إبراهيم حدثنا يحيى بن ريان أنبأنا عبد الله بن راشد عن مولى لسعيد بن عبد الملك قال سمعت خالد بن معدان يحدث عن عبادة بن الصامت قال سمعت رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) يقول سيكون في أمتي رجلان أحدهما يقال له وهب يؤتيه الله الحكمة والآخر يقال له غيلان هو أشد على أمتي من إبليس وروي من وجه آخر مرسلا أخبرناه أبو محمد عبد الرحمن بن أبي الحسن أنبأنا سهل بن بشر أنبأنا أبو بكر الخليل بن هبة الله بن الخليل أنبأنا عبد الوهاب الخلاد أنبأنا أبو الجهم أحمد بن الحسين ابن طلاب حدثنا العباس بن الوليد بن صبح الخلال حدثنا مروان بن محمد حدثنا محمد ابن عبد الله الشعيثي ( 2 ) قال كنت جالسا عند مكحول قال ومعه غيلان قال إذ أقبل شيخ من أهل البصرة قال فجلس ( 3 ) إلى مكحول قال فسلم عليه قال ثم قال له مكحول كيف سمعت الحسن ( 3 ) يقول في آية كذا وكذا فأخبره بشئ لم أحفظه قال ثم أقبل عليه يسأله عن شئ من كلام الحسن قال فقال غيلان يا أبا عبد الله أقبل علي ودع هذا عنك قال فغضب مكحول
_________
( 1 ) ترجمته في تهذيب الكمال 16 / 140 طبعة دار الفكر
( 2 ) بالاصل : الشعثي تصحيف والصواب ما أثبت راجع ترجمته في تهذيب الكمال 16 / 463 ط
دار الفكر
والخبر في المختصر وفيه : قال الشعبي
( 3 ) بالاصل : يجلس
( 4 ) الاصل : الحسين تصحيف والتصويب عن المختصر
( 5 ) في المختصر : أنه

(48/190)


وكان شديد الغضب قال ثم قال ويلك ياغيلان إنه قد بلغني أن رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) قال سيكون في أمتي رجل يقال له غيلان هو أضر عليها من إبليس فإياك أن تكون أنت هو ثم قام وتركه أخبرنا أبو الحسين بن أبي الحديد أنبأنا جدي أبو عبد الله أنبأنا أبو الحسن محمد ابن عوف بن أحمد المزني ( 1 ) أنبأنا أبو العباس محمد بن موسى بن الحسين بن السمسار أنبأنا محمد بن خريم حدثنا هشام بن عمار حدثنا معاوية بن يحيى حدثنا أرطأة بن المنذر عن يحيى مسلم قال أتيت بيت المقدس للصلاة فيه فلقيت رجلا فقال هل لك في إخوان لك قلت نعم قال فبت الليلة فإذا أصبحت لقيتك فلما أصبح لقيني فقال هل رأيت الليلة في منامك شيئا قلت لا إلا خيرا قال فصنع بي ذلك ثلاث ليال ثم قال انطلق فانطلقت معه حتى أدخلني سربا فيه غيلان والحارث الكذاب في أصحاب له ورجل يقول لغيلان يا أبا مروان ما فعلت الصحيفة التي كنا نقرؤها بالأمس قال عرج بها إلى السماء فأحكمت ثم أهبطت فقلت إنا لله ما كنت أرى أني أبقى حتى أسمع بهذا في أمة محمد ( صلى الله عليه و سلم ) أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني حدثنا أبو محمد الكتاني ( 2 ) أنبأنا أبو محمد بن أبي نصر أنبأنا أبو الميمون حدثنا أبو زرعة ( 3 ) حدثنا محمد بن المبارك حدثني الوليد بن مسلم حدثني المنذر بن نافع قال سمعت خالد بن اللجلاج ( 4 ) يقول لغيلان ويحك يا غيلان ألم أجدك في شبيبتك ترامي النساء بالتفاح في شهر رمضان ثم صرت حارثيا ( 5 ) تخدم امرأة تزعم أنها أم المؤمنين ؟ ثم تحولت فصرت قدريا زنديقا قال أبو زرعة وقد رواه أبو مسهر عن المنذر بن نافع نفسه عن خالد بن اللجلاج نحوا منه
_________
( 1 ) بالاصل : المري تصحيف والصواب ما أثبت
ترجمته في سير أعلام النبلاء 17 / 550
( 2 ) بالاصل : الكناني تصحيف والصواب ما أثبت : الكتاني
( 3 ) رواه أبو زرعة الدمشقي في تاريخه 1 / 371
( 4 ) ترجمته في تهذيب التهذيب 3 / 115 والتاريخ الكبير للبخاري 2 / 1 / 156
( 5 ) يعني نسبة إلى حارث بن سعيد المتنبئ وقد ظهر في أيام عبد الملك بن مروان
مرت ترجمته في كتابنا تاريخ مدينة دمشق بتحقيقنا 11 / 427 رقم 1132

(48/191)


أخبرنا أبو محمد بن أبي الحسن أنبأنا سهل بن بشر حدثنا الخليل بن هبة الله أنبأنا عبد الوهاب الكلابي حدثنا أبو الجهم أحمد بن الحسين بن طلاب حدثنا العباس بن الوليد ابن صبح حدثنا أبو مسهر حدثني المنذر بن نافع قال سمعت خالد بن اللجلاج يقول ويلك يا غيلان ألم تكن زفانا ( 1 ) ويلك يا غيلان ألم تكن قبطيا وأسلمت ويلك يا غيلان ألم أجدك في شبيبتك ( 2 ) وأنت ترامي النساء بالتفاح في شهر رمضان ثم صرت حارسا تخدم امرأة حارث الكذاب وتزعم أنها أم المؤمنين ثم تحولت من ذلك فصرت قدريا زنديقا أخبرنا ( 2 ) أبو البركات الأنماطي أنبأنا ثابت بن بندار أنبأنا محمد بن علي بن يعقوب أنبأنا محمد بن أحمد البابسيري حدثنا الأحوص بن المفضل بن غسان حدثنا أبي حدثني الهيثم بن خارجة حدثنا محمد بن حرب عن المنذر بن نافع عن خالد بن اللجلاج أنه قال لغيلان يا غيلان ألم أجدك ترامي النساء بالتفاح في شهر رمضان ثم خرجت مع امرأة الحارث الذي تنبأ تحجبها وتزعم أنها أم المؤمنين ثم صرت بعد ذلك قدريا زنديقا ما أراك تخرج من هوى إلا دخلت في شر منه أخبرنا أبو غالب محمد بن الحسن أنبأنا أبو الحسن محمد بن علي بن أحمد السيرافي حدثنا القاضي أبو عبد الله أحمد بن إسحاق بن خربان حدثنا أبو عبد الله محمد بن أحمد بن يعقوب المتوثي حدثنا أبو داود سليمان بن الأشعث حدثنا صفوان بن صالح الدمشقي حدثنا محمد بن شعيب قال سمعت الأوزاعي يقول أول من نطق في القدر رجل من أهل العراق يقال له سوسر كان نصرانيا فأسلم ثم تنصر فأخذ عنه معبد الجهني ( 4 ) وأخذ غيلان عن معبد رواها غيره فقال سوسن ( 5 ) أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم أنبأنا أبو الحسن رشأ بن نظيف أنبأنا الحسن بن
_________
( 1 ) زفانا أي رقاصا ( راجع اللسان : زفن )
( 2 ) في المختصر : شيبتك
( 3 ) كتب فوقها في الاصل : ملحق
( 4 ) ترجمته في تهذيب الكمال 18 / 238
( 5 ) ضبطت عن المختصر

(48/192)


إسماعيل أنبأنا أحمد بن مروان حدثنا أبو إسماعيل الترمذي حدثنا نعيم حدثنا عبد السلام بن حرب عن إسحاق بن عبد الله بن أبي فروة ( 1 ) قال لقيت غيلان القدري فقلت له من كان أشد الناس عليك كلاما فقال كان أشد الناس علي كلاما عمر بن عبد العزيز كأنه يلقن من السماء ولقد كنت أطلب له مسائل أعنته فيها فبينا أنا ذات يوم في السوق إذا دراهم بيض يقلبها اليهودي والنصراني والحائض والجنب قلت إن يكن يوم أظفر به فاليوم قال فدخلت عليه فقلت يا أمير المؤمنين هذه الدراهم البيض فيها كتاب الله يقلبها اليهودي والنصراني والحائض والجنب فإن رأيت أن تأمر بمحوها فقال أردت أن تحتج علينا الأمم إن غيرنا توحيد ربنا واسم نبينا قال فبهت فلم أدر ما أرد عليه أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا أبو طاهر بن أبي الصقر أنبأنا هبة الله بن إبراهيم بن عمر أنبأنا أبو بكر المهندس حدثنا أبو بشر الدولابي حدثنا محمد بن المثنى حدثنا درست بن زياد ( 1 ) أبو الحسن حدثنا محمد بن عمرو عن الزهري قال دخلت على عمر بن عبد العزيز وغيلان قاعد بين يديه فقال يا غيلان ويلك ما هذا الذي أحدثت في الإسلام فقال يا أمير المؤمنين ما أحدثت في الإسلام شيئا قال بلى قولك في القدر أخبرنا أبو الفرج سعيد بن أبي الرجاء أنبأنا منصور بن الحسين أنبأنا أبو بكر بن المقرئ حدثنا أبو عروبة حدثنا أيوب حدثني ضمرة عن علي قال صليت المغرب ثم ركعت بعد المغرب فمر بي عمرو بن مهاجر صاحب حرس عمر ابن عبد العزيز فقال ائت المنزل حتى أخبرك بما كان من أمر صديقك يعني غيلان فأتيته في منزله فقال بعث أمير المؤمنين اليوم إلى غيلان فدخل عليه فقال يا غيلان أكان فيما قضى الله وقدر أن يخلق السموات والأرض قال نعم قال أكان فيما قضى وقدر أن يخلق آدم قال في أشياء سأل عنها كل ذلك يقول نعم وأنا خلف عمر أشير إلى غيلان إلى حلقي أنه الذبح فلما أراد أن يقوم قال يا غيلان والله ما طن ذباب بيني وبينك إلا بقدر
_________
( 1 ) تقدمت ترجمته تاريخ مدينة دمشق 8 / 243 رقم 652
( 2 ) ترجمته في تهذيب الكمال 6 / 63 طبعة دار الفكر

(48/193)


قال وحدثنا أبو عروبة حدثنا بندار حدثنا بشر بن عمر حدثنا حماد بن سلمة عن أبي جعفر الخطمي قال قيل لعمر بن عبد العزيز إن غيلان يقول في القدر فمر به غيلان فقال ما تقول في القدر فتعوذ فتلى هذه الآية " هل أتى على الإنسان حين من الدهر " إلى قوله " إما شاكرا وإما كفورا " ( 1 ) فقال عمر إن الكلام فيه عريض طويل ما تقول في العلم أنافذ هو قال نعم قال أما والله لو لم تقلها لضربت عنقك أخبرنا أبو الحسين بن أبي الحديد أنبأنا جدي أبو عبد الله أنبأنا أبو بكر محمد بن خريم حدثنا هشام بن عمار حدثنا معاوية بن يحيى حدثنا عمرو بن مهاجر قال استأذن غيلان على عمر بن عبد العزيز فأذن له فقال ويحك يا غيلان ما الذي بلغني عنك أنك تقول قال إنما أقول بقول الله " هل أتى على الإنسان حين من الدهر لم يكن شيئا مذكورا " إلى قوله " إما شاكرا وإما كفورا " قال عمر تم السورة ويحك أما تسمع الله يقول " وما تشاءون إلا أن يشاء الله " ( 2 ) ويحك يا غيلان أما تعلم أن الله " جاعل في الأرض ( 3 ) " إلى " العليم الحكيم " ( 4 ) فقال غيلان يا أمير المؤمنين لقد جئتك جاهلا فعلمتني وضالا فهديتني قال اخرج ولا يبلغني أنك تكلم بشئ من هذا حدثني أبو المعمر الأنصاري أنبأنا أبو الحسين المبارك بن عبد الجبار أنبأنا أبو الحسن محمد بن عبد الواحد بن محمد أنبأنا أبو حفص عمر بن محمد الزيات أنبأنا أبو عبد الله أحمد بن الحسين بن عبد الجبار الصوفي حدثنا الهيثم بن خارجة حدثنا إسماعيل ابن عياش عن عمرو بن مهاجر قال قدم غيلان على عمر بن عبد العزيز فأتيت عمر فقلت يا أمير المؤمنين قدم غيلان وهو بالباب قال أدخله وأغلق الباب قال فدخل على عمر فسلم ودعا له ثم قال اجلس فجلس وسأله عن الناس فأخبره صلاحا من الناس فحمد الله على ذلك ثم قال ويحك يا غيلان ما هذا الكلام الذي بلغني عنك قال يا أمير المؤمنين أتكلم وتسمع قال تكلم قال فقرأ " هل أتى على الإنسان حين من الدهر " حتى بلغ ( إما شاكرا وإما كفورا " ثم
_________
( 1 ) بالاصل : " ما أظن " وفي المختصر : " ما أظن "
( 2 ) سورة الدهر الايات 1 - 3
( 3 ) سورة الدهر الاية : 30
( 4 ) سورة البقرة الايات : 30 إلى 32 .=

75.تاريخ دمشق

" " سكت فقال له عمر ويحك يا غيلان أمن ههنا تأخذ الأمر وتدع بدء خلق آدم قال هات يا أمير المؤمنين فقال عمر قال الله عز و جل " إني جاعل في الأرض خليفة " إلى قوله ما كنتم تكتمون " فقال غيلان صدقت يا أمير المؤمنين والله لقد جئتك ضالا فهديتني وأعمى فبصرتني وجاهلا فعلمتني والله لا أتكلم في ( 2 ) شئ من هذا الأمر أبدا قال عمر لئن بلغني أنك تكلم في شئ من هذا الأمر أبدا لأجعلنك نكالا للناس أو للعالمين قال عمر وقد دسست إليه ناسا فكف عن ذلك ولم يتكلم بشئ حتى مات عمر فلما مات عمر سال فيه سيل الماء أو سيل البحر " أخبرنا أبو العز بن كادش أنبأنا أبو الحسين بن حسنون أنبأنا أبو الحسن الدارقطني حدثنا عبد الله بن محمد بن عبد العزيز حدثنا داود بن رشيد حدثنا الهيثم بن عمران الدمشقي قال سمعت عمرو بن مهاجر قال بلغ عمر بن عبد العزيز أن غيلان وفلانا نطقا في القدر فأرسل إليهما فقال ما ( 3 ) الأمر الذي تنطقان فيه قالا نقول يا أمير المؤمنين ما قال الله قال وما قال الله قالا ( 4 ) يقول " هل أتى على الإنسان حين من الدهر لم يكن شيئا مذكورا " ( 5 ) " إنا هديناه السبيل إما شاكرا وإما كفورا " ( 6 ) قال فقال اقرآ فقرآ حتى إذا بلغا " إن هذه تذكرة فمن شاء اتخذ إلى ربه سبيلا وما تشاءون إلا أن يشاء الله " إلى آخر السورة ( 7 ) قال كيف ترى يا بن الأتانة ( 8 ) تأخذ بالفروع وتدع الأصول قال ثم بلغه أنهما قد أسرفا فأرسل إليهما وهو مغضب شديد الغضب فقام عمر وكنت ( 9 ) خلفه قائما حتى دخلا عليه وأنا مستقبلهما فقال لهما ألم يكن في سابق علم الله حين أمر إبليس بالسجود أنه لا يسجد قال فأومأت إليهما إيماء برأسي أن قولا نعم قال والله ان لولا مكاني يومئذ لسطا بهما قال فقالا نعم يا أمير المؤمنين قال أولم يكن في سابق علم الله حين نهى آدم عن أكل الشجرة أن لا يأكلا منها
_________
( 1 ) من الاية 33 من سورة البقرة
( 2 ) كتبت تحت الكلام بين السطرين بالاصل
( 3 ) زيادة لازمة للايضاح
( 4 ) الاصل : قال
( 5 ) سورة الانسان الاية : 1
( 6 ) سورة الانسان الاية : 3
( 7 ) من الاية 29 من سورة الانسان إلى آخر السورة
( 8 ) كذا بالاصل : الاتانة بالتاء وهي قليلة ونص الصحاح : ولا تقل أتانة إنما يقال : الاتان
والاتان : الحمارة
والاتان : المرأة الرعناء على التشبيه ( راجع تاج العروس : بتحقيقنا : أتن )
( 9 ) يعني راوي الخبر وهو عمرو بن مهاجر

(48/195)


أنهما يأكلان منها قال فأومأت إليهما أيضا برأسي أن قولا نعم فقالا نعم قال فأمر بإخراجهما وأمر بالكتاب إلى الأجناد بخلاف ما يقولون فلم يلبث ( 1 ) إلا قليلا حتى مرض عمر فلم ينفذ ذلك الكتاب أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد أنبأنا أبو الحسين بن الطيوري أنبأنا عبد العزيز ابن علي الأزجي أنبأنا عبيدالله بن محمد بن سليمان المخرمي حدثنا جعفر بن محمد الفريابي حدثنا عبد الله بن عبد الجبار الحمصي حدثنا محمد بن حمير عن محمد بن مهاجر عن أخيه عمرو بن مهاجر قال بلغ عمر بن عبد العزيز أن غيلان يقول في القدر قال فبعث إليه فحجبه أياما ثم أدخله عليه فقال يا غيلان ما هذا الذي بلغني عنك قال عمرو بن مهاجر فأشرت ألا يقول شيئا قال فقال نعم يا أمير المؤمنين إن الله يقول " هل أتى على الإنسان حين من الدهر لم يكن شيئا مذكورا إنا خلقنا الإنسان من نطفة أمشاج نبتليه فجعلناه سميعا بصيرا إنا هديناه السبيل " الآية قال اقرأ من آخر السورة ( وما تشاءون إلا أن يشاء الله إن الله كان عليما حكيما يدخل من يشاء في رحمته والظالمين أعد لهم عذابا أليما " ثم قال ما تقول يا غيلان قال أقول قد كنت أعمى فبصرتني وأصم فأسمعتني وضالا فهديتني فقال اللهم إن كان ( 2 ) عبدك غيلان صادقا وإلا فاصلبه فأمسك عن الكلام في القدر فبعث إليه هشام ( 3 ) فقطع يده فمر به رجل والذباب على يده فقال له يا غيلان هذا قضاء وقدر قال كذبت لعمر ( 4 ) الله ما هذا قضاء ولا قدر فبعث إليه هشام فصلبه أخبرنا أبو غالب أحمد بن الحسن أنبأنا أبو محمد الجوهري أنبأنا الحسين بن عمر ابن عمران الضراب حدثنا محمد بن محمد بن سليمان حدثنا علي بن عبد الله بن جعفر المديني حدثنا حسان بن إبراهيم الكرماني عن يحيى بن ريان عن عبد الله بن راشد الدمشقي عن عمرو بن مهاجر صاحب حرس عمر بن عبد العزيز قال "
_________
( 1 ) بالاصل : يثببت والمثبت عن المختصر
( 2 ) زيادة لازمة للايضاح عن المختصر
( 3 ) كذا بالاصل وثمة سقط في الكلام وتمام الرواية في المختصر : فأمسك عن الكلام في القدر فولاه عمر بن عبد العزيز دار الضرب بدمشق فلما مات عمر بن عبد العزيز وأفضت الخلافة إلى هشام تكلم في القدر فبعث إليه هشام
( 4 ) بالاصل : لعمرو

(48/196)


" تكلم غيلان عند عمر بن عبد العزيز بشئ من أمر القدر فقال له عمر يا غيلان اقرأ أي القرآن شئت فقرأ " هل أتى على الإنسان حين من الدهر " حتى انتهى إلى هذه الآية إن هذه تذكرة فمن شاء اتخذ إلى ربه سبيلا " قال فرددها مرارا وكف عما بقي فقال له عمر أتم السورة فقال " وما تشاءون إلا أن يشاء الله إن الله كان عليما حكيما " إلى آخرها قال فقال له عمر يا غيلان إن الله يقول " إن الله كان عليما حكيما " قال أخبرني حكيم فيما علم أم حكيم فيما لا يعلم قال بل حكيم فيما علم فقال له أحييتني أحياك الله والله لكأني لم أعلم هذا من كتاب الله فقال له عمر بن عبد العزيز اللهم إن كان صادقا فارفعه ووفقه وإن كان كاذبا فلا تمته إلا مقطوع اليدين والرجلين مصلوبا ثم قال أمن يا غيلان ثم قال أمن يا عمرو بن مهاجر قال فأمنت أنا وغيلان على دعاء عمر بن عبد العزيز فلما خرج قال لي عمر يا عمرو ويحه إنه لمفتون قال عمرو بن مهاجر فوالله إني لفي الرصافة جالس ( 1 ) فقيل لي قد قطعت يداه ورجلاه قال فأتيته فوقفت عليه وإنه لملقى فقلت له يا غيلان هذه دعوة عمر بن عبد العزيز قد أدركتك قال ثم أمر به فصلب " أخبرنا أبو غالب محمد بن الحسن أنبأنا أبو الحسن السيرافي أنبأنا أحمد بن إسحاق النهاوندي حدثنا أبو عبد الله محمد بن أحمد بن يعقوب حدثنا أبو داود سليمان بن الأشعث حدثنا عبيدالله بن معاذ حدثنا أبي حدثنا محمد بن عمرو الليثي أن الزهري حدثه قال دعا عمر بن عبد العزيز غيلانا فقال يا غيلان بلغني أنك تقول في القدر فقال يا أمير المؤمنين إنهم يكذبون علي قال يا غيلان اقرأ علي يس فقرأ " يس والقرآن الحكيم إنك لمن المرسلين ( 2 ) " حتى بلغ " إنا جعلنا في أعناقهم أغلالا فهي إلى الأذقان فهم مقمحون وجعلنا من بين أيديهم سدا ومن خلفهم سدا فأغشيناهم فهم لا يبصرون وسواء عليهم أأنذرتهم أم لم تنذرهم لا يؤمنون " فقال غيلان والله يا أمير المؤمنين لكأني لم أقرأها قبل اليوم أشهدك يا أمير المؤمنين أني تائب إلى الله عز و جل مما كنت أقول في القدر فقال عمر اللهم إن كان صادقا فثبته وإن كان كاذبا فاجعله آية للمؤمنين
_________
( 1 ) وذلك في خلافة هشام بن عبد الملك وبعد موت عمر بن عبد العزيز
( 2 ) سورة يس من أول السورة إلى الاية 10

(48/197)


أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا أبو الحسين بن الطيوري أنبأنا عبد العزيز بن علي الأزجي أنبأنا عبيدالله بن محمد بن سليمان المخرمي حدثنا جعفر بن محمد الفريابي حدثنا عبيدالله بن معاذ حدثنا أبي حدثنا محمد بن عمرو الليثي أن الزهري حدثهم قال دعا عمر بن عبد العزيز غيلان فقال يا غيلان بلغني أنك تكلم في القدر فقال يا أمير المؤمنين إنهم يكذبون علي قال يا غيلان اقرأ أول يس فقرأ " يس والقرآن الحكيم " حتى أتى على " إنا جعلنا في أعناقهم أغلالا فهي إلى الأذقان فهم مقمحون وجعلنا من بين أيديهم سدا ومن خلفهم سدا فأغشيناهم فهم لا يبصرون وسواء عليهم أأنذرتهم أم لم تنذرهم لا يؤمنون " فقال غيلان يا أمير المؤمنين والله لكأني لم أقرأها قط قبل اليوم أشهدك ( 1 ) يا أمير المؤمنين إني تائب مما ( 2 ) كنت أقول في القدر فقال عمر اللهم إن كان صادقا فثبته وإن كان كاذبا فاجعله آية للمؤمنين قال وحدثنا معاذ حدثنا أبي عن بعض أصحابه قال حدث محمد بن عمرو بهذا الحديث ابن عون قال ابن عون أنا رأيته مصلوبا على باب دمشق أخبرنا أبو سهل محمد بن إبراهيم أنبأنا أبو الفضل الرازي أنبأ جعفر بن عبد الله حدثنا محمد بن هارون حدثنا محمد بن المثنى حدثنا معاذ بن معاذ حدثنا محمد بن عمرو حدثنا الزهري قال قال عمر بن عبد العزيز لغيلان بلغني أنكم تكلم في القدر فقال يكذبون علي يا أمير المؤمنين قال اقرأ علي سورة يس قال فقرأ " يس والقرآن الحكيم " إلى " فهم لا يبصرون " فقال غيلان والله يا أمير المؤمنين إني تائب إلى الله من قولي في القدر فقال عمر اللهم إن كان صادقا فثبته وإن كان كاذبا فاجعله آية للعالمين قال وحدثنا محمد بن المثنى حدثنا درست بن زياد أبو الحسن عن محمد بن عمرو ابن علقمة حدثني الزهري قال دخلت على عمر بن عبد العزيز وغيلان قائم بين يدين
_________
( 1 ) بالاصل : إنك والمثبت عن المختصر
( 2 ) غير مقروءة بالاصل

(48/198)


فذكر نحوه وزاد فيه وإن كان كاذبا فلا تمته حتى تذيقه حر السيف أو حد السيف قال فلما مات واستخلف يزيد بن عبد الملك قال فدخلت عليه وغيلان قاعد بين يديه فقال مد يدك فمدها فضربها بالسيف فقطعها ثم قال مد رجلك فقطعها بالسيف ثم صلبه فذكرت دعوة عمر عليه كذا قال والمحفوظ أن ( 1 ) الذي صلبه هشام بن عبد الملك أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد الخطيب أنبأنا أبو ( 2 ) منصور محمد بن الحسين ( 3 ) حدثنا أحمد بن الحسين بن زنبيل أنبأنا عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن حدثنا محمد بن إسماعيل حدثنا موسى حدثنا سعد بن زياد قال حج عبد الملك ( 4 ) وهو خليفة سنة ست ومائة ثم كان في سنة سبع ومائة وهو في المحرم بالمدينة ومعه غيلان يفتي الناس وكان محمد بن كعب يجئ كل جمعة من قريته على ميلين من المدينة لا يكلم أحدا حتى يصلي العصر فأتاه غيلان فقال " من يضلل الله فلا هادي له " ( 5 ) قال ابن عون مررت بغيلان وهو مصلوب بباب الشام أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن احمد أنبأنا محمد بن هبة الله أنبأنا محمد بن الحسين أنبأنا عبد الله حدثنا يعقوب حدثنا موسى بن إسماعيل أنبأنا سعد أبو عاصم قال : حج هشام بن عبد الملك وهو خليفة سنة ست مائة فصار في سنة سبع مائة في المحرم وهو بالمدينة ومعه غيلان يفتي الناس ويحدثهم وكان محمد بن كعب يجئ كل جمعه من قرية على ميلين من المدينة فلا يكلم احدا من الناس حتى يصلي العصر فإذا صلى العصر غدا إليه الناس يوم السبت يحدثهم ويقص ثلاث مرات فإذا فرغ من ثلاث جلس مجلسه وقام من قام قالوا يا يا أبا حمزة جاءنا رجل يشككنا في ديننا فنأتيك به قال لا
_________
( 1 ) زيادة منا للايضاح
( 2 ) زيادة للايضاح
( 3 ) الاصل : الحسن تصحيف والصواب ما أثبت ترجمته في سير أعلام النبلاء 18 / 530
( 4 ) كذا بالاصل : عبد الملك وهو خطأ فالمعروف أن عبد الملك بن مروان مات سنة 86 ، والذي حج بالناس سنة 106 هو هشام بن عبد الملك ( راجع تاريخ خليفة بن خياط )
( 5 ) سورة الاعراف الاية : 186

(48/199)


حاجة لي به قلنا أصلحك الله نسمع منه ونسمع منك قال فأتوني به إن شئتم وغدا يوم السبت وحضر الناس معه فقص ثلاث مرات فلما فرغ زحف إليه غيلان فقال السلام عليك يا أبا حمزة قال وعليك يا أبا مروان قرأنا على أبي غالب وأبي عبد الله ابني البنا عن أبي الحسن محمد بن محمد بن مخلد أنبأنا علي بن محمد بن خزفة أنبأنا محمد بن الحسين حدثنا ابن أبي خيثمة حدثنا موسى بن إسماعيل حدثنا سعد أبو عاصم قال حج هشام بن عبد الملك وهو خليفة سنة ست ومائة فصار في سنة سبع ومائة في المحرم بالمدينة ومعه غيلان يفتي الناس ويحدثهم وكان محمد يجئ كل جمعة من قريته على ميلين من المدينة فلا يكلم أحدا من الناس حتى يصلي العصر فإذا صلى غدا إليه الناس يوم السبت يحدثهم ويقص فإذا فرغ جلس مجلسه وقام من قام قالوا يا أبا حمزة جاءنا رجل يشككنا في ديننا فنأتيك به قال لا حاجة لي به ثم ذكر حديثا قال فاتفقا فقال محمد بن كعب لا يكون كلام حتى يكون يشهد قال فأيهما أحب إليك تبدأ أو أبدأ فقال غيلان أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله أرسله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له قال أتشهد بهذا أنه حق من قلبك لا يخالف قلبك لسانك منك قال نعم قال حسبي قال إن القرآن ينسخ بعضه بعضا قال لا حاجة لي في كلامك إما أن تقوم عني وإما أن أقوم عنك فقام غيلان قال أبيت إلا صمتا فقال محمد بعدما قام غيلان قد كنت أغبط رجالا بالقرآن بلغني أنهم تحولوا عن حالهم التي كانوا عليها فإن أنكرتموني لا تجالسوني لا تضلوا كما ضللت أخبرنا أبو القاسم بن الحصين أنبأنا أبو طالب بن غيلان أنبأنا أبو بكر الشافعي حدثنا عبد الله بن أبي الدنيا حدثنا إسماعيل بن أبي الحارث حدثنا كثير بن هشام حدثنا عبد الله بن زياد قال قال غيلان لربيعة بن عبد الرحمن أنشدك الله أترى الله يحب أن يعصى فقال ربيعة أنشدك الله أترى الله يعصى قسرا فكأن ربيعة ألقم غيلان حجرا أخبرنا أبو البركات الأنماطي أنبأنا أبو الفضل بن خيرون أنبأنا محمد بن علي الواسطي أنبأنا محمد بن أحمد البابسيري أنبأنا الأحوص بن المفضل بن غسان أنبأنا أبي

(48/200)


ح وأنبأنا أبو علي الحداد أنبأنا أبو نعيم الحافظ ( 1 ) حدثنا أحمد بن إسحاق حدثنا أبو بكر بن أبي داود حدثنا يونس بن حبيب قالا حدثنا محمد بن كثير عن الأوزاعي قال قال حسان بن عطية لغيلان القدري والله وفي رواية يونس أما والله لئن كنت أعطيت لسانا لم نعطه إنا لنعرف باطل ما تأتي به قال ( 2 ) وحدثنا سليمان بن أحمد حدثنا إبراهيم بن محمد بن عرق حدثنا عمرو بن عثمان حدثنا عبد الملك بن محمد الصنعاني قال سمعت الأوزاعي يقول قدم علينا غيلان القدري في خلافة هشام بن عبد الملك فتكلم غيلان وكان رجلا مفوها فلما فرغ من كلامه قال لحسان ما تقول فيما سمعت من كلامي فقال له حسان يا غيلان إن يكن لساني يكل ( 3 ) عن جوابك فإن قلبي ينكر ما تقول أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا أبو الفضل بن البقال أنبأنا أبو الحسين بن بشران أنبأنا عثمان بن أحمد حدثنا حنبل بن إسحاق حدثنا هارون بن معروف حدثنا ضمرة عن علي بن أبي حملة قال كان غيلان يجالس مكحولا فقيل له يا أبا عبد الله هذا يجالسك قال فما أصنع به أطرده لعل مكحولا قال هذا قبل أن يدعوا غيلان إلى بدعته فلما أظهرها ودعا إليها نهى مكحول عن مجامعته كذلك أخبرنا أبو غالب الماوردي أنبأنا أبو الحسن السيرافي أنبأنا أحمد بن إسحاق حدثنا أبو عبد الله محمد بن أحمد بن يعقوب حدثنا أبو داود ( 4 ) سليمان بن الأشعث حدثنا عبيدالله بن معاذ حدثنا أبي حدثنا الفرج بن فضالة حدثنا مسافر قال جاء رجل إلى مكحول من إخوانه ( 5 ) فقال يا أبا عبد الله ألا أعجبك أني عدت اليوم
_________
( 1 ) الخبر رواه أبو نعيم الحافظ في حلية الاولياء 6 / 72 في ترجمة حسان بن عطية
( 2 ) يعني أبا نعيم الحافظ والخبر في حلية الاولياء 6 / 72 في ترجمة حسان بن عطية
( 3 ) بالاصل : " ينكل " تصحيف وفي المختصر : " كل " والمثبت عن حلية الاولياء
( 4 ) " أبو داود " استدرك عن هامش الاصل
( 5 ) في المختصر : من أصحابه

(48/201)


رجلا من إخوانك فقال من هو فقال لا عليك قال أسألك قال هو غيلان وقال مكحول إن دعاك غيلان فلا تجبه وإن مرض فلا تعده وإن مات فلا تمش في جنازته أخبرنا أبو محمد عبد الرحمن بن أبي الحسن أنبأنا سهل بن بشر أنبأنا الخليل بن هبة الله أنبأنا عبد الوهاب الكلابي حدثنا أحمد بن الحسين بن طلاب حدثنا العباس بن الوليد بن صبح حدثنا مروان بن محمد حدثنا الوليد بن مسلم حدثنا إبراهيم بن جدار ( 1 ) العذري حدثني ثابت بن ثوبان قال قلت لمكحول يا أبا عبد الله إن غيلان مرض فأردت أن أعوده فقلت لا حتى أسأل فما ترى في عيادته فقال مكحول إن مرض فلا تعده وإن مات فلا تشهده لهو أضر على الأمة من المرققين ( 2 ) قال مروان فقلت للوليد وما المرققين ( 3 ) قال هم ولاة السوء يؤتى أحدهم في الشئ الذي لا يجب عليه فيه حدا ( 4 ) والرجل يجب عليه الحد فيجوزوا بهذا الحدود وأكثر منها ( 5 ) أخبرنا أبو الأنماطي أنبأنا أبو بكر محمد بن المظفر أنبأنا أبو الحسن العتيقي أنبأنا يوسف بن أحمد أنبأنا أبو جعفر العقيلي ( 6 ) حدثنا عبد الله بن أحمد حدثنا منصور بن أبي مزاحم حدثنا أبو سعيد محمد بن مسلم بن أبي الوضاح عن محمد بن عبد الله الشعيثي ( 7 ) عن مكحول قال أتاه رجل فقال يا أبا عبد الله أتيت صديقا لك اليوم أعوده فدفع في صدري دونه قال من هو فكأنه كره أن يخبره فما زال به حتى قال هو غيلان قال غيلان قال
_________
( 1 ) مهملة بدون إعجام باالاصل راجع ترجمة ثابت بن ثوبان في تهذيب الكمال 3 / 228
( 2 ) اللفظة بدون إعجام بالاصل والمثبت عن المختصر
( 3 ) كذا بالاصل والاظهر : وما المرققون ؟
( 4 ) كذا بالاصل والوجه : حد
( 5 ) جاء في تاج العروس بتحقيقنا : رقق : وترقيق الكلام : تحسينه وفي الحديث : " فتجئ فتنة فيرقق بعضها بعضا "
أي تشوق بتحسينها وتسويلها
6 - ( ) الخبر رواه أبو جعفر العقيلي في الضعفاء الكبير 3 / 437
( 7 ) كذا بالاصل وفي الضعفاء الكبير : " الرعيثي " وبهامشه " الثقفي "

(48/202)


نعم قال إن دعاك غيلان فلا تجبه وإن مرض ( 1 ) فلا تعده وإن مات فلا تشيع جنازته قال عبد الله بن عمر ( 2 ) وذكر القدر فقال أظهره ( 3 ) قلت نعم قال فإني سمعت رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) يقول هم نصارى هذه الأمة ومجوسها أخبرنا أبو غالب محمد ( 4 ) بن الحسن أنبأنا ( 5 ) ابن علي بن أحمد حدثنا أحمد بن إسحاق النهاوندي حدثنا محمد بن أحمد بن يعقوب حدثنا سليمان بن الأشعث حدثنا إبراهيم بن مروان يعني الطاطري ( 6 ) حدثنا أبي حدثنا ابن عياش حدثني محمد بن عبد الله الشعيثي قال سمعت مكحولا يقول بئس الخليفة كان غيلان لمحمد ( صلى الله عليه و سلم ) على أمته من بعده قال وحدثنا سليمان بن الأشعث حدثنا عبد السلام بن عتيق الدمشقي حدثنا صفوان بن صالح حدثنا الوليد حدثنا سعيد ح وأخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا أبو الحسين بن الطيوري أنبأنا عبد العزيز الأزجي أنبأنا المخرمي حدثنا جعفر الفريابي حدثنا نصر بن عاصم حدثنا الوليد بن مسلم عن سعيد بن عبد العزيز عن مكحول أنه قال في حديث ابن الأشعث قال قال مكحول حسب غيلان الله لقد ترك هذه الأمة في لجج مثل وقال ابن الأشعث في مثل لجج البحار أخبرنا أبو القاسم أيضا أنبأنا أبو الحسين بن الطيوري أنبأنا الأزجي أنبأنا المخرمي حدثنا جعفر حدثنا نصر حدثنا الوليد عن ابن جابر قال سمعت مكحولا يقول ويحك يا غيلان لا تموت إلا مقتولا أخبرنا أبو غالب الماوردي أنبأنا أبو الحسن السيرافي أنبأنا أحمد بن إسحاق حدثنا
_________
( 1 ) فوقها في الاصل : ضبة
( 2 ) كذا بالاصل والضعفاء الكبير وفي المختصر : " عبد الله بن عمرو " تصحيف
( 3 ) في الضعفاء الكبير : وقد أظهروه ؟
( 4 ) الاصل : ومحمد
( 5 ) كذا بالاصل
( 6 ) الطاطري بمهملتين الثانية مفتوحة بعدها راء خفيفة كما في تقريب التهذيب
راجع ترجمته في تهذيب الكمال 1 / 428 طبعة دار الفكر

(48/203)


أحمد بن عمران حدثنا محمد بن أحمد المتوثي حدثنا إبراهيم بن مروان بن محمد حدثنا أبي حدثنا ابن عياش حدثني محمد بن عبد الله عن أيوب قال سمعت مكحولا يقول لغيلان لا تموت إلا مفتونا كذا قال والصواب مقتولا أخبرنا أبو الحسين عبد الرحمن بن عبد الله بن أبي الحديد ( 1 ) أنبأنا جدي الحسن بن أحمد أنبأنا أبو بكر محمد بن عوف بن أحمد المزني أنبأنا أبو العباس بن السمسار أنبأنا محمد بن خريم حدثنا هشام بن عمار حدثنا معاوية بن يحيى حدثنا بعض أشياخنا أن عبد الله بن أبي زكريا لقي غيلان في بعض سقائف دمشق فعدل عنه فقالوا يا أبا يحيى ما حملك على هذا فقال لا يظلني وإياه سقف إلا سقف المسجد لقد ترك هذا الجند في أمواج كأمواج البحر أخبرنا أبو عبد الله محمد بن الفضل أنبأنا أبو بكر البيهقي أنبأنا أبو عبد الله الحافظ أنبأنا أبو جعفر أحمد بن عبيد الأسدي بهمذان ( 2 ) حدثنا إبراهيم بن الحسين حدثنا إسحاق بن محمد الفروي قال سمعت مالكا يقول كان عدة من أهل الفضل والصلاح قد ضللهم ( 3 ) غيلان بن عبد الله قال وسئل مالك عن تزويج القدري فقال " ولعبد مؤمن خير من مشرك " ( 4 ) أخبرنا أبو طالب علي بن عبد الرحمن أنبأنا أبو الحسن علي بن الحسن الخلعي أنبأنا أبو محمد بن النحاس أنبأنا أبو سعيد بن الأعرابي حدثنا صالح بن علي النوفلي بحلب حدثنا أبو الأخيل الحمصي واسمه خالد بن عمرو السلفي ( 5 ) حدثنا إسماعيل بن عياش عن الأوزاعي قال أرسل هشام بن عبد الملك إلى غيلان فقال له يا غيلان ما هذه المقالة التي تبلغني عنك في القدر فقال يا أمير المؤمنين هو ما بلغك وقال أحضر من أحببت يحاجني فإن
_________
( 1 ) مشيخة ابن عساكر 107 / أ
( 2 ) مهملة بالاصل بدون إعجام
( 3 ) كذا بالاصل وفي المختصر : أضلهم
( 4 ) سورة البقرة الاية : 221
( 5 ) ضبطت بضم السين عن سير أعلام النبلاء 11 / 36 وفي الاكمال 4 / 466 بضم الشين المهملة وفتح اللام
ترجمته في تهذيب التهذيب 3 / 110 ( مصورة عن طبعة الهند )

(48/204)


غلبني فاضرب رقبتي فأحضر الأوزاعي فقال له الأوزاعي يا غيلان إن شئت ألقيت عليك سبعا وإن شئت خمسا وإن شئت ثلاثا قال ألق علي ثلاثا قال فقال له قضاء الله على ما نهى عنه قال ما أدري أيش تقول قال وأمر الله بأمر حال دونه فقال هذه أشد علي من الأول قال فحرم الله حراما ثم أحله قال ما أدري أيش تقول قال فأمر به فضربت رقبته قال ثم قال هشام للأوزاعي يا أبا عمرو فسر لنا ما قلت قال قضى الله على ما نهى آدم أن يأكل من الشجرة ثم قضى عليه فأكل منها وأمر إبليس أن يسجد لآدم وحال بين إبليس وبين السجود وقال " حرمت عليكم الميتة والدم ولحم الخنزير ( 1 ) " وقال " فمن أضطر ( 1 ) " فأحله بعدما حرمه أخبرنا أبو الفتح نصرالله بن محمد أنبأنا نصر بن إبراهيم أنبأنا أبو محمد عبد الله ابن الوليد الأنصاري الأندلسي ( 2 ) قراءة عليه في منزله ح وأخبرنا خالي أبو المعالي محمد بن يحيى أنبأنا الحافظ أبو عبد الله الحميدي إجازة أنبأنا الشيخ الصالح أبو الحسن عبد الباقي بن فارس بن أحمد المقرئ إملاء في مسجد عمرو بن العاص بمصر قالا حدثنا أبو القاسم عبد الله بن محمد بن إدريس الرازي الشافعي بمصر سنة إحدى وثمانين وثلاثمائة حدثنا أبو الحسين وفي حديث نصرالله أبو الحسن أحمد بن عبد الرحمن بن أحمد الأنماطي حدثنا أبو إسحاق زاد نصرالله إبراهيم ابن عبد الله بن ثمامة حدثنا إبراهيم بن إسحاق وقال المصيصي حدثنا محمد بن كثير قال ( 3 ) كان على عهد هشام بن عبد الملك رجل يقال له غيلان القدري فشكاه الناس إلى هشام بن عبد الملك فبعث هشام إليه زاد نصرالله وأحضره فقال له قد كثر كلام الناس فيك قال نعم يا أمير المؤمنين ادع من شئت فيحاجني وقال نصرالله فيجادلني فإن أدرك علي سبب وقال نصرالله فإن أدركت علي شيئا ( 4 ) فقد أمكنتك من علاوتي يعني رأسه قال هشام قد أنصفت فبعث هشام إلى الأوزاعي فلما حضر الأوزاعي قال له زاد
_________
( 1 ) سورة المائدة الاية : 3
( 2 ) ترجمته في سير أعلام النبلاء 17 / 658
( 3 ) المناظرة بين الاوزاعي وغيلان في العقد الفريد بتحقيقنا 2 / 205 من طريق هشام بن محمد بن السائب الكلبي
( 4 ) كذا بالاصل وفي المختصر : سببا

(48/205)


نصرالله هشام وقالا يا أبا عمرو ناظر لنا هذا القدري فقال له الأوزاعي وفي حديث خالي فقال الأوزاعي للقدري للقدري اختر إن شئت ثلاث كلمات وإن شئت أربع كلمات وإن شئت واحدة فقال القدري بل ثلاث كلمات فقال الأوزاعي للقدري أخبرني عن الله عز و جل هل تعلم أنه قضى على ما نهى فقال القدري ليس عندي في هذا شئ فقال الأوزاعي هذه واحدة ثم قال الأوزاعي أخبرني عن الله عز و جل أنه حال دون ما أمر فقال القدري هذه أشد زاد نصرالله علي وقالا من الأولى ما عندي من هذا شئ فقال الأوزاعي هذه اثنتان يا أمير المؤمنين فقال الأوزاعي للقدري أخبرني عن الله عز و جل أنه أعان على ما حرم فقال القدري هذا وقال نصرالله هذه أشد علي من الأولى والثانية ما عندي في هذا شئ فقال الأوزاعي ( 1 ) يا أمير المؤمنين هذه ثلاث زاد نصرالله كلمات فأمر به هشام فضربت عنقه فقال هشام بن عبد الملك للأوزاعي فسر لنا هذه الثلاث كلمات وقال نصرالله هذه الثلاثة ما هي قال الأوزاعي وفي حديث نصرالله قال نعم وقالا يا أمير المؤمنين أما تعلم أن الله قضى على ما نهى آدم عن أكل الشجرة ثم قضى عليه أكلها وقال نصر الله بأكلها فأكلها ثم قال الأوزاعي أما تعلم يا أمير المؤمنين أن الله حال دون ما أمر أمر إبليس بالسجود لآدم ثم حال بينه وبين السجود ثم قال الأوزاعي أما تعلم يا أمير المؤمنين أن الله تعالى أعان على ما حرم حرم الميتة زاد نصرالله والدم وقالا ولحم الخنزير ثم أعان عليه بالاضطرار إليه فقال هشام فأخبرني عن الواحدة ما كنت تقول له قال أقول له زاد نصرالله ( 2 ) وقالا مشيئتك مع مشيئة الله أو مشيئتك دون مشيئته وقال نصرالله مشيئة الله فأيهما
_________
( 1 ) في العقد الفريد : قال الاوزاعي : هذا مرتاب من أهل الزيغ
( 2 ) كذا بالاصل وثمة سقط في الكلام

(48/206)


أجابني فيه حل فيه ضرب عنقه ( 1 ) قال فأخبرني عن الأربع ما هي قال كنت أقول له أخبرني عن الله عز و جل خلقك ( 2 ) كما شاء أو أو كما شئت فإنه ( 3 ) كان يقول كما شاء ثم أقول له أخبرني عن الله عز و جل يتوفاك إذا ( 4 ) شاء أو إذا شئت فإنه كان يقول إذا شاء ثم أقول له أخبرني عن الله يرزقك إذا شاء أو إذا شئت فإنه كان يقول إذا شاء ثم كنت أقول له أخبرني عن الله عز و جل إذا توفاك إلى أين ( 5 ) تصير حيث شئت أو حيث شاء فإنه كان يقول حيث شاء ثم قال الأوزاعي يا أمير المؤمنين من لم يمكنه ان يحسن خلقه ولا يزيد في رزقه ولا يؤخر في أجله ولا يصير نفسه حيث شاء وقال نصر الله حيث شاء ( 6 ) فأي شئ في يديه وقال نصرالله في يده من المشيئة يا أمير المؤمنين قال صدقت يا أبا عمرو ثم قال الأوزاعي يا أمير المؤمنين إن القدرية ما رضوا بقول الله عز و جل ولا بقول الأنبياء ولا بقول أهل الجنة ولا بقول أهل النار ولا بقول الملائكة ولا بقول أخيهم إبليس فأما قول الله عز و جل " فاجتباه ربه فجعله من الصالحين ( 7 ) " وأما قول الملائكة " لا علم لنا إلا ما علمتنا ( 8 ) " وأما قول الأنبياء فما قال شعيب ( وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت " ( 9 ) وقال نصرالله قال إبراهيم " لئن لم يهدني ربي لأكونن من القوم الضالين ( 10 ) " وقول نوح " ولا ينفعكم نصحي إن أردت أن أنصح لكم إن كان الله يريد أن يغويكم " ( 11 ) وأما قول أهل الجنة " الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله ( 12 ) " وأما قول أهل النار " لو هدانا الله لهديناكم ( 13 ) " وأما قول أخيهم إبليس " رب بما أغويتني " ( 14 )
_________
( 1 ) زيد بعدها في المختصر : زاد في آخر إن قال مع مشيئة الله صير نفسه شريكا لله وإن قال دون مشيئة الله فقد انفرد بالربوبية : فقال هشام : لا أحياني الله بعد العلماء ساعة
( 2 ) في المختصر : خلقك حين خلقك كما شاء
( 3 ) بالاصل : فإن
( 4 ) بالاصل : إذ شاء
( 5 ) بالاصل : " لئن تصير " بدلا من " إلى أين تصير " والمثبت عن المختصر
( 6 ) كذا بالاصل : " حيث شاء " في الروايتين
( 7 ) سورة القلم الاية : 50
( 8 ) سورة القلم الاية : 32
( 9 ) سورة هود الاية : 88
( 10 ) سورة الانعام الاية : 77
( 11 ) سورة هود الاية : 34
( 12 ) سورة الاعراف الاية : 43
( 13 ) سورة إبراهيم الاية : 21
( 14 ) سورة الحجر الاية : 39

(48/207)


" أخبرنا أبو الحرم مكي بن الحسن بن معافى ( 1 ) وأبو القاسم نصر بن أحمد بن مقاتل قالا أنبأنا أبو محمد مقاتل بن مطكود بن أبي نصر أنبأنا أبو الحسن علي بن محمد بن شجاع أنبأنا أبو الفتح محمد بن إبراهيم بن يزيد النصري بالقدس سنة ثمان وتسعين وثلاثمائة حدثنا أبو عبد الله عبيدالله بن محمد بن محمد بن حمدان بن بطة العكبري ( 2 ) وأبو الحسن علي بن محمد بن ينال الشافعي شك الشيخ أبو الفتح أنبأنا أبو بكر القاسم بن إبراهيم الصفار ( 3 ) حدثنا حجر بن محمد السامري البصري حدثنا عبد الرحمن بن عبيدالله البصري حدثنا أبو سلمة موسى بن إسماعيل المنقري ( 4 ) حدثنا حماد أبي سلمة ( 5 ) عن أبي جعفر الخطمي ( 6 ) قال بلغ عمر بن عبد العزيز كلام غيلان القدري في القدر فأرسل إليه فدعاه فقال له ما الذي بلغني عنك تكلم في القدر قال يكذب علي يا أمير المؤمنين ويقال علي ما لم أقل قال فما تقول في العلم ويلك أنت مخصوم إن أقررت بالعلم خصمت وإن جحدت بالعلم كفرت ويلك أقر بالعلم تخصم خير من أن تجحد فتلعن والله لو علمت أنك تقول الذي بلغني عنك لضربت عنقك أتقرأ " يس والقرآن الحكيم ( 7 ) " قال نعم قال اقرأ فقرأ بسم الله الرحمن الرحيم يس والقرآن الحكيم إنك لمن المرسلين على صراط مستقيم " إلى أن بلغ ( لقد حق القول على أكثرهم فهم لا يؤمنون " قال له قف كيف ترى قال كأني لم أقرأ هذه الآية قط قال زد " إنا جعلنا في أعناقهم أغلالا فهي إلى الأذقان فهم مقمحون " قف من جعل الأغلال في أعناقهم قال لاأدري قال ويلك الله والله قال زد " وجعلنا من بين أيديهم سدا ومن خلفهم سدا " قال قف قال ويلك من جعل السد بين أيديهم قال لاأدري قال ويلك الله والله زد ويلك وسواء عليهم أأنذرتهم أم لم تنذرهم لا يؤمنون إنما تنذر من اتبع الذكر وخشي الرحمن بالغيب فبشره بمغفرة وأجر كريم " ( 7 ) قف كيف ترى قال كأني والله لم أقرأ هذه السورة "
_________
( 1 ) قارن مع مشيخة ابن عساكر 245 / ب
( 2 ) ترجمته في سير أعلام النبلاء 16 / 529
( 3 ) ترجمته في سير أعلام النبلاء 15 / 546
( 4 ) بالاصل : النقري تصحيف والصواب ما أثبت ترجمته في سير أعلام النبلاء 10 / 360
( 5 ) يعني حماد بن سلمة بن دينار البصري أبو سلمة بن أبي صخر ترجمته في تهذيب الكمال 5 / 175
( 6 ) هو عمير بن يزيد الخطمي المدني ترجمته في تهذيب الكمال 14 / 421 طبعة دار الفكر
( 7 ) سورة يس الاية الاولى إلى آخر الاية 11

(48/208)


" قط فإني أعاهد الله أن لا أعود في شئ من كلامي أبدا فانطلق " فلما ولى قال عمر بن عبد العزيز اللهم إن كان أعطاني بلسانه ومحنته في قلبه فأذيقه حر السيف فلم يتكلم في خلافة عمر بن عبد العزيز وتكلم في خلافة يزيد بن عبد الملك فلما مات يزيد أرسل إليه هشام فقال الست كنت عاهدت الله لعمر بن عبد العزيز أنك لا تكلم في شئ من كلامك قال أقلني يا أمير المؤمنين قال لا أقالني الله إن أنا أقلتك يا عدو الله أتقرأ فاتحة الكتاب قال نعم فقرأ " بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العلمين الرحمن الرحيم مالك يوم الدين إياك نعبد وإياك نستعين " قال قف ( 2 ) يا عدو الله على ما تستعين الله على أمر بيدك أم على أمر بيده من ههنا انطلقوا به فاضربوا عنقه واصلبوه قال يا أمير المؤمنين أبرز لي رجلا من خاصتك أناظره فإن أدرك علي أمكنته من علاوتي فليضربها وإن أنا أدركت عليه فاتبعني ( 3 ) به قال هشام من لهذا القدري قالوا الأوزاعي فأرسل إليه وكان بالساحل فلما قدم عليه قال له الأوزاعي أخبرني يا غيلان إن شئت ألقيت عليك ثلاثا وإن شئت أربعا وإن شئت واحدة قال ألق علي ثلاثا قال أخبرني عن الله قضى على ما نهى قال لا أدري كيف هذا قال الأوزاعي واحدة يا أمير المؤمنين ثم قال أخبرني عن الله أمر بأمر ثم حال دون ما أمر قال القدري هذه والله أشد من الأولى ( 4 ) قال الأوزاعي هاتان اثنتان يا أمير المؤمنين ثم قال أخبرني عن الله حرم حراما ثم أحله قال هذه والله أشد من الأولى ( 4 ) والثانية قال الأوزاعي كافر ورب الكعبة يا أمير المؤمنين فأمر به هشام فقطعت يديه ورجليه وضربت عنقه وصلب فقال حين أمر به أدركتني دعوة العبد الصالح عمر بن عبد العزيز قال هشام يا أبا عمرو فسر لنا الثلاث التي ألقيت عليه قال قلت له أخبرني عن الله قضى على ما نهى إن الله نهى آدم عن أكل الشجرة ثم قضى عليه أن يأكل منها قلت
_________
( 1 ) بياض بالاصل واللفظة أثبت عن المختصر
( 2 ) بالاصل : " أفق " والتصويب عن المختصر
( 3 ) غير واضحة بالاصل والمثبت عن المختصر
( 4 ) بالاصل : الاولة

(48/209)


له أخبرني عن الله أمر بأمر ثم حال دون ما أمر ( 1 ) إن الله عز و جل أمر إبليس بالسجود لآدم فحال بينه وبين أن يسجد له وقلت له أخبرني عن الله عز و جل حرم حراما ثم أحله حرم الميتة وأعان على أكلها للمضطر إليها قال له هشام فأخبرني عن الأربع ما هي قال كنت اقول له أخبرني عن الله عز و جل خلقك كما شاء أو كما شئت فإنه يقول كما شاء ثم كنت أقول له أخبرني عن الله أرازقك إذا شاء أم إذا شئت فإنه يقول إذا شاء ثم كنت أقول له أخبرني عن الله يتوفاك حيث شاء أم حيث شئت فإنه يقول حيث شاء ثم كنت أقول له أخبرني عن الله يصيرك حيث شاء أم حيث شئت فإنه يقول حيث شاء فمن لا يقدر أن يزيد في رزقه ولا ينقص في عمره فما إليه من المشيئة شئ قال هشام فأخبرنا عن الواحدة ما هي قال كنت أقول له أخبرني عن مشيئتك مع مشيئة الله أو دون مشيئة الله فعلى أيهما أجابني حل قتله إن قال مع مشيئة الله صير نفسه شريكا لله وإن قال دون مشيئة الله انفرد بالربوبية فقال هشام لا أحياني الله بعد العلماء ساعة واحدة أخبرنا أبو غالب الماوردي أنبأنا أبو الحسن السيرافي أنبأنا أحمد بن إسحاق حدثنا أحمد بن عمران حدثنا أبو عبد الله المتوثي ( 2 ) حدثنا سليمان بن الأشعث حدثنا عبيدالله بن معاذ حدثنا أبي عن بعض أصحابه قال حدث محمد بن عمرو ابن عون بهذا الحديث فقال ابن عون أنا رأيته مصلوبا على باب دمشق أخبرنا أبو الفتح نصرالله بن محمد الفقيه وأبو الفضل أحمد بن الحسين بن الكاملي قالا حدثنا نصر بن إبراهيم الزاهد قال كتب إلي أبو عبد الله يعني القضاعي
_________
( 1 ) ما بين معكوفتين سقط من الاصل واستدرك عن هامشه وبعده صح
( 2 ) بالاصل : المتوني تصحيف والصواب ما أثبت وهو محمد بن أحمد بن يعقوب روى عن أبي داود كتاب الرد على أهل القدر
راجع ترجمة سليمان بن الاشعث في تهذيب الكمال 8 / 8

(48/210)


أن أبا العباس أحمد بن سعيد بن نفيس الأنصاري أخبرهم أنبأنا أبو الحسن علي بن الحسين ابن بندار الأنطاكي ( 1 ) أخبرني أبو عمران موسى بن القاسم حدثني أبو مسلم الكاتب ( 2 ) حدثني عبد الله بن مسلم عن أبيه قال كنت في السوق بالبصرة فرأيت شيخا لاأعرفه يذكر القدر ويظهره ويدعو إليه فقلت له يا هذا تظهر هذا فإني كنت بالشام فرأيت رجلا أظهر هذا فأخذه أمير المؤمنين هشام فقطع يديه ورجليه وقتله وصلبه قال فسكت فسألت عنه فقيل لي هذا عمرو بن عبيد ( 3 ) أخبرنا أبو البركات الأنماطي أنبأنا أبو بكر القاضي أنبأنا أبو الحسن المجهز أنبأنا يوسف بن أحمد أنبأنا أبو ( 4 ) جعفر العقيلي ( 5 ) حدثنا موسى بن علي الحبلي ( 6 ) حدثنا الحسن بن عبد العزيز الجروي ( 7 ) حدثنا أبو مسهر حدثنا عون بن حكيم حدثني الوليد بن أبي السائب أن رجاء بن حيوة كتب إلى هشام بن عبد الملك يا أمير المؤمنين بلغني أنه دخل عليك شئ من قبل غيلان وصالح ( 8 ) وأقسم بالله يا أمير المؤمنين إن قتلهما أفضل من قتل ألفين من الروم والترك أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني حدثنا أبو محمد الكتاني ( 9 ) أنبأنا أبو محمد بن أبي نصر أنبأنا أبو الميمون حدثنا أبو زرعة الدمشقي ( 10 ) حدثنا هشام حدثنا الهيثم بن عمران حدثنا عمر بن يزيد النصري كاتب نمير بن أوس قاضي دمشق قال بلغ نمير بن أوس أن هشاما وقر في صدره من قتل غيلان شئ فكتب إليه نمير لا تفعل يا أمير المؤمنين فإن قتل غيلان كان من فتوح الله العظام على هذه الأمة
_________
( 1 ) ترجمته في سير أعلام النبلاء 16 / 464
( 2 ) هو محمد بن أحمد بن علي بن الحسين البغدادي ترجمته في سير أعلام النبلاء 16 / 558
( 3 ) ترجمته في سير أعلام النبلاء 6 / 104
( 4 ) لفظة " أبو " كتبت فوق الكلام بين السطرين بالاصل
( 5 ) الخبر رواه العقيلي في كتاب الضعفاء الكبير 3 / 437
( 6 ) كذا رسمها بالاصل وفي الضعفاء الكبير : الختلي
( 7 ) كذا بالاصل وفي الضعفاء الكبير : الحموي
8 - ( ) هو صالح بن سويد كما في تاريخ أبي زرعة الدمشقي 1 / 371
( 9 ) بالاصل : الكناني تصحيف وهو عبد العزيز بن أحمد الكتاني والسند معروف
( 10 ) رواه أبو زرعة الدمشقي في تاريخه 1 / 373

(48/211)


أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلم أنبأنا نصر بن إبراهيم وأبو محمد بن فضيل ح وأخبرنا أبو الحسن بن زيد أنبأنا أبو الفتح نصر بن إبراهيم قالا أنبأنا أبو الحسن بن عوف أنبأنا أبو علي بن منير أنبأنا أبو بكر بن خريم حدثنا هشام بن عمار حدثنا الهيثم بن عمران حدثنا عمر بن يزيد النصري كاتب نمير بن أوس قاضي دمشق قال بلغ نمير أنه وقر في صدر هشام بن عبد الملك من قتله غيلان شئ فكتب إليه نمير لا تفعل يا أمير المؤمنين فإن قتل غيلان من فتوح الله عز و جل العظام على هذه الأمة ( 1 ) قال وحدثنا الهيثم بن عمران قال بلغني أن عبادة بن نسي كتب إلى هشام بمثل كتاب نمير أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني حدثنا أبو محمد الكتاني ( 2 ) أنبأنا أبو محمد المعدل أنبأنا أبو الميمون البجلي حدثنا أبو زرعة ( 3 ) حدثنا أبو مسهر حدثنا عبد الله بن سالم الأشعري حدثني إبراهيم بن أبي عبلة قال كنت عند عبادة بن نسي فأتاه آت فقال إن أمير المؤمنين يعني هشاما قد قطع يدي غيلان ورجليه وصلبه قال ما تقول قال قد فعل قال أصاب والله فيه القضاء والسنة ولأكتبن إلى أمير المؤمنين فلأحسنن ( 4 ) له رأيه أنبأنا أبو علي الحداد وحدثني أبو مسعود عبد الرحيم بن علي عنه أنبأنا أبو نعيم الحافظ حدثنا سليمان بن أحمد حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثنا الهيثم بن خارجة حدثنا عبد الله بن سالم الحمصي حدثنا إبراهيم بن أبي عبلة قال كنت عند عبادة بن نسي فأتاه رجل فأخبره أن أمير المؤمنين هشام بن عبد الملك قطع يد غيلان ولسانه وصلبه فقال حقا ما تقول قال نعم فقال أصاب والله فيه السنة والقضية ولأكتبن إلى أمير المؤمنين فلأحسنن له ما صنع
_________
( 1 ) راجع تاريخ الاسلام ( حوادث سنة 101 - 120 ) ص 441 والضعفاء الكبير للعقيلي 3 / 437
( 2 ) بالاصل : الكناني تصحيف والسند معروف
( 3 ) رواه أبو زرعة في تاريخه 1 / 370
( 4 ) الاصل : " فلاحسن " والمثبت عن تاريخ أبي زرعة

(48/212)


5568 - غيلان بن أبي معشر ويقال ختن أبي معشر مولى الوليد بن عبد الملك كان صاحب حرس يزيد بن عبد الملك وكان على حرس الوليد بن يزيد وقتل مع الوليد بن يزيد في الصف له ذكر أخبرنا أبو غالب محمد بن الحسن أنبأنا أبو الحسن السيرافي أنبأنا أحمد بن إسحاق حدثنا أحمد بن عمران حدثنا موسى حدثنا خليفة قال في تسمية عمال يزيد ابن عبد الملك الحرس غيلان ( 2 ) بن أبي معشر مولاه وقال حاتم بن مسلم وعلى الحرس أبو مالك السكسكي قال وحدثنا خليفة قال ( 3 ) في تسمية عمال الوليد بن يزيد الحرس غيلان ختن أبي معشر " ( 4 )
_________
( 1 ) تاريخ خليفة بن خياط ص 335 ( ت
العمري )
( 2 ) كذا بالاصل وفي تاريخ خليفة بن خياط : غيلان ختن أبي معن
( 3 ) تاريخ خليفة بن خياط ص 368 ( ت
العمري )
( 4 ) في تاريخ خليفة : أبي معن

(48/213)


حرف الفاء " " ذكر من اسمه ( 1 ) فاتك " 5569 فاتك بن فضالة بن شريك ابن سلمان بن خويلد بن سلمة بن عامر بن الحريش ( 2 ) بن نمير ابن والبة بن الحارث بن ثعلبة بن دودان بن أسد بن خزيمة الأسدي الكوفي ( 3 ) وفد على عبد الملك بن مروان وكان سيدا جوادا قرأت في كتاب أبي الفرج علي بن الحسين بن محمد الأموي ( 4 ) أخبرني أبو الحسن الأسدي حدثنا حماد بن إسحاق عن أبيه عن أيوب بن عباية قال كان فاتك بن فضالة الأسدي كريما على بني أمية وهو الوافد على عبد الملك بن مروان قبل أن ينهض إلى حرب ابن الزبير فضمن له عن أهل العراق طاعتهم ( 5 ) وتسليم بلادهم إليه وأن يسلموا مصعبا إذا لقيه ويتفرقوا عنه وله يقول الأقيشر في هذه الوفادة وفد الوفود فكنت أفضل وافد * يا فاتك بن فضالة بن شريك
_________
( 1 ) زيادة منا للايضاح
( 2 ) كذا بالاصل : الحريش بالحاء المهملة وفي تهذيب الكمال : " الجريش " وفي تهذيب التهذيب : الحرش
( 3 ) ترجمته في تهذيب الكمال 15 / 31 وتهذيب التهذيب 4 / 479 وميزان الاعتدال 3 / 339
( 4 ) الخبر والشعر في الاغاني 11 / 271
( 5 ) بالاصل : طاعته والمثبت عن الاغاني

(48/214)


5570 - فاتك أبو شجاع المعروف بالخازن الأخشيدي ( 1 ) ولي إمرة دمشق فدخلها يوم الأربعاء لثمان بقين من ذي القعدة سنة خمس وأربعين وثلاثمائة وكانت ولايته إياها من قبل أبي القاسم أنوجور ( 2 ) وأبي الحسن علي ابني الإخشيد أبي بكر محمد بن طغج بن جف الفرغاني وكان أبو شجاع هذا شجاعا وامتدت ولايته وبلغني أن فاتكا مات في المحرم سنة سبع وخمسين وثلاثمائة لإحدى عشرة ليلة خلت من المحرم بعد أن عزل عن إمرة دمشق بفنك ( 3 ) الكافوري وحمل إلى صيدا فسأل فيه ابن الشيخ صاحب صيدا فأطلقه فنك فرجع إلى دمشق فأقام بها أياما ثم مات
_________
( 1 ) ترجمته في أمراء دمشق ص 64 وتحفة ذوي الالباب 1 / 367 والنجوم الزاهرة 4 / 56 والوافي بالوفيات 3 / 3
( 2 ) ترجمته في أمراء دمشق ص 13 وتحفة ذوي الالباب 1 / 349
( 3 ) ترجمته في تحفة ذوي الالباب 1 / 368 وأمراء دمشق ص 84

(48/215)


" ذكر من اسمه فارس " 5571 فارس بن أحمد بن موسى أبو الفتح الحمصي المقرئ ( 1 ) قرأ على عبد الباقي بن الحسن بن السقا المقرئ ( 2 ) وحدث عن أحمد بن محمد المصري وعمر بن محمد الإمام وعبد الله بن الحسين السامري المقرئ ( 3 ) ومحمد بن الحسن أبي طاهر الأنطاكي ( 4 ) وبشر بن عبد الله وأبي الفرج محمد بن أحمد بن إبراهيم الشنبوذي ( 5 ) وأبي القاسم عبد الله بن أحمد بن علي بن أبي طالب البرار البغدادي روى عنه أبو عمرو عثمان بن سعيد بن عثمان الداني ( 6 ) واجتاز بدمشق أو بأعمالها عند مضيه إلى مصر 5572 فارس بن أحمد ولي قضاء دمشق نيابة عن قاضيها أبي ( 7 ) زرعة محمد بن عثمان بن زرعة
_________
( 1 ) ترجمته في غاية النهاية 2 / 5 ومعرفة القراء الكبار 1 / 379 وحسن المحاضرة 1 / 492
( 2 ) ترجمته في معرفة القراء الكبار 1 / 357 وغاية النهاية 1 / 356
( 3 ) ترجمته في تاريخ بغداد 9 / 442
( 4 ) ترجمته في غاية النهاية 2 / 118 ومعرفة القراء الكبار 1 / 345
( 5 ) ترجمته في تاريخ بغداد 1 / 271
( 6 ) ترجمته في معرفة القراء الكبار 1 / 406
( 7 ) تقرأ بالاصل : أنبانا

(48/216)


أنبأنا أبو محمد بن الأكفاني حدثنا عبد العزيز بن أحمد لفظا أنبأنا تمام بن محمد إجازة أنبأنا أبو عبد الله بن مروان حدثنا ابن فيض قال واستخلف أبو زرعة على دمشق أحمد بن المعلى وعمر بن أحمد بن علي أبا ( 1 ) الحارث وفارس بن أحمد فتوفي فارس يعني قبل سنة ست وثمانين وبقي أحمد بن المعلى وأبو الحارث 5573 فارس بن الحسن بن منصور أبو الهيجاء بن البلخي النبهاني حدث بدمشق عن القاضي أبي الحسن عبد العزيز بن محمد بن داود بن المصحح العسقلاني وصنف كتابا في سيرة امير الجيوش أبي منصور أنوشتكين ( 2 ) وهو والد أبو الوحش ( 3 ) بن فارس روى عنه عبد العزيز الكتاني ( 4 ) أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني حدثنا عبد العزيز الكتاني ( 4 ) أنبأنا الأمير أبو الهيجاء فارس بن الحسن بن منصور النبهاني بن البلخي أنبأنا القاضي أبو الحسن عبد العزيز بن محمد حدثنا أبو الحسين علي بن الحسين الفرغاني بعسقلان حدثنا الخرائطي حدثنا إبراهيم بن عبد الله بن الجنيد حدثنا بشر بن أحمد حدثنا محمد بن الزبير الأسدي عن صالح بن تميم قال سمعت بريدة الأسلمي يقول قال رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) لعلي إن الله أمرني أن أدنيك ولا أقصيك وأن أعلمك وأن تعي وإن حقا على الله أن تعي ونزلت " وتعيها أذن واعية " ( 5 ) قال أذن عقلت عن الله عز و جل هذا إسناد لا يعرف والحديث شاذ
_________
( 1 ) بالاصل : ابن تصحيف ترجمته في سير أعلام النبلاء 14 / 231
( 2 ) بياض بالاصل مقدار كلمتين
( 3 ) اللفظة غير واضحة بالاصل وصورتها : " العنظفر " ولعله : المظفر
( 4 ) الاصل : الكناني تصحيف
( 5 ) سورة الحاقة الاية : 12

(48/217)


أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني حدثنا أبو ( 1 ) محمد الكتاني ( 2 ) قال توفي فارس بن البلخي في المحرم سنة خمس وخمسين وأربعمائة حدث عن القاضي أبي الحسن عبد العزيز بن محمد بن داود بن مصحح العسقلاني عن علي بن الحسين الفرغاني عن الخرائطي وغيره 5574 فارس بن منصور بن عبد الله أبو شجاع البزاز ( 3 ) روى عن حسين المحاملي روى عنه تمام بن محمد أخبرنا أبو محمد بن حمزة عن عبد العزيز بن أحمد عن تمام بن محمد ( 4 ) أنبأنا أبو شجاع فارس بن منصور بن عبد الله البزار قراءة عليه حدثنا الحسين بن إسماعيل حدثنا يعقوب بن إبراهيم الطفاوي حدثنا أبو هارون العبدي قال كنا إذا جئنا إلى أبي سعيد الخدري قال مرحبا بوصية رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) قلنا وما وصية رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) قال قال لأصحابه الناس لكم تبع وسيأتيكم ناس من أقطار الأرض يتفقهون فإذا أتوكم فاستوصوا بهم خيرا وعلموهم مما علمكم الله قال وأنبأنا أبو شجاع حدثنا الحسين حدثنا زياد بن أيوب حدثنا محمد يعني ابن يزيد قال مجالد أخبرنا أبو الوداك ( 5 ) عن أبي سعيد قال سألنا رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) عن الجنين فقال كلوه إن شئتم ذكاته ذكاة أمه "
_________
( 1 ) كتبت " أبو " فوق الكلام بين السطرين بالاصل
( 2 ) بالاصل : الكناني تصحيف
3 - ( ) كذا بالاصل وفي ت والمختصر : البزار
وسيرد في الخبر التالي : البزار
( 4 ) ما بين معكوفتين زيادة استدركت عن ت لتقويم السند
( 5 ) بالاصل : " أخبرنا عن أبو ذاك "

(48/218)


ذكر من اسمه ( 1 ) فاضل " 5575 فاضل بن عبيدالله أبو الكتائب الموصلي حدث عن الحسين بن عبد الله الرهاوي سمع منه ابن صابر قرأت بخط أبي القاسم بن صابر توفي شيخنا أبو الكتائب فاضل بن عبيدالله الموصلي الصايغ رحمه الله في ليلة الأثنين الرابع عشر من ذي الحجة سنة سبع وثمانين وأربع مائة سمعنا منه كتاب منازل المحبة عن الحسين بن عبد الله الرهاوي عن مصنفه ابن الران وكان عمره فيما قيل ستة ( 2 ) وسبعون سنة "
_________
( 1 ) الزيادة منا للايضاح
( 2 ) كذا بالاصل

(48/219)


ذكر من اسمه ( 1 ) فائد " 5576 فائد بن عمارة بن الوليد بن المغيرة ابن عبد الله بن عمر بن مخزوم القروشي المخزومي ( 2 ) أدرك النبي ( صلى الله عليه و سلم ) واستشهد يوم فحل أخبرنا أبو غالب وأبو عبد الله أنبأنا البنا قالا أنبأنا أبو جعفر بن المسلمة أنبأنا أبو طاهر بن المخلص أنبأنا أحمد بن سليمان حدثنا الزبير بن بكار ( 3 ) قال فولد عمارة بن الوليد بن المغيرة فائدا ( 4 ) وبه كان يكنى وفي نسخة أخرى أمه بنت بلعاء بن قيس الكناني أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا أبو علي بن المسلمة أنبأنا أبو علي بن الصواف حدثنا الحسن بن علي القطان حدثنا إسماعيل بن عيسى العطار قال قال إسحاق ابن بشر وكانت وقعة فحل كما زعم بعضهم عن الزهري في سنة ثلاث عشرة في رجب قال الزهري واستشهد بها من المسلمين فائد بن عمارة بن الوليد بن المغيرة وعبد الرحمن بن عمارة بن الوليد وهشام بن عمارة بن الوليد "
_________
( 1 ) الزيادة منا للايضاح
( 2 ) ترجمته في الاصابة 3 / 199
( 3 ) راجع كتاب نسب قريش للمصعب الزبيري ص 330
( 4 ) الذي في نسب قريش : " عائذا " تصحيف

(48/220)


ذكر من اسمه فتح " 5577 الفتح بن الحسين بن أحمد بن سعدان أبو نصر الفارقي سمع السكن بن محمد بن جميع وحدث بصيدا عن شيخه أبي الحسن ( 1 ) بن زكار ( 2 ) النحوي روى عنه سعيد بن محمد بن الحسن الإدريسي أخبرنا أبو الفتح نصرالله بن محمد الفقيه أنبأنا أبو الفضل يوسف بن الحسن بن إبراهيم المقرئ بمسجد الفرس بصور حدثنا أبو القاسم سعيد بن محمد بن الحسن بن القاسم الإدريسي المقرئ بجامع صور أنبأنا أبو نصر فتح بن الحسين بن أحمد الفارقي قدم علينا بصيدا قال كان عرض لشيخنا أبي الحسن علي بن يحيى بن زكار الفارقي اللغوي حاجة في بعض قرى ميافارقين فأرسل إلى بعض أصدقائه يستعير منه دابة يركبها فأنفذ له دابة بلا سرج فاستعار سرجا من صديق آخر ومضى لحاجته فلما عاد أرسل بالدابة إلى صاحبها ومعها رقعة فيها هذه الأبيات بعثت إليك في أمر مهم * أردت بما أردت به رواجه فجدت ببعضه ومنعت بعضا * ومن حق المقصر أن يواجه جزاك الله عني نصف خير * فإنك قد مننت بنصف حاجه
_________
( 1 ) بالاصل وت هنا : الحسين تصحيف وسيرد في الخبر التالي : أبو الحسن صوابا
( 2 ) تقرأ بالاصل : ركان تصحيف

(48/221)


* 5578 الفتج بن خاقان بن عرطوج ( 1 ) أبو محمد التركي ( 2 ) قدم على دمشق مع المتوكل معادله على جمازة ( 3 ) ثم نزل بالمزة ( 4 ) فلما رحل المتوكل عن دمشق ولاها الفتح بن خاقان فاستخلف بعده كلباتكين ( 5 ) التركي وكان أديبا ظريفا له شعر حسن وكان من السماحة في الغاية وكان على خاتم المتوكل وقتل معه حكى عن المتوكل روى عنه أبو زكريا يحيى بن حكيم الأسلمي شيئا من شعره وأبو العباس محمد بن يزيد المبرد وأحمد بن يزيد المؤدب ولم يذكره الخطيب في تاريخه ( 6 ) أخبرنا أبو العز السلمي إذنا ومناولة وقرأ علي إسناده أنبأنا محمد بن الحسين أنبأنا المعافى بن زكريا ( 7 ) حدثنا محمد بن أحمد بن إبراهيم الحكيمي أنبأنا محمد بن القاسم قال دخل المعتصم يوما إلى خاقان بن عرطوج ( 8 ) يعوده فرأى الفتح ابنه وهو صبي لم يثغر ( 9 ) فمازحه ثم قال أيما أحسن داري أم داركم فقال الفتح يا سيدي دارنا إذا كنت فيها أحسن فقال المعتصم لا أبرح والله حتى أنثر عليه مائة ألف درهمففعل ذلك
_________
( 1 ) كذا بالاصل وت : عرطوح بالعين المهملة وفي فوات الوفيات : غرطوج
( 2 ) ترجمته في : مروج الذهب ( الفهارس ) ومعجم الادباء 16 / 174 وفوات الوفيات 3 / 177 وتاريخ الطبري ( الفهارس ) والبداية والنهاية ( الفهارس ) والكامل لابن الاثير ( الفهارس ) وتاريخ بغداد 12 / 389 وسير أعلام النبلاء 82 4 12
( 3 ) الاصل : حماره تصحيف والتصويب عن ت
( 4 ) المزة : من قرى دمشق بينها وبين دمشق نصف فرسخ ( راجع معجم البلدان وغوطة دمشق لمحمد رد علي )
5 - ( ) رسمها مضطرب بالاصل والمثبت عن ت
( 6 ) الذي ورد في تاريخ بغداد 12 / 389 الفتح بن خاقان وزير المتوكل قتل معه
وكتب مصححه بهامشه : " هذه الترجمة وجدت بهامش الصميصاطية فقط "
( 7 ) الخبر في الجليس الصالح الكافي 1 / 269
( 8 ) في الجليس الصالح الكافي 1 / 269
( 9 ) لم يثغر أي تنبت أسنانه

(48/222)


قرأت بخط أبي الحسن رشأ بن نظيف وأنبأنيه أبو القاسم علي بن إبراهيم وأبو الوحش سبيع بن المسلم عنه أنبأنا أبو الفتح إبراهيم بن علي بن إبراهيم حدثنا أبو بكر محمد بن يحيى الصولي حدثنا أبو العيناء قال قال الفتح بن خاقان غضب علي المعتصم ثم رضي عني وقال ارفع حوائجك لتقضى فقلت يا أمير المؤمنين ليس شئ من عرض الدنيا وإن جل يفي برضا أمير المؤمنين وإن قل فأمر فحشي فمي جوهرا أخبرنا أبو الحسين بن كامل قال كتب إلي أبو جعفر بن المسلمة يذكر أن أبا عبيد الله محمد بن عمران بن موسى المرزباني أخبرهم إجازة قال أبو محمد الفتح بن خاقان القائد أديب ظريف شاعر له شعر مليح وهو الغالب على المتوكل والمقتول معه وهو القائل ( 1 ) * بني الحب على الجور فلو * أنصف المعشوق ( 2 ) فيه لسمج ليس يستملح في وصف الهوى * عاشق يحسن تأليف الحجج * وله ( 3 ) * أيها العاشق المعذب صبرا * فخطايا أخي الهوى مغفوره زفرة في الهوى أحط لذنب * من غزاة وحجة مبرورة * كتب إلي أبو محمد بن السمرقندي وحدثنا أبو طاهر إبراهيم بن الحسن عنه حدثنا أبو بكر الخطيب قال حدثت عن أبي عبيدالله محمد بن عمران بن موسى المرزباني حدثني أحمد بن محمد بن الخطيب إما هو الجوهري أو المعروف بالمكي عن أبي العباس المبرد قال ما رأيت أحرص على العلم من ثلاثة الجاحظ والفتح بن خاقان وإسماعيل بن إسحاق القاضي فأما الجاحظ فإنه كان إذا وقع في يده كتاب قرأه من أوله إلى آخره أي كتاب كان وأما الفتح فكان يحمل الكتاب في حقه فإذا قام من بين يدي المتوكل ليبول أو
_________
( 1 ) البيتان في معجم الادباء 16 / 184 وقال ياقوت الحموي : وهذان البيتان يرويان لعلية بنت المهدي
( 2 ) في معجم الادباء : المحبوب
( 3 ) البيتان في معجم الادباء 16 / 184 وفوات الوفيات 3 / 179

(48/223)


ليصلي أخرج الكتاب فنظر فيه وهو يمشي حتى يبلغ الموضع الذي يريد ثم يصنع مثل ( 1 ) ذلك في رجوعه إلى أن يأخذ مجلسه وأما إسماعيل بن إسحاق فإني ما دخلت عليه قط إلا وفي يده كتاب ينظر فيه أويقلب الكتب لطلب كتاب ينظر فيه أنبأنا أبو الفرج غيث بن علي وغيره عن أبي بكر الخطيب أنبأنا محمد بن محمد بن المظفر بن السراج أنبأنا محمد بن عمران بن موسى المرزباني أخبرني محمد بن يحيى حدثني يحيى بن البحتري قال قال لي أبي كان أول ما مدحت به الفتح بن خاقان هب الدار ردت رجع ما أنت قائله ( 2 ) فأنشدته إياها في سنة ثلاث وثلاثين بعد أن أقمت شهرا لا أصل إلى إنشاده وهومع ذاك يجري علي ويصلني ثم جلس جلوسا عاما وحضرت وحدي فأنشدته فرأيته يبتسم عند كل بيت جيد فعلمت أنه يعلم الشعر وكان ذلك أعجب إلي من جميع ما وصلني به وكان أول ما اهتز له حين بلغت قولي وقد قلت للمعلي إلى المجد طرفه * دع المجد فالفتح بن خاقان شاغله أطل بنعماه فمن ذا يطاوله * وعم بجداوه فمن ذا يساجله أمنت به الدهر الذي كنت أتقي * ونلت به القدر الذي كنت آمله ولما حضرنا سدة الإذن أخرت * رجال عن الباب الذي أنا داخله فأفضيت من قرب إلى ذي مهابة * أقابل بدر الأفق حين أقابله فسلمت واعتاقت جناني هيبة * تنازعني القول الذي أنا قائله فلما تأملت الطلاقة وانثنى * إلي ببشر آنستني مخايله دنوت فقبلت الثرى ( 3 ) من يد امرئ * جميل محياه سباط أنامله ( 4 )
_________
( 1 ) بالاصل : بعد والمثبت عن المختصر
( 2 ) البيت للبحتري في ديوانه ط بيروت 1 / 52 مطلع قصيدة يمدح بن خاقان ويصف دخوله إليه وسلامه عليه وعجزه : وأبدى الجواب الربع عما تسائله ( 3 ) في الديوان : الندى
( 4 ) سباط أنامله أي منبسط الكف يكنى به أنه كريم ومعطاء

(48/224)


صفت مثل ما يصفو المدام خلاله * ورقت كما رق النسيم شمائله * قال فلما فرغت سره ما سمع وأمر لي بخمسة آلاف درهم وقال أمير المؤمنين يخرج إلى المصلى لصلاة الفطر ويخطب فاعمل شعرا تنشده إياه إذا رجع فلما جاء الفطر وركب ورجع أوصلني إليه فدخلت فأنشدته أبر على الأنواء نائلك الغمر ( 1 ) فلما بلغت قولي وحال عليك الحول بالفطر مقبلا * فباليمن ( 2 ) والإقبال ( 3 ) قابلك الفطر لعمري لئن زرت ( 4 ) المصلى بجحفل * يرفرف في أثناء راياته النصر عليك ثياب المصطفى ووقاره * وأنت به أولى إذا حصحص الأمر ولما صعدت المنبر اهتز واكتسى * ضياء وإشراقا كما سطع الفجر بهرت قلوب السامعين بخطبة * هي الزهر المبثوث واللؤلؤ النثر فما ترك المنصور نصرك عندها * ولا خانك السجاد فيها ولا الحبر جزيت جزاء المحسنين عن الهدى * وتمت لك النعمى وطال لك العمر * فقال المتوكل للفتح هذا شاعرك فجعل يصفني له ثم حاوره فعلمت أنه في صلتي إلى أن أمر لي بعشرة آلاف درهم فأخذتها من وقتي وخصصت بالفتح حتى كنت أشفع للناس إليه ثم صيرني بعد في جلساء المتوكل قال المرزباني أما القصيدة الأولى فأنشدنيها أبو عبد الله الحكيمي وعبد الله بن جعفر قالا أنشدنا البحتري قال وأنبأنا المرزباني أنشدني أبو بكر الصولي حدثني الحسين بن علي حدثني البحتري قال كنت أمدح المتوكل بمثل مدائحي في الفتح بن خاقان مقويا لفظي غير مرسل نفسي
_________
( 1 ) مطلع قصيدة للبحتري في ديوانه ط بيروت 2 / 54 و 341 قالها يمدح المتوكل على الله
وعجزه : وبنت بفخر ما يشاكله فخر ( 2 ) بالاصل : فاليمن والمثبت عن الديوان
( 3 ) في الديوان : والايمان
( 4 ) في الديوان 2 / 55 " لقد ذدت " وفيه 2 / 342 لقد زرث

(48/225)


فقال لي الفتح وكان والله ما علمت قوي الأدب حسن المعرفة بالشعر ليس بك حاجة في مدح أمير المؤمنين إلى مثل هذا لين كلامك حتى يفهم عنك فإنه يلذ ما يفهم فعلمت أنه قد نصحني فمدحته بأشعاري التي فيها ( 1 ) * لي حبيب قد لج في هجري جدا * وأعاد الصدود منه وأبدا * ومنها قولي ( 2 ) * لم لا ترق لذل عبدك * وخضوعه فتفي بوعدك * ومنها قولي ( 3 ) * عن أي ثغر تبتسم * وبأي طرف تحتكم * ( 4 ) فحظيت عنده وقربت من قلبه وتوفرت علي صلاته قال وأنبأنا المرزباني أخبرني محمد بن يحيى حدثني أحمد بن عبد الرحمن حدثني وهب بن وهب حدثني البحتري ( 5 ) قال قال لي المتوكل قل في شعرا وفي الفتح فإني أحب أن يحيا معي ولا أفقده فيذهب عيشي ولا يفقدني فيذل فقل في هذا المعنى فقلت أبياتي ( 6 ) سيدي أنت كيف أخلفت وعدي * وتثاقلت عن وفاء بعهدي * فقلت فيها لا أرتني الأيام فقدك يا فتح * ولا عرفتك ما عشت فقدي أعظم الرزء أن تقدم قبلي * ومن الرزء أن تؤخر بعدي حسدا أن تكون إلفا لغيري * إذا تفردت بالهوى فيك وحدي * فقتلا معا وكنت حاضرا فربحت هذه الضربة وأومأ إلى ضربة في ظهره فقال أحسنت والله يا بحتري وجئت بما في نفسي لما أنشدته من أمر الفتح وأمر لي بألف دينار
_________
( 1 ) مطلع قصيدة في ديوان البحتري ط بيروت 1 / 22 يمدح المتوكل على الله
( 2 ) مطلع قصيدة ديوانه 1 / 15 يمدح المتوكل
( 3 ) الاصل : تحتلم والمثبت عن الديوان
( 4 ) الاصل : تحتلم والمثبت عن الديوان
( 5 ) الخبر والابيات في معجم الادباء 16 / 178 - 179 وفوات الوفيات 3 / 178
( 6 ) الابيات في ديوانه 1 / 218 - 219

(48/226)


وقال غير وهب الراوي للخبر قال البحتري قد كنت عملت هذه الأبيات في غلام لي كنت أكلف به فلما أمرني المتوكل بما أمر تنحيت فقلت الأبيات وأريته أني عملتها في وقتي وما غيرت فيها إلا لفظة واحدة فإني كنت قلت لاأرتني الأيام فقدك ما عشت فجعلته يا فتح أنبأنا أبو الحسن علي بن محمد بن العلاف وأخبرني أبو المعمر المبارك بن أحمد عنه ح وأخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا أبو علي بن أبي جعفر وأبو ( 1 ) الحسن بن العلاف قالا أنبأنا أبو القاسم بن بشران أنبأنا أحمد بن إبراهيم أنبأنا محمد بن جعفر ( 1 ) حدثنا العباس بن الفضل الربعي حدثنا ابن الجهم ( 2 ) قال إني عند المتوكل يوما والفتح جالس إذ قيل له فلان النخاس ( 3 ) بالباب فأذن له فدخل ومعه وصيفة فقال له أمير المؤمنين ما صناعة هذه قال تقرأ بألحان فقال الفتح اقرئي لنا خمس آيات فاندفعت تقول قد جاء نصرالله والفتح * وشق عنا الظلمة الصبح خدين ملك ورجا دولة * وهمه الإشفاق والنصح الليث إلا أنه ماجد * والغيث إلا أنه سمح وكل باب للندى مغلق * فإنما مفتاحه الفتح * قال فوالله لقد دخل أمير المؤمنين من السرور ما قام إلى الفتح فوقع عليه يقبله ووثب الفتح يقبل رجله فأمر أمير المؤمنين بشرائها وأمر لها بجائزة وكسوة وبعث بها إلى الفتح فكانت أحظى جواريه عنده فلما قتل الفتح رثته بهذه الأبيات
_________
( 1 ) ما بين الرقمين مكرر بالاصل
( 2 ) الخبر والشعر في معجم الادباء 16 / 185 من طريق أبي بكر محمد بن جعفر الخرائطي بسنده إلى علي بن الجهم
( 3 ) الاصل : النحاس والمثبت عن معجم الادباء

(48/227)


قد قلت للموت حين نازله * والموت مقدامه على البهم ( 1 ) لو قد ( 2 ) تبينت ما فعلت إذا * قرعت سنا عليه من ندم فاذهب بمن شئت إذ ذهب به * ما بعد الفتح للموت من ألم ( 3 ) * ولم تزل تبكي عليه وتنوح حتى ماتت وذكر أبو العباس محمد بن يزيد المبرد قال أنشد الفتح بن خاقان ( 4 ) لست مني ولست منك فدعني * وامض عني مصاحبا بسلام وإذا ما شكوت ما بي قالت * قد رأينا خلاف ذا في المنام * فزاد الفتح في الشعر لم تجد عله تجني به الذنب * فصارت تعتل بالأحلام * قال المبرد وسمعت الفتح ينشد قبل أن يقتل بساعات وقد يقتل الغتمي ( 5 ) مولاه غيلة * وقد ينبح الكلب الفتى وهو غافل * 5579 الفتح بن شخرف بن داود بن مزاحم أبو نصر الكشي ( 6 ) الصوفي ( 7 ) حدث عن أبي شرحبيل عيسى بن خالد الحمصي ابن أخي أبي اليمان ومحمد بن خلف أبي نصر العسقلاني ومحمد بن عبد الملك بن زنجوية ( 8 ) ورجاء بن مرجى المروزي ( 9 ) الحافظ وجعفر بن عبد الواحد الهاشمي والجارود بن معاذ الترمذي ونصر بن
_________
( 1 ) البهم مفردها بهمة وهو الشجاع الذي لا يدرى كيف لشدة بأسمه
( 2 ) سقطت من معجم الادباء
( 3 ) كذا عجزه بالاصل ووزنه مضطرب وفي معجم الادباء : ما بعد فتح للموت من ألم وهو صحيح الوزن
( 4 ) الخبر والابيات في معجم الادباء 16 / 175 - 176
( 5 ) الغتمي : من لا يفصح شيئا والغتمة : العجمة في المنطق ( راجع اللسان : غتم )
( 6 ) الكشي : بفتح الكاف وتشديد الشين المعجمة : هذه النسبة إلى كش قرية على ثلاثة فراسخ من جرجان على الجبل كما في الانساب وفي تاريخ بغداد الكسي بالسين المهملة
( وانظر معجم البلدان : كس وكش )
( 7 ) ترجمته في تاريخ بغداد 12 / 384
( 8 ) ترجمته في سير أعلام النبلاء 12 / 346
( 9 ) ترجمته في سير أعلام النبلاء 12 / 98

(48/228)


الصباح وإسحاق بن الجراح الأذني ومحمد بن يزيد بن سنان الرهاوي وطاهر بن عبد الملك المصيصي روى عنه أحمد بن علي بن العلاء الجوزجاني وشعيب بن محمد بن الراجيان ومحمد بن احمد الحكيمي وأبو محمد الجروي ( 1 ) وأبو عمرو عثمان بن أحمد الدقاق وأبو بكر النجاد وعبد الله بن علي العمري الموصلي وأبو طلحة أحمد بن محمد بن عبد الكريم الفزاري البصري وأبو عثمان سعيد بن الحكم الدمشقي وأبو بكر محمد بن السري ابن عثمان التمار وقدم دمشق أخبرنا أبو الحسن بن قبيس حدثنا أبو منصور بن خيرون أنبأنا أبو بكر الخطيب ( 2 ) أخبرني أبو سعد الماليني قراءة ح وأخبرنا أبو الأسعد هبة الرحمن بن عبد الواحد بن عبد الكريم ( 3 ) أخبرتنا جدتي فاطمة بنت الأستاذ أبي علي الحسن بن علي الدقاق قالت أنبأنا أبو سعد أحمد بن محمد بن أحمد الماليني حدثنا أبو الحسن حامد بن إدريس بن محمد بن أحمد ( 4 ) بن إدريس الموصلي بها حدثنا عبد الله بن علي العمري وحدثنا فتح بن شخرف حدثنا محمد بن يزيد بن سنان حدثنا محمد بن أيوب عن ميمون بن مهران عن ابن عمر قال قال رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) قل ما يوجد في آخر أمتي درهم من حلال أو أخ يوثق به اللفظ للخطيب أنبأنا أبو الحسن عبد الغافر بن إسماعيل الفارسي أنبأنا أبو بكر ( 5 ) محمد بن يحيى بن إبراهيم أنبأنا أبو عبد الرحمن ( 6 ) السلمي أنبأنا علي بن عمر الحافظ حدثنا محمد بن السري بن عثمان التمار حدثنا أبو نصر الفتح بن شخرف حدثنا أبو شرحبيل عيسى بن
_________
( 1 ) كذا بالاصل وت وفي تاريخ بغداد : الجريري
( 2 ) رواه الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد 12 / 385
( 3 ) قارن مع مشيخة ابن عساكر 238 / أ
( 4 ) " بن أحمد " اللفظتان سقطتا من تاريخ بغداد
( 5 ) ترجمته في سير أعلام النبلاء 18 / 398
( 6 ) بالاصل وت : أنبأنا أبو بكر عبد الرحمن خطأ راجع الحاشية السابقة

(48/229)


خالد حدثنا الفريابي حدثنا سفيان الثوري عن أبي بكر بن عياش حدثنا هشام بن حسان عن عبد العزيز بن صهيب عن أنس قال قال رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) تسحروا فإن في السحور بركة أخبرنا أبو الحسن المالكي حدثنا أبو منصور العطار أنبأنا أبو بكر الخطيب ( 1 ) أنبأنا إبراهيم بن مخلد المعدل حدثنا محمد بن أحمد بن إبراهيم الحكيمي حدثنا الفتح بن شخرف أبو نصر قال سمعت محمد بن خلف العسقلاني قال سمعت محمد بن يوسف الفريابي يقول لقد بلغني أن الذين كسروا رباعية رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) لم يولد لهم صبي فنبتت ( 2 ) لهم رباعية قال ( 3 ) وأخبرني الحسن بن محمد الخلال حدثنا يوسف بن عمر القواس حدثنا أحمد بن علي الجوزجاني حدثنا أبو نصر فتح بن شخرف حدثنا نصر بن الصباح حدثنا خالد بن يزيد القسري ( 4 ) عن أبي حمزة الثمالي عن أبي جعفر قال أكل علي بن أبي طالب يوما تمر دقل ( 5 ) ثم شرب عليه ماء ثم ضرب بيده بطنه وقال من أدخله بطنه النار فأبعده الله ثم تمثل إنك مهما تعط نفسك سؤلها * وفرجك نالا منتهى الذم أجمعا ( 6 ) * أنبأنا أبو طاهر محمد بن أبي نصر بن أبي القاسم يعرف بهاجر أنبأنا عباس الدراني وأبو زيد وأبو منصور المصقليان سماعا وإجازة قالوا أنبأنا أبو منصور معمر ابن أحمد بن محمد بن زياد الأصبهاني العارف أخبرني أبو بكر أحمد بن منصور المذكر قال وسمعته يعني أحمد بن محمد الدقاق يقول سمعت محمد بن محمد المرجاني يقول أنبأنا أبو العباس أحمد بن عيسى المعروف بابن الوشاء حدثنا أبو عثمان سعيد بن الحكم الدمشقي صاحب ذي النون قال
_________
( 1 ) رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 12 / 385
( 2 ) بالاصل : " فينبت " وإعجامها ناقص في ت والمثبت عن تاريخ بغداد
( 3 ) القائل أبو بكر الخطيب والخبر والشعر في تاريخ بغداد 12 / 384 - 385
( 4 ) بالاصل : القيسري والمثبت عن ت وتاريخ بغداد
( 5 ) الدقل : أردأ أنواع التمر ( راجع تاج العروس : دقل )
( 6 ) البيت لحاتم الطائي في ديوانه ط بيروت ص 68 وفيه : تعط بطنك سؤله

(48/230)


سمعت الفتح بن شخرف يقول كنت في جامع دمشق والقاسم الجوعي وأبو تراب النخشبي وأحمد بن أبي الحواري جلوس فحدث أبو تراب أنه رأى شابا في البادية فقال له من أين زادك قال فأخرج مصحفا فإذا فيه مكتوب " كهيعص " فقلت له ماهذا فقال كاف من كافي ( 1 ) وهاء من هادي ( 1 ) فيحتاج مع هذا إلى زاد أخبرنا أبو الحسن الفارسي في كتابه أنبأنا أبو بكر المزكي حدثنا أبو عبد الرحمن السلمي قال في كتاب تاريخ الصوفية فتح بن شخرف بن داود من قدماء المشايخ خراساني الأصل يقال أنه من كس ( 2 ) وكنيته أبو نصر وأسند الحديث أخبرنا أبو الحسن بن قبيس وأبو منصور بن خيرون قالا قال لنا أبو بكر الخطيب ( 3 ) قال الفتح بن شخرف بن داود بن مزاحم أبو نصر الكسي ( 4 ) كان أحد العباد السياحين ثم سكن بغداد وحدث بها عن رجاء بن مرجي المروزي كتاب السنن وعن أبي شرحبيل عيسى ابن خالد ابن أخي أبي اليمان ( 5 ) الحمصي وجعفر بن عبد الواحد الهاشمي ومحمد بن خلف العسقلاني والجارود بن سنان الترمذي ومحمد بن عبد الملك بن زنجوية وغيرهم روى عنه أحمد بن علي بن العلاء الجوزجاني وشعيب بن محمد بن الراجيان وأبو محمد الجريري ( 6 ) ومحمد بن أحمد الحكيمي وأبو عمرو بن السماك وأحمد بن سلمان النجاد وغيرهم وكان قليل المسانيد كثير الحكايات قال الخطيب ( 7 ) أخبرني محمد بن أحمد بن أبي طاهر الدقاق وعلي بن أحمد الرزاز قال محمد حدثنا وقال علي أنبأنا أحمد بن سلمان النجاد حدثنا الفتح بن
_________
( 1 ) كذا بالاصل وت بإثبات الياء فيهما
( 2 ) الاصل : " ركس " تصحيف والمثبت عن ت
كذا وردت فيها بالسين المهملة
راجع ما تقدم بشأنها وراجع معجم البلدان
( 3 ) تاريخ بغداد لابي بكر الخطيب 13 / 384
( 4 ) كذا بالاصل لابي بكر الخطيب 13 / 384
( 5 ) بالاصل وت : اليمن والمثبت عن تاريخ بغداد
( 6 ) بالاصل وت : الحريري والمثبت عن تاريخ بغداد
( 7 ) رواه الخطيب في تاريخ بغداد 12 / 384

(48/231)


شخرف العابد قال سمعت أبا بكر بن زنجوية يقول سمعت عبد الرزاق يقول سمعت سفيان الثوري يقول لوهيب بن الورد وهو ينظر إلى الكعبة ورب هذه البنية إني لأحب الموت فقال له وهيب ولم يا أبا عبد الله قال فقال سفيان يا أبا أمية يستقبلك أمور عظام ( 1 ) قال الخطيب ( 2 ) وأخبرنا علي بن محمد بن عبد الله المعدل حدثنا عثمان بن أحمد الدقاق حدثنا الفتح بن شخرف العابد قال سمعت إسحاق بن الجراح يقول سمعت الهيثم ابن جميل يقول بلغني عن رجل أنه يكذب فغدوت إليه لأنكر عليه قال فرأيته وقد ضم صبيا إلى صدره وقبله فرق قلبي ولم أقدر أن أقول له ثم قال حدثنا ( 3 ) فضيل بن عياض عن سفيان الثوري عن منصور قال إن الرجل ليسقيني شربة من ماء كأن ضلعا من أضلاعي دقه قال ( 4 ) وحدثني الأزهري حدثني عبيدالله ( 5 ) بن إبراهيم القزاز حدثنا جعفر بن محمد الخواص حدثني أبو محمد الحريري ( 6 ) قال قال لي فتح بن شخرف من إعجابي بكل شئ جيد عندي قلم كتبت به أربعين سنة كنت أكتب به بالنهار وأكتب به بالليل وكانت دارنا واسعة فكنت أكتب في القمر حتى يرتفع وأقعد على سلم دارنا أرتقي عليه مرقاة مرقاة حتى ينتهي السلم فإذا تشعث ( 7 ) رأس القلم قططته وهو عندي فأخرج إلي أنبوبة صفراء ( 8 ) وأخرج القلم منها فأرانيه قال ( 9 ) وأنبأنا علي بن أبي علي المعدل حدثنا أبو الفضل ( 10 ) عبيدالله بن عبد
_________
( 1 ) قوله : " يستقبلك " أمور عظام " مكرر في تاريخ بغداد
( 2 ) الخبر في تاريخ بغداد 12 / 385
( 3 ) بالاصل : حدثت واللفظة غير واضحة في ت لسوء التصوير والمثبت عن تاريخ بغداد
( 4 ) القائل : أبو بكر الخطيب والخبر في تاريخ بغداد 12 / 385 - 386
( 5 ) كذا بالاصل وت وفي تاريخ بغداد : عبد الله
( 6 ) بالاصل وت : الحريري والمثبت عن تاريخ بغداد
( 7 ) الاصل : " قشعت " واللفظة مضطربة في ت والمثبت عن تاريخ بغداد
( 8 ) كذا بالاصل وت وفي تاريخ بغداد : أنبوبة صفر
( 9 ) القائل : أبو بكر الخطيب والخبر في تاريخ بغداد 12 / 385
( 10 ) الاصل : " الفضيل " تصحيف والمثبت عن ت وتاريخ بغداد

(48/232)


الرحمن الزهري حدثنا أبو طلحة أحمد بن محمد بن عبد الكريم الفزاري حدثنا فتح بن شخرف أبو نصر الخراساني وكان من العابدين حدثني طاهر بن عبد الملك المصيصي قال سمعت أبي يقول سمعت الفضيل بن عياض يقول أنا منذ عشرين سنة أطلب رفيقا إذا غضب لم يكذب علي قال ( 1 ) وأنبأنا إسماعيل بن أحمد الحيري حدثنا محمد بن الحسين السلمي ح وأنبأنا أبو الحسن عبد الغافر بن إسماعيل أنبأنا أبو بكر المزكي أنبأ أبو عبد الرحمن محمد بن الحسين قال سمعت عبد الله بن محمد بن علي بن زياد يقول سمعت محمد بن المسيب يقول قال الإمام أحمد بن حنبل ما أخرجت خراسان مثل الفتح بن شخرف أخبرنا أبو الحسن بن قبيس حدثنا أبو منصور بن خيرون أنبأنا أبو بكر الخطيب ( 2 ) أنبأنا إبراهيم بن عمر البرمكي حدثنا أبو الفضل عبيدالله بن عبد الرحمن الزهري قال سمعت أبا الطيب المعلم يقول سمعت ابن ( 3 ) البربهاري يقول سمعت فتح ابن شخرف يقول رأيت رب العزة تعالى في النوم فقال لي يا فتح احذر لا آخذك على غرة قال فهمت في الجبال سبع سنين قال ( 4 ) وأنبأنا محمد بن محمد بن علي الشروطي حدثنا المعافى بن زكريا الجريري حدثنا الليث بن محمد بن الليث المروزي قال سمعت فارس بن إبراهيم ( 5 ) المشرقي يقول حدثني محمد بن عمر بن فارس قال سمعت فتح بن شخرف يقول كنت بأنطاكية وبها جبل يقال له المطل فنويت أن أصعد إليه ولا ازال حتى أختم القرآن أو أتعلم القرآن فحملتني عيني فنمت فبينما أنا نائم إذا بشخصين فقلت للذي يقرب مني من أنت يا هذا فقال لي من ولد آدم قال قلت كلنا من ولد آدم فما الذي وراءك قال علي بن أبي طالب قال قلت له أنت قريب منه ولا تسأله قال أخشى أن يقول الناس إني رافضي
_________
( 1 ) القائل أبو بكر الخطيب والخبر في تاريخ بغداد 12 / 387
( 2 ) رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 12 / 387
( 3 ) كذا بالاصل وت ولفظة : " ابن " سقطت من تاريخ بغداد
( 4 ) القائل : أبو بكر الخطيب والخبر في تاريخ بغداد 12 / 386
( 5 ) بالاصل وت : " فارس بن محمد إبراهيم " والمثبت عن تاريخ بغداد

(48/233)


قال قلت دعني أقرب منه فيقولوا إني رافضي فتنحى من مكانه وقعدت فيه فقلت يا أمير المؤمنين كلمة خير شئ فقال لي نعم صدقة المؤمن بلا تكلف ولا ملل قلت زدني يا أمير المؤمنين قال تواضع الغني للفقير رجاء ثواب الله قلت زدني يا أمير المؤمنين قال وأحسن من ذلك ترفع الفقير على الغني ثقة بالله قلت زدني يا أمير المؤمنين فبسط كفه فإذا فيه مكتوب كنت ميتا فصرت حيا * وعن قليل تعود ميتا أعيى بدار الفناء بيت * فابن بدار البقاء بيتا * قال ( 1 ) ثم انتبهت قال وحدثني عبد العزيز الأزجي قال سمعت أبا بكر المفيد يقول سمعت أبا عبد الله محمد بن عبد الله صاحب بشر بن الحارث يقول قال لي الفتح بن شخرف رأيت أمير المؤمنين علي بن أبي طالب في النوم فقلت يا أمير المؤمنين علمني شيئا حسنا قال فبسط كفه فإذا فيه مكتوب سطران فقرأتهما فإذا هما ما رأيت أحسن من تواضع الغني للفقير يطلب ( 2 ) ثواب الله عز و جل وأحسن من ذلك تيه الفقير على الغني ثقة بالله قال ( 3 ) وحدثني عبد العزيز بن علي الأزجي حدثنا علي بن عبد الله بن الحسن الهمذاني ( 4 ) حدثنا محمد بن أحمد بن حفص قال سمعت رويم بن أحمد يقول لقيني يوما الفتح بن شخرف فقال لي يا أبا محمد أنت أمين الله على نفسك لا ترى علي شيئا أنت محتاج إليه ولا عندي شيئا تزحمك الحاجة إليه فتتخلف عن أخذه قال ( 5 ) وأنبأنا أبو الحسن محمد بن عبد الله ( 6 ) الحنائي حدثنا جعفر بن محمد بن نصير الخلدي إملاء حدثنا أبو محمد الجريري ( 7 ) قال قال أبو نصر العابد وهو الفتح بن
_________
( 1 ) يعني أبا بكر الخطيب والخبر في تاريخ بغداد 12 / 386
( 2 ) بالاصل وت : " طلب " والمثبت عن تاريخ بغداد
( 3 ) القائل : أبو بكر الخطيب والخبر في تاريخ بغداد 12 / 386
( 4 ) الاصل وت : الهمداني بالدال المهملة والمثبت عن تاريخ بغداد
( 5 ) تاريخ بغداد 12 / 387
( 6 ) الاصل وت : عبيد الله والمثبت عن تاريخ بغداد
( 7 ) الاصل وت : الحريري والتصويب عن تاريخ بغداد

(48/234)


شخرف قال لي محمد بن زهير القزاز رأيت قتيلا في بلاد الروم بعد انصرافنا من المعركة صريع رماح تحجل الطير حوله * قتيل أصابت نفسه ما تمنت قال فقال لي أنا أعرف رجلا مكتوب على عضو من أعضائه لله ووالله ما كتبها كاتب قال أبو محمد الجريري ( 1 ) قلت له هذا حبيس قال فضحك أخبرنا أبو الحسن الفارسي في كتابه أنبأنا أبو بكر المزكي أنبأنا أبو عبد الرحمن السلمي قال سمعت أبا سعيد السجزي يقول سمعت جعفر بن محمد يقول غسله أبو محمد الجريري ( 1 ) وكان الشبلي ( 2 ) يصب عليه الماء فرأى في يديه كتابة خلقه لله أخبرنا أبو الحسن المالكي حدثنا أبو منصور بن خيرون أنبأنا أبو بكر الخطيب ( 3 ) أنبأنا عبد العزيز بن علي الأزجي أنبأنا علي بن عبد الله الهمذاني ( 4 ) حدثنا محمد بن جعفر قال سمعت أبا محمد الجريري ( 1 ) يقول غسلنا الفتح بن شخرف فرأينا على فخذه مكتوبا لا إله إلا الله فتوهمناه مكتوبا فإذا عرق داخل الجلد قال ( 5 ) وأنبأنا محمد بن عبد الله ( 6 ) الحنائي حدثنا جعفر الخلدي قال سمعت أبا ( 7 ) محمد ( 8 ) الجريري ( 1 ) يقول غسلت الفتح بعد وفاته فرأيت على باطن فخده بالبياض لله قال ( 9 ) وأنبأنا أحمد بن علي التوزي حدثنا الحسن بن الحسين الفقيه الشافعي قال سمعت جعفر الخلدي يقول سمعت أبا محمد الجريري ( 1 ) يقول غسلت الفتح بن شخرف فقلبته علي يمينه فإذا على فخده الأيمن مكتوب خلقة لله كتابة بينه
_________
( 1 ) الاصل وت : الحريري والتصويب عن تاريخ بغداد
( 2 ) هو أبو بكر دلف بن جحدر ترجمته في سير أعلام النبلاء 15 / 367 والشبلي : بكسر الشين المعجمة وسكون الباء المنقوطة بواحدة هذه النسبة إلى قرية من قرى أشر وسنة - بلدة عظيمة وراء سمرقند - يقال لها : الشبلية
( 3 ) رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 12 / 387
( 4 ) الاصل : الهمداني بالدال المهملة تصحيف والتصويب عن ت وتاريخ بغداد
( 5 ) القائل : أبو بكر الخطيب والخبر في تاريخ بغداد 12 / 387 - 388
( 6 ) بالاصل وت : عبيد الله والمثبت عن تاريخ بغداد
( 7 ) بالاصل : " أنبانا " والمثبت عن ت وتاريخ بغداد
( 8 ) لفظة " محمد " كتبت فوق الكلام بين السطرين بالاصل
( 9 ) تاريخ بغداد 12 / 388

(48/235)


قال جعفر ورأيت أبا فتح بن شخرف هذا وكان رجلا صالحا زاهدا لم يأكل الخبز ثلاثين سنة وكان له أخلاق حسنة وكان يطعم الفقراء ومن يزوره من الأصحاب الطعام الطيب وكان حسن العبادة والزهد والورع قال ( 1 ) وحدثنا الجوهري أنبأنا محمد بن العباس حدثنا أحمد بن جعفر بن محمد ابن عبيد الله المنادي قال مات أبو نصر الفتح بن شخرف الكسي ( 2 ) المروزي بالجانب الغربي من بغداد ودفن في المقبرة التي بين باب حرب وباب قطربل وكان من المشهورين بالورع والصلاح إلى آخر عمره قال ( 3 ) وأنبأنا محمد بن عبد الواحد أنبأنا محمد بن العباس قال قرئ على ابن المنادي وأنا أسمع وتوفي أبو نصر الفتح بن شخرف المروزي في الجانب الغربي من مدينتنا في ( 4 ) آخر درب سليمان بن أبي ( 5 ) جعفر حيال الجسر الأعلى ليلة الثلاثاء ودفن يوم الثلاثاء النصف من شوال سنة ثلاث وسبعين يعني ومائتين في المقبرة التي ما بين باب قطربل وباب حرب صلى عليه بدر المغازلي ( 6 ) قال ( 7 ) وأنبأنا إسماعيل الحيري ح وأنبأنا أبو الحسن عبد الغافر بن إسماعيل أنبأنا أبو بكر المزكي قالا أنبأنا أبو عبد الرحمن السلمي قال سمعت محمد بن شاذان يقول سمعت محمد بن السائب يقول سمعت إسحاق بن إبراهيم بن هانئ يقول لما مات فتح بن شخرف بن داود ببغداد صلي عليه ثلاثا وثلاثين مرة أقل قوم كانوا يصلون عليه كانوا يعدون خمسة وعشرين ( 9 ) ألفا إلى ثلاثين ألفا
_________
( 1 ) الخبر في تاريخ بغداد 12 / 388
( 2 ) كذا بالاصل هنا وتاريخ بغداد : " الكسي " بالسين المهملة وفي ت : الكشي
( 3 ) القائل : أبو بكر الخطيب تاريخ بغداد 12 / 388
( 4 ) بالاصل : وآخر والمثبت : " في آخر " عن ت وتاريخ بغداد
( 5 ) كذا بالاصل وت وفي تاريخ بغداد : سليمان بن جعفر
( 6 ) هو بدر بن المنذر أبو بكر البغدادي المغازلي ترجمته في سير أعلام النبلاء 13 / 490
( 7 ) القائل أبو بكر الخطيب تاريخ بغداد 12 / 388
( 8 ) بالاصل : ثلاث والمثبت عن ت وتاريخ بغداد
( 9 ) بالاصل : " خمسة وعشرون " والمثبت عن ت وتاريخ بغداد

(48/236)


5580 - الفتح بن عبد الله أبو علي التميمي حدث عن أبي نصر عبد الوهاب بن عبد الله بن الجبان روى عنه علي بن محمد الحنائي قرأت بخط أبي الحسن الحنائي أنبأنا أبو علي فتح بن عبد الله التميمي حدثنا عبد الوهاب بن عبد الله الوكيل حدثنا محمد بن موسى القرشي حدثنا أبو قصي إسماعيل بن محمد العذري وأبو علي إسماعيل بن محمد بن قيراط قالا حدثنا سليمان بن عبد الرحمن حدثنا محمد بن مسروق حدثنا إسحاق بن الفرات حدثنا الليث بن سعد عن نافع عن ابن عمر أن النبي ( صلى الله عليه و سلم ) رد اليمين على طالب الحق أخبرناه أبو محمد عبد الكريم بن حمزة حدثنا عبد العزيز بن أحمد أنبأنا تمام بن محمد حدثنا أحمد بن سليمان بن حذلم من حفظه حدثنا أبي سليمان بن أيوب بن حذلم حدثنا سليمان بن عبد الرحمن حدثنا محمد بن مسروق حدثنا إسحاق بن الفرات الكندي عن الليث بن سعد عن نافع عن ابن عمر أن رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) كان يرد اليمين على طالب الحق 5581 الفتح بن الوليد بن يزيد ابن عبد الملك بن مروان بن الحكم ( 1 ) أمه أم ولد له ذكر تقدم ذكره في ترجمة أخيه عثمان بن الوليد ( 2 ) وكان لفتح عقب فيما بلغني 5582 الفتح بن يزيد الأفقم ابن هشام بن عبد الملك بن مروان بن الحكم الأموي له ذكر
_________
( 1 ) راجع نسب قريش للمصعب ص 167
( 2 ) تقدمت ترجمته في كتابنا تاريخ مدينة دمشق 40 / 40 رقم 4647

(48/237)


" ذكر من اسمه ( 1 ) فحل " ( 2 ) 5583 فحل بن تميم المقرئ ولي إمرة دمشق في زمن منصور الملقب بالحاكم بعد هلاك جيش ابن الصمصامة ( 3 ) وهلك جيش في ربيع الآخر سنة تسعين وثلاثمائة فلبث فحل أميرا عليها شهورا ثم هلك في هذه السنة فولي علي بن جعفر بن فلاح ( 4 ) فقدمها يوم السبت ليومين بقيا من شوال سنة تسعين وثلاثمائة
_________
( 1 ) زيادة منا للايضاح
( 2 ) زيادة عن ت
( 3 ) هو جيش بن محمد بن الصمصامة أبو الفتوح
تقدمت ترجمته في كتابنا تاريخ مدينة دمشق 11 / 345 رقم 1105
( 4 ) ترجمته في تحفة ذوي الالباب 2 / 8 وأمراء دمشق ص 56

(48/238)


" ذكر من اسمه ( 1 ) فديك " 5584 فديك بن سلمان ويقال ابن سليمان بن عيسى أبو عيسى العقيلي القيسراني ( 2 ) روى عن الأوزاعي وسمع منه ببيروت ومسلمة بن علي الخشني روى عنه العباس بن الوليد بن صبح وإبراهيم بن الوليد بن سلمة الطبراني ومحمد ابن المتوكل العسقلاني وأبو مسعود أحمد بن الفرات وعمرو بن ثور القيسراني ومحمد بن يحيى الرملي وعبد الله بن راشد الدمشقي وإبراهيم بن أبي سفيان القيسراني ومحمد بن يحيى الرملي وعبد الله بن راشد الدمشقي وإبراهيم بن معاوية بن أبي سفيان القيسراني أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر أنبأنا أبو بكر البيهقي أنبأنا طاهر الفقيه أنبأنا أبو بكر محمد بن الحسين القطان حدثنا أبو الأزهر حدثنا فديك بن سليمان حدثنا الأوزاعي عن الزهري عن صالح بن بشير بن فديك قال جاء فديك إلى رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) فقال يا رسول الله إنهم يزعمون أن من لم يهاجر هلك فقال رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) يا فديك أقم الصلاة وآت الزكاة واهجر السوء واسكن من أرض قومك حيث شئت
_________
( 1 ) زيادة منا
( 2 ) ترجمته في تهذيب الكمال 15 / 36 وتهذيب التهذيب 4 / 479 والتاريخ الكبير 7 / 136 والجرح والتعديل 7 / 89 والانساب ( القيسراني )
والقيسراني بفتح القاف وسكون الباء تحتها نقطتان وفتح السين المهملة والراء وبعد الالف نون كما في اللباب
وهذه النسبة إلى قيسارية : بلدة على ساحل بحر الروم كما في الانساب

(48/239)


قال وأظن أنه قال تكن مهاجرا أخبرناه أبو بكر وجيه بن طاهر أنبأنا أحمد بن الحسن بن محمد الأزهري أنبأنا محمد بن عبد الله بن حمدون أنبأنا أبو أبو حامد بن الشرقي حدثنا محمد بن يحيى حدثنا فديك بن سلمان العقيلي حدثنا الأوزاعي عن الزهري عن صالح بن بشير بن فديك قال خرج فديك إلى رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) فقال يا رسول الله إنهم يزعمون أنه من لم يهاجر هلك فقال رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) يا فديك أقم الصلاة وآت الزكاة واهجر السوء واسكن من أرض قومك حيث شئت وأخبرناه أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد أنبأنا شجاع بن علي أنبأنا أبو عبد الله بن مندة أنبأنا عبد الرحمن بن يحيى حدثنا أبو مسعود ح قال وأنبأنا أحمد بن عبد الرحيم بقيسارية حدثنا عمرو بن ثور قالا حدثنا فديك ين سليمان عن الأوزاعي عن الزهري عن صالح بن بشير بن فديك قال جاء فديك إلى رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) فقال إنهم يقولون من لم يهاجر هلك فقال يا فديك أقم الصلاة وآت الزكاة واهجر السوء واسكن من أرض قومك حيث شئت قال وأنبأنا أحمد بن عبد الرحيم القيسراني حدثنا عمرو بن ثور يعني الجذامي ( 1 ) حدثنا فديك بن سليمان العقيلي أبو عيسى حدثني الأوزاعي حدثني الزهري عن صالح بن بشير بن فديك عن فديك أنه خرج إلى رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) فقالوا يا رسول الله إنهم يزعمون أنه من لم يهاجر هلك فذكر الحديث قال ابن مندة رواه إسحاق بن إسماعيل بن مخلد عن عبد الله بن راشد عن فديك عن الزهري عن صالح بن بشير مرسلا ومتصلا من وجه أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا أبو الحسين بن النقور أنبأنا أبو القاسم عيسى
_________
( 1 ) غير واضحة وبدون إعجام بالاصل وصورتها : " الحدانى " واللفظة غير واضحة في ت لسوء التصوير والمثبت عن تهذيب الكمال

(48/240)


ابن علي أنبأنا أبو القاسم عبد الله بن محمد حدثنا منصور بن أبي مزاحم حدثنا يحيى بن حمزة عن محمد بن الوليد عن الزهري عن صالح بن بشير بن فديك أن فديكا أتى رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) فقال يا رسول الله إنهم يزعمون أن من لم يهاجر هلك فقال له رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) يا فديك أقم الصلاة وآت الزكاة واهجر السوء واسكن من أرض قومك حيث شئت قال أبو القاسم البغوي وقد روي هذا الحديث من وجه آخر متصلا ولا أعلم لفديك حديثا غير هذا أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر أنبأنا أبو حامد الأزهري أنبأنا أبو سعيد بن حمدون أنبأنا أبو حامد بن الشرقي أنبأنا محمد بن يحيى حدثنا عبد الله بن عبد الجبار الخبائري حدثنا الحارث بن عبيدة عن محمد بن الوليد الزبيدي عن الزهري عن صالح بن بشير بن فديك قال أتى فديك إلى النبي ( صلى الله عليه و سلم ) فقال يا رسول الله إنهم يقولون أنه من لم يهاجر هلك قال يا فديك أقم الصلاة وآت الزكاة واهجر السوء وانزل حيث شئت من أرض قومك ورواه معمر عن الزهري فأفسد إسناده أخبرناه أبو بكر وجيه بن طاهر أنبأنا الأزهري أنبأنا ابن حمدون أنبأنا ابن الشرقي أنبأنا محمد بن يحيى حدثنا عبد الرزاق أنبأنا معمر ( 1 ) عن الزهري أن رجلا من بني سلمان جاء النبي ( صلى الله عليه و سلم ) فقال يا رسول الله بلغني أنه من لم يهاجر فقد هلك بمثله وزاد في حديثه وحج البيت وصم ( 2 ) شهر رمضان ولم يذكروا هجر السوء أنبأنا أبو الغنائم محمد بن علي ثم واللفظ له قالوا أنبأنا أبو أحمد زاد أحمد ومحمد بن الحسن قالا أنبانا أحمد بن عبدان أنبأنا محمد بن سهل أنبأنا محمد بن إسماعيل قال ( 3 )
_________
( 1 ) بالاصل : محمد تصحيف والتصويب عن ت
( 2 ) بالاصل : وصام تصحيف والتصويب عن ت والمختصر
( 3 ) رواه البخاري في التاريخ الكبير 7 / 136

(48/241)


فديك بن سليمان أبو عيسى الشامي من ولد فديك صاحب النبي ( صلى الله عليه و سلم ) سمع الأوزاعي أخبرنا أبو الحسين القاضي إذنا ومناولة وأبو عبد الله الأديب شفاها قالا أنبأنا أبو القاسم ابن مندة أنبأنا أبو علي إجازة ح قال وأنبأنا أبو طاهر بن سلمة أنبأنا علي بن محمد قالا أنبأنا ابن أبي حاتم قال ( 1 ) فديك بن سلمان ( 2 ) أبو عيسى من ولد فديك صاحب النبي ( صلى الله عليه و سلم ) روى عن الأوزاعي روى عنه محمد بن المتوكل العسقلاني والعباس بن الوليد بن صبح ( 3 ) الدمشقي وإبراهيم ابن الوليد بن سلمة الطبراني سمعت أبي يقول ذلك أخبرنا أبو بكر محمد بن العباس أنبأنا أحمد بن منصور بن خلف أنبأنا أبو سعيد بن حمدون أنبأنا مكي بن عبدان قال سمعت مسلم بن الحجاج يقول أبو عيسى فديك بن سليمان العقيلي الشامي سمع الأوزاعي قرأت على أبي الفضل بن ناصر عن جعفر بن يحيى أنبأنا أبو نصر الوائلي أنبأنا الخصيب بن عبد الله أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرحمن أخبرني أبي قال أبو عيسى فديك بن سليمان ( 4 ) شامي قرأنا على أبي الفضل أيضا عن أبي طاهر محمد بن أحمد بن محمد أنبأنا أبو القاسم هبة الله بن إبراهيم بن عمر أنبأنا أبو بكر أحمد بن محمد بن إسماعيل حدثنا محمد بن أحمد بن حماد قال ( 5 ) أبو عيسى فديك بن سلمان ( 6 ) القيسراني عن الأوزاعي
_________
( 1 ) رواه ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل 7 / 89
( 2 ) كذا بالاصل وت وفي الجرح والتعديل : فديك بن سليمان
( 3 ) في الجرح والتعديل : الصبح
( 4 ) كذا بالاصل وفي ت : فديك بن سلمان
( 5 ) الكنى والاسماء لابي بشر الدولابي 2 / 52
( 6 ) كذا بالاصل وت وفي الكنى والاسماء : سليمان

(48/242)


أنبأنا أبو جعفر محمد بن أبي علي أنبأنا أبو بكر الصفار أنبأنا أحمد بن علي بن منجوية أنبأنا أبو أحمد الحاكم قال أبو عيسى فديك بن سلمان العقيلي من ولد فديك صاحب النبي ( صلى الله عليه و سلم ) سمع أبا عمرو عبد الرحمن بن عمرو الأوزاعي كناه محمد بن إسماعيل أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا أبو الحسين بن النقور أنبأنا أبو طاهر المخلص حدثنا عبيدالله بن عبد الرحمن السكري حدثنا أحمد بن يوسف بن خالد التغلبي ( 1 ) حدثنا أحمد بن أبي الحواري حدثنا وكيع بن الجراح قال كان سفيان يقول الإيمان قول وعمل يزيد وينقص قال أحمد سألت الفريابي عنه قلت سمعته من سفيان قال لم أسمعه منه وهو كان رأيه وسألت الفريابي عن قول الأوزاعي قال سمعته يقول الإيمان قول وعمل يزيد وينقص وفديك يخبر عنه فأتينا فديك بن سليمان فقلنا له حدثنا فقال قدم علينا رجل من دمشق يزعم أن بدمشق رجلا يقول أن الإيمان قول وعمل يزيد ولا ينقص فخرجنا من قيسارية نحو من عشرين رجلا على أرجلنا نمشي حتى دخلنا على الأوزاعي ببيروت فقلنا له يا أبا عمرو ( 2 ) إن بدمشق رجلا ( 3 ) يزعم أن الإيمان قول وعمل يزيد ولا ينقص فقال لنا أبو عمرو من زعم أن الإيمان قول وعمل يزيد ولا ينقص فاحذروه فإنه مبتدع وقال الأوزاعي الإيمان قول وعمل يزيد وينقص قرأت في كتاب أبي مخوس محمد بن أحمد بن محمد الحريمي الخطيب أنبأنا أبو عمرو أحمد بن محمد بن أحمد ( 4 ) الحيري حدثنا محمد بن يحيى حدثنا فديك بن سليمان العقيلي وكان من العباد
_________
( 1 ) رسمها وإعجامها مضطربان بالاصل وت وتقرأ : الثعلبي والمثبت عن سير أعلام النبلاء 13 / 196
( 2 ) بالاصل : عمر تصحيف والتصويب عن ت
( 3 ) سقطت من الاصل والزيادة عن ت للايضاح
( 4 ) الزيادة عن ت
وانظر ترجمته في سير أعلام النبلاء 14 / 492

(48/243)


" ذكر من اسمه ( 1 ) فرات " 5585 فرات بن مسلم ويقال ابن سالم الجزري ( 2 ) مولى بني ( 1 ) عقيل والد نوفل بن الفرات من أهل الرقة وفد على عمر بن عبد العزيز وحكى عنه روى عنه أبو المليح الحسن بن عمر الرقي ورجاء بن أبي سلمة الفلسطيني أخبرنا أبو بكر محمد بن الحسين بن المزرفي ( 3 ) حدثنا أبو الحسين بن المهتدي أنبأنا أبو أحمد محمد بن عبد الله بن أحمد بن القاسم بن جامع الدهان حدثنا أبو علي محمد ابن سعيد بن عبد الرحمن الرقي الحافظ ( 4 ) حدثنا هلال بن العلاء حدثنا عبد الله بن جعفر حدثنا أبو المليح ( 5 ) عن فرات بن مسلم قال اشتهى عمر بن عبد العزيز تفاحا فطلب له فلم يوجد فركب وركبنا معه وتلقاه غلمان من الديارنة ( 6 ) بأطباق فيها تفاح فوقف على طبق منها فتناول تفاحة فشمها ثم أعادها
_________
( 1 ) زيادة منا سقطت من الاصل وت
( 2 ) له ذكر في سيرة عمر بن عبد العزيز لابن عبد الحكم ص 134 وسيرة عمر بن عبد العزيز لابن الجوزي ص 189 وتاريخ الرقة للقشيري ص 80
( 3 ) إعجامها مضطرب بالاصل وت والصواب ما أثبت والسند معروف
( 4 ) رواه في تاريخ الرقة ص 80 والحديث في سيرة عمر لابن الجوزي ص 189
( 5 ) الحسنبن عمر الرقي أبو المليح ترجمته في سير أعلام النبلاء 8 / 194
( 6 ) الاصل : " الديارية " واللفظة سقطت من تاريخ الرقة والمثبت عن سيرة عمر بن عبد العزيز لابن الجوزي

(48/244)


في الطبق ثم قال ادخلوا ديركم لاأعلم أنكم بعثتم إلى أحد من أصحابي بشئ قال فحركت بغلتي فلحقته فقلت يا أمير المؤمنين اشتهيت التفاح فطلب لك فلم يوجد ثم أهدي لك فرددته فقلت ألم يكن رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) وأبو بكر وعمر يقبلون ( 1 ) الهدية قال إنها لرسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) وأبي بكر وعمر هدية وللعمال بعدهم رشوة وعن فرات بن مسلم قال ( 2 ) كنت أعرض على عمر بن عبد العزيز كتبي في كل جمعة مرة فعرضتها عليه فأخذ منها قرطاسا نقيا قدر أربع أصابع أو شبر فكتب فيه حاجة له فقلت غفل أمير المؤمنين فبعث إلي من الغد جئني بكتبك قال فبعثني في حاجة فلما جئت قال لي ما آن لنا أن ننظر فيها فقلت إنما نظرت فيها أمس قال اذهب حتى أبعث إليك فلما فتحت كتبي وجدت فيها قرطاسا قدر القرطاس الذي أخذ قال ( 3 ) وحدثنا هلال بن العلاء حدثنا أيوب بن محمد حدثنا ضمرة عن رجاء بن أبي سلمة قال دخل الفرات بن سالم ( 4 ) على عمر بن عبد العزيز فقال له ممن أنت قال من بني عقيل قال من أنفسهم أو من مواليهم فقال لا بل من مواليهم فقال لا تقل من بني عقيل فإنما بنو الرجل ما ولد ولكن قل من عقيل أخبرنا عاليا أبو الفرج سعيد بن أبي الرجاء أنبأنا أبو الفتح منصور بن الحسين بن علي ابن القاسم بن رواد أنبأنا أبو بكر بن المقرئ حدثنا أبو عروبة الحراني حدثنا أيوب بن محمد الوراق حدثنا ضمرة عن رجاء بن أبي سلمة قال دخل الفرات بن سالم على عمر بن عبد العزيز فقال له عمر ممن أنت قال من بني عقيل قال من أنفسهم أو من مواليهم قال لا بل من مواليهم قال فلا تقل من بني عقيل فإنما بنو الرجل ما ولد ولكن قل من عقيل
_________
( 1 ) في تاريخ الرقة : لا يردون الهدية
( 2 ) رواه القشيري في تاريخ الرقة ص 81
( 3 ) يعني أبا علي القشيري الحراني الرقي صاحب تاريخ الرقة والخبر في تاريخه ص 79 وهو شديد الاضطراب
( 4 ) الذي في تاريخ الرقة : دخل [ نوفل بن ] الفرات بن مسلم

(48/245)


أخبرنا ( 1 ) أبو البركات الأنماطي أنبأنا أبو المعالي ثابت بن بندار أنبأنا أبو علي الواسطي أنبأنا أبو بكر البابسيري أنبأنا الأحوص بن المفضل حدثنا أبي عن يحيى بن معين قال فرات بن مسلم وهو أبو نوفل بن فرات كان يرمى فرات وأهل بيته بالمنانية ( 2 ) وهم ينسبون ( 3 ) إلى ولاء بني عقيل أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر أنبأنا أبو صالح المؤذن أنبأنا أبو الحسن بن السقا حدثنا محمد بن يعقوب حدثنا عباس بن محمد قال سمعت يحيى بن معين يقول فرات ابن مسلم وهو أبو نوفل بن فرات وهو رقي وهو ثقة 5586 قرات الجبيلي حكى عن شيخ من أهل جبيل يكنى أبا زياد حكى عنه الوليد ين مسلم "
_________
( 1 ) كتب فوقها بالاصل : ملحق
( 2 ) المنانية نسبة إلى ماني تقدم التعريف به
( 3 ) بالاصل : ينسبوا

(48/246)


ذكر من اسمه فراس " 5587 فراس بن حميد ( 1 ) الحضرمي المصري روى عنه زيد بن بشر ووفد على يزيد بن الوليد في نفر من أهل مصر ببيعتهم ووفد على مروان بن محمد كتب إلي أبو محمد حمزة بن العباس بن علي وأبو الفضل أحمد بن محمد بن الحسن ح وحدثني أبو بكر اللفتواني عنهما قالا أنبأنا أبو بكر الباطرقاني أنبأنا أبو عبد الله ابن مندة قال قال أبو سعيد بن يونس فراس بن حميد الحضرمي كان من النفر الذين خرجوا ببيعة أهل مصر إلى مروان بن محمد واستوفده صالح بن علي بن عبد الله بن عباس حين دخل إلى مصر روى عنه زيد ابن بشر توفي في المحرم سنة ثلاث وثمانين ومائة 5588 فراس بن النضر بن الحارث بن علقمة ابن كلدة بن عبد مناف بن عبد الدار بن قصي أبو الحارث العبدري القرشي ( 2 ) له صحبة وهاجر إلى أرض الحبشة في المرة الثانية ( 3 ) وشهد اليرموك
_________
( 1 ) بالاصل : " علي " والمثبت عن ت وسيرد في الخبر : " ابن حميد "
( 2 ) ترجمته في أسد الغابة 4 / 54 والاصابة 3 / 202 والاستيعاب 3 / 211 ( هامش الاصابة ) سيرة ابن هشام 2 / 363 وسيرة ابن إسحاق رقم 303 ص 206
( 3 ) سيرة ابن إسحاق ص 206 رقم 302

(48/247)


قرأت على أبي غالب بن البنا عن أبي إسحاق البرمكي أنبأنا أبو عمر بن حيوية أنبأنا أبو الحسن أحمد بن معروف حدثنا الحسين بن الفهم حدثنا محمد بن سعد قال في الطبقة الثانية فراس بن النضر بن الحارث بن علقمة بن كلدة بن عبد مناف بن عبدالدار بن قصي وأمه زينب بنت النباش بن زرارة من بني أسد بن عمرو بن تميم وكان قديم الإسلام بمكة وهاجر إلى أرض الحبشة في المرة الثانية في روايتهم جميعا إلا موسى بن عقبة وأبا معشر كانا يغلظان في أمره فيقولان النضر بن الحارث بن علقمة والنضر بن الحارث قتل كافرا يوم بدر صبرا والذي أسلم وهاجر إلى أرض الحبشة في رواية محمد بن إسحاق ومحمد بن عمر ابنه فراس بن النضر بن الحارث قتل يوم اليرموك شهيدا وليس له عقب وذكر البلاذري قال كان قدومه من أرض الحبشة بعد الهجرة وأنه قتل يوم اليرموك شهيدا 5589 فراس الشعباني ( 2 ) أحسبه دمشقيا حدث عن أبي سعد ويقال أبو سعيد الخير ( 3 ) ويزيد بن شجرة الرهاوي روى عنه الوليد بن سليمان بن أبي السائب أنبأنا أبو علي الحداد وأخبرنا أبو القاسم الواسطي أنبأنا أبو بكر الخطيب قالا أنبأنا أبو نعيم الحافظ حدثنا عبد الله بن جعفر حدثنا إسماعيل بن عبد الله بن مسعود حدثنا عبد الرحمن بن إبراهيم حدثنا الوليد بن مسلم حدثنا الوليد بن سليمان بن أبي السائب قال سمعت فراسا الشعباني يقول سمعت أبا سعد الخير يقول سمعت رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) يقول توضأوا مما مست النار وغلت ( 4 ) به المراجل أخبرناه أبو القاسم أيضا حدثنا أبو بكر الخطيب أناه ابن الفضل أنبأنا علي بن إبراهيم المستملي حدثنا محمد بن إبراهيم بن شعيب الغازي حدثنا محمد بن إسماعيل
_________
( 1 ) رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى 4 / 122
( 2 ) ترجمته في ميزان الاعتدال 3 / 342 والتاريخ الكبير 7 / 138 والجرح والتعديل 7 / 91
( 3 ) اسمه عامر بن سعد الانماري وقيل : عمرو بن سعد ترجمته في أسد الغابة 4 / 137
( 4 ) بالاصل : " غسلت " شطبت بخط أفقي فوقها وكتبت بين السطرين لفظة " وغلت " وهو ما أثبت وهو يوافق عبارة ت

(48/248)


البخاري حدثنا دحيم حدثنا الوليد بن مسلم مثل حديث أبي نعيم سواء أخبرناه أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد أنبأنا شجاع بن علي أنبأنا أبو عبد الله بن مندة أنبأنا محمد بن يعقوب بن يوسف حدثنا يزيد بن عبد الصمد حدثنا ( 1 ) محمد بن عائذ حدثنا الوليد بن مسلم حدثنا الوليد بن سليمان بن أبي السائب أنه سمع فراس الشعباني يقول سمعت أبا سعد الخير وقال مرة أبو سعيد يقول سمعت رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) يقول توضأوا مما مست النار وغلت به المراجل قال ابن مندة رواه إبراهيم بن موسى الفراء وغيره عن الوليد بن مسلم فقالوا في حديثهم عن أبي سعد ولم يشكوا أخبرناه أبو عبد الله محمد بن أحمد بن إبراهيم وأبو صادق مرشد بن يحيى بن القاسم بن علي في كتابيهما ثم أخبرنا أبو محمد عبد الرحمن بن أبي الحسن الداراني أنبأنا سهل بن بشر الإسفرايني قالوا ( 2 ) أنبأنا أبو الحسين محمد بن الحسين بن محمد النيسابوري ( 3 ) أنبأنا القاضي أبو طاهر محمد بن أحمد بن عبد الله الذهلي حدثنا إسحاق بن خالويه البابسيري بالبصرة حدثنا علي بن بحر حدثنا الوليد بن مسلم حدثنا الوليد بن سليمان أنه سمع فراسا الشعباني أنهم كانوا غزاة بالقسطنطنية ( 4 ) في زمان معاوية قال وعلينا يزيد بن شجرة فبينا نحن عنده إذ مر بنا أبو سعد الخير صاحب رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) فقال له يزيد يا أبا سعد أنت الذي تقول إنه لا بأس أن يقرأ الجنب القرآن فقال أبو سعد أنا الذي أقول الجنب إذا توضأ وضوءه للصلاة لا بأس أن يقرأ الآية والآيتين وأيم الله إنكم لتصنعون ما هو أشد عليكم من ذلك قال وما هو قال تأكلون ما مسته النار ثم تصلون ولا توضؤون وأنا سمعت من رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) يقول توضؤا مما مست النار وغلت به المراجل ورواه عمرو بن بشر بن السرح عن الوليد بن سليمان فقال عن أبي سعيد
_________
( 1 ) كتب على هامش الاصل : " عن محمد " وبعدها صح
( 2 ) كذا بالاصل وت
( 3 ) ترجمته في سير أعلام النبلاء 17 / 664 وكناه : أبا الحسن
( 4 ) كذا بالاصل وت

(48/249)


أخبرناه أبو غالب بن البنا قراءة عن أبي الفتح بن المحاملي أنبأنا أبو الحسن الدارقطني حدثنا علي بن إبراهيم حدثنا ابن فارس حدثنا البخاري حدثنا حميد النسوي حدثنا أبو أيوب الدمشقي حدثنا عمرو بن بشر بن سرح القيسي ( 1 ) حدثنا الوليد بن سليمان ابن أبي السائب عن فراس عن أبي سعيد الخير قال سمعت رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) قال توضؤا مما مست النار وغلت به المراجل كذا قال القيسي وهو العنسي بالعين والنون أنبأنا أبو الغنائم محمد بن علي ثم حدثنا أبو الفضل بن ناصر أنبأنا أحمد بن الحسن والمبارك بن عبد الجبار ومحمد بن علي واللفظ له قالوا أنبأنا أبو أحمد زاد أحمد وأبو الحسين قالا أنبأنا أبو بكر أنبأنا أبو الحسن أنبأنا أبو عبد الله البخاري ( 2 ) قال فراس الشعباني عن أبي سعد الخير أخبرنا أبو الحسين ( 3 ) الأبرقوهي وأبو عبد الله الأديب إذنا قالا أنبأنا أبو القاسم ابن مندة أنبأنا أبو علي إجازة ح قال وأنبأنا أبو طاهر بن سلمة أنبأنا علي بن محمد قالا أنبأنا أبو محمد بن أبي حاتم قال ( 4 ) فراس الشعباني روى عن أبي سعد ( 5 ) الخير روى عنه الوليد بن سليمان بن أبي السائب سمعت أبي يقول ذلك أخبرنا أبو غالب بن البنا أنبأنا أبو الحسين الصيرفي أنبأنا أبو القاسم بن عتاب أنبأنا أحمد بن عمير إجازة ح وأخبرنا أبو القاسم بن السوسي أنبأنا أبو عبد الله بن أبي الحديد أنبأنا أبو الحسن الربعي أنبأنا عبد الوهاب الكلابي أنبانا أحمد بن عمير قراءة قال
_________
( 1 ) كذا بالاصل وت وهو تصحيف وسينبه المصنف في آخر الحديث إلى أن الصواب : العنسي
( 2 ) التاريخ الكبير للبخاري 7 / 138
( 3 ) في التاريخ الكبير : أبي سعيد
( 4 ) بالاصل : الحسن تصحيف والتصويب عن ت
( 5 ) رواه ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل 7 / 91
( 6 ) كذا بالاصل وت وفي الجرح والتعديل : أبي سعيد الخير

(48/250)


سمعت أبا الحسن بن سميع يقول في الطبقة الرابعة فراس الشعباني أنبأنا أبو محمد بن الأكفاني حدثنا أبو محمد الكتاني ( 1 ) أنبأنا أبو القاسم تمام بن محمد أنبأنا أبو زرعة قال في الطبقة الرابعة فراس الشعباني عن أبي سعد الخير قرأت على أبي محمد السلمي عن أبي نصر بن ماكولا ( 2 ) قال أما فراس بكسر الفاء وتخفيف الراء فهو فراس الشعباني عن أبي سعد الخير ومن قال فيه بزيادة الياء فقد غلط "
_________
( 1 ) بالاصل : الكناني تصحيف
( 2 ) الاكمال لابن ماكولا 7 / 45

(48/251)


ذكر من اسمه فرج " 5590 فرج بن إبراهيم بن عبد الله أبو القاسم النصيبي الصوفي الأعمش ويعرف بفريج ( 1 ) روى عن سليمان بن محمد بن إدريس وأبي عمر حفص بن موسى بن هارون الفقيه وأبي بكر عبد الله بن عيسى الصيدلاني وأبي بكر الخرائطي ويعقوب بن ثوابة الحمصي وأحمد بن يوسف بن إسحاق المنبجي الأطروش ومحمد بن إبراهيم بن زوزان الأنطاكي وأبي بكر محمد بن عبد الله الزبيري الأنطاكي وحيان بن بشر بن حيان بالمصيصة وأبي سعيد بن الأعرابي وأبي إسحاق إبراهيم بن عبد الله الوراق روى عنه تمام بن محمد وأبو نصر بن الجبان وأبو الحسن بن عوف وعبد الوهاب الميداني وعبد الله بن بكر ( 2 ) الطبراني وعبد الله بن عمر بن نصر ومكي بن محمد بن الغمر وأبو عبد الله بن باكوية ( 3 ) وصدقة بن حديد بن يوسف المقرئ وصدقة ابن المظفر الأنصاري وأبو بكر محمد بن عبد الرحمن بن عبيدالله القطان وأبو بكر محمد ابن عبد الله بن الحرمي ( 4 ) المقرئ وأبو الحسن بن جهضم
_________
( 1 ) ضبطت بجيم مععجمة مصغرا عن تبصير المنتبه 3 / 1077 وانظر الاكمال 7 / 48 وفيهما : فريج بن عبد الله النصيبي
( 2 ) بالاصل : بكير تصحيف ترجمته في سير أعلام النبلاء 17 / 106
( 3 ) ترجمته في سير أعلام النبلاء 17 / 544
( 4 ) كذا رسمها بالاصل : " الحرمي " ولعله " الخرقي " راجع معرفة القراء الكبار 1 / 338 وغاية النهاية 2 / 183

(48/252)


أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلم الفرضي حدثنا عبد العزيز بن أحمد أنبأنا تمام بن محمد حدثني فرج بن إبراهيم النصيبي حدثنا سليمان بن محمد بن إدريس بحلب حدثنا حاجب بن سليمان حدثنا يعقوب بن إسحاق حدثنا حماد بن سلمة عن أبي العشراء ( 1 ) الدارمي عن أبيه قال قلت يا رسول الله ما تكون الذكاة إلا في الحلق واللبة قال وأبيك لو طعنت في فخذها أجزأك ( 2 ) أخبرنا أبو القاسم هبة الله بن عبد الله أنبأنا أبو بكر الخطيب حدثنا عبد العزيز بن علي الأزجي قال سمعت علي بن عبد الله بن الحسن بن جهضم الهمذاني ( 3 ) بمكة يقول حدثني فريج بن عبد الله النصيبي قال سمعت أبا جعفر المصيصي يقول سمعت سهل بن عبد الله يقول احفظوا السواد على البياض فما أحد ترك الظاهر إلا خرج إلى الزندقة قال الخطيب فريج بضم الفاء وبالجيم هو فريج بن عبد الله النصيبي ( 4 ) أخبرنا أبو بكر محمد بن أحمد بن الجنيد المحتاجي قال سمعت أبا نصر عبد الله ابن الحسين بن محمد بن هارون يقول سمعت الشيخ أبا عبد الله بن باكوية رحمه الله يقول سمعت فرج بن إبراهيم النصيبي يقول سمعت محمد بن عبد الله بن الحسين الانصاري قال سمعت أبا محمد الجريري ( 5 ) يقول سمعت قائلا يقول في المنام إن الله لا يعبأ بصاحب رواية ولا حكاية إنما يعبأ بصاحب قلب ودراية أخبرنا أبو غالب بن إحمد بن المسلم أنبأنا أبو الحسن علي بن الحسن بن عبد
_________
( 1 ) بالاصل : المعشر تصحيف والصواب ما أثبت والعشراء : بضم أوله وفتح المعجمة والراء والمد كما في تقريب التهذيب
ترجمته في تهذيب الكمال 21 / 385 اختلفوا في اسمه
( 2 ) راجع تهذيب الكمال 21 / 386 باختلاف السند والرواية وانظر تخريجه فيه
( 3 ) بالاصل : الهمداني بالدال المهملة تصحيف ترجمته في سير أعلام النبلاء 17 / 275
( 4 ) انظر ما تقدم عن تبصير المنتبه والاكمال لابن ماكولا
( 5 ) ترجمته في سير أعلام النبلاء 14 / 467 اختلفوا في اسمه

(48/253)


السلام بن أبي الحزور ( 1 ) أنبأنا أبو الحسن محمد بن عوف بن أحمد المزني قال أنشدنا الفرج بن إبراهيم النصيبي أنشدنا عبد الله بن عصام أنشدني بعض أصحابنا ( 2 ) * أخوك الذي لا ينقض الدهر عهده * ولا عند صرف الدهر يزور جانبه وليس ( 3 ) الذي يلقاك بالود والصفا * وإن غبت عنه تتبعك عقاربه فخذ من أخيك العفو واغفر ذنوبه * ولا تك في كل الأمور تجانبه إذا كنت في كل الأمور معاتبا * صديقك لم تلق الذي لا تعاتبه إذا أنت لم تشرب مرارا على القذى * ظمئت وأي الناس تصفو مشاربه * 5591 فرج بن راشد الدمشقي حدث عن القاسم بن محمد بن أبي بكر روى عنه بكر بن يونس بن بكير ( 4 ) قال ابن مندة فيما حكاه أبو الفضل المقدسي عنه وذكره أبو جعفر ( 5 ) العقيلي في كتاب التاريخ له وأورد له حديثا 5592 الفرج بن فضالة بن النعمان بن نعيم أبو فضالة التنوخي الحمصي ( 6 ) وقيل إنه دمشقي حدث عن لقمان بن عامر والعلاء بن الحارث وهشام بن عروة ويحيى بن سعيد الأنصاري وعبد الله بن عامر وعلي بن أبي طلحة ومحمد بن الوليد الزبيدي وعبد الرحمن بن زياد بن أنعم الإفريقي
_________
( 1 ) رسمها مضطرب بالاصل والمثبت عن ت
( 2 ) الابيات لبشار بن برد من قصيدة يمدح عمر بن هبيرة ديوانه ط بيروت - دار الثقافة ص 43
( 3 ) ليس في الديوان
( 4 ) بالاصل : بكر تصحيف والتصويب عن ت
ترجمته في تهذيب الكمال 3 / 150
( 5 ) بالاصل : " الفضل " ثم شطبت بخط أفقي وكتبت لفظة " جعفر " تحتها بين السطرين وهو ما أثبت ومثله في ت
( 6 ) ترجمته في تهذيب الكمال 15 / 42 وتهذيب التهذيب 4 / 481 وميزان الاعتدال 3 / 343 والضعفاء الكبير 3 / 462 والجرح والتعديل 7 / 85 والمجروحين 2 / 206 والتاريخ الكبير 7 / 134 الكامل في ضعفاء الرجال 6 / 28 وتاريخ بغداد 12 / 393

(48/254)


روى عنه شعبة وبقية ومعاذ بن معاذ العنبري وعلي بن الجعد وإسحاق بن أبي إسرائيل وسريج ( 1 ) بن يونس وعلي بن حجر ومنصور بن أبي مزاحم والربيع بن ثعلب وسويد بن سعيد وزيد بن أبي الزرقاء الموصلي وإبراهيم بن مهدي المصيصي ومحمد بن عيسى بن الطباع ومحمد بن بكار بن الريان وإبراهيم بن زياد سبلان وقتيبة بن سعيد وآدم بن أبي إياس العسقلاني ومحمد بن سليمان لوين أخبرنا أبو عبد الله محمد بن الفضل وأبو محمد هبة الله بن سهل بن عمر قالا أنبأنا أبو عثمان البحيري أنبأنا أبو عمرو بن حمدان أنبأنا الحسن بن سفيان حدثنا سريج بن يونس حدثنا فرج بن فضالة عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت كنت أغلف ( 2 ) لحية رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) بالغالية ( 3 ) ثم يحرم ( 4 ) أخبرتنا أم المجتبى بنت ناصر قالت قرئ على إبراهيم بن منصور أنبأنا أبو بكر بن المقرئ أنبأنا أبو يعلى الموصلي حدثنا إسحاق يعني ابن أبي إسرائيل حدثنا فرج بن فضالة عن العلاء بن الحارث عن مكحول قال مرض معاذ بن جبل فأتاه أصحابه يعودونه فقال أجلسوني فأجلسوه فقال كلمة سمعتها من رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) قال من كان آخر كلامه عند الموت لاإله إلا الله وحده لا شريك له هدمت ما كان قبلها من الذنوب والخطايا فلقنوها موتاكم فقيل يا أبا عبد الرحمن فكيف هي للأحياء قال هي أهدم وأهدم أخبرنا أبو عبد الله محمد بن عبد الرحمن بن محمد الفقيه أنبأنا أبو محمد عبد الله ( 5 ) ابن رفاعة بن غدير بن علي بن أبي عمر بن أبي الذيال بن ثابت بن نعيم بن حديدة بن حداد بن زنباع بن روح السعدي المصري بمصر أنبأنا أبو الحسن علي بن الحسن الخلعي المصري أنبأنا أبو محمد عبد الرحمن بن عمر بن محمد البزاز أنبأنا أبو العباس محمد بن جعفر بن كامل الحضرمي حدثنا أبو زكريا يحيى بن عثمان بن صالح حدثنا أبو صالح عبد الله بن
_________
( 1 ) إعجامها مضطرب بالاصل وت
( 2 ) غلف لحيته بالطيب والحناء والغالية : لطخها ( تاج العروس : غلف )
( 3 ) الغالية : نوع من اليب
( 4 ) تاج العروس : ( غلف )
( 5 ) ترجمته في سير أعلام النبلاء 20 / 435

(48/255)


صالح ( 1 ) الجهني كاتب الليث بن سعد حدثنا الفرج بن فضالة الدمشقي عن لقمان بن عامر قال سمعت أبا أمامة الباهلي يقول خطبنا رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) في حجة الوداع فحمد الله وأثنى عليه وسمعته يقول ألا لعلكم ألا تروني بعد عامكم هذا ثلاث مرات فقام رجل طويل أشعر كأنه من رجال شنوءة فقال ما الذي نفعل يا رسول الله قال اعبدوا ربكم وصلوا خمسكم وصوموا شهركم وحجوا بيتكم وأدوا زكاة أموالكم طيبة بها أنفسكم تدخلوا جنة ربكم أخبرناه عاليا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا أبو الحسين بن النقور وأبو القاسم بن البسري ح وأخبرنا أبو محمد الحسن بن نصر بن الحسن الرازي البزاز أنبأنا أبو القاسم بن البسري قالا أنبأنا أبو طاهر المخلص حدثنا عبد الله بن محمد بن عبد العزيز حدثنا سويد بن سعيد حدثنا فرج بن فضالة عن لقمان بن عامر عن أبي أمامة قال حججت مع رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) حجة الوداع فحمد الله وأثنى عليه ثم قال ألا لعلكم أن لا تروني بعد عامي هذا ثلاث مرات فقام إليه رجل طوال أشعث كأنه من أزد شنوءة فقال يا رسول الله فما الذي نفعل قال اعبدوا ربكم وصلوا خمسكم وصوموا شهركم وحجوا بيت ربكم وأدوا زكاتكم طيبة بها أنفسكم تدخلوا جنة ربكم ( 2 ) أخبرنا ( 3 ) أبو القاسم إسماعيل بن أحمد أنبأنا إسماعيل بن مسعدة أنبأنا حمزة بن يوسف أنبأنا عبد الله بن عدي حدثنا سليمان بن الحسن العطار حدثنا عبد الله ( 4 ) بن معاذ حدثنا أبي
_________
( 1 ) ترجمته في سير أعلام النبلاء 10 / 405
( 2 ) كتب بعدها في ت : آخر الجزء السبعين بعد الخمسمائة من الفرع وهو آخر المجلدة السابعة والخمسين من تجزئة الفرع
( 3 ) قبله كتب في ت
بسم الله الرحن الرحيم وصلى الله على محمد وآله وسلم
( 4 ) في الكامل لابن عدي 6 / 29 عبيد الله بن معاذ

(48/256)


حدثنا فرج بن فضالة أن مولده في خلافة الوليد بن عبد الملك بن مروان في غزاة مسلمة الطوانة ( 1 ) جاء الخبر بولادته في يوم فتحت الطوانة فأعلم أبوه مسلمة خبر ولادته فقال له مسلمة ما سميته قال سميته الفرج لما فرج عنا في هذا اليوم بالفتح فقال مسلمة لفضالة أصبت وكانت أصاب المسلمين في الإقامة على الطوانة شدة شديدة وذلك في سنة في ثمان وثمانين ( 2 ) أخبرنا أبو البركات بن المبارك وأبو العز الكيلي قالا أنبأنا أبو طاهر أحمد بن الحسن زاد ابن المبارك وأبو الفضل بن خيرون قالا أنبأنا أبو الحسين الأصبهاني أنبأنا أبو الحسين الأهوازي حدثنا عمر بن أحمد بن إسحاق حدثنا خليفة بن خياط قال ( 3 ) في الطبقة الخامسة من أهل الشامات فرج بن فضالة يكنى أبا فضالة حمصي مات سنة ست وسبعين ومائة أخبرنا أبو بكر محمد بن شجاع أنبأنا أبو عمرو بن مندة أنبأنا أبو محمد بن يوة أنبأنا أبو الحسن اللنباني ( 4 ) أنبأنا أبو بكر بن عبيد حدثنا محمد بن سعد قال ( 5 ) في الطبقة الرابعة من أهل الشام فرج بن فضالة الحمصي ويكنى أبا فضالة وكان على بيت مال بغداد وتوفي بها سنة ست وسبعين ومائة وفي غير روايتنا في خلافة هارون وكان ضعيفا أخبرنا ( 6 ) أبو البركات الأنماطي أنبأنا ثابت بن بندار أنبأنا أبو العلاء أنبأنا أبو بكر أنبأنا أبو أمية بن الغلابي حدثنا أبي قال فرج بن فضالة من تنوخ ومات بالعراق ( 7 ) أنبأنا أبو الغنائم محمد بن علي ثم حدثنا أبو الفضل بن ناصر أنبأنا أحمد بن الحسن والمبارك بن عبد الجبار ومحمد بن علي واللفظ له قالوا أنبأنا أبو أحمد زاد
_________
( 1 ) طوانة بلد بثغور المصيصة راجع معجم البلدان
( 2 ) تهذيب الكمال 15 / 45 من طريق أبي بكر الخطيب
( 3 ) طبقات خليفة بن خياط ص 579 رقم 3037
4 - ( ) بالاصل : اللبناني بتقديم الباء تصحيف والصواب ما أثبت " اللبناني " عن ت
والسند معروف
( 5 ) الخبر برواية ابن أبي الدنيا ليس في الطبقات الكبرى المطبوع لابن سعد
( 6 ) كتب فوقها بالاصل وت : ملحق
( 7 ) كتب فوقها بالاصل وت : إلى

(48/257)


أحمد ومحمد بن الحسن قالا أنبأنا أحمد بن عبدان أنبأنا محمد بن سهل أنبأنا محمد ابن إسماعيل ( 1 ) قال فرج بن فضالة الشامي عن يحيى بن سعيد الأنصاري منكر الحديث أخبرنا أبو الحسين القاضي إذنا وأبو عبد الله الأديب شفاها قالا أنبأنا أبو القاسم بن مندة أنبأنا أبو علي إجازة ح قال وأنبأنا أبو طاهر بن سلمة أنبأنا علي بن محمد قالا أنبأنا محمد بن أبي حاتم قال ( 2 ) فرج بن فضالة أبو فضاله الشامي القضاعي حمصي روى عن لقمان بن عامر وأسد بن وداعة ويحيى بن سعيد الأنصاري روى عنه ابن الطباع وإبراهيم بن مهدي وسعيد بن سليمان ومحمد بن بكار وسليمان بن داود العتكي وسويد بن سعيد وقتيبة بن سعيد وسعيد بن محمد الجرمي ( 3 ) وسمعت أبي يقول ذلك أخبرنا أبو بكر محمد بن العباس أنبأنا أحمد بن منصور بن خلف أنبأنا أبو سعيد بن حمدون أنبأنا مكي بن عبدان قال سمعت مسلم بن الحجاج يقول أبو فضالة فرج بن فضالة الحمصي عن يحيى بن سعيد منكر الحديث ( 4 ) قرأت على أبي الفضل بن ناصر عن جعفر بن يحيى أنبأنا أبو نصر الوائلي أنبأنا الخصيب بن عبد الله أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرحمن أخبرني أبي قال أبو فضالة الفرج بن فضالة ضعيف ( 5 ) أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني حدثنا أبو محمد الكتاني ( 6 ) أنبأنا أبو القاسم تمام بن محمد أنبأنا أبو عبد الله الكندي حدثنا أبو زرعة قال الفرج بن فضالة يكنى أبا فضالة
_________
( 1 ) رواه البخاري في التاريخ الكبير 7 / 134
( 2 ) رواه ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل 7 / 85
( 3 ) بالاصل : الحرمي تصحيف والتصويب عن ت والجرح والتعديل وتهذيب الكمال
( 4 ) عن مسلم بن الحجاج في تهذيب الكمال 15 / 44
( 5 ) عن النسائي في تهذيب الكمال 15 / 44 وميزان الاعتدال 3 / 344
( 6 ) بالاصل : الكناني تصحيف والتصويب عن ت والسند معروف

(48/258)


قرأنا على أبي الفضل بن ناصر عن أبي طاهر بن أبي الصقر أنبأنا هبة الله بن إبراهيم ابن عمر أنبأنا أبو بكر المهندس حدثنا أبو بشر الدولابي قال أبو فضالة الفرج بن فضالة ( 1 ) أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا أبو القاسم بن مسعدة أنبأنا حمزة بن يوسف أنبأنا أبو أحمد بن عدي ( 2 ) قال فرج بن فضالة حمصي يكنى أبا فضالة أنبأنا أبو جعفر محمد بن أبي علي أنبأنا أبو بكر الصفار أنبأنا أحمد بن علي بن منجوية أنبأنا أبو أحمد الحاكم قال أبو فضالة الفرج بن فضالة الشامي الحمصي عن أبي سعيد يحيى بن سعيد بن قيس بن عمرو الأنصاري وأبي الهذيل محمد بن الوليد بن عامر الزبيدي ( 3 ) سمع منه أبو بسطام شعبة بن الحجاج العتكي وأبو خالد يزيد بن هارون السلمي حديثه ليس بالقائم ( 4 ) أخبرنا أبو الحسن بن قبيس وأبو منصور بن خيرون قالا قال لنا أبو بكر الخطيب ( 5 ) الفرج بن فضالة زاد ابن خيرون بن النعمان بن نعيم وقالا : أبو فضالة الحمصي زاد ابن خيرون التنوخي من أنفسهم وقالا سكن بغداد وكان على بيت المال بها وحدث عن لقمان بن عامر ويحيى بن سعيد الأنصاري وهشام بن عروة وعبد الرحمن بن زياد بن أنعم وعلي بن أبي طلحة ومحمد بن الوليد الزبيدي روى عنه ابنه محمد بن الفرج وشعبة بن الحجاج وزيد بن أبي الزرقاء وإبراهيم بن مهدي وعلي بن الجعد ومحمد بن عيسى الطباع ومحمد بن بكار بن الريان وإبراهيم بن زياد سبلان ( 6 ) والربيع ابن ثعلب وسريج ( 7 ) بن يونس وغيرهم أنبأنا أبو الحسين القاضي وأبو عبد الله الأديب قالا أنبأنا أبو القاسم بن مندة أنبأنا أبو علي إجازة
_________
( 1 ) الكنى والاسماء للدولابي 2 / 80
( 2 ) رواه ابن عدي في الكامل في ضعفاء الرجال 6 / 28
( 3 ) ترجمته في سير أعلام النبلاء 16 / 281
( 4 ) تهذيب الكمال 15 / 44
( 5 ) رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 12 / 393
( 6 ) الاصل : سيلان تصحيف والتصويب عن ت وتاريخ بغداد
( 7 ) بالاصل : " شريح " وفي ت : " سريح " كلاهما تصحيف والتصويب عن تاريخ بغداد

(48/259)


ح قال وأنبأنا أبو طاهر بن سلمة أنبأنا علي بن محمد قالا أنبأنا أبو محمد بن أبي حاتم ( 1 ) قال حدثنا أبي حدثنا سليمان بن أحمد الدمشقي قال سمعت يزيد بن هاورن قال رأيت شعبة بن الحجاج عند الفرج بن فضالة يسأله عن حديث من حديث إسماعيل بن عياش أخبرنا أبو الحسن بن قبيس حدثنا أبو منصور بن خيرون أنبأنا أبو بكر الخطيب ( 2 ) أنبأنا علي بن المحسن التنوخي حدثنا صدقة بن علي الموصلي حدثنا محمد
ابن القاسم بن بكار ( 3 ) الأنباري حدثنا أبي حدثنا أحمد بن عبيد عن المدائني قال مر المنصور بفرج بن فضالة فلم يقم له فقيل له في ذلك فقال خشيت أن يسألني الله لم قمت ويسأله لم رضيت قال الخطيب ( 4 ) وأنبأنا أبو منصور محمد بن عيسى بن عبد العزيز الزاز بهمذان حدثنا علي بن محمد بن الحسن القزويني الصيقلي قال سمعت بعض أصحابنا قال أقبل المنصور يوما راكبا والفرج بن فضالة جالس عند باب الذهب فقام الناس فدخل من الباب ولم يقم له الفرج فاستشاط غضبا ودعا به فقال ما منعك من القيام حين رأيتني قال خفت أن يسألني الله عنه لم فعلت ويسألك لم رضيت وقد كرهه رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) قال فبكى المنصور وقربه وقضى حوائجه أخبرنا أبو منصور بن خيرون أنبأنا أبو بكر الخطيب ( 5 ) أنبأنا البرقاني قال قرأت على عمر بن نوح البجلي حدثكم أبو القاسم البغوي نا عمي علي بن عبد العزيز ح وأخبرنا أبو الحسن المالكي حدثنا أبو منصور العطار أنبأنا أبو بكر الخطيب ( 5 ) أنبأنا أبو منصور محمد بن محمد بن عثمان البندار حدثنا عيسى بن حامد الرخجي ( 6 ) ح قال الخطيب وأنبأنا علي بن أبي علي حدثنا عبيدالله بن محمد بن إسحاق
_________
( 1 ) رواه ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل 7 / 85 - 86 وعن أبي حاتم في تهذيب الكمال 15 / 45
( 2 ) رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 12 / 393 - 394
( 3 ) كذا بالاصل وت وفي تاريخ بغداد : بشار
( 4 ) تاريخ بغداد 12 / 394
( 5 ) رواه الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد 12 / 394
( 6 ) إعجامها مضطرب بالاصل والمثبت عن ت وتاريخ بغداد

(48/260)


البزاز ( 1 ) قالا حدثنا عبد الله بن محمد بن عبد العزيز حدثني عمي ( 2 ) حدثنا سليمان بن أحمد قال سمعت عبد الرحمن بن مهدي يقول ما رأيت شاميا أثبت من فرج بن بن فضالة وما حدثت عنه وأنا أستخير الله في الحديث عنه فقلت له يا أبا سعيد حدثني قال اكتب حدثني فرج بن فضالة أخبرنا بها عالية أبو القاسم بن السمرقندي وأبو الفضل أحمد بن الحسن بن هبة الله وأبو منصور علي بن علي بن عبيدالله قالوا أنبأنا أبو محمد الصريفيني أنبأنا أبو القاسم ابن حبابة حدثنا أبو القاسم البغوي حدثنا عمي فذكر مثلها أخبرنا أبو الحسن بن قبيس حدثنا أبو منصور بن خيرون أنبأنا أبو بكر الخطيب ( 3 ) ح وأخبرنا أبو البركات الأنماطي أنبأنا أبو طاهر أحمد بن الحسن قالا أنبأنا يوسف بن رياح البصري أنبأنا أحمد بن محمد بن إسماعيل المهندس بمصر حدثنا أبو بشر الدولابي ( 4 ) حدثنا معاوية بن صالح قال فرج بن فضالة زاد الأنماطي أبو فضالة وقالا قال أحمد هو ثقة قرأت على أبي الفضل بن ناصر عن جعفر بن يحيى أنبأنا أبو نصر الوائلي أنبأنا الخصيب بن عبد الله أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرحمن أخبرني أبي أنبأنا معاوية بن صالح قال الفرج بن فضالة قال لي أحمد ثقة قرأنا على أبي الفضل أيضا عن محمد بن أحمد بن محمد أنبأنا هبة الله بن إبراهيم ابن عمر حدثنا أحمد بن محمد بن إسماعيل حدثنا محمد بن أحمد بن حماد قال ( 5 ) سمعت معاوية بن صالح أبا ( 6 ) عبيد الله الأشعري يقول قال لي أحمد بن حنبل الفرج بن فضالة ثقة
_________
( 1 ) بالاصل : البزار والمثبت عن ت وتاريخ بغداد
( 2 ) ومن طريقه - علي بن عبد العزيز البغوي - رواه المزي في تهذيب الكمال 15 / 45
ومن طريق سليمان بن أحمد رواه الذهبي في ميزان الاعتدال 3 / 344
( 3 ) رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 12 / 395
( 4 ) راجع الكنى والاسماء للدولابي 2 / 80 و 81 وتهذيب الكمال 15 / 43
( 5 ) الكنى والاسماء للدولابي 2 / 81
( 6 ) بالاصل : " سمعت معاوية بن صالح أنبأنا أبو عبيد الله الاشعري " تصحيف والصواب بحذف : " أنبأنا أبو " ووضع " أبا " مكانها بما وافق عبارة ت والكنى والاسماء للدولابي
راجع ترجمة معاوية بن صالح أبي عبيد الله الاشعري في سير أعلام النبلاء 13 / 23

(48/261)


قال وأخبرني أبو بشر محمد بن أحمد قال ( 1 ) وأخبرني أبو داود سليمان بن الأشعث قال سمعت أحمد بن حنبل يقول فرج بن فضالة إذا حدث عن الشاميين فليس به بأس ولكن حدث عن يحيى بن سعيد بمناكير قرأت ( 2 ) على أبي الفضل بن ناصر عن جعفر أنبأنا أبو نصر أنبأنا الخصيب أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرحمن أخبرني أبي حدثنا سليمان بن أشعث أنبأنا أحمد قال فرج بن فضالة إذا حدثك عن الشاميين فليس به بأس ولكنه حدث عن يحيى بن سعيد مناكير أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد الفقيه وأبو القاسم هبة الله بن عبد الله قالا حدثنا و ( 3 ) أبو منصور بن خيرون أنبأنا أبو بكر الخطيب ( 4 ) أنبأنا أبو بكر أحمد بن محمد بن محمد الأشناني قال سمعت أحمد بن محمد بن عبدوس الطرائفي يقول سمعت عثمان بن سعيد الدارمي يقول قلت ليحيى بن معين فالفرج بن فضالة قال ليس به بأس أخبرنا أبو الحسن حدثنا أبو منصور أنبأنا أبو بكر ( 5 ) أخبرني عبد الله بن يحيى السكري أنبأنا محمد بن عبد الله الشافعي حدثنا جعفر بن محمد بن الأزهر حدثنا ابن الغلابي ح وأخبرنا ( 6 ) أبو البركات الأنماطي أنبأنا ثابت بن بندار أنبأنا أبو العلاء محمد ابن علي أنبأنا محمد بن أحمد البابسيري أنبأنا الأحوص بن المفضل حدثنا أبي ( 7 ) قال قال أبو زكريا الفرج بن فضالة صالح ( 8 ) أخبرنا أبو الحسين القاضي وأبو عبد الله الأديب إذنا قالا أنبأنا أبو القاسم بن مندة أنبأنا أبو علي إجازة
_________
( 1 ) الكنى والاسماء للدولابي 2 / 81 وانظر تهذيب الكمال 15 / 43
( 2 ) الخبر التالي استدرك على هامش ت وكتب في آخره : صح
( 3 ) الزيادة منا للايضح
( 4 ) الخبر رواه الخطيب في تاريخ 12 / 394
( 5 ) تاريخ بغداد 12 / 395
( 6 ) كتب فوقها بالاصل وت : ملحق
( 7 ) كتب فوقها فوقها بالاصل وت : إلى
( 8 ) تهذيب الكمال 15 / 44

(48/262)


ح قال وأنبأنا أبو طاهر بن سلمة أنبأنا علي بن محمد قالا أنبأنا أبو محمد بن أبي حاتم قال ( 1 ) أنبأنا أبو بكر بن أبي خيثمة فيما كتب إلي قال سئل يحيى بن معين عن فرج بن فضالة فقال ضعيف الحديث أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا أبو القاسم بن مسعدة أنبأنا حمزة بن يوسف أنبأنا أبو أحمد بن عدي حدثنا ابن مكرم إجازة ومشافهة قال سمعت عمرو بن علي يقول كنا عند يحيى يوما ومعنا معاذ فقال معاذ حدثنا فرج بن فضالة قال ( 2 ) فرأيت يحيى كلح وجهه قال وسمعت عبد الرحمن بن مهدي يقول حدث فرج بن فضالة ( 3 ) عن أهل الحجاز بأحاديث مقلوبة منكرة أخبرنا أبو البركات الأنماطي أنبأنا أبو بكر محمد بن المظفر أنبأنا أبو الحسن العتيقي أنبأنا يوسف بن أحمد أنبأنا أبو جعفر العقيلي ( 4 ) حدثنا محمد بن عيسى حدثنا عمرو بن علي قال كان عبد الرحمن لا ( 5 ) يحدث عن فرج بن فضالة ويقول حديثه عن يحيى بن سعيد أحاديث ( 6 ) مقلوبة منكرة أخبرنا أبو الحسن بن قبيس حدثنا أبو منصور بن خيرون أنبأنا أبو بكر الخطيب ( 7 ) أنبأنا محمد بن الحسين بن الفضل القطان أنبأنا عثمان بن أحمد الدقاق حدثنا سهل بن أبي سهل الواسطي ح قال الخطيب ( 7 ) وأنبأنا أبو القاسم عبد الله بن أحمد بن علي السوذرجاني بأصبهان حدثنا أبو بكر بن المقرئ حدثنا محمد بن الحسن بن علي بن بحر قالا حدثنا أبو
_________
( 1 ) رواه ابن أبي خاتم في الجرح والتعديل 7 / 86
( 2 ) رواه ابن عدي في الكامل في ضعفاء الرجال 6 / 28
( 3 ) ما بين الرقمين استدرك على هامش ت
وكتب بعده صح
( 4 ) رواه أبو جعفر العقيلي في الضعفاء الكبير 3 / 462
( 5 ) " لا " سقطت من الضعفاء الكبير وهي ضرورية
( 6 ) بالاصل " بأحاديث " تصحيف والتصويب عن ت والضعفاء الكبير
( 7 ) رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 12 / 395 - 396

(48/263)


حفص عمرو بن علي قال وكان عبد الرحمن يعني ابن مهدي لا يحدث عن فرج بن فضالة ويقول حديثه عن يحيى بن سعيد الأنصاري أحاديث منكرة زاد السوذرجاني مقلوبة قال ( 1 ) وأنبأنا البرقاني أنبأنا أبو حامد محمد ( 2 ) بن أحمد بن حسنوية حدثنا الحسين ابن إدريس الأنصاري حدثنا أبو داود سليمان بن الأشعث قال سمعت أحمد بن حنبل سئل عن إسماعيل بن عياش أهو أثبت أو أبو فضالة قال أبو فضالة يحدث عن ثقات أحاديث مناكير وقال أبو داود في موضع آخر قلت لأحمد بن حنبل فرج بن فضالة قال إذا حدث عن الشاميين فليس به بأس ولكن حديثه عن يحيى بن سعيد مضطرب قال ( 3 ) وأنبأنا الصيمري أنبأنا علي بن الحسن الرازي أنبأنا محمد بن الحسين الزعفراني أنبأنا أحمد بن زهير قال سئل يحيى بن معين عن الفرج بن فضالة فقال ضعيف قرأت على أبي الفتح نصرالله عن محمد عن أبي الحسين بن الطيوري أنبأنا أبو محمد الجوهري قراءة عن أبي عمر بن حيوية أنبأنا محمد بن القاسم حدثنا إبراهيم بن الجنيد قال ( 4 ) قال رجل ليحيى بن معين وأنا أسمع أيما أعجب إليك إسماعيل بن عياش أو فرج بن فضالة قال لا بل إسماعيل ثم قال فرج ضعيف الحديث وأيش عند فرج أخبرنا أبو الحسن بن قبيس حدثنا أبو منصور بن خيرون أنبأنا أبو بكر الخطيب ( 5 ) أنبأنا أبو نعيم الحافظ حدثنا موسى بن إبراهيم بن النضر العطار حدثنا محمد ابن عثمان بن أبي شيبة قال وسألته يعني علي بن المديني عن فرج بن فضالة فقال هو وسط وليس بالقوي
_________
( 1 ) القائل : أبو بكر الخطيب والخبر في تاريخ بغداد 12 / 395 وتهذيب الكمال 15 / 43
( 2 ) كذا بالاصل وت وفي تاريخ بغداد : أبو حامد أحمد بن محمد بن حسنويه
( 3 ) القائل : أبو بكر الخطيب والخبر في تاريخ بغداد 12 / 395
( 4 ) من طريق إبراهيم بن عبد الله بن الجنيد رواه في تهذيب الكمال 15 / 43 - 44

(48/264)


قال ( 1 ) وحدثنا الأزهري وعلي بن محمد بن الحسن السمسار قالا أنبأنا أبو عبد الله بن عثمان الصفار أنبأنا محمد بن عمران بن موسى الصيرفي حدثنا عبد الله بن علي بن عبد الله المديني قال سمعت أبي يقول ( 2 ) فرج بن فضالة ضعيف لاأحدث عنه أخبرنا أبو منصور بن خيرون أنبأنا أبو بكر الخطيب ( 3 ) أنبأنا ابن الفضل أنبأنا علي ابن إبراهيم المستملي حدثنا محمد بن سليمان بن فارس قال قال محمد بن إسماعيل البخاري فرج عنده مناكير عن يحيى ين سعيد الأنصاري أخبرنا أبو الحسن بن قبيس حدثنا أبو منصور بن خيرون أنبأنا أبو بكر الخطيب ( 4 ) أنبأنا ابن الفضل أنبأنا علي بن إبراهيم أخبرني محمد بن إبراهيم بن شعيب الغازي قال سمعت محمد بن إسماعيل يقول ح وأخبرنا أبو القاسم الواسطي أنبأنا أبو بكر الخطيب ح وحدثني أبو عبد الله البلخي أنبأنا أبو منصور محمد بن الحسين بن هريسة قالا أنبأنا أحمد بن محمد بن غالب أنبأنا حمزة بن محمد بن علي بن هاشم حدثنا محمد بن إبراهيم بن شعيب حدثنا محمد بن إسماعيل قال فرج بن فضالة أبو فضالة الشامي الحمصي عن يحيى بن سعيد الأنصاري منكر الحديث زاد البلخي والواسطي وعند فرج مناكير وليس في رواية الخطيب الشامي أخبرنا أبو البركات الأنماطي أنبأنا محمد بن المظفر بن بكران أنبأنا أبو الحسن العتيقي أنبأنا يوسف بن أحمد أنبأنا أبو جعفر العقيلي ( 5 ) حدثني آدم قال سمعت البخاري يقول فرج بن فضالة منكر الحديث أخبرنا أبو الحسن بن قبيس حدثنا أبو منصور بن خيرون أنبأنا أبو بكر الخطيب ( 6 ) أنبأنا أبو حازم عمر بن أحمد بن إبراهيم العبدوي بنيسابور قال سمعت
_________
( 1 ) القائل : أبو بكر الخطيب تاريخ بغداد 12 / 395
( 2 ) تهذيب الكمال 15 / 44
( 3 ) تاريخ بغداد 12 / 396
( 4 ) تاريخ بغداد 12 / 396
( 5 ) رواه العقيلي في الضعفاء الكبير 3 / 462
( 6 ) رواه الخطيب في تاريخ بغداد 12 / 396

(48/265)


محمد بن عبد الله الجوزقي يقول قرئ على مكي بن عبدان وأنا أسمع قيل له سمعت مسلم بن الحجاج يقول فرج بن فضالة أبو فضالة الحمصي عن يحيى بن سعيد الأنصاري منكر الحديث أخبرنا ( 1 ) أبو بكر الشقاني ( 2 ) أنبأنا أبو بكر القيرواني أنبأنا أبو سعيد بن حمدون أنبأنا أبو حاتم مكي بن عبدان قال سعت مسلم بن الحجاج يقول أبو فضالة فرج بن فضالة الحمصي عن يحيى بن سعيد منكر الحديث ( 3 ) أخبرنا أبو الحسن الفقيه وأبو يعلى بن الحبوبي قالا أنبأنا أبو الفرج الإسفرايني أنبأنا أبو الحسن بن منير أنبأنا أبو محمد بن رشيق حدثنا أبو عبد الرحمن النسائي قال فرج بن فضالة ضعيف أنبأنا أبو الحسين القاضي وأبو عبد الله الأديب قالا أنبأنا أبو القاسم بن مندة أنبأنا أبو علي إجازة ح قال وأنبأنا أبو طاهر أنبأنا علي قالا أنبأنا ابن حاتم قال ( 4 ) سألت أبي عن الفرج بن فضالة فقال صدوق يكتب حديثه ولا يحتج به حديثه عن يحيى بن سعيد فيه إنكار وهو في غيره أحسن حالا وروايته عن ثابت لا تصح أخبرنا أبو الحسن بن قبيس حدثنا أبو منصور بن خيرون أنبأنا أبو بكر الخطيب ( 5 ) أخبرني البرقاني حدثني محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الملك الأدمي حدثنا محمد بن علي الإيادي حدثنا زكريا بن يحيى الساجي قال الفرج بن فضالة الحمصي أبو فضالة منكر الحديث روى عن يحيى بن سعيد أحاديث مناكير كان يحيى بن سعيد وعبد الرحمن ابن مهدي لا يحدثان عنه أخبرنا أبو البركات الأنماطي أنبأنا محمد بن المظفر أنبأنا العتيقي أنبأنا يوسف بن
_________
( 1 ) كتب فوقها بالاصل وت : ملحق
( 2 ) مضطربة بالاصل وت والصواب ما أثبت والسند معروف
( 3 ) كتب فوقها بالاصل وت : إلى
( 4 ) رواه ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل 7 / 86 وعن أبي حاتم في تهذيب الكمال 15 / 44
( 5 ) رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 12 / 396

(48/266)


أحمد أنبأنا العقيلي ( 1 ) قال في تسمية الضعفاء فرج بن فضالة الحمصي عن يحيى بن سعيد أخبرنا أبو الحسن حدثنا أبو منصور انبأنا أبو بكر الخطيب ( 2 ) أنبأنا القاضي أبو الطيب طاهر بن عبد الله الطبري أنبأنا أبو الحسن الدارقطني قال فرج بن فضالة ضعيف الحديث يروي عن يحيى بن سعيد أحاديث لا يتابع عليها أخبرنا أبو الحسن بن قبيس حدثنا أبو منصور بن خيرون أنبأنا أبو بكر الخطيب ( 3 ) ح وأخبرنا أبو عبد الله البلخي أنبأنا محمد بن الحسين بن عبد الله قالا أنبأنا أبو بكر البرقاني قال سألت الدارقطني عن الفرج بن فضالة قال ضعيف قلت فحديثه عن يحيى بن سعيد الأنصاري عن ( 3 ) محمد بن علي عن علي عن النبي ( صلى الله عليه و سلم ) قال إذا عملت أمتي خمس عشرة خصلة قال هذا باطل قلت من جهة الفرج قال نعم زاد محمد بن الحسن قلت يخرج هذا الحديث قال لا وقالا قلت فحديثه عن لقمان بن عامر عن أبي أمامة فقال هذا كأنه قريب زاد محمد بن الحسين يخرج أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا أبو القاسم بن مسعدة أنبأنا حمزة بن يوسف أنبأنا أبو أحمد بن عدي قال ( 5 ) وهذه الأحاديث التي أمليتها له عن لقمان بن عامر عن أبي أمامة غير محفوظة وحديث يحيى بن سعيد عن عمرة لا يرويها عن يحيى غير فرج وله عن يحيى غيرها مناكير وقد ذكرت رواية شعبة عن فرج بن فضالة حديث عوف بن مالك وله غير أملينا من أحاديث صالحة وهو مع ضعفه يكتب حديثه
_________
( 1 ) رواه أبو جعفر العقيلي في الضعفاء الكبير 3 / 462
( 2 ) رواه الخطيب في تاريخ بغداد 12 / 396
( 3 ) تاريخ بغداد 12 / 396
( 4 ) بالاصل : " قال " تصحيف والصواب عن ت وتاريخ بغداد
( 5 ) رواه أبو أحمد بن عدي في الكامل في ضعفاء الرجال 6 / 29 وعن ابن عدي في تهذيب الكمال 15 / 44

(48/267)


أخبرنا أبو الحسن بن قبيس حدثنا أبو منصور بن خيرون أنبأنا أبو بكر الخطيب ( 1 ) أنبأنا الصيمري أنبأنا علي بن الحسن الرازي حدثنا محمد بن الحسين الزعفراني حدثنا أحمد بن زهير قال والفرج بن فضالة يكنى أبا فضالة مات ببغداد قرأت ( 2 ) على أبي محمد عبد الكريم بن حمزة عن أبي محمد عبد العزيز بن أحمد أنبأنا أبو الحسن ( 3 ) مكي بن محمد أنبأنا أبو سليمان محمد بن عبد الله بن أحمد بن زير أنبأنا أبي أنبأنا الطيالسي يعني جعفر بن أبي عثمان ( 4 ) قال قال يحيى مات فرج بن فضالة سنة ست وسبعين ومائة أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا أبو القاسم بن البسري أنبأنا أبو طاهر المخلص إجازة حدثنا عبد الله بن عبد الرحمن أخبرني عبد الرحمن بن محمد بن المغيرة أخبرني أبي حدثني القاسم بن سلام قال سنة وسبعين فيها مات الفرج بن فضالة الحمصي ببغداد أخبرنا أبو القاسم النسيب وأبو الحسن بن قبيس قالا حدثنا أبو منصور بن خيرون أنبأنا أبو بكر الخطيب ( 5 ) أخبرني الأزهري أخبرني محمد بن العباس حدثنا أحمد بن معروف الخشاب حدثنا الحسين بن فهم حدثنا محمد بن سعد قال الفرج بن فضالة كان من أهل الشام من أهل حمص فقدم بغداد وولي بيت المال في أول خلافة هارون وقالوا وكان يسكن مدينة أبي جعفر ومات بها سنة ست وسبعين ومائة وكان ضعيفا في الحديث قال ( 6 ) وأنبأنا الأزهري أنبأنا محمد بن العباس أنبأنا إبراهيم بن محمد الكندي حدثنا أبو موسى محمد بن المثنى قال سنة سبع وسبعين فيها مات فرج بن فضالة
_________
( 1 ) رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 12 / 396
( 2 ) كتب فوقها في الاصل وت : ملحق
( 3 ) الاصل : " أبو الحسن بن مكي " والتصويب عن ت
( 4 ) هو أبو الفضل جعفر بن محمد بن أبي عثمان البغدادي الحافظ ترجمته في سير أعلام النبلاء 13 / 346
( 5 ) رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 12 / 396 - 397 وانظر تهذيب الكمال 15 / 45 وطبقات ابن سعد 7 / 469
( 6 ) القائل أبو بكر الخطيب والخبر في تاريخ بغداد 12 / 397 وعن أبي موسى في تهذيب الكمال 15 / 46

(48/268)


5593 - فرج بن يزيد أبو شيبة الكلاعي ( 1 ) ذكر ابن مندة أنه من أهل دمشق الأظهر أنه ممن حدث عن يزيد بن أبي مالك وعثمان بن أجيل ( 2 ) والفضيل بن فضالة الهوزني ومدرك بن عبد الله الكلاعي روى عنه بقية وعتبة بن سعيد ويحيى بن صالح أخبرنا أبو الغنائم في كتابه وحدثنا أبو الفضل بن ناصر أنبأنا أحمد بن الحسن والمبارك بن عبد الجبار ومحمد بن علي واللفظ له أنبأنا أبو أحمد زاد أحمد ومحمد ابن الحسن قالا أنبأنا أحمد بن عبدان أنبأنا محمد بن سهل أنبأنا محمد بن إسماعيل ( 3 ) قال فرج بن يزيد سمع يزيد بن أبي مالك وعثمان بن أجيل ( 2 ) أنبأنا أبو الحسين القاضي وأبو عبد الله الأديب قالا أنبأنا أبو القاسم بن مندة أنبأنا أبو علي إجازة ح قال وأنبأنا أبو طاهر بن سلمة أنبأنا علي بن محمد قالا أنبأنا ابن أبي حاتم قال ( 4 ) فرج بن يزيد الكلاعي الشامي روى عن يزيد بن أبي مالك وعثمان بن أجيل ( 2 ) روى عنه بقية سمعت أبي يقول ذلك قال أبو محمد روى عن الفضيل بن فضالة الهوزني ومدرك بن عبد الله الكلاعي روى عنه بقية وعتبة بن السكن الفزاري ويحيى بن صالح الوحاظي "
_________
( 1 ) ترجمته في الجرح والتعديل 7 / 86 والتاريخ الكبير 7 / 134
( 2 ) بالاصل : " أخيل " وفي ت : " أخيل " ضبط قلم وكلاهما تصحيف والصواب والضبط عن تبصير المنتبه 1 / 11 بجيم مفتوحة وإسكان الباء مع ضم أوله
( 3 ) رواه البخاري في التاريخ الكبير 7 / 134
( 4 ) رواه ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل 7 / 86

(48/269)


ذكر من اسمه فروة " 5594 فروة بن عامر ويقال ابن عمرو ابن النافرة الجذامي ( 1 ) أسلم على عهد رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) وبعث إليه بإسلامه واستشهد في أيامه وكان يكون بالبلقاء بعمان ومعان ( 2 ) من نواحي دمشق أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد أنبأنا شجاع بن علي أنبأنا أبو عبد الله بن مندة أنبأنا محمد بن سعد الأبيوردي بمصر حدثنا محمد بن نصر الصايغ حدثنا محمد بن إسماعيل بن جعفر حدثنا عبد الله بن سلمة الربعي حدثنا الزهري عن عبيدالله بن عبد الله بن عتبة عن ابن عباس قال بعث إلى النبي ( صلى الله عليه و سلم ) فروة بن عامر الجذامي بإسلامه واهدى له بغلة بيضاء وكان عاملا لقيصر ملك الروم على من يليه من العرب وكان منزله عمان وما حولها فلما بلغ الروم ذلك من أمره حبسوه فقال في محبسه طرقت سليمى موهنا أصحابي * والروم بين الباب والقروان ( 3 ) صد الخيال وساءني ( 4 ) ما قد رأى * فهممت أن أغفي وقد أبكاني
_________
( 1 ) ترجمته في الاصابة 3 / 213 والاستيعاب 3 / 199 ( على هامش الاصابة ) وأسد الغابة 4 / 56
( 2 ) معان : بالفتح قال ياقوت والمحدثون يقولونه : بالضم : مدينة في طرف بادية الشام تلقاء الحجاز من نواحي البلقاء
والقروان - بكسر القاف وقيل بالفتح - جمع قرو وهو حوض صغير من خشب ممدود تسقى فيه الدواب
( 3 ) كذا بالاصل وت وفي المختصر وسيرة ابن هشام : وساءه

(48/270)


* فذكر الحديث ولم يزد عليه أخبرناه بتمامه أبو بكر وجيه بن طاهر أنبأنا أبو حامد الأزهري أنبأنا أبو سعيد محمد ابن عبد الله بن حمدون أنبأنا أبو حامد بن الشرقي حدثنا محمد بن يحيى الذهلي حدثنا محمد بن إسماعيل بن جعفر الجعفري حدثني عبد الله بن سلمة الربعي عن محمد بن مسلم بن عبيدالله بن شهاب عن عبيدالله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود عن ابن عباس قال ( 1 ) بعث إلى رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) فروة بن عامر الجذامي بإسلامه واهدى له بغله بيضاء وكان فروة عاملا لقيصر ملك الروم على من يليه من العرب وكان منزله عمان وما حولها فلما بلغ الروم ذلك من امره حبسوه فقال في محبسه * لاتكحلن العين بعدي إثمدا * سلمى ولا تدنن للايمان ( 2 ) * ولقد علمت أبا كبيشة أنني * وسط الأعزة لا يحس لساني فلئن هلكت لتفقدن أخاكم * ولئن أصبت لتعرفن مكاني ولقد عرفت بكل ما جمع الفتى * من رأيه وبنجدة وبيان * قال فلما أجمعوا على صلبه على ماء يقال له عفرى ( 3 ) من فلسطين فلما رفع على خشبة قال الأهل أتى سلمى بأن حليلها * على ماء عفرى فوق إحدى الرواحل على ناقة لم يضرب الفحل أمها * مشذبة أطرافها بالمناجل فقال بلغ سراة المسلمين بأنني ( 4 ) * سلم لربي أعظمي ومقامي * رواه غيره فقال لا يحسن بشأني
_________
( 1 ) الخبر والشعر في سيرة ابن هشام 4 / 237 - 238 وأسد الغابة 4 / 57 والاصابة 3 / 213 مختصرا فيهما
( 2 ) في سيرة ابن هشام : للاتيان
( 3 ) عفوي بكسر العين المهملة وسكون الفاء والقصر ماء بناحية فلسطين ( معجم البلدان )
وضبطت في سيرة ابن هشام : عفراء تبعا لشرح المواهب للزرقاني وعفراء كما في معجم البلدان حصن قرب البيت المقدس في فلسطين
( 4 ) بالاصل وت : " أنتي " والمثبت " بأنني " عن أسد الغابة وسيرة ابن هشام

(48/271)


وقال أعظمي وبناني أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي أنبأنا الحسن ( 1 ) بن علي أنبأنا أبو عمرو بن حيوية أنبأنا أحمد بن معروف أنبأنا الحارث بن أبي أسامة حدثنا محمد بن سعد ( 2 ) أنبأنا علي بن محمد يعني المدائني عن عثمان ( 3 ) بن عبد الرحمن الزهري عن زامل بن عمرو الجذامي قال كان فروة بن عمرو الجذامي عاملا للروم على عمان من أرض البلقاء أو على معان فأسلم وكتب إلى رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) بإسلامه وبعث به مع رجل من قومه يقال له مسعود بن سعد وبعث إليه ببغلة بيضاء وفرس وحمار وأثواب لين وقباء سندس مخوص بالذهب فكتب إليه رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) من محمد رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) إلى فروة بن عمرو أما بعد فقد قدم علينا رسولك وبلغ ما أرسلت به وخبر عن ما قبلكم وأتانا بإسلامك وإن الله هداك بهداه إن أصلحت وأطعت الله ورسوله وأقمت الصلاة وآتيت الزكاة وأمر بلالا فأعطى رسوله مسعود بن سعد اثنتي عشرة وقية ( 4 ) ونشا قال وبلغ ملك الروم إسلام فروة فدعاه فقال له ارجع عن دينك نملكك قال لاأفارق دين محمد وإنك تعلم أن عيسى قد بشر به ولكنك تضن بملكك فحبسه ثم أخرجه فقتله وصلبه قال وحدثنا ابن سعد ( 5 ) أنبأنا هشام بن محمد حدثنا عبد الله بن يزيد بن روح بن زنباع عن ابن لقيس بن ناتل ( 6 ) الجذامي قال كان رجل من جذام ثم أحد بني نفاثة يقال له فروة بن عمرو بن النافرة بعث إلى رسول
_________
( 1 ) بالاصل وت : الحسين تصحيف والسند معروف
( 2 ) رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى 1 / 281 تحت عنوان : ذكر بعثة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الرسل بكتبه إلى الملوك يدعوهم إلى الاسلام وما كتب به رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لناس من العرب وغيرهم
3 - ( ) كذا بالاصل وت وفي طبقات ابن سعد : عمرو بن عبد الرحمن الزهري
( 4 ) النش : نصف أوقية وهو عشرون درهما ( راجع اللسان : نشش )
( 5 ) رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى 1 / 355 تحت عنوان : وفد جذام
( 6 ) إعجامها ناقص بالاصل والتصويب عن ت وابن سعد

(48/272)


الله ( صلى الله عليه و سلم ) بإسلامه وأهدى له بغلة بيضاء وكان عاملا للروم على ما يليهم من العرب وكان منزله بعمان وما حولها من أرض الشام فلما بلغ الروم إسلامه طلبوه حتى أخذوه فحبسوه عندهم ثم أخرجوه ليضربوا عنقه فقال أبلغ سراة المسلمين بأنني * سلم لربي أعظمي ومقامي * فضربوا عنقه وصلبوه أخبرنا أبو عبد الله الفراوي أنبأنا أبو بكر البيهقي أنبأنا أبو عبد الله الحافظ حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب الأصم ح وأخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا أبو الحسين بن النقور أنبأنا أبو طاهر المخلص أنبأنا رضوان بن أحمد قالا أنبأنا أحمد بن عبد الجبار حدثنا يونس بن بكير عن ابن إسحاق قال ( 1 ) وبعث فروة بن عمرو بن النافرة الجذامي إلى رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) بإسلامه وأهدى له بغلة بيضاء وكان عاملا للروم على من يليهم من العرب وكان منزله معان وما حولها وقال الفراوي حوله من أرض الشام فلما بلغ الروم ذلك من إسلامه طلبوه حتى أخذوه فحبسوه پعندهم فلما اجتمعت الروم لصلبه على ماء لهم يقال له عفرى بفلسطين ( 2 ) فقال ألا هل أتى سلمى ( 3 ) بأن حليلها * على ماء عفرى فوق إحدى الرواحل على ناقة لم يضرب الفحل أمها * مشذبة أطرافها بالمناجل * قال وحدثنا يونس عن ابن إسحاق قال زعم الزهري أنهم لما قدموه ليقتلوه قال بلغ سراة المؤمنين ( 4 ) بأنني * سلم لربي وأعظمي ومقامي * ثم ضربوا عنقه على ذلك الماء أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد أنبأنا شجاع بن علي أنبأنا أبو عبد الله بن مندة قال
_________
( 1 ) سيرة ابن هشام 4 / 237 - 238
( 2 ) بالاصل : بلفسطين تصحيف والتصويب عن ت وسيرة ابن هشام
( 3 ) بالاصل : سليمى تصحيف والتصويب عن ت وسيرة ابن هشام
( 4 ) كذا بالاصل وت وفي سيرة ابن هشام : المسلمين

(48/273)


فروة بن عامر الجذامي أهدى إلى النبي ( صلى الله عليه و سلم ) بغلة بيضاء وقيل فروة بن نعامة وقيل ابن نباتة ( 1 ) أنبأنا أبو علي الحسن بن أحمد قال قال لنا أبو نعيم الحافظ فروة بن عامر الجذامي وقيل ابن نعامة وقيل ابن نباتة وقيل ابن نفاثة المهدي إلى النبي ( صلى الله عليه و سلم ) بغلته البيضاء سكن عمان الشام ( 2 ) 5595 فروة بن عمرو البصري أظنه أزديا كان ( 3 ) على النفر الذين وجههم مسعود بن عمرو الأزدي لتسيير عبيدالله بن زياد إلى الشام له ذكر 5596 فروة بن مجاهد اللخمي الفلسطيني ( 4 ) مولى للخم روى عن النبي ( صلى الله عليه و سلم ) مرسلا وعن عقبة بن عامر وسهل بن معاذ الجهنيين روى عنه حسان بن عطية والمغيرة بن المغيرة الرملي وأسيد بن عبد الرحمن واجتاز بدمشق وبساحلها عند توجهه إلى الغزوة أخبرنا أبو المظفر بن القشيري أنبأنا أبو سعد الأديب أنبأنا أبو عمرو بن حمدان ح وأخبرتنا أم المجتبى العلوية قالت قرئ على إبراهيم بن منصور أنبأنا أبو بكر بن المقرئ قالا أنبأنا أبو يعلى الموصلي ح وأخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا أبو الحسين بن النقور أنبأنا أبو القاسم عيسى بن علي أنبأنا عبد الله بن محمد البغوي قالا حدثنا داود بن عمرو زاد ابن المقرئ ابن زهير الضبي حدثنا إسماعيل بن عياش حدثني أسيد بن عبد الرحمن عن فروة بن مجاهد عن سهل بن معاذ الجهني قال
_________
( 1 ) في ت : نباتة والمثبت يوافق عبارة أسد الغابة
( 2 ) راجع أسد الغابة 4 / 56 - 57
( 3 ) الزيادة عن ت
( 4 ) ترجمته في تهذيب الكمال 15 / 50 وتهذيب 4 / 484 والتاريخ الكبير 7 / 127 والجرح والتعديل 7 / 82

(48/274)


غزوت مع أبي الصائفة في زمن عبد الملك بن مروان وعلينا عبد الله بن عبد الملك فنزلنا على حصن سنان فضيق الناس المنازل وقطعوا الطريق فقام أبي في الناس فقال أيها الناس إني غزوت مع النبي ( صلى الله عليه و سلم ) وفي حديث البغوي نبي الله ( صلى الله عليه و سلم ) غزوة كذا وكذا فضيق الناس المنازل وقطعوا الطريق فبعث نبي الله ( صلى الله عليه و سلم ) مناديا فنادى زاد البغوي في الناس وقالا إن من ضيق منزلا أو قطع طريقا فلا جهاد له وفي حديث البغوي الطرق في الموضعين وسقط من حديث ابن المقرئ من الطريق إلى الطريق وكذا ( 1 ) رواه بقية عن الأوزاعي عن أسيد عن أبن مجاهد ورواه أبو المغيرة عن الأوزاعي فأسقط منه فروة أخبرناه أبو القاسم الشحامي أنبأنا أبو بكر البيهقي أنبأنا أبو ( 2 ) عبد الله إسحاق بن محمد بن يوسف السوسي حدثنا أبو العباس الأصم حدثنا محمد بن عوف حدثنا أبو المغيرة حدثنا الأوزاعي حدثني أسيد بن عبد الرحمن عن رجل من جهينة عن أبيه عن النبي ( صلى الله عليه و سلم ) بنحوه أخبرنا ( 3 ) أبو القاسم الشحامي أنبأنا أبو بكر البيهقي أنبأنا علي بن أحمد بن عبدان أنبأنا أحمد بن عبيد الصفار أنبأنا عبيد بن شريك حدثنا عبد الوهاب حدثنا إسماعيل بن عياش حدثنا أسيد ( 4 ) بن عبد الرحمن الخثعمي عن فروة بن مجاهد اللخمي عن عقبة بن عامر عامر الجهني قال كنت أمشي ذات يوم مع رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) فقال رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) يا عقبة بن عامر صل من قطعك وأعط من حرمك واعف عمن ظلمك ثم قال لي رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) يا عقبة بن عامر أمسك لسانك وابك على خطيئتك وليسعك بيتك قال وكان فروة بن مجاهد يقول إذا حدثنا بهذا الحديث ألا رب من لا يملك لسانه
_________
( 1 ) كتب فوقها في ت : ملحق
( 2 ) كتبت لفظة " أبو " فوق الكلام بين السطرين بالاصل
( 3 ) كتب فوقها بالاصل وت : ملحق
( 4 ) بالاصل وت هنا أسد تصحيف راجع ترجمته في تهذيب الكمال 2 / 257

(48/275)


ولا يبكي على خطيئته ولا يسعه بيته ( 1 ) قرأت على أبي محمد عبد الله بن أسد بن عمار عن عبد العزيز بن أحمد أنبأنا علي ابن الحسن الربعي الحافظ أنبأنا أبو الحسين عبد الوهاب بن الحسن أنبأنا أبو الحسن أحمد ابن عمير ( 2 ) بن يوسف بن جوصا ونقلته أنا من خطه حدثنا أبو عامر موسى بن عامر حدثنا الوليد بن مسلم قال قلت لأبي عمرو فإنه قال له يعني للأسير ( 3 ) طاغيتهم اغزوا معي برجان ( 4 ) أو قاتلوهم معي فإن أنا ظهرت خليت سبيلكم قال إن قاتلوا ونيتهم بنحو ذلك منه وقتل عدوهم من المشركين حيث كانوا فلا بأس بذلك قد قاتل على ذلك فروة بن مجاهد في زمن عبد الملك ابن مروان في رجال من المسلمين كانوا معه أسارى على ذلك من الشرط فلم ير أهل العلم في ذلك الزمان بما صنعوا بأسا قال الوليد أخبرني مغيرة بن مغيره الرملي عن فروة بن مجاهد أنه أخبرهم أن طاغية الروم لما دعاه وأصحابه إلى قتال برجان ووعدهم تخلية سبيلهم إن نصرتم عليهم فأجبناه إلى ذلك قال لي أصحابي وكيف نقاتلهم بلا دعوة إلى الإسلام فقال لا يجيبنا الطاغية ولكني سأرفق فقلت للطاغية إن رأيت أن تأذن لنا فنقيم الصلاة ونجمعها معشر المسلمين بين الصفين ثم قولوا أنتم جاءنا مددنا من العرب فتكون صلاتنا بين الصفين مصدقا لما قلتم من ذلك فأجابنا إلى ذلك وأقمنا الصلاة فصلينا وقاتلناهم فنصرنا الله عليهم وخلى سبيلنا أنبأنا أبو الغنائم محمد بن علي ثم حدثنا أبو الفضل بن ناصر أنبأنا أحمد بن الحسن والمبارك بن عبد الجبار ومحمد بن علي واللفظ له قالوا أنبأنا أبو أحمد زاد أحمد ومحمد بن الحسن قالا أنبأنا أحمد بن عبدان أنبأنا محمد بن سهل أنبأنا محمد ابن إسماعيل قال ( 5 )
_________
( 1 ) كتب فوقها بالاصل وت : إلى
( 2 ) بالاصل : عمر تصحيف والتصويب عن ت
( 3 ) غير واضحة بالاصل والمثبت عن ت
ولعل الصواب : للاسرى
( 4 ) برجان : بلد من نواحي الخزر ( راجع معجم البلدان )
( 5 ) رواه البخاري في التاريخ الكبير 7 / 127

(48/276)


فروة بن مجالد ( 1 ) مولى اللخم وكان يسكن كفرغنا ( 2 ) الشامي وكانوا لا يشكون أنه من الأبدال مستجاب الدعاء نسبه حجر بن الحارث وقال محمد بن إسماعيل ( 2 ) فروة له صحبة روى معاوية بن صالح عن أبي عمرو عن بشير عن فروة وقال ( 4 ) فروة روى عنه حسان بن عطية يعني فروة الذي له صحبة وفروة بن مجاهد وعندي أن الثلاثة واحد وكذا كان يرى ابن أبي حاتم لأنه ذكر أن حسان بن عطية روى عن فروة بن مجالد وكان ينبغي ( 5 ) أن يقول إن الثلاثة الأسماء لرجل واحد ولكن كذا قال أنبأنا أبو الحسين القاضي وأبو عبد الله الأديب قالا أنبأنا أبو القاسم بن مندة أنبأنا أبو علي إجازة ح قال وأنبأنا أبو طاهر بن سلمة أنبأنا علي بن محمد قالا أنبأنا أبو محمد بن أبي حاتم قال ( 6 ) فروة بن مجالد مولى للخم من أهل فلسطين روى عن النبي ( صلى الله عليه و سلم ) مرسلا روى عنه المغيرة بن المغيرة وحسان بن عطية وكانوا لا يشكون أنه من الأبدال ومستجاب الدعوة سمعت أبي يقول ذلك وكان بعض الناس جعل هذا الاسم اسمين فسمعت أبي يقول هما واحد أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني حدثنا أبو محمد الكتاني ( 7 ) أنبأنا أبو القاسم تمام بن محمد أنبأنا أبو عبد الله الكندي حدثنا أبو زرعة قال في تسمية أهل الشام من أهل فلسطين فروة بن مجاهد اللخمي روى عنه أسيد بن عبد الرحمن
_________
( 1 ) الزيادة عن ت والتاريخ الكبير وكذا ورد فيها : " مجالد " ومثلهما في تهذيب الكمال عن البخاري
( 2 ) كذا بالاصل وفي ت وتهذيب الكمال نقلا عن البخاري : " كفر عنا " وفي التاريخ الكبير : " كفر غما " وكانت اللفظة بأصله غير واضحة هو ما أرتآه محققه
راجع معجم البلدان
( 3 ) التاريخ الكبير 7 / 127 في ترجمة مستقلة
( 4 ) التاريخ الكبير 7 / 127 في ترجمة مستقلة أيضا
( 5 ) استدركت اللفظة عن هامش الاصل
( 6 ) رواه ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل 7 / 82
( 7 ) بالاصل : الكناني تصحيف والتصويب عن ت

(48/277)


أخبرنا أبو غالب بن البنا أنبأنا أبو الحسين بن الآبنوسي أنبأنا أبو القاسم بن عتاب أنبأنا ابن جوصا إجازة ح وأخبرنا أبو القاسم بن السوسي أنبأنا أبو عبد الله بن أبي الحديد أنبأنا أبو الحسن الربعي أنبأنا عبد الوهاب الكلابي أنبأنا أحمد بن عمير قال سمعت ابا الحسن بن سميع يقول في الطبقة الرابعة فروة بن مجاهد اللخمي فلسطيني أخبرنا أبو محمد المزكي حدثنا أبو محمد الصوفي أنبأنا أبو محمد العدل أنبأنا أبو الميمون حدثنا أبو زرعة ( 1 ) حدثنا محمد بن أبي أسامة حدثنا ضمرة عن عثمان بن عطاء قال كان فروة بن مجاهد يلقى أبي فيضمه إليه وهو يحدثه قرأنا على أبي عبد الله بن البنا عن أبي تمام علي بن محمد عن أبي عمر بن حيوية أنبأنا محمد بن القاسم بن جعفر حدثنا ابن أبي خيثمة حدثنا مروان حدثنا ضمرة عن عثمان بن عطاء قال لقي فروة بن مجاهد أبي فضمه إليه وعانقه قال وهي محدثه ( 2 ) 5579 فروة بن المغيرة هو المغيرة بن فروة يأتي في حرف الميم
_________
( 1 ) رواه أبو زرعة الدمشقي في تاريخه 1 / 637
( 2 ) كذا بالاصل وت

(48/278)


" ذكر من اسمه ( 1 ) فريج " 5598 فريج بن أحمد بن محمد أبو عبد الله القرشي حدث عن أبي القاسم بن أبي العقب روى عنه علي بن محمد الحنائي قرأت بخط أبي الحسن الحنائي أنبأنا أبو عبد الله فريج بن أحمد بن محمد القرشي حدثنا أبو القاسم علي بن يعقوب بن أبي العقب حدثنا أبو زرعة عبد الرحمن بن عمرو حدثنا أبو نعيم حدثنا الأعمش عن أبي صالح عن أبي سعيد الخدري قال قال رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) لا تسافر المرأة سفر ثلاثة أيام فصاعدا إلا مع زوجها أو ابنها أو ذي محرم أخبرناه عاليا أبو نصر بن رضوان وأبو علي بن السبط وأبو غالب بن البنا أنبأنا أبو محمد الجوهري أنبأنا أبو بكر بن مالك حدثنا بشر بن موسى حدثنا أبو نعيم حدثنا الأعمش عن أبي صالح عن أبي سعيد الخدري قال قال رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) لا تسافر المرأة سفرا ثلاثة أيام فصاعدا إلا مع زوجها أو ابنها أو أخيها أو ذي محرم
_________
( 1 ) زيادة منا للايضاح

(48/279)


" ذكر من اسمه فضالة " 5599 فضالة بن أحمد بن فضالة بن الصقر بن فضالة بن سالم ابن جميل بن عمرو بن ثوابة بن الأخنس ابن مالك بن النعمان بن امرئ القيس أبو القاسم اللخمي حدث عن أبيه أحمد وعن عمه محمد بن فضالة روى عنه أبو هشام المؤدب تقدمت روايته في ترجمة أبيه ( 1 ) 55600 فضالة بن زريق كان ممن وافق يزيد بن الوليد على خلع الوليد بن يزيد ثم نفر عليه له ذكر 5600 فضالة بن زيد العدواني ( 2 ) أحد الشعراء المعمرين وفد على معاوية أنبأنا أبو الفرج غيث بن علي حدثنا أحمد بن علي بن ثابت أنبأنا أبو منصور محمد ابن علي بن إسحاق الكاتب أنبأنا أبو بكر أحمد بن بشر بن سعيد الحرمي حدثنا أبو روق
_________
( 1 ) ترجمته في تاريخ مدينة دمشق : ( 5 / 163 رقم 78 )
( 2 ) ترجمته في الاصابة 3 / 214

(48/280)


أحمد بن محمد بن بكر الهزاني حدثنا أبو حاتم سهل بن محمد السجستاني قال وزعم العمري عن عطاء بن مصعب حدثني عبيد بن أبان النميري قال قدم فضالة بن زيد العدواني على معاوية فقال له معاوية كيف أنت والنساء يا فضالة قال يا أمير المؤمنين لا باه لي إلا المني وأخو المني * جدير بأن يلحى ابن حرب ويشتما * والرواية لا قمط لي والقمط الجماع ومن قال لا باه لي فقد أخطأ لأن الباه ممدود وهي ماء في الأوداج وفيم تصابي الشيخ والدهر دائب * بميراثه تلحو عروقا وأعظما رمتني صروف الدهر حتى رأيتني * أجب السنام بعدما كنت أيهما ( 1 ) فحلت سهول الأرض وعثا ووعثها * سهولا وقد أحرزت أن أتكلما وكان سليطا مقولي متبادرا * شباه فصرت اليوم مثل العي أبكما كذلك ريب الدهر ينزل سهمه * والاداء الذليل المذمما ألا ذو الأيدي القوة ( 2 ) * وحرب يجيد القوم عن لهباتها * شهدت فكتبت المستشار المقدما توسطتها بالسيف اذهاب جينها * الكماة فلم يعثو من الحرث معظما فلما رأيت الموت ألقى بعاعه * علي تعمدت أمرا من الحرث معلما فيممت سيفي رأسه فتركه * يهر عليه الذئب أنضح ( 3 ) قشعما نفدت فيما لي حيلة غير أنني * أجود إذا سئل البخيل فهمهما وأبذل عفوا ما ملكت تكرما * وأجبر في اليلا وأكلا ومعدما * فقال له معاوية كم أتت لك سنة يا فضالة قال عشرون ومائة سنة قال فأي الأشياء حلت بك مذ كنت كنت بها أسر وأي شئ كنت بوقوعه أشد اكتئابا قال يا أمير المؤمنين لم يقطع الظهر قطع الولد شئ ولا دفع البلايا والمصائب مثل إفادة المال والله يا أمير المؤمنين إن المال ليقع من المرء موقعا ما يفقه شئ وإن الولد الصالح ليمثل منزلة المال ولكن للمال فضيلة عليه وإن كان طالب المال يجمعه لولده فإنه آثر عنده منه لأنه قد
_________
( 1 ) الايهم : الشجاع والجبل الصعب :
والحجر الاملس ( القاموس ) المحيط )
( 2 ) كذا
( 3 ) على هامش الاصل : والانضح الابيض وليس بخالص

(48/281)


يمنعه المال إذا طلبه منه إن كان يثمره له فهو أحلى متاع الدنيا عند أهل الدنيا فقال معاوية ليس كل أحد على رأيك للمال حال والولد حبة القلب ووتد النفس يريد أن الرجل إذا أصيب بأولاده هزه ذلك وضعضعه ونفضه العيش لا خير في المال لمن لا ولد له إلا أن يكون مال ينفقه الرجل في سبيل الله فقال فضالة يا أمير المؤمنين وما العيش إلا المال فاحفظ فضوله * ولا تهلكنه في الضلال فتندم فإني رأيت المال عزا إذا التفت * عليك ظلال الحرب ترمم بالدم إذا جل خطب صلت بالمال حيثما * توجهت من أرضي فصيح وأعجم وهابك أقوام وإن لم تصبهم * بنفع ومن يستعن يحمد ويكرم ويعطى الذي يبغي وإن كان باخلا * بما في يديه من متاع ودرهم وفي الفقر ذل للرقاب وطالما * رأيت فقيرا غير نكس مدمم يلام وإن كان الصواب بكفه * وتحمد الا البخيل المدرهم كذلك هذا الدهر يرفع ذا الغنى * بلا كرم منه ولا يتحلم ولكن بما حازت يداه من الغنى * يصير أمير اللئيم الملطم * فقال معاوية قاتل الله أخا بني أسيد حيث يقول بني أم ذي المال الكثير يرونه * وإن كان عبدا سيدا لا مر جحفلا ( وهم لمقل المال أو لا علة * وإن كان محضا في العمومة مخولا * 5602 فضالة بن أبي سعيد المهري ( 1 ) المصري ( 2 ) سمع عمر بن عبد العزيز بدمشق روى عنه الليث بن سعد ورشدين بن سعد أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن أحمد بن علي أنبأنا أبو سعيد محمد بن علي بن محمد الخشاب أنبأنا أبو الحسن محمد بن أحمد بن شبيب أنبأنا أبو يعلى عبد المؤمن بن خلف بن طفيل بن زيد التميمي حدثنا هاشم بن يونس حدثنا يحيى بن بكير حدثني الليث ابن سعد حدثني فضالة بن أبي سعيد قال
_________
( 1 ) المهري بفتح الميم وسكون الهاء وآخرها راء وهذه النسبة إلى مهرة بن حيدان بن عمرو بن الحاف بن قضاعة قبيلة كبيرة ( كما في اللباب : المهري ) وقال ياقوت : والصحيح مهرة بالتحريك ( معجم البلدان : مهرة )
( 2 ) ترجمته في الجرح والتعديل 7 / 77 والتاريخ الكبير 7 / 126

(48/282)


سمعت عمر بن عبد العزيز على منبر دمشق يقول يا أهل الشام قد بلغني عنكم أحاديث ما أنا بالراجي لخيركم ولا بالآمن من شركم ولقد مللتموني ومللتكم فأراحني الله منكم وأراحكم مني فما علاه حتى مات أخبرنا أبو الغنائم محمد بن علي في كتابه ثم حدثنا أبو الفضل بن ناصر أنبأنا أحمد ابن الحسن والمبارك بن عبد الجبار ومحمد بن علي واللفظ له قالوا أنبأنا أبو أحمد زاد أحمد ومحمد بن الحسن قالا أنبأنا أحمد بن عبدان أنبأنا محمد بن سهل أنبأنا محمد بن إسماعيل البخاري ( 1 ) قال فضالة بن أبي سعيد سمع عمر بن عبد العزيز روى عنه الليث كتب إلي أبو محمد حمزة بن العباس بن علي وأبو الفضل أحمد بن محمد بن الحسن ابن سليم وحدثني أبو بكر اللفتواني عنهما قالا أنبأنا أبو بكر الباطرقاني أنبأنا أبو عبد الله بن مندة قال قال لنا أبو سعيد بن يونس فضالة بن أبي سعيد المهري يروي عن عمر بن عبد العزيز روى عنه الليث بن سعد ورشدين بن سعد 5603 فضالة بن شريك بن سلمان بن خويلد بن سلمة بن عامر موقد ( 2 ) النار بن الحريش بن نمير بن والبة بن الحارث بن ثعلبة ابن دودان بن أسد بن خزيمة بن مدركة الأسدي ( 3 ) كان مخضرما أدرك الجاهلية والإسلام وكان شاعرا فاتكا صعلوكا وفد على يزيد بن معاوية ومدحه أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم أنبأنا رشأ بن نظيف أنبأنا الحسن بن إسماعيل أنبأنا أحمد بن مروان أنشدنا أحمد بن داود أنشدني أبو زيد لفضالة بن شريك في نساء بني حرب ( 4 )
_________
( 1 ) رواه البخاري في التاريخ الكبير 7 / 126
( 2 ) بالاصل : " متوقد النار " والمثبت عن ت والاغاني
( 3 ) ترجمته في الاصابة 3 / 214 رقم 7027 والاغاني 12 / 71 ( مصورة عن طبعة دار الكتب ) معجم الشعراء ص 308 والاعلام للزركلي 5 / 146
( 4 ) البيتان في تارج العروس - مادة سمد ونسبهما إلى عبد الله بن الزبير الاسدي

(48/283)


رمى الحدثان نسوة آل حرب ( 1 ) * بمقدار سمدن له سمودا ( 2 ) فرد شعورهن السود بيضا * ورد وجوههن البيض سودا * أخبرنا أبو الحسين محمد بن كامل بن مجاهد أنبأنا محمد بن أحمد بن عمر المعدل في كتابه أنبأنا أبو عبيدالله محمد بن عمران بن موسى إجازة أنشدنا علي بن سليمان الأخفش عن أبي العباس ثعلب لفضالة بن شريك الأسدي يرثي معاوية رضي الله عنه ( 3 ) * إنك ( 4 ) لو شهدت بكاء هند * ورملة إذ تصكان ( 5 ) الخدودا رأيت ( 6 ) بكاء معولة ثكول * أبان الدهر واحدها الفقيدا رمى الحدثان ( 7 ) نسوة آل حرب * بمقدار سمدن له سمودا فرد شعورهن السود بيضا * ورد وجوههن ( 8 ) البيض سودا * سمدن لهن ذهب بقلوبهن إليه أنبأنا أبو علي بن نبهان ح وأخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا أبو طاهر أحمد بن الحسن وحدثنا أبو
_________
( 1 ) في التاج : " ال سعد " وبهامشه عن تهذيب اللغة : ال حرب
( 2 ) السامد : اللاهي والسامد : الساهي ( تاج العروس )
( 3 ) الابيات في معجم الشعراء للمرزباني ص 308 - 309 قالها لما مات يزيد بن معاوية وقال المرزباني بعد روايتها : وقد رويت لغيره
والابيات في البداية والنهاية 8 / 154 منسوبة لايمن بن خريم يرثي معاوية وفي ذيل الامالي ص 115 منسوبة للكميت بن معروف الاسدي وفتوح بن الاعثم 5 / 6 من عشرة أبيات منسوبة لايمن بن خريم الاسدي
( 4 ) في معجم الشعراء : " وإنك " وفي المصدرين الاخرين : فإنك
( 5 ) عن معجم الشعراء وذيل الامالي وبالاصل وت : يصكان وتصكان الخدودا : تلطمانها
( 6 ) روايته في معجم الشعراء : رأمت بكل معولة حزين * أباد الدهر واحدها الفقيدا وروايته في ذيل الامالي : بكيت بكاء معولة حزين * أصاب الدهر واحدها الفقيدا ومثله في البداية والنهاية وفيها : " قريح " بدل حزين وفي ابن الاعثم : بكيت بكاء موجعة بحزن
( 7 ) في ذيل الامالي : رمى المقدار
( 8 ) في ذيل الامالي : خدودهن

(48/284)


الفضل بن ناصر أنبأنا أحمد بن الحسن بن أحمد ومحمد بن إسحاق بن إبراهيم وأبو علي ابن نبهان قالوا أنبأنا أبو علي بن شاذان أنبأنا محمد بن الحسن بن مقسم حدثنا ثعلب قال وأنشد رمى الحدثان نسوة آل صخر * بمقدار سمدن له سمودا * أي لهون عنه السامد اللاهي أخبرنا أبو العز أحمد بن عبيدالله السلمي إذنا ومناولة وقرأ علي إسناده أنبأنا محمد ابن الحسين أنبأنا المعافى بن زكريا القاضي ( 1 ) حدثنا محمد بن القاسم الأنباري حدثني أبي حدثني أحمد بن الحارث قال قال أبو الحسن قال ( 2 ) أبي أتى ابن فضالة بن شريك الكاهلي الأسدي أسد بن خزيمة عبد الله بن الزبير فقال له قد نفدت نفقتي ونقبت ( 3 ) راحلتي فاحملني فقال له أحضر راحلتك فأحضرها فقال له أقبل بها أدبر بها ففعل فقال أرقعها بسبت ( 4 ) واخصفها بهلب ( 5 ) وأنجد بها يبرد خفها وسر عليها البردين تصح فقال ابن ( 6 ) فضالة إنما أتيتك مستحملا ولم آتك مستوصفا لعن الله ناقة حملتني إليك فقال ابن الزبير إن وراكبها يريد نعم وراكبها فانصرف ابن فضالة وهو يقول أقول لغلمتي شدوا ركابي * أفارق ( 7 ) بطن مكة في سواد فما لي حين أقطع ذات عرق ( 8 ) * إلى ابن الكاهلية ( 9 ) من معاد
_________
( 1 ) الخبر رواه المعافى بن زكريا في الجليس الصالح الكافي 2 / 397 وما بعدها
ورواه أبو الفرج الاصبهاني في الاغاني 12 / 71 وما بعدها وعيون الاخبار 3 / 140 وغرر الخصائص الواضحة ص 291
( 2 ) بالاصل : " أي ابن فضالة " والزيادة : [ قال أبي ] : أتى ابن عن الجليس الصالح وفيه : أتى فضالة
( 3 ) يقال قب البعير إذا حفى ورقت أخفافه
( 4 ) السبت بكسر السين : جلد البقر المدبوغ بالقرظ
( 5 ) الهلب : بضم الهاء : شعر الخنزير الذي تخرز به النعال
( 6 ) وهو عبد الله بن فضالة الوافد على ابن الزبير كما يفهم من عبارة الاغاني وجاء في أول القصة بالاصل والجليس الصالح أن الوافد على ابن الزبير هو فضالة نفسه وقيل إن القصة كانت بين معن بن أوس وابن الزبير كما يفهم من عبارة الاصابة 3 / 214
( 7 ) في الاغاني : أجاوز
( 8 ) ذات عرق : موضع وهو الحد بين نجد وتهامة
( 9 ) يريد ابن الزبير وعنى بها : الزهرة بنت حنثر امرأة من بني كاهل بن أسد وهي أم خويلد بن أسد بن عبد العزى قاله في الاغاني 12 / 79

(48/285)


سيبعد بيننا نص المطايا * وتعليق الأداوي والمزاد ( 1 ) وكل معبد قد أعلمته * منا سمهن طلاع النجاد ( 2 ) أرى الحاجات عند أبي خبيب ( 3 ) * نكدن ولا أمية بالبلاد من الأعياص أو من آل حرب * أغر كغرة الفرس الجواد * قال القاضي والكاهلية إحدى جدات ابن الزبير فقال علم أنها ألأم أمهاتي فسبني بها ( 4 ) قال القاضي إن في قول ابن ( 5 ) الزبير إن وراكبها معناها نعم وهي لغة مشهورة يمانية وقد حمل قوم عليها إن في قول الله عز و جل " إن هذان لساحران " ( 6 ) فقالوا المعنى نعم وجاء في بعض فصيح الخطب إن الحمد لله برفع الحمد بمعنى نعم الحمد لله ومن ذلك قول الشاعر ( 7 ) * بكرت علي عواذلي * يلحينني ( 8 ) وألومهنه ويقلن شيب قد علا * ك وقد كبرت فقلت إنه * يعني بقوله إنه نعم والهاء للسكت والوقف كقولهم تعاله والقول مستقصى على شرحه في إن هذه وفيما أتى من القراءات والتلاوات في قوله " إن هذان " وفي مواضعه من تأليفنا وإملائنا وقول ابن فضالة في شعره هذا نص المطايا ضرب من السير فيه ظهور وارتفاع ومن هذا اشتق اسم المنصة أعني الارتفاع والظهور وروي عن النبي ( صلى الله عليه و سلم ) في قصة ذكرت ( 9 ) أنه كان يسير العنق فإذا وجد فجوة نص ومنه نصصت الحديث إلى صاحبه أي رفعته إليه
_________
( 1 ) نص المطايا : سيرها الشديد أو هو ضرب من المشي فيه ظهور وارتفاع والاداوى جمع إداوة وهي المطهرة
( 2 ) المناسم : أطراف أخفاف الابل
( 3 ) أبو خبيب كنية عبد الله بن الزبير
( 4 ) بالاصل : فنسبني تصحيف والتصويب عن ت والجليس الصالح
( 5 ) سقطت من الاصل وت والزيادة عن الجليس الصالح
( 6 ) سورة طه الاية : 63
( 7 ) البيتان لعبيد الله بن قيس الرقيات ديوانه ط بيروت ص 66
( 8 ) كذا بالاصل وت والديوان وفي الجليس الصالح : " يلحدونني " ولحاه : عاتبه ولامه
( 9 ) وهذه القصة التي ذكرت هي حجة الوداع وقد وردت هذه العبارة بحرفيتها راجع سيرة ابن هشام

(48/286)


وقال امرؤ القيس ( 1 ) وجيد كجيد الريم ليس بفاحش * إذا هي نصته ولا بمعطل * وقوله وكل معبد المعبد المذلل قال طرفة بن العبد ( 2 ) إلى أن تحامتني العشيرة كلها * وأفردت إفراد البعير المعبد * ( 3 ) وأبو خبيب عبد الله بن الزبير كان يكنى أبا خبيب وأبا بكر وقال الشاعر فيه وفي أخيه مصعب قدني من نصر الخبيبين قدي * ليس اميري بالشحيح الملحد * ( 4 ) يروي الخبيبين مثنى يراد هو وأخوه ويروي الخبيبين على الجمع من باب الأشاعثة والمسامعة والمهالبة يراد هو وذووه وقوله ولا أمية في البلاد فنصب بلا النافية وإنما تعمل في النكرة دون المعرفة لأنه أراد ولا مثل أمية كما قال الآخر لا ( 5 ) هيثم الليلة للمطي أي لا مثل هيثم وقوله من الأعياص نسب بني أمية مقسوم على إضافتين الأعياص والعنايس والأعياص أعلاهما قال القاضي رحمه الله ( 6 ) وابن الزبير حين ذكر الكاهلية وذكره ابن فضالة إياه إليها معنى لطيف وتعريض بنسبه أبلغ من التصريح إذا علم أن الكاهلية ألأم أمهات ابن الزبير فسبه بها فالسب راجع عليه فأعظم من سبه من هجاه إذ بنو كاهل رهط ابن فضالة وعصبته وقول ابن الزبير وارقعها بسبت السبت جلود يؤتى بها من اليمن يتخذ منها
_________
( 1 ) ديوانه ط بيروت ص 44 ( من المعلقة )
( 2 ) بالاصل : " قال بن معبد " والتصويب عن ت وفيها : قال طرقة
( 3 ) من معلقة طرفة وديوانه ط بيروت ص 31
( 4 ) الشطر الاول في تاج العروس : خبب ونسبه لحميد الارقط
( 5 ) الاصل : " ألا " والمثبت عن ت والكتاب لسيبويه 2 / 296 ولم ينسبه
( 6 ) الزيادة عن الجليس الصالح للايضاح

(48/287)


النعال وهي من جلود البقر وكانت من ملابس الملوك وروي أن النبي ( صلى الله عليه و سلم ) قال لرجل رآه يمشي في المقبرة لابس شيئا منها يا صاحب السبتيتين اخلع سبتيتك ( 1 ) وقال عنترة يصف رجلا بالنبل وتمام الخلق بطل كأن ثيابه في سرحة * يحذى نعال السبت ليس بتوأم * وقوله أخصفها بهلب بمعنى ما أخذ من شعر الذنب وقوله وأنجد بها يريد آت بها نجدا يقال أنجد الرجل إذا أتى نجدا وأغار إذا أتى الغور ومن كلام العرب أنجد من رأى حصنا أي شارف نجدا أو حصن جبل قال الأعشى * ( 2 ) نبي يرى ما لا ترون وذكره * أغار لعمري في البلاد وأنجدا * وقوله وسر عليها البردين البردان أول النهار وآخره وروي عن النبي ( صلى الله عليه و سلم ) أنه قال من صلى البردين دخل الجنة قال الله عز و جل " أقم الصلاة طرفي النهار وزلفا من الليل ( 3 ) " ومن الدليل على ما قلناه في معنى البردين قول حميد بن ثور الهلالي فلا الظل من برد الضحى تستطيعه * ولا الفئ من برد العشي نذوق * كذا قال ابن فضالة وإنما هو فضالة قرأت في كتاب أبي الفرج علي بن الحسين ( 4 ) أخبرني علي بن سليمان الأخفش حدثني أبو سعيد السكري عن محمد بن حبيب قال مر فضالة بن شريك بعاصم بن عمر بن الخطاب وهو متبد ( 5 ) بناحية المدينة فنزل به فلم يقره شيئا ولم يبعث إليه ولا إلى أصحابه بشئ وقد عرفوه مكانهم فارتحلوا عنه والتفت فضالة إلى مولى لعاصم فقال قل له أم والله لأطوقنك طوقا لا يبلى فقال يهجوه ألا أيها الباغي القرى لست واجدا * قراك إذا ما بت في دار عاصم
_________
( 1 ) كذا بالاصل وت وفي الجليس الصالح : يا صاحب السبتين أخلع سبتيك
( 2 ) ديوان عنترة ط بيروت ص 220
( 3 ) ديوانه ط بيروت ص 46 من قصيدة يمدح النبي محمدا صلى الله عليه وآله وسلم مطلعها : ألم تغتمص عيناك ليلة أرمدا * وعادك ما عاد السليم المسهدا 4 ( ) سورة هود الاية : 114
( 5 ) رواه أبو الفرج في الاغاني 12 / 73 - 74
( 6 ) أي مقيم بالبادية

(48/288)


إذا جئته تبغي القرى بات نائما * بطينا وأمسى ضيفه غير طاعم ( 1 ) فدع عاصما أف لأفعال عاصم * إذا حصل الأقوام أهل المكارم فتى من قريش لا يجود لسائل ( 2 ) * ويحسب أن البخل ضربة لازم ولولا يد الفاروق قلدت عاصما * مطوقة يحدى بها في المواسم فليتك من جرم بن زبان أو بني * فقيم أو النوكى أبان بن دارم أناس إذا ما الضيف حل بيوتهم * غدا جائعا عيمان ليس بغانم * قال فلما بلغت أبياته عاصما استعدى عليه عمرو بن سعيد بن العاص وهو يومئذ بالمدينة أمير ( 3 ) فهرب فضالة بن شريك وعاذ بيزيد ( 4 ) بن معاوية وعرفه ذنبه وما تخوف من عاصم فأعاذه وكتب إلى عاصم يخبره أن فضالة أتاه مستجيرا به وأنه يحب أن يهبه له ولا يذكر لمعاوية شيئا من أمره ويضمن له ألا يعود لهجائه فقبل ذلك عاصم وشفع يزيد بن معاوية فقال فضالة يمدح يزيد ( 5 ) * إذا ما قريش فاخرت بقديمها * فخرت بمجد يا يزيد تليد بمجد أمير المؤمنين ولم يزل * أبوك أمين الله غير بليد به عصم الله الإمام من الردى * وأدرك تتلا من معاشر صيد ( 6 ) ومجد أبي سفيان ذي الجود ( 7 ) والندى * وحرب وما حرب العلا بزهيد فمن ذا الذي إن عدد الناس مجدهم * يجئ بمجد مثل مجد يزيد * وبلغني أن فضالة مات قبل أن يلي عبد الملك بن مروان الخلافة 5605 فضالة بن الصقر بن فضالة بن سالم ابن جميل بن عمرو بن ثوابة بن الأخنس بن مالك ابن النعمان بن امرئ القيس اللخمي الدمشقي حدث عن أبيه الصقر
_________
( 1 ) كذا بالاصل وت وفي الاغاني : غير نائم
( 2 ) كذا بالاصل وت وفي الاغاني : بنائل
( 3 ) زيادة للايضاح عن الاغاني
( 4 ) بالاصل : " وعاد يزيد " والمثبت عن ت والاغاني
( 5 ) الابيات في الاغاني 12 / 74
( 6 ) الصيد : جمع أصيد وهو الذي لا يلتف من زهوه وكبره يمينا ولا شمالا
( 7 ) في الاغاني : ذي الباع والندى

(48/289)


روى عنه ابنه محمد بن فضالة وقد تقدم حديثه في ترجمة بشر بن أحمد ( 1 ) 5605 فضالة بن عبيد بن نافد ( 2 ) ابن قيس بن صهيب بن الأصرم بن جحجبي بن كلفة ابن عوف بن عمرو بن عوف بن مالك أبو محمد الأنصاري ( 3 ) من أصحاب رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) الذين بايعوه تحت الشجرة ولاه معاوية على الغزاة ثم ولاه قضاء دمشق وكان خليفة معاوية على دمشق إذا غاب عنها روى عن النبي ( صلى الله عليه و سلم ) وعن عمر بن الخطاب وأبي الدرداء روى عنه عبد الرحمن بن جبير بن نفير وحنش بن عبد الله الصنعاني وعبد الله بن محيريز الجمحي وأبو علي عمرو بن مالك الجنبي وعبد العزيز بن أبي الصعبة والقاسم أبو عبد الرحمن وأبو علي ثمامة بن شفي الهمذاني ويقال الأصبحي وميسرة مولى فضالة وعلي بن رباح وربيعة بن يورا وداره بدمشق بنواحي سوق القمح أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا أبو الحسين بن النقور أنبأنا أبو القاسم عيسى ابن علي أنبأنا أبو القاسم البغوي حدثنا عيسى بن سالم الشاشي حدثنا ابن المبارك عن حيوه بن شريح أخبرني أبو هانئ أن عمرو بن مالك أخبره أنه سمع فضالة بن عبيد يحدث عن رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) قال من مات على مرتبة من هذه المراتب بعث عليها يوم القيامة قال حيوه رباط حج ونحو ذلك أخبرنا أبو القاسم الواسطي أنبأنا أبو بكر الخطيب أنبأنا أبو بكر أحمد بن علي بن
_________
( 1 ) ترجمة بشر بن أحمد في تاريخ مدينة دمشق : ( 10 / 169 رقم 878 )
( 2 ) بالاصل وت : نافد والمثبت عن تهذيب الكمال والاصابة
( 3 ) ترجمته في الاصابة 3 / 206 والاستيعاب 3 / 197 ( هامش الاصابة ) وتهذيب الكمال 15 / 57 وتهذيب التهذيب 4 / 486 وأسد الغابة 4 / 63 وسير أعلام النبلاء 3 / 113 حلية الاولياء 2 / 17 والعبر 1 / 58 وأخبار القضاة لوكيع 3 / 200 وتاريخ الاسلام ( حوادث سنة 41 - 60 ص 285 ) وانظر بحاشيته أسماء مصادر أخرى ترجمته

(48/290)


يزداد القارئ أنبأنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حيان ( 1 ) الأصبهاني حدثنا محمد بن يحيى هو ابن مندة حدثنا محمد يعني ابن عصام بن يزيد المعروف بجبر ( 2 ) حدثنا أبي حدثنا سفيان عن منصور عن هلال بن يساف عن نعيم ذي جناب كذا رواه لنا ابن يزداد القارئ أنا أبو محمد عبد الله ( 3 ) وهو ( 4 ) نعيم بن ذي جناب عن فضالة بن عبيد قال قال رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) ثلاث هن الفواقر إمام إن أحسنت لم يشكر وإن أسأت لم يغفر وجار إن رأى خيرا دفنه وإن رأى شرا أشاعه ( 5 ) وامرأة إن حضرتك آذتك وإن غبت خانتك قال أبو محمد هذا تفرد به جبر بن سفيان ورواه وكيع عن سفيان عن منصور مثله ولم يرفعه أخبرنا أبو القاسم زاهر وأبو بكر وجيه ابنا ( 6 ) طاهر بن محمد قالا أنبأنا أبو نصر عبد الرحمن بن علي بن محمد أنبأنا أبو زكريا يحيى بن إسماعيل بن يحيى الحربي أنبأنا عبد الله ( 7 ) بن محمد بن الحسن الشرقي حدثنا عبد الله بن هاشم حدثنا وكيع حدثنا سفيان عن منصور عن هلال بن يساف عن نعيم بن ذي جناب عن فضالة بن عبيد الأنصاري قال ثلاث من الفواقر إمام إن أحسنت لم يشكر وإن أسأت لم يغفر وجار إن رأى حسنة دفنها وإن رأى سيئة أفشاها وزوجة إن حضرت آذتك وإن غبت عنها خانتك في مالك ونفسها وهكذا رواه هناد عن وكيع أخبرناه أبو القاسم هبة الله بن عبد الله أنبأنا أبو بكر الخطيب أنبأنا إبراهيم بن عمر
_________
( 1 ) إعجامها مضطرب بالاصل والمثبت عن ت
( 2 ) جبر ضبطت بفتح الموحدة وتثقيلها عن تبصير المنتبه 2 / 543
( 3 ) بياض بالاصل مقدار كلمة والمستدرك بين معكوفتين عن ت
ويبدو السياق مضطربا
( 4 ) كذا باالاصل وت
( 5 ) بالاصل : " شر أشاعة " تصحيف والتصويب عن ت
( 6 ) بالاصل : " أنبأنا " تصحيف والتصويب عن ت
( 7 ) بالاصل : " أنبأنا أبو عبد الله " تصحيف والتصويب عن ت

(48/291)


ابن أحمد البرمكي أنبأنا محمد بن عبد الله بن خلف بن بخيت الدقاق ( 1 ) حدثنا محمد بن صالح بن ذريح ( 2 ) العكبري حدثنا هناد بن السري حدثنا وكيع عن سفيان عن منصور عن هلال بن يساف عن نعيم بن ذي جناب عن فضالة بن عبيد الأنصاري فذكر مثله موقوفا أخبرنا أبو البركات الأنماطي وأبو العز الكيلي قالا أنبأنا أبو طاهر الباقلاني زاد الأنماطي وأحمد بن الحسن بن خيرون قالا أنبأنا أبو الحسين الأصبهاني أنبأنا أبو الحسين الأهوازي أنبأنا عمر بن أحمد بن إسحاق حدثنا خليفة بن خياط قال ( 3 ) ومن كلفة ابن عوف بن عمرو بن عوف بن مالك فضالة بن عبيد بن نافذ ( 4 ) بن قيس ابن صهيبة بن الأصرم بن جحجبا بن كلفة يكنى أبا محمد أمه سحيمة ابنة محمد بن عقبة بن أحيحة من ساكني الشام مات سنة تسع وخمسين أخبرنا ( 5 ) أبو البركات الأنماطي أنبأنا أبو المعالي ثابت بن بندار أنبأنا أبو العلاء محمد بن علي الواسطي أنبأنا أبو بكر محمد بن أحمد البابسيري أنبأنا أبو أمية الأحوص بن المفضل بن غسان حدثنا أبي حدثنا يحيى بن معين قال فضالة بن عبيد أنصاري له صحبة ( 6 ) أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا أبو الفضل بن البقال أنبأنا أبو الحسن بن الحمامي أنبأنا إبراهيم بن أحمد بن الحسن أنبأنا إبراهيم بن أبي أمية قال سمعت نوح بن حبيب يقول فضالة بن عبيد بن نافد ( 7 ) بن جحجبا بن كلدة ( 8 ) بن عوف بن عمرو بن عوف وأمه كلفة قرأنا على أبي عبد الله يحيى بن الحسن عن أبي تمام علي بن محمد أنبأنا أحمد بن
_________
( 1 ) ترجمته في سير أعلام النبلاء 16 / 334
( 2 ) إعجامها مضطرب بالاصل وت والصواب ما أثبت ترجمته في سير أعلام النبلاء 14 / 259
( 3 ) رواه خليفة بن خياط في الطبقات ص 153 رقم 544
( 4 ) بالاصل وت : نافد والمثبت عن طبقات خليفة
( 5 ) كتب فوقها بالاصل : ملحق
( 6 ) كتب فوقها بالاصل : إلى
( 7 ) بالاصل : نافد
( 8 ) كذا بالاصل هنا : كلدة

(48/292)


عبيد حدثنا محمد بن الحسين حدثنا ابن أبي خيثمة أنبأنا المدائني قال فضالة بن عبيد أبو محمد أخبرنا أبو بكر محمد بن شجاع أنبأنا أبو عمرو بن مندة أنبأنا الحسن بن محمد بن أحمد أنبأنا أحمد بن محمد بن عمر حدثنا أبو بكر بن أبي الدنيا ( 1 ) حدثنا محمد بن سعد قال فضالة بن عبيد بن نافد ( 2 ) الأنصاري أحد بني جحجبا بن كلفة من بني عمرو بن عوف من الأوس وكان قد نزل دمشق وبنى بها دارا ومات بها في وسط من خلافة معاوية وله عقب أنبأنا أبو نصر محمد بن الحسن وأبو طالب عبد القادر بن محمد قالا أنبأنا أبو محمد الجوهري قراءة عن أبي ( 3 ) عمر ( 4 ) ابن حيوية أنبأنا أحمد بن معروف أنبأنا الحسين بن فهم حدثنا محمد بن سعد قال ( 5 ) فضالة بن عبيد بن نافد ( 2 ) بن قيس بن صهيبة بن الأصرم بن جحجبا وأمه عفرة بنت محمد بن عقبة بن احيحة بن الحلاج بن الحريش بن جحجبا فولد فضالة بن عبيد حميدا وأمه أم صفوان بنت خداش بن عبد الله بن أبي قيس بن عبد ود بن نصر بن مالك بن حسل بن عامر بن لؤي ومحمد وأمه أمامة بنت ثابت من بني أنيف بن بلي بن عمرو بن الحاف بن قضاعة وعبد الله وعبيد الله وأم جميل وأمهم مريم بنت عوف بن قيس بن حارثة بن سيار بن أبي حارثة بن مرة بن نحبة بن غيظ بن مرة بن عوف وعمرا وعيشة لأم ولد وكان عبيد بن نافد شاعرا قال محمد بن عمر شهد فضالة بن عبيد أحدا والخندق والمشاهد كلها مع رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) خرج إلى الشام فلم يزل بها حتى مات هناك وكان فضالة بن عبيد قاضيا بالشام في زمن معاوية ونزل دمشق وبنى بها دارا في خلافة معاوية بن أبي سفيان وله عقب
_________
( 1 ) الخبر برواية ابن أبي الدنيا ليس في الطبقات الكبرى لابن سعد
2 - ( ) بالاصل : نافد
( 3 ) بالاصل : " ابن " تصحيف
( 4 ) كذا بياض بالاصل ونرى أنه لا سقط هنا لان أبا عمر بن حيوية وهو محمد بن العباس الخزاز من مشايخ أبي محمد الجوهري وهذا السند معروف
( 5 ) رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى 7 / 401 مختصرا عما ورد هنا

(48/293)


أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا أبو الحسين بن النقور أنبأنا عيسى بن علي أنبأنا عبد الله بن محمد قال قال محمد بن سعد فضالة بن عبيد بن نافذ بن قيس بن صهيبة بن الأصرم بن جحجبا وأمه عفرة بنت محمد بن عقبة بن أحيحة بن الجلاح بن الحريش بن جحجبا شهد فضالة أحدا والخندق والمشاهد مع رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) ثم خرج إلى الشام فنزل دمشق وبنى بها دارا وكان قاضيا بها في خلافة معاوية ومات بها في خلافة معاوية وله عقب وقال أبو موسى هاورن بن عبد الله فضالة بن عبيد بن نافذ أحد بني عمرو بن عوف أنصاري مات بدمشق في خلافة معاوية بن أبي سفيان أخبرنا أبو محمد بن الآبنوسي في كتابه وأخبرنا أبو الفضل بن ناصر عنه أنبأنا أبو محمد الجوهري أنبأنا أبو الحسين بن المظفر أنبأنا أبو علي المدائني أنبأنا أبو بكر بن البرقي قال ومن بني كلفة بن عمرو بن عوف بن مالك بن الأوس فضالة ( 1 ) بن عبيد بن الناقد ( 2 ) ابن صهيبة بن الأصرم بن جحجبا بن كلفة بن عوف أمه بنت محمد بن عقبة بن أحيحة بن الجلاح توفي سنة ثلاث وخمسين ويقال إنه توفي بدمشق في خلافة معاوية ودفن في باب الصغير أنبأنا أبو الغنائم محمد بن علي ثم حدثنا أبو الفضل بن ناصر أنبأنا أحمد بن الحسن والمبارك بن عبد الجبار ومحمد بن علي واللفظ له قالوا أنبأنا أبو أحمد زاد أحمد ومحمد بن الحسن قالا أنبأنا أحمد بن عبدان أنبأنا محمد بن سهل أنبأنا محمد ابن إسماعيل قال ( 3 ) فضالة بن عبيد الأنصاري من بني عمرو بن عوف له صحبة أخبرنا أبو الحسين القاضي وأبو عبد الله الأديب إذنا قالا أنبأنا أبو القاسم بن مندة أنبأنا أبو علي إجازة
_________
( 1 ) بالاصل : ابن فضالة
( 2 ) كذا بالاصل : " الناقد " هنا ومثله في أسد الغابة
ومر : نافذ
( 3 ) رواه البخاري في التاريخ الكبير 7 / 124

(48/294)


ح قال وأنبأنا أبو طاهر بن سلمة أنبأنا علي بن محمد قالا أنبأنا ابن أبي حاتم قال ( 1 ) فضالة بن عبيد هو عبيد بن نافذ ( 2 ) بن جحجبا بن كلفة الأنصاري من الأوس من بني عمرو بن عوف نزل الشام نزل دمشق وبنى بها دارا ومات بها في وسط إمرة معاوية وله عقب وله صحبة روى عنه أبو علي الجنبي ( 3 ) عمرو بن مالك وحنش الصنعاني وميسرة مولى فضالة وأبو علي الهمداني ثمامة بن شفي وعبد الله بمحيريز سمعت أبي يقول ذلك قال أبو محمد روى عنه عبد العزيز بن ( 4 ) أبي الصعبة وعلي بن رباح وأبو مرزوق وربيعة بن بورا ( 5 ) أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني حدثنا أبو محمد الكتاني ( 6 ) أنبأنا أبو القاسم تمام بن محمد أنبأنا أبو عبد الله الكندي حدثنا أبو زرعة قال فضالة بن عبيد دار فضالة بدمشق توفي في إمارة معاوية كما حدثنا أبو مسهر عن سعيد أخبرنا أبو غالب بن البنا أنبأنا أبو الحسين بن الآبنوسي أنبأنا أبو القاسم عبد الله بن عتاب أنبأنا أحمد بن عمير إجازة ح وأخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد أنبأنا أبو عبد الله الحسن بن أحمد أنبأنا علي ابن الحسن أنبأنا عبد الوهاب بن الحسن أنبأنا أحمد قراءة قال سمعت ابن سميع يقول فضالة بن عبيد بن نافد الأنصاري كان قاضيا على دمشق في خلافة معاوية هلك بدمشق في خلافته وصلى عليه معاوية وقال لابنه زاد عبد الوهاب عبد الله أعني ( 7 ) فإنك لا تحمل ( 8 ) بعده مثله
_________
( 1 ) رواه ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل 7 / 77
( 2 ) بالاصل : " ابن عبيد نافد " والتصويب عن الجرح والتعديل
( 3 ) إعجامها مضطرب بالاصل وتقرأ : الجبني تصحيف والتصويب عن الجرح والتعديل تهذيب الكمال وسير أعلام النبلاء
( 4 ) زيادة لازمة
( 5 ) كذا بالاصل والجرح والتعديل وتقدم : يورا
( 6 ) بالاصل : الكناني تصحيف
( 7 ) بالاصل : " المغني " تصحيف والتصويب عن الاستيعاب وأسد الغابة وفي سير أعلام النبلاء : أعقبني
( 8 ) بالاصل : " تتحمل " تصحيف والتصويب عن الاستيعاب وأسد الغابة

(48/295)


أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا أبو الحسين بن النقور أنبأنا عيسى بن علي أنبأنا عبد الله بن محمد قال فضالة بن عبيد بن نافذ ( 1 ) الأنصاري سكن مصر ومات بها وروى عن النبي ( صلى الله عليه و سلم ) أحاديث كتب إلي أبو ( 2 ) محمد حمزة بن العباس بن علي وأبو الفضل أحمد بن محمد بن الحسن وحدثني أبو بكر اللفتواني عنهما قالا أنبأنا أبو بكر الباطرقاني أنبأنا أبو عبد الله ابن مندة قال قال لنا أبو سعيد بن يونس فضالة بن عبيد بن نافذ ( 1 ) بن صهيبة ( 3 ) بن أصرم بن جحجبا بن كلفة بن عوف بن عمرو ابن عوف بن مالك بن الأوس يكنى أبا محمد صاحب رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) وشهد فتح مصر ( 4 ) وولي بها القضاء والبحر لمعاوية بن أبي سفيان وروى عنه أهل مصر أبو خراش الهذلي وكلاهما صحابي وروى عنه الهيثم بن شفي الرعيني وعلي بن رباح اللخمي وعبد الرحمن بن جحدم ( 5 ) الخولاني وحنش بن عبد الله الصنعاني وثمامة بن شفي الهمداني وسلمة بن صالح اللخمي وعمرو بن مالك الجنبي وغيرهم يقال توفي بدمشق سنة ثلاث وخمسين ويقال إن بها ولده اليوم وقد كان غزا المغرب مع رويفع بن ثابت ( 6 ) أخبرنا أبو جعفر محمد بن أبي علي الهمذاني ( 7 ) في كتابه أنبأنا أبو بكر الصفار أنبأنا أبو بكر الحافظ أنبأنا محمد بن محمد الحاكم قال أبو محمد فضالة بن عبيد بن قيس بن صهيب بن الأصرم بن جحجبا بن كلفة بن عوف ابن عمرو بن عوف بن مالك بن أوس الأنصاري من بني عمرو بن عوف وأمه سحيمة بنت محمد بن عقبة بن أحيحة له صحبة من النبي ( صلى الله عليه و سلم ) سكن الشام يقال قاضي معاوية مات في عهد معاوية بدمشق ويقال مات سنة سبع وستين
_________
( 1 ) بالاصل هنا : نافد
( 2 ) بالاصل : أبي
( 3 ) كذا ومر : " صهيب " وفي طبقات ابن سعد : صهبية
( 4 ) راجع سير أعلام النبلاء 3 / 114
( 5 ) بالاصل وت : جحدب تصحيف والتصويب عن تهذيب الكمال وراجع ترجمته في الجرح والتعديل 5 / 221
( 6 ) وهو أحد أجداد ابن منظور صاحب كتاب لسان العرب وصاحب المختصر
( 7 ) بالاصل وت : الهمداني بالدال المهملة

(48/296)


أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد أنبأنا شجاع بن علي أنبأنا أبو عبد الله بن مندة قال فضالة بن عبيد بن نافذ ( 1 ) بن صهيبة بن أصرم بن جحجبا بن كلفة بن عوف وكان ممن بايع تحت الشجرة شهد فتح مصر والشام ومات بدمشق سنة ثلاث وخمسين ويقال إن عقبه بها وكان ولي القضاء لمعاوية أنبأنا أبو علي ( 2 ) الحسن بن أحمد قال قال لنا أبو نعيم فضالة بن عبيد الأنصاري وهو ابن نافد ( 1 ) بن قيس بن صهيبة بن أصرم بن جحجبا بن كلفة بن عوف قيل إنه كان فيمن بايع تحت الشجرة وقيل إنه شهد أحدا والخندق شهد فتح مصر وتوفي بدمشق سنة ثلاث وخمسين ولي القضاء بها لمعاوية وعقبه بالشام أمه عفرة بنت محمد بن عقبة بن أحيحة بن الجلاح بن الحريش بن جحجبا ورى عنه حنش بن عبد الله الصنعاني وعمرو بن مالك أبو علي الجنبي وعبد الرحمن بن حبيربن نفير وربيعة ابن بوري ( 3 ) وعبد الله بن محيريز وثمامة بن علي الهمذاني وميسرة مولاه أنبأنا أبو عبد الله البلخي أنبأنا أبو الحسين بن الطيوري أنبأنا أبو الحسن العتيقي أنبأنا أبو الحسن الدارقطني إجازة أنبأنا عمر بن الحسن بن مالك الشيباني حدثنا الحارث ابن محمد بن أبي أسامة حدثني محمد بن سعد أنبأنا الواقدي ( 4 ) قال وفضالة بن عبيد بن نافذ ( 5 ) قدم رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) المدينة وهو يحتطب نفر بن صرطة وهو يومئذ ابن ست سنين ومات رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) وهو ابن سبع عشرة سنة وقد ذكر الواقدي في موضع آخر أنه شهد أحدا والخندق وهو الصواب ( 6 ) أخبرنا أبو طالب بن يوسف وأبو نصر بن البنا في كتابيهما قالا أنبأنا أبو محمد الجوهري قراءة عن أبي عمر بن حيوية أنبأنا أحمد بن معروف حدثنا الحسين بن الفهم حدثنا محمد بن سعد أنبأنا محمد بن عمر حدثنا أفلح بن سعيد المري عن سهل بن يزيد
_________
( 1 ) الاصل : نافد
( 2 ) الزيادة عن ت
( 3 ) كذا بالاصل وت هنا ومر : يورا
( 4 ) راجع تهذيب الكمال 15 / 58
( 5 ) بالاصل وت : نافد
( 6 ) راجع أسد الغابة 4 / 63 والاستيعاب 3 / 197 وسير أعلام النبلاء 3 / 114 وتهذيب الكمال 15 / 58

(48/297)


ابن أبي جندب عن فضالة بن عبيد بن نافذ ( 1 ) قال لما كان اليوم الذي قدم فيه رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) قباء لقيناه نفر بن ضرطة ( 2 ) ونحن غلمان نحتطب فأرسلنا إلى أهلنا وقال قولوا قد جاء صاحبكم الذي تنتظرون قال فخرجنا إلى أهلنا فأخبرناهم وأقبل القوم أخبرنا أبو سعد محمد بن أحمد بن محمد بن الخليل ( 3 ) وأبو محمد أحمد ( 4 ) بن محمد ابن أحمد بن علي بن بشر بنوقان ( 5 ) قالا أنبأنا القاضي أبو سعيد محمد بن سعيد بن محمد بن فرخ زاد حدثنا أبو محمد عبد الله بن يوسف بن باموية الأصبهاني إملاء أنبأنا أبو محمد عبد الرحمن بن يحيى الزهري حدثنا علي بن عبد العزيز حدثنا عفان بن مسلم حدثنا عمر بن علي قال سمعت الحجاج بن أرطأة عن مكحول عن عبد الرحمن بن حبير قال سألت فضالة بن عبيد وكان ممن بايع تحت الشجرة فذكر حديثا أخبرنا أبو الفتح الماهاني أنبأنا شجاع المصقلي أنبأنا محمد بن إسحاق العبدي أنبأنا محمد بن يعقوب حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثنا أبي حدثنا عمر بن علي المقدمي قال قال حجاج بن أرطأة كان فضالة بن عبيد ممن بايع تحت الشجرة أخبرنا أبو محمد بن حمزة حدثنا أبو بكر أحمد بن علي ح وأخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا أبو بكر الطبري ( 6 ) قالا أنبأنا أبو الحسين بن الفضل أنبأنا عبد الله بن جعفر حدثنا يعقوب بن سفيان حدثني علي بن عثمان بن نفيل الحراني ح وأخبرناه عاليا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا أبو الحسين بن النقور وأبو القاسم ابن البسري قالا أنبأنا أبو طاهر المخلص حدثنا أحمد بن نصر بن بحير حدثنا علي بن عثمان بن نفيل
_________
( 1 ) الاصل : نافد
( 2 ) كذا
( 3 ) فارن مع مشيخة ابن عساكر 173 / ب
( 4 ) قارن مع مشيخة ابن عساكر 13 / ب
( 5 ) نوقان مدينة بطوس قاله ابن عساكر في المشيخة 13 / ب
( 6 ) بالاصل : الطيوري تصحيف والتصويب عن ت

(48/298)


حدثنا أبو مسهر حدثنا سعيد زاد يعقوب بن عبد العزيز أن فضالة بن عبيد الأنصاري ممن شهد بيعة الرضوان قال سعيد كان أصغر من شهدها ( 1 ) وقال معاوية حين هلك فضالة بن عبيد وهو يحمل نعشه لابنه عبد الله بن معاوية تعال أعقبني فإنك لن تحمل مثله أبدا ( 2 ) أخبرنا أبو القاسم هبة الله بن أحمد بن عمر أنبأنا أبو طالب العشاري حدثنا محمد ابن أحمد بن إسماعيل بن سمعون إملاء أحمد بن محمد بن أحمد بن سلم حدثنا يحيى بن محمد بن أعين حدثنا أزهر بن سعد السمان أبو بكر حدثنا سليمان التيمي عن خداش ( 3 ) عن أبي الزبير عن جابر أن النبي ( صلى الله عليه و سلم ) قال ليدخلن الجنة من بايع تحت الشجرة أخبرنا أبو غالب بن الحسن البصري أنبأنا أبو الحسن السيرافي أنبأنا أحمد بن إسحاق حدثنا أحمد بن عمران حدثنا موسى حدثنا خليفة ( 4 ) قال وقال ابن الكلبي وفيها يعني سنة تسع وأربعين شتى مالك بن هبيرة بأرض ( 5 ) الروم ويقال بل شتى بها فضالة بن عبيد الأنصاري أخبرنا أبو محمد بن حمزة حدثنا أبو بكر أحمد بن علي الحافظ ح وأخبرنا أبو القاسم بن أبي الأشعث أنبأنا محمد بن هبة الله قالا أنبأنا أبو الحسين بن الفضل أنبأنا عبد الله بن جعفر حدثنا يعقوب قال قال ابن بكير قال الليث
_________
( 1 ) راجع سير أعلام النبلاء 3 / 114 وعقب الذهبي على قول سعيد بن عبد العزيز قال : قلت : إن ثبت شهوده أحدا فما كان يوم الشجرة صغيرا
( 2 ) سير أعلام النبلاء 3 / 114 وأسد الغابة وفيه : أعني بدل أعقبني
( 3 ) خداش بكسر أوله وتخفيف المهملة وآخره معجمة ( كما في تقريب التهذيب )
وهو خداش بن عياش العبدي البصري ترجمته في تهذيب الكمال 5 / 449
( 4 ) تاريخ خليفة بن خياط ص 209 ( ت
العمري )
( 5 ) بالاصل وت : أرض الروم تصحيف والتصويب عن تاريخ خليفة

(48/299)


وفي سنة خمسين غزوة ابن قحذم وفضالة بن عبيد وابن شجرة والحصين بن نمير خرقاة ( 1 ) الأولى أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني بقراءتي عليه حدثنا أبو محمد الكتاني ( 2 ) أنبأنا أبو محمد بن أبي نصر أنبأنا أبو القاسم بن أبي العقب أنبأنا أحمد بن إبراهيم القرشي حدثنا محمد بن عائذ قال قال الوليد قال زيد بن ( 3 ) وفي سنة إحدى وخمسين غزا فضالة بن عبيد الأنصاري الشاتية ( 4 ) أخبرتنا ( 5 ) أم البهاء فاطمة بنت محمد قالت أنبأنا أحمد بن محمود الثقفي أنبأنا محمد بن إبراهيم بن المقرئ أنبأنا محمد بن جعفر المنبجي حدثنا عبيدالله بن سعد الزهري قال قال أبي وشتى فيها يعني سنة إحدى وخمسين فضالة بن عبيد الأنصاري ( 6 ) بأرض الروم ( 7 ) أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر أنبأنا أبو بكر البيهقي أنبأنا أبو عبد الله الحافظ ومحمد بن موسى قالا حدثنا أبو العباس هو الأصم حدثنا الربيع بن سليمان حدثنا أيوب بن سويد ( 8 ) عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر حدثني القاسم أبو عبد الرحمن قال غزونا مع فضالة بن عبيد ولم يغز فضالة في البر غيرها فبينا نحن نسير أو نسرع في السير وهو أمير الجيش وكانت الولاة إذ ذاك يستمعون ( 9 ) ممن استرعاهم الله عليه فقال قائل أيها الأميرإن الناس قد تقطعوا قف حتى يلحقوك ( 10 ) فوقف في مرج عليه قلعة فيها حصن فمنا الواقف ومنا النازل إذا نحن برجل ذي شوارب أحمر بين أظهرنا فأتينا به
_________
( 1 ) كذا رسمها بالاصل وفي ت : خرفه " ولم أجدها
( 2 ) بالاصل : الكناني تصحيف والتصويب عن ت
( 3 ) رسمها غير واضح بالاصل وت وصورتها : " دعكة "
( 4 ) سير أعلام النبلاء 3 / 114 عن الوليد
( 5 ) كتب فوقها بالاصل وت : ملحق
( 6 ) استدركت اللفظة على هامش ت وبعدها : صح
( 7 ) كتب فوقها بالاصل وت : إلى
( 8 ) الخبر رواه الذهبي في سير أعلام النبلاء 3 / 115 من طريقه
( 9 ) كذا بالاصل وت وفي سير أعلام النبلاء 3 / 115 : يسمعون
10 - ( ) كذا بالاصل وت وفي سير أعلام النبلاء : يلحقوا بك

(48/300)


فضالة فقلنا إن هذا هبط من الحصن بلا عهد ولا عقد فسأله فضالة ما شأنه فقال إني البارحة أكلت الخنزير وشربت الخمر فبينا أنا نائم أتاني رجلان فغسلا بطني وجاءتني امرأتان لا تفضل إحداهما الأخرى فقالتا أسلم فأنا مسلم فما كانت كلمته أسرع من أن رمينا بالزبر ( 1 ) فأقبل يهوي حين أصابه فدق عنقه فقال فضالة الله أكبر عمل قليلا وأجر كثيرا صلوا على صاحبكم فصلينا عليه ثم دفناه قال القاسم ( 2 ) هذا شئ أنا رأيته أخبرنا أبو الحسين بن أبي الحديد أنبأنا جدي أبو عبد الله أنبأنا أبو الحسن الربعي أنبأنا العباس بن محمد بن حيان حدثنا الهروي محمد بن يوسف حدثنا عثمان بن سعيد هو الدارمي حدثنا هانئ بن المتوكل الاسكندراني حدثني أبو شريح عبد الرحمن بن شريح ( 3 ) أنه سمع واهب بن عبد الله المعافري ( 4 ) أن رجلا سأل فضالة بن عبيد الأنصاري أن يكتبه ( 5 ) في أصحابه حين ولي فلم يجبه فقال له الرجل أتمنعني ذلك وقد انقطعت إليك ورغبت في قربك فقال فضالة امحوه من عمل الله واكتبوه في عمال فضالة فأنكر الرجل ذلك فقال فضالة هو على ذلك تدعون وتحشرون يوم القيامة مع من كنتم تعملون قال وسمعت عثمان يقول هانئ بن المتوكل أثبت شيخ بالاسكندرية أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني حدثنا أبو محمد الكتاني ( 6 ) أنبأنا أبو محمد بن أبي نصر أنبأنا أبو الميمون حدثنا أبو زرعة ( 7 ) حدثنا أبو نعيم حدثنا موسى بن علي قال سمعت أبي يقول أمسكت على فضالة بن عبيد القرآن حتى فرغ منه أخبرنا أبو الحسين الخطيب أنبأنا جدي الحسن أنبأنا علي بن الحسن أنبأنا العباس
_________
( 1 ) كذا بالاصل : والزبر : الحجارة وفي ت : " بالزير " وفي سير أعلام النبلاء : بالزبارة
( 2 ) هو القاسم أبو عبد الرحمن راجع ترجمته في أسد الغابة 4 / 78 والاصابة 3 / 276
( 3 ) ترجمته في سير أعلام النبلاء 7 / 182
( 4 ) تقرأ في ت : المقابري تصحيف راجع ترجمته في تهذيب الكمال 19 / 364
( 5 ) بالاصل : يكفيه تصحيف والتصويب عن ت
( 6 ) بالاصل : الكناني تصحيف والتصويب عن ت
( 7 ) رواه أبو زرعة الدمشقي في تاريخه 1 / 629

(48/301)


بن محمد بن حيان حدثنا محمد بن يوسف ( 1 ) حدثنا عثمان بن سعيد حدثنا عبد الله بن صالح المصري حدثني أبو شريح المعافري أنه سمع أبا قبيل يقول حدثني أبو مكينة ( 2 ) قال قال فضالة بن عبيد الأنصاري صاحب رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) خذ هذا المصحف فأمسك علي ولا ترد علي ألفا ولا واوا إنه سيكون قوم لا يسقطون ألفا ولا واوا ثم رفع فضالة يديه فقال اللهم لا تجعلنا منهم أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر أنبأنا أبو بكر البيهقي ح وأخبرنا أبو محمد بن حمزة حدثنا أبو بكر الخطيب ح وأخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا أبو بكر بن الطبري قالوا أنبأنا الحسين بن الفضل أنبأنا عبد الله بن جعفر حدثنا يعقوب حدثني عبد الرحمن حدثنا الوليد عن خالد بن يزيد عن أبيه أن أبا الدرداء لما حضرته الوفاة وكان يقضي بين أهل دمشق قال له معاوية من ترى لهذا الأمر قال فضالة بن عبيد أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا محمد بن أحمد بن محمد بن أبي الصقر أنبأنا أبو الفتح منصور بن علي بن عبد الله الطرسوسي حدثنا الحسن بن رشيق حدثنا أحمد ابن محمد بن سلام البغدادي أبو بكر حدثنا داود بن رشيد أبو الفضل حدثنا الوليد بن مسلم ( 3 ) حدثنا خالد بن يزيد عن أبيه أن أبا الدرداء كان يقضي على أهل دمشق وأنه لما احتضر أتاه معاوية عائدا له فقال من ترى لهذا الأمر بعدك قال فضالة بن عبيد فلما توفي أبو الدرداء قال معاوية لفضالة إني قد وليتك القضاء قال فاستعفي منه قال فقال له معاوية والله ما حابيتك بها ولكني استترت بك من النار فاستتر منها ما استطعت
_________
( 1 ) بياض بالاصل واللفظة استدركت عن ت
وهو محمد بن يوسف بن بشر أبو عبد الله الهروي ترجمته في سير أعلام النبلاء 15 / 252
( 2 ) كذا رسمها بالاصل وبدون إعجام في ت وفوقها ضبة ولم أعثر عليه
( 3 ) سير أعلام النبلاء 3 / 115 من طريق الوليد بن مسلم وتهذيب الكمال 15 / 58 من طريق خالد بن يزيد بن أبي مالك

(48/302)


أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني حدثنا أبو محمد الكتاني ( 1 ) أنبأنا محمد بن أبي نصر أنبأنا أبو الميمون حدثنا أبو زرعة ( 2 ) حدثني عبد الرحمن بن إبراهيم عن الوليد بن مسلم عن خالد بن يزيد ( 3 ) عن أبيه أن أبا الدرداء كان يلي القضاء بدمشق فلما حضرته الوفاة قال له معاوية من ترى لهذا الأمر قال فضالة بن عبيد فلما مات أرسل معاوية إلى فضالة فولاه القضاء فقال له أما إني لم أحبك بها ( 4 ) ولكني استتر بك من النار فاستتر قال أبو زرعة ( 5 ) فحدثنا أبو مسهر حدثنا سعيد بن عبد العزيز قال فلما خرج معاوية إلى صفين استخلف فضالة بن عبيد على دمشق ( 6 ) أخبرنا ( 7 ) أبو البركات الأنماطي أنبأنا أبو المعالي البقال أنبأنا أبو العلاء الواسطي أنبأنا أبو بكر البابسيري أنبأنا الأحوص بن المفضل بن غسان حدثنا أبي قال سمعت يحيى ابن معين يحدث عن خالد بن يزيد بن أبي مالك يحدث عن أبيه أن أبا الدرداء كان يقضي على أهل دمشق وأنه لما احتضر أتاه معاوية بن أبي سفيان عائدا فقال له من لهذا الأمر بعدك قال فضالة بن عبيد فلما توفي أبو الدرداء قال معاوية لفضالة إني قد وليتك القضاء فاستعفي منه فقال له معاوية والله ما حابيتك بها ولكني أستتر بك من النار فاستتر منها ما استطعت قال يزيد بن أبي مالك فولي فضالة ثم بعد فضالة أبو إدريس الخولاني ثم زرعة بن ثوب قال أبي وكذلك يقول أهل الشام وأما ههنا يعني العراق فيقولون ثوب المقرائي ثم عبد الرحمن بن الحسحاس العذري لعمر بن عبد العزيز ثم نمير بن أوس الأشعري لهشام ثم يزيد بن أبي مالك الهمداني لهشام
_________
( 1 ) بالاصل : الكناني تصحيف والتصويب عن ت
( 2 ) الخبر من هذا الطريق رواه أبو زرعة الدمشقي في تاريخه 1 / 199
( 3 ) هو خالد بن يزيد بن عبد الرحمن بن أبي مالك الهمداني أبو هاشم الدمشقي ترجمته في تهذيب التهذيب 3 / 129 ( مصورة
الهند )
( 4 ) بالاصل وت : لها والمثبت عن تاريخ أبي زرعة
( 5 ) الزيادة منا للايضاح
( 6 ) تاريخ أبي زرعة 1 / 199 وفي سير أعلام النبلاء 3 / 115 من طريق سعيد بن عبد العزيز
( 7 ) كتب فوقها بالاصل وت : ملحق

(48/303)


أنبأنا أبو محمد بن الأكفاني حدثنا أبو محمد الكتاني ( 1 ) أنبأنا تمام بن محمد أنبأنا محمد بن سليمان الربعي حدثنا محمد بن الفيض حدثنا إبراهيم بن هشام بن يحيى ( 2 ) حدثني أبي عن جدي قال وقعت لرجل مئة ( 3 ) دينار فعرفها فقال من وجدها فله عشرون دينارا فأقبل الذي وجدها فقال هذا مالك فأعطني الذي جعلت لي فقال صاحب المال كان مالي عشرين ومائة دينار فاختصما إلى فضالة فقال فضالة لصاحب المال أليس كان مالك عشرين ومئة دينار ( 4 ) كما تذكر قال بلى فقال للرجل الذي وجد المال أليس الذي وجدت مائة قال بلى قال فاحبس هذا المال ولا تدفعه إليه فليس بماله حتى يجئ صاحبه أنبأنا أبو علي الحداد وجماعة قالوا أنبأنا أبو بكر بن ريذة أنبأنا سليمان بن أحمد حدثنا ورد بن أحمد بن لبيد البيروتي حدثنا صفوان بن صالح حدثنا الوليد بن مسلم عن مروان بن جناح عن يونس بن ميسرة بن حلبس عن فضالة بن عبيد أنه كان إذا أتاه أصحابه قال تدارسوا وأسندوا ( 6 ) وزيدوا زادكم الله خيرا وأحبكم وأحب من يحبكم ردوا علينا المسائل فإن أجر آخرها كأجر أولها واخلطوا حديثكم بالاستغفار أنبأنا أبو علي أيضا أنبأنا أبو نعيم الحافظ حدثنا أبي حدثنا محمد بن إبراهيم بن الحكم حدثنا يعقوب بن إبراهيم الدورقي حدثنا بشير بن زاذان حدثني رشدين عن شراحيل بن يزيد عن فضالة بن عبيد أنه كان يقول لأن أعلم أن الله يقبل مني مثقال حبة من خردل أحب إلي من الدنيا وما فيها لأن الله يقول " إنما يتقبل الله من المتقين " ( 7 )
_________
( 1 ) بالاصل : الكناني تصحيف والتصويب عن ت والسند معروف
( 2 ) من طريقه رواه الذهبي في سير أعلام النبلاء 3 / 115 - 116
( 3 ) بياض بالاصل واللفظة استدركت عن ت وسير أعلام النبلاء
( 4 ) ما بين معكوفتين سقط من الاصل واستدرك عن ت وسير أعلام النبلاء
( 5 ) أخرجه الطبراني في المعجم الكبير 18 / 299 رقم 767
( 6 ) كذا بالاصل وت والمختصر وفي المعجم الكبير : وأبشروا
( 7 ) سورة المائدة الاية : 27

(48/304)


أنبأنا أبو علي أنبأنا أحمد بن جعفر بن محمد الفقيه أنبأنا عبد الله بن محمد بن أحمد بن عبد الوهاب والحسن بن محمد بن يوة وعبد الله بن عمر بن جعفر بن محمد بن هانئ المعلم قالوا أنبأنا احمد بن محمد بن عبيد حدثني حمزة بن العباس أنبأنا عبدان أنبأنا عبد الله أنبأنا رشدين بن سعد عن شراحيل بن يزيد عن عبيد بن عمرو أنه سمع فضالة بن عبيد يقول ( 1 ) لأن أكون أعلم أن الله يقبل مني مثقال حبة من خردل أحب إلي من الدنيا وما فيها لأن الله عز و جل يقول " إنما يتقبل الله من المتقين " أخبرنا أبو الحسين بن أبي الحديد أنبأنا أبو عبد الله جدي أنبأنا أبو الحسن الربعي أنبأنا العباس بن محمد بن حيان حدثنا محمد بن يوسف حدثنا عثمان بن سعيد ح وأخبرنا أبو علي الحداد وجماعة في كتبهم قالوا أنبأنا أبو بكر بن ريذة حدثنا سليمان بن أحمد ( 2 ) حدثنا محمد بن عبد الله الحضرمي قالا حدثنا أحمد بن يونس حدثنا معاوية بن حفص عن داود المهاجر وقال ابن أبي الحديد أو ابن المهاجر بالشك ب عن ابن محيريز قال سمعت فضالة بن عبيد وقال الحداد والجماعة قال صحبت فضالة ابن عبيد صاحب رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) وقالوا فقلت له أوصني رحمك الله فقال احفظ عني وقال ابن أبي الحديد مني ثلاث خلال وقال ابن أبي الحديد خصال ينفعك الله بهن إن استطعت أن تعرف ولا تعرف فافعل وإن استطعت أن تسمع وقال ابن أبي الحديد تسمع ولا تكلم فافعل وإن استطعت أن تجلس ولا يجلس إليك فافعل أخبرنا أبو السعود بن المجلي ( 3 ) إجازة إن لم يكن سماعا وأنبأنا أبو الفضل محمد ابن عمر بن يوسف الأرموي ( 4 ) قالا أنبأنا أبو الحسين بن المهتدي أنبأنا أبو الفضل محمد ابن الحسن بن الفضل بن المأمون حدثنا أبو بكر محمد بن القاسم بن بشار الأنباري حدثنا احمد بن يحيى النحوي عن ابن الأعرابي حدثني الهيثم بن عدي بإسناد ذكره أن معاوية كتب إلى فضالة بن عبيد يخطب ابنته على ابنه يزيد
_________
( 1 ) سير أعلام النبلاء 3 / 116
( 2 ) أخرجه الطبراني في المعجم الكبير 18 / 299 رقم 767
( 3 ) بالاصل وت : المحلى تصحيف
( 4 ) بالاصل : " لاوي " وفي ت : " لاموي " وكلاهما تصحيف والتصويب عن مشيخة ابن عساكر 204 / أ

(48/305)


فكتب أما بعد فقد جاءني كتابك تخطب ابنتي على ابنك يزيد وإني قد كتبت إليك ببيتي شعر فاعرفهما وتدبرهما ( 1 ) * فلو أن نفسي طاوعتني لأصبحت * لها حفد من ماء يعد كثير ولكنها نفس علي كريمة * عيوف لأصهار اللئام قذور * أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني حدثنا أبو محمد الكتاني ( 2 ) أنبأنا أبو محمد بن أبي نصر أنبأنا أبو الميمون حدثنا أبو زرعة ( 3 ) حدثنا أبو مسهر حدثنا سعيد بن عبد العزيز أن فضالة بن عبيد توفي في خلافة معاوية قال فحمل معاوية سريره وقال لابنه عبد الله أعقبني أي بني فإنك لا تحمل بعده مثله أخبرنا ( 4 ) أبو البركات الأنماطي أنبأنا أحمد بن الحسن بن خيرون أنبأنا أبو العلاء الواسطي أنبأنا أبو بكر البابسيري أنبأنا الأحوص بن المفضل بن غسان حدثنا أبي عن يحيى بن معين قال مات فضالة بن عبيد في خلافة معاوية بدمشق قبره في باب الصغير قال معاوية لابنه يا بني أعقبني فإنك لن تحمل مثله ( 5 ) أخبرنا أبو غالب محمد بن الحسن أنبأنا أبو الحسن السيرافي أنبأنا أحمد بن إسحاق حدثنا أحمد بن عمران حدثنا موسى حدثنا خليفة قال وفي آخر خلافة معاوية مات فضالة بن عبيد ( 6 ) أخبرنا أبو غالب وأبو عبد الله ابنا البنا قالا أنبأنا أبو الحسين بن الآبنوسي أنبأنا أحمد بن عبيد بن الفضل أنبأنا محمد بن الحسين بن محمد بن محمد حدثنا ابن أبي
_________
( 1 ) تقدم البيتان في التاليان
من ضمن أربعة أبيات ختم بها النعمان بن بشير رسالته إلى مروان بن الحكم يرد على رسالته في طلب أم أبان بنت النعمان يخطبها على ابنه عبد الملك بن مروان وذلك في ترجمة بشير بن ابان بن بشير بن النعمان في تاريخ مدينة دمشق 10 / 281 رقم 913 ط الدار
( 2 ) بالاصل : الكناني تصحيف والتصويب عن ت
( 3 ) رواه أبو زرعة الدمشقي في تاريخه 1 / 223
( 4 ) كتب فوقها بالاصل وت : ملحق
( 5 ) كتب فوقها بالاصل وت : إلى
( 6 ) تاريخ خليفة بن خياط ص 227 ( ت
العمري ) ونقل الذهبي في سير أعلام النبلاء عن خليفة قوله : أنه توفي سنة تسع وخمسين

(48/306)


خيثمة أنبأنا المدائني قال ( 1 ) فضالة بن عبيد أبو محمد توفي سنة ثلاث وخمسين وكذا ذكر عبد الرحمن بن عبد الله بن عبد الحكم المصري أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا علي بن أحمد بن محمد بن علي أنبأنا محمد ابن عبد الرحمن إجازة حدثنا عبيدالله بن عبد الرحمن أخبرني عبد الرحمن بن محمد بن المغيرة أخبرني أبي حدثنا القاسم بن سلام قال سنة ثلاث وخمسين توفي فيها فضالة بن عبيد أبو محمد بالشام ( 2 ) قرأت على أبي محمد السلمي عن أبي محمد التميمي أنبأنا مكي بن محمد أنبأنا أبو سليمان بن زبر قال وفيها يعني سنة ثلاث وخمسين توفي فضالة بن عبيد الأنصاري 5606 فضالة بن معاذ أحد دعاة بني العباس كان بدمشق وكان يكاتبه محمد بن علي بن عبد الله بن العباس يأمره بما يفعل في الدعوة إليه له ذكر 5607 فضائل بن الحسن بن الفتح أبو القاسم بن أبي محمد الأنصاري الكتاني ( 3 ) ( 4 ) سمع أبا الفرج الإسفرايني سمعت منه جزءا واحدا ولم يكن الحديث من شأنه وكان يخرج إلى القرى ويقايض الكتان بالغزل أخبرنا أبو القاسم فضائل بن الحسن بجامع دمشق أنبأنا سهل بن بشر أنبأنا محمد بن الحسين بن الطفال أنبأنا محمد بن أحمد الذهلي حدثنا أبو علي الحسين بن الكميت بن
_________
( 1 ) تهذيب الكمال 15 / 58 وسير أعلام النبلاء 3 / 117
( 2 ) تهذيب الكمال 15 / 58
( 3 ) بالاصل : الكناني تصحيف والمثبت عن ت والمختصر
( 4 ) مشيخة ابن عساكر 164 / ب

(48/307)


البهلول بن عمر الموصلي نا عثمان بن الربيع نا أبو إسرائيل عن الفضيل عن الحجاج عن ابن عمر ( 1 ) قال مسى ( 2 ) رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) بصلاة العشاء حتى صلى ( 3 ) المصلي واستيقظ المستيقظ ونام النائمون وهجد المتهجدون ثم خرج فقال لولا أن أشق على أمتي أمرتهم أن يصلوا هذا الوقت أو هذه الصلاة أو نحوها كذا قال والصواب حتى نام المصلي توفي فضائل في ( 4 ) العشر الأخير من ذي الحجة سنة خمس وخمسين وخمسمائة 5608 الفضل بن جعفر بن الفضل بن محمد بن إبراهيم أبو العباس الجوزجاني المقرئ حدث بدمشق عن أبي بكر محمد بن علي السلمي الحداد سمع منه عمر الدهستاني وأبو محمد بن السمرقندي وطاهر بن بركات الخشوعي أنبأنا أبو محمد بن السمرقندي أنبأنا الفضل بن جعفر بن الفضل بن محمد بن أحمد ابن إبراهيم الجوزجاني أبو العباس المقرئ سكن دمشق أنبأنا محمد بن علي بن عبد الله السلمي أنبأنا محمد بن احمد بن عثمان السلمي ( 5 ) أن محمد بن جعفر العسكري أخبرهم حدثنا أبو بدر عباد بن الوليد ( 6 ) حدثنا يزيد بن هارون حدثنا إسرائيل عن الأعمش عن أبي وائل عن عبد الله قال قال رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) يا معشر المسلمين أطعموا طعامكم الأتقياء وأولوا معروفكم المؤمنين لم يصح سماع محمد بن علي السلمي من محمد بن أحمد بن عثمان وقد أخبرناه عاليا أبو الحسن الفرضي وأبو محمد عبد الكريم بن حمزة وأبو
_________
( 1 ) ما بين معكوفتين سقط من الاصل واستدرك لتقويم السند عن ت
( 2 ) أي جاء مساء
( 3 ) كذا بالاصل وفي ت : " ملا المصلى " وسينبه المصنف في آخر الحديث إلى أن الصواب : حتى نام المصلي
( 4 ) الزيادة عن ت للايضاح
( 5 ) ترجمته في سير أعلام النبلاء 17 / 184
( 6 ) ترجمته في تهذيب الكمال 9 / 431 طبعة دار الفكر

(48/308)


المعالي بن الشعيري قالوا أنبأنا أبو الحسن أحمد بن عبد الواحد بن محمد بن أحمد بن عثمان بن أبي الحديد ( 1 ) أنبأنا جدي أبو بكر أنبأنا محمد بن جعفر فذكره ( 2 ) 5609 الفضل بن جعفر بن محمد ابن أبي عاصم أحمد بن حماد بن صبيح بن زياد أبو القاسم التميمي المؤذن الطرائفي ( 3 ) كان عبدا صالحا روى عن ابن الرواس ( 4 ) وإبراهيم بن عبد الرحمن دحيم وأبي محمد عبد الصمد بن عبد الله بن عبد الصمد ( 5 ) ومحمد بن بشر بن ماموية وجماهر بن محمد بن أحمد الزملكاني وعبيد الله بن أحمد بن الصنام وأبي محمد عبد الرحمن بن إسحاق الصامدي ومحمد بن تمام بن صالح وأبي جعفر محمد بن العباس بن الوليد القرشي ومحمد بن عبيد الله بن الفضيل ومحمد بن عبد الله الجوهري وزيد بن عبد الله بن زيد ومحمد بن العباس بن الوليد ( 6 ) وإسحاق بن أحمد بن نافع الخزاعي ومحمد بن إسماعيل الصايغ وأبي الحسن عبد الله بن محمد بن الفرج الزطني ( 7 ) وأبي جعفر محمد بن القاسم بن عبد الرزاق المكي بها وأبي يعقوب إسحاق بن أحمد القطان بتنيس وأبي شيبة داود بن إبراهيم بن روزبة ( 8 ) بمصر ومحمد بن عبدوس النيسابوري بالرملة ومحمد بن خريم وعبد الله بن أحمد بن أبي الحواري وسعيد بن هاشم بن مرثد وأبي سعيد محمد بن يحيى حامل كفنه وعبد الرحمن بن سابحور ( 9 ) والحسين بن إسماعيل النقار وسليمان بن أحمد الخزاعي
_________
( 1 ) ترجمته في سير أعلام النبلاء 18 / 418
( 2 ) كتب بعدها في ت : آخر الجزء الحادي والسبعين بعد الخمسمئة من الفرع
( 3 ) ترجمته في العبر 2 / 366 وسير أعلام النبلاء 16 / 338 وشذرات الذهب 13 / 505
( 4 ) هو عبد الرحمن بن القاسم ابن الرواس ترجمته في سير أعلام النبلاء 13 / 505
( 5 ) ترجمته في سير أعلام النبلاء 14 / 230
( 6 ) كذا بالاصل وت ولعله الذي مر قريبا فيكون ذكره مكررا
( 7 ) بالاصل : " الرطبي " تصحيف والتصويب عن ت وهذه النسبة بفتح الزاي والطاء المهملة المشددة وفي آخرها النون نسبة إلى زطن ( الانساب ) ذكره السمعاني وترجمه
( 8 ) ترجمته في سير أعلام النبلاء 14 / 244
( 9 ) كذا رسمها بالاصل وت

(48/309)


روى عنه تمام بن محمد وأبو محمد بن أبي نصر وأبو الفرج محمد بن أحمد بن محمد العينزربي وأبو نصر بن الجندي وأبو عبد الله بن سلوان وأبو نصر بن الجبان وأبو الحسن بن عوف وابن السمسار والميداني وأبو الليث اسد بن القاسم الحلبي ومكي بن محمد بن الغمر وأبو بكر محمد بن الحسين الجرمي وأحمد بن الحسن بن أحمد بن الطيان وأبو عبد الله محمد بن علي بن عبد الله النصيبي وأبو علي الحسن بن علي بن شواش وعبد الرحمن بن عمر بن نصر وأبو مسعود صالح بن أحمد بن القاسم الميانجي وأبو أسامة محمد بن أحمد بن محمد الهروي المقرئ وأبو القاسم عمر بن طراد الجلاد وصدقة بن حديد بن يوسف المقرئ وعبد الغني بن سعيد الحافظ وشعيب بن عبد الرحمن بن عمر بن نصر أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم أنبأنا أبو عبد الله محمد بن علي بن يحيى بن سلوان المازني أنبأنا أبو القاسم الفضل بن جعفر التميمي المؤذن قراءة عليه أنبأنا أبو شيبة داود بن إبراهيم بن روزبة بمصر حدثنا محمد بن عبد الملك بن أبي الشوارب حدثنا أبو عوانة عن عمر بن أبي سلمة عن أبيه عن أبي هريرة قال لعن رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) الراشي والمرتشي في الحكم أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني حدثنا أبو محمد الكتاني ( 1 ) قال رأيت على ظهر كتاب الشريف أبي طالب الهاشمي توفي جدي لأمي أبو القاسم الفضل بن جعفر المؤذن سنة ثلاث وسبعين وثلاثمائة ( 2 ) قال عبد العزيز الكناني ( 1 ) وكان ثقة نبيلا مأمونا حدث عن عبد الرحمن بن القاسم الهاشمي عن أبي مسهر وغيره حدثنا عنه عدة منهم تمام وعبد الرحمن بن أبي نصر 5610 الفضل بن جعفر بن محمد بن زنكلة أبو الفتح الأصبهاني القاضي سمع أبا طاهر محمد بن سليمان البعلبكي ببيروت روى عنه القاضي أبو محمد عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن التيمي الأصبهاني
_________
( 1 ) بالاصل : الكناني : تصحيف والتصويب عن ت
( 2 ) سير أعلام النبلاء 16 / 338

(48/310)


المعروف بابن اللبان ( 1 ) ولم يذكره أبو نعيم في تاريخ أصبهان 5611 الفضل بن دلهم ( 2 ) الواسطي القصاب ( 3 ) روى عن الحسن ( 4 ) ومحمد بن سيرين وقتادة وثابت البناني روى عنه ابن المبارك ووكيع ويزيد بن هارون وهشام بن الوليد المخزومي وأبو إبراهيم محمد بن القاسم الأسدي ومحمد بن خالد الوهبي ووفد على هشام بن عبد الملك أخبرنا أبو القاسم هبة الله بن محمد بن الحصين أنبأنا أبو علي بن المذهب أنبأنا أحمد بن جعفر حدثنا عبد الله بن أحمد حدثني أبي ( 5 ) حدثنا وكيع حدثنا الفضل بن دلهم عن ابن سيرين عن معقل بن يسار أن رجلا من الأنصار تزوج امرأة فسقط شعرها فسئل النبي ( صلى الله عليه و سلم ) فلعن الواصلة ( 6 ) والموصولة قال ( 7 ) وحدثني أبي حدثنا وكيع حدثنا الفضل بن دلهم عن قبيصة بن حريث عن سلمة بن المحبق قال قال رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) خذوا عني خذوا عني قد جعل الله لهن سبيلا البكر بالبكر جلد مائة ونفي سنة والثيب بالثيب جلد مائة والرجم
_________
( 1 ) ترجمته في سير أعلام النبلاء 17 / 653
( 2 ) دلهم بفتح أوله وسكون ثانيه تقريب التهذيب
( 3 ) ترجمته في تهذيب الكمال 15 / 74 وتهذيب التهذيب 4 / 492 وميزان الاعتدال 3 / 351 والتاريخ الكبير 7 / 116 والجرح والتعديل 7 / 61 والضعفاء الكبير 3 / 445
( 4 ) بالاصل : الحسين تصحيف والتصويب عن ت وميزان الاعتدال وهو الحسن البصري كما في تهذيب الكمال
( 5 ) رواه أحمد بن حنبل في المسند 7 / 285 رقم 20319 طبعة دار الفكر
( 6 ) في المسند : فسأل النبي صلى الله عليه وآله وسلم عن الوصال فلعن الواصلة والموصولة
( 7 ) الواصلة المرأة التي تصل شعرها بشعر غيرها والمستوصلة الطالبة لذلك
وقيل : الواصلة التي تكون بغيا في شبيبتها فإذا أسنت وصلتها بالقيادة ( راجع تاج العروس : وصل )
( 8 ) القائل : عبد الله بن أحمد بن حنبل والحديث في المسند 5 / 389 رقم 154910 طبعة دار الفكر

(48/311)


أنبأنا أبو الفضل محمد بن ناصر وأبو القاسم إسماعيل بن أحمد قالا أنبأنا المبارك ابن عبد الجبار أنبأنا إبراهيم بن عمر أنبأنا محمد بن عبد الله بن خلف حدثنا عمر بن محمد الجوهري حدثنا أحمد بن محمد بن هانئ قال ( 1 ) سمعت أبا عبد الله ذكر حديث الفضل بن دلهم عن الحسن عن قبيصة بن حريث عن سلمة بن المحبق عن النبي ( صلى الله عليه و سلم ) خذوا عني خذوا عني قد جعل الله لهن سبيلا فقال هذا حديث منكر يعني أنه خطأ قال أبو بكر ( 2 ) وقد رواه قتادة ومنصور بن راذان فقالا عن الحسن عن حطان عن عبادة عن النبي ( صلى الله عليه و سلم ) وهذا هو الصواب أخبرنا أبو نصر بن رضوان أنبأنا أبو محمد الجوهري حدثنا محمد بن العباس أنبأنا محمد بن المرزبان حدثنا عبد الله بن شبيب حدثني عثمان بن نمير عن هشام بن الوليد المخزومي قال قال لي فضل بن دلهم كنا نتعلم المروءة في عسكر هشام بن عبد الملك كما يتعلم الإنسان القرآن أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا أبو بكر بن الطبري أنبأنا أبو الحسين بن الفضل أنبأنا عبد الله بن جعفر حدثنا يعقوب ( 3 ) حدثنا سلمة عن أحمد بن حنبل قال قال يزيد يعني ابن هارون كان الفضل بن دلهم عندنا قصابا أخبرنا أبو البركات الأنماطي أنبأنا أبو بكر بن المظفر أنبأنا أبو الحسن العتيقي أنبأنا يوسف بن أحمد حدثنا أبو جعفر العقيلي ( 4 ) حدثنا عبد الله بن أحمد قال وجدت في كتاب أبي بخط يده قال يزيد بن هارون كان ( 5 ) الفضل بن دلهم عندنا قصابا شاعرا ( 6 ) معتزليا وكنت أصلي معه في المسجد فلا أعرف ( 7 ) ذاك منه وكنت أعرف ذلك منه ( 8 )
_________
( 1 ) رواه المزي في تهذيب الكمال 15 / 75
( 2 ) يعني أحمد بن محمد بن هانئ أبو بكر الاثرم
( 3 ) رواه يعقوب بن سفيان بن في المعرفة والتاريخ 2 / 254
( 4 ) رواه أبو جعفر العقيلي في كتاب الضعفاء الكبير 3 / 445 ورواه في تهذيب الكمال من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل
( 5 ) بالاصل : قال تصحيف والتصويب عن ت والضعفاء الكبير
( 6 ) بالاصل : " قصاب شاعر معتزلي " خطأ والتصويب عن ت والضعفاء الكبير
( 7 ) كذا بالاصل وفي ت والضعفاء الكبير : أسمع
( 8 ) كذا بالاصل وت وفي الضعفاء الكبير : ذاك فيه

(48/312)


أنبأنا أبو الفضل وأبو القاسم قالا أنبأنا المبارك أنبأنا البرمكي أنبأنا محمد بن عبد الله حدثنا عمر بن محمد حدثنا أحمد بن محمد الأثرم قال سألت أبا عبد الله عن الفضل بن دلهم فقال ليس به بأس إلا أن له أحاديث وقد روى عنه يزيد بن هارون حديثا أو قال أكثر إلا أنه ذكر شيئا يسيرا قلت لأبي عبد الله فضل بن دلهم واسطي فقال نعم هو واسطي قال ولا أعلم أحدا أروى عنه من وكيع ( 1 ) أنبأنا أبو الغنائم محمد بن علي ثم حدثنا أبو الفضل بن ناصر أنبأنا أحمد بن الحسن والمبارك بن عبد الجبار ومحمد بن علي واللفظ له قالوا أنبأنا أبو أحمد زاد أحمد ومحمد بن الحسن قالا أنبأنا أحمد بن عبدان أنبأنا محمد بن سهل أنبأنا محمد ابن إسماعيل ( 2 ) قال الفضل بن دلهم البصري سمع الحسن عن قبيصة عن سلمة بن المحبق عن النبي ( صلى الله عليه و سلم ) قال للبكر ( 3 ) جلد مائة وتغريب عام وروى عنه وكيع وقال قتادة وسلام عن الحسن عن حطان عن عبادة عن النبي ( صلى الله عليه و سلم ) وهذا أصح أخبرنا أبو الحسين القاضي وأبو عبد الله الأديب إذنا قالا أنبأنا أبو القاسم بن مندة أنبأنا أبو علي إجازة ح قال وأنبأنا أبو طاهر بن سلمة أنبأنا علي بن محمد قالا أنبأنا ابن أبي حاتم قال ( 4 ) الفضل بن دلهم البصري القصاب روى عن الحسن وابن سيرين وقتادة روى عنه ابن المبارك ووكيع ويزيد بن هارون سمعت أبي يقول ذلك قال وأنبأنا ابن أبي حاتم ( 5 ) أنبأنا علي بن أبي طاهر فيما كتب إلي حدثنا أبو بكر الأثرم قال سألت أبا عبد الله أحمد بن حنبل عن الفضل بن دلهم فقال ليس به بأس
_________
( 1 ) تهذيب الكمال 15 / 74
( 2 ) رواه البخاري في التاريخ الكبير 7 / 116 - 117
( 3 ) بالاصل وت : البكر والمثبت عن التاريخ الكبير
( 4 ) رواه ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل 7 / 61
( 5 ) المصدر السابق 7 / 61

(48/313)


أخبرنا أبو البركات الأنماطي أنبأنا أبو بكر الشامي أنبأنا أبو الحسن العتيقي أنبأنا يوسف بن أحمد أنبأنا أبو جعفر العقيلي ( 1 ) حدثنا محمد بن إسماعيل هو الصايغ حدثنا الحسن بن علي هو الحلواني قال ( 2 ) سمعت أحمد بن حنبل يقول لا يحفظ الفضل بن دلهم قال وذكر أشياء أخطأ فيها أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر أنبأنا أبو صالح أحمد بن عبد الملك أنبأنا أبو الحسن ابن السقا وأبو محمد بن بالوية قالا حدثنا محمد بن يعقوب حدثنا عباس بن محمد قال سألت يحيى بن معين عن حديث الفضل بن دلهم كيف هو فقال صالح ( 3 ) قرأنا على أبي عبد الله بن البنا عن أبي تمام علي بن محمد عن أبي عمر بن حيوية أنبأنا محمد بن القاسم بن جعفر حدثنا ابن أبي خيثمة قال ( 4 ) سئل يحيى يعني ابن معين عن الفضل بن دلهم عن الحسن قال ضعيف قال ( 5 ) سمعت يحيى بن معين مرة أخرى يقول الفضل بن دلهم حديثه صالح أخبرنا أبو غالب محمد بن الحسن أنبأنا أبو الحسن محمد بن علي السيرافي أنبأنا أحمد بن إسحاق بن خربان أنبأنا محمد بن بكر بن محمد بن عبد الرزاق التمار المعروف بابن داسة قال أبو داود سليمان بن الأشعث الفضل بن دلهم ليس بالقوي ولا بالحافظ ( 6 ) أنبأنا أبو البركات الأنماطي عن أبي القاسم عبد الواحد بن فهد العلاف عن أبي الفتح بن أبي الفوارس الحافظ أنبأنا محمد بن يوسف بن موسى الصباغ أنبأنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله الاسي ( 7 ) أنبأنا علي بن الحسين بن الجنيد ( 8 ) قال الفضل بن دلهم بصري في القلب من أحاديثه شئ ( 9 )
_________
( 1 ) رواه العقيلي في الضعفاء الكبير 3 / 445
( 2 ) ومن طريقه المزي في تهذيب الكمال 15 / 75
( 3 ) من طريق عباس الدوري رواه المزي في تهذيب الكمال 15 / 75
( 4 ) تهذيب الكمال 15 / 75 وميزان الاعتدال 3 / 351
( 5 ) تهذيب الكمال 15 / 75
( 6 ) ميزان الاعتدال 3 / 351 وتهذيب الكمال 15 / 75
( 7 ) كذا بالاصل وت
( 8 ) ترجمته في سير أعلام النبلاء 14 / 16
( 9 ) تهذيب الكمال 15 / 75

(48/314)


5612 - الفضل بن دينار المروزي ممن شهد حصار دمشق مع عبد الله بن علي تقدم ذكر ذلك في ترجمة جبريل بن يحيى ( 1 ) 5613 الفضل بن سهل بن بشر بن أحمد بن سعيد أبو المعالي بن أبي الفرج الإسفرايني الواعظ المعروف بالأثير ( 2 ) ( 3 ) ولد بتنيس ( 4 ) ونشأ بدمشق وسمع بها الحديث وبصور من أبيه وأبي القاسم بن أبي العلاء ورحل عن دمشق إلى حلب وأقام بها مدة وعقد بها مجلس الوعظ ثم رحل إلى ناحية المشرق وكان يعرف ببغداد بالأثير الحلبي وكان له خط حسن وداخل الشيخ أبا الفتوح الإسفرايني وزعم أن بينه وبينه قرابه وبلغني أنه كان يتطفل بالري أو ببعض بلاد العجم على سكان الخان الذي ينزل فيه حتى لقب ( 5 ) وكان قد سمع من أبيه كتاب سنن النسائي القدر الذي سمعه أبوه واستجاز له أبوه من أبي بكر الخطيب وقرئ عليه بعد خروجي عن بغداد التاريخ أو أكثره بإجازة المصنف سمعت منه حديثا واحدا أخبرنا أبو المعالي الفضل بن سهل وعدهن في يدي حدثنا والدي أبو الفرج سهل ابن بشر بن أحمد الإسفرايني وعدهن في يدي أخبرني أبو نصر محمد بن أحمد بن محمد ابن شبيب الكاغدي البلخي وعدهن في يدي حدثنا أبو عبد الله محمد بن عمر البزاز
_________
( 1 ) سقطت ترجمته من كتابنا تاريخ مدينة دمشق ضمن القسم الضائع منجابر بن أبي صعصعة إلى ترجمة جعونة بن الحارث
( 2 ) في المستفاد منذيل تاريخ بغداد : كان يعرف بالامير
( 3 ) ترجمته في المستفاد من ذيل تاريخ بغداد ص 215 وتذكرة الحفاظ 4 / 1313 والمنتظم لابن الجوزي 18 / 93 وسير أعلام النبلاء 20 / 226 وكشف الظنون 1189
( 4 ) في سير أعلام النبلاء : ولد بمصر
وتنيس : جزيرة في بحر مصر قريبة من البر ما بين الفرما ودمياط ( معجم البلدان )
( 5 ) كذا بالاصل وثمة سقط فيه وفي ت : حتى لقب وبياض مقدار كلمة

(48/315)


البخاري وعدهن في يدي حدثنا عمر بن محمد بن بجير بن حازم الهمداني ( 1 ) أبو حفص البجيري ( 2 ) بسمرقند وعدهن في يدي حدثنا عبد بن حميد الكشي وعدهن في يدي حدثنا يزيد ين هارون الواسطي وعدهن في يدي حدثنا حميد الطويل وعدهن في يدي حدثنا أنس بن مالك وعدهن في يدي قال عدهن في يدي رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) قال عدهن في يدي جبريل قال عدهن في يدي ميكائيل قال عدهن في يدي إسرافيل قال عدهن في يدي رب العالمين جل جلاله قال قل اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد اللهم ارحم محمدا ( 3 ) وآل محمدا كما رحمت إبراهيم وآل إبراهيم إنك حميد مجيد اللهم ارحم محمدا وآل محمد كما رحمت إبراهيم وآل إبراهيم إنك حميد مجيد اللهن تحنن على محمد وعلى آل محمد كما تحننت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد ذكره أبوه أبو الفرج أنه ولد بتنيس ليلة الثلاثاء السادس عشر من شعبان سنة إحدى وستين وأربعمائة ومات ببغداد ( 4 ) 5614 الفضل بن سهل بن محمد بن أحمد أبو العباس المروزي الصفار قدم دمشق وحدث بها عن أبي عمرو لاحق بن الحسين بن عمران بن أبي الورد والحاكم أبي نصر منصور بن محمد بن أحمد بن حرب ومحمد بن عمرو البصري والحاكم أبي الفضل محمد بن الحسين المروزي وأبي سعيد عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب السجزي ( 5 ) وأبي العباس إبراهيم بن محمد بن موسى السرخسي الفقيه روى عن عبد العزيز الكتاني ( 6 ) وأبو القاسم بن أبي العلاء وأبو الحسن بن أبي الحديد وابنه عبد الله بن أبي الحديد
_________
( 1 ) ترجمته في سير أعلام النبلاء 14 / 402
( 2 ) بالاصل : البحيري تصحيف والتصويب عن ت
( 3 ) بالاصل : " محمد " تصحيف والتصويب عن ت
( 4 ) وذلك في ثاني رجب سنة ثمان وأربعين وخمسمائة فجأة ببغداد كما في المستفاد منذيل تاريخ بغداد ص 217 وانظر المنتظم 18 / 93 وسير أعلام النبلاء 20 / 226
( 5 ) ترجمته في سير أعلام النبلاء 16 / 427
( 6 ) بالاصل : الكناني تصحيف

(48/316)


أخبرنا أبو محمد هبة الله بن أحمد المزكي حدثنا عبد العزيز بن أحمد أنبأنا أبو العباس الفضل بن سهل بن محمد الصفار المروزي قدم علينا حاجا حدثنا أبو عمرو لاحق ابن الحسين بن عمران بن أبي الورد الأندلسي بمرو قال حدثتنا فاطمة بنت الحسين بن علي الخراسانية قدمت مكة حاجة قالت حدثني أستاذي أحمد بن محمد المعروف بابن الدهان حدثنا محمد بن الحجاج عن أحمد بن عبد الله عن يحيى بن حميد الطويل عن أبيه عن أنس بن مالك قال قال رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) اطلبوا العلم يوم الاثنين فإنه يسير لطالبه 5615 الفضل بن شديد الدمشقي حدث عن عدي بن عدي روى عنه يحيى بن حمزة قاله ابن مندة فيما حكاه المقدسي عنه 5616 الفضل بن صالح بن علي بن عبد الله ابن العباس بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف أظنه يكنى أبا العباس الهاشمي ( 1 ) ولي إمرة دمشق في خلافة المنصور والموسم وولي مصر للمهدي سأل سعيد بن عبد العزيز والوضين بن عطاء وكان مع أبيه بالبلقاء أنبأنا أبو علي الحداد أنبأنا محمد بن عبد الله بن أحمد بن ريذة التاجر أنبأنا سليمان ابن أحمد الطبراني حدثنا عبدان بن أحمد حدثنا عبد الوهاب بن الضحاك حدثنا إسماعيل ابن عياش عن الوليد بن عباد عن الفضل بن صالح عن عطاء بن السائب عن أبيه عن عبد الله بن عمرو عن النبي ( صلى الله عليه و سلم ) قال سيكون بعدي فتن يصطلم فيها العرب اللسان فيها أشد من السيف قتلاهما جميعا في النار
_________
( 1 ) ترجمته في تحفة ذوي الالباب 1 / 201 وسير أعلام النبلاء 9 / 222 وتاريخ خليفة ( الفهارس ) وشذرات الذهب 1 / 281 وأمراء دمشق ص 65

(48/317)


ذكر أبو جعفر الطبري أن الفضل بن صالح ولد سنة اثنتين وعشرين ومائة ( 1 ) أنبأنا أبو غالب محمد بن الحسن أنبأنا أبو الحسن السيرافي أنبأنا أحمد بن إسحاق حدثنا أحمد بن عمران حدثنا موسى حدثنا خليفة قال ( 2 ) وأقام الحج الفضل بن صالح بن علي بن عبد الله بن عباس يعني سنة ثمان وثلاثين ومائة أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا أبو بكر بن الطبري أنبأنا أبو الحسين بن الفضل أنبأنا عبد الله بن جعفر حدثنا يعقوب بن سفيان قال ( 3 ) وفي سنة ثمان وثلاثين ومائة حج بالناس الفضل بن صالح بن علي أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني حدثنا أبو محمد الكتاني ( 4 ) أنبأنا أبو محمد بن أبي نصر أنبأنا أبو الميمون حدثنا أبو زرعة ( 5 ) حدثني محمد بن العلاء شيخ من أهل المسجد قال الفضل بن صالح ولينا سنة تسع وأربعين ومئة ( 6 ) تسع سنين ذكر أبو الحسين الرازي حدثني أبو الحسن أحمد بن حميد بن سعيد بن أبي العجائز الكندي حدثنا أبو علي الحسن بن حلقوم حدثنا محمد بن العلاء قال أدركت الفضل بن صالح الهاشمي وهو والي دمشق وهو الذي عمل الأبواب للمسجد والقبة التي في الصحن وتعرف بقبة المال ( 7 ) قال محمد بن العلاء وأنا وقفت على القبة وهي تبنى قال ومحمد بن العلاء هذا دمشقي يعرف بخال ابن صعصعة وكان قد جاوز المائة سنة أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني حدثنا أبو محمد التميمي أنبأنا عبد الرحمن بن عثمان ابن أبي نصر أنبأنا أبو الميمون البجلي حدثنا أبو زرعة ( 8 ) أنبأنا أبو مسهر عن سعيد بن عبد العزيز
_________
( 1 ) راجع تاريخ الطبري 7 / 191 ( ط
المصرية )
( 2 ) تاريخ خليفة بن خياط ص 417 ( ت
العمري )
( 3 ) رواه يعقوب بن سفيان الفسوي في المعرفة والتاريخ 1 / 120
( 4 ) بالاصل : الكناني تصحيف
( 5 ) رواه أبو زرعة الدمشقي في تاريخه 1 / 262
( 6 ) زيادة لازمة للايضاح عن تاريخ أبي زرعة
( 7 ) راجع تحفة ذوي الالباب 1 / 201
( 8 ) رواه أبو زرعة الدمشقي في تاريخه 1 / 204

(48/318)


أن الفضل بن صالح أرسل ينظر في دم قتيل فأبى وقال سلمة بن عمرو يأخذ الرزق وأنا أنظر في الدماء فقال الفضل بن صالح صدق أخبرنا أبو غالب محمد بن الحسن أنبأنا أبو الحسن السيرافي أنبأنا أحمد بن إسحاق حدثنا أحمد بن عمران حدثنا موسى حدثنا خليفة قال ( 1 ) مات أبو جعفر وعليها يعني الجزيرة موسى بن مصعب فعزله المهدي وولى المسيب بن زهير ثم عزله وولى عبد الصمد بن علي ثم الفضل بن صالح ( 2 ) ثم علي بن سليمان ( 3 ) ومن شعر الفضل بن صالح بن علي ما ذكره له محمد بن داود بن الجراح عاش الهوى واستشهد الصبر * وعاث في الحزن والضر وسهل التوديع يوم النوى * ما كان قد وعره الهجر * أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا أبو بكر بن الطبري أنبأنا أبو الحسين بن الفضل أنبأنا عبد الله بن جعفر حدثنا يعقوب قال وفيها يعني سنة اثنتين وسبعين ومائة توفي الفضل بن صالح وهو ابن خمسين سنة ( 4 ) 5617 الفضل بن العباس ابن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي أبو عبد الله ويقال أبو العباس ويقال أبو محمد الهاشمي القرشي ( 5 ) ابن عم رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) ورديفه ( 6 ) له صحبة روى عن النبي ( صلى الله عليه و سلم ) أحاديث
_________
( 1 ) تاريخ خليفة بن خياط ص 441 ( ت
العمري ) تحت عنوان : تسمية عمال المهدي
( 2 ) أقحم بعدها بالاصل : " ثم علي بن صالح "
( 3 ) في تاريخ خليفة : علي بن سليمان بن علي
( 4 ) الخبر ليس في المعرفة والتاريخ المطبوع ليعقوب بن سفيان الفسوي
( 5 ) ترجمته في تهذيب الكمال 15 / 80 وتهذيب التهذيب 4 / 494 والاصابة 3 / 208 وأسد الغابة 4 / 66 والاستيعاب 3 / 208 ( هامش الاصابة ) والتاريخ الكبير 7 / 114 والجرح والتعديل 7 / 63
( 6 ) أردفه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وراءه في حجة الوداع

(48/319)


روى عنه أخوه عبد الله بن عباس وأبو هريرة وربيعة بن الحارث وعباس بن عبيد الله بن العباس وأبو ( 1 ) معبد ( 2 ) نافذ ( 3 ) مولى ابن عباس على ما قيل والشعبي مرسلا وقدم الشام مجاهدا فهلك به واختلف في الوقت والموضع الذي أصيب به فقيل إنه قتل بمرج الصفر وقيل بأجنادين وقيل باليرموك والأظهر أنه مات في طاعون عمواس والله أعلم أخبرنا أبو القاسم بن الحصين أنبأنا أبو طالب بن غيلان حدثنا أبو بكر محمد بن عبد الله الشافعي إملاء حدثنا عمرو بن حفص السدوسي حدثنا عاصم بن علي ح قال وأنبأنا موسى بن هارون البزاز حدثنا قتيبة ح وأخبرنا أبو عبد الله الحسين بن عبد الملك وأبو القاسم غانم بن خالد قالا أنبأنا أبو الطيب عبد الرزاق بن عمر بن موسى أنبأنا أبو بكر المقرئ حدثنا علان علي بن أحمد بن سليمان حدثنا محمد بن رمح قالوا أنبأنا الليث عن أبي الزبير عن أبي معبد مولى ابن عباس عن الفضل بن العباس وكان رديف النبي ( صلى الله عليه و سلم ) وقال ابن رمح رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) أنه قال في عشية عرفة وغداة جمع للناس ( 4 ) حين دفعوا عليكم السكينة وقال ابن رمح بالسكينة وهو كاف ناقته حتى دخل محسرا وهو من منى قال عليكم بحصى الخذف ( 5 ) الذي يرمي به الجمرة وقال لم يزل رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) يكبر حتى رمى الجمرة هكذا أخرجه النسائي في سننه عن قتيبة من غير ذكر عبد الله بن عباس فيه واخرجه مسلم ( 6 ) عن قتيبه ومحمد بن رمح وزاد في إسناده ابن عباس وكذلك رواه يونس بن محمد المؤدب وحجين بن المثنى وكامل بن طلحة وعيسى ابن حماد زغبة عن الليث
_________
( 1 ) بالاصل كتبت " أبو " فوق الكلام بين السطرين
( 2 ) بالاصل : سعيد تصحيف والمثبت عن تهذيب الكمال
( 3 ) بالاصل : ناقذ
( 4 ) كذا بالاصل : " للناس " ومثله في صحيح مسلم وفي المختصر : الناس
( 5 ) بالاصل : الخزف والمثبت عن صحيح مسلم
( 6 ) صحيح مسلم ( 15 ) كتاب الحج ( 45 ) باب رقم 1282 / 2 / 931 - 932

(48/320)


وكذلك رواه ابن جريج عن أبي الزبير وجوده فأما حديث حجين ويونس فأخبرناه أبو القاسم بن الحصين أنبأنا أبو علي بن المذهب أنبأنا أحمد بن جعفر حدثنا عبد الله بن أحمد حدثني أبي ( 1 ) حدثنا حجين ويونس قالا ليث بن سعد عن أبي الزبير عن أبي معبد مولى ابن عباس عن عبد الله بن عباس عن الفضل بن عباس وكان رديف رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) أنه قال في عشية عرفة وغداة جمع للناس حين دفعوا عليكم السكينة وهو كاف ناقته حتى إذ دخل محسرا وهو من منى قال عليكم بحصى الخذف يرمى به الجمرة وقال لم يزل رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) يلبي حتى رمى الجمرة ح وأما حديث كامل فأخبرتناه أم المجتبى بنت ناصر قالت قرئ على إبراهيم بن منصور أنبأنا أبو بكر ابن المقرئ حدثنا أبو يعلى حدثنا كامل حدثنا الليث حدثنا أبو الزبير عن أبي معبد مولى ابن عباس عن ابن عباس عن الفضل بن عباس وكان رديف رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) قال في عشية عرفة وغداة جمع أيها الناس حين دفعوا عليكم بالسكينة وهو كاف ناقته حتى إذا دخل محسرا ( 2 ) وهو من منى قال عليكم بحصى الخذف الذي يرمى به الجمرة قال ولم يزل رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) يلبي حتى رمى الجمرة وأما حديث عيسى بن حماد فأخبرناه أبو العز بن كادش أنبأنا القاضي أبو الطيب طاهر بن عبد الله أنبأنا علي بن عمر بن محمد الحربي حدثنا محمد بن محمد الباغنذي حدثنا عيسى بن زغبة حدثنا الليث بن سعد عن أبي الزبير عن أبي معبد عن ابن عباس عن الفضل بن العباس أنه كان رديف رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) عشية عرفة وغداة جمع فلما دفع الناس من محسر قال ارموا الجمرة بمثل حصى الخذف كما يرمي به الناس قال ولم يزل يلبي حتى رمى جمرة العقبة وأما حديث ابن جريج
_________
( 1 ) رواه أحمد بن حنبل في مسنده 1 / 451 رقم 1796 طبعة دار الفكر
( 2 ) بالاصل : محسر

(48/321)


فأخبرناه أبو القاسم بن الحصين أنبأنا أبو علي التميمي أنبأنا أحمد بن جعفر حدثنا عبد الله بن أحمد حدثني أبي حدثنا يحيى عن ابن جريج أخبرني أبو الزبير أخبرني أبو معبد قال سمعت ابن عباس يخبر عن الفضل قال قال رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) عشية عرفة غداة جمع للناس حين دفعنا عليكم السكينة وهو كاف ناقته حتى إذا دخل منى حين هبط محسرا قال عليكم بحصى الخذف الذي ترمى به الجمرة ورسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) يشير بيده كما يخذف الإنسان وقال روح والبرساني عشية عرفة وغداة جمع وحين دفعوا قال ( 2 ) وحدثني أبي حدثنا روح حدثنا ابن جريج وابن بكر قالا أنبأنا ابن جريج أخبرني أبو الزبير أنه أخبره أبو معبد مولى ابن عباس عن عبد الله بن عباس عن الفضل بن عباس عن رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) أنه قال في عشية عرفة وغداة جمع للناس حين دفعوا عليكم السكينة وهو كاف ناقته حتى إذا دخل منى هبط محسرا قال وعليكم بحصى الخذف الذي ترمى به الجمرة والنبي ( صلى الله عليه و سلم ) يشير بيده كما يخذف ( 3 ) الإنسان وحديث ابن جريج ومن وافقه أشبه بالصواب لأن الظاهر أن أبا معبد لم يدرك الفضل فإنه قديم الوفاة توفي في خلافة عمر وقيل في خلافة أبي بكر الصديق أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا أبو الحسين بن النقور أنبأنا عيسى بن علي أنبأنا عبد الله بن محمد حدثنا علي بن عبد الله بن جعفر المديني حدثنا معن بن عيسى حدثنا الحارث بن عبد الملك بن عبد الله بن إياس الليثي عن القاسم بن يزيد بن عبد الله بن قسيط ( 4 ) عن أبيه عن عطاء ( 5 ) عن ابن عباس عن أخيه الفضل بن عباس قال ( 6 )
_________
( 1 ) رواه أحمد بن حنبل في المسند 1 / 450 رقم 1794 طبعة دار الفكر
( 2 ) القائل : عبد الله بن أحمد بن حنبل والحديث في المسند 1 / 455 - 456 رقم 1821 طبعة دار الفكر
( 3 ) بالاصل : يحذف بالحاء المهملة تصحيف
( 4 ) بالاصل : قسيطة تصحيف والصواب ما أثبت راجع ترجمة يزيد بن عبد الله بن قسيط في تهذيب الكمال 20 / 338 طبعة دار الفكر
( 5 ) هو عطاء بن يسار ذكره المزي من مشايخ يزيد راجع الحاشية السابقة
( 6 ) الاصابة 3 / 208 مختصرا من هذا الطريق
وبنحوه في دلائل النبوة للبيهقي 7 / 179 - 180 ، وانظر البداية والنهاية 5 / 231 والمعجم الكبير للطبراني 18 / 280 رقم 718

(48/322)


جاءني رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) موعوكا قد عصب رأسه فقال خذ بيدي فأخذت بيده فأقبل حتى جلس على المنبر ثم قال ناد في الناس فصحت في الناس فاجتمعوا إليه فقال أما بعد أيها الناس فإني أحمد الله إليكم الذي لا إله إلا هو ألا فإنه قد دنا مني حقوق من بين أظهركم فمن كنت قد جلدت له ظهرا فهذا ظهري فليستقد منه ومن كنت شتمت له عرضا فهذا عرضي فليستقد منه ومن كنت أخذت له مالا ( 1 ) فهذا مالي فليأخذ منه ولا يقول رجل إني أخشى الشحناء من قبل رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) ألا وإن الشحناء ليست من طبيعتي ( 2 ) ولا من شأني ألا وإن أحبكم إلي من أخذ حقا إن كان له أو حللني فلقيت الله تعالى وأنا طيب النفس وقد أرى أن هذا غير مغن عني حتى أقوم فيكم مرارا قال الفضل ثم نزل فصلى الظهر ثم رجع فجلس على المنبر فعاد لمقالته الأولى وغيرها فقام رجل فقال يا رسول الله إن لي عندك ثلاثة دراهم فقال أما إنا لا نكذب قائلا ولا نستحلفه على يمين فيم كانت لك عندي فقال يا رسول الله تذكر يوم مر بك المسكين فأمرتني فأعطيته ثلاثة دراهم فقال أعطه يا فضل فأمر به فجلس ثم قال أيها الناس من كان عنده شئ فليؤده ولا يقول رجل فضوح الدنيا فإن فضوح الدنيا أيسر من فضوح الآخرة فقام رجل فقال يا رسول الله عندي ثلاثة دراهم غللتها في سبيل الله قال ولم غللتها قال كنت إليها محتاجا قال خذها منه يا فضل ثم قال أيها الناس من خشي من نفسه شيئا فليقم ادع له فقام رجل فقال والله ( 3 ) يا رسول الله إني لكذاب وفاحش وإني لنؤوم فقال اللهم ارزقه صدقا واذهب عنه النوم إذا أراد ثم قام آخر فقال والله يا رسول الله إني لكذاب وإني لمنافق وما من شئ من الأشياء إلا قد جئته فقام عمر بن الخطاب فقال فضحت نفسك أيها الرجل فقال النبي ( صلى الله عليه و سلم ) يابن الخطاب فضوح الدنيا أهون من فضوح الاخرة اللهم ارزقه صدقا وإيمانا وصير أمره إلى خير فقال عمر كلمة فضحك رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) ثم قال عمر معي وأنا مع عمر والحق بعدي مع عمر حيث كان أخبرنا أبو القاسم بن الحصين ( 4 ) أنبأنا أبو طالب بن غيلان حدثنا أبو بكر الشافعي
_________
( 1 ) ما بين معكوفتين سقط من الاصل واستدرك عن المختصر ومثله في دلائل النبوة للبيهقي
( 2 ) في دلائل النبة للبيهقي : ليست من شأني ولا من خلقي
( 3 ) بالاصل : والله إني يا رسول الله إني
( 4 ) بالاصل : الحسين تصحيف

(48/323)


حدثنا معاذ بن المثنى حدثنا علي بن المدبني حدثنا معن بن عيسى حدثنا الحارث بن عبد الملك بن عبد الله بن إياس الليثي ثم الأشجعي عن القاسم بن يزيد بن عبد الله بن قسيط عن أبيه عن عطاء عن ابن عباس عن أخيه الفضل بن عباس قال جاءني رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) فخرجت إليه فوجدته موعوكا قد عصب رأسه فقال خذ بيدي فأخذت بيده فانطلق حتى جلس على المنبر ثم قال ناد في الناس فلما اجتمعوا إليه حمد الله وأثنى عليه ثم قال أما بعد أيها الناس فإنه قد دنا ( 1 ) مني حقوق من بين أظهركم فمن كنت جلدت له ظهرا فهذا ظهري فليستقذ ( 2 ) منه ولا يقولن أحد إني أخشى الشحناء من جهة رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) ألا وإن الشحناء ليست من طبيعتي ولا من شأني ألا وإن أحبكم إلي من أخذ شيئا كان له أو حللني فلقيت الله وأنا طيب النفس وإني أرى أن هذا غير مغن عنكم حتى أقوم فيكم مرارا ثم نزل فصلى الظهر ثم جلس على المنبر فعاد لمقالته الأولى من الشحناء وغيرها فقام رجل فقال إذا والله لي عندك ثلاثة دراهم فقال أما إنا لا نكذب قائلا ولا نستحلفه على يمين فيما كانت عندي فقال يا رسول الله تذكر يوم مر بك المسكين فأمرتني فأعطيته ثلاثة دراهم قال أعطه يا فضل فأمر به فجلس ثم قال أيها الناس من كان عنده شئ فليؤده ولا يقولن رجل فضوح الدنيا فإن فضوح الدنيا أيسر من فضوح الآخرة فقام رجل فقال يا رسول الله عندي ثلاثة دراهم غللتها في سبيل الله قال ولم غللتها قال كنت إليهما محتاجا قال خذها منه يا فضل ثم قال رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) أيها الناس من خشي من نفسه شيئا فليقم فلندع له فقام رجل فقال والله يا رسول الله إني لكذاب وإني لنؤوم فقال اللهم ارزقه صدقا وأذهب عنه النوم إذا أراد ثم قام آخر فقال والله يا رسول الله إني لكذاب وإني لمنافق وما شئ أو إن شئ يا رسول الله شك أبو الحسن من الأشياء إلا وقد جئته قال أبو الحسن يعني أتيته قال عمر فضحت نفسك أيها الرجل فقال رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) يا بن الخطاب فضوح الدنيا يعني أهون من فضوح الآخرة ثم قال اللهم ارزقه صدقا وإيمانا وصير أمره إلى خير قال فتكلم عمر بكلام فضحك رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) وقال معي عمر وأنا مع عمر والحق مع عمر حيث كان
_________
( 1 ) بالاصل : " دني "
( 2 ) بالصال : فليستنقذ

(48/324)


أخبرتنا أم المجتبى العلوية قالت قرئ على إبراهيم بن منصور أنبأنا أبو بكر بن المقرئ أنبأنا أبو يعلى حدثنا هارون بن معروف حدثنا ابن وهب أخبرني الليث عن عبد ربه بن سعيد ( 1 ) عن عمران بن أبي أنس ( 2 ) عن عبد الله عن ربيعة بن الحارث عن الفضل عن رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) أنه قال الصلاة مثنى مثنى وتشهد مستقبلا في كل ركعتين وتضرع وتخشع وتمسكن ثم تقنع يديك يقول ترفعهما إلى ربك مستقبلا بطونهما وجهك وتقول يا رب يا رب يا رب من لم يفعل ذلك فهي خداج ( 3 ) رواه عبد الله بن المبارك عن الليث بهذا الإسناد وتابعه ابن لهيعة عن عبد ربه أخبرناه أبو القاسم بن الحصين أنبأنا أبو طالب بن غيلان حدثنا أبو بكر الشافعي إملاء حدثنا محمد بن إدريس التجيبي بمصر حدثنا يونس بن عبد الأعلى حدثنا عبد الله ابن يوسف حدثنا ابن لهيعة حدثنا عبد ربه بن سعيد عن عمران بن أبي أنس عن عبد الله بن نافع بن العمياء عن ربيعة بن الحارث عن الفضل بن عباس أن رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) قال صلاة الليل مثنى مثنى تشهد في كل ركعتين ثم تضرع وتخشع وتمسكن وتقنع بيديك ترفعهما إلى ربك فتقول يا رب يا رب فمن لم يفعل ذلك فهي خداج ورواه شعبة عن عبد ربه بن سعيد فخالف الليث وعبد ربه وأخطأ فيه ثلاثة ( 4 ) مواضع ( 5 ) أخبرنا بحديثه أبو القاسم بن السمرقندي وأبو الحسن علي بن هبة الله بن عبد السلام قالا أنبأنا أبو محمد الصريفيني أنبأنا أبو القاسم بن حبابة حدثنا أبو القاسم البغوي حدثنا خلاد وهو ابن أسلم حدثنا النضر بن شميل حدثنا شعبة أنبأنا عبد ربه بن سعيد حدثنا أنس بن أبي أنس عن عبد الله بن نافع بن العمياء عن عبد الله بن الحارث عن المطلب عن رسول الله ( صلى الله عليه و سلم )
_________
( 1 ) ترجمته في تهذيب الكمال 11 / 75
( 2 ) ترجمته في تهذيب الكمال 14 / 375
( 3 ) الخداج : النقصان ( النهاية لابن الاثير : خدج ) وصفت الصلاة بالمصدر مبالة في نقصها
( 4 ) بالاصل : ثلاث
( 5 ) كذا وسيذكر المصنف رواية شعبة للحديث من ثلاث طرق دون أية إشارة إلى موقع الخطأ في أي منها
ثم يذكر ما ذكره الترمذي عن الاخطاء التي وقع فيها شعبة في روايته

(48/325)


قال وحدثنا علي بن مسلم حدثنا أبو داود عن شعبة أنبأنا عبد ربه بن سعيد قال سمعت أنس بن أبي أنس عن عبد الله بن نافع بن العمياء سمع عبد الله بن الحارث يحدث عن المطلب أن رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) قال الصلاة مثنى مثنى تشهد في ركعتين وساس ( 1 ) وتمسكن وتقنع ( 2 ) يدك وتقول اللهم فمن لم يفعل فهي خداج قال شعبة فأقول له أعني لعبد ربه صلاته خداج فيقول صلاته خداج ولفظ الحديث لأبي داود قال وحدثنا علي بن داود حدثنا آدم حدثنا شعبة حدثنا عبد ربه أخو يحيى بن سعيد عن رجل من أهل مصر يقال له أنس بن أبي أنس عن عبد الله بن نافع بإسناده نحوه أخبرنا أبو الفتح عبد الملك بن عبد الله أنبأنا أبو عامر محمود بن القاسم بن محمد وأبو نصر عبد العزيز بن محمد وأبو بكر أحمد بن عبد الصمد التاجر قالوا أنبأنا عبد الجبار بن محمد بن عبد الله أنبأنا محمد بن أحمد بن محبوب أنبأنا أبو عيسى الترمذي ( 3 ) قال سمعت محمد بن إسماعيل يقول روى شعبة هذا الحديث عن عبد ربه بن سعيد فأخطأ في مواضع فقال عن أنس بن ابي أنس وهو عمران بن أبي أنس وقال عن عبد الله بن الحارث وإنما هو عبد الله بن نافع بن العمياء عن ربيعة بن الحارث وقال عن عبد الله بن الحارث عن المطلب وإنما هو ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب عن الفضل بن عباس
_________
( 1 ) كذا رسمها بالاصل
( 2 ) وتضع يدك جاء من طريق شعبة أنه قال في آخر الحديث كما في مسند أحمد 4 / 167 أنه قال : فقلت له : ما الاقناع ؟ فبسط يديه كأنه يدعو
( 3 ) جاء كلام أبي عيسى الترمذي معقبا على الحديث رقم 385 باب ما جاء في التخشع في الصلاة من كتاب أبواب الصلاة سنن الترمذي 2 / 226

(48/326)


قال ( 1 ) وحديث الليث بن سعد هو حديث صحيح يعني ( 2 ) أصح من حديث شعبة أخبرنا أبو البركات الأنماطي وأبو العز الكيلي قالا أنبأنا أبو طاهر أحمد بن الحسن زاد الأنماطي وأبو الفضل بن خيرون قالا أنبأنا محمد بن الحسن أنبأنا محمد بن أحمد ابن إسحاق حدثنا عمر بن أحمد بن إسحق حدثنا خليفه بن خياط قال ( 3 ) والفضل وعبد الله ابنا العباس بن عبد المطلب بن هاشم أمهما أم الفضل واسمها لبابة الصغرى بنت الحارث بن حزن بن بجير بن الهزم بن رويبة بن عبد الله بن هلال ( 4 ) بن عامر بن صعصعة بن معاوية بن بكر بن هوازان بن منصور بن عكرمة بن خصفة بن قيس بن عيلان بن مضر بن نزار بن معد ( 5 ) بن عدنان استشهد الفضل بالشام في خلافة أبي بكر الصديق يوم أجنادين ويقال يوم مرج الصفر سنة ثلاث عشرة ويقال يوم اليرموك في خلافة عمر بن الخطاب في سنة خمس عشرة يكنى أبا عبد الله ويقال يكنى أبا محمد أخبرنا أبو الحسين بن الفراء وأبو غالب وأبو عبد الله ابنا البنا قالوا أنبأنا أبو جعفر بن المسلمة أنبأنا أبو طاهر المخلص أنبانا أبو عبد الله الطوسي حدثنا الزبير بن بكار قال ( 6 ) وولد العباس بن عبد المطلب الفضل به كان يكنى وكان رديف رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) حتى رمى جمرة العقبة وحفظ عن رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) وشهد غسل رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) وكان يكنى أبا محمد ومات الفضل بن عباس بطاعون عمواس قال الزبير قال أبو الحسن الأثرم ويحيى بن معين عمواس ( 7 ) في حديث ابن عون
_________
( 1 ) يعني محمد بن إسماعيل البخاري كما يفهم من عبارة الترمذي
( 2 ) الزيادة بين معكوفتين عن سنن الترمذي والجملة فيها مستدركة أيضا بين معكوفتين
( 3 ) طبقات خليفة بن خياط ص 29 و 30 رقم 3 و 4
( 4 ) " بن هلال " ليس في طبقات خليفة بن خياط
( 5 ) " بن معد " ليس في طبقات خليفة بن خياط
( 6 ) رواه المصعب الزبيري في نسب قريش ص 25
( 7 ) عمواس : رواه الزمخشري بكسر أوله وسكون الثاني ورواه غيره بفتح أوله وثانيه وآخره سين
وهي كورة من فلسطين بالقرب من بيت المقدس
وقال المهلبي : ضيعة على ستة أميال من الرملة على طريق بيت المقدس
ومنها كان الطاعون في أيام عمر بن الخطاب ( رضي الله عنه ) ثم فشا في ارض الشام فمات فيه خلق كثير ( معجم البلدان )

(48/327)


وهشام عن ابن سيرين قرية من قرى الشام وقال لي يحيى بن معين قال لي الأصمعي إنما هي عرب سوس قال قال لي الأصمعي أخبرني ذلك عبد الملك بن صالح الهاشمي ( 1 ) قال الزبير ومات الفضل بن العباس زمن عمر سنة ثمان عشرة ولم يترك ولدا إلا أم كلثوم تزوجها الحسن بن علي بن أبي طالب كان أبا ( 2 ) عذرها ثم فارقها فتزوجها بعده أبو موسى عبد الله بن قيس الأشعري فولدت له موسى ثم خلف عليها عمران بن طلحة بن عبيدالله حين مات عنها أبو موسى أخبرنا أبو بكر محمد بن شجاع أنبأنا أبو عمرو بن مندة أنبأنا الحسن بن محمد بن أحمد أنبأنا أحمد بن محمد بن عمر حدثنا أبو بكر بن أبي الدنيا ( 3 ) حدثنا محمد بن سعد قال في الطبقة السابعة ممن حفظ عن رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) من الصغار الفضل بن عباس بن عبد المطلب يكنى أبا محمد مات بالشام في طاعون عمواس سنة ثمان عشرة قرأت على أبي غالب بن البنا عن أبي إسحاق البرمكي أنبأنا أبو عمر بن حيوية أنبأنا أحمد بن معروف حدثنا الحسين بن فهم حدثنا محمد بن سعد ( 4 ) قال في الطبقة الثالثة الفضل بن العباس بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي ويكنى أبا محمد وأمه أم الفضل وهي لبابة الكبرى بنت الحارث بن حزن بن بجير بن الهزم ( 5 ) بن رويبة بن عبد الله بن هلال بن عامر بن صعصعة بن معاوية بن بكر بن هوازن بن منصور بن عكرمة بن خصفة بن قيس بن عيلان بن مضر وكان الفضل أسن ولد العباس بن عبد المطلب وغزا مع رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) مكة وحنينا وثبت يومئذ مع رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) حين ولى الناس منهزمين فيمن ثبت معه من أهل بيته وأصحابه وشهد معه حجة الوداع وأردفه رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) وراءه فيقال ردف رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) قالوا وكان الفضل بن عباس فيمن غسل رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) وتولى دفنه ثم خرج إلى الشام بعد ذلك مجاهدا ( 6 ) فمات بناحية الأردن في طاعون عمواس سنة ثمان ( 7 ) عشرة من الهجرة وذلك في خلافة عمر بن الخطاب
_________
( 1 ) المرجع السابق
( 2 ) بالاصل : أبو
( 3 ) نسب قريش للمصعب الزبيري ص 26
( 4 ) الخبر برواية ابن أبي الدنيا ليس في الطبقات الكبرى لابن سعد
( 5 ) رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى 4 / 54 - 55
( 6 ) الاصل : " الهرم تصحيف والتصويب عن ابن سعد
( 7 ) بالاصل : مجاهد خطأ والتصويب عن ابن سعد

(48/328)


أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا أبو الحسين بن النقور أنبأنا عيسى أنبأنا البغوي قال قال محمد بن سعد الفضل بن العباس بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي يكنى أبا محمد وأمه لبابة الكبرى بنت الحارث بن حزن بن بجير بن الهزم ( 1 ) بن رويبة ( 2 ) بن عبد الله بن هلال ابن عامر بن صعصعة بن معاوية بن بكر بن هوازن بن منصور بن عكرمة بن خصفة بن قيس بن عيلان بن مضر وكان الفضل أسن ولد العباس وغزا مع رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) مكة وحنينا وثبت يومئذ مع رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) حين ولى الناس منهزمين مع من ثبت من أهل بيته وأصحابه معه وشهد حجة الوداع وأردفه رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) وراءه فيقال له ردف رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) وولد الفضل أم كلثوم أمها صفية بنت محمية بن جزء الزبيدي من سعد العشيرة من مذحج ولم يلد غير أم كلثوم وكان الفضل فيمن غسل رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) ولي دفنه ثم خرج بعد ذلك إلى الشام مجاهدا فمات بناحية الأردن ( 3 ) في طاعون عمواس سنة ثمان عشرة من الهجرة وذلك في خلافة عمر ( 4 ) أخبرنا أبو محمد عبد الله بن علي بن الآبنوسي في كتابه ثم أخبرنا أبو الفضل محمد ابن ناصر الحافظ عنه أنبأنا أبو محمد الحسن بن علي أنبأنا أبو الحسين بن المظفر أنبأنا أبو علي أحمد بن علي بن الحسن أنبأنا أحمد بن عبد الله بن عبد الرحيم بن البرقي قال الفضل بن العباس بن عبد المطلب وأمه أم الفضل واسمها لبابة بنت الحارث بن حزن بن بجير بن الهزم بن رويبة بن عبد الله بن هلال بن عامر بن صعصعة وأم أم الفضل بنت عمرو بن كعب وأمهما هند بن عوف بن عمرو بن حمير توفي الفضل في طاعون عمواس سنة ثمان عشرة ويقال غير ذلك يقال استشهد الفضل بأجنادين ( 5 ) في خلافة أبي بكر الصديق ويقال يوم مرج الصفر ( 6 ) سنة ثلاث عشرة ويقال يوم اليرموك سنة خمس عشرة في خلافة عمر
_________
( 1 ) كذا بالاصل : ثمان عشرة وفي ابن سعد : ثماني بإثبات الياء
( 2 ) رسمها بالاصل : " ردسه " والمثبت عن الرواية السابقة
( 3 ) كذا بالاصل هنا وانظر ما مر حول عمواس
( 4 ) انظر الاصابة عن البغوي مختصرا 3 / 208
( 5 ) موضع معروف بالشام من نواحي فلسطين ( راجع معجم البلدان )
( 6 ) مرج الصفر : الصفر بالضم ثم الفتح والتشديد والراء موضع بين دمشق والجولان صحراء ( راجع معجم البلدان )

(48/329)


جاء عنه من الرواية نحو من ثمانية أحاديث ترك بنات لا يعلم له ذكر ا فيما ذكر بعض أهل العلم وكانت أم الفضل أول امرأة أسلمت بمكة بعد خديجة فيما ذكره أحمد بن محمد العدوي ( 1 ) أنبأنا أبو الغنائم محمد بن علي ( 2 ) ثم حدثنا أبو الفضل السلامي أنبأنا أحمد بن الحسن والمبارك بن عبد الجبار ومحمد بن علي واللفظ له قالوا أنبأنا أبو أحمد زاد أحمد وأبو الحسين قالا أنبأنا أحمد بن عبدان أنبأنا محمد بن سهل أنبأنا محمد بن إسماعيل قال ( 3 ) الفضل بن العباس بن عبد المطلب الهاشمي صحب النبي ( صلى الله عليه و سلم ) مات في عهد أبي بكر أخبرنا أبو الحسين هبة الله بن الحسن إذنا وأبو عبد الله الحسين بن عبد الملك شفاها قالا أنبأنا أبو القاسم بن مندة أنبأنا أبو علي إجازة ح قال وأنبأنا أبو طاهر بن سلمة وأنبأنا علي بن محمد قالا أنبأنا ابن أبي حاتم قال ( 4 ) الفضل بن العباس بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف أبو محمد له صحبة مات بالشام في طاعون عمواس روى عنه أخوه عبد الله بن عباس سمعت أبي يقول ذلك قال أبو محمد وروى عنه أبو هريرة أنبأنا أبو جعفر محمد بن أبي علي أنبأنا أبو بكر الصفار أنبأنا أحمد بن علي بن منجوية أنبأنا أبو أحمد الحاكم قال أبو عبد الله ويقال أبو محمد الفضل بن العباس بن عبد المطلب بن هاشم القرشي الهاشمي ابن عم النبي ( صلى الله عليه و سلم ) له صحبة منه وأمه أم الفضل واسمها لبابة الصغرى بنت ( 5 ) الحارث بن حزن بن بجير بن الهزم بن رويبة بن عبد الله بن هلال بن عامر بن صعصعة بن معاوية بن بكر بن هوازن بن منصور بن عكرمة بن خصفة بن قيس عيلان استشهد بالشام يوم
_________
( 1 ) راجع ترجمتها في الاصابة 4 / 483
( 2 ) بالاصل : محمد بن غانم تصحيف والسند معروف قارن مع مشيخة ابن عساكر 202 / ب
( 3 ) رواه البخاري في التاريخ الكبير 7 / 114
( 4 ) رواه ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل 7 / 63
( 5 ) بالاصل : بن

(48/330)


أجنادين في خلافة أبي بكر الصديق ويقال يوم مرج الصفر سنة ثلاث عشرة ويقال يوم اليرموك في خلافة عمر سنة خمس عشرة ويقال مات بالطاعون طاعون عمواس سنة ثمان عشرة ( 1 ) أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد أنبأنا شجاع بن علي أنبأنا أبو عبد الله بن مندة قال الفضل بن العباس بن عبد المطلب الهاشمي يكنى أبا محمد أمه أم الفضل ونسبها وأمها أم الفضل بنت عمرو بن كعب توفي وهو ابن إحدى وعشرين سنة قبل أبيه بأربع سنين في طاعون عمواس ويقولون قتل بأجنادين سنة ثماني ( 2 ) عشرة ويقال قتل باليرموك سنة خمس عشرة وقيل يوم مرج الصفر سنة ثلاث عشرة روى عنه عبد الله بن عباس وأبو هريرة أخبرنا أبو البركات الأنماطي أنبأنا أبو الفضل المقدسي أنبأنا أبو سعيد مسعود بن ناصر أنبأنا عبد الملك بن الحسن أنبأنا أبو نصر البخاري قال ( 3 ) الفضل بن العباس بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف أبو محمد الهاشمي المكي سمع النبي ( صلى الله عليه و سلم ) روى عنه أخوه عبد الله بن العباس وقثم في جزء الصيد مات في عهد أبي بكر أو عمر ولم يولد له إلا أم كلثوم وقال الواقدي مات بالشام في طاعون عمواس سنة ثمان عشرة قال أبو نصر وهي خلافة عمر رضي الله عنه أنبأنا أبو علي الحسن بن أحمد قال قال لنا أبو نعيم الحافظ الفضل بن العباس بن عبد المطلب أول ولد العباس وبكره وبه كان يكنى العباس أبا الفضل أمه لبابة بنت الحارث وكانت تكنى بأم الفضل وهي بنت الحارث بن حزن بن بجير بن الهزم بن رويبة بن عبد الله بن هلال بن عامر بن صعصعة بن معاوية بن بكر بن هوازن بن منصور بن عكرمة بن خصفة بن قيس بن عيلان بن مضر وأم أم الفضل بنت عمرو ابن كعب شهد الفضل مع رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) الفتح وحنينا وثبت معه حين انهزم الناس يوم
_________
( 1 ) وقد ورد في الاستيعاب وأسد الغابة والاصابة مختلف الاقوال في وقت وفاته وذهب ابن حجر إلى أن المعتمد في وفاته أنه مات في خلافة أبي بكر الصديق ( رضي الله عنه ) قال : وبمقتضاه جزم البخاري
( 2 ) كذا

(48/331)


حنين وشهد معه حجة الوداع وكان رديفه يوم النحر وراءه فسمي الردف ولي غسل رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) ودفنه ثم خرج إلى الشام فقتل بها مجاهدا في ناحية الأردن سنة عمواس سنة ثمان عشرة من الهجرة في خلافة عمر بن الخطاب وقيل استشهد بأجنادين وقيل يوم مرج الصفر وكان اليومان جميعا سنة ثلاث عشرة وقيل بل استشهد باليرموك سنة خمس عشرة وتوفي قبل أبيه العباس بأربع سنين وقيل توفي قبل أبيه بست عشرة سنة وقال الهيثم بن عدي توفي الفضل بن العباس سنة ثمان وعشرين قبل أبيه بأربع سنين حدث عنه أخوه عبد الله بن العباس وأبو هريرة أخبرنا أبو سهل بن سعدوية أنبأنا إبراهيم بن منصور أنبأنا أبو بكر بن المقرئ أنبأنا أبو يعلى حدثنا أبو موسى حدثنا أبو أحمد حدثنا سفيان عن عبد الله بن الحارث ابن عياش بن أبي ربيعة عن زيد بن علي عن أبيه عن عبيدالله بن أبي رافع عن علي قال أردف يعني النبي ( صلى الله عليه و سلم ) الفضل يعني يوم النحر ثم أتى الجمرة فرماها ثم أتى المنحرف قال هذا المنحر ومنى كلها منحر واستفتته جارية شابة من خثعم فقالت إن أبي شيخ كبير قد أقعد وقد أدركته فريضة الله عز و جل في الحج فيجزئ أن أحج عنه فقال حجي عن أبيك ولوى عنق الفضل فقال له العباس لم لويت عنق ابن عمك قال رأيت شابا وشابة فلم آمن الشيطان عليهما ( 1 ) أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي أنبأنا إبراهيم بن عمر بن أحمد البرمكي قراءة عليه وأنا حاضر قيل له أخبركم عبد الله بن إبراهيم بن أيوب بن ماسي حدثنا أبو مسلم إبراهيم بن عبد الله الكجي الأنصاري ( 2 ) حدثنا إسماعيل بن مسلم عن الحكم عن مجاهد عن ابن عباس قال كان الفضل أكبر مني فكان يردفني وأكون بين يديه أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا أبو الغنائم حمزة بن علي بن محمد بن عثمان
_________
( 1 ) راجع الاصابة باختصار 3 / 208
( 2 ) ترجمته في سير أعلام النبلاء 13 / 423
والكجي بفتح الكاف وتشديد الجيم نسبة إلى الكج وهو الجص كما في الانساب وقال الحافظ الاصبهاني : ولا أرى لما ذكره أصلا ولو كان كذلك لما قيل له إلا الكجي وأظنه منسوبا إلى ناحية بخوزستان يقال لها : " زيركج "

(48/332)


البندار وأبو منصور بن عبد العزيز قالا أنبأنا أبو الفرج أحمد بن عمر بن عثمان الغضاري أنبأنا أبو محمد جعفر بن محمد بن نصير الخواص حدثنا أبو العباس أحمد بن محمد بن مسروق حدثني أحمد بن يحيى بن داود الكاتب حدثنا العمري حفص بن عمر عن الهيثم عن ابن عياش الهمداني عن أبي علاقة عن أبيه أو غيره قال حضرت الفضل بن العباس في سفره إلى الشام فكان يطعم طعامه ويأمر فيتصدق بفضلته وإذا سار تعجل على فرسه حتى يسبق ثقله ورفقاءه ثم لا يزال يصلي حتى يلحقوا به وهو مطول لفرسه وفرسه ترعى وعنانه في يده وكان يجدد الوضوء لكل صلاة مكتوبة وينام من أول الليل ثم يقوم فيصلي إلى وقت الرحيل وإذا مر بركب من المسلمين سلم عليهم فأتاه مولى له وقد نال الناس الطاعون فقال بأبي أنت وأمي لو انتقلت إلى مكان كذ ا وكذا فقال والله ما أخاف أن أسبق أجلي ولا أحاذر أن يغلط بي وإن ملك الموت لبصير بأهل كل بلد قال وحدثنا أحمد بن داود حدثنا أبو حفص الشامي عن أبي الزبير الدمشقي حدثني أبي قال نفق فرس لرجل مع الفضل بن العباس في رفقته فأعطاه فرسا كان يجنب له فعاتبه بعض المتنصحين إليه فقال أبتبخيلي تتنصح إلي انه كفى لؤما أن نمنع الفضل ونترك المواساة ( 1 ) والله ما رأيت الله حمد في كتابه إلا المؤثرين على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة أخبرتنا أم البهاء فاطمة بنت محمد أنبأنا أبو طاهر بن محمود أنبأنا أبو بكر بن المقرئ حدثنا محمد بن جعفر حدثنا عبيدالله بن سعد حدثنا عمي عن أبيه عن ابن إسحاق قال قتل الفضل بن العباس في خلافة أبي بكر مع خالد بن الوليد فبلغني عن غير ابن إسحاق أن الفضل قتل وهو ابن ثنتين وعشرين أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد أنبأنا أبو منصور النهاوندي أنبأنا أبو العباس النهاوندي أنبأنا أبو القاسم بن الأشقر حدثنا محمد بن إسماعيل قال
_________
( 1 ) في المختصر : أن يمنع الفضل ويترك المواساة

(48/333)


وقال علي مات الفضل بن العباس في خلافة أبي بكر أو عمر وحكى البخاري قبل هذا شيئا عن أبي علي الليثي المدني فالله أعلم ( 1 ) وقال في موضع آخر وقال غيره مات فضل بن عباس بن عبد المطلب بطاعون زمن عمر ولم يولد للفضل بن عباس إلا أم كلثوم أخبرنا أبو غالب محمد بن الحسن أنبأنا أبو الحسن السيرافي أنبأنا أحمد بن إسحاق حدثنا أحمد بن عمران حدثنا موسى حدثنا خليفة قال ( 2 ) وقال أبو الحسن يعني المدائني واستشهد يومئذ يعني يوم أجنادين الفضل بن العباس بن عبد المطلب وقال ابن الكلبي واستشهد أيضا الفضل بن عباس يومئذ قال وحدثنا خليفة ( 3 ) حدثني الوليد بن هشام عن أبيه عن جده قال استشهد يوم مرج الصفر الفضل بن العباس قرأت على أبي محمد السلمي عن أبي محمد التميمي أنبأنا مكي بن محمد أنبأنا أبو سليمان بن زبر قال قال أبو موسى محمد بن المثنى وعلي بن محمد المدائني مات الفضل بن عباس وهشام بن العاص سنة ثلاث عشرة أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا أبو الحسين بن النقور أنبأنا عيسى بن علي أنبأنا عبد الله بن محمد حدثني عمي عن الزبير قال الفضل بن عباس كان يكنى أبا العباس مات بطاعون عمواس سنة ثمان عشرة ولم يترك ولدا ذكرا أخبرنا أبو القاسم أيضا أنبأنا أبو القاسم بن البسري أنبأنا أبو طاهر المخلص إجازة حدثنا عبيدالله بن عبد الرحمن بن محمد أخبرني أبو الحسن عبد الرحمن بن محمد بن المغيرة أخبرني أبي حدثني أبو عبيد بن سلام قال سنة ثمان عشرة الفضل بن العباس بن عبد المطلب يعني مات فيها وذكر غيره ثم
_________
( 1 ) ورد في التاريخ الكبير أنه مات في عهد أبي بكر بدون شك
ومثله نقله ابن حجر في الاصابة جزم البخاري أن وفاته كانت في خلافة أبي بكر
( 2 ) تاريخ خليفة بن خياط ص 120 ( ت
العمري ) حوادث سنة 13
( 3 ) رواه أيضا خليفة بن خياط في تاريخه ص 120

(48/334)


قال وكلهم أو بعضهم مات في طاعون عمواس أخبرنا أبو محمد عبد الكريم بن حمزة حدثنا أبو بكر الخطيب ح وأخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد أنبأنا أبو بكر بن الطبري قالا أنبأنا أبو الحسين بن الفضل أنبأنا أبو محمد عبد الله بن جعفر حدثنا يعقوب بن سفيان قال وفي سنة ثماني عشرة مات الفضل بن عباس أنبأنا أبو علي الحداد أنا أبو بكر بن ريذة أنبأنا سليمان بن أحمد حدثنا محمد ابن علي المديني فستقه حدثنا داود بن رشيد عن الهيثم بن عدي قال هلك الفضل بن عباس قبل أبيه بأربع سنين سنة ثمان وعشرين وقد اختلفوا في موت الفضل بن عباس فقال بعض الناس استشهد بالشام يوم أجنادين ويقال مرج الصفر وكان اليومان معا سنة ثلاث عشرة ويقال استشهد يوم اليرموك سنة خمس عشرة ويقال مات في طاعون عمواس سنة ثمان عشرة وهو ابن إحدى وعشرين أخبرنا أبو محمد السلمي حدثنا أبو بكر الحافظ ح وأخبرنا أبو القاسم بن أبي الأشعث أنبأنا أبو بكر بن هبة الله قالا أنبأنا محمد بن الحسين أنبأنا عبد الله حدثنا يعقوب قال مات الفضل بن عباس بالمدينة زمن عثمان هذا وهم 5618 الفضل بن العباس بن عتبة بن أبي لهب واسمه عبد العزى بن عبد المطلب اسمه شيبة بن هاشم ابن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب ابن لؤي بن غالب بن فهر الهاشمي اللهبي المكي ( 5 ) شاعر مشهور
_________
( 1 ) زيادة للايضاح
( 2 ) ما بين معكوفتين سقط من الاصل واستدرك على هامشه وعليه : " أبو علي الحدا " و " أبو علي الحداد أنا " عن ت
( 3 ) رواه الطبراني في المعجم الكبير 18 / 268 رقم 671
( 4 ) ما بين الرقمين كذا بالاصل وت والعبارة كلها سقطت من المعجم الكبير فأخل سقوطها السياق فيه
( 5 ) ترجمته في الاغاني 16 / 175 ونسب قريش ص 90 والمؤتلف والمختلف للامدي ص 35 ورغبة الامل 2 / 237 و 8 / 183 والاعلام للزركلي 5 / 150 ومعجم الشعراء للمرزباني ص 309

(48/335)


وفد على معاوية بن أبي سفيان وعلى عبد الملك بن مروان أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم حدثنا عبد العزيز بن أحمد أنبأنا أبو القاسم تمام ابن محمد أنبأنا الضحاك بن يزيد بن عبد الرحمن السكسكي أنبأنا وزيرة بن محمد حدثنا يوسف بن عبد العزيز المدني حدثنا الحسن بن زيد حدثني أبي وعموتي أن معاوية قال يوما وعنده عبد الله بن جعفر وعبد الله بن عباس والفضل بن عباس بن أبي لهب إن بابي لكم لمفتوح وإن خيري لكم لممنوح فلا تقطعوا خيري عنكم ولا بابي دونكم فقد نظرت في أمري وأمركم فرأيت أمرا مختلفا إنكم ترون أنكم أحق بهذا الأمر مني وأنا أحق به منكم فإذا أعطيتكم بعض حقوقكم قلتم أعطانا أقل من حقنا وقصر بنا دون منزلتنا فصرت كأني مسلوب والمسلوب لا حق له فبئس المنزلة نزلت بها منكم ونعم المنزلة نزلتم بها مني قال له عبد الله بن عباس ما ههنا مسلوب غيرنا إذ كان الحق حقنا دون الناس ووالله ما منحتنا شيئا حتى سألناك ولا فتحت لنا بابا حتى قرعناه ولئن قطعت خيرك عنا إن الله لأرحم بنا منك ولئن غلقت بابك عنا لنكرمن أنفسنا ( 1 ) عنك والله ما سألنا قط عن خلة ولا أحفينا في مسألة وإن من ضيعة ( 2 ) الدين وعظيم ( 3 ) الفتنة في المسلمين قرعنا بابك وطلبنا ما في يدك فأما هذا الفئ فليس لك منه إلا ما لرجل من المسلمين ولنا في كتاب الله حقان حق الفئ وحق الخمس فالفئ ما اجتني والخمس ما غلب عليه فعلى أي الوجوه جرى منك أخذناه وحمدنا الله عليه ثم لم يخرجك الله من خير جرى على يديك ولولا حقنا في هذا المال لم نأتك فقال معاوية كفاك ثم خرج القوم فأنشأ الفضل بن العباس بن أبي لهب يقول * ألا أبلغ معاوية بن صخر * فإن المرء يعلم يا يقول لنا حقان حق الخمس جار * وحق الفئ جاء به الرسول فكل عطية وصلت إلينا * وإن سحبت لطالبها الذيول أتيح له ابن عباس مجيبا * فلم يدر ابن هند ما يقول فأدركه الحياء فصد عنه * وخطبها إذا ذكرا جليل *
_________
( 1 ) بالاصل : " لتكر من أنفسنا " والمثبت عن ت
( 2 ) كذا بالاصل وفي ت والمختصر : " ضعة الدين " وهو أظهر
( 3 ) الزيادة للايضاح عن ت

(48/336)


أخبرنا أبو الحسين بن الفراء وأبو غالب وأبو عبد الله ابنا البنا قالوا أنبأنا أبو جعفر بن المسلمة أنبأنا أبو طاهر المخلص أنبأنا أبو عبد الله الطوسي حدثنا الزبير بن بكار قال ( 1 ) ومن ولد عتبة بن أبي لهب الفضل بن العباس الشاعر وأمه آمنة بنت العباس بن عبد المطلب وهي لأم ولد سوداء ولذلك يقول الفضل ( 2 ) * كل حي صيغة من تبرهم ( 3 ) * وبنو عبد مناف من ذهب إنما عبد مناف جوهر * زين الجوهر عبد المطلب فأنا الأخضر من يعرفني * أخضر الجلدة في بيت العرب من يساجلني يساجل ماجدا * يملأ الدلو إلى عقد الكرب قصدوا قومي وساروا سيرة * كلفوا من سارها جهد التعب * أخبرنا أبو العز بن كادش السلمي إذنا ومناولة وقرأ علي إسناده أنبأنا محمد بن الحسين أنبأنا المعافى القاضي ( 4 ) حدثنا محمد بن يزيد ( 5 ) الخزاعي حدثنا الزبير بن بكار حدثني أبو الحسن الأثرم عن هشام بن محمد الكلبي عن أبيه قال لم يكن أحد من بني هاشم أكثر غشيانا لمعاوية من عبد الله بن العباس فوفد إليه مرة وعنده وفود العرب فأقعده على يمينه ثم أقبل عليه فقال نشدتك بالله يا بن عباس أن لو وليتمونا أتيتم إلينا ما أتينا إليكم من الترحيب والتقريب وعطاياكم ( 6 ) الجزيل وإكرامكم عن القليل وصبرتم على ما صبرنا عليه منكم إني لاآتي إليكم معروفا إلا صغرتموه أعطيكم العطية ( 7 ) فيها قضاء حقوقكم فتأخذونها متكارهين عليها تقولون قد نقص حقنا وليس هذا تأميلنا ( 8 ) فأي أمل بعد ألف ألف أعطيها الرجل منكم ثم أكون أسر بإعطائها منه بأخذها والله
_________
( 1 ) راجع الخبر وبعض الابيات في نسب قريش للمصعب الزبيري ص 90
( 2 ) الابيات في الاغاني 16 / 172 وبعضها في نسب قريش ص 90
( 3 ) صدره في الاغاني : كل قوم صيغة من فضة ( 4 ) رواه المعافى بن زكريا الجريري في الجليس الصالح 3 / 198 - 199
( 5 ) كذا بالاصل واللفظة غير واضحة في ت وفي الجليس الصالح : محمد بن مزيد الخزاعي
( 6 ) كذا بالاصل وت وفي الجليس الصالح : وعطائكم
( 7 ) بالاصل : العظيمة تصحيف والتصويب عن ت والجليس الصالح
( 8 ) في ت : " تأملينا " وكتب على هامشها : تأميلنا

(48/337)


لقد انخدعت لكم في مالي وذللت لكم في عرضي أرى انخداعي تكرما وذلي حلما ولو وليتمونا رضينا منكم بالإنصاف ثم لا نسألكم أموالكم ( 1 ) لعلمنا بحالنا وحالكم ويكون أبغض الأمور إلينا أحبها إليكم لأن أبغضها إلينا أحبها إليكم قل يا بن عباس فقال ابن عباس ولو ولينا منكم مثل الذي وليتم منا أخترنا المواساة ثم لم يعش الحي بشتم الميت ولم ينبش الميت بعداوة الحي ولأعطينا كل ذي حق حقه فأما إعطاؤكم الرجل منا ألف ألف فلستم بأجود منا أكفا ولا أسخى منا أنفسا ولا أصون لأعراض المروءة وأهداف الكرم ونحن والله أعطى في الحق منكم على الباطل وأعطى على التقوى منكم على الهوى فأما رضاكم منا بالكفاف فلو رضيتم به منا لم نرض لأنفسنا بذلك والكفاف رضى من لا حق له فلو رضيتم به منا اليوم ما قتلتمونا عليه أمس فلا تستعجلونا حتى تسألونا ولا تلفظونا حتى تذوقونا فقال الفضل بن عباس بن عتبة بن أبي لهب وقال ابن حرب قولة أموية * يريد بما قد قال تفتيش ( 3 ) هاشم أجب يا بن عباس تراكم لو انكم * ملكتم رقاب الأكرمين ( 4 ) الأكارم أتيتم إلينا ما أتينا إليكم * من الكف عنكم واجتباء الدراهم فقال ابن عباس مقالا أمضه * ولم يكن عن رد الجواب بنائم نعم ولو وليناكم عدلنا عليكم * ولم تشتكو منا انتهاك المحارم ولم يعتمد للحي والميت غمة * تحدثها الركبان أهل المواسم ولم نعطكم ( 5 ) إلا الحقوق التي لكم * وليس الذي يعطي الحقوق بظالم وما ألف ألف تستميل ابن جعفر * بها يا بن حرب عند حز الحلاقم ( 6 ) فأصبح يرمي من رماكم ببغضه * عدو المعادي سالما للمسالم فأعظم بما أعطاك من نصح جيبه * ومن أمر ( 7 ) عيب ليس فيه بنادم *
_________
( 1 ) زيادة للايضاح عن ت والجليس الصالح
( 2 ) بالاصل وت : " بعداواة " والمثبت عن الجليس الصالح
( 3 ) كذا بالاصل وت والجليس الصالح وفي المختصر : تفنيش
( 4 ) كذا بالاصل وت والمختصر وفي الجليس الصالح : الاقربين
( 5 ) بالاصل : يعطكم والحرف الاول بدون إعجام في ت والمثبت عن الجليس الصالح والمختصر
( 6 ) كذا بالاصل وت والجليس الصالح وفي المختصر : حز الغلاصم
( 7 ) كذا بالاصل وت والمختصر : " أمر عيب " وفي الجليس الصالح : أمن غيب

(48/338)


قرأت في كتاب أبي الفرج علي بن الحسين بن محمد ( 1 ) أخبرني أحمد بن عبد العزيز حدثنا عمر بن شبة حدثني أحمد بن معاوية عن عثمان بن إبراهيم الحاطبي قال خرج علي بن عبد الله بن العباس بالفضل اللهبي ( 2 ) إلى عبد الملك بن مروان بالشام فخرج عبد الملك بن مروان يوما راكبا على ( 3 ) نجيب ومعه حاد يحدو به وعلي بن عبد الله علي يساره على نجيب له ومعه بغلة تجنب فحدا حادي عبد الملك به فقال يا أيها البكر الذي أراكا * عليك سهل الأرض الذي ممشاكا * ويحك هل تعلم من علاكا * إن ابن مروان على ذراكا * خليفة الله الذي امتطاكا * لم يعل بكرا مثل ما علاكا فعارضه الفضل اللهبي فحدا بعلي بن عبد الله بن عباس فقال * يا أيها السائل عن علي * سألت عن بدر لنا بدري * أغلب في العلياء غالبي * ولين الشيمة هاشمي * جاء علي بكر له مهري فنظر عبد الملك إلى علي فقال هذا مجنون آل أبي لهب قال نعم فلماأعطى قريشا مر به اسمه فحرمه وقال يعطيه علي أخبرنا أبو الحسين محمد بن محمد وأبو غالب أحمد وأبو عبد الله يحيى قالوا أنبأنا أبو جعفر المعدل أنبأنا أبو طاهر المخلص أنبأنا أحمد بن سليمان حدثنا الزبير بن
_________
( 1 ) رواه أبو الفرج الاصبهاني في الاغاني 16 / 183
( 2 ) سقطت من الاصل واستدركت عن ت وعلى هامش الاصل والاغاني
( 3 ) كتبت " على " فوق الكلام بين السطرين بالاصل
وفي الاغاني : رائحا على نجيب له

(48/339)


بكار قال وحدثني عمي مصعب بن عبد الله قال ( 1 ) لقي الأحوص الشاعر الأنصاري الفضل بن العباس بن أبي لهب فأنشده الأحوص من شعره فقال له الفضل إنك لشاعر ولكنك لا تحسن تؤبد ( 2 ) فقال الاحوص بلى والله إني لأحسن أوتد حين أقول وقال مكانه ( 3 ) * ما ذات حبل يراه الناس كلهم * وسط الجحيم فلا يخفى على أحد
ترى حبال جميع الناس من شعر * وحبلها وسط أهل النار من مسد * فقال الفضل بن العباس يجيبه ( 4 ) * ماذا تريد إلى شتمي ومنقصتي * أما تغير من حمالة الحطب غراء سائلة في المجد غرتها * كانت سلالة ( 5 ) شيخ ثاقب النسب أفي ثلاثة رهط أنت رابعهم * عيرتني واسطا جرثومة العرب فلا هدى الله قوما أنت سيدهم ( 6 ) * في جلدة بين أصل الثيل والذنب * الثيل ذكر البعير أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا أبو محمد بن أبي عثمان أنبأنا القاضي أبو القاسم الحسن بن الحسن بن علي بن المنذر أنبأنا الحسين بن صفوان حدثنا ابن أبي الدنيا حدثني سليمان بن منصور الخزاعي عن يحيى بن سعيد الأموي قال أنشدني ابن خربوذ للفضل بن عباس بن عتبة بن أبي لهب إنا إناس من سجيتنا * صدق الحديث ورأينا حتم لبسوا الحياء فإن نظرت * حسبتهم سقموا ولم يمسهم سقم
_________
( 1 ) الخبر والبيتان في الاغاني 16 / 177
( 2 ) في الاغاني : ولكنك لا تعرف الغريب ولا تغرب
( 3 ) البيتان في الاغاني 16 / 177 ونسب قريش ص 89
( 4 ) الابيات في نسب قريش ص 90 والاغاني 16 / 177 و 184
( 5 ) في الاغاني 16 / 184 " كانت حليلة " وفيها رواية أخرى للبيت 16 / 177 : أذكرت بنت قروم سادة نجب * كانت حليلة شيخ ثاقب النسب وفي نسب قريش : ثاقب الحسب
( 6 ) صدره في الاغاني : يا لعن الله قوما أنت سيدهم

(48/340)


شر الإخاء إخاء مزدرد * مزج الإخاء إخاؤه وهم زعم ابن عمي أن حلمي ضرني * ما ضر قبلي أهله الحلم * أنبأنا أبو علي محمد بن سعيد بن إبراهيم ثم حدثنا أبو الفضل بن ناصر أنبأنا أبو علي بن نبهان وأبو طاهر أحمد بن الحسن بن أحمد وأبو الحسن محمد بن إسحاق بن الباقرجي ح وأخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا أبو طاهر قالوا أنبأنا أبو علي بن شاذان أنبأنا أبو بكر محمد بن الحسن بن مقسم المقرئ أنشدنا أبو العباس ثعلب أنشدني علي بن عبد الله للفضل بن العباس اللهبي * هلا سألت وأنت غير خليفة * عن بون غايتنا وبعد مدانا أهل النبوة والخلافة والتقى * الله أكرمنا به وحبانا حوض النبي وحوضنا من زمزم * ظمئ امرؤ لم يروه مرضانا علمت قريش أننا أعيانهم * من قام يمدح قومه استثنانا ولنا أسام ما تليق بغيرنا * ومشاهد تهتل حين ترانا ويسود سيدنا بغير تكلف * هونا ويدرك نيله مولانا * أخبرنا أبو الحسين بن الفراء وأبو غالب وأبو عبد الله ابنا البنا قالوا أنبأنا أبو جعفر بن المسلمة أنبأنا أبو طاهر المخلص أنبأنا أحمد بن سليمان حدثنا الزبير بن بكار قال وأنشدني محمد بن الحسن للفضل بن عباس بن عتبة بن أبي لهب في تسمية قريش قريشا عبد ( 1 ) شمس أبي فإن كنت غضبي * فاملئي وجهك المليح ( 2 ) خموشا * * وأبي هاشم هما ولداني * قومس ( 3 ) والدي ولم يك خيشا ( 4 ) فسلي لا حطيت عنا وعنكم * بصلاح ولا تملأت عيشا
_________
( 1 ) هذا البيت والذي يليه في اللسان ( خمش ) وتاج العروس : خمس منسوبين فيهما إلى الفضل بن العباس ابن عتبة بن أبي لهب
( 2 ) في المصدرين : الجميل
( 3 ) القومس : الامير بلغة الروم
( 4 ) بدون إعجام بالاصل وت والمثبت عن تاج العروس والخيش من الرجال : الدنئ

(48/341)


ولنا عزها وطيب ثناها * وبنا يستريش من شار يشا نحن كنا حضارها من قريش * وبنا سميت قريش قريشا واحتفرنا من جانب البيت بئرا * وأقمنا أحيفشا وعروشا فابتنينا بها القصور وكنا * أهلها نردف الجيوش الجيوشا بملوك تبتز عز ملوك * لم يقارف من المعيشة طيشا * * فأفأنا ( 1 ) السبئي من كل بر ( 2 ) * وأقمنا كراكرا وكروشا وافتتحنا مدائن المال كسرى * واستبينا النبيط والأحبوشا * أخبرنا أبو العز أحمد بن عبيدالله إذنا ومناولة وقرأ علي إسناده أنبأنا محمد بن الحسين أنبأنا المعافى بن زكريا القاضي ( 3 ) حدثنا محمد بن أحمد بن إبراهيم الحكيمي حدثنا عبد الله بن أبي سعد حدثني ابن عائشة قال وأخبرني أبو عبيدة النحوي قال أخبرني من سمع الفرزدق يقول أتيت الفضل بن العباس اللهبي وهويمتح ( 4 ) بدلو من زمزم وهو يقول وأنا الأخضر من يعرفني * أخضر الجلدة في بيت العرب من يساجلني يساجل ماجدا * يملأ الدلو إلى عقد الكرب ورسول الله جدي جده * وعلينا كان تنزيل الكتب * قال قلت من يساجلك فرجلي في كذا من أمه قال أتعرفني لا أم لك قال قلت وكيف لا وقد فرغ الله في أبويك سورة من كتابه فقال جل وعز " تبت يدا أبي لهب ( 5 ) " قال فضحك وقال أنت الفرزدق قلت نعم قال قد علمت أن أحدا لا يحسن هذا غيرك قال القاضي معنى فرغ أي ليس في السورة غير ذكر أبي لهب وذكر امرأته وقد ألطف الفرزدق فيما خاطب به الفضل لأنه لما لم يمكنه مساجلته وقد فخر بنسبه ( 6 ) من
_________
( 1 ) البيت في تاج العروس بتحقيقنا ( كرش ) بدون نسبة
( 2 ) تاج العروس : كل حي
3 - ( ) رواه المعافى بن زكريا الجريري في كتاب الجليس الصالح الكافي 4 / 181 وانظر الاغاني 16 / 178
( 4 ) إعجامها ناقص بالاصل وت وفي المختصر : يميح والمثبت عن الجليس الصالح
( 5 ) سورة المسد الاية الاولى
( 6 ) تقرأ بالاصل : بنفسه والمثبت عن ت والجليس الصالح

(48/342)


هاشم وقرباه من رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) أتي ( 1 ) بما لم ( 2 ) يمضه ويفل من غربه ( 3 ) 5619 الفضل بن العباس أبو بكر الرازي الصايغ الحافظ المعروف بفضلك ( 5 ) حدث عن محمد بن مهران وهارون بن خالد الرازيين وسهل بن عثمان العسكري وهدبة بن خالد وقتيبة بن سعد وأحمد بن عبدة الضبي وأبي كامل فضيل بن حسين وعيسى بن مينا قالون وعبد العزيز بن عبد الله الأويسي وأمية بن بسطام وعبد المؤمن بن علي الزعفراني الرازي وشيبان بن فروخ وإسحاق بن راهوية ومحمد بن مهران ( 6 ) الرازي وأبي طاهر بن السرح ( 7 ) والهيثم بن يمان ابي بشر وعصمة بن الفضل النيسابوري ومحمد بن عمرو الرازي زنيج ( 8 ) روى عنه حموية بن يونس ( 9 ) وصالح بن أحمد بن أبي مقاتل الحافظ ومحمد بن مخلد الدوري وأبو عبد الله محمد بن أحمد بن سهل التركاني وعبد الرحمن بن الحسن وأبو نعيم عبد الملك بن عدي الجرجاني ومحمد بن جعفر الخرائطي ومحمد بن جعفر الأشعري وأبو زرعة وأبو حاتم الرازيان وأبو قريش محمد بن جمعة القهستاني ( 10 ) ومحمد بن جعفر بن يزيد المطيري ( 11 ) وأبو عوانة يعقوب بن إسحاق الأسفرايني وأبو
_________
( 1 ) تقرأ بالاصل وت والمختصر والمثبت عن الجليس الصالح
( 2 ) زيادة عن الجليس الصالح
( 3 ) الصال وت والمختصر : يخصه : والمثبت عن الجليس الصالح
( 4 ) " يفل من غربه " بدون إعجام بالاصل وت والمثبت عن الجليس الصالح
( 5 ) ترجمته في تاريخ بغداد 12 / 630 وتذكرة الحفاظ 2 / 600 والجرح والتعديل 7 / 66 وشذرات الذهب 2 / 160 وسير أعلام النبلاء 12 / 630 وذكر أخبار أصبهان 2 / 152
( 6 ) كذا بالاصل وت ويبدو أنه مكرر راجع ترجمته في سير أعلام النبلاء 11 / 143
( 7 ) هو أحمد بن عمرو بن عبد الله بن عمرو أبو طاهر الاموي الفقيه المصري ترجمته في سير أعلام النبلاء 12 / 62
( 8 ) ترجمته في تهذيب الكمال 17 / 106 طبعة دار الفكر
( 9 ) بياض بالاصل وت مقدار كلمة
( 10 ) ترجمته في سير أعلام النبلاء 14 / 304
( 11 ) تقرأ بالاصل : المطري والتصويب عن ت وسير أعلام النبلاء

(48/343)


الحسن علي بن أبي طالب الأستراباذي المشاط وشعيب بن إبراهيم البيهقي وعلي بن رستم وقدم دمشق طالبا للحديث وكان رفيق عبدان والمعمري وغيرهما أخبرنا أبو الحسن بن قبيس حدثنا وأبو منصور بن خيرون أنبأنا أبو بكر الخطيب ( 1 ) أنبأنا أبو عمر بن مهدي أنبأنا محمد بن مخلد ( 2 ) حدثنا الفضل بن العباس حدثنا محمد بن مهران حدثنا عبد العزيز بن عيسى أبو عيسى الحراني عن عبد الكريم ابن مالك الجزري عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال قال رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) لا يدخل الجنة من أتى ذات محرم أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد أنبأنا أبو القاسم بن مسعدة أنبأنا حمزة بن يوسف أنبأنا أبو أحمد بن عدي قال ( 3 ) سمعت عبدان يقول كنت أنا وفضلك الرازي وجعفر بن الجنيد والمعمري فلحقنا الباغندي إلى دمشق وسبقنا إلى مصر بالدخول ( 4 ) على البغال أنبأنا أبو الحسين القاضي وأبو عبد الله الأديب قالا أنبأنا أبو القاسم بن مندة أنبأنا أبو علي إجازة ح قال وأنبأنا أبو طاهر بن سلمة أنبأنا علي بن محمد قالا أنبأنا ابن أبي حاتم قال ( 5 ) الفضل بن العباس المعروف بفضلك الصائغ الرازي روى عن هدبة بن خالد وأبي الربيع الزهراني وأحمد بن عبدة وقتيبة بن سعيد وأبي كامل وعبد العزيز بن عبد الله الأويسي وعيسى بن مينا قالون وإسحاق بن راهوية وشيبان بن فروخ أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن الحسن بن البقشلان أنبأنا القاضي أبو المظفر هناد بن إبراهيم النسفي أنبأنا أبو عبد الله محمد بن أحمد بن محمد الحافظ البخاري
_________
( 1 ) رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 12 / 367
( 2 ) الاصل : " خالد " تصحيف والتصويب عن ت وتاريخ بغداد
( 3 ) رواه ابن عدي في الكامل في ضعفاء الرجال 6 / 300 في ترجمة محمد بن سليمان الباغندي
( 4 ) بالاصل وت : الدخول تصحيف والتصويب عن الكامل لابن عدي
( 5 ) رواه ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل 7 / 66

(48/344)


المعروف بغنجار ( 1 ) قال ذكر أبي ( 2 ) الفضل بن العباس المعروف بفضلك الرازي دخل بخارى وسمع من إسحاق بن حمزة وإبراهيم بن محمد بن الحسين وروى عن عبد المؤمن بن علي وإبراهيم ابن موسى وعبد العزيز بن عبد الله الأويسي وعيسى بن مينا وقتيبة بن سعيد وإسحاق بن راهوية روى عنه أبو حاتم وأبو زرعة الرازيان توفي أبو بكر الفضل بن العباس ا لرازي فضلك الحافظ يوم السبت لسبع بقين من صفر سنة سبعين ومائتين أنبأنا أبو علي الحداد وحدثني أبو مسعود الأصبهاني عنه أنبأنا أبو نعيم الحافظ ( 3 ) قال الفضل بن العباس الرازي يعرف بفضلك أبو بكر وقيل أبو العباس قدم أصبهان أخبرنا أبو الحسن بن قبيس وأبو منصور بن خيرون قالا قال لنا ( 4 ) أبو بكر الخطيب ( 5 ) الفضل بن العباس أبو بكر المعروف بفضلك الرازي سمع هدبة بن خالد وقتيبة بن سعيد وأبا الربيع الزهراني وأحمد بن عبدة وعبد العزيز بن عبد الله الأويسي وعيسى بن مينا قالون وشيبان بن فروخ وإسحاق بن راهوية وخلقا كثيرا من نظرائهم حدث عنه من البغداديين صالح بن أبي مقاتل الحافظ ومحمد بن مخلد وكان ثقة ثبتا حافظا وسكن بغداد إلى أن توفي بها أنبأنا أبو المظفر بن القشيري أنبأنا أبو بكر البيهقي أنبأنا أبو عبد الله الحافظ قال سمعت أبا زكريا يحيى بن محمد العنبري يقول سمعت شعيب بن إبراهيم البيهقي يقول سمعت فضلك الرازي وهو الفضل بن العباس الحافظ إمام عصره في معرفة الحديث فذكر مكانه أخبرنا أبو الحسن بن قبيس حدثنا وأبو منصور بن خيرون أنبأنا أبو بكر الخطيب ( 6 ) أخبرني محمد بن أحمد بن يعقوب أنبأنا محمد بن نعيم الضبي قال سمعت
_________
( 1 ) ترجمته في سير أعلام النبلاء 17 / 304
( 2 ) بالاصل : " أبي بكر الفضل " والتصويب عن ت
ويجوز : ذكر أبي أبا بكر الفضل
( 3 ) رواه أبو نعيم الحافظ في كتابه ذكر أخبار أصبهان 2 / 152
( 4 ) بالاصل : " قال : أنبأنا " والمثبت عن ت
( 5 ) رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 12 / 367
( 6 ) تاريخ بغداد 12 / 367 - 368

(48/345)


أبا زكريا يحيى بن محمد العنبري يقول سمعت شعيب بن إبراهيم البيهقي والد أبي الحسن الفقيه الثقة المأمون يقول فضلك الرازي وهو الفضل بن العباس إمام عصره في معرفة الحديث أخبرنا أبو الحسن بن البقشلان ( 1 ) أنبأنا هناد بن إبراهيم أنبأنا محمد بن أحمد غنجار حدثنا خلف بن محمد قال سمعت أبا بكر محمد بن حريث يقول سمعت الفضل ابن العباس الرازي وسألته فقلت أيهما أحفظ أبو زرعة أو محمد بن إسماعيل فقال لي لم أكن التقيت مع محمد بن إسماعيل فاستقبلني ما بين حلوان ( 2 ) وبغداد قال فرجعت عنه مرحلة قال وجهدت الجهد على أن أجئ بحديث لا يعرفه فما أمكنني قال وأنا أغرب على أبي زرعة عدد شعره أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم بن أبي الجن العلوي حدثنا أبو منصور بن خيرون أنبأنا أبو بكر الخطيب أنبأنا الحسن بن علي الجوهري أنبأنا محمد بن العباس حدثنا أبو بكر النيسابوري قال سمعت فضلك الرازي يقول عندي عن ابن حميد خمسون ألف حديث لاأحدث عنه بحرف أخبرنا أبو الحسن بن قبيس حدثنا و ( 3 ) أبو منصور بن خيرون أنبأنا أبو بكر الخطيب انبأنا محمد بن عبد الواحد حدثنا محمد بن العباس الخزاز قال قرئ على أبي الحسين بن المنادي وأنا أسمع قال وتوفي أبو بكر الفضل بن العباس الرازي المعروف بفضلك يوم السبت لسبع بقين من صفر سنة سبعين في مدينتنا وبها قبر وذلك ببراثا ( 5 ) في الجانب الغربي قال الخطيب ذكر ابن مخلد فيما قرأت بخطه أنه توفي يوم السبت لأربع عشرة بقين من صفر ( 6 )
_________
( 1 ) رسمها بالاصل : " العسلاني " والمثبت عن ت
( 2 ) حلوان : بالضم ثم السكون
في عدة مواضع : حلوان العراق وهي آخر حدود السواد مما يلي الجبال من بغداد ( معجم البلدان )
( 3 ) الزيادة لتقويم السند عن ت
( 4 ) رواه الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد 12 / 368
( 5 ) براثا : بالثاء المثلثة والقصر محلة كانت في طرف بغداد في قبلة الكرخ وجنوب باب محول ( معجم البلدان )
( 6 ) قال الذهبي في سير أعلام النبلاء : وكان من أبناء السبعين

(48/346)


5620 - الفضل بن عبد الله بن مخلد بن ربيعة أبو نعيم الجرجاني المخلدي التميمي القاضي ( 1 ) سمع بدمشق وغيرها هارون بن محمد بن بكار بن بلال والعباس بن الوليد بن صبح الخلال وهشام بن خالد وقتيبة بن سعيد وأحمد بن سعيد الدارمي وعيسى بن حماد زغبة وأبا الطاهر أحمد بن عمرو بن السرح ومحمد بن مصفى والحسن بن عرفة والمسيب بن واضح وأبا زرعة الرازي والحسن بن محمد بن الصباح الزعفراني ومحمد ابن بشار بندار وأبا كريب وعباد بن يعقوب الرواجني وجعفر بن محمد بن عمران التغلبي وعمرو بن عثمان الحمصي وأبا سعيد الأشج وإسماعيل بن موسى الفزاري وكثير بن عبيد روى عنه ابن عدي وأبو الحسين الرازي والزبير بن عبد الواحد الأسداباذي ( 2 ) وأبو بكر أحمد بن إبراهيم الإسماعيلي وأبو جعفر محمد بن عمرو بن موسى العقيلي وأبو بكر محمد بن أحمد بن العوام ( 3 ) الجرجاني وأبو يعقوب إسحاق بن إبراهيم البحري ( 4 ) الجرجاني أخبرنا أبو المعالي عبد الله بن محمد بن سهل بن المحب العمري الصوفي ( 5 ) بنيسابور أنبأنا أبو بكر أحمد ( 6 ) بن علي بن عبد الله بن عمر بن خلف الشيرازي أنبأنا القاضي أبو بكر محمد بن يوسف الجرجاني حدثنا أبو بكر محمد بن أحمد بن الضرام ( 7 ) حدثنا أبو نعيم الفضل بن عبد الله بن مخلد حدثنا محمود بن خداش ( 8 ) حدثنا محمد بن محبوب الثقفي الكوفي حدثنا جعفر بن محمد عن أبيه عن جده علي بن أبي طالب قال
_________
( 1 ) ترجمته في تاريخ جرجان ص 329 رقم 600 ، وسير أعلام النبلاء 13 / 573
( 2 ) ترجمته في سير أعلام النبلاء 15 / 570 وبالاصل : " الاستراباذي " واللفظة غير واضحة في ت والمثبت عن سير الاعلام وهذه النسبة إلى أسدأباذ وهي بليدة على منزل من همذان إذا خرجت من العراق كما في الانساب
( 3 ) كذا رسمها بالاصل وتقرأ : " العرام " في ت
( 4 ) ترجمته في سير أعلام النبلاء 15 / 471
( 5 ) قارن مع مشيخة ابن عساكر 92 / ب
( 6 ) بالاصل وت : محمد تصحيف والصواب ما أثبت قارن مع مشيخة ابن عساكر 92 / ب راجع ترجمته في سير أعلام النبلاء 18 / 478
( 7 ) كذا رسمها هنا وفي ت : " الصرام " ومر قريبا : العوام أو العرام ولم أجده
( 8 ) هو محمود بن خداش أبو محمد الطالقاني البغدادي ترجمته في سير أعلام النبلاء 12 / 179

(48/347)


صليت العصر مع عثمان بن عفان أمير المؤمنين فرأى خياطا في ناحية المسجد فأمر بإخراجه فقيل له يا أمير المؤمنين إنه يكنس المسجد ويغلق الباب ويرش أحيانا فقال إني سمعت رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) يقول جنبوا صناعكم مساجدكم أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر قال قرئ على أبي عثمان البحيري وأنا حاضر أنبأنا أبو بكر أحمد بن محمد بن عبد الله السباك بجرجان حدثنا إسحاق بن إبراهيم النحوي حدثنا أبو نعيم الفضل بن عبد الله بن مخلد حدثنا أبو مروان الدمشقي حدثنا الحسن بن يحيى عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة عن النبي ( صلى الله عليه و سلم ) قال من وقر صاحب بدعة فقد أعان على هدم الإسلام أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا أبو القاسم الإسماعيلي أنبأنا حمزة بن يوسف أنبأنا أبو أحمد بن عدي ( 1 ) حدثنا الفضل بن عبد الله بن مخلد حدثنا العباس بن الوليد الخلال قال سمعت محمد بن القاسم بن سميع يقول سألت أبا حنيفة في مسجد الحرام عن شرب النبيذ فقال لي عليك بأشده فإنك لن تقوم بشكره قال وأنبأنا حمزة ( 2 ) قال سمعت أبا بكر أحمد بن إبراهيم الإسماعيلي يقول حدثنا الفضل بن عبد الله بن مخلد أبو نعيم الجرجاني صدوق جليل وأخبرنا أبو القاسم قال حمزة بن يوسف ( 3 ) أبو نعيم الفضل بن عبد الله بن مخلد بن ربيعة التميمي القاضي الجرجاني كان منزله في السكة التي تعرف بعبد الواسع بن أبي طيبة ( 4 ) وكان له ابنان أبو ذر وأبو عمارة روى عن عيسى بن حماد المصري وعباد بن يعقوب الرواجني حدثنا عنه جماعة أبو بكر الإسماعيلي وابن عدي وغيرهما وقبره في مقبرة تعرف اليوم بجولكين ( 5 ) ومات يوم الاثنين لسبع بقين من شهر ربيع الأول سنة ثلاث وسبعين ومائتين
_________
( 1 ) رواه ابن عدي في الكامل في ضعفاء الرجال 7 / 8 في ترجمة أبي حنيفة النعمان بن ثابت
( 2 ) يعني حمزة بن يوسف السهمي ن صاحب كتاب تاريخ جرجان والخبر فيه ص 329 وعنه في سير أعلام النبلاء 13 / 573
( 3 ) تاريخ جرجان ص 329 رقم 600
( 4 ) بدون إعجام بالاصل وت والمثبت عن تاريخ جرجان
( 5 ) كذا بالاصل وت وفي تاريخ جرجان : جولكيين

(48/348)


5621 - الفضل بن عبد الكريم القرشي ممن ذكر فيمن حضر ميز الأنهار بدمشق في خلافة هشام سنة خمس عشرة ومائة 5622 الفضل بن عمر بن أحمد ويقال فضل الله أبو طاهر النسوي نزيل مرو المعروف أبوه بليل ( 1 ) قدم مع أبيه دمشق وسمعا بها أبا القاسم الحنائي وأبا الحسن بن أبي الحديد وبالمعرة أبا تمام المفضل بن محمد بن المهذب بن علي بن المهذب وبخراسان أبا الحسين عبد الغافر بن محمد الفارسي وحدث بمرو فسمع منه أبو المعالي الحلواني شيخنا وأبو سعد بن السمعاني فيما أظن في كتابي عن أبي المعالي عبد الله بن أحمد بن محمد الحلواني فيما لم أر عليه علامة السماع وقد أجاز لي جميع حديثه أنبأنا الشيخ أبو طاهر فضل الله بن عمر بن أحمد النسوي الصوفي المعروف بليل ( 2 ) بمرو أنبأنا أبو الحسين عبد الغافر بن محمد الفارسي أنبأنا أبو عمرو محمد بن أحمد بن حمدان الحيري ح وأخبرنا أبو القاسم تميم بن أبي سعيد بن أبي العباس أنبأنا أبو سعد الجنزرودي أنبأنا أبو عمرو بن حمدان أنبأنا أبو علي أحمد بن علي بن المثنى الموصلي بها حدثنا أبو زكريا يحيى بن معين حدثنا عباد بن عباد عن عاصم الأحول عن معاذة عن عائشة قالت كان رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) يستأذننا إذا كان يوم المرأة منا بعدما نزلت " ترجي من تشاء منهن وتؤوي إليك من تشاء " ( 3 ) قالت معاذة فقلت كيف كنت تقولين لرسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) إذا استأذنك قلت أقول إن كان ذلك إلي لم أؤثر أحدا على نفسي لفظ حديث تميم
_________
( 1 ) كذا بالاصل وت وفي المختصر : بلبل
( 2 ) بالاصل هنا : بلبل وبدون إعجام في ت
( 3 ) سورة الاحزاب الاية : 51

(48/349)


5623 - الفضل بن القاسم مولى بني هاشم ممن شهد قسم الأنهار في خلافة هشام تقدم ذكره في ذكر الأنهار 5624 الفضل بن قدامة بن عبيد ابن محمد بن عبيد بن عبد الله بن عبدة ( 1 ) ابن الحارث بن إياس ( 2 ) بن عوف بن ربيعة ابن مالك بن ربيعة بن عجل بن لجيم بن صعب ابن علي بن بكر بن وائل بن قاسط ويقال اسمه المفضل بن قدامة بن عبيدالله ويقال الفضل بن قدامة بن عبيد بن عبد الله بن عبدة أبو النجم العجلي الراجز ( 3 ) وفد على سليمان وهشام ابني عبد الملك أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد أنبأنا أبو محمد عبد الوهاب بن علي السكري أنبأنا أبو الحسن علي بن عبد العزيز قراءة قال قرئ على أبي بكر أحمد بن جعفر بن محمد أنبأنا الفضل بن الحباب بن محمد حدثنا محمد بن سلام الجمحي ( 4 ) قال الطبقة التاسعة رجاز منهم الأغلب العجلي وكان مقدما يقال إنه أول من رجز وأبو النجم واسمه الفضل بن قدامة بن عبيد بن محمد بن عبيد بن عبد الله بن عبدة بن الحارث بن إياس بن عوف بن ربيعة بن مالك بن ربيعة بن عجل وذكر العجاج ورؤبة أخبرنا أبو الحسين محمد بن كامل بن ديسم قال كتب إلي أبو جعفر بن المسلمة أنبأنا أبو عبيدالله محمد بن عمران بن موسى المرزباني إجازة قال ( 5 )
_________
( 1 ) ضبطت بالقلم في ت بفتحة فوق العين وسكون فوق الباء وضبطت في التبصير 3 / 908 بثلاث فتحات : عبدة نقلا عن أبي عمرو الشيباني
( 2 ) في الاغاني : إلياس
( 3 ) ترجمته في الاغاني : 10 / 151 والشعر والشعراء ص 381 ومعجم الشعراء للمرزباني ص 310 وتبصير المنتبه 3 / 908 وخزانة الادب 1 / 49 و 406 والاعلام 5 / 151 وطبقات الشعراء للجمحي ص 200
( 4 ) طبقات الشعراء للجمحي ص 200
( 5 ) معجم الشعراء للمرزباني ص 310

(48/350)


أبو النجم العجلي اسمه الفضل بن قدامة بن عبيد بن عبيدالله بن عبدة بن الحارث بن إياس بن عوف بن ربيعة بن مالك بن ربيعة بن عجل مقدم عند ( 1 ) جماعة من أهل العلم على العجاج ولم يكن أبو النجم كغيره من الرجاز الذين لم يحسنوا أن يقصدوا لأنه يقصد فيجيد قال معاوية يوما لجلسائه أي أبيات العرب في الضيافة أحسن فأكثروا ( 2 ) فقال قاتل الله أبا النجم حيث يقول لقد علمت عرسي قلابة أنني * طويل سنا ناري بعيد خمودها إذا حل ضيفي بالفلاة فلم أجد * سوى مثبت ( 3 ) الأطناب شب وقودها * وبقي إلى أيام هشام بن عبد الملك وله معه أخبار وكان الأصعي يغمز عليه وهو القائل ( 4 ) * والمرء كالحاكم في المنام * يقول إني مدرك أمامي * في قابل ما فاتني في العام * والمرء يدنيه من الحمام * من الليالي السود والأيام * إن الفتى يصبح للأسقام * كالغرض المنصوب للسهام * أخطأ رام وأصاب رام أنبأنا أبو جعفر محمد بن أبي علي أنبأنا أبو بكر الصفار أنبأنا أبو بكر الحافظ أنبأنا أبو أحمد الحاكم قال فيمن لم يعرف اسمه أبو النجم أراه العجلي قال سابق هشام بن عبد الملك الناس وكان مسبقا روى عنه عامر بن عبد الملك حدثني محمد بن صالح بن هانئ حدثنا حاتم
_________
( 1 ) مضطربة بالاصل وصورتها : " عسد " والمثبت عن ت ومعجم الشعراء
( 2 ) كذا بالاصل وت وفي معجم الشعراء : أحسن وأكثر ؟ قالوا : ليقل أمير المؤمنين فقال : قاتل الله
( 3 ) كذا بالاصل وت وفي معجم الشعراء : منبت
( 4 ) الابيات في معجم البلدان ص 311

(48/351)


ابن الحسن الشاشي حدثنا أبو داود السنجي ( 1 ) حدثنا الأصمعي حدثنا عامر بن عبد الملك قال قال أبو النجم حدثنا قيل إنه العجلي قرأت بخط أبي عبد الله الحسين بن الحسن بن علي الربعي أنبأنا أبو محمد عبد الله ابن عطية بن حبيب أنبأنا أبو علي محمد بن القاسم بن معروف حدثنا علي بن بكر حدثنا أحمد بن بكر حدثنا أبو سعيد حدثنا ابن بكار قال قال هشام للشعراء ( 2 ) صفوا لي إبلا فقيظوهن وأوردوهن وأصدروهن ( 3 ) حتى كأني أنظر إليهن قال أبو النجم فذهب بي الروي حتى قلت * وصارت الشمس كعين الأحول فغضب هشام ( 4 ) وقال اخرجوا هؤلاء لا يدخلن هذا علي وكان بالرصافة رجلان أحدهما يغدي والآخر يعشي ( 5 ) فكنت أتغدى عند أحدهما وأتعشى عند الآخر وأبيت في المسجد فأمسى هشام ذات ليلة لقس ( 6 ) النفس فقال لحاجبه الربيع أبغني رجلا غريبا يحدثني فخرج فأخرجني من المسجد فأدخلني عليه فقال لأبي النجم ألم يكن أمرنا بإخراجك عن هذه القرية فمن آواك ومن أم مثواك فقلت أما الغداء فمن عند فلان والعشاء من عند فلان والمبيت من حيث أخرجت فقال ما مالك وولدك قلت أما المال فلا مال وأما الأهل فابنتان قال هل زوجتهما قلت إحداهما قال فما أوصيتها قال ما لا ( 7 ) يجديه علي أمير المؤمنين قال هاته قال * أوصيت من برة قلبا حرا * بالكلب خيرا والحمامة شرا * لا تسأمي خنقا لها وجرا *
_________
( 1 ) هو سليمان بن معبد بن كوسجان المروزي السنجي
والسنجي نسبة إلى سنج : وسنج من نواحي مرو ترجمته في تهذيب الكمال 8 / 102
( 2 ) بالاصل : الشعراء تصحيف والتصويب عن ت
( 3 ) في الاغاني : فقطروها وأوردوها وأصدروها
( 4 ) وكان هشام أحول فأمر به فوجا عنقه وأخرجه من الرصافة ( راجع الشعر والشعراء أيضاص 383 )
( 5 ) العبارة في الاغاني 10 / 155 ولم يكن أحد بالرصافة يضيف إلا سليم بن كيسان الكلبي وعمرو بن بسطام التغلبي فكنت آتي سليما فأتغدى عنده وآتي عمرا فأتعشى عنده
( 6 ) لقست نفسه : غثت وخبثت ( اللسان )
( 7 ) كذا بالاصل وت

(48/352)


والحي عميهم بشر طرا * وإن هبوك ذهبا ودرا * حتى يروا حلو الحياة مرا فضحك حتى استلقى وقال يا أبا النجم ما هذه وصية يعقوب بنيه قلت يا أمير المؤمنين ولا أنا مثل يعقوب قال فما زدتها قلت بلى يا أمير المؤمنين قال هاته قلت ( 1 ) * سبي الحماة وابهتي عليها ( 2 ) * فإن دنت فازدلفي إليها * واقرعي بالورد مرفقيها * وطاهري النذر به عليها * لا تخبري ( 3 ) الدهر به ابنتيها قال فما فعلت أختها قال درجت بين أبيات الحي ونفعتنا قال هل قلت فيها شيئا قال هاته قال ( 4 ) قال ما لا يجديه * كأن ظلامه أخت شيبان * يتيمة والدها ( 5 ) حيان * الرأس قمل كله وصئبان * وليس في الرجلين إلا خيطان * فهي التي يذعر ( 6 ) منها الشيطان فقال هشام لخصي علي رأسه يا بديح ما فعلت دنانير فلانة قال ها هي يا أمير
_________
( 1 ) الرجز في الاغاني 10 / 156 - 157 والشعر والشعراء ص 385
( 2 ) بهته : قذفه بالباطل
( 3 ) بالاصل وت : " تخبر " والمثبت عن الاغاني
( 4 ) الرجز في الاغاني 10 / 157 والشعر والشعراء ص 385
( 5 ) في المصدرين : ووالداها
( 6 ) في الاغاني : تلك التي تفزع منها الشيطان
والشعر والشعراء : تلك التي يضحك منها الشيطان

(48/353)


المؤمنين قال ادفعها إلى أبي النجم يجعلها في رجلي ظلامة أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا أبو محمد عبد الوهاب بن علي أنبأنا علي بن عبد العزيز قال قرئ على أبي بكر الختلي ( 1 ) أنبأنا أبو خليفة الفضل بن الحباب حدثنا محمد بن سلام قال ( 2 ) وأما أبو النجم فإنه دخل على هشام بن عبد الملك فقال له كيف رأيك يا أبا النجم في النساء قال ما لهن عندي خير ما أنظر إليهن إلا شزرا وينظرن إلي خزرا ( 2 ) قال فما ظنك يا أمير المؤمنين قال ظني بنفسي قال لا علم لك يا أبا النجم ثم أرسل إلى جوار له فسألهن عما ظن أبو النجم فقلن يا أمير المؤمنين وما علم هذا ثم أقبلن على ابي النجم فقلن يا أعرابي أتقول هذا لأمير المؤمنين وليس منا امرأة تصلي إلا بغسل منه قال هشام يا أبا النجم دونك هذه الجارية لواحدة منهن فأخذ بيدها ثم أمره أن يغدوا عليه بخبرها فغدا عليه ولم يصنع شيئا فلما رآه قال ما صنعت يا أبا النجم قال ما صنعت شيئا ولقد قلت في ذلك شعرا قال وما هو قال قلت نظرت فأعجبها الذي في درعها * من حسنه ونظرت في سرباليا فرأت لها كفلا ينوء ( 4 ) بخصرها * وعثا روادفه وأجثم ناتيا ( 5 ) ضيقا يعض بكل عرد ناله * كالقصب أو ضرع يرى متجافيا ورأيت منتشر العجان ( 6 ) مقلصا * رخوا حمائله ( 7 ) وجلدا باليا أدني له الركب ( 8 ) الحليق كأنما * أدني إليه عقاربا وأفاعيا إن الندامة والسدامة فاعلمن ( 9 ) * لو قد صبرتك للمواسي خاليا ما بال ( 10 ) رأسك من ورائي خالفا * أحسبت أن حر الفتاة ورائيا
_________
( 1 ) بالاصل : الجيلي والمثبت عن ت
( 2 ) الخبر والشعر في طبقات الشعراء لابن سلام 2 / 745 والاغاني 10 / 158 ( ط
مصورة دار الكتب )
( 3 ) النظر الشزر : النظر بجانب العين في إعراض
والنظر الخزر : بإسكان الزاي الذي فيه كبر واستخفاف للمنظور إليه
( 4 ) الاغاني : يميل
( 5 ) في الاغاني : وأجثم جاثيا
( 6 ) العجان : القضيب الممدود من الخصية إلى الدبر
( 7 ) في الاغاني : مفاصله
( 8 ) الركب : بالتحريك : الفرج
( 9 ) بالاصل وت : " فاعلمي " والمثبت عن الاغاني
( 10 ) الاصل : " ما بالك رأسك " والمثبت عن ت والاغاني

(48/354)


فاذهب فإنك ميت لا ترتجى * ابد الأبيد ولو عمرت لياليا أنت الغرور إذا خبرت وربما * كان الغرور لمن رجاه شافيا * فضحك منه هشام وأمر له بجائزة وقال أيضا ( 1 ) * الحمد لله الوهوب المجزل * أعطى فلم يبخل ولم يبخل كوم الذرى من خول المخول * تبقلت من أول التبقل بين رماحي مالك ونهشل * يدفع عنها الغر جهل الجهل * يعني مالك بن ضبيعة بن قيس ونهشل بن دارم ويروى عن أبي النجم أنه قال بين رماحي مالك وهم حي من بني تيم الله ونهشل من بني عجل قرأت بخط أبي الحسن رشأ بن نظيف وأنبأنيه أبو القاسم علي بن إبراهيم وأبو الوحش سبيع بن المسلم عنه أنبأنا أبو الفتح إبراهيم بن علي بن سيبخت حدثنا أبو بكر محمد بن يحيى الصولي حدثنا أبو العيناء عن الأصمعي قال كان أبو عمرو بن العلاء يقول أشعر أرجوزة قالتها العرب قول أبي النجم العجلي الحمد لله الوهوب المجزل * أعطى فلم يبخل ولم يبخل قال ولم أر أسير منها لم أر غريبا ( 2 ) إلا وهو ينشدها أو بعضها أخبرنا أبو العز السلمي مناولة وإذنا وقرأ علي إسناده أنبأنا محمد بن الحسين أنبأنا المعافى بن زكريا القاضي ( 3 ) حدثني عبد الله ( 4 ) بن محمد بن جعفر الأزدي حدثنا أبو العباس أحمد بن يحيى النحوي قال كان رجل من عنزة دعا رؤبة بن العجاج فأطعمه وسقاه وأنشده فخره على عنزة ( 5 ) فساء ذلك العنزي فقال لغلامه سرا اركب فرسي وجئني بأبي النجم فطلبه فجاء به وعليه جبة خز وبت ( 6 ) من غير سراويل فدخل وأكل وشرب ثم قال العنزي أنشدنا يا أبا النجم ورؤبة لا يعرفه فانتحى في قوله
_________
( 1 ) الرجز في الاغاني 10 / 150 و 151 وطبقات الشعراء للجمحي ص 201 والشعر والشعراء ص 383
( 2 ) كذا رسمها بالاصل وت : " غريبا " وفي المختصر : " عربيا "
( 3 ) الخبر في الجليس الصالح الكافي 2 / 367 - 368
( 4 ) كذا بالاصل وت وفي الجليس الصالح : عبيد الله
( 5 ) بالاصل وت : " على ربيعة " والمثبت عن الجليس الصالح
( 6 ) البت : كساء غليظ من صوف أو وبر

(48/355)


* الحمد لله الوهوب المجزل حتى بلغ تبقلت من أول التبقل * بين رماحي مالك ونهشل قال القاضي ( 1 ) ثنى أبو النجم في قوله بين رماحي لأن رماح الفريقين وإن كان جمعا جملتان كما قال الشاعر ألم يحزنك إن جبال قيس * وتغلب قد تباينتا انقطاعا * وقد قال الله تعالى " هذا ن خصمان اختصموا ( 2 ) " وقال جل ذكره " سنفرغ لكم أيها الثقلان " ( 3 ) فثنى وجمع على ما فسرناه فقال له رؤبة إن نهشلا بن مالك يرحمك الله فقال له يا بن أخي إن الناس أشباه إنه ليس مالك بن حنظلة إنه مالك بن ضبيعة قال فخزي رؤبة وحيي من غلبة أبي إياه ثم أنشده أبو النجم فخره على تميم فاغتم رؤبة وقال لصاحب البيت لا يحبك قلبي أبدا قال القاضي والبت الكساء ويجمع بتوتا قال الشاعر وقد ذكر إن رؤبة ذوكر بالأراجيز فقال وقد ذكر أبو النجم قصيدته تلك لعنها الله يعني هذه اللامية لاستجادته إياها وغضبه منها وحسده عليها قال وأنبأنا المعافى ( 4 ) حدثنا المظفر بن يحيى بن أحمد حدثني أبو العباس أحمد بن محمد بن عبد الله بن بشر المرثدي ( 5 ) أخبرني أبو إسحاق الطلحي حدثنا المازني حدثنا الأصمعي حدثني أبو سليم العلاء قال قلت لرؤبة كيف رجز أبي النجم عندكم قال لاميته تلك عليها لعنه الله قال فإذا هي قد غاظته وبلغت منه
_________
( 1 ) يعني : المعافى بن زكريا الجريري راوي الخبر
( 2 ) سورة الحج الاية : 19
( 3 ) سورة الرحمن الاية : 31
( 4 ) رواه المعافى بن زكريا الجريري في الجليس الصالح 2 / 369
( 5 ) كذا بالاصل وت وفي الجليس الصالح : المرشدي

(48/356)


أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد حدثنا عبد الوهاب بن علي أنبأنا أبو الحسن الطاهري قال قرئ على أبي بكر الختلي أنبأنا الفضل بن الحباب حدثنا محمد بن سلام الجمحي ( 1 ) قال وكان أبو النجم ربما قصد فأجاد ولم يكن كغيره من الرجاز الذين لم يحسنوا أن يقصدوا وكان صاحب فخر وبذخ وهو الذي يقول علق الهوى بحبائل الشعثاء * والموت بعض حبائل الأهواء للشم عندي بهجة وملاحة * وأحب بعض ملاحة الذلفاء وأرى البياض على النساء جهارة * والعتق نعرفه على الأدماء والقلب منه لكلهن مودة * إلا لكل دميمة زلاء فلئن فخرت بوائل لقد ابتنيت * يوم المكارم فوق كل بناء ولئن خصصت بني لجيم إنني * لأخص مكرمة وأهل غناء قوم إذا نزل القطيع تحملوا * حسن الثناء وأعظم الأعباء ليست مجالسنا تقر لقائل * زيغ الحديث ولا نثا الفحشاء * قال وحدثنا ابن سلام ( 2 ) حدثني يونس قال وحدثني أبي ببعض هذه الحديث قال اجتمع الشعراء عند سليمان بن عبد الملك فأمرهم أن يقول كل رجل منهم قصيدة يذكر فيها مآثر قومه ولا يكذب ثم جعل لمن برز منهم جارية مولدة فانشدوه وأنشد أبو النجم حتى أتى على قوله عدوا كمن ربع الجيوش لصلبه ( 3 ) * عشرون وهو يعد في الأحياء * قال أشهد إن كنت صادقا إنك لصاحب الجارية فقال أبو النجم سل الملأ عن ذلك
يا أمير المؤمنين فقال الفرزدق أما أنا فأعرف منه ستة عشر ومن ولد ولده أربعة كلهم قد ربع فقال سليمان ولد ولده هم ولده ادفع إليه الجارية أنبأنا أبو غالب شجاع بن فارس ونقلته من خطه أنبأنا أبو منصور عبد المحسن بن
_________
( 1 ) الخبر والشعر في طبقات الشعراء ص 201 - 202
( 2 ) الخبر في طبقات الشعراء ص 202 والاغاني 10 / 153 - 154
( 3 ) كذا صدره بالاصل وت وطبقات ابن سلام وفي الاغاني : منا الذي ربع الجيوش لظهره

(48/357)


محمد بن علي أنبأنا أبو يعلى شعبة بن أحمد بن محمد الوراق الحكيمي أنبأنا أبو يعقوب يوسف ( 1 ) بن يعقوب بن إسماعيل بن خرزاد النجيرمي أنشدني أبو الجود العروضي أنشدني جحظة لأبي النجم ( 2 ) * جارية إحدى بنات الزط * ( 3 ) كأن تحت درعها المنحط * ( 4 ) شطا رميت فوقه بشط * ضخم القذال حسن المخط أخبرنا أبو السعود أحمد بن علي بن محمد أنبأنا محمد ( 5 ) بن أحمد بن محمد بن الحسين بن عبد العزيز أنبأنا أبو القاسم آدم بن محمد بن آدم الشلحي بعكبرا أنبأنا أبو الفرج علي بن الحسين بن محمد الأصبهاني أخبرني عمي حدثني هبة الله بن إبراهيم بن المهدي حدثني يوسف بن إبراهيم قال ذكرت لي عريب أن لعلية بنت المهدي صنعة في شعر عدة من الشعراء وصنعت في أرجوزة لأبي النجم وهي * تضحك عما لو شفت منه شفا * عن برد قد طله برد الندى * اعر بحلوا ( 6 ) عن عشى العين العشا * كحل بعيني كل كهل وفتى * إن في فؤادي لا تصليه الرقى أخبرنا أبو القاسم بن الحصين أنبأنا الأمير أبو محمد الحسن بن عيسى بن المقتدر
_________
( 1 ) راجع ترجمته في سير أعلام النبلاء 16 / 259 و 17 / 441
( 2 ) الرجز في الاغاني 10 / 154 - 155 باختلاف بعض الالفاظ
( 3 ) الزط : جيل أسود من السند
( 4 ) روايته في الاغاني : كأن تحت ثوبها المنعط
( 5 ) في ت : " محمد بن محمد بن أحمد " وهو الصواب قارن مع ترجمته في سير أعلام النبلاء 18 / 392
( 6 ) كذا رسمها بالاص وت

(48/358)


بالله ( 1 ) سنة ثمان وثلاثين وأربع مائة قال وقال عبد الملك بن بشر بن مروان لأبي النجم العجلي ذات يوم صف لي فهودي هذه فارتجز بديها ( 2 ) * إنا نزلنا خير منزلات * بين الحميرات المباركات * في لحم وحش وحباريات ( 3 ) * وإن أردنا الصيد واللذات ( 4 ) * جاء مطيعا لمطاوعات ( 5 ) * علمن أو قد كن عالمات * فسكن الطرف بمطرفات ( 6 ) * تريك آثارا مخططات أخبرنا أبو العز بن كادش أنبأنا أبو يعلى بن الفراء أنبأنا أبو القاسم إسماعيل بن سعيد بن إسماعيل حدثنا أبو علي الحسين بن القاسم بن جعفر الكوكبي حدثنا غسان البصري أنبأنا العلاء بن سماعة اللحياني عن ابن أبي طرفة قال ( 7 ) أجرى هشام بن عبد الملك خيلا في الحلبة فسبق له فرسان فأمر الشعراء أن يقولوا فسألوه أن يؤخرهم فقال الفرات العجلي من سألك ( 8 ) فعندي من ينقذك قال ومن هو قال أبو النجم فدعا به فقال قل في هذين الفرسين قال قد قلت فأنشده قد مد للغراء فينا ذكرها * قوائم عوج أطعن أمرها *
_________
( 1 ) ترجمته في سير أعلام النبلاء 17 / 621
( 2 ) الخبر والرجز في الشعر والشعراء ص 384 والاغاني 10 / 160
( 3 ) الحباريات واحدهها حبارى ضرب من الطيور يضرب به المثل لحمقه وبلاهته
( 4 ) في الاغاني : ذا اللذات
( 5 ) الشعر والشعراء : جاء مطيع بمطاوعات
( 6 ) الشعر والشعراء : فسكر الطرق بمطرقات
( 7 ) الخبر والشعر في الشعر والشعراء ص 383 - 384
( 8 ) اللفظة غير مقروءة بالاصل وت وصورتها : " السسة "

(48/359)


هن جعلن الأربعين حضرها * وما نسينا بالطريق مهرها * حين نقيس ضبره وضبرها ( 1 ) * والماء يعلو نحره ونحرها * ملبونه شد المليك أسرها * أسفلها وبطنها وظهرها * غراء ما يسبق بحر بحرها * ما يأخذ الحلية إلا سؤرها * قد كاد هاديها يكون شطرها ( يصف طولها الأربعين غلوها * ( 2 ) * 5625 الفضل بن محمد بن عبد الله ابن الحارث بن سليمان أبو العباس الباهلي الأنطاكي العطار الأحدب ( 3 ) سمع بدمشق دحيما وهشام بن عمار وأحمد بن أبي الحواري والوليد بن عتبة وروى عنهم وعن محمد بن هشام بن أبي خيرة ( 4 ) ومحمد بن منصور الطوسي ومحمد ابن عبد الرحمن بن سهم ( 5 ) ومحمد بن محمد بن إدريس الشافعي وحامد بن يحيى البلخي وإبراهيم بن موسى النجاد وعبد الرحمن بن عبيدالله الحلبي ومحمد بن الوليد ابن أبان القرشي وعقبة بن مكرم وعمرو بن عثمان وكثير بن عبيد الحذاء والمسيب بن
_________
( 1 ) في الشعر والشعراء : حين نقيس قدره وقدرها وضبره إذا أوعثا وضبرها ( 2 ) بالاصل وت : غلوها
( 3 ) ترجمته في ميزان الاعتدال 3 / 358 ولسان الميزان 4 / 448 والكامل لابن عدي 6 / 17
( 4 ) ترجمته في تهذيب الكمال 17 / 295
( 5 ) ترجمته في تهذيب الكمال 16 / 488

(48/360)


واضح ومسلم بن عبد الملك بن محمد الحضرمي وعيسى ( 1 ) بن هلال السليحي وعيسى ابن سليمان الحجازي ( 1 ) والحسين ( 2 ) بن إسحاق الأنطاكي ( 2 ) والمؤمل بن يهاب وسليمان بن سلمة الخبائري وعيسى بن محمد النحاس الرملي روى عنه أبو بكر النقاش المقرئ وأبو حفص عمر بن علي العتكي الخطيب وأبو علي الحسين بن علي الحافظ وأبو بكر محمد بن داود بن سليمان النيسابوري الزاهد وأبو الحسن علي بن الحسن بن علان الحراني الحافظ وأبو علي الحسن بن الحجاج الزيات وأبو جعفر محمد بن الحسن اليقطيني وأبو القاسم علي بن محمد بن داود بن أبي الفهم التنوخي ( 3 ) وأبو أحمد بن عدي وأبو سعيد بن الأعرابي وأبو علي محمد بن هارون بن شعيب الأنصاري وقال كان ضعيفا أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا أبو القاسم بن مسعدة أنبأنا حمزة بن يوسف أنبأنا أبو أحمد بن عدي ( 4 ) حدثنا الفضل بن محمد حدثنا محمد بن هشام بن أبي خيرة حدثنا غندر حدثنا شعبة عن عبد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر قال نهى رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) عن القزع ( 5 ) قال ابن عدي هذا حديث عن شعبة باطل لم نكتبه إلا عنه قال وحدثنا أبو أحمد ( 6 ) قال وحدثنا الفضل حدثنا كثير الحذاء حدثنا بقية عن إسحاق بن عبد الرحمن عن مكحول عن سمرة قال قال النبي ( صلى الله عليه و سلم ) لا نكاح إلا بولي وإذا أنكح ( 7 ) المرأة وليان فالأول أحق بالنكاح قال ابن عدي وهذا حدثناه غيره عن كثير وليس فيه ولا نكاح إلا بولي زادنا فيه الأحدب
_________
( 1 ) ما بين الرقمين استدرك على هامش ت
( 2 ) ما بين الرقمين سقط من ت
( 3 ) ترجمته في سير أعلام النبلاء 15 / 499
( 4 ) الخبر رواه ابن عدي في الكامل في ضعفاء الرجال 6 / 17 - 18
( 5 ) القزع : هو أن يحلق رأس الصبي ويترك مواضع منه متفرقة غير محلولة
( 6 ) كذا بالاصل وت والمختصر وفي ابن عدي : " وإذا نكح "

(48/361)


قال ابن عدي ( 1 ) وللأحدب ( 2 ) غير ما ذكرت أحاديث عداد لا يتابعه الثقات عليه أخبرنا أبو الحسين بن أبي الحديد أنبأنا جدي أبو عبد الله أنبأنا مسدد بن علي الأملوكي أنبأنا أبو حفص عمر بن علي بن الحسن العتكي حدثنا أبو العباس الفضل بن محمد بن عبد الله بن العطار الأحدب بأنطاكية سنة ست وثلاثمائة وتوفي يرحمنا الله وإياه سنة سبع وثلاثمائة حدثنا أبو عقيل يحيى بن حبيب بن إسماعيل بن عبد الله بن حبيب بن أبي ثابت حدثنا خلف بن خالد العبدي حدثنا سليمان بن مسلم المكي عن ابن جريج عن ابن أبي مليكة عن ابن عباس قال قال النبي ( صلى الله عليه و سلم ) من آتاه الله وجها حسنا واسما حسنا وجعله في موضع غير شائن له فهو من صفوة الله عز و جل ثم أنشأ ابن عباس يقول أنت شرط النبي إذ قال يوما * اطلبوا الخير من حسان الوجوه * أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا أبو القاسم إسماعيل بن مسعدة بن إسماعيل أنبأنا حمزة بن يوسف بن إبراهيم أنبأنا أبو أحمد بن عدي قال ( 3 ) الفضل بن محمد بن عبد الله بن الحارث بن سليمان الباهلي أبو العباس الأنطاكي الأحدب وكان أحد من كتبنا عنه بأنطاكية حدثنا بأحاديث لم نكتبها عن غيره وأوصل أحاديث وسرق أحاديث وزاد في المتنون قال وأنبأنا حمزة بن يوسف قال الفضل بن محمد الأنطاكي الأحدب سمعت ابن عدي والدارقطني وغيرهما يقولون إنه كذاب لا يستوي شيئا أو كلام هذا معناه أخبرنا أبو القاسم يحيى بن بطريق بن بشري أنبأنا أبو تمام الواسطي وأبو الغنائم بن الدجاجي في كتابيهما عن أبي الحسن الدراقطني ح وأخبرنا أبو عبد الله البلخي أنبأنا أبو ياسر محمد بن عبد العزيز بن عبد الله أنبأنا أبو بكر أحمد بن محمد بن غالب قال هذا ما وافقت عليه أبا الحسن الدارقطني من
_________
( 1 ) زيادة منا للايضاح
( 2 ) بالاصل وت : والاحدب " تصحيف والتصويب عن ابن عدي
( 3 ) رواه ابن عدي في الكامل في ضعفاء الرجال 6 / 17

(48/362)


المتروكين فضل بن محمد بن العطار الأحدب حدثونا عنه كذاب وقال ابن بطريق ( 1 ) وهو خطأ 5626 الفضل بن محمد بن المسيب ابن موسى بن زهير بن يزيد بن كيسان بن باذان أبو محمد الشعراني البيهقي ( 2 ) من رستاق نيسابور من قرية تسمى الريوذ ( 3 ) سمع بدمشق أبا بكر عبد الله بن يزيد المقرئ وبمصر عبد الله بن صالح وبغيرها حيوة بن شريح وسنيد بن داود وأبا توبة الربيع بن نافع وسعيد بن الحكم بن أبي مريم وسعيد بن كثير بن عفير ونعيم بن حماد وعبد الله بن محمد النفيلي وبالمدينة إسماعيل ابن أبي أويس وإسحاق بن محمد الفروي وعيسى بن مينا قالون وأبا ثابت محمد بن عبيد الله المديني وإبراهيم بن المنذر الحزامي وهارون بن محمد بن عبد الله بن عبيد الأنصاري وسعيد بن منصور وبالعراق أحمد بن عبد الله بن يونس و ( 4 ) وضاح بن يحيى النهشلي وعلي بن حكيم الأودي وأبا نعيم ضرار بن صرد وسليمان بن حرب وسهل بن بكار وقيس بن حفص الدارمي وعمرو بن عون وغيرهم وبخراسان يحيى ابن يحيى وهارون بن الأشعث البخاري وإسحاق بن إبراهيم الحنظلي وغيرهم روى عنه أبو بكر بن خزيمة وأبو العباس السراج وأبو عمرو أحمد بن محمد الحيري وأبو حامد ( 5 ) أحمد بن محمد بن الحسن بن الشرقي ( 6 ) وأبو الوفاء المؤمل بن الحسن الماسرجسي ( 7 ) وابنه أبو بكر محمد بن المؤمل بن الحسن بن عيسى وأبو الحسن علي بن محمد بن سختوية وأبو جعفر محمد بن صالح بن هانئ وأبو منصور محمد بن
_________
( 1 ) رسمها بالاصل وت : " مطر "
( 2 ) ترجمته في اللباب 2 / 199 وتذكرة الحفاظ 2 / 626 وميزان الاعتدال 3 / 358 وسير أعلام النبلاء 13 / 317 والعبر للذهبي 2 / 69 والمنتظم لابن الجوزي 12 / 351 ( ط بيروت )
( 3 ) الريوذ : من معاملة بيهق كما في سير أعلام النبلاء
( 4 ) زيادة عن ت
وانظر سير أعلام النبلاء
( 5 ) اللفظة مطموسة في الاصل وغير واضحة في ت والصواب ما أثبت راجع ترجمته في سير أعلام النبلاء 15 / 37
( 6 ) إعجامها مضطرب بالاصل وت
راجع الحاشية السابقة
( 7 ) ضبطت عن اللباب وهذه النسبة إلى ما سرجس اسم جد

(48/363)


القاسم العتكي وإبراهيم بن محمد بن حاتم الزاهد وأبو عبد الله محمد بن يعقوب الحافظ وعلي بن حمشاذ ( 1 ) العدل وعبد الله بن محمد بن موسى الصيدلاني وأحمد بن إسحاق بن إبراهيم الصيدلاني وأبو محمد عبد العزيز بن إسحاق الوراق وأبو الطيب محمد ابن عبد الله بن المبارك وابن ابنه إسماعيل بن محمد بن الفضل بن محمد بن المسيب أخبرنا أبو عبد الله محمد بن الفضل وأبو الحسن عبيدالله بن محمد بن أحمد البيهقي قالا أنبأنا أبو بكر البيهقي أنبأنا أبو محمد عبد الرحمن بن محمد بن أحمد بن بالوية المزكي ( 2 ) أنبأنا أبو بكر محمد بن المؤمل بن الحسن بن عيسى ( 3 ) حدثنا الفضل ( 4 ) بن محمد بن المسيب الشعراني حدثنا أبو صالح ( 5 ) حدثني معاوية بن صالح عن أبي حلبس يزيد بن ميسرة أنه قال سمعت أبا الدرداء يقول سمعت أبا القاسم ( صلى الله عليه و سلم ) ما سمعته يكنيه قبلها ولا بعدها يقول إن الله قال يا عيسى بن مريم إني باعث بعدك أمة أن أصابهم ما يحبون حمدوا وشكروا وإن أصابهم ما يكرهون احتسبوا وصبروا ولا حلم ولا علم قال يا رب وكيف يكون هذا لهم ولا حلم ولا علم قال أعطيهم من حلمي وعلمي قرأت على أبي القاسم زاهر بن طاهر عن أبي بكر البيهقي أنبأنا أبو عبد الله الحافظ قال سمعت أبا بكر محمد بن المؤمل يقول كنا نقول ما بقي في الدنيا مدينة لم يدخلها الفضل في طلب الحديث إلا أندلس ( 6 ) أنبأنا أبو جعفر محمد بن أبي ( 7 ) علي أنبأنا أبو بكر الصفار أنبأنا أحمد بن علي بن منجوية أنبأنا أبو أحمد ( 8 ) قال أبو محمد الفضل بن محمد بن المسيب بن موسى بن زهير
_________
( 1 ) بدون إعجام بالاصل وت والمثبت عن سير أعلام النبلاء
وهو علي بن حمشاذ بن سختويه بن نصر أبو الحسن النيسابوري ترجمته في سير أعلام النبلاء 15 / 398
( 2 ) ترجمته في سير أعلام النبلاء 17 / 241
( 3 ) ترجمته في سير أعلام النبلاء 16 / 23
( 4 ) أقحم بعدها بالاصل : " يحيى " وفي ت : يعني
( 5 ) يعني عبد الله بن صالح بن محمد بن مسلم كاتب الليث راجع ترجمته في سير أعلام النبلاء 10 / 405
( 6 ) سير أعلام النبلاء 13 / 319
( 7 ) كتبت فوق الكلام بين السطرين بالاصل
( 8 ) بالاصل وت : أبو محمد تصحيف والصواب ما أثبت وهو محمد بن محمد بن أحمد بن إسحاق أبو أحمد الحاكم الكبير النيسابوري صاحب كتاب الاسامي والكنى والخبر ليس في القسم المطبوع منه راجع ترجمته في سير أعلام النبلاء 16 / 370

(48/364)


ابن باذان بن نشيط بن يزيد النيسابوري البيهقي يروي عن أبي صالح الجهني وسعيد بن أبي مريم رماه الحسين بن محمد بن زياد القباني ( 1 ) روى عنه أبو حامد بن الشرقي وأبو الوفاء المؤمل بن الحسن الماسرجسي كناه ونسبه لي علي بن محمد بن سختوية وهو حدثني أن الحسين سئل عنه فرماه بالكذب قرأت على أبي القاسم زاهر بن طاهر عن أبي بكر البيهقي أنبأنا أبو عبد الله الحافظ قال فضل بن محمد بن المسيب بن محمد بن هارون بن يزيد بن كيسان بن باذان وهو ملك اليمن الذي أسلم بكتاب النبي ( صلى الله عليه و سلم ) الشعراني النيسابوري وكان يرسل شعره وهو من ( 2 ) قرية بيهق وكان أديبا فقيها عابدا كثير الرحلة في طلب الحديث فهما عارفا بالرجال وسمع بالشام أبا توبة الربيع بن نافع الحلبي وحيوة بن شريح الحمصي وسنيد بن داود المصيصي وطبقتهم قرأت على أبي محمد السلمي عن أبي نصر بن ماكولا ( 3 ) قال وأما الشعراني أي بالشين المعجمة والراء فضل بن محمد بن المسيب بن موسى بن زهير بن يزيد بن كيسان بن باذان صاحب اليمن أبو محمد الشعراني كان يرسل شعره يقال إنه لم يبق بلد لم يدخله في طلب الحديث إلا الأندلس سمع إسماعيل بن أبي أويس وقالون وحيوة بن شريح وسعيد بن أبي مريم والنفيلي ويحيى بن يحيى وابن الأعرابي اللغوي وقرأ القرآن على خلف وكان عنده تاريخ أحمد بن حنبل عنه وتفسير سنيد بن داود والسنن عن نعيم بن حماد والمغازي عن ابن المنذر سمع منه ابن خزيمة وأثنى ( 4 ) عليه والسراج والمؤمل بن الحسن بن عيسى وخلق كثير توفي في سنة اثنتين وثمانين ومائتين قرأت على أبي الفضل عبد الواحد بن إبراهيم عن المبارك بن عبد الجبار بن أحمد أنبأنا أبو مسلم عمر بن علي بن أحمد بن الليث الليثي البخاري قال سمعت أبا الحسن علي
_________
( 1 ) ترجمته في سير أعلام النبلاء 13 / 499
( 2 ) الزيادة للايضاح عن ت
( 3 ) الاكمال لابن ماكولا 4 / 571
( 4 ) كذا بالاصل : " وأثنى عليه " وفي الاكمال : " وانتفى عليه "

(48/365)


بن أبي بكر يقول سمعت مسعود بن علي السجزي يقول سألت الحاكم أبا عبد الله الحافظ عن الفضل بن محمد بن المسيب الشعراني فقال ثقه مأمون لم يطعن في حديثه بحجة ( 1 ) أنبأنا أبو نصر القشيري أنبأنا أبو بكر البيهقي أنبأنا الحاكم أبو عبد الله قال سمعت أبا عبد الله محمد بن يعقوب يقول قدم علينا الفضل بن محمد الشعراني أول قدماته سنة خمس وستين وكتبنا عنه ثم قدم سنة اثنتين وسبعين فنزل بجنجروذ ( 2 ) فكان أبو بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة يتولى الانتخاب عليه بنفسه ( 3 ) قال وأنبأنا الحاكم قال سمعت إسماعيل بن محمد بن الفضل يقول توفي جدي في المحرم سنة اثنتين وثمانين ومائتين ( 4 ) 5627 الفضل بن محمد أبو المعالي الهروي الفقيه قدم دمشق وحدث بها عن أبي الحسن محمد بن يحيى روى عنه علي الحنائي وعبد العزيز الكتاني ( 5 ) أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني حدثنا أبو محمد الكتاني ( 5 ) أنبأنا أبو المعالي فضل بن محمد الهروي الفقيه حدثنا أبو الحسن محمد بن يحيى حدثنا أبو الفضل حدثنا محمد بن علي بن موسى حدثنا أبو علي أحمد بن علي الخزرجي حدثنا أبو الصلت الهروي قال كنت مع علي بن موسى الرضا فدخل نيسابور وهو راكب بغلة شهباء أو أشهب قال أبو الصلت الشك مني وقد عدوا في طلبه فتعلقوا بلجامه وفيهم ياسين بن النضر قالوا يابن رسول الله بحق آبائك الطاهرين حدثنا بحديث سمعته من أبيك فأخرج رأسه من
_________
( 1 ) سير أعلام النبلاء 13 / 319 وتذكرة الحفاظ 2 / 627
( 2 ) جنجروذ بفتح الجيمين وضم الراء وسكون الواو وذال ممعجمة من قرى نيسابور وهي كنجروذ
( معجم البلدان )
( 3 ) سير أعلام النبلاء 13 / 319
( 4 ) سير أعلام النبلاء 13 / 319 وانظر ميزان الاعتدال 3 / 358
( 5 ) في الموضع الاول بدون إعجام بالاصل وفي الموضع الثاني : الكناني تصحيف

(48/366)


العمارية ( 1 ) فقال حدثني أبي الرجل الصالح موسى بن جعفر حدثني أبي الصادق جعفر بن محمد حدثني أبي محمد بن علي حدثني أبي علي بن ( 2 ) الحسين حدثني أبي الحسين ابن علي حدثني أبي علي بن أبي طالب قال سمعت رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) يقول سمعت جبريل يقول قال الله عز و جل أنا الله الذي لا إله إلا أنا يا عبادي فمن جاء منكم بشهادة أن لا إله إلا الله بالإخلاص دخل في حصني ومن دخل في حصني أمن عذابي أخبرناه أعلى من هذا بدرجتين أبو سعد إسماعيل بن أبي صالح أنبأنا أبو بكر أميرك ابن أبي أحمد محمد بن أحمد بن علي بن أحمد البزار الكتبي أنبأنا الأستاذ أبو بكر الحسن ابن محمد بن حبيب المفسر حدثنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن محمد حفدة العباس بن حمزة حدثنا أبو العباس عبد الله بن أحمد بن عامر الطائي بالبصرة حدثني أبي حدثنا علي بن موسى الرضا حدثني أبي ( 3 ) موسى بن جعفر حدثني أبي جعفر بن محمد حدثني أبي محمد بن علي حدثني أبي علي بن الحسين حدثني أبي الحسين بن علي حدثني أبي علي بن أبي طالب قال قال رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) يقول الله لاإله إلا الله حصني فمن دخله أمن عذابي 5628 الفضل بن مروان ( 4 ) أبو العباس البرداني ( 5 ) الوزير ولي الوزارة للمعتصم وقدم معه دمشق أيضا وقدم دمشق أيضا مع المتوكل وكان كاتبا للسيدة أم ( 6 ) المتوكل حدث عن علي بن عاصم وحكى عن المأمون وعن أم جعفر أمة العزيز بنت جعفر بن أبي جعفر المعروفة بزبيدة
_________
( 1 ) العمارية : هودج يجلس فيه ( المختصر حاشية 1 )
( 2 ) زيادة لازمة للايضاح
( 3 ) بالاصل : " أبو " تصحيف
( 4 ) أخباره في تاريخ الطبري ( الفهارس ) والكامل في التاريخ ( الفهارس ) النجوم الزاهرة 2 / 332 ووفيات الاعيان 4 / 45 وسير أعلام النبلاء 12 / 83 وشذرات الذهب 83 ومواضع متفرقة من الوزراء والكتاب للجهشياري والاعلام للزركلي 5 / 151
5 - ( ) البردان : بالتحريك عدة مواضع ( راجع معجم البلدان )
( 6 ) غير واضحة بالاصل والمثبت عن المختصر

(48/367)


حكى عنه محمد بن يزيد المبرد والحسين بن يحيى وسليمان بن وهب الكاتب وأبو جعفر أحمد بن عمر الأخباري والقاسم بن سعيد الكاتب وأبو ( 1 ) أخبرنا أبو محمد طاهر بن سهل بن بشر حدثنا أبو بكر الخطيب أنبأنا القاضي أبو عبد الله الحسين بن علي الصيمري حدثنا أبو عبيدالله محمد بن عمران المرزباني حدثني أحمد بن محمد المكي حدثنا أبو جعفر أحمد بن عمر الأخباري الكاتب حدثنا الفضل بن مروان قال مضيت مع المعتصم إلى علي بن عاصم ليسمع منه فقال علي بن عاصم حدثنا عمرو ابن عبيد وكان قدريا فقلت لم تروي عنه فالتفت على المعتصم فقال ألا ترى كاتبك هذا يشغب علينا قال وهذا في إمارة المعتصم قبل أن يلي الخلافة قال وأنبأنا أبو عبد الله الحسين بن علي الصيمري حدثنا محمد بن عمران المرزباني حدثني محمد بن يحيى حدثنا الحسين بن يحيى قال سمعت الفضل بن مروان يقول كان المعتصم يختلف إلى علي بن عاصم المحدث وكنت أمضي معه إليه فقال يوما حدثنا عمرو بن عبيد وكان قدريا فقال له المعتصم يا أبا الحسن أما يروى أن القدرية مجوس هذه الأمة قال بلى قال فلم تروي عنه قال لأنه ثقة في الحديث صدوق قال فإن كان المجوسي ثقة فما تقول أتروي عنه فقال له علي أنت شغاب يا أبا إسحاق أخبرنا أبو بكر محمد بن الحسين أنبأنا أبو الفضل العباس بن أحمد بن محمد بن بكران الهاشمي ح وأخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا أبو الفضل بن بكران وأبو منصور بن عبد العزيز العكبري وأبو محمد وأبو الغنائم ابنا أبي عثمان وأبو بكر محمد بن هبة الله بن الحسن وأبو الحسن علي بن المقلد البواب وأبو منصور عبيدالله بن عثمان بن محمد بن دوست المعروف بابن الشوكي ح وأخبرنا أبو محمد بن طاوس أنبأنا أبو الغنائم بن أبي عثمان قالوا أنبأنا أبو عبد الله الحسين بن الحسن بن محمد بن القاسم الغضائري ( 2 ) أنبأنا أبو بكر محمد بن يحيى الصولي أنبأنا المبرد حدثني محدث عن الفضل بن مروان قال
_________
( 1 ) غير مقروءة بالاصل
( 2 ) ترجمته في سير أعلام النبلاء 17 / 327

(48/368)


ودخل بعض الفقهاء على المأمون بالرقة وهو مع الرشيد فتمثل وهل ينبت الخطي إلا وشيجه * وتغرس إلا في منابتها النخل * قرأت في كتاب أبي الفرج علي بن الحسين ( 1 ) حدثني علي بن سليمان الأخفش ومحمد بن خلف بن المرزبان قالا حدثنا محمد بن يزيد النحوي حدثنا الفضل بن مروان قال لما دخل إبراهيم بن المهدي على المأمون وقد ظفر به كلمه إبراهيم بكلام كان سعيد ابن العاص كلم به معاوية بن أبي سفيان في سخطة سخطها عليه واستعطفه به وكان ( 2 ) المأمون يحفظ الكلام فقال له المأمون هيهات يا إبراهيم هذا كلام سبقك به فحل بني العاص بن أمية وقارحهم سعيد بن العاص وخاطب به معاوية فقال له إبراهيم ( 3 ) مه يا أمير المؤمنين وأنت أيضا إن غفرت ( 4 ) فقد سبقك فحل بني حرب وقارحهم إلى العفو فلا تكن حالي في ذلك أبعد من حال سعيد عند معاوية فإنك أشرف منه وأنا أشرف من سعيد أنا أقرب إليك من سعيد إلى معاوية وإن أعظم الهجنة أن تسبق أمية هاشما إلى مكرمة فقال صدقت يا عم ( 5 ) وقد عفوت عنك أخبرنا أبو القاسم هبة الله بن عبد الله أنبأنا أبو بكر الخطيب حدثني أبو الحسين محمد بن علي بن محمد بن مخلد الوراق وأبو محمد الحسن بن محمد بن الحسن الخلال قالا حدثنا أحمد بن عمران زاد الخلال الكاتب ثم اتفقا قال حدثنا صالح بن محمد حدثني صدقة بن محمد يعني أخاه حدثني محمد بن عبد الله بن عمرو البجلي أخبرني عبد الله بن علي بن سالم قال سمعت الفضل بن مروان يقول علمان نظرت فيهما وأنعمت النظر فلم أرهما يصحان ( 6 ) النجوم والسحر ( 7 )
_________
( 1 ) رواه أبو الفرج الاصبهاني في الاغاني 10 / 124 في أخباره إبراهيم بن المهدي
( 2 ) زيادة عن ت والاغاني
( 3 ) بالاصل وت وأصل الاغاني : " فقال له إبراهيم : فكان معه يا أمير المؤمنين " وكلمة " فكان " لا مكان لها ولا ضرورة لها في الكلام
( 4 ) كذا بالاصل وت والمختصر وفي الاغاني : عفوت
( 5 ) تقرأ بالاصل وت : " عمر " وقد شطبت في ت وكتب على هامشها : يا عم
( 6 ) بدون إعجام بالاصل وت ورسمها بالاصل : " بصحان " والتصويب سير أعلام النبلاء
( 7 ) كذا بالاصل وت والخبر في سير أعلام النبلاء 12 / 84 وفيها : السحر والنحو

(48/369)


قرأت على أبي القاسم الخضر بن الحسين بن عبدان عن عبد العزيز بن أحمد أنبأنا عبد الوهاب الميداني أنبأنا أبو سليمان بن زبر ( 1 ) أنبأنا عبد الله بن أحمد بن جعفر أنبأنا أبو جعفر الطبري ( 2 ) قال ذكر أن الفضل بن مروان وهو رجل من أهل البردان كان متصلا برجل من العمال يكتب له وكان حسن الخط ثم صار مع كاتب كان للمعتصم يقال له يحيى الجرمقاني وكان الفضل بن مروان يخط بين يديه فلما مات الجرمقاني صار الفضل في موضعه وكان يكتب للفضل علي بن حسان الأنباري فلم يزل كذلك حتى بلغ المعتصم الحال التي بلغها والفضل كاتبه ثم خرج معه ( 3 ) إلى معسكر المأمون ثم خرج معه ( 4 ) إلى مصر فاحتوى على أموال مصر ثم قدم الفضل قبل موت المأمون بغداد ينفذ أمور المعتصم ويكتب على لسانه ما أحب حتى قدم المعتصم خليفة فصار الفضل صاحب الخلافة وصارت الدواوين كلها تحت يديه وكنز الأموال وقدم أبو إسحاق حين دخل بغداد يأمره بإعطاء المغني والملهي ( 5 ) فلا ينفذ الفضل ذلك فثقل على أبي إسحاق فحدثني إبراهيم بن جهروية ( 6 ) أن إبراهيم المعروف بالهفتي وكان مضحكا أمر له المعتصم قال فتقدم إلى الفضل بن مروان في إعطائه فلم يعطه الفضل شيئا مما أمر له به المعتصم فبينا الهفتي ( 7 ) يوما ( 8 ) عند المعتصم بعدما بنيت داره التي ببغداد واتخذ له فيها بستان قام المعتصم يتمشى في البستان ينظر إليه وإلى ما فيه من أنواع الرياحين والغروس ومعه الهفتي وكان الهفتي يصحب المعتصم قبل أن تفضي إليه الخلافة فيقول له فيما يداعبه والله لا نفلح أبدا وكان الهفتي ( 9 ) رجلا مربوعا والمعتصم رجلا معرقا ( 10 ) خفيف اللحم فجعل المعتصم يسبق الهفتي ( 9 ) في المشي فإذا تقدمه ولم ير الهفتي ( 9 ) معه التفت إليه فقال
_________
( 1 ) " ابن زبر " غير مقروءة بالاصل والمثبت عن ت
( 2 ) رواه الطبري في تاريخه 9 / 18 حوادث سنة 220
( 3 ) بالاصل وت والمختصر : منها والمثبت عن تاريخ الطبري
( 4 ) زيادة عن ت وتاريخ الطبري
( 5 ) مطموسة بالاصل والمثبت عن ت وتاريخ بغداد
( 6 ) رسمها وإعجامها مضطربان بالاصل وت والمثبت عن تاريخ بغداد
( 7 ) اللفظة مضطربة هنا بالاصل وت
( 8 ) اللفظة مطموسة بالاصل والمثبت عن ت وتاريخ الطبري
( 9 ) تقرأ بالاصل : " اللهفتي " واللفظة تقرأ في ت : " المبفتي "
( 10 ) المعرق : الخفيف اللحم

(48/370)


ما لك لا تمشي يستعجله المعتصم ليلحق به فلما كثر ذلك من المعتصم على الهفتي قال له الهفتي مداعبا له كنت أصلحك الله أراني أماشي خليفة ولم أكن أراني أماشي فيجا ( 1 ) والله لا أفلحت فضحك ك منها المعتصم وقال ويحك وهل بقي من الفلاح شئ لم أدركه أبعد الخلافة تقول لي هذا فقال له الهفتي أتحسب أنك قد أفلحت الآن إنما لك من الخلافة الإسم والله ما يجاوز أمرك أذنيك وإنما الخليفة الفضل بن مروان الذي يأمر فينفذ أمره من ساعته فقال المعتصم وأي أمر لا ينفذ لي فقال له الهفتي أمرت لي بكذا وكذا منذ شهرين فما أعطيت بما أمرت به منذ ذاك حبة قال فاحتجنها على الفضل المعتصم حتى أوقع به فلما كانت سنة تسع عشرة ومئتين وقيل سنة ( 2 ) عشرين ومائتين وذلك عندي خطأ خرج المعتصم يريد القاطول ( 3 ) ويريد البناء بسامرا فصرفه كثرة زيادة دجلة فلم يقدر على الحركة فانصرف إلى بغداد إلى الشماسية ( 4 ) ثم خرج بعد فلما صار بالقاطول غضب على الفضل بن مروان وأهل بيته في صفر وأمرهم برفع ما جرى على أيديهم وأخذ الفضل وهو مغضوب عليه في عمل حسابه فلما فرغ الحساب لم يناظر وأمر بحبسه وأن يحمل إلى منزله ببغداد وحبس أصحابه وصير مكانه محمد بن عبد الملك الزيات فنفي الفضل إلى قرية في طريق الموصل يقال لها السن فلم يزل بها مقيما فذكر أن المعتصم لما استوزر الفضل بن مروان حل من قلبه ( 5 ) المحل الذي لم يكن أحد يطمع في ملاحظته فضلا عن منازعته ولا في الاعتراض في أمره ونهيه وإرادته وحكمه فكانت هذه صفته حتى حملته الدالة وحركته الحرمة على خلافة في بعض ما كان يأمر به ومنعه ( 6 ) ما كان يحتاج إليه من الأموال في مهم أموره فذكر عن ابن أبي داود قال كنت أحضر المعتصم وكثيرا ما كنت أسمعه يقول للفضل احمل إلي كذا وكذا فيقول ما عندي فيقول احتلها من وجه فيقول من أين احتالها
_________
( 1 ) الفيج : رسول السلطان على رجله ( معرب )
( 2 ) ما بين معكوفتين استدرك عن ت وتاريخ الطبري ومكان هذه الزيادة بالاصل : " ست و "
( 3 ) القاطول : اسم نهر كأنه ممقطوع من دجلة وهو نهر كان في موضع سامرا قبل أن تعمر ( معجم البلدان )
( 4 ) الشماسية : بفتح أوله وتشديد ثانيه ثم سين مهملة : مجاورة لدارالروم التي في أعلى مدنية بغداد ( معجم البلدان )
( 5 ) كذا بالاصل وت والمختصر وفي تاريخ الطبري : من قبله
( 6 ) الاصل : " ويمنعه " والمثبت عن ت وتاريخ بغداد

(48/371)


ومن يعطيني هذا القدر من المال وعنده من أجده فكان ذلك يسوءه وأعرفه في وجهه فلما كثر هذا من فعله ركبت إليه يوما فقلت له مستخليا به يا أبا العباس إن الناس يدخلون بيني وبينك بما أكره وتكره وعلى ذلك فما أدع نصيحتك وأداء ما يجب علي في الحق لك وقد أراك كثيرا مما ترد على أمير المؤمنين أجوبة غليظة تمرضه وتقدح في قلبه والسلطان لا يحمل هذا لابنه لاسيما إذا كثر ذلك وغلظ قال وما ذاك يا أبا عبد الله قلت أسمعه كثيرا ما يقول لك نحتاج إلى كذا وكذا من المال فنصرفه في وجه كذا وكذا فتقول من يعطيني هذا وهذا ما لا يحتمله الخلفاء قال فما أصنع إذا طلب مني ما ليس عندي قلت تصنع أن تقول نحتال في ذلك بحيلة فتدفع عنك إلى أن يتهيأ وتحمل إليه بعض ما يطلب وتسوفه بالباقي قال نعم أفعل وأصير إلى ما أشرت به قال فوالله لكأني كنت أغريه بالمنع فكان إذا عاود مثل ذلك من القول عاد إلى ما يكره من الجواب قال فلما كثر ذلك عليه دخل يوما عليه وبين يديه حزمة نرجس غض فأخذها المعتصم فهزها ثم قال حياك الله يا أبا العباس فأخذها الفضل بيمينه وسل المعتصم خاتمه من اصبع يساره وقال له بكلام خفي أعطني خاتمي فانتزعه من يده ووضعه في يد ابن عبد الملك كتب إلي أبو نصر بن القشيري أنبأنا أبو بكر البيهقي أنبأنا الحاكم أبو عبد الله قال سمعت أبا منصور يعني محمد بن عبد الله بن حمشاد ( 1 ) الأديب يقول سمعت بعض أهل الأدب يذكر أن الفضل بن مروان خرج يوما فرأى مكتوبا في حائط داره * ( 2 ) تفرعنت يا فضل بن مروان فاعتبر * فبتلك كان الفضل والفضل والفضل ثلاثة أملاك مضوا لسبيلهم * أبادهم ( 3 ) التنكيل والحبس والقتل وإنك قد أصبحت في الناس لعبة * ستودي كما أودى الثلاثة من قبل *
_________
( 1 ) ترجمته في سير أعلام النبلاء 16 / 498
( 2 ) الابيات في وفيات الاعيان 4 / 45 وقال في مناسبتها أنه كان قد جليس يوما لقضاء أشغال والناس ورفعت إليه قصص العامة فرأى جملتها رقعة مكتوبا فيها
وشذرات الذهب 2 / 122 وسير الاعلام 12 / 85 الاول والثاني
( 3 ) في وفيات الاعيان : أبادتهم الاقياد والحبس والقتل وفي سير الاعلام : أبادتهم الاقياد والحبس والقتل ونقل ابن خلكان نقلا عن المرزباني والزمخشري أن هذه الابيات للهيثم بن فراس السامي

(48/372)


وإنما عنى الفضل بن يحيى بن خالد ( 1 ) والفضل بن سهل ( 2 ) والفضل بن الربيع ( 3 ) فإنهم درجوا قبل الفضل بن مروان ذكر ابن عبدوس في كتاب الوزراء أن في الفضل بن مروان يقول محمد بن عبيدالله ( 4 ) العروضي ويكنى أبا بكر من حضرموت اليمن لا تغبطن أخا دنيا بمقدرة * فيها وإن كان ذا عز وسلطان يكفيك من حادثات الدهر ما صنعت * حوادث الدهر بالفضل بن مروان إن الليالي لم تحسن إلى أحد * إلا أساءت إليه بعد إحسان العيش حلو ولكن لا بقاء له * جميع ما الناس فيه زائل فاني * ذكر أبو الحسين محمد بن أحمد بن القواس الوراق أن الفضل بن مروان مات ليلة الجمعة لعشر بقين من شوال سنة خمسين ومائتين بسر من رأى ( 5 ) 5629 الفضل بن النجم بن ضبارة أبو العباس اللخمي البصري ويعرف بأخي ( 6 ) بحشل قدم دمشق وحدث بها عن أبي عمر عبد الرحمن بن أبي قرصافة العسقلاني روى عنه أبو الطيب الحوراني قرأت بخط عبد الوهاب الميداني حدثني أبو هاشم حدثني أبو الطيب محمد بن حميد بن محمد بن سليمان الحوراني ( 7 ) حدثنا أبو العباس الفضل بن النجم بن ضبارة اللخمي البصري أخو بحشل قدم علينا بدمشق قال كتب إلي عمرو عبد الرحمن بن
_________
( 1 ) ترجمته في سير أعلام النبلاء 9 / 91 رقم 29
( 2 ) هو الفضل بن سهل السرخسي أبو العباس الفارسي ترجمته في سير أعلام النبلاء 10 / 99 رقم 2
( 3 ) هو الفضل بن الربيع بن يونس الامير حاجب الرشيد ترجمته في سير أعلام النبلاء 10 / 109 رقم 8
( 4 ) كذا بالصال وت : " عبيد الله " وفي المختصر : عبد الله
( 5 ) في مقدار عمره أقوال : بلغ التسعين كما في سير أعلام النبلاء وفي وفيات الاعيان : عمره ثمانون سنة وفي كتاب الفهرست لابن النديم ص 127 : عاش ثلاثا وتسعين سنة
( 6 ) الاصل : " بأبي بحشل " والمثبت عن ت
( 7 ) ترجمته في سير أعلام النبلاء 15 / 432

(48/373)


أبي قرصافة العسقلاني حدثنا محمد بن عمر البلخي قال الشيخ يعني ابن حميد وحدثنا أبو الحسن نصر بن عبد الله بسامرى مولى بني هاشم حدثنا محمد بن عمر البلخي حدثنا محمد بن حبيب الأصبهاني حدثنا ميمون بن مهران القمي عن داود الدمشقي حدثنا زادان عن سلمان قال أتيت رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) فقلت بأبي وأمي يارسول الله إني سائلك فذكر الحديث وهو حديث منكر جدا

(48/374)


" ذكر من اسمه ( 1 ) فضيل ( 2 ) " 5630 فضيل بن عياض بن مسعود بن بشر أبو علي التميمي ثم اليربوعي الخراساني المروزي الزاهد ( 3 ) روى عن منصور بن المعتمر والأعمش وحصين بن عبد الرحمن وعطاء بن السائب ومسلم بن الأعور وأبان بن أبي عياش وفطر بن خليفة وليث بن أبي سليم وسفيان الثوري وهشام بن حسان ويحيى بن عبيدالله بن موهب ومطرح بن يزيد وسليمان بن طرخان التيمي وأشعث بن سوار وأبي هاورن العبدي وعوف بن أبي جميلة الأعرابي ومجالد بن سعيد وبيان بن بشر وسليمان بن فيروز الشيباني روى عنه سفيان الثوري وسفيان بن عيينة ومحمد بن إدريس الشافعي وعبد الله ابن المبارك المروزي وأبو عبد الله الحسين ( 4 ) بن علي الجعفي وأحمد بن عبد الله بن يونس والحميدي ومحمد بن يحيى بن أبي عمرو وأحمد بن عبدة ( 5 ) ويحيى بن سعيد القطان وعبد الرحمن بن مهدي ومؤمل بن إسماعيل وعبد الله بن وهب المصري وأسد
_________
( 1 ) زيادة منا للايضاح
( 2 ) فضيل بالتصغير
( 3 ) ترجمته في تهذيب الكمال 15 / 105 وتهذيب التهذيب 4 / 503 وميزان الاعتدال 3 / 361 وحلية الالوياء 8 / 84 والتاريخ الكبير 7 / 123 والجرح والتعديل 7 / 73 وصفوة الصفوة 2 / 134 وتذكرة الحفاظ 1 / 245 والعبر 1 / 298 ووفيات الاعيان 4 / 47 وسير أعلام النبلاء 8 / 421 وشذرات الذهب 1 / 361
( 4 ) بالاصل : الحسن تصحيف والتصويب عن ت وتهذيب الكمال وسير أعلام النبلاء
( 5 ) أقحم بعدها بالاصل : " ويحيى بن عبد الله بن يونس الحميدي ومحمد بن يحيى " والمثبت يوافق العبارة في ت وانظر أسماء الرواة عنه في تهذيب الكمال وسير أعلام النبلاء

(48/375)


بن موسى السنة وثابت بن محمد العابد ويحيى بن صالح الوحاظي ومسدد بن مسرهد ويحيى بن عبد الحميد الحماني ويحيى بن يحيى النيسابوري وقتيبة بن سعيد ويعقوب بن أبي عباد ويحيى بن طلحة اليربوعي وعبد الحميد بن صالح البرجمي وسويد بن سعيد الحدثاني وإبراهيم بن محمد الشافعي ومحمد بن زنبور المكي ومحمد بن عيسى بن الطباع ومحمد ابن أبي السري العسقلاني وإبراهيم بن الأشعث وغيرهم وقدم الشام أخبرنا أبو غالب محمد بن الحسن الماوردي وأبو سعد أحمد بن محمد بن البغدادي وأبو عبد الله محمد بن أبي الفتح بن طاهر الشحاد ( ) وأبو بكر المفضل ( 2 ) بن إسماعيل بن محمد بن محمد بن عبد الوهاب وأم النجم فاطمة بنت أحمد بن عبد الله السوذرجانية بأصبهان قالوا أنبأنا أبو المظفر محمود بن جعفر بن محمد بن أحمد الكوسج أنبأنا عمي الحسين بن أحمد بن جعفر الكوسج أنبأنا أبو إسحاق إبراهيم بن السندي بن علي بن بهرام حدثنا أبو عبد الله محمد بن زياد بن عبد الله الزيادي حدثنا الفضيل بن عياض أبو علي عن منصور عن أبي حازم عن أبي هريرة عن النبي ( صلى الله عليه و سلم ) قال من حج البيت فلم يرفث ولم يفسق وجع كيوم ولدته أمه أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا أبو الحسين بن النقور أنبأنا عيسى بن علي أنبأنا عبد الله بن محمد حدثنا داود بن عمرو حدثنا فضيل بن عياض عن الأعمش عن حبيب بن أبي ثابت عن ثعلبة الحماني قال سمعت علي بن أبي طالب يقول قال رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) من كذب علي معتمدا فليتبوأ مقعده من النار وأشهد أنه مما كان يسر إلي لتخضبن هذه من هذه وأشار إلى لحيته ورأسه أخبرنا أبو طاهر محمد بن محمد بن عبد الله أنبأنا أبو طاهر عبد الكريم بن عبد الرزاق بن عبد الكريم أنبأنا أبو الفتح منصور بن الحسين بن علي بن القاسم أنبأنا أبو بكر ابن المقرئ أنبأنا أبو يعلى الموصلي قال سمعت عبد الصمد بن يزيد مردوية الصائغ يقول سمعت فضيلا يقول
_________
( 1 ) قارن مع مشيخة ابن عساكر 205 / أ
( 2 ) غير واضحة بالاصل والمثبت عن ت قارن مع مشيخة ابن عساكر 24 / أ

(48/376)


بينما أنا ذات يوم جالس إذ قال لرجل من أصحابي ألا تأتي فلانا فقد لزم بيته وحفر قبرا قلت كيف عقله قال قيل سديد طباع فأحببت أن آتيه فأتيته فاستأذنت عليه فأذن لي قال فجلست إليه أتأمله قال فسبق إلى قلبي أنه كلما قيل فيه أنه الحق أو أكثر من الخوف يعني قال فلم أزده أن قلت بعد السلام إن الناس قد قالوا خبرك فانظر أي رجل تكون قال ثم خرجت من عنده فلقيني بعد كم شاء الله في بلاد الشام يوم جمعة فبصرني ولم أره قال فقبض علي فقال أبا علي لقد أتعبتنا قال فضيل فرجعت باللائمة على نفسي فقلت أيها العالم أتيت أخا لك فألقيت إليه كلمة فأتعبته فأنت كنت أحق بالدؤوب والتعب أيها العالم أخبرنا أبو الحسن عبد الغافر بن إسماعيل إجازة أنبأنا أبو بكر المزكي أنبأنا أبو ( 2 ) عبد الرحمن السلمي قال سمعت يحيى بن محمد العكرمي بالكوفة يقول سمعت الحسين بن محمد بن الفرزدق بمصر يقول سمعت أحمد بن حموك يقول سمعت نصر بن الحسين البخاري يقول سألت إبراهيم بن الأشعث عن نسبه الفضيل فقال الفضيل ابن عياض بن مسعود بن بشر التميمي ثم اليربوعي خراساني من ناحية مرو أخبرنا أبو البركات الأنماطي وأبو العز الكيلي قالا أنبأنا أبو طاهر أحمد بن الحسن زاد الأنماطي وأبو الفضل بن خيرون قالا أنبأنا أبو الحسين الأصبهاني أنبأنا أبو الحسين الأهوازي أنبأنا أبو حفص الأهوازي حدثنا خليفة بن خياط قال ( 3 ) في الطبقة الخامسة من أهل مكة الفضيل بن عياض يكنى أبا علي أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا أبو الفضل بن البقال أنبأنا أبو الحسن بن الحمامي أنبأنا إبراهيم بن أحمد بن الحسن أنبأنا إبراهيم بن أبي أمية قال سمعت نوح بن حبيب يقول الفضيل بن عياض يكنى أبا علي أخبرنا أبو بكر محمد بن شجاع أنبأنا أبو عمرو بن مندة أنبأنا أبو محمد بن يوة أنبأنا أبو الحسن اللنباني ( 4 ) حدثنا أبو بكر بن أبي الدنيا حدثنا محمد بن سعد قال في الطبقة السادسة من أهل مكة الفضيل بن عياض ويكنى أبا علي
_________
( 1 ) كتبت كلمة " قال " فوق الكلام بين السطرين بالاصل
( 2 ) سقطت من الاصل واستدركت عن ت
( 3 ) رواه خليفة بن خياط في كتاب الطبقات ص 504 رقم 2598
( 4 ) إعجامها مضطرب بالاصل وت والصواب ما أثبت " اللنباني " بتقديم النون

(48/377)


أنبأنا أبو طالب بن يوسف وأبو نصر بن البنا قالا أنبأنا أبو محمد الجوهري قراءة عن أبي عمر بن حيوية أنبأنا أحمد بن معروف حدثنا الحسين بن الفهم حدثنا محمد بن سعد ( 1 ) قال في تسمية أهل مكة الفضيل بن عياض التميمي ثم أحد بني يربوع ويكنى أبا علي ولد بخراسان بكورة أبيورد ( 2 ) وقدم الكوفة وهو كبير فسمع الحديث من منصور بن المعتمر وغيره ثم تعبد وانتقل إلى مكة فنزلها إلى أن مات بها في أول سنة سبع وثمانين ومائة في خلافة هارون وكان ثقة نبيلا فاضلا عابدا ورعا كثير الحديث أخبرنا أبو الغنائم بن النرسي في كتابه ثم حدثنا أبو الفضل بن ناصر أنبأنا أحمد بن الحسن والمبارك بن عبد الجبار وابن النرسي واللفظ له قالوا أنبأنا أبو أحمد زاد أحمد وأبو الحسين الأصبهاني قالا أنبأنا أحمد بن عبدان أنبأنا محمد بن سهل أنبأنا محمد بن إسماعيل قال ( 3 ) فضيل بن عياض بن مسعود أبو علي سمع منصورا وعطاء بن السائب مات سنة سبع وثمانين ومئة بمكة أنبأنا أبو الحسين القاضي وأبو عبد الله الأديب قالا أنا أبو القاسم بن مندة أنا أبو علي إجازة حا قال وأنا أبو طاهر بن سلمة أنا علي بن محمد قالا أنا ابن أبي حاتم قال ( 4 ) فضيل بن عياض الزاهد وهو ابن عياض بن مسعود أبو علي ولد بخراسان بأبيورد سكن مكة وتوفي بها روى عن منصور والأعمش والحصين روى عنه حسين الجعفي وأحمد بن عبد الله بن يونس والحميدي وابن أبي عمر العدني وأحمد بن عبدة سمعت أبي يقول ذلك
_________
( 1 ) رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى 5 / 500
( 2 ) أبيورد بفتح أوله وكسر ثانيه وياء ساكنة وفتح الواو وسكون الراء ودال مهملة
مدينة بخراسان بين سرخس ونسا ( معجم البلدان )
( 3 ) رواه البخاري في التاريخ الكبير 7 / 123
( 4 ) رواه ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل 7 / 73

(48/378)


أخبرنا أبو بكر محمد بن العباس أنبأنا أحمد بن منصور بن خلف أنبأنا أبو سعيد بن حمدون أنبأنا مكي بن عبدان قال سمعت مسلم بن الحجاج يقول أبو علي الفضيل بن عياض بن مسعود اليربوعي سمع منصورا والأعمش قرأت على أبي الفضل بن ناصر عن جعفر بن يحيى أنبأنا أبو نصر الوائلي أنبأنا الخصيب بن عبد الله أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرحمن أخبرني أبي قال أبو علي فضيل بن عياض قرأنا على أبي الفضل بن ناصر عن أبي طاهر بن أبي الصقر أنبأنا أبو القاسم بن الصواف أنبأنا أبو بكر المهندس حدثنا أبو بشر الدولابي قال ( 1 ) أبو علي الفضيل بن عياض أخبرنا أبو الفتح نصرالله بن محمد أنبأنا نصر بن إبراهيم أنبأنا سليم بن أيوب أنبأنا طاهر بن محمد بن سليمان حدثنا علي بن إبراهيم بن أحمد حدثنا يزيد بن محمد بن إياس قال سمعت أبا عبد الله المقدمي يقول فضيل بن عياض أبو علي أنبأنا أبو جعفر بن أبي علي أنبأنا أبو بكر الصفار أنبأنا أحمد بن علي بن منجوية أنبأنا أبو أحمد الحاكم قال أبو علي الفضيل بن عياض بن مسعود التميمي اليربوعي الكوفي سكن مكة سمع منصور بن المعتمر أبا عتاب ( 2 ) والأعمش وروى عنه يحيى بن سعيد القطان وأبو عبد الله الحسين بن علي بن الوليد الجعفي أنبأنا أبو الحسن الفارسي أنبأنا أبو بكر المزكي حدثنا أبو عبد الرحمن السلمي قال سمعت أبا أحمد الحافظ يقول الفضيل بن عياض هو ابن مسعود كنيته أبو علي أصله من مرو سكن مكة ومات بها حدث عنه سفيان الثوري قال وأنبأنا أبو عبد الرحمن السلمي قال فضيل بن عياض بن مسعود اليربوعي ويقال التميمي كنيته أبو علي من مرو
_________
( 1 ) الكنى والاسماء للدولابي 2 / 35
( 2 ) ترجمته في تهذيب الكمال 18 / 399 طبعة دار الفكر

(48/379)


وسمعت محمد بن مالك المروزي يقول نهر عياض الذي على نصف فرسخ من مرو منسوب إلى أبيه قال السلمي وكان أحد العلماء والزهاد والفتيان يعني ( 1 ) في أول أمره ثم قيل إنه سمع ليلة قارئا يقرأ هذه الآية " ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله ( 2 ) " فقال بلى قد آن ودخل في التزهد والبعري ( 3 ) حدث عنه سفيان الثوري ويقال إن أصله من أبيورد أخبرنا أبو البركات الأنماطي أنبأنا أبو الفضل المقدسي أنبأنا مسعود بن ناصر أنبأنا عبد الملك بن الحسن أنبأنا أبو نصر البخاري قال ( 4 ) فضيل بن عياض بن مسعود أبو علي التميمي ولد بسمرقند ونشأ بأبيورد وكتب الحديث بالكوفة وتحول إلى مكة فأقام بها حتى مات وهو والد علي ومحمد وعمر سمع منصور بن المعتمر يروي عنه القعنبي في التوحيد وبموضعين مات بمكة في أول المحرم سنة سبع وثمانين ومائة قال البخاري حدثني أبو الربيع أحسب أبا الربيع هذا صقر بن داود البخاري ( 5 ) وكان راوية عن الفضيل بن عياض وقال ابن نمير مات سنة سبع وثمانين ومائة ويقال إن هشام بن عمار قال مات يوم عاشوراء قرأت على أبي محمد السلمي عن أبي بكر الخطيب قال أبو علي فضيل بن عياض بن مسعود الزاهد ولد بخراسان بأبيورد وسكن مكة إلى أن توفي بها وحدث عن منصور والأعمش وحصين بن عبد الرحمن روى عنه الحسين بن علي الجعفي وأحمد بن يونس والحميدي ومحمد بن أبي عمر العدني وأحمد بن عبدة الضبي وعبد الصمد بن يزيد مردوية وغيرهم سمعت أبا المظفر بن القشيري يقول ( 6 ) سمعت أبي يقول ومنهم أبو علي الفضيل بن
_________
( 1 ) كذا بالاصل وفي ت : " تعى " وفي المختصر : تفتي "
( 2 ) سورة الحديد الاية : 16
( 3 ) كذا رسمها بالاصل وت بدون إعجام
( 4 ) راجع كتاب الجمع بين رجال الصحيحين 2 / 414
( 5 ) راجع تهذيب الكمال 15 / 106 فقد ذكر المزي في أسماء الرواة عن فضيل : أبو الربيع صقر بن داود البخاري
( 6 ) الرسالة القشيرية لعبد الكريم القشيري ص 424 رقم 56

(48/380)


عياض خراساني ( 1 ) من ناحية مرو وقيل إنه ولد بسمرقند ونشأ بأبيورد مات بمكة في المحرم سنة سبع وثمانين ومائة أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر أنبأنا أبو صالح أحمد بن عبد الملك أنبأنا أبو الحسن ابن السقا حدثنا محمد بن يعقوب حدثنا أبو الفضل عباس قال بلغني أن شريك بن عبد الله القاضي وسفيان الثوري وإسرائيل وفضيل بن عياض وغيرهم من فقهاء الكوفة ولدوا بخراسان كان يضرب على آبائهم البعوث فيتسرى بعضهم ويتزوج بعض فلما أقفلوا جاء بهم آباؤهم ( 2 ) إلى الكوفة أنبأنا أبو الحسن عبد الغافر بن إسماعيل أنبأنا أبو بكر المزكي حدثنا أبو عبد الرحمن السلمي قال سمعت أحمد بن محمد بن رمح يقول سمعت إبراهيم بن نصر الضبي بسمرقند يقول سمعت محمد بن علي بن الحسن بن شقيق يقول سمعت إبراهيم بن شماس يقول سمعت الفضيل بن عياض يقول ولدت بسمرقند ونشأت بأبيورد أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلم حدثنا عبد العزيز بن أحمد أنبأنا أبو محمد بن أبي نصر وابنه أبو علي وأبو الحسين الميداني وأبو نصر بن الجبان واللفظ لابني أبي نصر قالوا أنبأنا أبو سليمان بن زبر أنبأنا أبي حدثنا الحسين بن إسحاق التستري حدثنا النصر بن سلمة حدثنا إبراهيم بن الأشعث قال سمعت فضيل بن عياض يقول ولدت بسمرقند وكان من أهل نسا وكان بها عشرة الآف جوزة بدرهم أنبأنا أبو الحسن الفارسي أنبأنا أبو بكر المزكي أنبأنا أبو عبد الرحمن السلمي قال سمعت أبا عثمان سعيد بن أبي سعيد يقول سمعت أبا نصر الملاحمي يقول سمعت عبد الله بن محمد بن الحارث يقول فضيل بن عياض بخاري الأصل مات الفضيل سنة سبع وثمانين ومائة قال وأنبأنا أبو عبد الرحمن قال سمعت محمد بن محمد بن نصر الأبيوردي يقول كان فضيل أصله من مرو ولكنه كان يقطع الطريق في مفازة بين أبيورد ومرو فربما كان ينتمي إلى أبي ورد
_________
( 1 ) كلمة " خراساني " ليست في الرسالة القشيرية
( 2 ) سورة الحديد الاية : 16
( 3 ) كذا رسمها بالاصل وت بدون إعجام
( 4 ) راجع كتاب الجمع بين رجال الصحيحين 2 / 414
( 5 ) راجع تهذيب الكمال 15 / 106 فقد ذكر المزي في أسماء الرواة عن فضيل : أبو الربيع صقر بن داود البخاري
( 6 ) الرسالة القشيرية لعبد الكريم القشيري ص 424 رقم 56

(48/381)


سمعت ابا المظفر بن الأستاذ أبي القاسم القشيري يقول ( 1 ) سمعت أبي يقول سمعت محمد بن الحسين يقول انبأنا أبو بكر محمد بن جعفر حدثنا الحسن بن عبد العزيز العسكري حدثنا ابن اخي ابي زرعة حدثنا محمد بن اسحاق بن راهوية حدثنا أبو عمار ( 2 ) عن الفضل ( 3 ) بن موسى قال كان الفضيل شاطرا يقطع الطريق بين أبيورد وسرخس وكان سبب توبته انه عشق جارية فبينا هو يرتقي الجدران ( 4 ) إليها سمع تاليا يتلو " الم يأن للذين آمنوا ان تخشع قلوبهم لذكر الله " فقال يا رب قد آن فرجع فأواه الليل الى خربة فإذا فيها رفقة فقال بعضهم نرتحل وقال قوم حتى نصبح فإن فضيلا على الطريق يقطع علينا فتاب الفضيل وأمنهم وجاور الحرم حتى مات وقال الفضيل بن عياض ( 6 ) إذا احب الله عبدا اكثر غمه وإذا ابغض عبدا وسع عليه دنياه وقال ابن المبارك إذا مات الفضيل ارتفع الحزن ( 7 ) وقال الفضيل لو أن الدنيا بحذافيرها عرضت علي لا احاسب بها لكنت أتقذرها كما يتقذر أحدكم الجيفة إذا مر بها أن تصيب ثوبه ( 8 ) وقال الفضيل لو حلفت أني مراء ( 9 ) احب الي من ان احلف أني لست بمراء ( 10 ) وقال الفضيل ترك العمل لاجل الناس هو الرياء والعمل لأجل الناس هو الشرك ( 11 )
_________
( 1 ) الخبر في الرسالة القشيرية ص 424
( 2 ) هو الحسين بن حريث بن الحسن أبو عمار الخزاعي المروذي ترجمته في سير أعلام النبلاء 11 / 400
ومن طريقه روي الخبر في تهذيب الكمال 15 / 407 وسير أعلام النبلاء 8 / 423
( 3 ) كذا بالاصل وت وتهذيب الكمال وسير أعلام النبلاء 8 / 432 وحلية الاولياء 8 / 423
( 3 ) كذا بالاصل وت وتهذيب الكمال وسير الاعلام وفي الرسالة القشيرية : الفضيل بن موسى
( 4 ) في الرسالة القشيرية : الجدار
( 5 ) سورة الحديد الاية : 16
( 6 ) الرسالة القشيرية ص 424 وسير أعلام النبلاء 8 / 432 وحلية الاولياء 8 / 88
( 7 ) الرسالة القشيرية ص 424 وحلية الاولياء 8 / 87
( 8 ) الرسالة القشيرية ص 425 وحلية الاولياء 8 / 89
( 9 ) بالاصل : " راني " وفي ت : " بمراثي " والمثبت عن الرسالة القشيرية ص 425 وحلية الاولياء 8 / 98
( 10 ) بالاصل : " نمرانى " وفي ت : " بمراى " والمثبت عن الرسالة القشيرية ص 425 وحلية الاولياء 8 / 94
( 11 ) الرسالة القشيرية ص 425

(48/382)


وقال أبو علي الرازي صحبت الفضيل ثلاثين سنة ما رأيته ضاحكا ولا مبتسما إلا يوم مات ابنه علي فقلت له في ذلك فقال إن الله أحب أمرا فأحببت ذلك ( 1 ) وقال الفضيل إني لأعصي الله فأعرف ذلك في خلق حماري وخادمي ( 2 ) أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر أنبأنا أبو بكر البيهقي أنبأنا أبو عبد الرحمن السلمي أنبأنا محمد بن جعفر البغدادي أبو بكر الحافظ حدثنا الحسن بن عبد الله بن سعيد العسكري حدثنا أبو القاسم بن أخي أبي زرعة حدثنا أبو محمد بن إسحاق بن راهوية حدثنا أبو عمار عن الفضل بن موسى قال ( 3 ) كان الفضيل بن عياض شاطرا يقطع الطريق بين ( 4 ) أبي ورد وسرخس وكان سبب توبته أنه عشق جارية فبينا هو يرتقي الجدران إليها إذ سمع تاليا يتلو " ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله " فلم سمعها قال بلى يا رب قد آن فرجع فأواه الليل إلى خربة وإذا فيها سابلة فقال بعضهم نرتحل وقال بعضهم حتى نصبح فإن فضيلا على الطريق يقطع علينا قال ففكرت وقلت أنا أسعى بالليل في المعاصي وقوم من المسلمين ههنا يخافوني وما أرى الله ساقني إليهم إلا لأرتدع اللهم إني قد تبت إليك وجعلت توبتي مجاورة ( 5 ) البيت الحرام أخبرنا أبو الحسن ( 6 ) بن قبيس حدثنا وأبو منصور بن خيرون أنبأنا أبو بكر الخطيب ( 7 ) أخبرني الحسن بن علي بن محمد الواعظ من أصل كتابه حدثنا محمد بن العباس الخزاز ( 8 ) أنبأنا أبو عبيد القاضي علي بن الحسين بن حرب ( 9 ) حدثنا إبراهيم بن الليث النخشبي في مجلس الزعفراني حدثنا علي بن خشرم قال
_________
( 1 ) حلية الاولياء 8 / 100
( 2 ) رواه أبو نعيم الحافظ في حلية الاولياء 8 / 109
( 3 ) راجع التهذيب الكمال 15 / 107 وسير أعلام النبلاء 8 / 423
( 4 ) الاصل : " من " والمثبت عن ت والمصدرين
( 5 ) بالاصل : مجارة " تصحيف والتصويب عن ت والمصدرين السابقين
( 6 ) بالاصل : الحسين تصحيف والتصويب عن ت والسند معروف
( 7 ) رواه الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد 6 / 141 في ترجمة إبراهيم بن الليث النخشي
( 8 ) بالاصل و : الحرار تصحيف والتصويب عن تاريخ بغداد
( 9 ) ترجمته في تاريخ بغداد 11 / 395

(48/383)


أخبرني رجل من جيران الفضيل يعني بن عياض من بيورد ( 1 ) قال كان الفضيل يقطع الطريق وحده قال فخرج ذات ليلة ليقطع الطريق فإذا هو بقافلة قد انتهت إليه ليلا فقال بعضهم لبعض اعدلوا بنا إلى هذه القرية فإن أمامنا رجلا يقطع الطريق يقال له الفضيل قال فسمع الفضيل فأرعد وقال يا قوم أنا الفضيل جوزوا والله لأجتهدن أن لا أعصي الله أبدا فرجعفترك ما كان عليه أخبرنا أبو جعفر أحمد بن محمد بن عبد العزيز المكي في كتابه أنبأنا الحسين بن يحيى ابن إبراهيم المكي أنبأنا الحسين بن علي بن محمد الشيرازي أنبأنا علي بن عبد الله بن الحسن بن جهضم حدثنا أبو القاسم عبد السلام بن محمد بن أبي موسى حدثنا عبد الله بن أحمد بن عبد السلام قال سمعت علي بن سلمة بن قتيبة يقول قال إبراهيم بن الأشعث كان مبتدأ توبة فضيل بن عياض أنه خرج عشية يريد مقطعه وكان يقطع الطريق فإذا بقوم حمارة معهم ملح فسمع بعضهم يقول مروا مروا لا يفجأنا فضيل فيأخذ ما معنا فسمع ذلك فضيل فاغتم وتفكر وقال يخافني هذا الخلق الخوف العظيم فتقدم إليهم وسلم عليهم وقال لهم وهم لا يعرفونه تكونون الليلة عندي وأنتم آمنون من الفضيل قال فاستبشروا وفرحوا وذهبوا معه فأنزلهم وخرج يرتاد لهم علفا فرجع إليهم فسمع قارئا يقرأ " ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله وما نزل من الحق ( 2 ) " فصاح الفضيل ومزق ثيابه على نفسه وقال بلى والله قد آن وكان هذا مبتدأ توبته أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر أنبأنا أبو صالح أحمد بن عبد الملك أنبأنا أبو الحسن ابن السقا وأبو محمد بن بالوية قالا حدثنا محمد بن يعقوب حدثنا عباس ( 3 ) بن محمد الدوري حدثنا سعيد بن منصور حدثنا الشيخ الصالح فضيل بن عياض فذكر حكاية أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن علي بن الحسين النيسابوري أنبأنا أبو علي الحسن بن عمر بن الحسن بن يونس أنبأنا أبو الحسن علي بن القاسم بن الحسن النجاد حدثنا أبو روق أحمد بن محمد بن بكر الهزاني حدثنا محمد بن النعمان حدثنا فضيل بن عياض أبو علي الرجل الصالح فذكر عنه حكاية
_________
( 1 ) كذا بالاصل وت هنا : " بيرود " وفي تاريخ بغداد : يبرود بتقديم الياء
( 2 ) سورة الحديد الاية : 16
( 3 ) بالاصل : عياش تصحيف

(48/384)


أنبأنا أبو الحسين هبة الله بن الحسن وأبو عبد الله الحسين بن عبد الملك قالا أنبأنا أبو القاسم بن مندة أنبأنا أبو علي إجازة ح قال وأنبأنا أبو طاهر أنبأنا علي قالا أنبأنا أبو محمد بن أبي حاتم قال ( 1 ) ذكره أبو زرعة قال سمعت عبد الله بن عبد الرحمن السمرقندي يقول سمعت أبا عبيد القاسم بن سلام يقول قال عبد الرحمن بن مهدي فضيل بن عياض رجل صالح ولم يكن بحافظ قال وأنبأنا ابن أبي حاتم قال ( 2 ) حدثنا موسى بن يوسف بن موسى القطان حدثنا إبراهيم بن محمد الشافعي قال سمعت سفيان بن عيينة يقول فضيل بن عياض ثقة أخبرنا أبو البركات الأنماطي وأبو عبد الله البلخي قالا أنبأنا أبو الحسين بن الطيوري وثابت بن بندار قالا أنبأنا أبو عبد الله الحسين بن جعفر زاد ابن ( 3 ) الطيوري وأبو عمر محمد بن الحسن قالا أنبأنا الوليد بن زكريا أنبأنا علي بن أحمد بن زكريا أنبأنا صالح بن أحمد حدثني أبي قال ( 4 ) فضيل بن عياض كوفي ثقة متعبد رجل صالح يسكن مكة قرأت على أبي محمد السلمي عن أبي بكر الخطيب أنبأنا أبو بكر البرقاني أنبأنا محمد بن عبد الله بن خميروية حدثنا الحسين بن إدريس ( 5 ) أنبأنا محمد بن عبد الله بن عمار قال
_________
( 1 ) رواه ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل 7 / 73
( 2 ) زيادة للايضاح والخبر في الجرح والتعديل 7 / 73
( 3 ) كتبت كلمة " ابن " فوق الكلام بين السطرين في الاصل
( 4 ) رواه العجلي في كتاب التاريخ الثقات ص 384 رقم 1357 وعنه في تهذيب الكمال 15 / 108 وسير أعلام النبلاء 8 / 424
( 5 ) من طريقه رواه المزي في تهذيب الكمال 15 / 108 والذهبي في سير أعلام النبلاء 8 / 424 من طريق محمد بن عبد الله بن عمار

(48/385)


فضيل بن عياض ( 1 ) ليت فضيلا ( 2 ) كان يحدثك بما يعرف قلت ترى حديثه حجة قال سبحان الله أنبأنا أبو الحسين القاضي وأبو عبد الله الخلال قالا أنبأنا أبو ( 3 ) القاسم بن مندة أنبأنا أبو علي إجازة ح قال وأنبأنا أبو طاهر أنبأنا علي قالا أنبأنا ابن أبي حاتم قال ( 4 ) سألت أبي عن فضيل بن عياض فقال صدوق أنبأنا أبو المظفر بن القشيري عن محمد بن علي بن محمد أنبأنا أبو عبد الرحمن السلمي قال وسألته يعني الدراقطني عن الفضيل بن عياض فقال ثقة ( 5 ) أخبرنا أبو منصور بن خيرون أنبأنا و ( 6 ) أبو الحسن بن سعيد حدثنا أبو بكر الخطيب أنبأنا الخلال أنبأنا علي بن عمرو الحريري ( 7 ) أن علي بن محمد بن كاس النخعي حدثهم حدثنا محمد بن علي بن عفان حدثنا أبو كريب قال سمعت عبد الله بن المبارك يقول ح قال الخطيب وأخبرني محمد بن أحمد بن يعقوب أنبأنا محمد بن نعيم الضبي ح أنبأنا أبو نصر بن القشيري أنبأنا أبو بكر البيهقي أنبأنا أبو عبد الله الحافظ حدثني أبو سعيد محمد بن الفضل المذكر حدثنا أبو عبد الله محمد بن سعيد المروزي حدثنا أبو حمزة يعلى بن حمزة قال سمعت أبا وهب ( 8 ) محمد بن مزاحم يقول سمعت عبد الله بن المبارك يقول رأيت أعبد الناس ورأيت أورع الناس ورأيت أعلم الناس ورأيت أفقه الناس فأما
_________
( 1 ) كذا بالاصل و " فضيل بن عياض " ليس في المصدرين السابقين
( 2 ) الاصل : " فضيل " تصحيف والتصويب عن المصدرين
( 3 ) زيادة لازمة لتقويم السند
( 4 ) الجرح والتعديل لابن أبي حاتم 7 / 73
( 5 ) عنه في تهذيب الكمال 15 / 108 وسير أعلام النبلاء 8 / 424
( 6 ) زيادة منا لتقويم السند
( 7 ) ترجمته في تاريخ بغداد 12 / 21
( 8 ) بالاصل : وهيب تصحيف والصواب ما أثبت عن تهذيب الكمال وسير الاعلام
ترجمته في تهذيب الكمال 17 / 208

(48/386)


أعبد الناس فعبد العزيز بن أبي رواد وأما أورع الناس فالفضيل بن عياض وأما أعلم الناس فسفيان الثوري وأما أفقه الناس فأبو حنيفة ثم قال ما رأيت في الفقه مثله أنبأنا أبو عبد الله الفراوي وغيره عن أبي بكر البيهقي أبو عبد الله الحافظ حدثنا أبو عبد الله الحافظ حدثني أبو العباس السراج حدثنا حاتم بن الليث حدثنا إبراهيم بن شماس قال قال ابن المبارك ما بقي على ظهر الأرض عندي أفضل من الفضيل بن عياض ( 1 ) قال وسمعت أبا بكر بن أبي الهيثم المطوعي ببخارى يقول سمعت الحسن بن الحسين البزار البخاري يقول سمعت أبا معشر حمدوية بن الخطاب البخاري يقول سمعت أبا السري نصر بن المغيرة البخاري يقول ( 2 ) سمعت إبراهيم بن شماس ( 3 ) يقول رأيت أفقه الناس وأورع الناس وأحفظ الناس فأما أحفظ الناس فابن المبارك وأما أورع الناس فالفضيل بن عياض وأما أفقه الناس فوكيع بن الجراح ( 4 ) قرأنا على أبي عبد الله يحيى بن الحسن عن أبي تمام علي بن محمد عن أبي عمر ابن حيوية أنبأنا محمد بن القاسم بن جعفر حدثنا ابن أبي خيثمة حدثنا فضيل بن عبد الوهاب قال قلت لأخي فديتك جئت من عند فضيل ما أراني رأيت مثله قال حميت بأي شئ صار هو أحق بذا منا ما أرأنا إلا أكثر ذنوبا منه قال وسمعت عبيدالله بن عمر يقول أفضل من رأيت من المشايخ بشر بن منصور السليمي وفضيل بن عياض وعون بن معمر وحمزة بن نجيح كتب إلي أبو نصر بن القشيري أنبأنا أبو بكر البيهقي أنبأنا أبو عبد الله الحافظ حدثنا أبو الحسن محمد بن أحمد بن محمد بن شبوية الفقيه بمرو حدثنا أبو بكر محمد بن عمر الحافظ الرازي بمرو حدثنا أحمد بن عباد التميمي قال
_________
( 1 ) من قرية روي في تهذيب الكمال 15 / 108 وسير أعلام النبلاء 8 / 424
( 2 ) سير أعلام النبلاء 8 / 424 وتهذيب الكمال 15 / 109
( 3 ) من طريقه روي في تهذيب الكمال 15 / 109 وسير أعلام النبلاء 8 / 424 وتاريخ بغداد 10 / 164 في ترجمة عبد الله بن المبارك
( 4 ) في تاريخ بغداد : أفقه الناس ابن المبارك وأحفظ الناس وكيع بن الجراح
( 5 ) القائل : أبو بكر بن أبي خيثمة والخبر في تهذيب الكمال 15 / 109 وسير أعلام النبلاء 8 / 425

(48/387)


سمعت النضر بن شميل يقول ( 1 ) سمعت هارون الرشيد يقول ما رأيت في العلماء أهيب من مالك بن أنس ولا أورع من الفضيل بن عياض أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر أنبأنا أبو بكر البيهقي أنبأنا أبو عبد الله الحافظ أخبرني أبو صالح محمد بن عيسى الفارضي المروزي حدثنا أبو عبد الله الحسين بن عبيد الله بن الخصيب ببغداد حدثنا إبراهيم بن سعيد قال قال لي المأمون يا إبراهيم قال لي الرشيد ما رأت عيناي مثل فضيل بن عياض قال لي وقد دخلت عليه يا أمير المؤمنين فرع قلبك للحزن والخوف حتى يسكناه فيقطعاك عن معاصي الله ويباعداك من النار أنبأنا أبو الفرج سعيد بن أبي الرجاء بن أبي منصور ( 2 ) أنا ( 3 ) منصور بن الحسين وأحمد بن محمود قالا أنبأنا أبو بكر بن المقرئ حدثنا عبد الله بن خالد بن رستم حدثنا عبد الله بن عمرو بن محمد بن يحيى بن خالد بن عبد الله بن عمرو بن عثمان بن عفان قال سمعت محمد بن يحيى بن ابي عمر ( 4 ) يقول ما رأيت بعد الفضيل أعبد من وكيع أخبرنا أبو المظفر بن القشيري فيما أرى أنبأنا أبو بكر البيهقي ح وقرأت على أبي القاسم زاهر بن طاهر عن أبي بكر البيهقي أنبأنا أبو عبد الله الحافظ أخبرني أبو محمد بن زياد حدثنا عبد الله بن محمد الاسفرايني قال سمعت عبد الله بن بشر الطالقاني يقول سمعت أحمد بن أبي الحواري يقول ( 5 ) قال الهيثم بن جميل سمعت شريك بن عبد الله ( 6 ) يقول لم يزل لكل قوم حجة في زمانهم وإن فضيل بن عياض حجة لأهل زمانه قال أحمد فقام فتى من مجلس الهيثم فلما توارى قال الهيثم إن عاش هذا الفتى يكون حجة لأهل زمانه قلت لأحمد بن أبي الحواري من كان الفتى قال أحمد بن حنبل
_________
( 1 ) من طريقه روي تهذيب الكمال 15 / 109 وسير أعلام النبلاء 8 / 425
( 2 ) قارن مع مشيخة ابن عساكر 72 / ب
( 3 ) الاصل : " أبا " تصحيف والصواب ما أثبت وهو الاستاذ أبو الفتح منصور بن الحسين بن علي بن القاسم بن رواد الكاتب
راجع مشيخة ابن عساكر 72 / ب
( 4 ) ترجمته في سير أعلام النبلاء 12 / 96
( 5 ) من طريقه رواه المزي في تهذيب الكمال 15 / 109 وسير أعلام النبلاء 8 / 425
( 6 ) ما بين معكوفتين استدرك عن هامش الاصل وبعده صح

(48/388)


أنبأنا أبو علي الحداد أنبأنا أبو نعيم الحافظ حدثنا سليمان بن أحمد حدثنا أحمد ابن العلاء الدمشقي حدثنا أحمد بن أبي الحواري قال سمعت الهيثم بن جميل يقول إن لكل زمان رجلا يكون حجة على الخلق وإن فضيل بن عياض حجة على أهل زمانه قال الهيثم وأظن إن عاش هذا الفتى أحمد بن حنبل سيكون حجة على أهل زمانه أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن الحسن أنبأنا هناد بن إبراهيم بن محمد أنبأنا أبو عبد الله محمد بن أحمد بن محمد بن سليمان البخاري الغنجار حدثنا خلف بن محمد حدثنا محمد بن آدم بن حبيب الكرميني حدثنا أبو حرب حامد بن هانئ الكرميني حدثنا إبراهيم بن الأشعث قال رأيت سفيان بن عيينة يقبل يد الفضيل بن عياض مرتين أخبرنا أبو بكر محمد بن الحسين حدثنا أبو الحسين بن المهتدي أنبأنا عبيدالله بن محمد بن أبي مسلم أنبأنا عثمان بن أحمد بن السماك حدثنا إسحاق بن إبراهيم بن سنين الختلي حدثني أبو عبد الله مردوية الصايغ ( 1 ) قال قال لي عبد الله بن المبارك إن الفضيل بن عياض صدق الله فأجرى الحكمة على لسانه فالفضيل ممن نفعه علمه ( 2 ) قرأنا على أبي عبد الله يحيى بن الحسن عن أبي تمام علي بن محمد عن أبي عمر ابن حيوية أنبأنا محمد بن القاسم أنبأنا ابن أبي خيثمة حدثنا عبد الصمد بن يزيد بن عبد العلاء بن عبد الرزاق الصايغ قال قال لي رباح بن خالد قال لي ابن المبارك إذا نظرت إلى فضيل بن عياض جدد لي الحزن ومقت نفسي ثم بكى ( 4 ) أخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد أنبأنا جدي أبو محمد حدثنا أبو علي الأهوازي أنبأنا عمران بن الحسن حدثنا عبد الله بن ضوء الرقي حدثنا إبراهيم بن محمد الرازي
_________
( 1 ) هو عبد الصمد بن يزيد مردويه الصائغ : تقدم التعريف به
( 2 ) تهذيب الكمال 15 / 109 وسير أعلام النبلاء 8 / 425
( 3 ) ما بين معكوفتين استدرك عن هامش الاصل وبعده صح
( 4 ) سير أعلام النبلاء 8 / 438

(48/389)


حدثني أبو بكر عبد الرحمن بن عفان قال ( 1 ) سمعت عبد الله بن المبارك يقول لأبي مريم القاضي ما بقي في الحجاز أحد من الأبدال إلا فضيل بن عياض وعلي ابنه وعلي يتقدم على أبيه في الخوف وما بقي أحد في بلاد الشام إلا يوسف بن أسباط وأبو معاوية الأسود وما بقي أحد بخراسان إلا شيخ حائك يقال له معدان أخبرنا أبو طاهر محمد بن محمد بن عبد الله أنبأنا أبو طاهر الحسناباذي أنبأنا أبو الفتح منصور بن الحسن أنبأنا أبو بكر بن المقرئ أنبأنا أبو يعلى الموصلي حدثنا عبد الصمد بن يزيد قال سمعت إسماعيل الطوسي يقول حدثنا ابن المبارك قال إذا مات الفضيل ارتفع الحزن أخبرنا أبو محمد بن طاوس أنبأنا أبو الغنائم بن أبي عثمان أنبأنا أبو الحسين بن بشران أنبأنا أبو علي بن صفوان حدثنا ابن أبي الدنيا حدثني أبو بكر الصوفي قال سمعت وكيعا يوم مات الفضيل بن عياض يقول ذهب الحزن اليوم من الأرض أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر أنبأنا أبو بكر البيهقي أنبأنا أبو عبد الله الحافظ حدثني علي بن عيسى بن إبراهيم حدثنا أبو يحيى زكريا بن داود الخفاف حدثني أحمد بن الخليل البغدادي بنيسابور حدثني يحيى بن أيوب قال ( 2 ) دخلت مع زافر بن سليمان على الفضيل بن عياض بالكوفة فإذا الفضيل وشيخ معه قال فدخل زافر ( 3 ) وأقعدني على الباب قال زافر فجعل الفضيل ينظر إلي ثم قال يا أبا سليمان هؤلاء أصحاب الحديث ليس شئ أحب إليهم من قرب الإسناد ألا أخبرك بإسناد لا يشك فيه رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) عن جبريل عن الله " نارا وقودها الناس والحجارة عليها ملائكة غلاظ شداد لا يعصون الله " ( 4 ) قرأ الآية فأنا وأنت يا أبا سليمان من الناس ثم غشي عليه وعلى الشيخ وجعل زافر ينظر إليهما قال ثم تحرك الفضيل فخرج زافر وخرجت معه والشيخ مغشى عليه أنبأنا أبو علي الحداد أنبأنا أبو نعيم الحافظ ( 5 ) حدثنا ابي ومحمد بن جعفر بن
_________
( 1 ) تهذيب الكمال 15 / 109 وسير أعلام النبلاء 8 / 425
( 2 ) الخبر من طريقه رواه الذهبي في سير أعلام النبلاء 8 / 438
( 3 ) الاصل : زافرا
( 4 ) سورة التحريم الاية : 6
( 5 ) رواه أبو نعيم الحافظ في حلية الاولياء 8 / 84 وتهذيب الكمال 15 / 110

(48/390)


يوسف قالا حدثنا محمد بن جعفر حدثنا إسماعيل بن يزيد حدثنا إبراهيم بن الأشعث قال ما رأيت أحدا كان الله في صدره إعظم من الفضيل بن عياض كان إذا ذكر الله أو ذكر عنده أو سمع القرآن ظهر به من الخوف والحزن وفاضت عيناه وبكى حتى يرحمه من بحضرته وكان دائم الحزن شديد الفكرة ما رأيت رجلا يريد الله بعلمه وعمله ( 1 ) وأخذه وعطائه ( 2 ) ومنعه وبذله وبغضه وحبه وخصالة كلها غيره يعني الفضيل قال ( 3 ) وحدثنا أبي ومحمد بن جعفر بن يوسف قالا حدثنا محمد بن جعفر حدثنا إسماعيل بن يزيد حدثنا إبراهيم بن الأشعث قال كنا إذا خرجنا مع الفضيل في جنازة لا يزال يعظ ويذكر ويبكي لكأنه مودع أصحابه ذاهب إلى الآخرة حتى يبلغ المقابر فيجلس فلكأنه بين الموتى جلس من الحزن والبكاء حتى يقوم ولكأنه رجع من الآخرة بخبر عنها قال ( 4 ) وحدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر حدثنا أحمد بن الحسين حدثنا أحمد بن إبراهيم حدثنا الفيض بن إسحاق قال سمعت فضيلا يقول والله لأن أكون هذا التراب أو هذا الحائط أحب إلي من أكون في سلخ أفضل أهل الأرض اليوم وما يسرني أني أعرف الأمر حق معرفته إذا لطاش عقلي ولو أن أهل السماء وأهل الأرض طلبوا أن يكونوا ترابا فشفعوا كانوا قد أعطوا عظيما ولو أن جميع أهل الأرض من جن وإنس والطير الذي في الهواء والوحش الذي في البر والحيتان التي في البحر علموا الذي يصيرون إليه ثم حزنوا لذلك وبكو كان موضع ذلك فأنت تخاف الموت أو تعرف الموت لو أخبرتني أنك تخاف الموت ما قبلت منك لو خفت الموت ما نفعك طعام ولا شراب ولا شئ من الدنيا أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم أنبأنا أبو الحسن رشأ بن نظيف أنبأنا الحسن بن إسماعيل أنبأنا أحمد بن مروان حدثنا عامر بن محمد قال سمعت سهل بن راهوية يقول
_________
( 1 ) كلمة : " وعلمه " ليست في حلية الاولياء
( 2 ) في الحلية : وإعطائه
( 3 ) القائل أبو نعيم الحافظ والخبر في حلية الاولياء 8 / 84 وتهذيب الكمال 15 / 110 وسير أعلام النبلاء 8 / 426
( 4 ) حلية الاولياء 8 / 85

(48/391)


قلت لسفيان بن عيينة أما ترى إلى الفضيل بن عياض ما يكاد يجف له دمعة قال سفيان كان يقال إذا قرح القلب نديت العينان ( 1 ) أخبرنا أبو محمد بن طاوس أنبأنا أبو الغنائم بن أبي عثمان أنبأنا علي بن بشران أنبأنا أبو علي بن صفوان حدثنا أبو بكر بن أبي الدنيا أخبرني محمد يعني بن الحسين البرجلاني ( 2 ) عن ابن ( 3 ) راهوية قال قلت لسفيان بن عيينة ألا ترى إلى أبي علي يعني فضيلا لا يكاد تجف له دمعة فقال سفيان إذا قرح القلب نديت العينان ثم تنفس سفيان نفسا منكرا أخبرنا ( 4 ) أبو القاسم الشحامي أنبأنا أبو بكر البيهقي حدثنا أبو عبد الرحمن السلمي أنبأنا عبد الله بن محمد الرازي قال سمعت محمد بن نصر الصايغ حدثنا مردوية الصايغ قال سمعت الفضيل يقول لم يتزين الناس بشئ أفضل من الصدق وطلب الحلال قال وأنبأنا أبو عبد الله الحافظ أنبأنا علي بن محمد الحسني بمرو أخبرني محمد ابن عبد الوهاب الجوهري أخبرني الفيض بن إسحاق قال سئل الفضيل بن عياض عن قول الله تبارك وتعالى " سلام عليكم بما صبرتم " ( 5 ) قال بما احتملتم من المكاره وصبرتم عن اللذات في الدنيا ( 6 ) أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن محمد بن الفضل أنبأنا أبو الحسن علي بن الحسين بن قريش أنبأنا أبو الحسن بن الصلت الأهوازي قال قرئ على أبي عبد الله محمد بن مخلد العطار وأنا أسمع حدثنا أبي حدثنا أحمد بن عبد الجبار حدثنا عبد الصمد ( 7 ) قال سمعت الفضيل بن عياض يقول لم يتزين الناس بشئ أفضل من الصدق وطلب الحلال فقال له علي يا أبت إن الحلال عزيز قال الفضيل يا بني وإن قليله عند الله كثير ( 8 )
_________
( 1 ) سير أعلام النبلاء 8 / 439
( 2 ) رسمها وإعجامها مضطربان بالاصل والصواب ما أثبت راجع ترجمته في سير أعلام النبلاء 11 / 112
( 3 ) زيادة للايضاح
( 4 ) كتب فوقها بالاصل : ملحق
( 5 ) سورة الرعد الاية : 24
( 6 ) كتب فوقها بالاصل : إلى
( 7 ) يعني عبد الصمد بن يزيد بن العلاء مردويه ومن طريقه الخبر في تهذيب الكمال 15 / 110 وسير أعلام النبلاء 8 / 426
( 8 ) بالاصل خطأ والتصويب عن المصدرين

(48/392)


أخبرنا أبو عبد الله محمد بن الفضل وأبو القاسم بن أبي عبد الرحمن المستملي قالا أنبأنا أبو سعد محمد بن عبد الرحمن أنبأنا أبو الحسين البحيري حدثنا أحمد بن محمد الحرشي حدثنا الحسن بن ثواب البغدادي حدثنا إبراهيم بن بشار قال سمعت الفضيل بن عياض يقول دانق حلال أفضل من عبادة سبعين سنة أخبرنا أبو الحسن علي بن عبد الواحد بن أحمد حدثنا علي بن عمر بن محمد بن الحسن إملاء أنبأنا يوسف بن عمر حدثنا أبو بكر بن الصباح إملاء من لفظه حدثنا أبو بكر الصيدلاني حدثنا أبو بكر المروذي قال سمعت مردوية الصايغ يقول قال الفضيل بن عياض من عرف ما يدخل جوفه كتب عند الله صديقا انظر عند من تفطر يا مسكين أخبرنا أبو منصور بن زريق أنبأنا أبو بكر أحمد بن علي أخبرني أبو الفرج الطناجري حدثنا أحمد بن منصور النوشري ( 1 ) حدثنا محمد بن مخلد قال سمعت أبا بكر المقاريضي المذكر قال ( 2 ) سمعت بشر بن الحارث قال عشرة من كانوا يأكلون الحلال لا يدخلون بطونهم إلا حلالا ولو استفوا التراب والرماد قلت من هم يا ابا نصر قال سفيان الثوري وإبراهيم بن أدهم وسليمان الخواص وعلي بن فضيل ويوسف بن أسباط وأبو معاوية نحيح الخادم وحذيفة بن قتادة المرعشي وداود الطائي ووهيب بن الورد وفضيل بن عياض أخبرنا أبو طاهر أحمد بن محمد بن سلفة ( 3 ) في كتابه أنبأنا أبو بكر أحمد بن علي بن الحسين بن زكريا ( 4 ) أنبأنا أبي أبو الحسن أنبأنا أبو سعد أحمد بن محمد بن أحمد الماليني أنبأنا أبو القاسم علي بن الحسن بن جعفر بن أبي ركاز حدثنا عبد الله أحمد بن محمد بن الحسن بن أبي الوزير الحدثي حدثنا أبو بكر محمد بن إبراهيم أنبأنا إسماعيل بن موسى بن المبارك البلخي أنبأنا أبو بكر بن أبي شيبة أنبأنا عبد الله بن المبارك أنبأنا الفضيل بن عياض قال
_________
( 1 ) ترجمته في تاريخ بغداد 5 / 155
( 2 ) من طريقه رواه المزي في تهذيب الكمال 15 / 109 والذهبي في سير أعلام النبلاء 8 / 425 - 426
( 3 ) سلفة لقب جده أحمد وسلفه : الغليظ الشفة وأصله بالفارسية : سلبه وكثيرا ما يمزجون الباء بالفاء
راجع الانساب ( السلفي )
ترجمته في سير أعلام النبلاء 21 / 5
( 4 ) ترجمته في سير أعلام النبلاء 19 / 160

(48/393)


مكثت في جامع الكوفة ثلاثة أيام لم أطعم طعاما ولم أشرب شرابا فلما أن كان في اليوم الرابع هزني ( 1 ) الجوع فبينا أنا جالس إذ دخل علي من باب المسجد رجل مجنون وبيده حجر كبير وفي عنقه غل ثقيل والصبيان من ورائه فجعل يجول في المسجد حتى إذا حاذاني جعل يتفرس في فخفت فجزعت على نفسي منه فقلت إلهي وسيدي أحعتني وسلطت علي من يقتلني فالتفت إلي وقال محل بيان الصبر فيك عزيزة ( 2 ) * فيا ليت شعري هل لصبرك من ( 3 ) أجر * قال فضيل فزال عني جوعي وطار عني هلعي وقلت يا سيدي لولا الرجاء لم أصبر قال وأين مستقر الرجاء منك قلت بحيث مستقر همم ( 4 ) العارفين قال أحسنت والله يا فضيل إنها لقلوب الهموم عمرانها والأحزان أوطانها عرفته فاستأنست به وارتحلت إليه فعقولهم صحيحة وقلوبهم ثابتة وأرواحهم بالملكوت الأعلى معلقة ثم ولى وأنشأ يقول فهام ولي الله في الفقر ( 5 ) سائحا * وحطت علي سير القدوم رواحله فعاد لخير قد جرى في ضميره * تذوب به أعضاؤه ومفاصله * قال الفضيل والله لقد بقيت عشرة أيام لم أطعم طعاما ولم أشرب شرابا وجدا لكلامه أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم أنبأنا أبو الحسن رشأ بن نظيف أنبأنا الحسن بن إسماعيل أنبأنا أحمد بن مروان أنبأنا إبراهيم بن دازيل قال سمعت عبيدالله بن عمر يقول دخلت أنا ويحيى بن سليم إلى الفضيل نعوده فقال الفضيل وجعل يضرب بيده على رأسه يا فضيل خلقك وأفرغ عليك نعمه ظاهرة وباطنة وحرسك بعينه وصرف وجوه الناس إليك وأنت تشتغل عنه من أنت وما أنت ثم شهق شهقة وسقط وغطي بثوبه وجعل ينتفض وهو لا يعقل وتركناه
_________
( 1 ) كذا بالاصل وفي المختصر : هرني
( 2 ) كذا بالاصل والمختصر : غريزة
( 3 ) زيادة لاقامة الوزن عن المختصر
( 4 ) زيادة عن المختصر
( 5 ) كذا بالاصل وفي المختصر : في القر سائحا

(48/394)


قال ( 1 ) وحدثنا ابن مروان حدثنا يحيى بن المختار قال رأيت بشرا ( 2 ) الحافي يبكي فقلت ما يبكيك يا أبا نصر فقال دخلت على الفضيل ابن عياض ليلا وهو يبكي بمكة وهو يقول يا رب أعريتني وأعريت عيالي يا رب أجعتني وأجعت عيالي فبأي يد لي عندك حتى ( 3 ) فعلت بي هذا ثم بكى حتى رحمته فقلت له يا أبا علي ما هذا البكاء فقال لي يا أبا نصر بلغني أن الصراط مسيرة خمسة عشر ألف عام خمسة آلاف صعود وخمسة آلاف نزول وخمسة آلاف مستوي ( 4 ) أدق من الشعر وأحد من السيف على متن جهنم لا يجوزها إلا كل ضامر مهزول من خشية الله فبلغني في بعض الروايات إنه إذا دخل أهل الجنة الجنة وأهل النار النار ذكروا ( 5 ) أهل الجنة هل بقي أحد على الصراط بعد خمسة وعشرين ألف عام فقال بقي رجل يحبو فبلغ ذلك الحسن البصري فقال يا ليتني أنا ذلك الرجل فأنا يا أبا نصر لا أهدأ من البكاء أبدا قال وأنبأنا ابن مروان حدثنا أحمد بن علي حدثنا عبد الصمد هو ابن يزيد مردوية قال قال الفضيل بن عياض ليلة يا رب ( 6 ) أجعتني وأجعت عيالي وأعريتني وأعريت عيالي ولي ثلاثة أيام ما أكلت ولا أكل عيالي ولي ثلاث ليال ما استصبحت فبم ( 7 ) بلغت عندك حتى تفعل بي هذا وإنما تفعل هذا يا رب بأوليائك أفتراني أنا منهم إلهي إن فعلت بي مثل هذا يوما آخر علمت أني منك على بال فلما كان يوم الرابع فإذا داق يدق الباب فقال من هذا فقال أنا رسول ابن المبارك وإذا معه صرة دنانير وكتاب يذكر فيه أنه لم يحج هذه السنة وقد وجهت بكذا وكذا قال فجعل فضيل يبكي ويقول قد علمت أني أشقى من ذلك أن أكون عند الله بمنزلة أوليائه قال وأنبأنا ابن مروان حدثنا أحمد بن علي المروزي حدثنا عبد الصمد قال سمعت الفضيل يقول ( 8 )
_________
( 1 ) قوله : " قال : و " كتب فوق الكلام بين السطرين بالاصل
( 2 ) بالاصل : بشر الحافي
( 3 ) كلمة " حتى " كتبت فوق الكلام بين السطرين بالاصل
( 4 ) كذا بالاصل " مستوي " بإثبات الياء
( 5 ) كذا بالاصل
( 6 ) زيادة منا للايضاح
( 7 ) بالاصل : " فيما "
( 8 ) رواه أبو نعيم الحافظ في حلية الاولياء 8 / 90 من طريق آخر وسير أعلام النبلاء 8 / 434 - 435

(48/395)


إن الله يزوي الدنيا عن وليه ويمررها عليه مرة بالعري ومرة بالجوع ومرة بالحاجة كما تصنع ( 1 ) الوالدة الشفيقة بولدها ( 2 ) مرة صبرا ومرة حضضا ( 3 ) وإنما تريد بذلك ما هو خير له أخبرنا أبو القاسم الحسني أنبأ رشأ بن نظيف أنبأنا الحسن بن إسماعيل حدثنا أحمد بن مروان حدثنا يحيى بن المختار قال سمعت بشر بن الحارث يقول كنت بمكة مع الفضيل بن عياض فجلس معنا إلى نصف الليل ثم قام يطوف إلى الصبح فقلت يا أبا علي ألا تنام قال ويحك وهل أحد سمع بذكر النار تطيب نفسه أن ينام أنبأنا أبو علي الحداد أنبأنا أبو نعيم الحافظ ( 4 ) حدثنا محمد بن علي حدثنا أبو سعيد الجندي حدثنا إسحاق بن إبراهيم قال ما رأيت أحدا كان أخوف على نفسه ولا أرجى للناس من الفضيل كانت قراءته حزينة شهية بطيئة مترسلة كأنه يخاطب إنسانا وكان إذا مر بآية فيها ذكر الجنة تردد فيها وسأل وكانت صلاته بالليل أكثر ذلك قاعدا يلقى له حصير في مسجده فيصلي من أول الليل ساعة ثم تغلبه عينه فيلقي نفسه على الحصير فينام قليلا ثم يقوم فإذا غلبه النوم نام ثم يقوم هكذا حتى يصبح وكان دأبه ( 5 ) إذا نعس أن ينام ويقال أشد العبادة ما يكون هكذا وكان صحيح الحديث صدوق اللسان شديد الهيبة للحديث إذا حدث وكان يثقل عليه الحديث جدا ربما قال لي لو أنك طلبت مني الدراهم كان أحب إلي من أن تطلب مني الأحاديث سمعته يقول لو طلبت مني الدنانير كان أيسر علي من أن تطلب مني الحديث فقلت له لو حدثتني بأحاديث فوائد ليست عندي كان أحب إلي من أن تهب لي عددها دنانير قال إنك مفتون أم والله لو عملت بما سمعت لكان ( 6 ) لك في ذلك شغل عما لم تسمع ثم قال سمعت ( 6 ) سليمان بن مهران يقول إذا كان بين يديك طعام تأكله فتأخذ اللقمة فترمي بها خلف ظهرك كلما أخذت اللقمة رميت بها خلف ظهرك متى تشبع
_________
( 1 ) كذا بالاصل والحلية وفي المختصر : تفعل
( 2 ) في الحلية : بولدها تسقيه مرة حضضا ومرة صبرا
( 3 ) الح : دواء أو عصارة شجر معروف مر يشبه الصبر يتداوى به أو هو الصبر ( راجع اللسان )
( 4 ) رواه أبو نعيم الحافظ في حلية الاولياء 8 / 86
( 5 ) بالاصل : " كأنه " والمثبت عن حلية الاولياء
( 6 ) ما بين الرقمين ليس في حلية الاولياء

(48/396)


أخبرنا أبو منصور بن زريق وأبو الحسن بن سعيد قال ابن زريق أنبأنا وقال ابن سعيد حدثنا أبو بكر الخطيب أنبأنا البرقاني أنبأنا أبو العباس بن حمدان أنبأنا محمد بن أيوب أنبأنا الحسن بن عيسى قال كان ابن المبارك يعظم الفضيل وأبا بكر بن عياش ولو كانا على غير تفضيل أبي بكر وعمر لم يعظمهما أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم العلوي أنبأنا أبو الحسن رشأ بن نظيف أنبأنا أبو محمد الحسن بن إسماعيل أنبأنا أحمد بن مروان حدثنا يحيى بن المختار قال سمعت بشر بن الحارث يقول سمعت الفضيل بن عياض يقول بلغني أن الله قد حجر التوبة عن كل صاحب بدعة وشر أهل البدع المبغضون لأصحاب رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) ثم التفت إلي فقال لي اجعل أوثق عملك عند الله حبك أصحاب نبيه ( صلى الله عليه و سلم ) فإنك لو قدمت الموقف بمثل تراب الأرض ذنوبا غفر لها الله لك ولو جئت الموقف وفي قلبك مقياس ذرة بغضا لهم لما نفعك مع ذلك عمل أخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد بن مقاتل أنبأنا أبو الحسن علي بن الحسن بن عبد السلام بن أبي الحزور أنبأنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن أحمد العتيقي أنبأنا أبو علي الحسن بن أحمد بن سعيد المالكي حدثنا أحمد بن الحسن بن عبد الجبار الصوفي حدثنا عبد الصمد بن يزيد مردوية قال سمعت الفضيل بن عياض يقول إذا علم الله من رجل أنه مبغض لصاحب بدعة رجوت أن يغفر الله له وإن قل عمله ( 1 ) قال وسمعت الفضيل بن عياض يقول إن لله ملائكة يطلبون حلق الذكر فانظر مع من يكون مجلسك ولا يكون مع صاحب بدعة فإن الله لا ينظر إليه وعلامة النفاق أن يقوم الرجل ويقعد مع صاحب بدعة ( 2 ) أخبرنا أبو القاسم الشحامي أنبأنا أبو بكر البيهقي أنبأنا أبو عبد الله الحافظ أنبأنا أبو الفضل محمد بن إبراهيم حدثنا سعيد بن عيسى بن زيد حدثنا محمد بن أبي نملة ( 3 ) قال سمعت الفضيل بن عياض يقول
_________
( 1 ) رواه أبو نعيم في حلية الاولياء 8 / 103 عن عبد الصمد بن يزيد
( 2 ) حلية الاولياء 8 / 104
( 3 ) بالاصل هنا : نميلة تصحيف والتصويب عن تهذيب الكمال

(48/397)


ليس لأحد أن يقعد مع من شاء لأن الله يقول " وإذا رأيت الذين يخوضون في آياتنا فأعرض عنهم حتى يخوضوا في حديث غيره " ( 1 ) " إنكم إذا مثلهم ( 2 ) " وليس له أن ينظر إلى من يشاء لأن الله عز و جل يقول " قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ( 3 ) " وليس له أن يقول ما لا يعلم أو يستمع إلى ما شاء أو يهوى ما شاء لأن الله يقول " ولا تقف ما ليس لك به علم إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسئولا ( 4 ) " أخبرنا أبو القاسم الشحامي أنبأنا أبو بكر البيهقي أنبأنا أبو نصر بن قتادة أخبرني أبو الحسن بن عبدة السليطي حدثنا محمد بن إسحاق السراج قال سمعت إسحاق بن إبراهيم الغازي يقول سمعت عبد الصمد مردوية يقول قال الفضيل لا تجلس مع صاحب بدعة فإني أخاف أن تنزل عليه اللعنة قال وقال الفضيل بن عياض علامة البلاء أن يكون خدن الرجل صاحب بدعة ( 5 ) وقال طوبى لمن مات على الإسلام والسنة ثم بكى على زمان يأتي تظهر فيه البدعة فإذا كان ذلك فليكثر من قول ما شاء الله قال وقال الفضيل من قال ما شاء الله فقد سلم لأمر الله قال وحدثنا أبو عبد الرحمن السلمي أنبأنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن الرازي قال سمعت محمد بن نصر بن منصور الصايغ حدثنا مردوية الصايغ قال سمعت الفضيل بن عياض يقول من جلس مع صاحب بدعة لم يعط الحكمة ( 6 ) أخبرنا أبو غالب محمد بن إبراهيم بن محمد الدامغاني ( 7 ) أنبأنا أبو الفتح ( 8 ) حمزة بن محمد الجرجاني أنبأنا أبو محمد عبد الله بن يوسف بن باموية الأصبهاني ( 9 ) أنبأنا أبو سعيد بن الأعرابي حدثنا أبو العباس الفضل بن يوسف القصباني ( 10 ) حدثنا يحيى بن
_________
( 1 ) سورة الانعام الاية : 68
( 2 ) سورة النساء الاية : 140
( 3 ) سورة النور الاية : 30
( 4 ) سورة الاسراء الاية : 360
( 5 ) حلية الاولياء 8 / 108 وفيها : أن يكون الرجل
( 6 ) حلية الاولياء 8 / 103
( 7 ) قارن مع مشيخة ابن عساكر 177 / أ
( 8 ) اللفظة غير واضحة في الاصل
( 9 ) ترجمته في سير أعلام النبلاء 17 / 239
( 10 ) بدون إعجام بالاصل ورسمها : " العسابى " والمثبت عن تهذيب الكمال 20 / 128 ذكره المزي فيمن روى عن يحيى بن طلحة اليربوعي

(48/398)


طلحة اليربوعي حدثنا بعض ( 1 ) يسمى طلحة مكتوب في كتابي قال كنا مع فضيل بن عياض على جبل من جبال منى ( 2 ) على القرآن ورغبنا وقال لو أن وليا من أولياء الله أمر هذا الجبل أن يميل لمال فتحرك الجبل فقال الفضيل يرحمك الله إنا لم نرد هذا فسكن الجبل أنبأنا أبو علي الحسن بن أحمد أنبأنا أبو نعيم الحافظ ( 3 ) حدثنا عبد الله بن محمد ابن جعفر حدثنا جعفر بن أحمد بن فارس حدثنا إبراهيم بن الجنيد حدثنا مليح بن وكيع قال سمعتهم يقولون خرجنا من مكة في طلب فضيل بن عياض في رأس الجبل فقرأنا القرآن فإذا هو قد خرج علينا من شعب لم نره فقال لنا أخرجتموني من منزلي ومنعتموني الصلاة والطواف أما إنكم لو أطعتم الله ثم شئتم أن تزول الجبال معكم زالت ثم دق الجبل بيده فرأينا الجبال أو الجبل قد اهتزت وتحركت أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر أنبأنا أبو بكر البيهقي أنبأنا أبو علي الروذباري أنبأنا الحسين بن الحسن بن أيوب الطوسي حدثنا أبو خالد العقيلي بمكة حدثنا معاذ بن أسد قال سمعت الفضيل بن عياض يقول أصل الإيمان عندنا وفرعه وداخله وخارجه بعد الشهادة بالتوحيد وبعد الشهادة للنبي ( صلى الله عليه و سلم ) بالبلاغ وبعد إداء الفرائض صدق الحديث وحفظ الأمانة وترك الخيانة ووفاء بالعهد وصلة الرحم والنصيحة لجميع المسلمين قال معاذ قلت يا أبا علي ( 4 ) من رأيك تقوله أو سمعته قال لا بل سمعناه ونقلناه من أصحابنا ولو لم آخذه عن أهل الثقة والفضل لم أتكلم به قال معاذ وكانت سبعا فنسيت واحدة أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم أنبأنا رشأ بن نظيف أنبأنا الحسن بن إسماعيل أنبأنا أحمد بن مروان حدثنا محمد بن عبد العزيز حدثنا عبد الصمد قال سمعت الفضيل يقول أصل الزهد الرضا عن الله
_________
( 1 ) كلمة غير واضحة بالاصل
( 2 ) كلمة غير واضحة بالاصل
( 3 ) رواه أبو نعيم الحافظ في حلية الاولياء 8 / 112
( 4 ) بالاصل : " قلت : يا أبي من رأيك " صوبنا الجملة عن المختصر

(48/399)


أخبرنا أبو غالب بن البنا أنبأنا أبو علي الحسين بن محمد بن فهد العلاف أنبأنا أبو الحسن محمد بن عبد الله بن محمد بن أحمد بن محمد بن حماد الموصلي حدثنا أحمد بن سلمان حدثنا إسماعيل بن بكر السكوني حدثنا محمد بن مكرم حدثني عبد الرحمن بن عفان حدثني بشر بن الحارث قال قال لي الفضيل بن عياض يا بشر الرضا عن الله أكبر من الزهد في الدنيا قلت يا أبا علي كيف ذاك قال يكون العطاء والمنع في قلبك والمنع بمنزلة واحدة أخبرنا ( 1 ) أبو القاسم الشحامي أنبأنا أبو بكر البيهقي أنبأنا أبو ( 2 ) الحسين بن بشران أنبأنا أبو عمرو بن السماك قال قال أبو بكر بن عبد الرحمن بن عفان اخبرني بشر ابن الحارث قال قال فضيل بن عياض يا بشر الرضا الاكبر عن الله عز و جل الزهد في الدنيا قال قلت كيف هذا يا ابا علي قال يكون العطاء في قلبك والمنع بمنزلة واحدة ( 3 ) اخبرنا أبو القاسم الشحامي أنبأنا أحمد بن الحسين الحافظ أنبأنا أبو عبد الله الحافظ أنبأنا الحسن بن محمد بن إسحاق أنبأنا أبو عثمان الخياط قال سمعت السري يقول سمعت رجلا يسأل الفضيل قال له يا أبا علي علمني الرضا قال له الفضيل يا بن أخي ارض عن الله فرضاك عن الله يهب لك الرضا قال وحدثنا أبو عثمان الخياط قال سمعت محمد بن الحسن الهمداني يقول توفي للرشيد ابن فكتب إليه الفضيل بن عياض أما بعد يا أمير المؤمنين فإن استطعت أن يكون شكرك له حين أخذه منك أفضل من شكرك له حين وهبه لك يا أمير المؤمنين إنه جل ثناؤه لما وهبه لك أخذ هبته ولو بقي لم تسلم من فتنته أرأيت جزعك عليه وتلهفك على فراقه أرضيت الدنيا لنفسك أفترضاها لابنك أما هو فقد خلص من الكدر وبقيت أنت في الخطر أخبرنا ( 4 ) أبو القاسم الحسيني أنبأنا رشأ بن نظيف المقرئ أنبأنا الحسين بن
_________
( 1 ) كتب فوقها بالاصل : ملحق
( 2 ) كتبت فوق الكلام بين السطرين بالاصل
( 3 ) كتب فوقها بالاصل : إلى
( 4 ) كتب فوقها في الاصل : ملحق

(48/400)


إسماعيل المقرئ حدثنا أحمد بن مروان الدينوري حدثنا يحيى بن المختار قال سمعت بشر بن الحارث يقول رأى فضيل بن عياض رجلا يسأل في الموقف فقال له أفي هذا الموضع تسأل غير الله ( 1 ) أخبرنا أبو عبد الله محمد بن الفضيل وأبو المظفر بن القشيري قالا أنبأنا أبو عثمان سعيد بن محمد قال سمعت أبا عمرو محمد بن أحمد بن حمدان يقول سمعت أبا يعلى الموصلي يقول سمعت عبد الصمد بن زيد يقول سمعت فضيلا يقول وشكا إليه أهل مكة القحط فقال مدبرا غير الله تريدون ( 2 ) أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر أنبأنا أبو بكر البيهقي أنبأنا أبو القاسم عبد الرحمن ابن محمد السراج وأبو نصر بن قتادة قالا حدثنا الإمام أبو سهل محمد بن سليمان أنبأنا أبو بكر الأنباري حدثنا أبو عيسى الحلى ( 3 ) حدثنا أبو يعلى حدثنا الأصمعي قال نظر الفضيل بن عياض إلى رجل يشكو إلى رجل حاله فقال يا هذا تشكو من يرحمك إلى من لا يرحمك ( 4 ) أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد بن عمر أنبأنا أبو الحسين بن النقور وأبو منصور بن العطار قال أنبأنا أبو طاهر المخلص أنبأنا عبيدالله بن عبد الرحمن أنبأنا أبو يعلى ح وأخبرنا أبو علي بن السبط وأبو غالب بن البنا قالا أنبأنا الحسن بن علي الجوهري أنبأنا أبو حفص عمر بن محمد بن علي بن الزيات حدثنا أحمد بن عبد العزيز الجوهري حدثنا زكريا بن يحيى بن خلاد المنقري ح وأخبرنا أبو عبد الله محمد بن الفضل وأبو القاسم المستملي قالا أنبأنا أبو سعد محمد بن عبد الرحمن أنبأنا السيد أبو الحسن الهمداني أنبأنا محمد بن العباس بن المغيرة الجوهري بالرملة حدثنا محمد بن أحمد بن أبي بكر المقدمي حدثنا أبو يعلى الساجي حدثنا الأصمعي قال
_________
( 1 ) كتب فوقها بالاصل : إلى
( 2 ) باختلاف الرواية في حلية الاولياء 8 / 93
( 3 ) كذا بدون إعجام بالاصل
( 4 ) سير أعلام النبلاء 8 / 439

(48/401)


نظر الفضيل إلى رجل يشكو زاد الجوهري إلى رجل ما هو فيه من الضيق والضر وقال الجوهري والفقر فأقبل عليه وقال يا هذا وفي حديث عبيدالله فقال له يا هذا أتشكو من يرحمك إلى من لا يرحمك أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر أنبأنا أبو بكر البيهقي أنبأنا أبو عبد الله الحافظ أنبأنا الحسن بن محمد بن إسحاق حدثنا أبو عثمان الخياط قال سمعت السري يقول سمعت فضيلا يقول عن ابنة له توجعف كفها فعادها فقال لها يا بنية كيف كفك هذه فقالت له يا أبت قد بسط لي من ثوابها ما لا أؤدي شكره عليه أبدا فتعجب من حسن يقينها قال الفضيل فأنا عندها قاعد إذ أتاني ابن لي له ثلاث سنين فقبلته وضممته إلى صدري فقالت لي يا أبة سألتك بالله أتحبه فقلت أي والله يا بنية إني لأحبه فقالت يا سوأتاه لك من الله يا أبة إني ظننت أنك لا تحب مع الله غير الله فقلت لها أي بنية أفلا ( 1 ) تحبون الأولاد فقالت المحبة للخالق والرحمة للأولاد قال فلطم الفضيل رأس نفسه وقال يا رب هذه ابنتي هيمتني في حبها وحب أخيها وعزتك لا أحببت معك أحدا حتى ألقاك أخبرنا أبو القاسم أيضا أنبأنا أبو بكر البيهقي أنبأنا أبو عبد الرحمن السلمي أنبأنا أبو جعفر الرازي حدثنا عباس بن حمزة حدثنا أحمد بن أبي الحواري قال سمعت أبا عبد الله الساحي ( 2 ) يقول سأل رجل فضيل بن عياض متى يبلغ الرجل غاية حب الله قال إذا كان عطاؤه إياك ومنعه سواء ( 3 ) قال وأنبأنا أبو عبد الرحمن السلمي قال سمعت علي بن بندار يقول سمعت عبد الله بن محمود يقول سمعت محمد بن عبدوية يقول ( 4 ) سمعت الفضيل يقول ترك العمل من أجل الناس رياء والعمل من أجل الناس شرك والإخلاص أن يعافيك الله عنهما
_________
( 1 ) غير واضحة بالاصل والمثبت عن المختصر
( 2 ) كذا رسمها بالاصل
( 3 ) الخبر في حلية الاولياء 8 / 113 ببعض اختلاف من طريق أبي عبد الله الساجي
وذكر المزي في تهذيب الكمال في الرواة عن فضيل : أبا عبد الله الناجي
( 4 ) من طريقه رواه الذهبي في سير أعلام النبلاء 8 / 427 والمزي في تهذيب الكمال 15 / 111

(48/402)


قال وأنبأنا أبو عبد الله الحافظ حدثنا أبو زكريا العنبري حدثنا زكريا بن دلويه العابد حدثنا أبو ثميلة محمد بن أبي نملة ( 1 ) قال وسمعت الفضيل بن عياض يقول خيبة لك إن كنت ترى أنك تعرفه وأنت تعمل لغيره أخبرنا أبو بكر محمد بن شجاع أنبأنا أبو عمرو بن مندة أنبأنا أبو محمد بن يوة أنبأنا أبو الحسن اللنباني ( 2 ) أنبأنا أبو بكر بن أبي الدنيا حدثني أبو خزيمة حدثني يونس بن محمد المكي قال قال فضيل بن عياض لرجل لأعلمنك كلمة هي خير من الدنيا وما فيها والله لئن علم الله منك إخراج الآدميين من قلبك حتى لا يبقى في قلبك مكان لغيره لم تسأله شيئا إلا أعطاك حدثنا أبو القاسم إسماعيل بن محمد بن الفضل ( 3 ) إملاء أنبأنا محمد بن أحمد السمسار ( 4 ) أنبأنا أبو سعيد محمد بن علي بن عمرو النقاش ( 5 ) أنبأنا علي بن محمد بن سعيد الموصلي حدثنا عبد الله بن محمد الخراساني حدثنا إبراهيم بن هانئ قال سمعت بشر بن الحارث قال قال الفضيل بن عياض ليتني أموت وأنا مخلط أخاف أن أموت وأنا مرائي ( 6 ) يدعى بي يوم القيامة على رؤوس الخلائق يا فضيل خذ أجرك ممن عملت له أخبرنا أبو الوقت عبد الأول بن عيسى أنبأنا أبو صاعد يعلى بن هبة الله أنبأنا عبد الرحمن بن أحمد بن أبي شريح حدثنا محمد بن عقيل البلخي حدثنا عباس الدوري حدثنا محمد بن عبد الله الأنباري الزاهد الحذاء قال سمعت فضيل بن عياض يقول والله ما أدري ما أنا كذاب أنا مرائي ( 6 ) أنا ما أدري ما أنا
_________
( 1 ) كذا رسمها بالاصل ومر في تهذيب الكمال أن محمد بن أبي نملة يروي عن فضيل بن عياض وفي المختصر هنا : محمد بن أبي تميلة
ولم أجده
( 2 ) بالاصل : اللبناني بتقديم الباء تصحيف والصواب ما أثبت اللباني بتقديم النون والسند معروف
( 3 ) قارن مع مشيخة ابن عساكر 30 / ب
( 4 ) ترجمته في سير أعلام النبلاء 18 / 484
( 5 ) ترجمته في سير أعلام النبلاء 17 / 307
( 6 ) كذا بالاصل بإثبات الياء وهو جائز

(48/403)


أخبرنا ( 1 ) أبو القاسم الشحامي أنبأنا أبو بكر البيهقي أنبأنا أبو عبد الله الحافظ حدثني محمد بن حامد البزاز حدثنا الحسن بن الحسين حدثنا محمد بن عبد الوهاب حدثنا علي بن عثام ( 2 ) عن فضيل بن عياض قال ما دخل علي أحد إلا خفت أن أتصنع له أو يتصنع لي قال وأنبأنا أبو عبد الرحمن السلمي أنبأنا أبو عبد الله بن محمد الشيباني قال سمعت زنجوية بن الحسن حدثنا علي بن الحسن الهلالي حدثنا إبراهيم بن الأشعث قال سمعت الفضيل يقول خير العمل أخفاه أمنعه من الشيطان وأبعده من الرياء ( 3 ) أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا أبو الحسين بن النقور أنبأنا أبو طاهر المخلص حدثنا عبيدالله بن عبد الرحمن بن محمد السكوني حدثنا أحمد بن يوسف ين خالد التغلبي ( 4 ) حدثنا أحمد بن أبي الحواري حدثنا محمد بن إسحاق قال أتينا فضيل بن عياض لنسمع منه فلما رآنا وقف على باب الدار فلما أتيناه سلمنا عليه فقال لنا لقد تعوذت بالله من شركم حيث رأيتكم قلنا له ولم يا أبا علي قال أكره أن تزينوا إلي وأتزين لكم قال وحدثنا أحمد بن أبي الحواري حدثنا أبو عبد الله الأنطاكي قال ( 5 ) اجتمع فضيل بن عياض وسفيان الثوري فتذاكروا فرق أو بكى سفيان قال فقال سفيان لفضيل يا أبا علي إني لأرجو أن يكون هذا المجلس علينا رحمة وبركة فقال له الفضيل لكني أبا عبد الله أخاف أن لا يكون هذا المجلس جلسنا مجلسا قط هو أضر علينا منه قال ولم يا أبا علي قال ألست تخلصت إلى أحسن حديثك فحدثتني به وتخلصت أنا إلى أحسن حديثي فحدثتك به فتزينت لي وتزينت لك فبكى سفيان بكاء أشد من البكاء الأول ثم قال أحييتني أحياك الله
_________
( 1 ) كتب فوقها بالاصل : ملحق
( 2 ) تقرأ بالاصل : غنام تصحيف والصواب ما أثبت ورد في تهذيب الكمال في أسماء الرواة عن فضيل بن عياض
ترجمته في سير أعلام النبلاء 10 / 566
( 3 ) كتب بعدها بالاصل : إلى
( 4 ) إعجامها مضطرب بالاصل وتقرأ : الثعلبي تصحيف
( 5 ) رواه أبو نعيم الحافظ في حلية الاولياء 8 / 114 من طريق آخر وباختلاف بعض ألفاظه

(48/404)


أخبرنا أبو القاسم بن أبي عبد الرحمن أنبأنا أبو بكر الحافظ أنبأنا محمد بن عبد الله الحافظ وأبو الحسين بن بشران قالا أنبأنا أبو عمرو عثمان بن أحمد حدثنا محمد بن أحمد بن البراء حدثنا أبو بكر بن عفان الصوفي حدثني بشر بن الحارث قال سمعت فضيل بن عياض يقول لأن آكل الدنيا بالطبل والمزمار وفي رواية ابن بشران لأن آكل الدنيا بطبل ومزمار أحب إلي من أن ( 1 ) آكلها بدين أخبرنا أبو الفتح نصرالله بن محمد الفقيه حدثنا أبو الفتح نصر بن إبراهيم الزاهد أنبأنا أبو الفرج عبيدالله بن محمد النحوي حدثنا أبو أحمد محمد بن محمد بن عبد الرحيم القيسراني حدثنا محمد بن جعفر بن محمد الخرائطي حدثنا الترقفي ( 2 ) هو العباس بن عبد الله حدثنا الفياض بن إسحاق ( 3 ) قال قال الفضيل بن عياض تزينت لكم بالصوف فلما لم ترهم يرفعون بك رأسا تزينت لهم بالقرآن فلما لم ترهم يرفعون بك رأسا تزينت لهم بشئ بعد شئ كل ذلك إنما هو لحب الدنيا قال ( 4 ) وقال لي الفضيل لو قيل لك يا مرائي غضبت وشق عليك وعسى ما قيل حق تزينت للدنيا وتصنعت لها قصرت ثيابك وحسنت سمتك وكففت أذاك حتى يقولوا أبو يزيد ( 5 ) عابد ما أحسن سمته وأحسن جواره وأكف أذاه فيكرمونك ويعطرونك ( 6 ) ويهدون إليك مثل الدرهم الستوق ( 7 ) لا يعرفه كل أحد فإذا قشروا قشروا عن نحاس ويحك ما تدري في أي الأصناف تدعى غدا أفي المرائين أم في غير ذلك ثم قال اتق الله لا تكن مرائيا وأنت لا تشعر أخبرنا أبو الحسن بن قبيس حدثنا و ( 8 ) أبو منصور بن خيرون أنبأنا أبو بكر الخطيب حدثني عبد العزيز بن أحمد الكتاني ( 9 ) أنبأنا عبد الوهاب بن جعفر الميداني أنبأنا
_________
( 1 ) زيادة للايضاح
( 2 ) بدون إعجام بالاصل والصواب ما أثبت وضبط ترجمته في سير أعلام النبلاء 13 / 12
( 3 ) من طريقه رواه أبو نعيم الحافظ في حلية الاولياء 8 / 98
( 4 ) من طريق الفيض بن إسحاق رواه الذهبي في سير أعلام النبلاء 8 / 439 وحلية الاولياء 8 / 94
( 5 ) في سير الاعلام : أبو فلان عابد
( 6 ) كذا بالاصل وفي المختصر : " ويفطرونك " وفي سير الاعلام : وينظرونك
( 7 ) هو الدرهم الردئ الزيف لا خير فيه
( راجع اللسان )
( 8 ) زيادة لتقويم السند
( 9 ) بالاصل : الكناني تصحيف

(48/405)


أحمد بن عبد الوهاب اللهبي حدثنا محمد بن العباس بن الدرفس حدثنا أحمد بن أبي الحواري حدثنا إسحاق بن عباد أبو يعقوب البغدادي قال سمعت أحمد بن يونس الكوفي قال سمعت الفضيل بن عياض يقول إنما مهابك هذا الخلق على قدر هيبتك لله عز و جل وقال الفضيل إنما يطيع الله كل إنسان على قدر منزلته منه أخبرنا ( 1 ) أبو القاسم الشحامي أنبأنا أبو بكر البيهقي أنبأنا أبو عبد الله الحافظ أنبأنا عبد الرحمن بن حمدان الهمداني حدثنا أبو حاتم الرازي حدثنا موسى بن عمران الطرسوسي حدثنا فيض بن إسحاق الرقي قال قال الفضيل بن عياض إن خفت الله لم يضرك أحد وإن خفت غير الله لم ينفعك أحد قال وسألت الفضيل بن عياض عن شئ فقال من خاف الله خاف منه كل شئ ومن خاف غير الله خاف من كل شئ قال وأنبأنا أبو عبد الله الحافظ حدثنا جعفر بن محمد حدثنا أحمد بن مسروف قال سمعت سري بن المغلس يقول ( 2 ) سمعت الفضيل بن عياض يقول من خاف الله لم يضره أحد ومن خاف غير الله لم ينفعه أحد قال وأنبأنا عبد الله بن يوسف الأصبهاني أنبأنا إبراهيم بن فراس الفقيه حدثنا المفضل بن محمد ( 3 ) أنبأنا إسحاق بن إبراهيم الطبري قال قيل للفضيل بن عياض يا أبا علي ما الخلاص مما نحن فيه فقال له أخبرني من أطاع الله هل تضره معصية أحد قال لا فمن عصى الله هل تنفعه طاعة أحد قال لا قال هو الخلاص إن أردت ( 4 ) أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر أنبأنا أبو حامد أحمد بن الحسن الأزهري أنبأنا
_________
( 1 ) كتب فوقها بالاصل : ملحق
( 2 ) رواه الذهبي في سير أعلام النبلاء 8 / 426 وحلية الاولياء 8 / 88 وتهذيب الكمال 15 / 110
( 3 ) من طريقه رواه أبو نعيم الاصبهاني في حلية الاولياء 8 / 88
( 4 ) كتب فوقها بالاصل : إلى

(48/406)


الحسن بن محمد المخلدي أنبأنا المؤمل بن الحسن بن عيسى الماسرجسي حدثنا الفضل ابن عبد الله حدثنا الفيض بن إسحاق ( 1 ) الرقي قال ( 2 ) سمعت الفضيل بن عياض وسأله عبد الله بن مالك فقال يا أبا علي ما الخلاص مما نحن فيه فقال الفضيل أخبرني من أطاع الله هل يضره معصية أحد قال لا قال فمن عصى الله هل تضره طاعة أحد قال لا قال هذا الخلاص إن أردت الخلاص أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن محمد بن الفضل أنبأنا المبارك بن عبد الجبار ببغداد أنبأنا أبو الحسن العتيقي حدثنا محمد بن المظفر بن موسى الحافظ أنبأنا أحمد بن الحسن ابن عبد الجبار الصوفي حدثنا عبد الصمد بن يزيد مردوية قال سمعت الفضيل بن عياض يقول من أحسن فيما بقي غفر له ما مضى وما بقي ومن أساء فيما بقي أخذ بما مضى وما بقي ثم بكى الفضيل فقال أسأل الله أن يجعلنا وإياكم ممن يحسن فيما بقي ( 3 ) أخبرنا أبو المعالي محمد بن إسماعيل بن محمد بن الحسين أنبأنا أبو بكر البيهقي أنبأنا أبو طاهر الفقيه أنبأنا أبو بكر القطان حدثنا محمد بن يزيد هو السلمي حدثنا إبراهيم ابن الأشعث قال ( 4 ) سمعت الفضيل بن عياض يقول بلغني أن العلماء فيما مضى كانوا إن تعلموا عملوا وإذا عملوا شغلوا وإذا شغلوا فقدوا وإذا فقدوا طلبوا إذا طلبوا هربوا أخبرنا أبو الحسن بن قبيس حدثنا و ( 5 ) أبو منصور بن خيرون أنبأنا أبو بكر الخطيب ( 6 ) أنبأنا علي بن أبي علي المعدل حدثنا أبو الفضل عبيدالله بن عبد الرحمن الزهري حدثنا أبو طلحة أحمد بن محمد بن عبد الكريم الفزاري حدثنا فتح بن شخرف أبو نصر الخراساني وكان من العابدين حدثني طاهر بن عبد الملك المصيصي سمعت أبي
_________
( 1 ) بالاصل هنا : يزيد تصحيف انظر الحاشية التالية
( 2 ) رواه المزني في تهذيب الكمال 15 / 110 والذهبي في سير الاعلام 8 / 426 من طريق الفيض بن إسحاق الرقي
وانظر حلية الاولياء 8 / 88
( 3 ) حلية الاولياء 8 / 113 باختلاف
( 4 ) من طريقه رواه الذهبي في سير أعلام النبلاء 8 / 439 - 440
( 5 ) زيادة منا لتقويم السند
( 6 ) رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 12 / 385 في ترجمة فتح بن شخرف

(48/407)


يقول سمعت الفضيل بن عياض يقول أنا منذ عشرين سنة أطلب رفيقا إذا غضب لم يكذب علي أخبرنا أبو محمد هبة الله بن الأكفاني وعبد الكريم بن حمزة وطاهر بن سهل بن بشر قالوا أنبأنا أبو الحسين بن مكي حدثنا أبو الحسن محمد بن أحمد بن العباس الإخميمي حدثنا عبد الجبار بن أحمد السمرقندي حدثنا محمد بن يعقوب بن الفرجي حدثني عبد الصمد بن يزيد مردوية قال قال الفضيل بن عياض طوبى لمن استوحش من الناس وكان الله أنسه وقال اطلب العلم لنفسك وانظر إلى من تسلمه يا مسكين فإن الله يسألك عنه وقد قيل لإبراهيم بن أدهم من أين أقبلت يا أبا إسحاق قال من أنس الرحمن وقيل له فإلى اين تريد قال إلى أنس الرحمن أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر أنبأنا أبو بكر البيهقي أنبأنا أبو الحسين محمد بن يعقوب الفقيه حدثني أبو الحسين محمد بن علي بن ( 1 ) حدثنا أحمد بن الحسن بن عبد الجبار حدثنا عبد الصمد قال ( 2 ) سمعت الفضيل يقول رحم الله عبدا أخمل ( 3 ) ذكره وبكى على خطيئته قبل أن يرتهن بعمله قال ( 4 ) وأنبأنا أبو عبد الله الحافظ ح وأخبرنا ( 5 ) أبو المعالي عبد الله بن أحمد بن محمد الحلواني ( 6 ) بمرو أنبأنا أبو بكر بن خلف أنبأنا الحاكم أبو عبد الله حدثنا أبو بكر محمد بن داود بن سلميان حدثنا عبد الله بن محمد السمناني ( 7 ) حدثنا محمد بن داود بن أبي ناحية حدثنا محمد بن عبد الله العنبري قال
_________
( 1 ) بدون إعجام بالاصل وصورتها : " حس "
( 2 ) رواه أبو نعيم الحافظ في حلية الاولياء 8 / 112
( 3 ) كذا بالاصل وفي الحلية : " أخمد " وفي المختصر : " أجمل "
( 4 ) كذا ما بين الرقمين بالاصل
( 5 ) كتب فوقها بالاصل : ملحق
( 6 ) ترجمته في سير أعلام النبلاء 20 / 114
( 7 ) ترجمته في سير أعلام النبلاء 14 / 194

(48/408)


سمعت الفضيل بن عياض يقول كامل المروءة من بر والديه وأصلح ماله وأنفق من ماله وحسن خلقه وأكرم إخوانه ولزم بيته أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلم الفقيه وأبو محمد عبد الكريم بن حمزة الوكيل وأبو المعالي الحسين بن حمزة الشعيري قالوا أنبأنا أبو الحسن بن أبي الحديد أنبأنا جدي أبو بكر أنبأنا أبو بكر الخرائطي حدثنا العباس بن عبد الله الترقفي ( 1 ) حدثنا الفيض بن إسحاق قال قال الفضيل أخلاق الدنيا والآخرة أن تصل من قطعك وتعطي من حرمك وتعفوا عن من ظلمك أخبرنا أبو القاسم الشحامي أنبأنا عبيدالله بن محمد بن إسحاق بن مندة ( 2 ) أنبأنا أبي أنبأنا عمرو بن الحسن بن علي بن مالك حدثنا أبو العباس محمد بن يزيد المبرد أخبرني عبد عمرو بن عبد الرحمن قال قال فضيل بن عياض إذا خالطت فلا تخالط إلا حسن الخلق فإنه لا يدعو إلا إلى الخير ولا تخالط سئ الخلق فإنه لا يدعو إلا إلى الشر وأخبرنا أبو القاسم أنبأنا أبو بكر البيهقي أنبأنا عبد الله بن يوسف الأصبهاني أنبأنا أبو نصر القيسي بهراة حدثنا أبو سعيد يحيى بن منصور قال سمعت أبا يحيى الكردي يقول قال فضيل بن عياض إذا رأيت الأسد فلا يهولك وإذا رأيت ابن آدم فخذ بثوبك ثم فر ثم فر ( 3 ) أخبرنا أبو منصور سعيد بن محمد بن منصور الفارسي وأبو حامد أحمد بن عمر بن أحمد بن علي الفنجكردي ( 4 ) وأبو نصر الحسن بن إسماعيل بن أبي القاسم الشجاعي ( 5 ) وأبو نصر محمد بن أسعد بن علي الفراوي ( 6 ) وأبو القاسم محمود بن أبي منصور بن أبي
_________
( 1 ) إعجامها مضطرب بالاصل تقرأ : الترفقي تصحيف تقدم التعريف به
( 2 ) ترجمته في سير الاعلام 18 / 355
( 3 ) كتب بعدها في الاصل : إلى
( 4 ) قارن مع مشيخة ابن عساكر 12 / أ
( 5 ) قارن مع مشيخة ابن عساكر 43 / أ
( 6 ) قارن مع مشيخة ابن عساكر 177 / ب

(48/409)


القاسم السياري ( 1 ) قالوا أنبأنا عبد الرحمن بن أحمد بن محمد حدثنا أبو سعيد بن ماموية إملاء ح وأخبرنا ( 2 ) أبو طالب بن أبي عقيل أنبأنا أبو الحسن علي بن الحسن الخلعي أنبأنا عبد الرحمن بن عمر بن النحاس ( 3 ) وأخبرنا أبو القاسم الشحامي أنبأنا أبو بكر البيهقي أنبأنا أبو محمد عبد الله بن يوسف الأصبهاني أنبأنا أبو سعيد بن الأعرابي حدثنا مسلم بن عبد الله الخراساني قال سمعت الفضيل بن عياض يقول من خالط الناس لا ينجو من إحدى اثنتين إما أن يخوض معهم إذا خاضوا في الباطل أو يسكت إن رأى منكرا أو سمع من جليسه شيئا فيأثم فيه أخبرنا ( 4 ) أبو القاسم أنبأنا أبو بكر البيهقي حدثنا أبو عبد الرحمن السلمي أنبأنا عبد الله بن أحمد النسائي ( 5 ) قال سمعت زنجوية بن الحسن حدثنا علي بن الحسن حدثنا إبراهيم بن الأشعث قال سمعت الفضيل يقول طوبى لمن استوحش من الناس وأنس بربه وبكى على خطيئته قال وأنبأنا أبو عبد الله الحافظ حدثنا أبو علي محمد بن عمر حدثنا محمد بن يزيد السلمي حدثنا إبراهيم بن الأشعث قال ( 6 ) سمعت الفضيل بن عياض وهو يقول " لنبلونكم حتى نعلم المجاهدين منكم والصابرين ونبلو أخباركم ( 7 ) " قال فجعل يردد هذه الآيه ويقول إنك إذا بلوت ( 8 ) أخبارنا هتكت أستارنا إنك إن بلوت أخبارنا فضحتنا
_________
( 1 ) مشيخة ابن عساكر 239 / أ
( 2 ) كتب فوقها بالاصل : ملحق
( 3 ) كتب فوقها بالاصل : إلى
( 4 ) كتب فوقها بالاصل : ملحق
( 5 ) ترجمته في سير أعلام النبلاء 16 / 412
( 6 ) من طريقه رواه أبو نعيم الحافظ في حلية الاولياء 8 / 111 باختلاف وزيادة
( 7 ) سورة محمد الاية : 31
( 8 ) الذي في حلية الاولياء : إنك إذا بلوت أخبارنا فضحتنا وهتكت أستارنا إنك إذا بلوت أخبارنا أهلكتنا وعذبتنا ويبكي

(48/410)


أخبرنا أبو سعد إسماعيل بن عبد الواحد بن إسماعيل أنبأنا أبو بكر بن خلف ح وأخبرنا أبو القاسم المستملي أنبأنا أحمد بن الحسين الحافظ قالا أنبأنا أبو طاهر الفقيه أنبأنا أبو حامد بن بلال حدثنا محمد بن يزيد حدثنا إبراهيم بن الأشعث قال سمعت الفضيل بن عياض يقول ما أجد لذة ولا راحة ولا قرة عين إلا حين أخلو في بيتي بربي فإذا سمعت النداء قلت إنا لله وإنا إليه راجعون كراهية أن ألقى الناس فيشغلوني عن ربي تبارك وتعالى أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن أحمد بن علي وأبو القاسم المستملي قالا أنبأنا أبو بكر أحمد بن منصور بن خلف قال سمعت أبو ( 1 ) محمد عبد الله بن يوسف الصوفي يقول سمعت ابن الأعرابي يقول ( 2 ) ح وأخبرنا أبو طالب علي بن عبد الرحمن بن أبي عقيل أنبأنا أبو الحسن الخلعي أنبأنا أبو محمد بن النحاس أنبأنا أبو سعيد بن الاعرابي يقول حدثنا ( 3 ) سلم بن عبد الله الخراساني أبو محمد سنة ستين قال سمعت الفضيل بن عياض يقول كفى بالله محبا وبالقرآن مؤنسا وبالموت واعظا اتخذ الله صاحبا ودع الناس جانبا أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر أنبأنا أبو بكر البيهقي أنبأنا عبد الله بن يوسف أنبأنا أحمد بن محمد بن زياد حدثنا سلم بن عبد الله أبو محمد الخراساني قال سمعت الفضيل بن عياض يقول كفى بالله محبا وبالقرآن مؤنسا وبالموت واعظا وكفى بخشية الله علما والاغترار بالله جهلا ( 4 ) أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي أنبأنا إبراهيم بن سعيد الحبال بمصر ح وأخبرنا ( 5 ) أبو طالب الصوري أنبأنا أبو الحسن الخلعي قالا أنبأنا أبو محمد عبد الرحمن بن عمر بن النحاس قال سمعت أبا سعيد بن الأعرابي يقول سمعت سلم بن
_________
( 1 ) زيادة لازمة للايضاح
( 2 ) كذا
( 3 ) كذا بالاصل وثمة سقط في السند والزيادة منا لتقويمه
( 4 ) سير أعلام النبلاء 8 / 440
( 5 ) كتب فوقها : بالاصل : ملحق

(48/411)


عبد الله أبو محمد ( 1 ) سمعت الفضيل بن عياض يقول كفى ( 2 ) بخشية الله علما وبالاغترار بالله جهلا ( 3 ) أخبرنا أبو محمد هبة الله بن سهل بن عمر أنبأنا جدي أبو المعالي عمر بن محمد بن الحسين قال سمعت الشيخ أبا محمد عبد الله بن يوسف الزاهد الصوفي يقول ح وأخبرنا أبو القاسم الشحامي أنبأنا أبو بكر البيهقي ح وأخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن محمد الأصبهاني أنبأنا أبو القاسم عبد الرحمن بن أحمد الواحدي وأحمد بن علي بن خلف فرقهما قالا أنبأنا عبد الله بن يوسف قال سمعت أبا سعيد بن الأعرابي يقول ح وأخبرنا ( 4 ) أبو طالب بن أبي عقيل أنبأنا علي بن الحسن الفقيه أنبأنا عبد الرحمن ابن عمر أنبأنا أبو سعيد بن الأعرابي قال ( 5 ) سمعت سالم ( 6 ) بن عبد الله الخراساني يقول سمعت الفضيل بن عياض يقول تفكروا واعملوا من قبل أن تندموا ولا تغتروا بالدنيا فإن صحيحها يسقم وجديدها يبلى ونعيمها يفنى وشبابها يهرم زاد بن أبي عقيل ألا إن الناس قدتاهوا بين الدراهم والدنانير وليس لامرئ خير مما نوى وقدم وسقط من رواية ابن خلف وجديدها يبلى ( 7 ) أخبرنا ( 8 ) أبو القاسم المستملي أنبأنا أبو بكر البيهقي أنبأنا محمد بن عبد الله
_________
( 1 ) بعدها بالاصل : " أبو محمد قال " شطبت بخط أفقي
( 2 ) كتب بعدها بالاصل ما يلي : " بالله محبا وبالقران مؤنسا وبالموت واعظا وكفى بخشية الله علما " ثم شطبت العبارة كلها بخط أفي
( 3 ) كتب على هامش الاصل مقابل هذا الخبر : " عبد الرحمن بن عمر بن النحاس قال سمععت أبا سعيد بن الاعرابي يقول : سمعت سلم بن عبد الله محمد الخراساني سنة ستين يقول " وكتب بعدها كلمة صح
ولم أقف على مكان هذا الاستدراك بالاصل
( 4 ) كتب فوقها بالاصل : ملحق
( 5 ) كتب فوقها بالاصل : إلى
( 6 ) كذا بالاصل هنا : " سالم " تصحيف وقد مر : سلم وهو الصواب
( 7 ) كتب فوقها بالاصل : إلى
( 8 ) كتب فوقها بالاصل : ملحق

(48/412)


الحافظ حدثنا أبو عمرو بن السماك حدثنا الحسين بن عمرو السبعين ( 1 ) قال سمعت بشر ابن الحارث يقول قال الفضيل بن عياض إن أردت أن تستريح فلا تبالي من أكل الدنيا ( 2 ) أخبرنا أبو القاسم الشحامي أنبأنا أبو بكر البيهقي أنبأنا أبو عبد الله الحافظ أنبأنا أبو بكر أحمد بن إسحاق أنبأنا محمد بن يونس حدثنا إبراهيم بن نصر قال سمعت فضيل بن عياض يقول رهبة العبد من الله على قدر علمه بالله وزهادته في الدنيا على قدر شوقه إلى الجنة أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني حدثنا أبو بكر الخطيب أنبأنا أبو الحسين بن بشران أنبأنا أبو علي بن صفوان حدثنا ابن أبي الدنيا حدثني القاسم بن هاشم عن إبراهيم بن الأشعث أنه حدث عنه قال سمعت الفضيل بن عياض يقول إن رهبة العبد من الله على قدر علمه بالله وإن زهادته في الدنيا على قدر رغبته في الآخرة ( 3 ) أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر أنبأنا أبو بكر البيهقي أنبأنا أبو علي الحسين بن محمد الروذباري حدثنا أبو بكر الإسماعيلي أخبرني أبو بكر بن المرزبان قال سمعت محمد بن هارون ( 4 ) يعني أبا نشيط يقول سمعت بشر بن الحارث يقول قال الفضيل بن عياض رهبة العبد من الله على قدر علمه بالله وزهده في الدنيا على قدر رغبته في الآخرة أخبرنا أبو بكر محمد بن الحسين أنبأنا أبو بكر محمد بن علي بن محمد المقرئ الشيخ الصالح حدثنا أبو علي الحسن بن الحسين بن حمكان الفقيه حدثني أبو العباس الفضل بن الفضل الكندي حدثنا محمد بن إبراهيم الرازي الطيالسي قال سمعت يحيى بن معاذ الرازي يقول سمعت الفضيل بن عياض يقول
_________
( 1 ) كذا بالاصل : " الحسين بن عمرو السبعين " ولعله صحف عن : الحسن بن عمرو المروزي المعروف بالشيعي كذا ورد في أسماء الرواة عن بشر الحافي في تهذيب الكمال 3 / 62
( 2 ) كتب فوقها بالاصل : إلى
( 3 ) رواه أبو نعيم في حلية الاولياء 8 / 89
( 4 ) ترجمته في سير أعلام النبلاء 12 / 324

(48/413)


جعل الشر كله في بيت وجعل مفتاحه حب الدنيا وجعل الخير كله في بيت وجعل مفتاحه حب الزهد في الدنيا ( 1 ) قال وحدثنا الحسن حدثنا أوس بن أحمد بن أوس بهمذان حدثنا عبد الله بن محمود المروزي قال سمعت إبراهيم بن أحمد الخزاعي يقول سمعت الفضيل بن عياض وسمعت أبا بكر محمد بن أحمد بن الحسن البروجردي ( 2 ) يقول سمعت أبا سعد محمد بن محمد بن محمد يقول سمعت نوح بن نصر الفرغاني يقول سمعت أبا الفرج ( 3 ) بن عبد الله يقول سمعت إبراهيم المروزي يقول سمعت عبد الله بن محمود يقول سمعت إبراهيم بن أحمد الخزاعي يقول سمعت الفضيل يقول لو أن الدنيا كلها بحذافيرها جعلت لي حلالا لكنت أتقذرها أخبرنا أبو القاسم المستملي قال قرئ على أبي عثمان البحيري أنبأنا أبو سعيد بن حمدون التاجر أنبأنا محمد بن أحمد بن دلوية حدثنا محمد بن يزيد السلمي حدثنا إبراهيم بن الأشعث خادم الفضيل بن عياض قا ل سمعت الفضيل يقول لو أن الدنيا بحذافيرها عرضت علي حلالا لا أحاسب عليها لكنت أقذرها كما يتقذر أحدكم الجيفة إذا مر أن تصيب ثوبه ( 4 ) قال وسمعت الفضيل يقول ( 5 ) من عمل بما علم استغنى عما لا يعلم ومن عمل بما علم وفقه الله لما لا يعلم وسمعت الفضيل يقول ( 6 ) من ساء خلقه شان دينه وحسبه ومروءته ( 7 ) قال وسمعت الفضيل يقول كان يقال من خاف الله كل لسانه
_________
( 1 ) الخبر في الرسالة القشيرية ط بيروت ص 119 ، والقسم الاخير من الخبر المتعلق بالخبر في حلية الاولياء 8 / 91
( 2 ) قارن مع مشيخة ابن عساكر 169 / ب
( 3 ) اللفظة غير مقروءة بالاصل
( 4 ) رواه أبو نعيم الحافظ في حلية الاولياء 8 / 89
( 5 ) سير أعلام النبلاء 8 / 426 - 427 وتهذيب الكمال 15 / 110
( 6 ) سير أعلام النبلاء 8 / 427 وتهذيب الكمال 15 / 110
( 7 ) بالاصل : " وحسبه مروءته " والمثبت عن سير أعلام النبلاء

(48/414)


قال وسمعت الفضيل يقول ( 1 ) اكذب الناس العائد ( 2 ) في ذنبه وأجهل الناس المدل بحسناته وأعلم الناس بالله أخوفهم منه قال وسمعت الفضيل يقول ( 3 ) لن يكمل ( 4 ) عبد حتى يؤثر دينه على شهوته ولن يهلك عبد حتى يؤثر شهوته على دينه قال وسمعت الفضيل يقول خصلتان تقسيان القلب كثرة الكلام وكثرة الأكل ( 5 ) أخبرنا أبو محمد هبة الله بن أحمد بن طاوس أنبأنا أبو الغنائم بن أبي عثمان أنبأنا أبو الحسين بن بشران أنبأنا أبو علي بن صفوان حدثنا أبو بكر بن أبي الدنيا حدثني أحمد ابن العباس النميري حدثني محمد بن طفيل قال قال فضيل بن عياض فرحك للدنيا بالدنيا يذهب حلاوة العبادة وهمك بالدنيا يذهب بالعبادة ( 6 ) كلها أخبرنا أبو القاسم الشحامي أنبأنا أبو بكر البيهقي أنبأنا أبو عبد الله الحافظ وأبو سهل المهراني قالا أنبأنا أبو العباس هو الأصم حدثنا العباس بن محمد هو الدوري حدثنا محمد بن الطفيل ( 7 ) ح وأخبرنا أبو طالب بن أبي عقيل أنبأنا أبو الحسن الخلعي أنبأنا أبو محمد بن النحاس أنبأنا أبو سعيد بن الأعرابي حدثنا عباس الدوري ( 8 ) حدثنا محمد بن الطفيل قال سمعت الفضيل بن عياض يقول حزن الدنيا يذهب بهم الآخرة وفرح الدنيا للدنيا يذهب بحلاوة العبادة أخبرنا أبو محمد بن طاوس أنبأنا أبو محمد جعفر بن أحمد السراج أنبأنا أبو علي ابن شاذان أنبأنا عبد الله بن إسماعيل بن إبراهيم الهاشمي حدثنا ابن أبي الدنيا حدثني الطيب بن إسماعيل قال قال فضيل بن عياض
_________
( 1 ) سير أعلام النبلاء 8 / 427 وتهذيب الكمال 15 / 111
( 2 ) بالاصل : " العائذ
المذل " تصحيف والتصويب عن سير الاعلام
( 3 ) حلية الاولياء 8 / 109 وسير الاعلام 8 / 427 وتهذيب الكمال 15 / 111
( 4 ) في الحلية : " يعمل " وفي سير الاعلام : " يكمل " كالاصل والمختصر وتهذيب الكمال
( 5 ) سير أعلام النبلاء 8 / 440
( 6 ) ما بين معكوفتين استدرك عن هامش الاصل وبعدها صح ومكانها في الاصل : " بحلاوة العبادة " ثم شطبت اللفظتان بخط أفقي ووضع علامة تحويل إلى الهامش
( 7 ) بالاصل هنا : الفضيل تصحيف وسيرد صوابا في السند التالي راجع ترجمته في تهذيب الكمال 16 / 383
( 8 ) رواه أبو نعيم في حلية الاولياء 8 / 110

(48/415)


من الشقاء طول الأمل وإن من السعادة قصر الأمل أخبرنا أبو القاسم الشحامي أنبأنا أبو بكر أحمد بن الحسين البيهقي أنبأنا أبو عبد الرحمن السلمي قال سمعت عبد الله بن أحمد بن جعفر يقول سمعت زنجوية اللباد يقول سمعت علي بن الحسن الهلالي يقول سمعت إبراهيم بن الأشعث يقول سمعت فضيل بن عياض يقول خمس من علامات الشقاء القسوة في القلب وجمود العين وقلة الحياء والرغبة في الدنيا وطول الأمل أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني حدثنا أبو بكر الخطيب أنبأنا عبد العزيز بن أبي الحسن القرميسيني حدثنا محمد بن أحمد بن يعقوب حدثنا جعفر بن محمد بن العباس البزار حدثنا أحمد بن إبراهيم بن كثير حدثنا الفيض بن إسحاق قال سمعت الفضيل بن عياض يقول ( 1 ) تكلمت فيما لا يعنيك فشغلك عما يعنيك ولو شغلك ما يعنيك تركت مالا يعنيك أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن أحمد البيهقي وأبو القاسم الشحامي قالا أنبأنا أبو أحمد بن منصور بن خلف ح وأخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر أنبأنا أبو بكر أحمد بن الحسين البيهقي ح وأخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن محمد بن الفضل أنبأنا محمد بن إسماعيل التفليسي قالوا أنبأنا عبد الله بن يوسف حدثنا أحمد بن محمد بن زياد حدثنا سلم بن عبد الله الخراساني قال سمعت الفضيل بن عياض ( 2 ) يقول إنما أمس مثل ( 3 ) واليوم عمل وغدا أمل أخبرنا ( 4 ) أبو الوقت السجزي أنبأنا أبو صاعد يعلى بن هبة الله الفضيلي أنبأنا أبو
_________
( 1 ) رواه أبو نعيم في حلية الاولياء 8 / 100
( 2 ) سير أعلام النبلاء 8 / 427
( 3 ) ما بين معكوفتين سقط من الاصل واستدركت عن سير الاعلام
( 4 ) كتب فوقها بالاصل : ملحق

(48/416)


محمد بن أبي شريح أنبأنا محمد بن عقيل البلخي حدثنا أبو الدرداء يعني عبد العزيز بن منيب المروزي ( 1 ) حدثنا إبراهيم بن الأشعث قال سمعت الفضيل يقول وذكر عنده مجالسته العلماء فقال إن في مجالسة بعضهم لفتنة إذا كان العالم مفتونا بالدنيا راغبا فيها حريصا عليها فإن في مجالسته فتنة يزيد الجاهل جهلا وتفتن العالم وتزيد الفاجر فجورا وتفسد ( 2 ) قلب المؤمن ( 3 ) وأخبرنا أبو النضر عبد الرحمن بن عبد الجبار بن عثمان وأبو الفتح محمد بن الموفق ابن محمد الجرجاني ومحمد بن علي بن نصر الحمادي ( 4 ) الأدرقاني ( 5 ) المعدلون وأبو نصر أحمد بن محمد بن أحمد الإشكيذباني الفقيه ( 6 ) وأبو جعفر محمد بن علي بن محمد الطبري وأبو المظفر عبد الفاطر بن عبد الرحيم بن عبد الله وأمة الرحمن بنت محمد بن أحمد النباذانية ( 7 ) قالوا نبأنا أبو سهل نجيب بن ميمون الواسطي أنبأنا أبو علي منصور بن عبد الله بن خالد الخالدي حدثنا الحسين بن صفوان بن إسحاق البردعي حدثنا إسحاق بن إبراهيم الختلي حدثني عبد الصمد بن يزيد قال سمعت الفضيل بن عياض يقول من عامل الله بالصدق ورثه الحكمة قال وسمعت الفضيل بن عياض يقول إن الله يحب العالم المتواضع ويبغض العالم الجبار من تواضع لله ورثه الحكمة أخبرنا أبو القاسم الشحامي أنبأنا أبو بكر البيهقي أنبأنا أبو محمد عبد الله ( 8 ) بن يوسف أنبأنا أبو سعيد بن الأعرابي حدثنا أحمد بن محمد بن مسروق حدثنا هارون بن سوار قال سمعت شعيب بن حرب ( 9 ) يقول
_________
( 1 ) ترجمته في سير أعلام النبلاء 13 / 150
( 2 ) بالاصل : " ويفتن
ويزيد
ويفسد "
( 3 ) كتب فوقها بالاصل : إلى
( 4 ) الحمادي ذكر أنه منولد حماد بن زيد راجع مشيخة ابن عساكر 203 / أ
( 5 ) كذا رسمها بالاصل وفي المشيخة : " الاررقاني " ولم ألحظ إعجامها للراءين فيها
ولم أحله
( 6 ) مشيخة ابن عساكر 13 / ب قال : وهو من أهل قرية الدار من أعمال بوشنج
والاسكيذباني بكسر الهمزة نسبة إلى / إشكيذبان قرية بين هراة وبوشنج ( معجم البلدان )
( 7 ) كذا رسمها بالاصل
( 8 ) زيادة منا للايضاح تقدم التعريف به
( 9 ) هو شعيب بن حرب المدائني أبو صالح البغدادي ترجمته في تهذيب الكمال 8 / 365
والخبر باختلاف الرواية في حلية الاولياء 8 / 90

(48/417)


بينا أنا أطوف إذ لكزني رجل بمرفقه فالتفت وإذا بالفضيل بن عياض فقال يا أبا صالح فقلت لبيك يا أبا علي فقال إن كنت تظن أنه قد شهد الموسم شر مني ومنك فبئس ما ظننت قال وأنبأنا أبو علي الروذباري حدثنا أبو عمر غلام ثعلب ( 1 ) حدثنا سعيد بن عثمان حدثنا محمد بن المثنى قال سمعت بشر بن الحارث يقول قال الفضيل لسفيان بن عيينة إن كنت ترى إن أحدا في هذا المسجد دونك فقد بليت ببلاء أخبرنا أبو القاسم بن عبدان أنبأنا محمد بن علي الفراء أنبأنا عبد الله بن الحسين بن عبدان أنبأنا طلحة بن أسد بن المختار أنبأنا أبو بكر الآجري حدثنا أبو بكر عبد الله بن محمد بن عبد الحميد الواسطي حدثنا يوسف بن موسى المروروذي حدثنا عبد الله بن خبيق ( 2 ) الأنطاكي قال قال فضيل بن عياض لسفيان بن عيينة إن كنت تريد أن يكون الناس كلهم مثلك يا أبا محمد ( 3 ) فما أديت لله الكريم نصيحة كيف وأنت تود أنهم دونك أخبرنا أبو القاسم المستملي أنبأنا أبو بكر الحافظ أنبأنا أبو الحسين بن بشران أنبأنا أبو عمرو بن السماك حدثنا الحسن بن عمرو قال سمعت بشر بن الحارث يقول قال الفضيل لسفيان لئن كنت تحب أن يكون الناس مثلك فما أديت النصيحة لربك كيف وأنت تحب أن يكونوا دونك أخبرنا أبو الفتح ناصر بن عبد الرحمن بن محمد النجار ( 4 ) حدثنا نصر بن إبراهيم بن نصر أنبأنا عبيدالله بن محمد بن يوسف المراغي حدثنا عيسى بن عبيدالله بن عبد العزيز الموصلي حدثنا محمد بن صلة الحيوي ( 5 ) حدثنا نصر بن عبد الملك السنجاري حدثني علي بن عبد الله حدثنا مروان بن محمد قال قال الفضيل بن عياض
_________
( 1 ) هو محمد بن عبد الواحد بن أبي هاشم الزاهد البغدادي ترجمته في سير أعلام النبلاء 15 / 508
( 2 ) إعجامها مضطرب بالاصل والصواب ما أثبت
( 3 ) بالاصل : " يا أبا سفيان " تصحيف راجع ترجمة سفيان بن عيينة في تهذيب الكمال 7 / 368
( 4 ) مشيخة ابن عساكر 230 / أ
( 5 ) كذا رسمها بالاصل بدون إعجام

(48/418)


ما وافى الموسم العام عندي أغبط من أبي معاوية يعني الأسود وكلب ميت يجر برجله أغبط عندي منه يعني أنه يحاسب وقال الفضيل ( 1 ) ما أغبط ملكا مقربا ولا نبيا مرسلا يعاين القيامة وأهوالها ولا أغبط إلا من لم يكن شيئا وقال الفضيل والله لأن أكون هذا التراب أو هذا الحائط أحب إلي من أكون في سلخ أفضل أهل الأرض وما يسرني أن أعرف الأمر حق معرفته إذا لطاش عقلي ( 2 ) سمعت ( 3 ) أبا المظفر بن القشيري يقول سمعت أبي يقول سمعت أبا عبد الرحمن السلمي يقول سمعت عبد الله بن محمد الرازي يقول سمعت محمد بن نصر الصايغ يقول سمعت مردوية الصايغ يقول ( 4 ) سمعت الفضيل بن عياض يقول قراء الرحمن أصحاب خشوع وتواضع وقراء القضاة أصحاب عجب ( 5 ) وتكبر وقال الفضيل من رأى لنفسه قيمة فليس له في التواضع نصيب ( 6 ) وسئل الفضيل عن التواضع فقال يخضع للحق وينقاد له ويقبله ممن قاله ( 7 ) وقال الفضيل ( 8 ) أوحى الله تعالى إلى الجبال إني مكلم على واحد منكم نبيا فتطاولت الجبال وتواضع طور سيناء فكلم الله موسى عليه السلام لتواضعه ( 9 ) أخبرنا أبو القاسم المستملي أنبأنا أبو بكر البيهقي أنبأنا أبو عبد الله الحافظ
_________
( 1 ) رواه أبو نعيم في حلية الاولياء 8 / 90
( 2 ) مر مثله قريبا
والخبر في حلية الاولياء 8 / 85 وفيها : في مسلخ بدل في سلخ
( 3 ) كتب فوقها بالاصل : ملحق
( 4 ) الخبر في الرسالة القشيرية ص 147 ( ط بيروت )
( 5 ) كذا بالاصل وفي الرسالة القشيرية : إعجام
( 6 ) الرسالة القشيرية ص 147
( 7 ) في الرسالة القشيرية : ممن كان
( 8 ) الرسالة القشيرية ص 147
( 9 ) كتب فوقها بالاصل : إلى

(48/419)


أخبرني أبو محمد عبد الرحمن بن حمدان الجلاب بهمذان حدثنا أبو حاتم الرازي حدثنا عمران بن موسى الطرسوسي حدثنا أبو يزيد فيض بن إسحاق الرقي قال قال الفضيل بن عياض ما يسرني أن أعرف الأمر حق معرفته إذا لطاش عقلي ( 1 ) أخبرنا أبو طالب علي بن عبد الرحمن أنبأنا أبو الحسن الخلعي أنبأنا أبو محمد بن النحاس أنبأنا أبو سعيد بن الأعرابي حدثنا أبو بكر بن أبي الدنيا حدثني أبو محمد قاسم ابن هاشم البزار عن إبراهيم بن الأشعث قال سمعت الفضيل بن عياض يقول ( 2 ) وقال له رجل كيف أمسيت يا أبا علي وكيف حالك فقال وعن أي حال تسألني عن حال الدنيا أو عن حال الآخرة قال فإن ( 3 ) كنت تسألني عن حال الدنيا فإنها قد مالت بنا وذهبت كل مذهب وإن كنت تسألني عن حال الآخرة فكيف ترى حال من كثرت ذنوبه وضعف عمله وفني عمره ولم يتزود لمعاده ولم يتأهب للموت ولم يتيسر ( 4 ) له أنبأنا أبو علي الحداد أنبأنا أبو نعيم الحافظ ( 5 ) حدثنا محمد بن إبراهيم حدثنا المفضل بن محمد الجندي حدثنا إسحاق بن إبراهيم قال سمعت فضيل بن عياض يقول وعزته لو أدخلني النار فصرت فيها ما آيسته ووقفت ( 6 ) ح وأخبرنا أبو القاسم الشحامي أنبأنا أبو بكر البيهقي حدثنا أبو محمد عبد الله بن يوسف الأصبهاني أنبأنا إبراهيم بن أحمد بن فراس بمكة حدثنا المفضل بن محمد حدثنا إسحاق بن إبراهيم الطبري قال ( 7 ) قفت مع الفضيل زاد الشحامي بن عياض قالا بعرفات فلم أسمع من دعائه شيئا إلا أنه وضع يده زاد أبو علي اليمنى على خده واضعا رأسه يبكي بكاء خفيا فلم يزل كذلك حتى أفاض الإمام فرفع رأسه إلى السماء فقال
_________
( 1 ) رواه أبو نعيم في حلية الاولياء 8 / 85
( 2 ) رواه أبو نعيم في حلية الاولياء 8 / 85 - 86 من طريق آخر
( 3 ) زيادة للايضاح
( 4 ) كذا بالاصل وفي الحلية : ولم يتشمر للموت
( 5 ) الخبر في حلية الاولياء 8 / 88 وسير الاعلام 8 / 432
( 6 ) كذا بالاصل : " آيسته ووقفت " والخبر ينتهي في سير الاعلام وحلية الاولياء عند كلمة : " أيست " وجاءت فيها كلمة ووقفت بداية لخبر جديد فأقحمت هنا في آخر الكلام ولا لزوم لها
( 7 ) الخبر من طريقه في حلية الاولياء 8 / 86 وسير أعلام النبلاء 8 / 432

(48/420)


واسوأتاه والله منك وإن عفوت ( 1 ) ثلاث مرات أخبرنا أبو القاسم هبة الله بن أحمد بن عمر أنبأنا أبو طالب العشاري حدثنا أبو الحسين محمد بن أحمد بن إسماعيل إملاء حدثنا عمر بن الحسن بن علي بن مالك أنبأنا أبي حدثنا خالد بن خداش قال ( 2 ) أتيت فضيل بن عياض فقال ممن الرجل فقلت من المهالبة ( 3 ) فقال لي أنت الشريف كل الشريف إن كنت رجلا صالحا وأنت الوضيع كل الوضيع إن كنت رجل سوء أخبرنا أبو الحسن الفرضي وأبو المعالي بن الشعيري قالا أنبأنا أبو الحسين بن أبي الحديد أنبأنا جدي أبو بكر أنبأنا أبو بكر الخرائطي حدثنا العباس بن عبد الله الترقفي حدثنا الفيض بن إسحاق قال قال الفيضل بن عياض ( 4 ) والله ما يحل لك أن تؤذي كلبا ولا خنزيرا بغير حق فكيف تؤذي مسلما أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر أنبأنا أبو أحمد عبد الرحمن بن إسحاق العامري الأديب حدثنا الأستاذ أبو عمرو أحمد بن أبي الفراتي أنبأنا أبو موسى عمران بن موسى أنبأنا مسدد بن قطن حدثنا الدورقي يعني يعقوب بن إبراهيم حدثنا الفيض بن إسحاق قال ( 5 ) سمعت الفضيل بن عياض يقول إذا أراد الله أن يتحف العبد سلط عليه من يظلمه أخبرنا ( 6 ) أبو القاسم الشحامي أنبأنا أبو بكر البيهقي أنبأنا أبو زكريا بن أبي إسحاق حدثنا والدي أنبأنا أبو العباس السراج قال سمعت محمد بن عمرو بن مكرم يقول سمعت عبد الرحمن بن عفان يقول
_________
( 1 ) كذا بالاصل والحيلة وفي المختصر : غفرت
( 2 ) رواه أبو نعيم بسنده إلى خالد بن خداش في حلية الاولياء 8 / 96
( 3 ) في الحلية : مهلبي
كذا راجع ترجمته في تهذيب الكمال 5 / 339 وفيه أنه الازدي المهلبي مولاهم
وخداش بكسر المعجمة وتخفيف الدال وآخره معجمة كما في تقريب التهذيب
( 4 ) رواه الذهبي في سير أعلام النبلاء 8 / 427 والمزي في تهذيب الكمال 15 / 111
( 5 ) رواه أبو نعيم في حلية الاولياء 8 / 104
( 6 ) كتب فوقها بالاصل : ملحق

(48/421)


سمعت فضيل بن عياض يقول إذا أراد الله عز و جل أن يحب العبد سلط عليه من يظلمه قال وسمعت الفضيل قال لا يكون العبد من المتقين حتى يأمنه عدوه ( 1 ) أخبرنا ( 2 ) أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا أبو محمد بن أبي عثمان أنبأنا أبو أحمد عبيدالله بن محمد أنبأنا أبو بكر الصوفي حدثنا الحارث بن أبي أسامة حدثنا عيسى بن عبد الله عن فضيل بن عياض قال إذا لم يستحي ( 3 ) القلب من الله عز و جل سقط عن القلب مكارم الأخلاق وقال الفضيل بلغني أن الله تعالى يحاسب العبد يوم القيامة بحضرة من يعرفه ليكون أشد لفضيحته أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم أنبأنا رشأ بن نظيف أنبأنا الحسن بن إسماعيل أنبأنا أحمد بن مروان حدثنا أحمد بن محمد الواسطي حدثنا ابن خبيق حدثنا عبد الله بن عبد الرحمن قال قال الفضيل بن عياض من رأى من أخ له منكرا فضحك في وجهه فقد خانه قال وحدثنا ابن مروان حدثنا إبراهيم بن إسحاق حدثنا عبد الصمد عن الفضيل بن عياض قال بئس الزاد إلى المعاد العدوان على العباد أخبرنا ( 4 ) أبو القاسم الشحامي أنبأنا أبو بكر البيهقي أنبأنا أبو عبد الله الحافظ أنبأنا أبو عمرو بن السماك حدثنا الحسن بن عمرو الشيعي ( 5 ) قال سمعت بشرا يقول قال الفضيل خصلتان تقسيان القلب كثرة النوم وكثرة الأكل ( 6 ) أخبرنا أبو عبد الله الفراوي وأبو المظفر بن القشيري قالا أنبأنا أبو سعيد محمد بن
_________
( 1 ) سير أعلام النبلاء 8 / 427
( 2 ) كتب فوقها بالاصل : ملحق
( 3 ) كذا بالاصل : يستحي بإثبات الياء
( 4 ) كتب فوقها بالاصل : ملحق
( 5 ) بالاصل : السبيعي تصحيف والصواب ما أثبت تقدم التعريف به قريبا وراجع ترجمة بشر بن الحارث الحافي في تهذيب الكمال 3 / 62 طبعة دار الفكر
( 6 ) كتب فوقها بالصال : إلى

(48/422)


علي بن محمد أنبأنا أبو بكر الجوزقي أنبأنا أبو العباس الدغولي قال سمعت علي بن الحسن الهلالي يذكر عن إبراهيم بن أشعث عن فضيل قال من خاف الله كل لسانه أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد أنبأنا أبو محمد بن أبي عثمان أنبأنا أبو القاسم الحسن بن الحسن بن علي المنذر أنبأنا أأبو علي بن صفوان حدثنا أبو بكر بن أبي الدنيا حدثني الحسن بن الصباح عن أبي يزيد الرقي عن فضيل بن عياض قال ( 1 ) ما حج ولا رباط ولا جهاد أشد من حبس اللسان ولو أصبحت يهمك لسانك أصبحت في غم شديد وقال فضيل ( 2 ) سجن اللسان سجن المؤمن وليس أحد أشد غما ممن سجن لسانه أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر أنبأنا أبو بكر البيهقي حدثنا الإمام أبو الطيب سهل بن محمد بن سليمان أنبأنا أبو علي الرفاء قال سمعت أبا العباس الفضل بن عبد الله اليشكري قال سمعت أبا يزيد فيض بن إسحاق ( 3 ) الرقي قال سمعت الفضيل بن عياض يقول المؤمن قليل الكلام كثير العمل والمنافق كثير الكلام قليل العمل أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا الحسين بن النقور وأبو منصور بن العطار قالا أنبأنا أبو طاهر المخلص أنبأنا عبيدالله السكري أنبأنا زكريا المنقري حدثنا الأصمعي قال قال الفضيل بن عياض إذا قيل لك أتخاف الله فاسكت فإنك إن قلت لا فقد جئت بأمر عظيم وإن قلت نعم فالخائف لا يكون على ما أنت عليه أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم وأبو الحسن ( 4 ) علي بن أحمد قالا حدثنا و ( 5 ) أبو منصور بن زريق أنبأنا أبو بكر الخطيب ( 6 ) أنبأنا أحمد بن أبي جعفر القطيعي حدثنا أبو الحسن علي بن محمد بن سعيد الرزاز حدثنا أبو أحمد هارون بن يوسف حدثنا
_________
( 1 ) رواه أبو نعيم الحافظ في حلية الاولياء 8 / 110
( 2 ) حلية الاولياء 8 / 110
( 3 ) بالاصل : يزيد تصحيف
( 4 ) بالاصل : الحسين تصحيف
( 5 ) زيادة منا لتقويم السند
( 6 ) رواه الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد 4 / 184 في ترجمة أحمد بن سهل

(48/423)


أحمد بن سهل التيمي ( 1 ) صاحب أبي عبيد حدثنا عبد الصمد بن يزيد قال سمعت الفضيل بن عياض يقول المؤمن يحاسب نفسه ويعلم أن له موقفا بين يدي الله تعالى والمنافق يغفل عن نفسه فرحم الله عبدا نظر لنفسه قبل نزول ملك الموت به سمعت أبا القاسم الشحامي يقول سمعت أبا بكر البيهقي يقول سمعت أبا عبد الرحمن السلمي يقول سمعت محمد بن الحسن بن خالد البغدادي يقول سمعت أحمد بن صالح يقول حدثنا أبي حدثنا محمد بن جعفر قال سئل الفضيل بن عياض عن التواضع قال تخضع للحق وتنقاد له وتقبل الحق من كل من تسمعه منه أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن عبد الملك أنبأنا أبو طاهر بن محمود أنبأنا أبو بكر بن المقرئ أنبأنا مفضل بن إبراهيم الجندي بمكة حدثنا إبراهيم بن إسحاق الطبري قال قال الفضيل بن عياض يا مسكين تهلك إنك مسئ ( 2 ) وترى أنك محسن وأنت جاهل وترى أنك عالم وأنت بخيل وترى أنك سخي وأنت أحمق وترى أنك عاقل وأجلك قصير وأملك طويل أخبرنا أبو القاسم الشحامي أنبأنا أبو بكر البيهقي أنبأنا أبو محمد عبد الله ( 3 ) بن يوسف الأصبهاني حدثنا إبراهيم بن ( 4 ) فراس المكي أنبأنا المفضل بن محمد حدثنا إسحاق ابن إبراهيم الطبري قال قال الفضيل بن عياض لم يكمل عبد حتى يؤثر الله على شهوته ( 5 ) أخبرنا أبو القاسم الشحامي أنبأنا أبو بكر البيهقي ح وأخبرنا أبو محمد هبة الله بن سهل بن عمر أنبأنا أبو المعالي عمر بن أبي عمر
_________
( 1 ) كذا بالاصل وفي تاريخ بغداد : التميمي
( 2 ) راجع حلية الاولياء 8 / 91 اللفظتان مطموستان وغير واضحتين بالاصل والمثبت " إنك مسئ " عن المختصر وفي سير أعلام النبلاء 8 / 440 أنت مسئ
( 3 ) زيادة منا للايضاح
( 4 ) كلمة " بن " كتبت فوق الكلام بين السطرين بالاصل
( 5 ) مر هذا الخبر قريبا

(48/424)


محمد بن الحسن البسطامي ( 1 ) قالا أنبأنا أبو محمد عبد الله بن يوسف حدثنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن عاصم المروزي حدثنا يوسف بن موسى حدثنا عمران بن موسى الطرسوسي حدثنا فيض أبو إسحاق الرقي قال ( 2 ) قال الفضيل بن عياض تريد أن تقف بالموقف مع نوح وإبراهيم ومع محمد صلى الله عليه وعليهم أجمعين وأن تدخل الجنة مع النبيين والصديقين زاد البسطامي والشهداء والصالحين وقالا بأي زاد البسطامي عملته ( 3 ) لله وقالا أو بأي شهوة تركتها أو بأي قريب باعدته في الله أو أي عدو وقال البسطامي بعيد قربته في الله أخبرنا أبو الوقت عبد الأول بن عيسى بن شعيب أنبأنا أبو صاعد يعلى بن هبة الله الفضيلي أنبأنا عبد الرحمن بن أحمد بن محمد بن أبي شريح أنبأنا أبو عبد الله محمد بن عقيل بن الأزهر بن عقيل حدثنا أبو الدرداء عبد العزيز بن منيب المروزي حدثنا إبراهيم بن الأشعث قال سمعت الفضيل يقول هيه وتريد أن تسكن الجنة تريد أن تجاور الله في داره مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين تريد أن تقف المواقف مع الأنبياء مع نوح وإبراهيم ومحمد صلى الله عليهم أجمعين يا أحمق بأي عمل بأي شهوة تركتها لله بأي غيظ كظمته لله وبأي رحم قاطع وصلتها وبأي قريب باعدته في الله بأي بعيد قربته في الله بأي حبيب رأيته يعمل بما يكره الله فأبغضته في الله بأي بغيض رأيته يعمل بما يحب الله فأحببته في الله ولكن بعفوه ورحمته نرجوه بإساءتنا لا نقول أحسنا ولكن نقول أسأنا وبئس ما صنعنا أخبرنا أبو محمد بن طاوس أنبأنا أبو الحسن علي بن الحسين بن قريش البنا أنبأنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن هاورن الأهوازي حدثنا محمد بن مخلد العطار حدثنا أبي
_________
( 1 ) ترجمته في سير أعلام النبلاء 18 / 424
والبسطامي بفتح الباء كما في الانساب نسبة إلى بسطام بلدة بقومسس
والبسطامي بكسر الباء فهي نسبة إلى الجد بسطام كما في الانساب
أما في اللباب : فالصواب بالكسر مطلقا إن بالنسبة إلى بلد أم إلى الجد
وفي سير أعلام النبلاء " الحسين " بدل " الحسن "
( 2 ) رواه أبو نعيم في حلية الاولياء 8 / 90 - 91
( 3 ) كذا بالاصل وفي الحلية : بأي عمل وأي شهوة تركها الله عز و جل

(48/425)


حدثنا أبو عبد الله أحمد بن عبد الجبار الصوفي حدثنا عبد الصمد بن يزيد بن مردوية الصايغ قال سمعت الفضيل بن عياض يقول إذا أحب الله عز و جل عبدا أكثر غمه وإذا أبغض عبدا أوسع عليه دنياه ( 1 ) قال وحدثنا أحمد بن عبد الجبار حدثنا عبد الصمد قال سمعت رجلا يقول للفضيل بن عياض أوصني قال أعز أمر الله حيث كنت يعزك الله وكان يقول حرها شديد وقعرها بعيد شرابها الصديد وأنكالها الحديد قال وحدثنا أحمد حدثنا عبد الصمد قال سمعت الفضيل يقول صبر قليل ونعيم طويل وعجلة قليلة وندامة طويلة سمعت ( 2 ) أبا القاسم الشحامي يقول سمعت أبا بكر البيهقي يقول سمعت أبا سعد الزاهد يقول سمعت علي بن جهضم يقول سمعت محمد بن القاسم يقول سمعت عيسى ابن تمام يقول حدثنا الحسن بن عمير قال سمعت الفضيل بن عياض يقول قلة التوفيق وفساد الرأي وطلب الدنيا بعمل الآخرة من كثرة الذنوب قال وأنبأنا البيهقي أنبأنا أبو سعد أنبأنا أبو عبد الله الصفار أنبأنا أبو بكر بن أبي الدنيا حدثني محمد بن القاسم مولى بني هاشم قال قال الفضيل بن عياض ( 3 ) بقدر ما يصغر الذنب عندك كذلك يعظم عند الله وبقدر ما يعظم عندك كذاك يصغر عند الله ( 4 ) أنبأنا أبو عبد الله الفراوي وغيره عن أبي عثمان الصابوني أنبأنا أبو عبد الله قال سمعت أبا علي محمد بن عمر بن علي الربودي يقول سمعت علي بن الحسن بن أبي عيسى الهلالي يقول سمعت إبراهيم بن الأشعث يقول سمعت الفضيل بن عياض يقول دعاك الله إلى دار السلام وقد آثرت في دنياك المقام وحذرك عدوك الشيطان وأنت تخالفه طول الزمان وأمرك بخلاف هواك وأنت معانقه صباحك ومساك فهل الحق إلا ما أنت فيه
_________
( 1 ) رواه أبو نعيم الحافظ في حلية الاولياء 8 / 88 وقد مر مثله قريبا
( 2 ) كتب فوقها بالاصل : ملحق
( 3 ) رواه الذهبي في سير أعلام النبلاء 8 / 427
( 4 ) كتب فوقها بالاصل : إلى

(48/426)


أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلم الفقيه أنبأنا أبو القاسم بن أبي العلاء ح وأخبرنا أبو المعالي الحسين بن حمزة بن الشعيري أنبأنا نجيب بن عمار بن أحمد قالا أنبأنا أبو محمد بن أبي نصر أنبأنا خيثمة بن سليمان حدثنا أبو العباس الشيباني صاحب أبي ثور قال سمعت محرز بن عون يقول ( 1 ) أتيت فضيل بن عياض بمكة فسلمت عليه فقال لي يا محرز وأنت أيضا مع اصحاب الحديث ما فعل القرآن والله لو نزل حرف باليمن لقد كان ينبغي أن يذهب حتى تسمع كلام ربنا والله لا يكون راعي الحمر وأنت مقيم على ما يحب الله خير لك من ان تطوف بالبيت وأنت مقيم على ما يكره الله أخبرنا أبو القاسم أنبأنا أبو بكر البيهقي أنبأنا الإمام أبو طاهر حدثنا محمد بن عمر ابن حفص حدثنا يزيد بن الهيثم أبو خالد حدثنا إبراهيم بن نصر قال قال الفضيل بن عياض من أوتي علما لا يزداد فيه خوفا وحزنا وبكاء خليق أن يكون أوتي علما ينفعه ثم قرأ أفمن هذا الحديث تعجبون وتضحكون ولا تبكون ( 2 ) ( 3 ) " أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني حدثنا أبو الحسين بن الفراء أنبأنا أبو بكر الخطيب أخبرني أبو الفرج الحسين بن علي بن عبيدالله الطناجيري حدثنا أحمد بن علي بن هشام التيملي بالكوفة حدثنا عبد الله بن زيدان حدثنا محمد بن عبد الرحمن المحرري قال قال أيوب بن يحيى قال فضيل بن عياض لا يزال العالم جاهلا بما علم حتى يعمل به فإذا عمل به كان عالما قال الخطيب وأنبأنا أبو الحسن علي بن القاسم بن الحسن الشاهد بالبصرة حدثنا أبو الحسن علي بن إسحاق المادرائي حدثنا المفضل بن محمد حدثنا إسحاق بن إبراهيم الطبري قال قال الفضيل إنما يراد مع العلم العمل والعلم دليل العمل
_________
( 1 ) الخبر من طريقه في سير أعلام النبلاء 8 / 427
( 2 ) سورة النجم الايتان 59 و 60
( 3 ) كتب فوقها بالاصل : إلى

(48/427)


وقال الفضيل على الناس أن يتعلموا فإذا علموا فعليهم العمل أخبرنا ( 1 ) أبو عبد الله الفراوي وأبو القاسم الشحامي قالا أنبأنا أبو بكر البيهقي أنبأنا محمد بن عبد الله الحافظ حدثنا بكير بن الحداد الصوفي بمكة حدثنا أبو عمر محمد بن الفضل بن سلمة حدثنا سعيد ( 2 ) بن زنبور قال سمعت فضيل بن عياض يقول إن الله تعالى لا يقبل من العمل إلا ما كان له خالصا ولا يقبله إذا كان له خالصا إلا على السنة ( 3 ) أخبرنا أبو عبد الله الفراوي وأبو محمد السيدي وابو المظفر القشيري قالوا أنبأنا سعيد بن محمد البحيري قال سمعت أبا عمرو بن حمدان يقول وأخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر أنبأنا أبو سعد محمد بن عبد الرحمن أنبأنا أبو عمرو بن حمدان قال سمعت أبا يعلى يقول سمعت عبد الصمد بن يزيد يقول قال رجل للفضيل بن عياض العلماء كثير فقال الفضيل الحكماء قليل ( 4 ) أخبرنا أبو محمد عبد الكريم بن حمزة حدثنا أبو بكر الخطيب أنبأنا أبو حازم عمر ابن أحمد بن إبراهيم العبدوي الحافظ ( 5 ) قال سمعت الإمام أبا بكر الإسماعيلي يقول سمعت أبا العباس أحمد بن محمد بن مسروق يقول حدثنا هارون بن سوار المقرئ قال وسمعت الفضيل بن عياض وقيل له ألا تحدثنا تؤجر قال على أي شئ أؤجر على شئ ( 6 ) تتفكهون به في المجالس أخبرنا أبو ( 7 ) محمد بن الأكفاني حدثنا أبو الحسين بن الفراء أنبأنا أبو بكر الخطيب أنبأنا علي بن القاسم حدثنا علي بن إسحاق قال قرئ على المفضل بن محمد ( 8 ) حدثنا إسحاق بن إبراهيم الطبري بمكة قال سمعت الفضيل يقول
_________
( 1 ) كتب فوقها بالاصل : محلق
( 2 ) كذا بالاصل هنا وورد في تهذيب الكمال 15 / 106 في أسماء الرواة عن فضيل : سعد بن زنبور الفراء
( 3 ) كتب فوقها بالاصل : إلى
( 4 ) في حلية الاولياء 8 / 92
( 5 ) ترجمته في سير أعلام النبلاء 17 / 333
( 6 ) الزيادة عن المختصر للايضاح
( 7 ) كلمة " أبو " كتبت فوق الكلام بين السطرين بالاصل
( 8 ) من طريقه رواه أبو نعيم الحافظ في حلية الاولياء 8 / 86 - 87

(48/428)


لو طلبت مني الدنانير كان أيسر علي من أن تطلب مني الأحاديث فقلت له لو حدثتني بأحاديث فوائد ليست عندي كان أحب إلي من أن تهب لي ( 1 ) عددها دنانير فقال إنك مفتون أما والله لو عملت بما قد سمعت لكان لك في ذلك شغل عما لم تسمع ثم قال سمعت سليمان بن مهران يقول إذا كان بين يديك طعام تأكله فتأخذ اللقمة فترمي بها خلف ظهرك كلما أخذت اللقمة ترمي بها خلف ظهرك متى تشبع أخبرنا ( 2 ) أبو طالب بن أبي عقيل أنبأنا علي بن الحسن الفقيه أنبأنا عبد الرحمن بن عمر أنبأنا أحمد بن محمد بن الأعرابي حدثنا سلم ( 3 ) بن عبد الله الخراساني قال سمعت الفضيل يقول من عرف الله حق المعرفة فهو بعيد من الضلالة ومن عرف الإخلاص فهو بعيد من الرياء من أنزل الموت حق المنزلة فلا يغفل عن الموت قال وسمعت سلما قال سمعت فضيلا يقول لاإله إلا الله ما أقرب الأجل وما أبعد الأمل ( 4 ) أخبرنا ( 5 ) أبو بكر وجيه بن طاهر أنبأنا أحمد بن الحسن الأزهري أنبأنا الحسن بن أحمد المخلدي أنبأنا المؤمل بن الحسن بن عيسى حدثنا الفضل بن عبد الله بن مسعود قال سمعت الفضيل بن عياض يقول أفضل الجهاد المواظبة على الصلوات وأكبر الرباط انتظار الصلاة بعد الصلاة قال وقال بعضهم أفضل الجهاد مجاهدة النفس أن تجاهد نفسك عن الحرام عما نهى الله عز و جل وعن هواك قال وسمعته يقول من خاف الله عز و جل كل لسانه ( 6 ) أخبرنا ( 7 ) أبو بكر عبد الرحمن بن عبد الله بن عبد الرحمن البحيري بنيسابور حدثنا أبو حفص عمر بن سعيد البحيري أنبأنا أبو القاسم عبد الخالق بن علي المؤذن ( 8 )
_________
( 1 ) الزيادة عن الحلية للايضاح
( 2 ) كتب فوقها بالاصل : ملحق
( 3 ) بالاصل هنا : سلم تصحيف
( 4 ) كتب فوقها بالاصل : إلى
( 5 ) كتب فوقها بالاصل : ملحق
( 6 ) مر هذا القول قريبا
( 7 ) كتب فوقها بالاصل : ملحق
( 8 ) كتب فوقها بالاصل : إلى

(48/429)


ح وأخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر أنبأنا أبو بكر البيهقي أنبأنا عبد الخالق بن علي أنبأنا أبو الحسن علي بن أحمد ( 1 ) قال سمعت أحمد بن صالح سمعت زكريا الطويل يقول سمعت محمد بن الربيع يقول سمعت الفضيل بن عياض يقول لو أني أعلم أن أحدهم يطلب هذا العلم لله تعالى ذكره لكان الواجب علي أن آتيه في منزله حتى أحدثه أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن عبد الملك أنبأنا أبو طاهر بن محمود أنبأنا أبو بكر ابن المقرئ حدثنا أبو يعلى الموصلي حدثنا سعيد بن عبد الجبار أبو عثمان قال سمعت الفضيل بن عياض ولقيه جماعة من أصحاب الحديث فقال ما ( 2 ) لكم لو أعلم أنه خير لكم لم أحدثكم ولو أعلم أنه خير لي أن لا أحدثكم ما حدثتكم وما شئ أحب إلي من أن لا أراكم ولا تروني أخبرنا أبو القاسم المستملي أنبأنا أحمد بن الحسين قال سمعت أبا نصر أحمد بن محمد القيسي يقول سمعت أبا جعفر المروزي يقول سمعت عبد الرحمن بن الحكم المروذي يقول سمعت أبا روح حاتم بن يوسف يقول أتيت باب الفضيل بن عياض فسلمت عليه فقلت يا أبا علي معي خمسة أحاديث إن رأيت أن تأذن لي فأقرأ عليك فقرأت فإذا هو ستة فقال لي أف قم يا بني تعلم الصدق ثم اكتب الحديث أخبرنا أبو سعيد محمد بن إبراهيم بن أحمد بن إبراهيم أنبأنا أبو بكر محمد بن إسماعيل بن السري بن بنون ( 3 ) التفليسي أنبأنا أبو ( 4 ) عبد الرحمن السلمي قال سمعت عبد الله بن محمد الرازي يقول سمعت أبا جعفر الصايغ يقول سمعت مردوية الصايغ يقول سمعت الفضيل بن عياض يقول الفتوة الصفح عن عثرات الاخوان
_________
( 1 ) اللفظة غير واضحة
( 2 ) كلمة مطموسة بالاصل
( 3 ) غير واضحة بالاصل وإعجامها فيه ناقص والصواب ما أثبت ترجمته في سير أعلام النبلاء 19 / 11 وفيها : محمد بن إسماعيل بن محمد بن السري بن بنون
( 4 ) بالاصل : أبا تصحيف

(48/430)


أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن محمد أنبأنا أبو الخطاب نصر بن أحمد بن البطر ( 1 ) أنبأنا أبو الحسن بن رزقوية أنبأنا أحمد بن سليمان قال سمعت ح وأخبرنا أبو محمد عامر بن دغش ( 2 ) بن حصن بن دغش ( 2 ) الحوراني السويدي ( 3 ) وأبو المسك كافور بن عبد الله الليثي وعتيق سعد بن عبد الله الرومي قالوا أنبأنا أبو الحسن المبارك بن عبد الجبار بن أحمد الصيرفي أنبأنا الحسن بن أحمد بن إبراهيم بن شاذان حدثنا أحمد بن سليمان بن أيوب العباداني ( 4 ) حدثنا هلال بن العلاء الرقي أبو عمر ( 5 ) بالرقة وأبو بكر محمد بن حبلة الرافقي بالرافقة قالا كلاهما حدثنا فيض بن إسحاق قا ل كنت عند الفضيل بن عياض فجاء رجل فسأله حاجة فألح بالسؤال عليه فقلت لا تؤذي الشيخ فزجرني الفضيل وصاح علي وقال لي يا فيض أما علمت أن حوائج الناس إليكم نعم من الله عليكم فاحذروا أن تملوا النعم فتحول نقما ألا تحمد ربك أن جعلك موضعا تسأل ولم يجعلك موضعا تسأل واللفظ لحديث ابن شاذان أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر أنبأنا أبو بكر البيهقي أنبأنا أبو عبد الله الحافظ حدثنا أبو النضر الفقيه حدثنا الفضل بن عبد الله اليشكري قال سمعت الفيض بن إسحاق قال سمعت الفضيل بن عياض يقول أما علمتم أن حاجة الناس إليكم نعمة من الله عليكم فاحذروا أن تملوا النعم فتصير نقما أخبرنا أبو الحسن بن قبيس حدثنا و ( 6 ) أبو منصور بن خيرون أنبأنا أبو بكر الخطيب ( 7 ) أنبأنا القاضي
_________
( 1 ) ترجمته في سير أعلام النبلاء 19 / 46 وفيها : نصر بن أحمد بن عبد الله بن البطر
( 2 ) إعجامها مضطرب بالاصل والمثبت عن مشيخة ابن عساكر 133 / أ
( 3 ) كذا بالاصل وهو من أهل السويداء وهي من ضياع حوران بناحية دمشق كما الانساب ذكره السمعاني وترجمه والنسبة إليها : السويداني
( 4 ) ترجمته في سير أعلام النبلاء 15 / 479
5 - ( ) بالاصل : " بالرقة أبو عمر " راجع ترجمة هلال بن العلاء بن هلال بن عمر أبي عمر الباهلي عالم الرقة في سير أعلام النبلاء 13 / 306
( 6 ) زيادة منا للايضاح
( 7 ) رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 12 / 434 في ترجمة القاسم بن منبه الحربي

(48/431)


ح وأخبرنا أبو القاسم الشحامي أنبأنا البيهقي أنبأنا القاضي أبو الحسن علي بن عبد الله بن منصور ( 1 ) الهاشمي حدثنا أبو جعفر محمد بن عمرو ابن البحتري حدثنا القاسم بن منبه زاد الخطيب الحربي قال قال أبو نصر بشر بن الحارث بعث أبو رجاء الذي كان بمكة إلى فضيل يستقرضه وقال البيهقي يستقرض دراهم أو يسأله دراهم ثم قال أبو نصر بعث مسكين إلى مسكين قال ولم يكن عند فضيل إلا بعير له يعمل عليه قال فأمر ابنه أن يدخله السوق فيبيعه ثم يبعث إلى أبي رجاء بنصف ثمنه ويأتيه بالنصف الآخر ثم ذكر أبو نصر كرم اهل الخير وفضلهم أخبرنا ( 2 ) أبو الوقت عبد الأول بن عيسى أنبأنا أبو صاعد يعلى بن هبة الله الفضيلي أنبأنا عبد الرحمن بن أحمد الشريحي ( 3 ) أنبأنا محمد بن عقيل بن الأزهر البلخي حدثنا أبو الدرداء هو عبد العزيز بن منيب المروزي حدثنا إبراهيم بن الأشعث قال سمعت الفضيل يقول وسأله رجل فقال يا أبا علي أحب أن تصف لي كيف كان ( 4 ) في المواخاة فقال الفضيل هيهات كالمتعجب لذلك دعني وأين المؤاخاة ثم قال الفضيل إن كان الرجل ليحفظ ولد أخيه من بعد موته يتعاهدهم أربعين خمسين سنة عمره كله يأتي أهله فيقوم على بابه فيقول هل لكم من حاجة تريدون شيئا عندكم دقيق عندكم سويق عندكم زيت عندكم حطب عندكم كذا حتى يسألهم عن الكسوة فيقولون نعم فيقول أروني فإن كان عندهم وإلا اشترى لهم الخادم بخمس مائة درهم فيقول خذوا هذه تخدكم وأحدهم اليوم تطلب إليه الحاجة فما يقضيها ويغضب حتى كأنه أذنب إليه ذنبا ويعادي ويقاطع فإذا هو قضاها أفسدها بمن أو تطاول وأنت لو طلب منك عشرة دراهم يشق عليك نعم والله ودرهم لو طلب منك يشق عليك أخبرنا أبو بكر محمد بن الحسين حدثنا أبو الحسين بن المهتدي أنبأنا عبيدالله بن أبي مسلم الفرضي أنبأنا ابن السماك ( 5 ) حدثنا إسحاق بن إبراهيم بن سنين حدثني عبد الصمد بن يزيد قال سمعت الفضيل يقول
_________
( 1 ) كذا بالاصل وفي تاريخ بغداد : إبراهيم
( 2 ) كتب فوقها بالاصل : ملحق
( 3 ) بدون إعجام بالاصل
( 4 ) بعدها في المختصر بياض مقدار كلمة
( 5 ) بالاصل : ابن أبي السماك

(48/432)


يزعم الناس أن الورع شديد وما ورد علي أمران إلا أخذت بأهداهما فدع ما يريبك إلى ما لا يريبك أخبرنا أبو محمد عبد الكريم بن حمزة حدثنا أبو بكر الخطيب أخبرني علي بن أحمد ( 1 ) حدثنا أبو بكر الشافعي إملاء من حفظه حدثنا محمد بن يونس الكديمي حدثنا عبدة بن عبد الرحيم المروزي قال ( 2 ) كنت عند فضيل بن عياض وعنده عبد الله بن المبارك فقال إن أهلك وعيالك قد أصبحوا مجهودين محتاجين إلى هذا المال فاتق الله وخذ من هؤلاء القوم يعني الخلفاء فزجره عبد الله بن المبارك ثم أنشأ يقول ( 2 ) * خذ من الجاورس ( 3 ) وإلا * رز والخبز والشعير واجعلن ذاك حلالا * تنج من حر ( 4 ) السعير وأنا ما استطعت ( 5 ) هداك الل ه عن دار الأمير لا تزرها واجتنبها * إنها شر مزور توهن الدنيا وتدني * ك من الحوب ( 6 ) الكبير ولما تترك من ديد * نك في تلك الأمور هو أجدى لك من ما * ل وسلطان يسير منه بالدون فأبصر * واذكرن يوم المصير قبل ان تسقط يا مغ * رور في حفرة بير واطلب الرزق إلى ذي ال * عرش والرب غفور وارض با ويحك من دذ * ياك بالقوت اليسير إنها دار بلاء * وزوال وغرور
_________
( 1 ) مطموس بالاصل
( 2 ) تقدمت بعض الابيات في ترجمة عبد اللهه بن المبارك راجع كتابنا تاريخ مدينة دمشق - بتحقيقنا 32 / 464 والخبر والابيات في سير أعلام النبلاء 8 / 415 - 416
( 3 ) في سير الاعلام : " الجاروش " وفيما تقدم : الجاووش
( 4 ) فيما تقدم في ترجمة عبد الله بن المبارك : نار السعير
( 5 ) بالاصل : استطعت
( 6 ) أي الاثم العظيم ( اللسان )

(48/433)


كم ترى قد صرعت قب * لك أصحاب القصور وذوي الهيبة في المج * لس والجمع الكثير أخرجوا كرها وما كا * ن لديهم من نكير كم ببطن الأرض ثاو * من شريف ووزير وصغير الشأن عبد * خامل الذكر حقير لو تصفحت وجوه ال * قوم في يوم نضير لم تميزهم ولم تع * رف عنيا من فقير خمدوا فالقوم صرعى * تحت أطباق ( 1 ) الصخور فاستووا عند مليك * بمساويهم خبير فاحذر الصيحة يا وي * حك من دهر عثور أين فرعون وهاما * ن ونمرود النسور أو ما تخشاه أن ير * ميك بالموت المبير أو ما تحذر من يو * م عبوس قمطرير أقمطر الشر فيه * بعذاب الزمهرير * قال فغشي على الفضيل وردهه ولم يأخذه قال الخطيب هكذا في هذا الخبر والمعروف أن ابن المبارك كان من ذوي الأحوال والتجارات بصنوف الأموال وإن فضيلا كان من الفقراء وأحد المعدودين في الزهاد والأولياء وكان مع فقره وحاجته يتورع عن قبول مال السلطان وغيره وأحسب الشافعي لم يضبط الحكاية ودخل عليه الوهم حين رواها من حفظه والله أعلم أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن الحسن أنبأنا هناد بن إبراهيم بن محمد أنبأنا محمد بن أحمد بن محمد بن سليمان الغنجار أنبأنا أبو محمد أحمد بن محمد بن معروف البخاري حدثنا أبو الحسن محمد بن الحسن بن حلوان الخليلي المؤدب حدثنا أبو الحسن علي بن الحسن بن عبدة قال سمعت أبا حفص أحمد بن الفضل البخاري يقول كنت عند الفضيل بن عياض فجاءه هارون أمير المؤمنين يزور فضيل بن عياض ومعه أبو
_________
( 1 ) في الرواية المتقدمة وسير أعلام النبلاء : أشقاق الصخور

(48/434)


قتادة فقال أبو قتادة رحمك الله الخليفة على الباب فقال الفضيل ليس له أن يزورنا لنا أن نزوره ثم قال إن أمير المؤمنين على الباب فقال يا أبا قتادة ليس له ان يزورنا لنا أن نزوره فارجع فلا إذن لكم قال فرجع هارون أمير المؤمنين أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر أنبأنا أبو بكر البيهقي أنبأنا أبو عبد الله الحافظ أنبأنا الحسن بن محمد بن إسحاق حدثنا أبو عثمان الخياط حدثنا ابن أبي الحواري حدثنا أحمد بن عاصم أبو عبد الله الأنطاكي ( 1 ) قال قال هارون الرشيد لسفيان أحب أن أرى الفضيل فقال له أذهب بك إليه فاستأذن سفيان على فضيل فقال له من هذا فقال قولوا له هذا سفيان فقال قولوا له يدخل فقال ومن معي قال ومن معك قال فلما دخلوا عليه قال له سفيان يا أبا علي هذا أمير المؤمنين فقال وإنك لهو يا جميل الوجه أنت الذي ليس بين الله وبين خلقه أحد غيرك أنت الذي يسأل يوم القيامة كل إنسان عن نفسه وتسأل أنت عن هذه الأمة قال فبكى هارون أخبرنا أبو الحسن الفرضي أنبأنا أبو القاسم بن أبي العلاء ح وأخبرنا أبو المعالي بن الشعيري أنبأنا نجيب بن عمار بن أحمد قالا أنبأنا عبد الرحمن بن عثمان أنبأنا خيثمة بن سليمان حدثنا أبو ( 2 ) العباس النسائي صاحب أبي ثور بسر من رأى قال سمعت ( 3 ) محرز بن عون بن أبي عون يقول ( 4 ) كنت عند فضيل بن عياض فأتى ( 5 ) هارون ويحيى بن خالد وجعفر بن يحيى فقال له يحيى بن خالد يا أبا علي هذا أمير المؤمنين يسلم عليك يعني قال أيكم هو قالوا هذا قال يا حسن الوجه لقد طوقت أمرا عظيما يا حسن الوجه لقد طوقت أمرا عظيما حدثني عبيد المكتب عن مجاهد في قوله " وتقطعت بهم الأسباب " ( 6 ) قال الأوصال التي كانت بينهم في الدنيا وأومأ بيده إليهم
_________
( 1 ) ترجمته في سير أعلام النبلاء 10 / 487 و 11 / 409
( 2 ) بالاصل : " أبي "
( 3 ) استدركت الكلمة عن هامش الاصل وبعدها صح
( 4 ) من طريقه رواه الذهبي في سير أعلام النبلاء 8 / 441
( 5 ) بالاصل : " وأنبأنا " تصحيف والتصويب عن سير أعلام النبلاء
( 6 ) سورة البقرة الاية : 166

(48/435)


أخبرنا ( 1 ) أبو الوقت السجزي أنبأنا أبو صاعد الفضيلي أنبأنا أبو محمد الشريحي أنبأنا محمد بن عقيل البلخي حدثنا عباس الدوري ( 2 ) حدثنا محمد بن عبد الله الأنباري قال سمعت فضيل بن عياض قال لما قدم هارون الرشيد إلى مكة قعد في الحجر هو وولده وقوم معه من الهاشميين وبعثوا إلى المشايخ فأحضروهم عنده وبعثوا إلى فأردت أن لا أذهب واستشرت جارا لي فقال لي يا أبا علي لا تفعل اذهب لعله إنما يريد أن تحدثه بشئ أو تعظه بشئ قال فذهبت فجئت فدخلت المسجد فلما صرت إلى الحجر إذا هم قعود فقلت لأدناهم إلي رجلا أيهم أمير المؤمنين فأشار لي إليه فاقبلت عليه فقلت السلام عليك يا أمير المؤمنين ورحمة الله وبركاته قال فرد علي وقال اقعد ثم قال لي أما إنا ما دعوناك لشئ تكره ولكن حدثنا بشئ عظنا قال فأقبلت عليه فقلت له يا حسن الوجه حساب الخلق كلهم عليك قال فجعل يبكي ويشهق قال فرددت عليه يا حسن الوجه حساب الخلق كلهم عليك قال فجعل يبكي حتى جاء الخادم فحملوني فأخرجوني من الحجر وقالوا اذهب بسلام ( 3 ) أخبرنا أبو المظفر بن القشيري أنبأنا سعيد بن محمد البحيري أنبأنا أبو بكر محمد ابن أحمد بن عبدوس حدثنا أبو المثنى معاذ بن المثنى العنبري أملى علينا حدثنا أبو بكر ابن عفان حدثنا علي الطائفي وكان من خيار الناس قال قدم هارون أمير المؤمنين مكة قال فبعث إلى سفيان بن عيينة بالليل قال فأتاه سفيان فقال له هارون أمير المؤمنين قم بنا إلى باب فضيل بن عياض فدق سفيان الباب فقيل من هذا قال ابن عيينة قال أدخل فقال ابن عيينة أنا ومن معي فقال أنت ومن معك قال فدخل سفيان وهارون أمير المؤمنين على فضيل بن عياض وقال هارون للخادم لا تدخلن معنا فدخل سفيان فإذا فضيل مستقبل بوجهه القبلة فقال يا أبا علي هذا هارون أمير المؤمنين قد دخل عليك قال فمكث طويلا لا يلتفت إليه ولا بنظر إليه ثم رفع فضيل رأسه إلى هارون فقال له يا حسن الوجه ما أحسن وجهك لقد قلدت أمرا
_________
( 1 ) كتب فوقها بالاصل : ملحق
( 2 ) من طريقه رواه الذهبي في سير أعلام النبلاء 8 / 441
( 3 ) كتب فوقها بالاصل : إلى

(48/436)


عظيما حدثني عبيد المكتب عن مجاهد في قوله " وتقطعت بهم الأسباب " قال الوصل التي كانت بينهم قال أبو بكر وحدثنا به فضيل قال فبكى هارون وقام فخرج من عنده قال علي حدثت أنه حمل إليه تلك الليلة مائة ألف فأبى أن يقبلها أخبرنا أبو الحسن بركات بن عبد الرحمن وأبو محمد عبد الكريم بن حمزة قالا حدثنا أبو بكر الخطيب أنبأنا أبو القاسم الأزهري أنبأنا عمر بن أحمد بن عثمان المروروذي حدثنا محمد بن زكريا بن إبراهيم العسكري حدثنا العباس بن عبد الله الترقفي حدثني الحسن بن يونس الواسطي حدثنا محمد بن علي أبو عمر النحوي ( 2 ) حدثنا الفضل بن الربيع قال حج أمير المؤمنين هارون فبينا أنا ليلة نائم بمكة إذ سمعت قرع الباب فقلت من هذا قال أجب أمير المؤمنين فخرجت مسرعا فقلت يا أمير المؤمنين لو أرسلت إلي أتيتك قال ويحك أنه قد حيك ( 3 ) في نفسي شئ فانظر لي رجلا أسأله فقلت ههنا سفيان بن عيينة فقال امض بنا إليه فأتيناه فقرعت عليه الباب فقال من هذا قلت أجب أمير المؤمنين فخرج مسرعا فقال يا أمير المؤمنين لو أرسلت إلي أتيتك فقال خذ لما جئنا له رحمك الله فحادثه ساعة ثم قال أعليك دين قال نعم فقال يا عباسي ( 4 ) اقض دينه ثم انصرفنا فقال ما أغنى عني صاحبك شيئا فانظرني رجلا أسأله فقلت ههنا عبد الرزاق بن همام ( 5 ) فقال امض بنا إليه فأتيناه فقرعت عليه الباب فقال من هذا فقلت أجب أمير المؤمنين فخرج مسرعا فقال يا أمير المؤمنين لو أرسلت إلي أتيتك
_________
( 1 ) بالاصل بالدال المهملة وهذه النسبة إلى مروروذ
( 2 ) من طريقه رواه أبو نعيم الحافظ في حلية الاولياء 8 / 105 في خبر طويل
( 3 ) كذا بالاصل وفي الحلية : " حاك " وفي تهذى الكمال وسير الاعلام والمختصر : حك
( 4 ) كذا بالاصل والمختصر وفي الحلية وتهذيب الكمال : يا أبا عباس راجع ترجمة الفضل بن ربيع بن يونس في سير أعلام النبلاء 10 / 109 ، وتاريخ بغداد 12 / 343 وكناه بأبي العباس
( 5 ) تقدمت ترجمته في تاريخ مدينة دمشق 36 / 160 رقم 4039 ط دار

(48/437)


فقال خذ لما جئناك له رحمك الله فحادثه ساعة ثم قال عليك دين قال نعم قال يا عباسي ( 1 ) اقض دينه ثم انصرفنا فقال ما أغنى عني صاحبك شيئا انظر لي رجلا فقلت ههنا الفضيل بن عياض فقال امض بنا إليه فأتيناه فإذا هو قائم يصلي يتلو آية يرددها فقال لي اقرع فقرعت فقال من هذا فقلت أجب أمير المؤمنين فقال ما لي ولأمير المؤمنين فقلت سبحان الله أوما عليك طاعة أو ليس قد روي عن النبي ( صلى الله عليه و سلم ) أنه قال ليس للمؤمن أن يذل ( 2 ) نفسه قال فنزل ففتح الباب قال عبد الكريم بن حمزة وساق الخبر بطوله في موعظة الفضيل لهارون الرشيد وذكر ذلك بركات فقال ثم ارتقى إلى الغرفة فأطفأ السراج ثم التجأ إلى زاوية من زوايا الغرفة قال فدخلنا فجعلنا نجول عليه بأيدينا فسبقت يد هارون إليه فبكى وقال أوه من كف ما ألينها إن نجت غدا من عذاب الله قال قلت في نفسي لنكلمنه الليلة بكلام تقي من قلب تقي ( 3 ) فقال له خذ لما جئنا له رحمك الله فقال إن عمر بن عبد العزيز لما ولي الخلافة دعا سالم بن عبد الله ومحمد بن كعب القرظي ورجاء بن حيوة فقال لهم إني قد ابتليت بهذا البلاء فأشيروا علي فعد الخلافة يا أ وأصحابك نعمة فقال له المؤمنين بلاء وعددتها أنت وأصجابك نعمة فقال له سالم بن عبد الله إن أردت النجاة غدا من عذاب الله عز و جل فصم عن الدنيا وليكن إفطارك فيها الموت وقال له محمد بن كعب القرظي إن أردت النجاة من عذاب الله فليكن كبير المسلمين ( 4 ) عندك أبا وأوسطهم عندك أخا وصغيركم ( 5 ) عندك ولدا فوقر أباك وأكرم أخاك وتحنن على ولدك وقال له رجاء بن حيوة إن أردت النجاة غدا من عذاب الله فأحب
_________
( 1 ) كذا بالاصل والمختصر وفي الحلية وتهذيب الكمال : يا أبا عباس راجع ترجمة الفضل بن ربيع بن يونس في سير أعلام النبلاء 10 / 109 ، وتاريخ بغداد 12 / 343 وكناه بأبي العباس
( 2 ) كذا بالاصل وتهذيب الكمال وفي الحلية : ليس للمؤمن بذل نفسه
( 3 ) كذا بالاصل وفي تهذيب الكمال وسير الاعلام والمختصر : " نقي " وفي الحلية : بكلام من تقى قلب تقي
( 4 ) في الحلية : كبير المؤمنين
5 - ( ) كذا بالاصل وفي الحلية وتهذيب الكمال وسير الاعلام : وأصغرهم

(48/438)


للمسلمين ما تحب لنفسك واكره لهم ما تكره لنفسك ثم مت إذا شئت ثم إني لأقولك هذا وإني أخاف عليك أشد الخوف يوم القيامة يوم تزل فيه الأقدام فهل معك رحمك الله مثل هؤلاء من يأمرك بمثل هذا قال فبكى هارون بكاء شديدا حتى غشي عليه فقلت ارفق بأمير ( 1 ) المؤمنين فقال يا بن ( 2 ) أم الربيع تقتله أنت وأصحابك وأرفق به أنا ثم أفاق فقال رحمك الله زدني فقال يا أمير المؤمنين بلغني أن عاملا لعمر بن عبد العزيز شكى إليه قال فكتب إليه عمر يا أخي اذكر طول سهر أهل النار في النار مع خلود الأبد فإن ذلك يطرد بك إلى الرب نائما ويقظانا وإياك أن ينصرف بك من عند الله فيكون آخر العهد ومنقطع الرجاء قال فلما قرأ الكتاب طوى البلاد حتى قدم على عمر بن عبد العزيز فقال له ما أقدمك قال خلعت قلبي بكتابك لا وليت ولاية حتى ألقى الله قال فبكى هارون بكاء شديدا ثم قال زدني رحمك الله فقال يا أمير المؤمنين إن العباس عم المصطفى ( صلى الله عليه و سلم ) جاء إلى النبي ( صلى الله عليه و سلم ) فقال يا رسول الله أمرني على إمارة فقال النبي ( صلى الله عليه و سلم ) يا عباس يا عم النبي نفس تحييها ( 4 ) خير لك من إمارة لا تحصيها إن الإمارة حسرة وندامة يوم القيامة فإن استطعت أن لا تكون أميرا فافعل قال فبكى هارون بكاء شديدا ثم قال له زدني رحمك الله فقال يا حسن الوجه أنت الذي يسألك الله عن هذا الخلق يوم القيامة فإن استطعت أن تقي هذا الوجه من النار فافعل وإياك أن تصبح وتمسي وفي قلبك غش لرعيتك فإن النبي ( صلى الله عليه و سلم ) قال من أصبح لهم غاشا لم يرح رائحة الجنة ثم ( 5 ) فقالا جميعا قال فبكى هارون بكاء شديدا حتى غشي عليه ثم قال عليك دين قال نعم دين لربي لم يحاسبني عليه فالويل لي إن ساءلني والويل لي إن ناقشني والويل لي إن لم الهم حجتي فقال إنما أعني من دين العباد قال فقال إن ربي لم يأمرني بهذا أمرني أن أصدق وعده وأن أطيع أمره فقال " وما خلقت الجن والإنس
_________
( 1 ) بالاصل : " يا أمير " والتصويب عن الحلية والمصدرين
( 2 ) كذا بالاصل والمختصر وتهذيب الكمال وسير الاعلام وفي الحلية : يا بن الربيع
( 3 ) كذا بالاصل منونة
( 4 ) المختصر : تنجيها
( 5 ) بياض بالاصل بمقدار كلمة

(48/439)


" إلا ليعبدون ما أريد منهم من رزق وما أريد أن يطعمون إن الله هو الرزاق ( 1 ) " فقال له هذه ألف دينار خذها فأنفقها على عيالك وتقو ( 2 ) بها على عبادة ربك فقال سبحان الله أنا أدلك على النجاة وتكافئني بمثل هذا سلمك الله ووفقك ثم صمت فلم يكلمنا فخرجنا من عنده فلما صرنا على الباب قال لي هارون يا عباسي ( 3 ) إذا دللتني على رجل فدلني على مثل هذا هذا أزهد المسلمين اليوم أو كلمة نحوها وقال غير أبي عمر في هذا الحديث فدخلت عليه امرأة من نسائه فقالت يا هذا أترى سوء ما نحن فيه من ضيق الحال فلو قبلت هذا المال تفرجنا به ( 4 ) فقال لها مثلي ومثلكم كمثل قوم كان لهم بعير يأكلون من كسبه فلما كبر نحروه فأكلوا لحمه فلما سمع هارون الكلام قال ادخل فعسى أن يقبل المال قال فدخلنا فلما علم به الفضيل خرج فجلس على تراب في السطح وجاء هارون فجلس إلى جنبه فجعل يكلمه فلم يجبه فبينما نحن كذلك إذ خرجت جارية سوداء فقالت يا هذا قد أذيت الشيخ منذ الليلة فانصرف رحمك الله قال فانصرفنا أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر أنبأنا أبو بكر البيهقي أنبأنا أبو عبد الله الحافظ حدثنا أبو محمد أحمد بن عبد الله المري حدثنا النعمان بن أحمد بن أحمد بن نعيم الواسطي قاضي تستر حدثنا الحسن بن علي الأزدي المعروف بابن السمسار حدثنا محمد ابن علي النحوي حدثنا الفضل بن الربيع قال حج أمير المؤمنين هارون الرشيد قال فبينا أنا ليلة نائم بمكة إذ سمعت قرع الباب فقلت من هذا فقال أجب أمير المؤمنين فخرجت مسرعا فقلت يا أمير المؤمنين هلا أرسلت إلي فأتيك فقال إنه حك في نفسي شئ فانظر لي رجلا أسأله عنه فقلت ههنا سفيان بن عيينة قال فامض بنا إليه فأتيناه فقرعت عليه الباب فقال من هذا فقلت أجب أمير المؤمنين فخرج مسرعا فقال يا أمير المؤمنين لو أرسلت إلي أتيتك فقال خذ لما جئنا له رحمك الله فحادثه ساعة فقال له أعليك دين قال نعم قال يا عباسي ( 5 ) اقض ( 6 ) دينه ثم التفت إلي فقال يا عباسي ( 5 ) ما أغنى عني صاحبك شيئا فانظر لي رجلا
_________
( 1 ) سورة الذاريات الاية 56 إلى 58
( 2 ) بالاصل : " وتقوا "
( 3 ) كذا بالاصل وفي تهذيب الكمال : يا أبا عباس
( 4 ) في حلية الاولياء : فتفرجنا به
( 5 ) كذا بالاصل
( 6 ) بالاصل : اقضي خطأ

(48/440)


أسأله فقال ههنا عبد الرزاق بن همام فقال امض بنا إليه فأتيناه فقرعت الباب فقال من هذا فقلت أجب أمير المؤمنين فخرج مسرعا فقال يا أمير المؤمنين لو أرسلت إلي أتيتك فقال خذ لما جئناك له رحمك الله فحادثه ساعة ثم قال له أعليك دين قال نعم قال يا عباسي ( 1 ) اقض دينه ثم التفت إلي فقال ما أغنى عني صاحبك شيئا فانظر لي رجلا أسأله فقلت ههنا فضيل بن عياض فقال امض بنا إليه فأتيناه فإذا هو قائم يصلي يتلو آية من كتاب الله ويرددها وكان هارون رجلا رفيقا فبكى بكاء شديدا ثم قال لي اقرع الباب فقرعته فقال من هذا قلت أجب أمير المؤمنين فقال ما لي ولأمير المؤمنين فقلت سبحان الله أوما عليك طاعة أو ليس قد روي عن ( 2 ) النبي ( صلى الله عليه و سلم ) أنه قال لا ينبغي للمؤمن أن يذل نفسه قال فنزل ففتح الباب ثم ارتقى إلى الغرفة وأطفأ السراج والتجأ إلى زاوية من زوايا الغرفة فجلس فيها فجعلنا نجول عليه بأيدينا فسبقت كف هارون كفي إليه فقال أوه من كف ما ألينها إن نجت من عذاب الله قال فقلت لنفسي لنكلمنه الليلة بكلام تقي من قلب تقي قال فقال له خذ لما جئت له رحمك الله فقال يا أمير المؤمنين بلغني أن عاملا لعمر بن عبد العزيز شكى إليه فكتب إليه يا أخي اذكر طول سهر أهل النار في النار مع خلود الأبد فإن ذلك نظر قربك إلى الرب نائما ويقظانا ( 3 ) وإياك أن ينصرف بك من عند الله فيكون آخر العهد ومنقطع الرجاء فلما قرأ الكتاب طوى البلاد حتى قدم على عمر فقال له عمر ما أقدمك قال خلعت قلبي بكتابك لا وليت لك ولاية حتى ألقى الله قال فبكى هارون بكاء شديدا ثم قال له زدني رحمك الله فقال يا أمير المؤمنين بلغني أن عمر بن عبد العزيز لما ولي الخلافة دعا سالم بن عبد الله ومحمد بن كعب القرظي ورجاء بم حيوة فقال لهم إني بليت بهذا البلاء فأشيروا علي فعد الخلافة بلاء وعددتها أنت وأصحابك نعمة فقال محمد بن كعب إن أردت النجاة غدا من عذاب الله فصم عن ( 4 ) الدنيا وليكن إفطارك منها الموت
_________
( 1 ) كذا بالاصل
( 2 ) كلمة " عن " كتبت فوق الكلام بين السطرين بالاصل
( 3 ) كذا بالاصل : " يقظانا " منونة
( 4 ) سقطت من الاصل هنا والزيادة عن الرواية السابقة للخبر

(48/441)


وقال له رجاء بن حيوة إن أردت النجاة غدا من عذاب الله فحب للمسلمين ما تحب لنفسك واكره لهم ما تكره لنفسك وإني لأقول لك هذا وإني لأخاف عليك أشد الخوف يوما ( 1 ) تزل فيه الأقدام فهل معك رحمك الله من يأمرك بمثل هذا فبكى هارون بكاء شديدا حتى غشي عليه فقلت ارفق بأمير المؤمنين فقال يا بن أم الربيع تقتله أنت وأصحابك وأرفق به أنا ثم إنه أفاق فقال زدني رحمك الله فقال يا أمير المؤمنين يا حسن الوجه أنت الذي يسألك الله عن هذا الخلق يوم القيامة فإن استطعت أن تقي هذا الوجه من النار فافعل فقال له هارون أعليك دين قال نعم دين لربي لم يحاسبني عليه فالويل لي إن سألني ( 2 ) والويل لي إن ناقشني والويل لي إن لم ألهم حجتي فقال إنما أعني دين العباد فقال إن ربي لم يأمرني بهذا أمرني أن أصدق وعده وأطيع أمره فقال عز من قائل " وما خلقت الجن والإنس إلآ ليعبدون ما أريد منهم من رزق وما أريد أن يطعمون إن الله هو الرزاق ذو القوة المتين ( 3 ) " فقال له هذه ألف دينار فخذها وأنفقها على نفسك وتقو بها على عبادة ربك فقال سبحان الله إنا ندلك على النجاة وأنت تكافئني بمثل هذا سلمك الله ووفقك قال فخرجنا من عنده فبينا نحن على الباب إذا بامرأة من نسائه فقالت له ( 4 ) يا عبد الله قد ترى ضيق ما نحن فيه من الحال فلو قبلت هذا المال وفرجتنا به فقال لها مثلي ومثلكم مثل قوم كان لهم بعير يستقون عليه فلما كبر نحروه وأكلوا لحمه فلما سمع هذا الكلام قال نرجع فعسى أن يقبل هذا المال فلما أحس به فضيل خرج إلى تراب في السطح وجلس عليه وجاء هارون حتى جلس إلى جنبه فجعل يكلمه ولا يجيبه بشئ فبينا نحن كذلك إذا بجارية سوداء قد خرجت علينا فقالت قد آذيتم الشيخ منذ الليلة انصرفوا رحمكم الله قال فخرجنا من عنده فقال يا عباسي ( 5 ) إذا دللتني على رجل فدلني على مثل هذا فهذا سيد المسلمين قال وقال الفضيل تقرأ في وترك نخلع ونترك من يفجرك ثم تعدو إلى الفاجر فتعامله
_________
( 1 ) بالاصل : " يوم " والمثبت عن حلية الاولياء
( 2 ) في الحلية : ساءلني
( 3 ) سورة الذاريات الايات 56 إلى 58
( 4 ) كلمة " له " كتبت فوق الكلام بين السطرين بالاصل
( 5 ) كذا

(48/442)


قال وقال الفضيل لا تنظر إليهم من طريق الغلظة عليهم ولكن انظر من طريق الرحمة يعني السلطان أخبرنا أبو طاهر محمد بن محمد بن عبد الله المؤذن أنبأنا عبد الكريم بن عبد الرزاق الحسناباذي أنبأنا منصور بن الحسين الكاتب أنبأنا أبو بكر بن المقرئ أنبأنا أبو يعلى الموصلي قال ( 1 ) سمعت عبد الصمد قال سمعت فضيلا يقول لا تجعل الرجال أو صياءك كيف تلومهم أن يضيعوا وصيتك وأنت قد ضيعتها في حياتك وأنت بعدها تصير إلى بيت الدود وبيت الوحشة وبيت الظلمة ويكون زائرك فيه منكر ونكير ( 2 ) فقبرك روضة من رياض الجنة أو حفرة من حفر النار ثم بكى وقال أعاذنا الله وإياكم من النار قال ( 2 ) وسمعت فضيلا يقول حسناتك من عدوك أكثر منها من صديقك قيل وكيف ذاك يا أبا علي قال لأن صديقك إذا ذكرت بين يديه قال عافاه الله وعدوك إذا ذكرت بين يديه يغتابك الليل والنهار وإنما يدفع المسكين حسناته إليك فلا ترض حتى إذا ذكر بين يديك تقول اللهم اهلكه لا بل ادع الله له اللهم أصلحه اللهم راجع به فيكون الله يعطيك أجر ما دعوت له قال وسمعت فضيلا يقول آفة العلم النسيان وآفة القراء العجب والغيبة وأشد الناس عذابا يوم القيامة الساعي والنمام واحذروا أبواب الملوك فإنها تزيد النقم ( 4 ) وتذهب بالنعم قلنا يا أبا علي هذا الحديث الذي جاء إن عليها فتنا ( 5 ) كبمارك ( 6 ) الإبل قال لا ولكنه هو الرجل يكون عليه من الله نعمة لا يكون به إلى خلق من خلق الله حاجة فإذا دخل على هؤلاء ورأى ما قد بسط لهم استصغر ما هو فيه فمن ثم تذهب النعمة أو تزول النعمة قال وسمعت فضيلا يقول ليس الآمر الناهي الذي يدخل عليهم يأمرهم وينهاهم ثم
_________
( 1 ) من طريقه رواه أبو نعيم الحافظ في حلية الاولياء 8 / 87
( 2 ) كذا بالاصل والمختصر وفي الحلية : منكرا ونكيرا
( 3 ) القائل : عبد الصمد بن يزيد مردويه ومن طريقه روي الخبر في حلية الاولياء 8 / 97
( 4 ) كذا بالاصل وفي المختصر : تزيل النعم
( 5 ) بالاصل : فتن
( 6 ) بالاصل : كبارك

(48/443)


يدعونه بعد إلى طعامهم وشرابهم فيجيبهم إنما الآمر الناهي الذي اعتزلهم ولم يدخل عليهم فهو الآمر الناهي قال واجتمعوا يوما عند الفضيل فقال بعض من كان معنا فيكم من يقرأ القرآن فقرأ بعض القوم ممن كان معنا فلما سمع القرآن خرج وعينيه تشخب دموعا وهو يقول كلام الله عز و جل فلما فرغ القارئ من قراءته دعا بدعوات ثم قال لنا إخواني لو علمت أنكم تريدون هذا العلم لله لرحلت إليكم إلى منازلكم فإن كنتم صادقين فعليكم بالقرآن حتى متى تعلمون ولا تعملون حتى متى ترحلون ولا تنتفعون قال وسمعت الفضيل يقول لم تتزين العباد بشي أفضل من الصدق والله عز و جل سائل الصادقين عن صدقهم فكيف بالكذابين المساكين قال وسمعت الفضيل يقول لم ينبل من نبل بالحج ( 1 ) والجهاد ولا بالصوم ولا بالصلاة إنما نبل عندنا من كان يعقل أيش يدخل جوفه يعني الرغيفين من حله قال ( 2 ) وسمعت فضيلا ح واخبرنا أبو عبد الله الفراوي وأبو المظفر بن القشيري قالا أنبأنا أبو سعيد محمد بن علي الخشاب أنبأنا أبو بكر محمد بن عبد الله الجوزقي أنبأنا أبو العباس محمد ابن عبد الرحمن الدغولي قال سمعت أبا الحسين المظفري قال سمعت عبد الصمد بن يزيد يقول سمعت الفضيل يقول المؤمن ينظر بنور الله الناس منه في راحة وهو بركة على من جلس إليه لا يغتاب أحدا كريم الخلق لين الجانب والمنافق عياب غياب زاد أبو علي خشن ( 3 ) الجانب خشن ( 4 ) الكلام وقالا إن رأى خيرا كتمه وإن رأى زلة كشفها غضب الله عليه ومأواه جهنم لأن الله قال " إن المنافقين في الدرك الأسفل من النار " ( 5 ) زاد المظفري قال وسمعت عبد الصمد بن يزيد يقول وسمعت الفضيل يقول
_________
( 1 ) بالاصل : " باللجج " والمثبت عن المختصر
( 2 ) القائل : عبد الصمد بن يزيد مردويه
( 3 ) كذا بالاصل
( 4 ) بالاصل - في الموضعين - " حسن " تصحيف والتصويب عن المختصر
( 5 ) سورة النساء الاية : 145

(48/444)


إن الفاحشة تشيع في الذين آمنوا حتى إذا بلغت الصالحين كانوا لها خزانا زاد أبو يعلى قال وسمعت عبد الصمد يقول وسمعت فضيلا يقول رحم الله عبدا كسب طيبا وأنفق قصدا وقدم فضلا ليوم فقره وفاقته رحم الله من ترحم على أصحاب رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) فإما تحسن هذ كله بحبك اصحاب محمد ( صلى الله عليه و سلم ) قال وسمعت الفضيل يقول من اراد الاخرة أضر بالدنيا ومن أراد الدنيا أضر بالآخرة ألا فاضربوا ( 1 ) بالدنيا فإنها دار فناء واعملوا لدار البقاء قال ( 2 ) وسمعت الفضيل يقول ليكن شغلك في نفسك ولا يكن ( 3 ) شغلك في غيرك فمن كان شغله في غيره فقد مكر به قال وسمعت الفضيل يقول المؤمن في الدنيا مغموم يتزود ليوم معاده قليل فرحه ثم بكى ( 4 ) قال وسمعت فضيلا يقول إياكم والعجب فإنه يمحو العمل ومن رمى محصنا أحبط الله عمله ومن قال في رجل ما لا يعلم كتب عند الله كذابا ومن كتب عند الله كذابا فقد هلك قال وسمعت الفضيل يقول من علم الله منه أنه يحب أن يصلح بين الناس أصلح الله الذي بينه وبينه وغفر له ذنبه وأصلح له أهله وولده ومن أحب أن يفسد بين الناس أفسد الله عليه معيشة قال وسمعت الفضيل يقول هل ترك الموت للمؤمن فرحا وإنما المؤمن يصبح مغموما ويمسي مغموما وإنما دهره الهرب بدينه إلى الله عز و جل
_________
( 1 ) كذا بالاصل وفي المختصر : فأضروا بالدنيا
( 2 ) القائل : عبد الصمد بن يزيد مردويه ومن طريقه رواه أبو نعيم في حلية الاولياء 8 / 102
( 3 ) الحلية : ولا يكون
( 4 ) رواه أبو نعيم في حلية الاولياء 8 / 110

(48/445)


قال وسمعت الفضيل يقول خلق كثير من يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر لا يقبل الله منهم ذلك وذلك لأنهم يريدون به غير الله وقد يكون الرجل الواحد يأمر العباد فيقبلون منه فيحيي الله به العباد والبلاد قال وسمعت الفضيل يقول طوبى لمن نظر في مطعمه ومشربه وجعله من حله وبكى على خطيئته قال وسمعت الفضيل يقول إن الله قسم المحبة كما قسم الرزق وكل ذا من ( 1 ) الله وإياكم والحسد فإنه الداء الذي ليس له دواء قال وسمعت الفضيل يقول عليكم بالشكر فإنه قل قوم كانت عليهم من الله نعمة فزالت عنهم إلا لم تعد إليهم أبدا قال وسمعت فضيلا يقول أعوذ بالله أن أعادي له وليا قال وسمعت الفضيل يقول من ازداد علمه فليزدد شكرا إن المنافق كلما ازداد علما ازداد عمى قال وسمعت الفضيل يقول إن لله عبادا لا يرفع لهم إلى الله عمل وهم أصحاب الرياء الذين يكون حبهم في غير حب الله إن أعطوا رضوا وإن منعوا سخطوا فمن كان كذلك ورثه الله العمى قال وسمعت الفضيل يقول ( 2 ) اجعلوا دينكم ( 3 ) بمنزلة صاحب الجوز إن أحدكم يشتري الجوز فيحركه فما كان من جيد جعله في كمه وما كان من ردئ رده وكذلك الحكمة من تكلم بحكمة فأقبل ( 4 ) منه ومن تكلم بسوى ذلك فدعه
_________
( 1 ) تقرأ بالاصل : " وكل داء بشر الله " كذا والمثبت عن الحلية
( 2 ) رواه أبو نعيم في حلية الاولياء 8 / 99
( 3 ) إعجامها مضطرب بالاصل ونميل إلى قراءتها : " ذنبكم " والمثبت عن حلية الاولياء
( 4 ) في الحلية : قبل منه

(48/446)


قال وسمعت فضيلا يقول ( 1 ) لو أن دعوة مستجابة ما صيرتها إلا في الإمام قيل وكيف ذلك يا أبا علي قال متى ما صيرتها في نفسي لم تجزني ومتى صيرتها في الإمام فإصلاح ( 3 ) الإمام إصلاح ( 4 ) العباد والبلاد قيل وكيف ذلك يا أبا علي فسر لنا هذا قال أما إصلاح ( 3 ) البلاد فإذا أمن الناس ظلم الإمام عمروا الخرابات فتركوا ( 4 ) الأرض وأما العباد فينظروا إلى قوم من أهل الجهل فيقول قد شغلهم طلب المعيشة عن طلب ما ينفعهم من تعلم القرآن وغيره فيجمعهم في دار خمسين خمسين أقل أو أكثر يقول لرجل لك ما يصلحك وعلم هؤلاء أمر دينهم وانظر ما أخرج الله من فيهم مما يزكي الأرض فرده عليهم فقال كذا صلاح العباد والبلاد وقال رباح الكوفي إن ابن المبارك قبل جبهته في هذا الحديث فقال يا معلم الخير من يحسن هذا غيرك قال وسمعت فضيلا يقول ( 5 ) إنما سمي الصديق ليصدقه وإنما سمي الرفيق لترفقه أي ليس في السفر وحده بل ( 6 ) في السفر والحضر قلنا يا أبا علي فسر لنا هذا قال أما الصديق لتصدقه فإذا رأيت منه أمرا تكرهه فعظه ولا تدعه يتهور وأما الرفيق فإن كنت أعقل منه فارفقه بفعلك ( 7 ) وإن كنت أحلم منه فارفقه بحلمك وإن كنت أعلم منه فارفقه بعلمك ( 8 ) وإن كنت أغنى منه فارفقه بمالك قال وسمعت فضيلا يقول ( 9 ) ما لكم والملوك ما أعظم منتهم عليكم أن قد تركوا لكم طريق الآخرة فاركبوا
_________
( 1 ) رواه أبو نعيم الحافظ في حلية الاولياء 8 / 91 ومختصر في سير أعلام النبلاء 8 / 434
( 2 ) بدون إعجام بالاصل وفي الحلية : " تحزني " والتصويب عن المختصر
( 3 ) في الحلية : " صلاح "
( 4 ) كذا بالاصل وفي الحلية : " ونزلوا الارض " وفي المختصر : فتزكوا الارض
( 5 ) رواه أبو نعيم الحافظ في حلية الاولياء 8 / 112
( 6 ) زيادة للايضاح عن حلية الاولياء
( 7 ) في الحلية : فارفقه بعقلك
( 8 ) الزيادة بين معكوفتين عن حلية الاولياء
( 9 ) الخبر رواه أبو نعيم في حلية الاولياء 8 / 102

(48/447)


طريق الآخرة ولكن لا ترضون بعيوبهم بالدنيا ثم تزحمونهم ( 1 ) على الدنيا ما ينبغي لعالم أن يرضى بهذا لنفسه أخبرنا أبو طاهر محمد بن محمد أنبأنا عبد الكريم بن عبد الرزاق أنبأنا منصور بن الحسين أنبأنا أبو بكر بن المقرئ وأنبأنا أبو يعلى الموصلي قال سمعت عبد الصمد بن يزيد قال وقال الفضيل إنما ينبغي للدنيا أن تتلاعب بالجاهل لا بالعالم وقالوا له كلمت هارون في أمر الرعية إنه يحبك قال لست هناك فكرر القول عليه فقال لو كنت داخلا عليه يوما ما كلمته إلا في علماء السوء أقول يا أمير المؤمنين إنه لابد للناس من راع ولابد للراعي من عالم يشاوره ولا بد له من قاض ينظر في أحكام المسلمين وإذا كان لابد من هذين الرجلين فلا يأتك عالم ولا قاض إلا على حمار بإكاف خلفه أغبر فبالحرى أن يؤدوا إلى الراعي والرعية النصيحه يا أمير المؤمنين متى تطمع العلماء والقضاة أن يؤدوا إليك النصيحة ومركب أحدهم بكذا وكذا فإذا حملتهم على حمر مركبة بأكف فبالحري أن يؤدوا إليك النصيحة قال وسمعت الفضيل يقول لو تعلمون ما أعلم لم يهنكم طعام ولاشراب قال عبد الصمد وسمعت رباحا الكوفي يقول مات بعض ولد العلماء بمكة فأتاه القداحي ( " ) ومسلم بن خالد الزنجي ( 3 ) وسفيان بن عيينة وعبد المجيد بن عبد العزيز ( 4 ) يعزونه فلم يتعز فأتاه الفضيل فقال يا هذا ما ترى في رجل كان في سجن هو ( 5 ) وولده فأخرج ولده من السجن فأولى به أن يفرح أو يحزن فقال الرجل أولى به أن يفرح قال كأنك كنت أنت وابنك في السجن فأخرج ابنك من السجن فقال تعزيت والله
_________
( 1 ) بدون إعجام بالاصل والمثبت عن المختصر وفي الحلية : تزاحمونهم
( 2 ) كذا بالاصل ولعله يريد سعيد بن سالم القداح أبو عثمان المكي القداح ترجمته في سير أعلام النبلاء 9 / 319 وتهذيب الكمال 7 / 203
( 3 ) هو مسلم بن خالد أبو خالد المخزومي الزنجي المكي ترجمته في سير أعلام النبلاء 8 / 176
( 4 ) هو عبد المجيد بن عبد العزيز بن أبي رواد أبو عبد الحميد المكي ترجمته في سير أعلام النبلاء 9 / 434
( 5 ) زيادة للايضاح

(48/448)


أخبرنا أبو القاسم هبة الله بن عبد الله أنبأنا أبو بكر الخطيب أنبأنا أبو سعيد الحسن ابن محمد بن عبد الله بن حسنوية حدثنا أحمد بن جعفر بن أحمد بن معبد السمسار ( 1 ) حدثنا عمر بن أحمد بن السني حدثنا محمد بن سعد السحي ( 2 ) حدثن الفضيل بن عياض قال أتيت في منامي فقيل لي يا فضيل اذكر الله فإنه ما من أحد يوم القيامة إلا ود أنه زيد في صحيفته مثقال حبة من خردل من بر ولو كان داود عليه السلام قرأنا على أبي عبد الله يحيى بن الحسن عن أبي تمام علي بن محمد عن أبي عمر ابن حيوية حدثنا محمد بن القاسم بن جعفر حدثنا ابن أبي خيثمة حدثنا فضيل بن عبد الوهاب قال دخلت على فضيل بن عياض بيته فإذا بيته من قصب فيه ثلاثة أعواد من خلاف وبابه من أجذاع وله باب آخر في البيت ولا باب له فلما جلسنا أخذ الورى ( 3 ) فجعله على الباب الذي ليس له باب ثم جلس معنا فجعل يعظ قال وحدثنا فضيل قال وسمعت فضيلا بمكة يقول لهم لا تؤذوني ما خرجت إليكم حتى ثلاث و ( 4 ) ستين مرة أو نحوا من ستين مرة وكذلك قبل الظهر أخبرنا أبو منصور بن زريق أنبأنا أبو بكر الخطيب ( 5 ) أنبأنا محمد بن الحسين بن إبراهيم الخفاف حدثنا أبو الحسن علي بن هلال بن النجم الصفار إملاء من حفظه حدثنا أبو جعفر بن بدينا ( 6 ) أنبأنا محمد بن زنبور المكي ( 7 ) قا ل احتبس على فضيل بن عياض بوله فقال سيدي أطلقه عني فما بال قال فقال في الثانية وعزتك لو قطعتني إربا أربا ما ازددت لك إلا حبا قال فما بال قال فقال في الثالثة بحبي لك إلا ما أطلقته عني قال فما برحنا حتى بال
_________
( 1 ) ترجمته في سير أعلام النبلاء 15 / 519
( 2 ) كذا رسمها بالاصل بدون إعجام
( 3 ) كذا بالاصل
( 4 ) زيادة لازمة
( 5 ) رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 12 / 121 في ترجمة علي بن هلال بن النجم
( 6 ) في تاريخ بغداد : " أبو جعفر بن بدنيا " تصحيف والصواب ما أثبت وهو محمد بن هارون بن بدينا
( 7 ) ترجمته في تهذيب الكمال 16 / 279

(48/449)


أخبرنا أبو المظفر بن القشيري أنبأنا أبي أنبأنا حمزة بن يوسف السهمي أنبأنا محمد بن أحمد بن القاسم حدثنا تميم بن همام حدثنا إبراهيم بن الحارث حدثني عبد الرحمن بن عفان حدثني محمد بن أيوب حدثني أبو العباس خادم الفضيل قال ( 1 ) احتبس بول الفضيل فرفع يديه وقال اللهم بحبي لك إلا أطلقته علي قال فما برحنا حتى شفي أخبرنا أبو محمد بن طاوس حدثنا سليمان بن إبراهيم بن محمد حدثنا محمد بن إبراهيم بن جعفر اليزدي أنشدني أبو علي محمد بن عبد الله بن سعيد العسكري أنشدني بكر بن سعدوية الزاهد أنشدني أحمد بن عبدة أنشدني أبو علي الفضيل بن عياض يا أيها الذاهب في غيه * محصول ما تطلبه الفوت * والأمر قدامك مستعظم * قد جل بدوه الموت * أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر أنبأنا أبو بكر البيهقي أنبأنا أبو عمرو محمد بن عبد الله الأديب حدثنا أبو أحمد بن عدي الحافظ حدثنا بدر بن الهيثم قال ذكر هارون بن إسحاق حدثني رجل من أهل مكة قال كنا جلوسا مع فضيل بن عياض فقلنا يا أبا علي كم سنك فقال * ( 2 ) بلغت الثمانين أو جزتها * فماذا أؤمل أو أنتظر أتت لي ثمانون من مولدي * ودون الثمانين ما تعتبر ( علتني السنون فأبلينني * ثم نهض فلما ولى التفت فقال فدق العظام وكل البصر * أنبأنا أبو طاهر محمد بن محمد بن عبد الله السنجي ( 3 ) أنبأنا أبو المعالي ثابت بن بندار بن إبراهيم البقال أنبأنا أبو علي الحسن بن أحمد بن إبراهيم بن شاذان البزار ( 4 ) أنبأنا
_________
( 1 ) الخبر في الرسالة القشيرية ص 327 ( ط بيروت )
( 2 ) الخبر والبيتان في سير أعلام النبلاء 8 / 442
( 3 ) إعجامها ناقص بالاصل والصواب ما أثبت ترجمته في سير أعلام النبلاء 20 / 284
( 4 ) ترجمته في سير أعلام النبلاء 17 / 415

(48/450)


أبو بكر أحمد ( 1 ) بن كامل بن خلف بن شجرة القاضي حدثني عبد الله بن أحمد بن عيسى المقرئ المعروف بالقسطاطي حدثنا أبو عبد الرحمن أحمد بن سهل قال قدم علينا سعد بن زنبور فأتيناه فحدثنا فقال كنا على باب الفضيل بن عياض فستأذنا عليه فلم يؤذن لنا قال فقيل لنا إنه لا يخرج إليكم أو يسمع القرآن قال وكان معنا رجل مؤدب وكان صيتا قال فقلنا له اقرأ قال فقرأ " ألهاكم التكاثر حتى زرتم المقابر " ( 2 ) ورفع بها صوته قال فأشرف علينا الفضيل وقد بكى حتى بل لحيته بالدموع ومعه خرقة ينشف بها الدموع من عينيه وأنشأ يقول بلغت الثمانين أو جزتها * فماذا أؤمل أو أنتظر أتى لي ثمانون من مولدي * فبعد الثمانين ما ينتظر علتني السنون فأبلينني * قال ثم خنقته العبرة قال وكان معنا علي بن خشرم فأتمه لنا فقال * علتني السنون فأبلينني * فدقت عظامي وكل البصر * قال ثم قال القاضي ( 3 ) ولدت في سنة ستين ومائة وأنشدنا عقد الثمانين عقد ليس يبلغه * إلا المؤخر للأخبار والعبر ( 4 ) * أخبرنا أبو الفتح نصرالله بن محمد بن عبد القوي حدثنا أبو الفتح نصر بن إبراهيم المقدسي قال أنشدنا أبو محمد عبد الله بن عمر بن عبدربه الأندلسي أنشدني محمد بن أحمد الأندلسي للفضيل بن عياض * إنا لنفرح بالأيام ندفعها * وكل يوم مضى نقص من الأجل فاعمل لنفسك قبل الموت مجتهدا * فإنما الربح والخسران في العمل * كتب إلي أبو سعيد محمد بن محمد المطرز وأبو علي الحداد وأبو القاسم غانم بن محمد بن عبيدالله
_________
( 1 ) بالاصل : " محمد " تصحيف والصواب ما أثبت " أحمد " ترجمته في سير أعلام النبلاء 15 / 544 وتاريخ بغداد 4 / 358
( 2 ) سورة التكاثر الايتان 1 و 2
( 3 ) يعني أحمد بن كامل بن شجرة
( 4 ) كلام القاضي بن شجرة والشعر في ترجمته في تاريخ بغداد 4 / 358

(48/451)


ثم أخبرنا أبو المعالي عبد الله بن أحمد بن محمد الحلواني أنبأنا أبو علي الحداد قالوا أنبأنا أبو نعيم الحافظ حدثنا أحمد بن جعفر بن سلم حدثنا أحمد بن علي الأبار قال سمعت مجاهد بن موسى يقول مات فضيل بن عياض سنة ست وثمانين ومائة ( 1 ) أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا محمد بن هبة الله بن الحسن وأبو الحسن علي بن أحمد بن محمد بن حميد قالا أنبأنا أبو الحسين بن بشران أنبأنا عثمان بن أحمد أنبأنا محمد بن أحمد البراء قال قال علي بن المديني مات بشر بن المفضل ومحمد بن سوار وفضيل بن عياض ومعتمر بن سليمان سنة سبع وثمانين ( 2 ) قرأت على أبي محمد السلمي عن أبي محمد التميمي أنبأنا مكي بن محمد بن الغمر أنبأنا محمد بن عبد الله بن أحمد بن زبر انبأنا أبي حدثنا الطيالسي وهو جعفر بن أبي عثمان ( 3 ) قال قال يحيى ( 4 ) هلك فضيل بن عياض سنة سبع وثمانين ومائة قال ابن زبر قال الواقدي وأبو موسى والمدائني فيها يعني سنة سبع وثمانين وماية مات الفضيل بن عياض بمكة أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم حدثنا أبو بكر الخطيب أنبأنا أبو الحسين بن الفضل أنبأنا جعفر الخلدي ح واخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا أبو علي بن المسلمة وأبو القاسم بن العلاف قالا أنبأنا أبو الحسن بن الحمامي أنبأنا الحسين بن محمد بن الحسن قالا حدثنا أبو جعفر محمد بن عبد الله بن سليمان حدثنا ابن نمير قال مات فضيل بن عياض سنة سبع وثمانين يعني ومائة أنبأنا أبو سعد المطرز وأبو علي المقرئ وأبو القاسم غانم بن محمد بن عبيدالله وأخبرنا أبو المعالي عبد الله بن أحمد أنبأنا أبو علي قالوا أنبأنا أبو نعيم حدثنا محمد بن علي بن حبيش حدثنا محمد بن عبدوس بن
_________
( 1 ) سير أعلام النبلاء 8 / 447
( 2 ) سير أعلام النبلاء 8 / 447
( 3 ) ترجمته في سير أعلام النبلاء 13 / 346
( 4 ) يعني يحيى بن معين

(48/452)


كامل حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير قال مات فضيل بن عياض سنة سبع وثمانين ومائة أخبرنا أبو بكر محمد بن الحسين أنبأنا أبو بكر الخطيب أنبأنا ابن رزقوية أنبأنا عثمان بن أحمد الدقاق حدثنا حنبل بن إسحاق قال سمعت علي بن بحر القطان قال صليت على فضيل آخر سنة سبع وثمانين أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا أبو بكر الطبري أنبأنا أبو الحسين بن الفضل أنبأنا عبد الله بن جعفر حدثنا يعقوب قال ( 1 ) سمعت زيد بن المبارك يقول مات رباح بن زيد ومعتمر بن سليمان وفضيل بن عياض سنة سبع وثمانين ومائة قال وحدثنا يعقوب ( 2 ) قال وفي سنة سبع وثمانين ومائة مات الفضيل بن عياض أبو علي في المحرم لإحدى عشرة مضت منه كما ذكر لي ابن أبي عمر أنبأنا أبو الفرج غيث بن علي أنبأنا رمضان بن عبد الساتر أنبأنا أحمد بن محمد بن عمر بن نصير أنبأنا عثمان بن محمد بن أحمد السمرقندي قال قال أبو أمية الطرسوسي مات فضيل بن عياض سنة سبع وثمانين ومائة أخبرنا أبو محمد بن طاوس أنبأنا أبو الغنائم بن أبي عثمان أنبأنا أبو الحسين بن بشران أنبأنا أبو علي بن صفوان أنبأنا أبو بكر بن أبي الدنيا حدثني إبراهيم بن يعقوب قال قال بعض المكيين رأيت سعيد بن سالم القداح في النوم فقلت من أفضل من في هذه المقبرة فقال صاحب هذا القبر قلت بما فضلكم قال إنه ابتلي فصبر قلت ما فعل فضيل بن عياض قال هيهات كسي حلة لا تقوم لها الدنيا بحواشيها 5613 فقيم ( 3 ) بن الحارث شهد صفين مع معاوية بن أبي سفيان
_________
( 1 ) رواه يعقوب بن سفيان في المعرفة والتاريخ 1 / 179
( 2 ) المعرفة والتاريخ 1 / 179
( 3 ) ورد في وقعة صفين والطبري : نعيم

(48/453)


أخبرنا أبو عبد الله البلخي أنبأنا أبو غالب محمد بن الحسن بن أحمد أنبأنا أبو علي ابن شاذان أنبأنا أحمد بن إسحاق بن نيخاب ( 1 ) أنبأنا إبراهيم بن الحسين بن علي الكسائي حدثنا يحيى بن سليمان حدثني نصر يعني بن مزاحم ( 2 ) حدثنا عمرو بن شمر حدثني عبد السلام بن عبد الله بن جابر ( 3 ) أن راية بجيلة كانت في أحمس مع ابي شداد بصفين واسمه قيس بن مكشوح بن هلال بن الحارث بن عمرو بن عامر بن علي بن أسلم بن أحمس بن الغوث بن أنمار فقالت بجيلة خذ رايتنا اليوم فقال لهم غيري خير لكم مني فقالوا ما نريد غيرك فقال والله لئن أعطيتمونيها لا أنتهي بكم دون صاحب الترس المذهب قال وعلى رأس معاوية رجل قائم معه ترس مذهب يستره من الشمس قالوا اصنع ما شئت فأخذها ( 4 ) ثم زحف نحوهم وهو يقول ( 5 ) * إن عليا ذو أناة صارم * جلد إذا ما تحضر العزائم * لما رأى ما تفعل الأشائم * قام لدى ذروته الأكارم ( 6 ) * الأشيبان مالك وهاشم ( 7 ) قال ثم زحف فجعل يقاتل حتى انتهى إلى صاحب الترس وكان في خيل عظيمة من أصحاب معاوية فاقتتل الناس هناك قتالا شديدا قال وذكروا أن صاحب الخيل عبد الرحمن بن خالد بن الوليد فشد أبو شداد بسيفه نحو صاحب الترس فعرض له رومي
_________
( 1 ) إعجامها مضطرب بالاصل
( 2 ) الخبر في وقعة صفين لنصر بن مزاحم ص 258 والفتوح لابن الاعثم بتحقيقنا 3 / 145
( 3 ) ترجمته في لسان الميزان 4 / 13
( 4 ) ما بين معكوفتين سقط من الاصل واستدرك عن وقعة صفين للايضاح
( 5 ) الرجز في وقعة صفين والفتوح لابن الاعثم
( 6 ) الشطر في وقعة صفين : قام له الذروة الاكارم
وفي ابن الاعثم : قام قيام الذروة والاكارم
( 7 ) في ابن الاعثم : لا تستوي أمية وهاشم
( 8 ) الاصل : " رمى " والتصويب عن وقعة صفين

(48/454)


لمعاوية فيضرب قدم أبي شداد فقطعها وضربه أبو شداد فقتله وأشرعت إليه الأسنة فقتل فأخذ الراية عبد الله بن قلع الأحمسي فجعل يقاتل ويقول * ( 1 ) لا يبعد الله أبا شداد * حيث أجاب دعوة المنادي * وشد بالسيف على الأعادي * نعم الفتى كان في الطراد ( 2 ) * وفي طعان الخيل والجلاد فلم يزل يقاتل حتى قتل فأخذ الراية أخوه عبد الرحمن بن قلع فقتل ثم اخذها عفيف بن إياس الأحمسي فلم تزل بيده حتى تحاجر الناس قتل ( 3 ) حازم بن أبي حازم الأحمسي أخو قيس بن أبي حازم وقتل نعيم بن شهيد ( 4 ) بن الثعلبية فأتى ابن عمه فقيم ( 5 ) بن الحارث إلى معاوية وكان مع معاوية فقال إن هذا القتيل ابن عمي فهبه لي فقال لا تدفنهم فإنهم ليسوا لذلك بأهل فوالله ما قدرنا على دفن عثمان إلا سرا فقال والله لتأذنن لي في دفنه أو لألحقنهم ولأدعنك فقال معاوية ترى أشياخ العرب لا نواريهم وأنت تسألني دفن ابن عمك ادفنه إن شئت أو دعه فأتاه فدفنه
_________
( 1 ) الرجز في وقعة صفين ص 259 وتاريخ الطبري 2 /
( ط بيروت )
( 2 ) بالاصل : الطرادي
( 3 ) الزيادة عن وقعة صفين
( 4 ) في وقعة صفين وتاريخ الطبري : نعيم بن صهيب بن العلية
( 5 ) في وقعة صفين وتاريخ الطبري : نعيم بن الحارث بن علية

(48/455)


" ذكر من اسمه ( 1 ) فليح " 5632 فليح بن العوراء المكي ( 2 ) مولى بني مخزوم له ذكر في مجيدي المغنين قدم دمشق في خلافة الرشيد على إبراهيم بن المهدي قرأت في كتاب أبي الفرج علي بن الحسين بن محمد الأصبهاني ( 3 ) أخبرني رضوان ابن أحمد عن يوسف بن إبراهيم عن إبراهيم بن المهدي قال كتب إلي جعفر بن يحيى وأنا عامل الرشيد على جند ( 4 ) دمشق قد قدم علينا فليح بن العوراء ( 5 ) فأفسد علينا بأهزاجه وخفيفه كل غناء سمعناه قبله وأنا محتال لك في تحصيله عندك لنستمتع به كما استمتعنا فلم ألبث أن ورد علي فليح بكتاب الرشيد يأمر له بثلاثة آلاف دينار فورد علي منه رجل ذكرني لقاؤه الناس وأخبرني أنه قد ناهز المائة سنة فأقام عندي ثلاث سنين فأخذ عنه جواري كل ما ( 6 ) كان معه من الغناء وانتشر بعض أغانيه بدمشق قال يوسف ثم قدم علينا شاب من المغنين مع علي بن زيد بن الفرج الحراني عند مقدم عنبسة ابن إسحاق فسطاط مصر يقال له موفق ( 7 ) فغناني من غناء فليح
_________
( 1 ) زيادة منا للايضاح
( 2 ) ترجمته في الاغاني 4 / 359 وفيها : فليح بن أبي العوراء
( 3 ) رواه أبو الفرج الاصبهاني في الاغاني 4 / 365
( 4 ) غير واضحة بالاصل والمثبت عن الاغاني
( 5 ) الاغاني : فليح بن أبي العوراء
( 6 ) الاصل : كلما
( 7 ) كذا بالاصل والمختصر وفي الاغاني : مونق

(48/456)


* يا قرة العين اقبلي عذري * ضاق بهجرانكم صدري لو هلك الهجر استراح الهوى * ما لقى الوصل من الهجر * ولحنه خفيف رمل فلم أر بين ما غناه وبين ما سمعت في دار أبي إسحاق فرقا فسألته من أين أخذه فقال أخذته بدمشق فعلمت أنه مما أخذه أهل دمشق من فليح بن العوراء 5633 فنك بن عبد الله الخادم الكافوري ( 1 ) مولى كافور ( 2 ) الأخشيدي خرج من مصر بعد موت كافور في سنة سبع وخمسين وثلاثمائة إلى الرملة فبعثه الحسن بن عبيدالله ( 3 ) بن طغج أمير الرملة أميرا ( 4 ) على دمشق فدخلها لأيام خلت من ذي القعدة سنة سبع وخمسين وثلاثمائة وكان أميرها قبله فاتك الإخشيدي ( 5 ) فأقام بها مديدة يسيرة ثم جرى بينه وبين أهل البلد مناوشة وقتال ونهب وإحراق في مستهل ذي الحجة من سنة سبع وخمسين فلما ( 6 ) أخذ القوم حمص يوم عيد الأضحى وهاله ما رأى من كثرة أهل دمشق يوم العيد ( 7 ) نادى في البلد النفير إلى ثنية العقاب ( 8 ) بسبب الروم فخرج الناس إلى دومة ( 9 ) وحرستا ( 10 ) فلما علم خروجهم انتهز الفرصة في خلو البلد فرحل عن دمشق وحمل أثقاله نحو عقبة دمر ( 11 ) وخرج بعسكره فتوجه إلى الساحل لاثنتي عشرة ليلة خلت من ذي الحجة فنهبوا بعض أثقاله وقتلوا من بقي من رجاله وبلغني من وجه آخر أن ولاية فنك لدمشق كانت سنة ست وخمسين
_________
( 1 ) ترجمته في تحفة ذوي الالباب 1 / 367 وأمراء دمشق ص 84
( 2 ) ترجمته في وفيات الاعيان 4 / 99 وتحفة ذوي الالباب 1 / 351
( 3 ) بالاصل : عبد الله تصحيف
( 4 ) بالاصل : أمير
( 5 ) تقدمت ترجمته قريبا
( 6 ) كلمة غير مقروءة بالاصل
( 7 ) كلمة غير واضحة بالاصل
( 8 ) ثنية العقاب : ثنية مرتفعة مشرفة على غوطة دمشق يطؤها المسافر إلى حمص ( راجع معجم البلدان )
( 9 ) من قرى غوطة دمشق الشرقية ( معجم البلدان )
( 10 ) حرستا : من قرى دمشق على طريق حمص ( راجع معجم البلدان )
( 11 ) عقبة دمر مشرقة على غوطة دمشق وهي من جهة الشمال على طريق بعلبك ( راجع معجم البلدان )

(48/457)


5634 - فوار مولى سليمان بن عبد الملك حكى عن عمر بن عبد العزيز حكى عنه رجاء بن أبي سلمة قرأت على أبي الفتح نصرالله بن محمد الفقيه عن أبي الفتح نصر بن إبراهيم بن نصر أنبأنا أبو محمد عبد الله بن الوليد الأنصاري الأندلسي أنبأنا أبو عبد الله محمد بن أحمد فيما كتب إلي أخبرني جدي عبد الله بن محمد بن علي اللخمي الباجي أنبأنا أبو عبد الله محمد بن يونس أنبأنا بقي بن مخلد حدثنا أحمد بن إبراهيم بن عباس حدثنا ضمرة عن رجاء عن فوار مولى سليمان صاحب ( 1 ) قال قال لي عمر بن عبد العزيز حين ولي يا فوار انظر ما كان لسليمان قبل أن يلي فادفعه لابنه داود وما كان له بعد أن ولي فاحتسبه روى عنه غيره فقال قواد وسيأتي ذكره في حرف القاف "
_________
( 1 ) كلمة غير واضحة بالاصل

(48/458)


ذكر من اسمه فهد " 5635 فهد بن سليمان بن يحيى أبو محمد الكوفي النحاس نزيل مصر سمع بدمشق أبا مسهر وسليمان بن عبد الرحمن وسعيد بن المغيرة الصياد وعتبة ابن السكن ومحمد بن كثير المصيصي وموسى بن داود الضبي وأبا نعيم الفضل ( 1 ) بن دكين والمعلى بن الوليد القعقاعي ويزيد بن عبد ربه ويحيى بن عبد الله البابلتي ( 2 ) ومحمد بن سنان العوفي والمعلى بن أسد البصري وعمر بن حفص بن غياث ( 3 ) وأبا بكر بن أبي شيبة ومحمد بن سعيد بن الأصبهاني روى عنه أبو جعفر أحمد بن محمد الطحاوي وأبو الحسن بن جوصا وعلي بن سراج المصري الحافظان ويحيى بن محمد بن صاعد والحسن بن حبيب وأبو جعفر محمد بن الحسن بن زيد التنيسي وأبو بكر أحمد بن مسعود بن عمرو الزنبري ( 4 ) وأحمد ابن محمد بن الحجاج بن رشدين وأبو علي أحمد بن محمد بن فضالة الحمصي وعبد العزيز بن أحمد بن الفرج الأحمري أخبرنا أبو القاسم هبة الله بن أحمد بن عمر أنبأنا أبو الحسن محمد بن عبد الواحد
_________
( 1 ) بالاصل : الفضيل تصحيف والصواب ما أثبت ترجمته في تهذيب الكمال 15 / 62
2 - ( ) بالاصل : البابلي تصحيف والصواب ما أثبت ترجمته في سير أعلام النبلاء 10 / 318
( 3 ) بالاصل : عناب تصحيف والصواب ما أثبت ترجمته في سير أعلام النبلاء 10 / 639
( 4 ) تقرأ بالاصل : الزبيري تصحيف والصواب ما أثبت ترجمته في سير أعلام النبلاء 15 / 333

(48/459)


ابن محمد بن جعفر سنة أربعين وأربعمائة أنبأنا أبو بكر محمد بن إسماعيل بن العباس الوراق ( 1 ) حدثنا يحيى بن محمد بن صاعد حدثنا فهد بن سليمان المصري حدثنا أبو مسهر ح قال وحدثنا محمد بن عوف الحمصي حدثنا إسحاق بن إبراهيم أبو النضر الدمشقي قالا حدثنا يحيى بن حمزة حدثنا محمد بن الوليد الزبيدي أن الزهري حدثه عن سالم بن عبد الله أن سفينة مولى أم سلمة قال قالت أم سلمة قال رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) لا تصحب الملائكة رفقة فيها جرس أخبرنا أبو محمد عبد الكريم بن حمزة حدثنا عبد العزيز بن أحمد أنبأنا أبو محمد ابن أبي نصر أنبأنا أبو علي الحسن بن حبيب بن عبد الملك قراءة عليه وأنا أسمع فيما انتقاه أبو سليمان بن زبر حدثنا فهد بن سليمان حدثنا قطبة بن العلاء الغنوي حدثنا سفيان الثوري عن عبد الله بن دينار عن ابن عمر قال قال رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) ما ذئبان ضاربان في حضيرة وثيقة يأكلان ويفرسان بأسرع فيها من حب الشرف وحب المال في دين المسلم كتب إلي أبو زكريا يحيى بن عبد الوهاب بن مندة وحدثني أبو بكر اللفتواني عنه أنبأنا عمي أبو القاسم عن أبيه أبي عبد الله قال قال لنا أبو سعيد بن يونس فهد بن سليمان بن يحيى يكنى أبا محمد كوفي قدم إلى مصر قديما وكان يدل في البر وحدث بها عن الغرباء وأهل مصر توفي بمصر في سنة خمس وسبعين ومائتين وكان ثقة ثبتا 5636 فهد بن موسى بن أبي رباح أبو الخير الأزدي الإسكندراني ( 2 ) قاضي الإسكندرية قدم دمشق روى عن عبد الله بن عبد الحكم وأبي صالح عبد الله بن صالح ويحيى بن عبد الله ابن بكير والحارث بن مسكين
_________
( 1 ) ترجمته في سير أعلام النبلاء 16 / 388

(48/460)


روى عنه أبو الميمون وأبو الدحداح وأبو الفضل أحمد بن عبد الله بن نصر بن هلال وأبو الحسين الحسن بن علي بن سوادة المصري وأبو العباس محمد بن جعفر بن محمد بن هشام بن ملاس وأبو الأصبغ عبد الملك بن عبد الكريم الطبراني أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلم الفقيه وأبو محمد عبد الكريم بن حمزة قالا حدثنا عبد العزيز بن أحمد أنبأنا تمام بن محمد أنبأنا أبو الميمون بن راشد حدثنا أبو الخير فهد بن موسى الإسكندراني زاد الفقيه بدمشق حدثنا عبد الله بن عبد الحكم حدثنا إسماعيل بن عياش عن برد بن سنان عن أبي هارون العبدي عن أبي سعيد الخدري قال قال رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) لا يضر أحدكم بقليل من ماله يروح أم بكثير إذا شهد وفي حديث الفقيه عن رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) كتب إلي أبو بكر محمد بن علي بن أبي ذر الصالحاني ( 2 ) من أصبهان أنبأنا أبو طاهر محمد بن أحمد بن عبد الرحيم أنبأنا أبو حفص عمر بن محمد أنبأنا أبو جعفر المغازلي أنبأنا أبو الدحداح أحمد بن محمد بن إسماعيل ( 3 ) حدثنا أبو الخير فهد بن موسى الإسكندراني حدثنا عبد الله بن عبد الحكم أنبأنا زين بن شعيب الإسكندراني عن القاسم ابن عبد الله عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة أن النبي ( صلى الله عليه و سلم ) قال من عمل عمل قوم لوط فارجموه وارجموا من يفعل به كتب إلي أبو محمد حمزة بن العباس بن علي وأبو الفضل ( 4 ) أحمد بن محمد بن الحسن وحدثني أبو بكر اللفتواني عنهما قالا أنبأنا أبو بكر أحمد بن الفضل الباطرقاني أنبأنا أبو عبد الله بن مندة قال قال لنا أبو سعيد عبد الرحمن بن أحمد بن يونس بن عبد الأعلى فهد بن موسى بن أبي رباح مولى الأزد قاضي الإسكندرية يكنى أبا الخير يروي عن أبي صالح كاتب الليث ويحيى بن بكير توفي في شعبان سنة سبعين ومائتين
_________
( 1 ) ترجمته في سير أعلام النبلاء 15 / 310
( 2 ) ترجمته في سير أعلام النبلاء 19 / 585
( 3 ) ترجمته في سير أعلام النبلاء 15 / 268
( 4 ) تقرأ بالاصل : المفضل قارن مع مشيخة ابن عساكر 15 / ب

(48/461)


5637 - فهد بن مهدي الحضرمي المصري ( 1 ) من وجوه مصر وفد في وفد منهم على يزيد بن الوليد حين بويع فيما ذكر أبو عمر محمد بن يوسف بن يعقوب الكندي وذكر أبو عمر أن الحوثرة بن سهيل الباهلي ( 2 ) أمير مصر لمروان بن محمد قتل فهد ابن مهدي سنة ثمان وعشرين ومائة ( 3 ) لم يذكره ابن يونس في تاريخ مصر 5638 فهر بن الوليد بن يزيد بن عبد الملك ابن مروان بن الحكم ( 4 ) أمه أم ولد له ذكر تقدم ذكره في ترجمة أخيه عثمان بن الوليد
_________
( 1 ) له ذكر في ولاة مصر للكندي ص 106 و 112 و 113
2 - ( ) راجع أخباره في النجوم الزاهرة 1 / 305 والخطط للمقريزي 1 / 110 وولاة مصر ص 110
( 3 ) ولاة مصر للكندي ص 112
( 4 ) نسب قريش للمصعب الزبيري ص 167 وجمهرة أنساب العرب ص 92 وقال ابن حزم : لا عقب له

(48/462)


" ذكر من اسمه فياض " 5639 فياض بن عبد الله روى عن شعيب بن عمرو روى عنه محمد بن محمد البغدادي أخبرنا أبو الفرج سعيد بن أبي الرجاء أنبأنا منصور بن الحسين وأحمد بن محمود قالا أنبأنا أبو بكر بن المقرئ حدثنا محمد بن محمد البغدادي حدثنا فياض بن عبد الله الدمشقي حدثنا شعيب ( 1 ) بن عمرو حدثنا يزيد بن هارون أنبأنا هشام بن حسان عن قيس بن سعد عن عبد الله بن زبير عن ابن عمر أن النبي ( صلى الله عليه و سلم ) نهى عن بيع الولاء ( 2 ) وعن هبته ( 3 ) 5640 فياض بن عمرو كاتب يحيى بن حمزة القاضي روى عن الزهري مرسلا وصدقة بن عبد الله والهيثم بن حميد ويحيى بن حمزة روى عنه محمد بن يحيى بن حمزة وأحمد بن محمد بن يحيى بن حمزة عن ( 4 ) وجودهما في كتابه
_________
( 1 ) كذا بالاصل وت والذي في المختصر : روى عن سعيد بن عمرو بسنده إلى ابن عمر
( 2 ) بياض بالاصل واللفظة استدركت عن المختصر وت
( 3 ) بياض بالاصل واللفظة استدركت عن المختصر وت
( 4 ) كذا بالاصل وت : عن وجودهما

(48/463)


أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني حدثنا أبو محمد الكناني ( 1 ) أنبأنا أبو محمد بن أبي نصر حدثنا أبو علي محمد بن هارون بن شعيب الأنصاري حدثنا أبو عبد الله أحمد بن محمد بن يحيى بن حمزة الحضرمي حدثني أبي عن أبيه يحيى بن حمزة حدثنا ابن سمعان عن نافع عن ابن عمر عن النبي ( صلى الله عليه و سلم ) قال من أتى الجمعة فليغتسل قال وحدثنا أحمد بن محمد حدثني أبي قال وجدت في كتاب الفياض بن عمرو كاتب جدي بخطه عن الزهري عن نافع عن ابن عمر عن النبي ( صلى الله عليه و سلم ) مثله أنبأنا أبو علي الحداد وحدثني أبو مسعود الأصبهاني عنه أنبأنا أبو نعيم الحافظ حدثنا سليمان بن أحمد حدثنا أحمد بن محمد بن يحيى بن حمزة الدمشقي قال وجدت في كتاب الفياض بن عمرو عن صدقة حدثني ابن ثوبان عن أيوب السختياني عن محمد بن سيرين عن أبي هريرة عن النبي ( صلى الله عليه و سلم ) قال إن الله يقول إذا عبدي هم بحسنة فلم يعملها فاكتبوها حسنة 5641 فياض بن القاسم بن الحريش بن حرب بن الحريش أبو علي حدث عن شعيب بن عمرو الضبعي ( 2 ) وأبي عبد الملك أحمد بن إبراهيم البسري ومحمد بن إسحاق ومحمد بن أحمد بن مطر الفراري ( 3 ) روى عنه أبو سليمان بن زبر وأبو عبد الله أحمد بن القاسم الميانجي وأبو بكر بن أبي الحديد وجمح بن القاسم وكتب عنه أبو الحسين الرازي أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلم أنبأنا أبو القاسم بن أبي العلاء أنبأنا أبو علي بن أبي نصر أنبأنا أبو سليمان بن زبر حدثنا فياض بن القاسم حدثنا شعيب بن عمرو حدثنا يزيد حدثنا مسعر ح وقال وحدثنا أبو سليمان حدثنا أبي حدثنا علي بن سهل بن المغيرة حدثنا عبيد الله بن موسى أنبأنا مسعر
_________
( 1 ) بالاصل : الكناني تصحيف والتصويب عن ت
( 2 ) ترجمته في سير أعلام النبلاء 12 / 304
( 3 ) كذا رسمها بالاصل وت

(48/464)


عن عبد الملك بن ميسرة ( 1 ) عن النزال ( 2 ) قال قال أبو مسعود أغمي على حذيفة أول الليل ثم أفاق فقال أي الليل هذا يا أبا مسعود فقلت السحر الأكبر الأعلى فقال عائذ بالله من جهنم يقول ذلك مرتين أو ثلاثا ابتاعوا لي ثوبين ولا تغالوا فيهما فإن صاحبكم إن يرض عنه ( 3 ) يكس ( 4 ) خيرا منهما وإلا سلبهما سلبا سريعا أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم أنبأنا أبو محمد الحسن بن علي بن عمر التميمي المصحح أنبأنا أبو بكر بن أبي الحديد حدثنا أبو علي الفياض بن القاسم بن الحريش في جمادى الاخرة سنة ثلاثين وثلاثمائة حدثنا أبو محمد شعيب بن عمرو حدثنا يزيد بن هارون أنبأنا محمد بن طلحة عن زبيد عن مرة عن عبد الله قال قال رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) حبسونا عن صلاة الوسطى حتى غابت الشمس ملأ الله بطونهم وقبورهم نارا قرأت بخط أبي الحسن نجا بن أحمد وذكر أنه نقله من خط أبي الحسين الرازي في تسمية من كتب عنه بدمشق أبو علي فياض بن القاسم بن الحريش بن حرب بن الحريش مات في جمادى الآخرة سنا أربع وثلاثين وثلاثمائة قرأت على أبي محمد السلمي عن أبي محمد التميمي أنبأنا مكي بن محمد بن الغمر أنبأنا أبو سليمان بن زبر قال سنة أربع وثلاثين وثلاثمائة فيها توفي فياض بن حريش
_________
( 1 ) هو عبد الملك بن ميسرة الهلالي العامري أبو زيد ترجمته في تهذيب الكمال 12 / 101
( 2 ) هو النزال بن سبرة الهلالي العامري الكوفي ترجمته في تهذيب الكمال 19 / 54
( 3 ) بالاصل وت : " يرضا
يكسا "

(48/465)


ذكر من اسمه ( 1 ) فيروز " 5642 فيروز أبو عبد الرحمن ويقال أبو عبد الله ويقال أبو الضحاك الديلمي ( 2 ) وفد على النبي ( صلى الله عليه و سلم ) وروى عنه روى عنه ابناه عبد الله والضحاك ابنا فيروز ومر المؤذن ( 3 ) وفيروز هو الذي قتل أسود الكذاب ووفد على معاوية بن أبي سفيان أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا أبو الحسين بن النقور أنبأنا عيسى بن علي أنبأنا عبد الله بن محمد حدثنا محمد بن هارون الحربي حدثنا أبو المغيرة حدثنا إسماعيل ابن عياش حدثني يحيى بن أبي عمرو الشيباني ( 4 ) عن عبد الله بن الديلمي عن أبيه فيروز قال قدمت على رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) فقلت يا رسول الله إنا أصحاب كروم وأعناب وقد نزل تحريم الخمر فماذا نصنع بها فقال تتخذونها زبيبا قال فنصنع بالزبيب ماذا يا
_________
( 1 ) ما بين معكوفتين زيادة منا
( 2 ) ترجمته في أسد الغابة 4 / 71 وطبقات ابن سعد 5 / 533 والاصابة 3 / 210 والاستيعاب 3 / 204 ( على هامش الاصابة ) والتاريخ الكبير 7 / 136
( 3 ) ترجمته في التاريخ الكبير 8 / 69 وضبطت " مرة " عن الاكمال
( 4 ) بدون إعجام بالاصل وفي ت : الشيباني

(49/3)


رسول الله قال تنقعونه على غدائكم وتشربونه على عشائكم وتنقعونه على عشائكم فتشربونه على غدائكم ( 1 ) قال قلت يا رسول الله أفلا نتركه حتى يشتد قال فلا تجعلوه في الدنان واجعلوه في الشنان وإنه إن تأخر عن عصره صار خلا قال قلت يا رسول الله نحن ممن قد علمت ونحن بين ظهراني من قد علمت فمن ولينا قال الله ورسوله قال قلت حسبنا يا رسول الله ( 2 ) [ 10474 ] أنبأنا أبو علي الحداد وحدثني أبو مسعود الأصبهاني عنه أنبأنا أبو نعيم الحافظ حدثنا سليمان بن أحمد حدثنا أحمد بن مسعود الدمشقي ( 3 ) حدثنا محمد بن كثير المصيصي ( 4 ) حدثنا الأوزاعي عن يحيى بن أبي عمرو السيباني ( 5 ) عن عبد الله بن فيروز الديلمي عن أبيه ان قوما سألوا النبي ( صلى الله عليه و سلم ) فقالوا يا رسول الله إنا كنا أصحاب أعناب وكرم وخمر وإن الله قد حرم الخمر فما نصنع قال زببوه قال فما نصنع بالزبيب قال انفقعوه في الشنان انقعوه على غدائكم واشربوه على عشائكم قال أفلا نؤخره حتى يشتد قال فلا تجعلوه في القلال ولا في الدباء واجعلوه في الشنان فإذا أتى عليه العصران عاد خلا قبل أن يعود خمرا [ 10475 ] أخبرنا أبو عبد الله محمد بن غانم بن أحمد أنبأنا عبد الرحمن بن محمد بن إسحاق ح وأخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد أنبأنا شجاع بن علي قالا أنبأنا محمد بن إسحاق بن مندة أنبأنا سعيد بن يزيد الحمصي حدثنا أبو عتبة أحمد بن الفرج حدثنا ضمرة بن ربيعة حدثنا يحيى بن أبي عمرو السيباني ( 6 ) عن عبد الله بن الديلمي عن أبيه قال قدمنا على النبي ( صلى الله عليه و سلم ) برأس الأسود العنسي الكذاب فقلنا يا رسول الله قد علمت من
_________
( 1 ) ما بين معكوفتين سقط من الاصل واستدرك عن ت والمختصر
( 2 ) المعجم الكبير للطبراني 18 / 329 رقم 846
( 3 ) في المعجم الكبير 18 / 331 " المقدسي " راجع ترجمته في سير أعلام النبلاء 13 / 244 وفيها المقدسي
( 4 ) في المعجم الكبير : " الصنعاني " راجع ترجمته في سير أعلام النبلاء 10 / 380 وفيها الصنعاني المصيصي
( 5 ) بالاصل وت : الشيباني تصحيف
( 6 ) بالاصل والاصابة : الشيباني تصحيف والتصويب عن ت

(49/4)


نحن فإلى من نحن قال إلى الله ورسوله قال قلنا يا رسول الله إن لنا أعنابا فما نصنع بها قال زببوها قالوا يا رسول الله فما نصنع بالزبيب قال انبذوه على غدائكم واشربوه على عشائكم وانبذوه على عشائكم واشربوه على غدائكم ولا تنبذوا في القلل وانبذوا في الشنان فإنه إن تأخر عن عصره صار خلا [ 10476 ] قرأت بخط عبد الوهاب بن عيسى بن عبد الرحمن بن عيسى بن ماهان أنبأنا أبو محمد الحسن بن رشيق المعدل حدثني أبو القاسم بن آدم بن عبد الله العسقلاني حدثني أبو محمد عبيد بن إبراهيم الكشوري ( 1 ) حدثنا محمد بن عمر السمسار حدثنا عبد الملك الذماري ( 2 ) أنبأنا ابن رمانة ( 3 ) حدثنا كثير بن أبي الزفاف قال مر فيروز بن الديلمي يريد الشام إلى معاوية فلم يدخل على عائشة فلما أقبل من الشام دخل عليها فقالت يا بن الديلمي ما منعك أن تمر بي أرهبة معاوية لولا أني سمعت رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) يقول لا يدخل الكذاب وقاتله مدخلا واحدا ما أذنت لك [ 10477 ] أخبرنا أبو البركات الأنماطي وأبو العز ثابت بن منصور قالا أنبأنا أبو طاهر أحمد ابن الحسن زاد الأنماطي وأبو الفضل بن خيرون قالا أنبأنا محمد بن الحسن أنبأنا محمد بن أحمد بن إسحاق حدثنا عمر بن أحمد بن إسحاق حدثنا خليفة بن خياط قال ( 4 ) والديلمي أبو فيروز الديلمي روى أسلمت وتحتي أختان كذا قال وقال في موضع آخر في تسمية موالي بني هاشم ( 5 ) فيروز ( 6 ) الديلمي من الأبناء ( 7 ) أتى اليمن ومات بها يكنى أبا عبد الله
_________
( 1 ) راجع ترجمته في سير أعلام النبلاء 13 / 349
والكشوري بكسر الكاف وسكون الشين وفتح الواو نسبة إلى كشور من قرى صنعاء اليمن ويقال فيها : بفتح الكاف
( 2 ) الذمري بكسر الذال نسبة ذمار قرية باليمن على مرحلتين من صنعاء
وانظر ترجمته في تهذيب الكمال 12 / 53
( 3 ) هو محمد بن سعيد بن رمانة
( 4 ) طبقات خليفة بن خياط ص 206 رق 780
( 5 ) طبقات خليفة بن خياط ص 34 رقم 25 ، وأعاده في صفحة 513 رقم 2638
( 6 ) في طبقات خليفة بن خياط : فيروز بن الديلمي
( 7 ) لاابناء هم ولد الفرس الذين أتوا الى اليمن لمساعدة بن ذي يزن على طرد الاحابيش وهم من أمهات عربيات

(49/5)


أخبرني ( 1 ) أبو المظفر الصوفي أنبأنا أبو بكر البيهقي أنبأنا أبو عبد الله الحافظ وأبو سعيد بن أبي عمرو قالا أنبأنا أبو العباس محمد بن يعقوب قال سمعت عبد الله بن أحمد ابن حنبل يقول ح وأخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبانا أبو طاهر الأنباري أنبأنا أبو القاسم بن الصواف أنبأنا أبو بكر المهندس حدثنا أبو بشر الدولابي قال ( 2 ) سمعت عبد الله بن أحمد يقول عن أبيه قال فيروز الديلمي أبو عبد الرحمن ح أخبرنا أبو غالب الماوردي أنبأنا أبو الفضل بن خيرون وأخبرنا أبو البركات الأنماطي أنبأنا ثابت بن بندار قالا أنبأنا عبيد الله بن أحمد بن عثمان أنبأنا عبيد الله بن أحمد بن يعقوب أنبأنا العباس بن العباس أنبأنا صالح بن أحمد حدثني أبي قال ( 3 ) فيروز بن الديلمي كنيته أبو عبد الرحمن حدثناه محمد بن الحسن بن أتش الأبناوي حدثنا سليمان بن وهب الأبناوي من مشيختنا حدثنا النعمان بن بزرج في حديث طويل ذكره أخبرنا أبو بكر محمد بن شجاع أنبانا أبو عمرو بن مندة أنبأنا الحسن بن محمد بن أحمد أنبأنا أحمد بن محمد بن عمر حدثنا ابن أبي الدنيا ( 4 ) حدثنا محمد بن سعد قال وكان باليمن من اصحاب رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) فيروز الديلمي وهو من الأبناء قال عبد المنعم بن إدريس فانتسبوا إلى بني ضبة وقالوا أصابنا سبي في الجاهلية وهو الذي قتل الأسود بن كعب العنسي وروى عن النبي ( صلى الله عليه و سلم ) حديثا في القدر وكان يكنى أبا عبد الله ومات في زمن عثمان بن عفان قرأت على أبي غالب بن البنا عن أبي محمد الجوهري أنبأنا أبو عمر بن حيوية
_________
( 1 ) كتب فوقها بالاصل وت : ملحق
( 2 ) الكنى والاسماء للدولابي 1 / 80
( 3 ) لم أجده في كتاب تاريخ للعجلي
( 4 ) الخبر برواية ابن أبي الدنيا في الطبقات الكبرى المطبوع لابن سعد

(49/6)


أنبأنا أحمد بن معروف حدثنا الحسين بن فهم حدثنا محمد بن سعد ( 1 ) قال في الطبقة الرابعة فيروز بن الديلمي ويكنى أبا عبد الله وهو من أبناء أهل فارس الذين بعثهم كسرى إلى اليمن فنفوا الحبشة عنها وغلبوا عليها قال وقال عبد المنعم بن إدريس ثم انتسبوا إلى بني ضبة وقالوا أصابنا سباء في الجاهلية وفيروز هو الذي قتل الأسود بن كعب العنسي الذي كان تنبأ باليمن فقال رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) قتله الرجل الصالح فيروز بن الديلمي وقد وفد على النبي ( صلى الله عليه و سلم ) وروى عنه أحاديث منها حديث في القدر وبعضهم يروي عنه فيقول حدثني الديلمي الحميري ويقول بعضهم عن الديلمي وهذا كله واحد إنما هو فيروز بن الديلمي والذي يبين ذلك الحديث الذي رواه واختلفوا في اسمه على ما ذكرنا والحديث واحد قال ( 2 ) وإنما قيل له الحميري لنزوله في حمير ومخالفته إياهم والله أعلم ( 3 ) ومات فيروز بن الديلمي في خلافة عثمان بن عفان أنبأنا أبو الغنائم محمد بن علي ثم حدثنا أبو الفضل بن ناصر أنبأنا أحمد بن الحسن والمبارك بن عبد الجبار ومحمد بن علي واللفظ له قالوا أنبأنا أبو أحمد زاد أحمد ومحمد بن الحسن قالا أنبأنا أحمد بن عبدان أنبأنا محمد بن سهل أنبأنا محمد ابن إسماعيل قال ( 3 ) فيروز بن الديلمي قاتل الأسود العنسي قال أبو عاصم عن عبد الحميد عن يزيد بن أبي حبيب عن مرثد بن عبد الله عن ابن الديلمي أنه سأل النبي ( صلى الله عليه و سلم ) إنا منك بعيد ونشرب ( 4 ) شرابا من قمح فقال أيسكر قلت نعم قال لا تشربوا مسكرا فأعاد ثلاثا قال كل مسكر حرام [ 10478 ] وقال علي حدثنا محمد بن الحسن الصنعاني أخبرني النعمان بن الزبير عن أبي صالح الأحمسي عن مر المؤذن قال خرجت مع فيروز بن الديلمي في ألفين ( 5 ) فأتيت عمر ثم أتاه عمر فقال هذا فيروز قاتل الكذاب
_________
( 1 ) رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى 5 / 533 - 534
( 2 ) ما بين الرقمين ليس في الطبقات الكبرى لابن سعد
( 3 ) رواه البخاري في التاريخ الكبير 7 / 136 رقم 616
( 4 ) في التاريخ الكبير : وأشرب
( 5 ) بالاصل وت : " الفتن " والمثبت عن التاريخ الكبير

(49/7)


أخبرنا أبو الحسين القاضي وأبو عبد الله الأديب إذنا قالا أنبأنا أبو القاسم بن مندة أنبأنا أبو علي إجازة ح قال وأنبأنا أبو طاهر أنبأنا علي قالا أنبأنا ابن أبي حاتم قال ( 1 ) فيروز بن ( 2 ) الديلمي اليماني قاتل الأسود العنسي له صحبة يكنى بعبد الله مات زمن عثمان يقال إنه من الأبناء وانتسبوا إلى بني ضبة وهو الذي قتل الأسود بن كعب روى عنه مرثد بن عبد الله اليزني سمعت أبي يقول ذلك قال أبو محمد روى عنه ابناه الضحاك وعبد الله أخبرنا أبو بكر محمد بن العباس أنبأنا أحمد بن منصور بن خلف أنبأنا أبو سعيد بن حمدون أنبأنا مكي بن عبدان قال سمعت مسلم بن الحجاج يقول أبو عبد الرحمن فيروز الديلمي سمع النبي ( صلى الله عليه و سلم ) أخبرنا أبو الفضل بن ناصر حدثنا أبو الفضل جعفر بن يحيى المكي قراءة أنبأنا أبو نصر عبيد الله بن سعيد أنبأنا أبو الحسن الخصيب بن عبد الله أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرحمن أخبرني أبي قال أبو عبد الرحمن فيروز اليماني أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني حدثنا أبو محمد الكناني ( 3 ) أنبأنا أبو القاسم تمام بن محمد أنبأنا أبو عبد الله الكندي حدثنا أبو زرعة قال في تسمية من نزل بالشام من الصحابة فيروز الديلمي أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا أبو الحسين بن النقور أنبأنا عيسى بن علي أنبأنا عبد الله بن محمد قال فيروز الديلمي سكن الشام وروى عن النبي ( صلى الله عليه و سلم ) أحاديث أخبرنا أبو القاسم أيضا أنبأنا أبو طاهر بن أبي الصقر أنبأنا هبة الله بن إبراهيم بن عمر أنبأنا أبو بكر المهندس حدثنا أبو بشر الدولابي قال ( 4 ) فيروز الديلمي أبو الضحاك
_________
( 1 ) رواه ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل 7 / 92
( 2 ) في الجرح والتعديل : فيروز الديلمي
( 3 ) بالاصل : الكناني تصحيف والتصويب عن ت
( 4 ) الكنى والاسماء للدولابي 1 / 75
( 5 ) بالاصل : الكناني تصحيف والتصويب عن ت

(49/8)


ثم قال في موضع آخر أبو عبد الرحمن فيروز الديلمي وهذه كنيته المشهورة وقد كان له ابن اسمه الضحاك فلعله كني به أخبرنا أبو غالب بن البنا أنبأنا أبو الحسين بن الآبنوسي أنبأنا أبو القاسم بن عتاب أنبأنا أحمد بن عمير إجازة ح وأخبرنا أبو القاسم بن السوسي أنبأنا أبو عبد الله بن ابي الحديد أنبأنا أبو الحسن الربعي أنبأنا أحمد بن عمير قال سمعت أبا الحسن بن سميع يقول في الطبقة الأولى في تسمية أصحاب رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) فيروز الديلمي بفلسطين أخبرنا أبو الفضل بن ناصر أنبأنا أبو طاهر بن سوار والمبارك بن عبد الجبار قالا أنبأنا أبو الفرج الطناجيري أنبأنا أبو بكر محمد بن إبراهيم الدارمي حدثنا عبد الملك بن بدر ابن الهيثم حدثنا أحمد بن هارون البردعي قال في الطبقة الأولى من الأسماء المنفردة فيروز وهو ابن الديلمي روى عنه ابنه عبد الله بالشام أنبأنا أبو جعفر محمد بن أبي علي أنبأنا أبو بكر الصفار أنبأنا أحمد بن علي بن منجوية أنبأنا أبو أحمد الحاكم قال أبو عبد الله ويقال أبو عبد الرحمن فيروز بن الديلمي من الأبناء من فرس صنعاء قاتل الأسود العنسي له سماع من النبي ( صلى الله عليه و سلم ) حديثه في أهل اليمن أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد أنبأنا شجاع بن علي أنبأنا أبو عبد الله ( 1 ) بن مندة قال فيروز الديلمي له صحبة ويقال له ابن أخت النجاشي يكنى أبا عبد الرحمن قاتل الأسود ( 2 ) العنسي روى عنه ابناه الضحاك وعبد الله وكثير بن مرة وعروة بن رويم سمعت الحسن بن أحمد بن عمير قال سمعت أبي يقول ولد فيروز ثلاثة عبد الأعلى والعريف وعبد الله
_________
( 1 ) الاصل : عبيد الله والمثبت عن ت
( 2 ) ما بين معكوفتين استدرك عن هامش الاصل وكتب بعدهما صح وكلمة " الاسود " استدركت على هامش ت

(49/9)


أنبأنا أبو علي الحسن بن أحمد بن الحسن الحداد قال قال لنا أبو نعيم الحافظ ديلم بن فيروز الحميري وقيل هو فيروز وديلم لقب وهو فيروز بن يسع بن سعد بن ذي حباب بن مسعود بن عز بن سحر بن هوشع بن موهب بن سعد بن حبل بن عون بن الحارث ابن حيران وحيران هو جيشان بن وائل من رعين الرعيني وفد مع معاذ بن جبل على النبي ( صلى الله عليه و سلم ) وشهد فتح مصر فيما ذكره أبو سعيد بن عبد الأعلى حديثه عند ابنيه عبد الله والضحاك ومرثد بن عبد الله اليزني قتل الأسود العنسي المتنبئ صاحب صنعاء فقدم برأسه على النبي ( صلى الله عليه و سلم ) وقيل على أبي بكر قال وقال لنا أبو نعيم في حرف الفاء فيروز الديلمي ابن أخت النجاشي قاتل الأسود العنسي المتنبي خدم النبي ( صلى الله عليه و سلم ) وسأله عن الأشربة يكنى أبا عبد الرحمن روى عنه ابناه الضحاك وعبد الله وكثير بن مرة وعروة بن رويم سكن الشام روى عن النبي ( صلى الله عليه و سلم ) غير حديث أخبرنا أبو غالب محمد بن الحسن أنبأنا أبو الحسن السيرافي أنبأنا أحمد بن إسحاق حدثنا أحمد بن عمران حدثنا موسى حدثنا خليفة ( 1 ) حدثنا علي بن محمد عن يعقوب بن داود الثقفي قال سألت ( 2 ) أشياخنا بصنعاء عن مقتل العنسي فقالوا كنا نسمع آباءنا يذكرون أن داذويه وقيسا وفيروز دخلوا عليه بيته ( 3 ) فحطم فيروز عنقه فقتله ويقال قتله قيس بن مكشوح وقال علي بن محمد عن عثمان بن عبد الرحمن عن الزهري قال دخل عليه فيروز وداذويه وقيس أخبرنا أبو محمد السلمي حدثنا أبو بكر الخطيب وأخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد أنبأنا محمد بن هبة الله أنبأنا محمد بن الحسين أنبأنا عبد الله بن جعفر حدثنا يعقوب ( 4 ) حدثنا زيد بن المبارك الصنعاني وعيسى بن محمد المروزي كان جاور بمكة حتى مات وبعضهم يزيد على الآخر
_________
( 1 ) رواه خليفة بن خياط في تاريخه ص 117 ( ت
العمري )
( 2 ) في تاريخ خليفة : سئل أشياخنا
( 3 ) سقطت من الاصل وت وأضيفت عن تاريخ خليفة
( 4 ) راجع المعرفة والتاريخ ليعقوب بن سفيان الفسوي 3 / 362 وعن يعقوب رواه البيهقي في دلائل النبوة 5 / 335

(49/10)


قالا حدثنا محمد بن الحسن بن أتش الأبناوي الصنعاني ( 1 ) حدثنا سليمان بن وهب عن النعمان بن برزج ( 2 ) قال خرج أسود الكذاب وكان رجلا من بني شقيق ثم من بني صعب ( 3 ) وكان معه شيطانان يقال لأحدهما سحيق والآخر شقيق ( 4 ) وكانا يخبرانه كل شئ يحدث من أمر الناس فسار الأسود حتى أخذ ذمار وكان باذان إذ ذاك مريضا بصنعاء فجاءه الرسول فقال له بالفارسية خدايكان قال وثن قال باريان وماركرس فقال باذان وهو في السوق اسف نن وأسر مالان مدريك فكان ذلك آخر كلام تكلمه حتى مات فجاء الأسود شيطانه في عصار من الريح وهو على قصر ذمار فأخبره بموت باذان فنادى الأسود في قومه فقال يال يحابر ويحامر فخذ من مراد إن سحيقا قد أجار ذمار وأباح لكم صنعاء فاركبوا واعجلوا فسار الأسود ومن معه من عنس وبني عامر ومراد وحمير حتى نزلوا بهم المقرانة ( 5 ) فخرج عليهم الأساور عليهم داذويه وكان قد استخلفه باذان وكان دادوية ابن أخت باذان يكره إمارة دادوية الذين كانوا مع وهرز ومع المرزبان فلما سمع ذلك منهم داذويه صرف فرسه فرجع إلى صنعاء قبل أن يلقاهم وانصرف جميع قومه واتبعهم الأسود ومن معه والقرية يومئذ بأبوابها فأوثقوا بينهم وبينه الأبواب ونزل الأسود ومن معه على باب قصر النوبة فقال الأسود إن الأرض أرضي وأرض آبائي فاخرجوا منها والحقوا بأرضكم وأنتم آمنون شهرا على أن تعطوني السلاح فصالحوه على ذلك فخرج منهم إلى المضمار ( 6 ) من خرج وارتحل منهم من ارتحل كل أهل رستاق وحدهم وبقيتهم يتجهزون ودخل الأسود ومن معه إلى القرية فاستنكح المرزبانة امرأة باذان فأرسلت إلى داذويه وفيروز وخرزاد بن برزج واسمه عبد الحميد وإلى جرجست ( 7 )
_________
( 1 ) في المعرفة والتاريخ : " محمد بن الحسن الصنعاني " وفي دلائل للبيهقي : محمد بن إسحاق الصنعاني
( 2 ) كذا بالاصل وت : برزج بتقديم الراء وفي المعرفة والتاريخ ودلائل بزرج بتقديم الزاي ومثلهما في تاريخ الطبري 3 / 158
( 3 ) الذي في دلائل النبوة : وكان رجلا من بني عبس
( 4 ) إعجامها ناقص بالاصل والمثبت عن ت ودلائل النبوة
( 5 ) المقرانة : حصن باليمن ( معجم البلدان )
( 6 ) حصن من حصون اليمن لحمير على ميل ونصف من صنعاء ( معجم البلدان )
( 7 ) بدون إعجام بالاصل وت والمثبت عن المعرفة والتاريخ ودلائل النبوة

(49/11)


بن الديلمي فقالت فرشتموني هذا الشيطان فائتمروا به وأنا أكفيكموه وكان قيس بن عبد يغوث قال للأسود قد عرفت الذي بيني وبين أهل هذه القرية وأنا أتخوفهم فاستأذنه أن ينزل خارجا من القرية فأذن له فنزل هو وقومه تحت نقم ( 1 ) وكان يتخوف قتل الأسود وداذويه وأصحابه وكان لا يستطيع رجل منهم أن يكلم صاحبه لأن سحيقا كان يبلغ ذاك الأسود فيخبرهم الأسود بذلك وكان الأسود يخرج كل يوم إلى الجبانة فيجلس فيها ويخط عليها خطا فيأتيه رجل فيقول السلام عليك يا رسول الله وكان الأسود يقول لقيس إن سحيقا يقول لتنزعن قبة قيس العليا أو ليفعلن بك أمرا يرى فيقول قيس أيها الملك ما كنت لأفعل فجاء قيس إلى داذويه وأصحابه ثلاث مرات يقول لهم ألا تقتلون هذا الشيطان فلا يردون عليه شيئا تخوفا أن يبلغ ذلك الأسود وكانوا يظنونه غدرا من قيس وكان الأسود إذا غضب على رجل حرقه بالنار فجاء قيس إلى فيروز وهو أصغر القوم فذكر ذلك له فقال له فيروز إن كنت صادقا فأتنا الليلة فجاءهم من الليل فاجتمع داذويه وفيروز وجرجست ( 2 ) ومعهم قيس وكان على باب الأسود ألف رجل يحرسونه وهو في بيوت باذان وكان بيوت باذان في مؤخر المسجد اليوم وكان موضع المسجد حائطا لباذان فأرسلت إليهم المرزبانة أني أكفيكموه فجعلت تسقيه خمر صلع ( 3 ) فكلما قال شوبوه صبت عليه من خمر ثات ( 4 ) حتى سكر فدخل في فراش باذان وكان من ريش فانقلب عليه الفراش وجعل داذويه وأصحابه ينضخون الجدر بالخل ويحفرونه من نحو بيوت أهل برزج ويحفرونه بحديدة حتى فتحوا الجدر قريبا منه فلما فتحوا قالوا لقيس أنت خامسنا ونحن نتخوف غدرك فوالله لا ترثنا الحياة إن قدر علينا ولكنه يدخل منا رجلان ورجلان عندك فدخل داذويه وجرجست ووقف فيروز وخرزاذ مع قيس فجعلت المرأة تشير إليه أنه في الفراش فلم يرزقا قلته فخرجا إلى أصحابهما فقال لهما فيروز ما فعلتما قالا لم يوافقنا الأمر قال امكثا عند قيس ودخل فيروز الديلمي وابن برزج فأشارت إليهما المرأة
_________
( 1 ) نقم يروى بضمتين ويروى بفتحتين جبل على صنعاء اليمن ( راجع البلدان )
( 2 ) إعجامها مضطرب بالاصل وت
( 3 ) كذا بالاصل وت وفي المختصر : " ضلع " وضلع بفتح أوله وثانيه موضع باليمن ويقال فيه : " صليع " ( راجع معجم ما استعجم )
( 4 ) ثات : كورة باليمن ( معجم البلدان )

(49/12)


أنه في الفراش فتناول فيروز برأسه ولحيته فقصر عنقه فدقها وطعنه ابن برزج بالخنجر فشقه من ترقوته إلى عانته ثم احتز رأسه وخرجوه وأخرجوا المرأة معهم وما أحبوا من متاع البيت إلى غمدان ( 1 ) قال النعمان وحملت أمي على عنقي حتى أدخلتها معهم وما أحبوا قصر غمدان ( 2 ) واستحرزوا فأصبحوا قد سدوه عليهم فتناول قيس رأس الأسود فرمى به من رأس القصر إلى الحرس الذين كانوا على بابه وصرخ القوم المضمار المضمار ( 2 ) فظنوا أن الرأس جاء من المضمار فلما رمى قيس بالرأس أخذ فيروز برجله ليرمي به من رأس القصر فاحتضنه داذويه من ورائه فمنعه وقال خون خون وأغار صحابة الأسود إلى المضمار فقاتلهم الذي كانوا بالمضمار بالحجارة حتى أدخلوهم القرية فلم أدخلوهم القرية عقدوا اللواء وكان الذي عقده سعيد بن بالويه وقتل هو وأصحابه صحابة الأسود حتى خاضت الخيل إلى ثنيتها وخرج ( 3 ) فيروز وأصحابه فلقى منهم أربعين رجلا من رؤوسهم فأدخلوا القلمس ( 5 ) فاستوثقوا منهم وقالوا لا تبرحوا أبدا حتى يرد كل شئ أخذ من صنعاء من صغير أو كبير أو متاع وإلا ضربنا أعناقكم فجعلوا لهم أن يفعلوا وجزوا نواصيهم قال فارتهنوها كل ناصية رجل بما كان في قومه وكانوا يردون القدر يجدونها بعد السنة ولم يكن الأسود مكث بصنعاء إلا خمس ليال فقتل في الليلة الخامسة فلما فرغ من الاسود وأصحابه وتفرق من كان معه قال قيس لداذويه وفيروز وهو يريد أن يغدر بهما اذهبا بنانتحرف بثات حتى يأتينا بيان أمر هذا الرجل يعني رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) وكان لقيس امرأة بثات وهي بنت حمزة بن كاربن ( 5 ) فخرجا معه حتى دخلوا ثات فنزل داذويه وفيروز في بيت باذان الذي بثات وهو في مسجد أهل ثات اليوم وكان قيس يرسل إليهما بالطعام والشراب وهو ينظر كيف يغدر بهما وكان فيروز في حجر داذويه وكان قيس قد حذق بكلام
_________
( 1 ) راجع معجم البلدان
( 2 ) ما بين معكوفتين سقط من الاصل واستدرك عن المختصر
( 3 ) بالاصل : " وخرج إلى فيروز " والمثبت عن ت
( 4 ) القلمس : البئر الكثيرة الماء من الركايا ( اللسان )
( 5 ) بدون إعجام بالاصل وت

(49/13)


الفارسية فأشرف قيس إلى داذويه وفيروز من بيته ولم يكن بين منزلهما وبيت قيس إلا المسكة فقال لداذويه بالفارسية يا أبا سعيد هل لك في غداء حميري فقال داذويه وما هو قال نان كرمه وسنبدام كندره وما هيه تازه قال نعم قال فإن كان ذلك من حاجتك فارتفع إلي فلما قام إليه داذويه منعه فيروز فقال داذيوه إنك صبي أحمق وما يهمني منهم وكان داذويه إذا أخذ سيفه لم يبال لو لقي ألف رجل وكان قيس قد خبأ له في مؤخر البيت اثني عشر رجلا وقال لهم لا تخرجوا إليه أبدا حتى تعلموا أنه قد وضع سيفه فجاء داذويه وأبي فيروز أن يأتيه فجعل يحمل عليه الخمر حتى صرعه الخمر فقال يا أبا سعيد ضع هذا السيف لا يعيثك ( 1 ) وضع رأسك حتى تفيق مغلق سيفه فوق رأسه واضطجع فخرج عليه القوم الذي خبأ قيس بأسيافهم فكلما أراد أن يأخذ سيفه صرع حتى قتلوه قت وأشرف على فيروز فقال أترهبني يابن الديلمي فقال أما وهذا السيف معي فلا وخرج بفرسه يقوده وأرسل بسرجه مع وليدته تلقاه به إلى الماء في مشغلها ( 2 ) فقال أين تريد بفرسك قال أريد أن أسقيه فأسرج فرسه ثم جعل يخب إلى جنبه قال وأرسل إلى قيس إلى بني صعب أن عندي قاتل أخيكم إن أردتموه فجاء منهم ستون فارسا وقد خرج فيروز يخب خبب فرسه وأخبر ذو رعين بن عبد كلال أن فيروز محصور بثات فأرسل مئة فارس لينصروه وأخذ فيروز نحو جنان ( 3 ) يريد إلى أخته فأبصر خيل ذي رعين مقبلة من نحو مقيل ماور ( 4 ) والعنسيون خلفه فلما أبصر هؤلاء هؤلاء وقد كانتا ( 5 ) رجلاه تقطعتا فلما أبصرهم ركب فرسه فرمى به إلى الذين بين يديه وهو يظن أنهم يقاتلونه فقالوا إنما أرسلنا ذو رعين لننصرك فوقف معهم فلما أبصرهم العنسيون رجعوا وسار فيروز حتى تزل عند أخته فلما توفي رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) بعث أبو بكر ( 6 ) أبان بن سعيد القرشي إلى اليمن فكلمه فيروز في دم داذويه فقال إن قيسا قتل عمي غدرا على غدائه وقد كان دخل في الإسلام وشارك في قتل الكذاب فأرسل أبان إلى قيس يعلى بن أمية إلى ثات وكان يعلى بن صحابة أبان
_________
( 1 ) بدون إعجام بالاصل ومضطرب في ت والمثبت عن المختصر
( 2 ) بدون إعجام بالاصل وصورتها : " سعلها " والتصويب عن ت والمختصر
( 3 ) جنان : واد بنجد ( انظر معجم البلدان )
( 4 ) كذا بالاصل : " يقيل ماور "
( 5 ) كذا بالاصل وت : كانتا
( 6 ) بالاصل : " أبو بكر بن أبان " والمثبت عن ت

(49/14)


فقال أبان ليعلى اذهب إلى قيس فقل أجب أبان بن سعيد فإن تردد عليك فاضربه بسيفك فقدم عليه يعلى على بغلة والبغال لا ترى باليمن يومئذ وعند قيس الدنيا مما أخذ من الأموال التي للناس فقال له يعلى أجب الأمير أبان بن سعيد وانظر إلى هذا السيف فقال ومن أتت قال أنا يعلى بن أمية ثم من بني حنظلة من بني تميم فقال له قيس أنت ابن عمي فأخبرني لم ارسل لي وأرغبه فقال إن ابن الديلمي كلم فيك أنك قتلت عمه رجلا مسلما غدرا على غدائك فقال قيس ما كان مسلما لا هو ولا أنا وكنت طالب ذحل قد قتل أمي وقتل عمي عبيدة وقتل أخي الأسود ولكن أدخلني على حين غفلة من أهل صنعاء واجعلني على بغلتك فأتنقب عليها واركب أنت على راحلتي واكشف عن وجهك حتى تدخلني على الأمير فتمكني منه اربع كلمات وقد خلاك ذم فدخل به حين اشتد حر النهار وغفل الناس والناس يومئذ قليل فدخل على أبان فقال أجئت بالرجل فقال يعلى نعم جئتك بسيد أهل اليمن فقال أبان لقيس أقتلت رجلا قد دخل في الإسلام وشارك في دم الكذاب فقال قد قدرت أيها الأمير فاسمع مني أما الإسلام فلم يسلم لا هو ولا أنا وكنت رجلا طالب ذحل وأما فرس باذان الأعصم وسيف ابن الصباح الوجيه فأهديه لك وأما الإسلام فتقبل مني أبايعك عليه وأما أختي كبشة فأزوجك معشوقة من المعشوقات وأما يميني هذه فهي لك بكل حدث بحدته إنسان من مذحج قال قد قبلنا منك فأمر أبان المؤذن أن يؤذن بالصلاة وذلك قبل نصف النهار ففزع الناس وقالوا إن هذا لحدث فبلغ فيروز أنه قد نادى فعجب فقال ما بال هذا فقالوا إنه قد أتى بقيس فخرج فيروز فلبس سلاحه وتوشح بسيفه فخرج أبان يقاود قيسا فقال قيس لفيروز كيف أنت يا أبا عبد الرحمن ألك حاجة إلى الأمير فقال فيروز نعم حاجتي أن أضرب عنقك فصلى أبان بالناس صلاة خفيفة ثم خطب فقال إن رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) قد وضع كل دم كان في الجاهلية فمن أحدث في الإسلام حدثا أخذناه به ثم جلس فقال يا بن الديلمي تعال خاصم صاحبك فاختصما فقال أبان هذا دم قد وضعه رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) فلا تتكلم فيه فقال أبان لقيس الحق بأمير المؤمنين يعني عمر بن الخطاب وأنا أكتب لك أني قد قضيت بينكما فإني أرى قوما ليسوا بتاركيك فكتب إلى عمر أن فيروزا ( 1 ) وقيسا اختصما عندي في دم داذويه فأقام قيس البينة أنه كان في الجاهلية فقضيت بينهما
_________
( 1 ) كذا بالاصل : " فيروزا " منونة واللفظة غير واضحة في ت لسوء التصوير

(49/15)


وخرج قيس فاتبعه فيروز حتى خاصمه عند عمر في دم داذويه فأخرج قيس كتاب أبان إلى عمر فقال عمر قد تولى أبان بر هذا وإئمه والله أعلم بما قضى ولو يرد مثل هذا يا ابن الديلمي لم يجز بين الناس قضاء فقال فيروز فإني قد بعت نفسي وهاجرت فقال عمر أعزم عليك إلا رجعت إلى اليمن فإنها لا تصلح إلا بك فإنك في هجرة قال فسمع عمر قيسا يحدث رجلا من قريش أنه هو الذي قتل الكذاب فدخل فيروز وقيس يكلم القرشي فقال بلى قتله هذا الليث ثم قال عمر لفيروز كيف قتلت الكذاب قال الله قتله يا أمير المؤمنين قال نعم ولكن أخبرني فقص عليه القصة ورجع فيروز إلى اليمن أخبرنا أبو عبد الله محمد بن غانم بن أحمد أنبأنا عبد الرحمن بن محمد بن إسحاق أنبأنا أبي وأخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد أنبأنا شجاع بن علي أنبأنا أبو عبد الله ابن مندة أنبأنا محمد بن محمد بن الأزهر حدثنا عبيد بن محمد ( 1 ) الكشوري حدثنا محمد بن عمر الصنعاني ( 2 ) حدثنا عبد الملك الذماري عن إبراهيم بن محمد عن صالح مولى التوأمة عن أبي هريرة أن النبي ( صلى الله عليه و سلم ) ذكر الأسود العنسي فقال قتله الرجل الصالح فيروز بن الديلمي رجل من فارس [ 10479 ] أنبأنا أبو علي الحداد ثم حدثني أبو مسعود المعدل عنه أنبأنا أبو نعيم الحافظ حدثنا سليمان بن أحمد ( 3 ) حدثنا محمد بن عبيد يعني ابن آدم العسقلاني ( 4 ) حدثنا أبو عمير بن النحاس حدثنا ضمرة عن يحيى بن أبي عمرو الشيباني ( 5 ) عن عبد الله بن الديلمي عن أبيه قال أتيت النبي ( صلى الله عليه و سلم ) برأس الأسود العنسي ( 6 )
_________
( 1 ) كذا بالاصل وت هنا ومر قريبا : عبيد بن إبراهيم الكشوري
راجع ما جاء فيه أعلام النبلاء 13 / 349 والانساب ( الكشوري )
( 2 ) كذا بالاصل وت وفي سير أعلام النبلاء : " السمسار " انظر الحاشية السابقة
( 3 ) أخرجه أبو القاسم الطبراني في المعجم الكبير 8 / 330 رقم 848
( 4 ) في المعجم الكبير : حدثنا يحيى بن عبد الباقي
( 5 ) بالاصل : الشيباني تصحيف والتصويب عن ت والمعجم الكبير
( 6 ) كذا بالاصل وت وفي المعجم الكبير : أتينا رسول الله صلى الله عليه و سلم برأس العبسي الكذاب

(49/16)


أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر أنبأنا أحمد بن الحسن بن محمد أنبأنا أبو محمد المخلدي أنبأنا أبو بكر محمد بن حمدون حدثنا يزيد بن عبد الصمد حدثنا سليمان بن عبد الرحمن حدثنا الوليد بن مسلم حدثنا الأوزاعي عن يحيى بن أبي عمرو السيباني ( 1 ) حدثنا عبد الله بن الديلمي عن أبيه قال كنت في وفد إلى رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) من اليمن فقلنا إنا قد أسلمنا فمن ولينا قال الله ورسوله ( 2 ) [ 10480 ] أخبرنا أبو عبد الله الفراوي وأبو المظفر القشيري قالا أنبأنا محمد بن عبد الرحمن أنبأنا أبو عمرو بن حمدان وأخبرتنا أم المجتبى العلوية قالت قرئ على إبراهيم بن منصور أنبأنا أبو بكر بن المقرئ قالا أنبأنا أبو يعلى حدثنا الحاكم بن موسى حدثنا هقل حدثنا الأوزاعي حدثني يحيى بن أبي عمرو السيباني ( 3 ) حدثني ابن الديلمي حدثني أبي فيروز أنه أتى النبي ( صلى الله عليه و سلم ) فقال يا رسول الله إنا من قد علمت وجئنا من بين ظهراني من قد علمت زاد ابن المقرئ ونحن حيث ( 4 ) قد علمت فمن ولينا قال الله ورسوله ( 5 ) [ 10481 ] قال وقال ابن المقرئ قالوا حسبنا وليس في حديث ابن حمدان قوله أبي قال حدثني فيروز أنبأنا ( 6 ) أبو القاسم إسماعيل بن أحمد أنبأنا أبو الحسين بن النقور أنبأنا أبو طاهر
_________
( 1 ) بالاصل : " الشيباني " والكلمة غير واضحة في ت لسوء التصوير
( 2 ) الاصابة 3 / 210
( 3 ) سقطت من الاصل واستدركت عن ت
( 4 ) استدركت على هامش الاصل وبعدها صح
( 5 ) أسد الغابة 4 / 71
( 6 ) كتب قبلها في ت : آخر الجزء الاربعمئة من الاصل وهو آخر المجلد الاربعون وفي ت أيضا هنا خبر سقط من الاصل نسترك منه هنا ما استطعنا قراءته : أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد بن عمر أنا أبو علي محمد بن محمد بن أحمد
علي بن أحمد بن عمر أنا أبو علي محمد بن أحمد بن الحسن نا الحسن بن علي القطان
عيسى أنا أبو حذيفة إسحاق بن بشر نا إسحاق بن يحيى عن المسيب بن رافع أو غيره
كعب الاحبار قال إسحاق وابن بشر وأنا ابن أبي ذئب فيه

(49/17)


المخلص أنبأنا أبو بكر أحمد بن عبد الله بن سعيد حدثنا السري بن يحيى ( 1 ) حدثنا شعيب بن إبراهيم حدثنا سيف بن عمر عن المستنير بن يزيد عن عروة بن غزية الدثيني قال لما ولي أبو بكر أمر فيروز وهم قبل ذلك متساندين ( 2 ) هو وداذويه وحشيش ( 3 ) وقيس وكتب إلى وجوه من وجوه أهل اليمن ولما سمع بذلك قيس أرسل إلى ذي الكلاع وأصحابه إن الأبناء نزاع ( 4 ) في بلادكم ونقلاء ( 5 ) فيكم وإن تتركوهم لن يزالوا عليكم وقد أرى أمرا من الرأي أن أقتل رؤوسهم وأخرجهم من بلادنا فتبرأوا فلم يمالئوه ولم ينصروا الأبناء واعتزلوا وقالوا لسنا مما هاهنا في شئ أنت صاحبهم وهم أصحابك فربض ( 6 ) لهم قيس واستعد لقتل رؤسائهم وتسيير عامتهم فكاتب ( 7 ) قيس تلك الفالة السيارة اللحجية وهم يصعدون في البلاد ويصوبون محاربين لجميع من خالفهم فكاتبهم
_________
- عن المقبري عن أبي هريرة وغيرهما أن كعب الاحبار ذكر بدء ما رزقه الله إلا صلاح
أسلم مقدم عمر فذكر صفة النبي صلى الله عليه و سلم وقال كان
من أعلم الناس باقوال الله
( كذا ولم نتدخل في الخبر نقلناه كما ورد )
من هنا نعود إلى الاخذ عن مخطوط الازهرية ( ز )
وكتب في بداية هذا الجزء منها هنا : الجزء الحادي بعد الاربعمئة من كتاب تاريخ مدينة دمشق حماها الله وذكر فضلها وتسمية من حلها من الامائل أو اجتاز بنواحيها من وارديها وأهلها تصنيف الحافظ أبي القاسم علي بن الحسن بن هبة الله الشافعي رحمه الله سماع ولده القاسم بن علي بن الحسن وأجازه له من بعض شيوخ أبيه رحمهم الله
وفي مطلع الصفحة التالي كتب في " ز " : بسم الله الرحمن الرحيم
أخبرنا والدي الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن رحمه الله ونعود أيضا من هنا إلى الاخذ عن المخطوط المغربية ( م ) وهو الجزء 26 منها وتبدأ : بسم الله الرحمن الرحيم رب يسر يا كريم
أخبرنا والدي الحافظ أبو القاسم علي بن الحسين ( كذا ) رحمه الله تعالى قال
( 1 ) الخبر في تاريخ الطبري 3 / 323 وما بعدها
( 2 ) كذا بالاصل وت وم وفي الطبري : " متساندون " وفي " ز " : بمساندين
( 3 ) كذا بالاصل وت وم وز وفي الطبري : جشيش
( 4 ) النزاع جمع نازع وهو الغريب
( 5 ) النقلاء جمع نقيل وهو الغريب
( 6 ) كذا تقرأ بالاصل : " فريض " والكلمة غير مقرءة في ت لسوء التصوير وفي تاريخ الطبري : فتربص
( 7 ) الاصل وت : " وكانت " والمثبت عن الطبري

(49/18)


قيس في السر وأمرهم أن يتعجلوا إليه وليكون أمره وأمرهم واحدا ( 1 ) وليجتمعوا على نفي الأبناء من بلاد اليمن فكتبوا إليه بالاستجابة له وأخبروه بأنهم إليه سراع فلم يفجأ أهل صنعاء إلا الخبر بدنوهم منها فأتى قيس فيروز في ذلك كالفرق من هذا الخبر وأتى داذويه فاستشارهما ليلبس عليهما ولئلا يتهماه فنظروا في ذلك واطمأنوا إليه ثم إن قيسا دعاهم من الغد إلى طعام فبدأ بداذويه وثنى بفيروز وثلث بجشيش فخرج داذويه حتى دخل عليه فلما دخل عليه عاجله فقتله وخرج فيروز يسير حتى إذا دنا سمع امرأتين على سطحين تتحدثان فقالت إحداهما هذا مقتول كما قتل داذويه فلقيهما فعاج حتى يرى أوي القوم الذي أربئوا ( 2 ) فأخبر برجوع فيروز فخرجوا يركضون وركض فيروز وتلقاه جشيش فخرج معه متوجها نحو جبل خولان وهم أخوال فيروز فسبقا الخيول إلى الجبل ثم نزلا فتوقلا وعليهما خفاف ساذجة فما وصلا حتى تقطعت أقدامها وانتهيا إلى خولان وامتنع فيروز بأخواله وآلى ألا ينتعل ساذجا ورجعت الخيول إلى قيس فثار بصنعاء فأخذها وجبى ما حولها مقدما رجلا ومؤخرا أخرى وأتته خيول الأسود ولما أوى فيروز إلى أخواله خولان ومنعوه وتأشب إليه الناس وكتب إلى أبي بكر بالخبر فقال قيس وما خولان وما فيروز وما قرار أووا إليه وطابق على قيس عوام قبائل من كتب أبو بكر إلى رؤوسائهم وبقي الرؤوساء معتزلين قد اشتد عليهم وعمد قيس إلى الأبناء ففرقهم ثلاث فرق أقر من أقام وأقر عياله وفرق عيال الذين هربوا إلى فيروز فرقتين فوجه إحداهما إلى عدن ليحملوا في البحر وحمل الأخرى في البر وقال لهم جميعا الحقوا بأرضكم وبعض معهم من يسيرهم فكان عيال الديلمي ممن سير في البر وعيال داذويه ممن سير في البحر فلما رأى فيروز أن قد اجتمع عوام أهل اليمن على قيس وأن العيال قد سيروا وعرضوا للنهب ولم يجدوا إلى فراق عسكره في تنقذهم سبيلا وبلغه ما قال قيس في استصغاره للأخوال والأبناء فقال فيروز منتميا ومفاخرا وذكر الظعن ( 3 ) * ألا ناديا ظعنا إلى الرمل ذي النخل * وقولا لها أن لا يقال ولا عذلي وما ضرهم قوال العداة لو أنه ( 4 ) * أتى قومه عن غير فحش ولا بخل
_________
( 1 ) تقرأ بالاصل وت : " راحة " والمثبت عن الطبري
( 2 ) أربأوا : أشرفوا وعلوا
( 3 ) الشعر في تاريخ الطبري 3 / 325
( 4 ) رسمها بالاصل وت : " اتر " والمثبت عن الطبري

(49/19)


فدع عنك طعنا بالطريق التي هوت بها * لطيتها صمد الرمال إلى الرمال وإنا وإن كانت بصنعاء دارنا * لنا نسل قوم من عرانينهم نسلي وللديلم الرزام من بعد باسل * أبى الخفض واختار الحرور على الظل وكانت منابيت العراق جسامها * لرهطي إذا كسرى مراجله تغلي وباسل ( 1 ) أصلي إن نميت ومنصبي * كما كل عود منتهاه إلى الأصل هم تركوا مجراي سهلا وحصنوا * فجاجي بحسن القول الحسب الجزل فما عزنا في الجهل من ذي عداوة * أبى الله إلا أن يعز على الجهل ولا عاقنا في السلم عن آل أحمد * ولا خس في الإسلام إذ أسلموا قبلي وإن كان سجل من قبيلي أرشني * فإني لراج أن يغرقهم سجلي * وقام فيروز في حربه وتجرد لها وأرسل إلى بني عقيل بني ربيعة بن عامر بن صعصعة رسولا بأنه متحفز بهم يستمدهم ويستنصرهم في ثقله على الذين يزعجون أثقال الأبناء وأرسل إلى عك رسولا يستمدهم ويستنصرهم على الذين يزعجون أثقال الأبناء وقال في ذلك لبني عقيل * ألا أبلغ لديك بني عقيل * بأن من نصرى ائتياب أياديكم وكان خطا سكوتي * أظعني قد تمزقها الكلاب فإن أمنا حربا ضروسا * تعض الشيخ إن شرب الشراب * فركبت عقيل وعليهم رجل من الحلفاء يقال له معاوية فاعترضوا خيل قيس فتنقذوا أولئك العيال وقتلوا أولئك الذين يسيرونهم فأووهم وقصروا عليهم القرى إلى أن رجع فيروز إلى صنعاء فقال فيروز في الذين صنعوا * جزى الله عن قومي عقيلا وزادها * على البر خيرا حين تعشى النوائب فالحقها إذ فرت الحرب نابها * ولكن بفيض كان من لا يعاتب * فكانوا كمن أبقى أخاه بنفسه * ولم يتناس ( 2 ) حق من هو غائب * وقال في مثل ذلك لا أبلغا عك بن عدنا مالكا * بأن معدا جارها قد تمرعا *
_________
( 1 ) الاصل : " وبائل " والمثبت عن ت والطبري
( 2 ) الاصل وت وم وز يتناسا

(49/20)


أيقسم جيراني اليهود وأنتم * ثمانون ألفا حاسرون ودرعا * فوثبت عك عليهم مسروق فساروا حتى تنقذوا عيالات الأبناء وقصروا عليهم القرى إلى أن رجع فيروز إلى صنعاء وقال فيروز في ذلك * ألم تر عكا دافعت عن حريمها * ذوي يمن لما استحلوا حريمها وكانت لها عدنان تعرف فضلها * قديما وكانت قد ترقب قديمها * وأمدت عقيل وعك فيروزا ( 1 ) بالرجال فلما أتته أمدادهم فيمن كان اجتمع إليه خرج فيمن كان تأشب إليه ومن أمده من عك وعقيل فناهد قيسا فالتقوا دون صنعاء فاقتتلوا فهزم الله قيسا في قومه ومن أنهضوا فخرج هاربا في جنده حتى عاد معهم وعادوا إلى المكان الذي كانوا به مبادرين حين هربوا بعد مقتل العنسي وعليهم قيس وقال فيروز في ذلك * صدمت ذوي يمن صدمة * بقومي وقومي ملوك غرر سموت لهم قائظا بالخيول * فازعن تنمى إليه مضر وعك ابن عدنان أهل العلا * وكان لها الدهور الكبر * وقال فيروز منتهيا عند علية * هاجتك دمنة منزل * بين المراض فمعلم وكأنما نسج التراب * سفا الرياح بمرجم ويروح أحيانا يحن ( 2 ) * حنين بحر يكرم ( 3 ) ترك الطلول كأنها * صحف تبين بمرقم أو كالبرود العصب * بين مسلسل ومنمنم يا أيها ذا السائلي * ولطالما لم يسلم عن معشر عنهم ستنبأ اليوم إن لم تعلم فقرومنا منسوبة * أهل واللواء الأقدم أبناء ضبة إن سالت * بحدثنا المستحكم فالحي منهم باسل * قومي وذروه محرم
_________
( 1 ) كذا منونة بالاصل وفي ت والطبري : فيروز
( 2 ) غير واضحة في " ز " وفوقها ضبة
( 3 ) في م وز : كرم

(49/21)


بالمجد فازوا بالغلا * صم والسنام الأعظم فأولاكم قومي متى * ترهم لدي بهوم * وأمن عمال رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) باليمن فظهروا وعملوا على أعمالهم وضعت اليمن وكتبوا إلى أبي بكر بالفتح وقال في ذلك فيروز * ملكت ذوي يمن عنوة * وصاروا إلينا هناك البشر إذا خندف أجمعت أمرها * وقيس بن عيلان حل الظفر وعك بن عدنان أهل العلا * أعاليها الكتب فيها السور * أنبأنا أبو محمد بن الأكفاني عن سعيد بن محمد بن الحسن الإدريسي أنبأنا أبو محمد الحسن بن أحمد بن فراس أنبأنا أبو محمد جعفر بن أحمد بن إبراهيم الحذاء حدثنا أبو جعفر بن خالد بن يزيد البردعي عن ( 1 ) الخصيب حدثنا عمر بن سهل بالمصيصة حدثنا الحرمازي قال كتب عمر بن الخطاب إلى فيروز الديلمي أما بعد فقد بلغني أنه قد شغلك أكل الألباب ( 2 ) بالعسل فإذا أتاك كتابي هذا فاقدم على بركة الله فاغز في سبيل الله فقدم فيروز فاستأذن ( 3 ) على عمر فأذن له فزاحمه قوم من قريش فرفع فيروز يده فلطم أنف ( 4 ) القرشي فدخل القرشي على عمر مستدمي فقال له عمر من ( 5 ) بك قال فيروز وهو على الباب فأذن لفيروز بالدخول فدخل فقال ما هذا يا فيروز قال يا أمير المؤمنين إنا كنا حديث عهد بملك وإنك كتبت إلي ولم تكتب إليه وأذنت لي بالدخول ولم تأذن له فأراد أن يدخل في إذني قبلي فكان مني ما قد أخبرك قال عمر القصاص قال فيروز لا بد قال لا بد قال فجثا فيروز على ركبتيه وقام الفتى ليقتص منه فقال له عمر على رسلك أيها الفتى حتى أخبرك بشئ سمعته من رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) سمعت رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) ذات غداة يقول قتل الظيلمة الأسود العنسي الكذاب قتله العبد الصالح فيروز الديلمي
_________
( 1 ) الزيادة عن م وز واللفظة سقطت من الاصل وت
( 2 ) كذا بالاصل وم ت وز وفي المختصر : أكل النبات بالعسل
( 3 ) استدركت على هامش م
( 4 ) بالاصل : " ابن القرشي " والمثبت " أنف " عن ت وم وز
( 5 ) كذا بالاصل وت وم وفيها فوق : " بك " ضبة وفي " ز " من يك ؟

(49/22)


أفتراك مقتصا منه بعد إذ سمعت هذا من رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) [ 10482 ] قال الفتى قد عفوت عنه بعد إذ أخبرتني عن رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) بهذا فقال فيروز لعمر فترى هذا مخرجي مما صنعت إقراري له وعفوه غير مستكره قال نعم قال فيروز فأشهدك أن سيفي وفرسي وثلاثين ألف من مالي هبة له قال عفوت مأجورا يا أخا قريش وأخذت مالا قرأت بخط عبد الوهاب بن عيسى بن عبد الرحمن أنبأنا الحسن بن رشيق حدثني الحسن بن آدم العسقلاني حدثني عبيد بن محمد الكشوري حدثني عبد الرحمن بن هشام عن أبيه عن أبي ثور بن دينار قال بعث معاوية على اليمن عتبة بن أبي سفيان فمكث ثلاث سنين ثم ارتفع إلى معاوية واستخلف فيروز الديلمي فمكث فيروز على صنعاء ومخاليفها ثمان سنين ثم مات سنة ثلاث وخمسين ( 1 )
_________
( 1 ) كذا بالاصل وم هنا ومر انه مات في خلافة عثمان بن عفان رضي الله عنه
انظر الاصابة 3 / 210 وأسد الغابة 4 / 72 والاستيعاب 3 / 206 ( هامش الاصابة

(49/23)


" ذكر من اسمه فيض " 5643 الفيض بن الخضر بن أحمد ويقال الفيض بن محمد أبو الحارث التميمي الطرسوسي الأولاسي ( 1 ) أحد الزهاد المشهورين حكى عن عبد الله بن خبيق ( 2 ) حكى عنه محمد بن المنذر بن سعيد ( 3 ) وعلي السائح والحسن بن خلف وأبو بكر محمد بن إسماعيل الفرغاني الصوفي ( 4 ) ومحمد بن أحمد السنجاري وأبو عوانة يعقوب بن إسحاق الإسفرايني أنبأنا أبو الحسن عبد الغافر بن إسماعيل أنبأنا أبو بكر محمد بن يحيى المزكي أنبأنا أبو عبد الرحمن السلمي قال الفيض بن الخضر بن أحمد أبو الحارث الأولاسي ويقال الفيض بن محمد من قدماء المشايخ وجلتهم صحب إبراهيم بن سعد العلوي وهو تميمي قال وأنبأنا السلمي قال سمعت الشيخ أبو الوليد يقول سمعت محمد بن المنذر
_________
( 1 ) الانساب ( الاوسي ) واللباب ( الاولاسي ) والرسالة القشرية ص 349 والاولاسي هذه النسبة إلى أولاس حصن على ساحل بحر الشام من نواحي طرسوس فيه حصن يسمى حصن الزهاد ( معجم البلدان )
وفي الانساب : بلدة بدل حصن
( 2 ) في " ز " : " حنيف وعلي بن محمد بن المنذر "
( 3 ) ترجمته في سير أعلام النبلاء 14 / 221
( 4 ) ترجمته في سير أعلام النبلاء 15 / 290

(49/24)


الهروي يقول حدثني أبو الحارث الأولاسي الفيض بن الخضر بن أحمد التميمي قال وأنبأنا السلمي سمعت عبد الله ( 1 ) بن علي يقول سمعت الدقي يقول سمعت أبا بكر الفرغاني يقول أبو الحارث الأولاسي اسمه الفيض بن الخضر قرأت على أبي الفتح نصر الله بن محمد الفقيه عن سهل بن بشر أنبأنا أبو ( 2 ) عبد الله الحسين ( 3 ) بن عبد الكريم الجزري بمكة حدثنا علي بن عبد الله بن جهضم الهمذاني ( 4 ) قال وحدثني علي بن أحمد الوراق حدثني الحسن بن خلف وهو الحسن بن علي ابن خلف عن أبي الحارث الأولاسي قال كنت في بعض مساجد دمشق جالسا فدخل رجل فقير عليه خلقان رثة فركع وجلس فدنوت منه وسلمت عليه وكان معي قطيعة ( 5 ) فذهبت فاشتريت بها عنبا وطرحته في زاوية المسجد فقلت له عند المغرب تأكل من هذا العنب فقال دعه الساعة فما زال يركع إلى عشاء الآخرة فلما صلى عشاء الآخرة قلت له تأكل من هذا العنب فقال وتحب ( 6 ) ذلك قلت نعم فأكل حبات ثم قال أين تريد قلت الرملة فقال وتحب أن نكون جميعا قلت نعم قال فما زال عامة الليل يركع ثم التفت إلي وقال قم إن شئت فقمت معه وخرجنا من دمشق وسرنا ساعة وإذا بسرج وبيوت ونحن ( 7 ) نسير بين أحمال تبن فقلت لبعض من يسير معنا أيش هذه السرج والبيوت فقال أيش حالك هذه الرملة فالتفت أطلب صاحبي فلم اره أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم عن أبي علي الأهوازي قال قرأت على مكي بن محمد بن الغمر أنبأنا أبو بكر أحمد بن علي بن الفرح الحبال حدثني الحسن بن علي حدثني أستاذي الزعفراني قال
_________
( 1 ) سقطت من الاصل وم والزيادة عن " ز "
( 2 ) سقطن من الاصل والزيادة عن م وز
( 3 ) كذا بالاصل وم وفي " ز " : الحسن
( 4 ) بالاصل : الهمداني بالدال والمثبت عن " ز " انظر ترجمته في سير أعلام النبلاء 17 / 275
( 5 ) كذا بالاصل وم وفي " ز " : قطيفة
( 6 ) الاصل : " ويجب " تصحيف والتصويب عن م وز
( 7 ) ما بين معكوفتين سقط من الاصل هنا واستدرك للايضاح عن " ز " وقد أخرت الجملة بالاصل إلى ما بعد كلمة " السرج " في السطر التالي

(49/25)


قلت لأبي الحارث الأولاسي أنا أعرفك أمير الحرب بنصيبين فأيش الذي أخرجك إلى الله فقال غدوت ( 1 ) في آخر الليل إلى الحمام وكان على باب داري فإذا أنا بأنين في القامين ( 2 ) فعدلت فإذا برجل عليل مطروح في الزبل ( 3 ) عريان فقلت له لك حاجة فقال لي أريد يزال ما علي من وسخ وثوب ( 4 ) نظيف ورائحة طيبة وطعام ( 5 ) طيب فقلت هات يدك فأدخلته معي الحمام فنظفته وتقلدت أنا خدمته وأخرجته إلى ثوب من ثيابي وأحضرت طعاما طيبا وطيبته وقلت لك من حاجة فقال لي جبرك الله ومات فكفنته ودفنته فلما كان العصر خرجت إلى الله في عباءة أنبأنا أبو جعفر أحمد بن محمد بن عبد العزيز المكي أنبأنا الحسين بن يحيى بن إبراهيم بن الحكاك أنبأنا الحسين ( 6 ) بن علي بن محمد الشيرازي أنبأنا علي بن عبد الله بن الحسن الهمذاني ( 7 ) حدثنا أبو محمد جعفر بن محمد بن نصير ( 8 ) بن القاسم أخبرني محمد ابن أيوب عن أبي الحارث الأولاسي قال رأيت في منامي كأني واقف بين يدي الله عز و جل فقال لي يا عبدي سل حاجتك فقلت يا رب تعلم حاجتي فقال أنا أعلم وكيف لا أعلم وأنا كونتها وكنيتها ( 9 ) في صدرك ولكن أحب أن أسأل والمسارعة في اتباع محبتي منك أولى بك من التعلق بمحبتك أسرع وأسبق منك إلي أن بدأت بتركيبها في قلبك من قبل أن تعقلها ( 10 ) وأطلقت لسانك بمسألتها عندي اجمع بين مرداي من الأمور كلها وبين مرادك مني فإن يكن مخالفا لمرادي فإنك لن تزال في دهرك منقطعا عني فابتغ عندي محابي من الأمور وإن حالف منك
_________
( 1 ) بالاصل وم : " غديت " وفي " ز " : عديت
( 2 ) كذا بالاصل وفي م وز : العامين تصحيف والقامين وفي القاموس : القمين : أتون الحمام
( 3 ) كذا بالاصل والمختصر وفي م وز : الرمل
( 4 ) كذا بالاصل وم والمختصر وفي " ز " : " وثوبا نظيفا " وهو الصواب
( 5 ) كذا بالاصل وم والمختصر وفي " ز " : " وطعاما طيبا " وهو الصواب
( 6 ) كذا بالاصل وم والمختصر وفي " ز " : " الحسن " ترجمته في سير أعلام النبلاء 18 / 68 وفيها : " الحسن "
( 7 ) بالاصل : الهمداني تصحيف والتصويب عن م وز
( 8 ) بالاصل : " منصور " وفي " ز " : " نصر " والتصويب عن م
ترجمته في سير أعلام النبلاء 15 / 558
( 9 ) كذا بالاصل وفي م وز : وكمنتها
( 10 ) الاصل : " تعلقها " تصحيف والتصويب عن م وز
( 11 ) بالاصل وم : منقطع تصحيف والتصويب عن " ز "

(49/26)


المحبة اجهد بدنك واحذر الخلاف في اتباع الهوى بحب دار أبغضتها وحذرتكها وأخرج قلبك منها وكن فيها حذرا فإن متاعها قليل والعيش فيها قصير وتقرب إلي ببغضها وبغض أهلها وكن متحرزا منها ومن أهلها وقف بين يدي مقام من أسقط نفسه وحيلته وتعلق بمالكه أخبرنا أبو الحسن عبد الغافر بن إسماعيل الفارسي في كتابه أنبأنا أبو بكر المزكي أنبأنا أبو عبد الرحمن السلمي قال سمعت أبا بكر محمد بن عبد الله يقول سمعت أبا الحارث الأولاسي يقول رأيت النبي ( صلى الله عليه و سلم ) في النوم كأنه معرض عني فقلت ما أعرضك عني بأبي وأمي فقد فهمت عنك ما أمرتني ولكن أخاف أن أكون قد حرمت التوفيق فقال لا ولكن ليس ثم داعية تحركك لطلب ولا رهبة تقلقك لهرب فأنت بين الآمال الكاذبة متردد حيران قد أطلت الأمل وسوفت العمل قلت فمن الآن فأوصني فقال عليك بالقلة ووار ( 1 ) شخصك وكن حلسا من أحلاس بيتك فقد أمسى وأصبح كثير من الناس في أمر مريج ( 2 ) وإنك إن تتبع أهواءهم وتلتمس رضاهم يضلك عن سبيل ربك وهو الخسران المبين أنبأنا أبو الفرج غيث بن علي أنبأنا سهل بن بشر أنبأنا أبو عبد الله الحسين بن عبد الكريم الجزري بمكة ( 4 ) أنبأنا أبو الحسن علي بن عبد الله بن جهضم حدثنا أبو الحسن محمد بن أحمد الوراق حدثنا الحسن بن علي بن خلف عن أبي الحارث الأولاسي ( 5 ) قال رأيت في المنام كأني في صحراء بين جبال وكأن مناديا ينادي الباب الباب الباب من وراء تلك الجبال أيها الناس هلموا وأسرعوا فإنا نريد غلق الباب والناس فيما هم فيه من الشغل والضجة ما يشعرون ( 6 ) بالنداء إلا نفر يسير خيل ورجالة فجعلوا يسعون ويركضون نحو النداء وقيض الله تعالى لي فرسا عربيا فركبته وجعل يجري بي أشد جري
_________
( 1 ) كذا بالاصل وم وز وفي المختصر : ووان
( 2 ) بدون إعجام بالاصل والاعجام عن م وز
والامر المريج : المضطرب والقلق
( 3 ) مر قريبا في " ز " : " الحسن " وجاء فيها هنا مثل الاصل وم : الحسين
( 4 ) أقحم بعدها بالاصل : " أنبانا أبو الحسن بن عبد الكريم الجزري بمكة
( 5 ) في " ز " : " الاوسي " تصحيف
( 6 ) كذا بالاصل وم وز : " يشعرون " والوجه : يشعر

(49/27)


وأنا أتخوف أن أسقط منه حتى أتى بي على وحلة فخفت أن يقف بي في تلك الوحلة فجعل لا يزداد يزداد إلا شدة الجري في ذلك الوحل حتى خرج منه ثم إنه أتى بي إلى عقبة صعبة فخفت أن يقوم فرسي فما أزداد إلا سرعة حتى علا بي رأس العقبة وأشرفت على المنادي وكأنه جالس على رأس العقبة عليه ثياب بياض منكس الرأس وهو يقرأ " اقترب للناس حسابهم وهم في غفلة معرضون " ( 1 ) وجعل ينكث الأرض كأنه حزين فقلت له يا هذا ما لي أراك حزينا فقال أما ترى ما في الأرض فاطلعت فرأيت سوادا متراكبا وضجة شديدة فقلت ما هذا السواد وما هذه الضجة فقال أما السواد فهي الفتن وأما الضجة فالهرج الهرج ( 2 ) قلت رحمك الله فالمخرج من ذلك قال أربعة لسانك وبدنك وبطنك وفرجك فأما لسانك فتمسكه عن الكلام إلا من ثلاثة ذكر دائم ورد سلام أو حاجة لا بد منها فأما يديك فتمسكهما عما ليس لك فيه حق وتحذر المعاونة بهما وأما بطنك فلا تدخله إلا حلال وكذلك فرجك فإن لم تجد فالقلة القلة كل الدون والبس الدون وأربع الأخذ بهن الحزم في زمانك لا تقل لأحد اذهب ولا قم ولا كل ولا لا تأكل ولا اعمل ولا لا تعمل ولا هذا حلال ولا هذا حرام قلت أما الصمت فإني أجهد نفسي فيه وأما الناس فأعاهد الله على أن لا أقول شيئا من ذلك إلا أن أكون ناسيا وأما القلة فمن المطعم واللباس فإنه يصعب علي وأرجو أن ( 3 ) يعين الله تعالى عليه فجعل يقول يصعب علي أفلا يصعب عليك طول القيام بين يدي الله وعسر الحساب أم والله لو اتقيت لصدقت ولو صدقت لاتقيت ولو اتقيت لخفت ولو خفت لحذرت ولو حذرت لجانبت القلة القلة الخفة الخفة الصمت الصمت الهرب الهرب النجاء النجاء الوحاء الوحاء الباب الباب لجوا فيه قبل أن يغلق دونكم فتحل بكم الندامة كتب إلي أبو الحسن الفارسي أنبأنا أبو بكر المزكي أنبأنا أبو عبد الرحمن السلمي قال سمعت علي بن سعيد يقول سمعت أحمد بن عطاء يقول سمعت أبا صالح يقول سمعت أبا الحارث يقول سمع سري من لساني ثلاثين سنة وسمع لساني ( 4 ) من سري ثلاثين سنة
_________
( 1 ) سورة الانبياء الاية الاولى
( 2 ) كذا بالاصل وم وز وفي المختصر : فالهرج المرج
( 3 ) سقطت من الاصل وم وز
( 4 ) كذا بالاصل وز وفي م : كيساني وفوقها ضبة

(49/28)


قال وأنبأنا السلمي قال سمعت منصور بن عبد الله يقول سمعت سعيد بن حاتم يقول قال أبو الحارث الأولاسي من اشتغل بما لم يكن فكان فاته من لم يزل ولا يزال أخبرنا أبو المعالي أحمد بن أبي الحسن ( 1 ) بن أحمد بن أبي منصور الشاه البامنجي بيامين ( 2 ) أنبأنا أبو القاسم هبة الله بن عبد الوارث بن علي بن أحمد الشيرازي الحافظ أنبأنا أبو محمد هياج بن عبيد بن الحسن ( 3 ) الشيخ الصالح الفقيه أنبأنا أبو أحمد محمد بن أحمد ابن سهل أنبأنا أبو الحسن علي بن محمد الجلاء حدثنا أبو بكر بن داود ( 4 ) حدثنا أبو الحارث الأولاسي قال كتب إلي بعض إخواني أيش تشتهي من هذه الدنيا فقلت أشتهي وجها مصفرا وخدا معفرا ودمعا مقطرا وطمرا مشمرا وعيشا مكدرا وقلبا منورا كالقنديل يزهر وقوتا مقترا قال فكتب إلي يا أخي ما أحسن ما اشتهيت من هذه الدنيا ولكن ما أحسن الليل على الساجد والاتصال بالماجد والزهد على الزاهد أحسن من الحلي على الناهد ثم قال يا أخي احفظ الله في خفي كل نظرة وفتش كل لقمة وزن كل خطوة وانتخب ( 5 ) الأحوال وأحب كل أخ صحيح المودة ثم قال يا أخي من عرف الله عاش ومن أحب الدنيا طاش والأحمق يغدو أو يروح في لاش والعاقل لذنوبه فتاش قرأت على أبي يعلى حمزة بن أحمد بن فارس عن أبي الفتح نصر بن إبراهيم أنبأنا أبو نصر أحمد بن علي بن عبيد الله السلمي أنبأنا أبو الحسن بن جهضم حدثنا أبو بكر محمد بن داود حدثني محمد بن إسماعيل الفرغاني قال سمعت أبا الحارث الأولاسي يقول دخلت مسجد طرسوس فرأيت فتيين ( 6 ) يتكلمان في علم الأنفة ( 7 ) وسوء أدب الخلق وحسن صنيع الله تعالى إليهم ويذمان نفوسهما في ما يجب لله تعالى عليهما فقال أحدهما لصاحبه يا أخي قد تحدثنا في العلم فتعال حتى نعامل الله به فيكون لعلمنا فائدة ومنفعة
_________
( 1 ) الاصل : الحسين تصحيف والتصويب عن م وز قارن مع المشيحة 5 / أ
( 2 ) كذا بالاصل وم وز : وكتب في المشيخة أنها من ناحية هراة
وكتب على هامش " ز " : بيامنجين
( 3 ) كذا بالاصل وم وفي " ز " : الحسين
( 4 ) في م وز : يزداد
( 5 ) إعجامها مضطرب بالاصل والتصويب عن م وز
( 6 ) كذا بالاصل وم وفي " ز " : اثنين
( 7 ) كذا بالاصل وم وز

(49/29)


فعزما على أن لا يتناولا ( 1 ) شيئا مسته أيدي بني آدم ولا ما للخليقة فيه صنع قال أبو الحارث الأولاسي فقلت وأنا معكما فقالا إن شئت فخرجنا من طرسوس وجئنا إلى جبل لكام ( 2 ) فأقمنا فيه ما شاء الله تعالى قال أبو الحارث أما أنا فضعفت نفسي وقام العلم بين عيني لئن مت على ما أنا عليه مت ميتة جاهلية فتركت صاحبي ورجعت إلى طرسوس ولزمت ما كنت أعرفه من صلاح نفسي وأقام صاحباي ( 3 ) باللكام سنة فلما كان بعد مدة دخلت المسجد فإذا أنا بأحد الفتيين جالسا في المسجد فسلمت عليه فقال يا أبا الحارث خنت الله تعالى عهدك ولم تف به أما إنك لو صبرت معنا أعطيت ثلاثة أحوال وقد أعطينا فقلت وما الثلاثة قال طي الأرض والمشي على الماء والحجبة إذا أردنا واحتجب عني عقيب كلامه فقلت بالذي أوصلك إلى ما قد رأيت إلا ظهرت لي حتى أسألك عن مسألة فظهر لي وقال سل يا أبا الحارث وأوجز فقلت له كيف لي بالرجوع إلى هذه الحالة ترى إن رجعت قبلت فقال هيهات يا أبا الحارث بعد الخيانة لا تقبل الأمانة فكوى قلبي بكية لا تخرج من قلبي حتى ألقى الله عز و جل أخبرنا أبو المظفر بن القشيري أنبأنا أبي الأستاذ أبي القاسم ( 4 ) قال سمعت الشيخ أبا عبد الرحمن السلمي يقول سمعت محمد بن عبد الله بن شاذان يقول سمعت أبا بكر النهاوندي يقول سمعت عليا السائح يقول سمعت أبا الحارث الأولاسي يقولرأيت إبليس في المنام على بعض سطوح أولاس وأنا على سطح وعلى يمينه جماعة وعلى يساره جماعة وعليهم ثياب لطاف ( 5 ) فقال لطائفة منهم قولوا فقالوا وغنوا فاستفرغني طيبه حتى هممت أن أطرح نفسي من السطح ثم قال ارقصوا فرقصوا أطيب ما يكون ثم قال لي يا أبا الحارث ما أصبت شيئا أدخل به عليكم إلا هذا قال القشيري وقال أبو الحارث الأولاسي مكثت ثلاثين سنة ما يسمع لساني إلا من سري ثم تغيرت الحال فمكثت ثلاثين سنة لا يسمع سري إلا من ربي
_________
( 1 ) بالاصل : " بتا " خطا والتصويب عن " ز " وم
( 2 ) جبل لكام : هو الجبل المشرف على أنطاكية وبلاد ابن ليون والمصيصة وطرسوس ( راجع معجم البلدان )
( 3 ) ما بين معكوفتين سقط من الاصل واستدرك للايضاح عن " ز " وم
( 4 ) الخبر في الرسالة القشرية ص 349 ( ط بيروت )
( 5 ) كذا بالاصل وم وز وفي الرسالة القشرية : ثياب نظيفة

(49/30)


أخبرنا أبو جعفر أحمد بن محمد بن عبد العزيز في كتابه أنبأنا الحسين بن يحيى بن إبراهيم بن الحكاك بمكة أنبأنا الحسن ( 1 ) بن علي بن محمد الشيرازي أنبأنا أبو الحسن علي بن عبد الله بن جهضم حدثنا أبو الحسن محمد بن أحمد بن الناقد حدثنا الحسن بن خلف قال قال لي أبو الحارث الأولاسي فيض بن الحارث رأيت إبليس له جمة شعر وعلى حلقه شعر مثل شعر الكلب فأقبلت عليه أتملقه وأقول له ويحك من أنا في هذا الخلق خلني وربي لا تعترض فيما بيني وبين ربي فقال هيهات هيهات كيف أخليك وفيك وفي أبيك هلكت لا أو تهلكوا معي قال فأخذت برأسه فجعلته على حجر وأخذت بحلقه أخنقه ثم قلت كيف أقدر على قتله وقد أخره الله إلى يوم القيامة ولكن أرفق بك فجعلت أتملقه وهو يأبى فقلت له دلني على ما ينفعني فقال أدلك على السكر الطبرزد بالرانج ( 2 ) وتمر برني ( 3 ) والأزاز بالزبد وأدلك على الجبن الرطب والمعقود والبط والحملان والجوذابات ( 4 ) وأدلك على الدراهم والدنانير تكثر منها فقلت له يا ملعون أنا أسألك تدلني على شئ ينفعني في أمر آخرتي تدلني على الدنيا وما أصنع أنا بهذا وما حاجتي إليه فقال من ههنا صار رأسي وحلقي في يدك تقلبه كيف شئت وتلعب به قلت قد أفدتني علما لا جرم إني لأرجو أن لا أنال منها شيئا إلا ما غناء بي عنه فقال إن تركتك فاصعد العقبة قلت فأين الله عز و جل قال في السماء هو الذي سلطني عليك فيه قويت عليك وعلى غيرك وأما أنت فأستعين الله عليك بولد جنسك الذي زينت في أعينهم ما قبح في عينيك فأجابوني إليه فبهم أستعين عليك فيأتونك من مأمنك أنبأنا ( 5 ) أبو الحسن عبد الغافر بن إسماعيل ( 6 ) أنبأنا أبو بكر المزكي أنبأنا أبو عبد الرحمن السلمي أخبرني أبو زرعة الطبري إجازة قال مات أبو الحارث الأولاسي واسمه الفيض بن الخضر بطرسوس سنة سبع وتسعين ومائتين
_________
( 1 ) الاصل وم : الحسين والمثبت عن " ز " قارن مع ترجمته في سير أعلام النبلاء 18 / 68
( 2 ) الرانج : الجوز الهندي وقيل نوع من التمر أملس
( راجع تاج العروس : رنج )
( 3 ) البرني والازاذ : نوعان من التمر ( راجع تاج العروس : برن - أزذ )
( 4 ) الجوذابات : طعام يتخذ من سكر ورز ولحم ( تاج العروس )
( 5 ) كتب فوقها في م : مساواة
( 6 ) كذا بالاصل وفي م : " ابن أسعد " وفي " ز " : " ابن محمد " قارن مع مشيخة ابن عساكر 120 / ب

(49/31)


5644 - فيض بن عنبسة بن عبد الملك بن مروان بن الحكم الأموي قتل مع من قتل من أهل بيته يوم نهر أبي فطرس له ذكر 5645 فيض بن محمد الثقفي له ذكر أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر أنبأنا أبو حامد أحمد بن الحسن أنبأنا أبو سعيد بن حمدون أنبأنا أبو حامد بن الشرقي حدثنا محمد بن يحيى الذهلي حدثنا أبو صالح عن الليث عن يونس عن ابن شهاب في رجل حلفه السلطان بالطلاق ( 1 ) فسأله على أمر يخاف فيه على نفسه القتل فيحلف ما فعل وقد فعل ذلك الأمر قال يجوز عليه الطلاق قد قضى عمر بن عبد العزيز في الفيض بن محمد الثقفي في امرأته ابنة النعمان بن بشير فرق بينهما عمر حين حلف الفيض لابن المهلب وهو يعذبه ليؤدين إليه المال إلى أجل قد سماه فلم يؤده إليه قال عمر ما أنا براجعها إليك بعد أن طلقتها ثم أتى يزيد بن عبد الملك في ذلك فحكم فيه بحكم عمر بن عبد العزيز 5646 فيض بن محمد بن الفياض الغساني حكى عن يحيى بن حمزة ومنبه بن عثمان حكى عن ابنه محمد بن الفيض بن محمد أنبأنا أبو محمد بن الأكفاني حدثنا عبد العزيز الكتاني أنبأنا تمام بن محمد حدثنا محمد بن سليمان حدثنا محمد بن الفيض قال سمعت أبي يقول رأيت يحيى بن حمزة الحضرمي وهو جالس في مجلس القضاء عند الدرج درج المسجد وهو يكتب محضرا ومنادي ( 2 ) على الدرج ينادي على متاع عشرين ودانق عشرين ودانق فاشتغل قلت يحيى فكتب عشرين ودانق عشرين ودانق في سطرين ثم
_________
1 - ( ) كذا بالاصل وم وز وفي المختصر : السلطان بالسلطان
( 2 ) كذا بالاصل وم وز : ومنادي باثبات الياء

(49/32)


استفاق فقام إليه فأخذ بأذنيه فجعل يعرك أذنيه ( 1 ) ويقول له عشرين ودانق عشرين ودانق وذاك يضج ثم خلاه قال أبو الحسن فما ينبغي لأحد أن يحدث إنسانا وهو يكتب فيدهشه عن كتابه فيغلط
_________
( 1 ) كذا بالاصل وز وم وفي المختصر : فجعل يعركهما

(49/33)


" حرف القاف " " ذكر من اسمه ( 1 ) قابيل " 5647 قابيل ويقال قابن ( 2 ) ويقال قاين أيضا ( 3 ) وهو قابيل بن آدم أبي البشر الذي قتل أخاه ( 4 ) كان يسكن قينية ( 5 ) باب خارج باب الجابية وإنه قتل أخاه في جبل قاسيون عند مغارة الدم ( 6 ) أخبرنا أبو منصور عبد الرحمن بن محمد بن عبد الواحد أنبأنا أبو بكر الخطيب قال قاين بياء منقوطة باثنتين من تحتها هو قاين بن آدم أبي البشر المعروف بقابيل قاتل أخيه هابيل وقد ذكر الله قصتهما في كتابه فقال " واتل عليهم نبأ ابني آدم بالحق " الآيات ( 7 ) كلها إلى آخر القصة
_________
( 1 ) زيادة منا للايضاح
( 2 ) كذا بالاصل وفي م وز : قابين
( 3 ) راجع أخباره في تاريخ الطبري ( الفهارس ) والبداية والنهاية ( 1 / 103 ) والكامل لابن الاثير 1 / 54 والمعارف ص 9 ، ومروج الذهب 1 / 30
( 4 ) اختلف في ابني آدم : قال الحسن البصري ليسا لصلبه كانا رجلين من بني إسرائيل ورد عليه ابن عطية قال : هذا وهم ( التفسير الكبير للرازي 11 / 204 ) قال القرطبي : الصحيح أنهما ابناه لصلبه هذا قول الجمهور من المفسرين 6 / 132
( 5 ) بالاصل : " قنية " وبدون إعجام في م والمثبت عن " ز " وقينية : قرية كانت مقابل الباب الصغير من مدينة دمشق ( معجم البلدان )
( 6 ) قال القرطبي في تفسيره 6 / 139 قال ابن مسعود وابن عباس : في ثور - جبل بمكة - وقيل عند عقبة حراء حكاه الطبري وقال جعفر بن محمد الصادق رضي الله عنه بالبصرة في موضع المسجد الاعظم ويقال قتله بأرض الهند ثم هرب إلى أرض عدن من اليمن وانظر تفسير الرازي 11 / 208
( 7 ) سورة المائدة الايات من 27 إلى 31

(49/34)


أخبرنا أبو نصر محمد بن حمد بن عبد الله الكبريتي أنبأنا أبو مسلم محمد بن علي بن محمد بن مهرابزد أنبأنا أبو بكر بن المقرئ حدثنا أبو عروبة حدثنا سليمان بن سيف عن سعيد بن بزيع عن محمد بن إسحاق قال كان أكبر ولد آدم قابيل وتؤمه قرأت على أبي محمد عبد الكريم بن حمزة عن عبد العزيز بن أحمد أنبأنا تمام بن محمد أنبأنا أحمد بن عبد الله بن الفرج حدثنا إبراهيم بن مروان قال سمعت أحمد بن إبراهيم بن ملاس يقول سمعت عبد الرحمن بن إسماعيل بن عبيد الله بن أبي المهاجر قال كان قابيل في قينية وكان صاحب زرع الصواب عبد الرحمن بن يحيى بن إسماعيل أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن محمد بن الفضل أنبأنا المطهر بن محمد الصحاف إملاء حدثنا أبو سعيد محمد بن علي بن عمرو حدثنا أحمد بن الحسين ( 1 ) بن أيوب حدثنا عمران بن عبد الرحيم حدثنا عبد السلام بن مطهر حدثنا هرمز ( 2 ) عن أنس بن مالك عن رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) قال أوحى الله إلى آدم أن يا آدم حج هذا البيت قبل أن يحدث بك حدث الموت قال وما يحدث علي يا رب قال ما لا ( 3 ) يدرى وهو الموت قال وما الموت قال سوف تذوق قال من أستخلف في أهل الأرض قال أعرض ذلك على السموات والأرض والجبال فعرض على السموات فأبت وعرض على الأرض فأبت وعرض على الجبال فأبت وقبله ابنه قاتل أخيه فخرج آدم من أرض الهند حاجا فما ترك منزلا أكل فيه وشرب إلا صار عمرانا بعده وجرى حتى قدم مكة فاستقبلته الملائكة بالبطحاء فقالوا السلام عليك يا آدم بر حجك أما إنا قد حججنا هذا البيت قبلك بألفي عام قال أنس قال رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) والبيت يومئذ ياقوتة حمراء جوفاء لها بابان من يطوف يرى من في جوف البيت ومن في جوف البيت يرى من يطوف فقضى آدم نسكه فأوحى الله تعالى إليه يا آدم قضيت نسكك قال نعم يا رب قال فسل حاجتك تعط قال حاجتي أن تغفر لي ذنبي وذنب
_________
( 1 ) في م وز : الحسن
( 2 ) في م وز : نا أبو هرمز
( 3 ) زيادة عن م وز

(49/35)


ولدي قال أما ذنبك يا آدم فقد غفرناه حين وقعت بذنبك وأما ذنب ولدك فمن عرفني وآمن بي وصدق رسلي وكتابي غفرنا له ذنبه [ 10483 ] أنبأنا أبو الحسن علي بن بركات بن إبراهيم الخشوعي حدثنا أبو بكر أحمد بن علي ابن ثابت أنبأنا محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد أنبأنا عثمان بن أحمد بن عبد الله وأحمد بن سندي ( 1 ) بن الحسن قالا حدثنا الحسن بن علي القطان حدثنا إسماعيل بن عيسى أنبأنا إسحاق بن بشر قال وأخبرني مقاتل ومحمد بن إسحاق عن الزهري عن سعيد ابن المسيب أن الله أمر آدم أن يفرق في النكاح من كل بطن هذا لتلك وتلك لهذا حتى كان أمر هابيل وقابيل قال وأخبرني مقاتل وابن سمعان عن عطاء عن ابن عباس قال وأخبرني أبي أيضا عن غير ابن عباس يبلغان به عبد الله بن سلام قال وحدثني سعيد بن أبي عروبة يبلغ به كعبا قال كل ذكروا حديث هابيل وقابين وزاد بعضهم على بعض قالوا ولدت حواء مع قابين جارية يقال لها لوذا ( 2 ) أجمل بنات آدم وولد مع هابيل جارية يقال لها إقليميا فخطبا إلى أبيهما فقال أنكحتك يا هابيل لوذا وقال لقابين ويقال قابيل والله أعلم زوجتك إقليميا فقال قابين ما أرضى بهذه أختي أجمل ( 3 ) فقال آدم إن الله أمرني أن أفرق بينكما في النكاح فإن كنت لا ترضى فقربا قربانا فقربانكما سيقضي بينكما قال وكيف يقضي بيننا قال من يقبل قربانه فهي له قال إسحاق وأما ما زاد فيه ( 4 ) مقاتل قال آدم لجبريل يا جبريل أليس تاب الله علي قال بلى قال فما لي لا أسمع خفق أجنحة الملائكة كما كنت أسمعها في الجنة قال فانطلق جبريل إلى الله وذلك بغيته ( 5 ) فقالت الملائكة يا رب ما فعل عبدك الذي خلقته بيدك
_________
( 1 ) في " ز " سيدي
( 2 ) في مروج الذهب : " لويذاء " وفي تفسير القرطبي : ليوذا
( 3 ) كذا بالاصل وقيل إن كرهه هذا الامر ورغبته باخته عن هابيل أنه قال : نحن من ولادة الجنة وهما من ولادة الارض فانا أحق باختي
( راجع الكامل لابن الاثير 1 / 55 )
( 4 ) كتبت تحت الكلام بين السطرين بالاصل
( 5 ) إعجامها ناقص بالاصل وم والمثبت عن المختصر وفي " ز " بقينية

(49/36)


وأمرتنا له بالسجود وأسكنته الجنة قال إنه عصاني فأخرجته من الجنة فاشتاقت الملائكة إلى آدم فقال جبريل يا رب إن آدم اشتاق إلى الملائكة فقال الله يا جبريل إن الملائكة قد اشتاقت إلى آدم كما اشتاق آدم إليهم فقال رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) كذلك الأرواح تتعارف قال الله يا جبريل انطلق بالبيت المعمور فاهبط به إلى الأرض وضعه في حرمي وقل لآدم يحجه ويوافي ملائكتي هناك فجاء جبريل وهما يختصمان قابين وهابيل فأخبر آدم فقال لهما آدم قربا القربان قال وكان قابين صاحب زراعة وهابيل صاحب غنم فقرب هابيل كبشا وكان قائد غنمه يقال له رزين ( 1 ) وهو الكبش الذي فدى الله به إسحاق وقرب قابين من زوان ( 2 ) حرثه قال فقربا ذلك أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم أنبأنا أبو الحسن بن أبي الحديد أنبأنا جدي أبو بكر أنبأنا محمد بن يوسف بن بشر قال قرئ علي محمد بن حماد أنبأنا عبد الرزاق أنبأنا معمر عن قتادة في قوله " واتل عليهم نبأ ابني آدم " ( 3 ) قال هما هابيل وقابيل قال كان أحدهما صاحب زرع والآخر صاحب ماشية فجاء أحدهما بخير ماله وجاء الآخر بشر ماله فجاءت النار فأكلت قربان أحدهما وهو هابيل وتركت قربان الآخر فحسده فقال " لأقتلنك " ( 4 ) وأما قوله " إني أريد أن تبوء بإثمي وإثمك " فيقول تبوء بإثم قتلي وإثمك وأما قوله تعالى " فبعث الله غرابا يبحث في الأرض " فإنه قتل غراب غرابا فجعل يحثو عليه فقال ابن آدم الذي قتل أخاه حين رآه " يا ويلتي أعجزت أن أكون مثل هذا الغراب فأواري سوأة أخي فأصبح من النادمين " ( 3 ) أخبرنا أبو الحسن علي بن بركات بن إبراهيم في كتابه حدثنا أبو بكر أحمد بن علي أنبأنا أبو الحسن بن رزقوية أنبأنا أبو عمرو الدقاق وأبو بكر الحداد قالا أنبأنا الحسين ( 5 )
_________
( 1 ) كذا رسمها بالاصل وم وز وفي المختصر : رذين
( 2 ) بدون إعجام في م وفي " ز " : ذوان وفوقها ضبة والزوان : حب يخالط البر كما في الصحاح وفي التاج وهو ما يخرج من الطعام فيرمى به وهو الردئ منه
( 3 ) سورة المائدة الاية : 27 الى 31
( 4 ) قال له ذلك حتى لا ينكح أخته راجع البداية والنهاية والكامل لابن الاثير

(49/37)


بن علي القطان حدثنا إسماعيل العطار أنبأنا إسحاق بن بشر قال وحدثني غير مقاتل من هؤلاء المسمين أن هابيل قرب مع الكبش زبدا ولبنا فكانت النار تجئ من السماء نارا بيضاء فإذا أراد الله أن يقبل قربان عبد جاءت النار حتى أحاطت بالقربان وصاحبه فتشم صاحب القربان ثم تعدل إلى القربان فتأكله وإذا لم يتقبل الله قربان العبد جاءت النار حتى أحاطت بالقربان فشمته ثم عدلت عنه فلم تأكله قال فجاءت النار فأحاطت بهابيل وقربانه فشمت هابيل ثم عمدت فأكلت قربانه ثم جاءت حتى أحاطت بقربان قابين فشمته ثم عدلت عنه فلم تأكله قال قابين قبل قربانك ولم يتقبل قرباني لأقتلنك أو تعتزل أختي وتدعها قال لا أفعل " إنما يتقبل الله من المتقين " يعني الذين يتقون سفك الدماء الحرام قال فجاءا ( 1 ) إلى أبيهما فأخبراه ( 2 ) فقال لهما إن الله قد فصل بينكما فلا تشغلاني ودعاني حتى انطلق فأقضي نسكي فإن ربي أمرني أن أوافي الملائكة هناك وقد زوجتكما فمضى آدم فقال قابين لا أمشي في الناس ويقول إخوتي إن هابيل خير منك فأراد قتله فخاطبه أخوه يوما إلى أن ذهب أكثر ذلك اليوم فقال اتق الله يا أخي لا تقتلني فقد علمت ما نزل بآدم حين عصا ربه إنك إن قتلتني ألقى الله عليك الوحشة والذلة ( 3 ) وصرت طريدا لا ترى شيئا إلا راعك ولا تسمع صوتا إلا خفت فأبى إلا قتله فقال له أخوه " لئن بسطت إلي يدك لتقتلني ما أنا بباسط يدي إليك لأقتلك إني أخاف الله رب العالمين إني أريد أن تبوء بإثمي وإثمك " يعني تستوجب بإثمي يعني بإثم قتلي فإثمك الذي عملت " فتكون من أصحاب النار وذلك جزاء الظالمين " يقول الله عز و جل " فطوعت له نفسه قتل أخيه فقتله فأصبح من الخاسرين " ( 4 ) أخبرنا أبو البركات بن المبارك أنبأنا أحمد بن الحسن بن خيرون أنبأنا أبو القاسم بن بشران أنبأنا أبو علي بن الصواف حدثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة حدثنا أحمد بن عبد الله بن يونس حدثنا داود العطار عن ابن خيثم ( 5 ) عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال
_________
( 1 ) بالاصل : فجاء والتصويب عن م وز
( 2 ) بالاصل : فاخبره والتصويب عن م وز
( 3 ) كذا بالاصل وفي وز والمذلة
( 4 ) سورة المائدة الى آخر الاية 30
( 5 ) بالاصل وم وز : خيثم تصحيف والصواب ما أثبت بتقديم الثاء المثلثة وهو عبد الله بن عثمان بن خيثم القاري المكي ترجمته في تهذيب الكمال 10 / 324

(49/38)


الصخرة التي بمنى بأصل ثبير هي الصخرة التي ذبح عليها إبراهيم فداء إسحاق ابنه هبط عليه من ثبير كبش أعين أقرن له ثغاء فذبحه قال وهو الكبش الذي قربه ابن آدم فتقبل منه كان مخزونا حتى فدى به إسحاق وكان ابن آدم الآخر قرب حرثا فلم يتقبل منه أنبأنا أبو الحسن الخشوعي حدثنا أبو بكر الخطيب أنبأنا أبو الحسن بن رزقوية ( 1 ) أنبأنا عثمان بن أحمد وأحمد بن سندي قالا أنبأنا الحسن بن علي حدثنا إسماعيل بن عيسى حدثنا إسحاق بن بشر عن عثمان بن الساج أخبرني عبد الله بن عثمان بن خيثم ( 2 ) عن أبيه عن سعيد بن جبير قال ابن خيثم ( 2 ) خرجت معه يعني سعيد بن جبير من منزله بأسفل منى وسعيد متكئ على يده عامدا إلى الجمرة حتى إذا حاذى منزل بني مضرس من منى قال لي يا عثمان ووقف إن هذا الصفا بأصل ثبير حذاء أبيات بني مضرس فإن ابن عباس أخبرني أن عليه تل إبراهيم إسحاق للجبين وأنه أنزلت ذبيحته من رأس ثبير يشتد حوله حتى قام عند إبراهيم فذبحه وهو كبش أفزع أعين وهو قربان ابن آدم تقبل منه وكان عند الله مخزونا حتى فدى به إسحاق وكان شأن ابن آدم أنهم كانوا رجلين وامرأتين وكانوا توأمين رجل وامرأة في بطن ورجل وامرأة في بطن وكان أحد الرجلين حراثا والآخر راعي غنم وكانت أخت الحراث امرأة حسناء وكانت أخت الراعي امرأة قبيحة فقال راعي الغنم أنكحني أختك وأنكحك أختي فقال لا إنما تريد أن تستأثر بأختي لحسنها قال لو كان ذاك أبعد فيما بيننا كان هو أحسن فهلم نقرب قربانا أينا تقبل قربانه اتبع الآخر أمره فقربا قربانهما فصير الحراث كومة من طعامه وربط الراعي كبشا من غنمه فأصبحا فغدوا على قربانهما فوجدا ( 3 ) الكبش قد تقبل وهو ذبيحة إسحاق عليه السلام الذي فدى به أخبرنا أبو المظفر عبد المنعم بن عبد الكريم القشيري أنبأنا أبي الأستاذ الإمام أبو القاسم عبد الكريم بن هوازن أنبأنا أبو الحسن الأهوازي أنبأنا أحمد بن عبيد البصري حدثنا إسماعيل بن الفضل حدثنا يحيى بن مخلد حدثنا معافى بن عمران عن الحارث بن شهاب عن معبد عن أبي قلابة عن ابن مسعود قال إن النبي ( صلى الله عليه و سلم ) قال
_________
( 1 ) بالاصل : زرقويه بتقديم الزاي تصحيف والتصويب عن م وز
( 2 ) بالاصل وم وز : خيثم تصحيف والصواب ما أثبت بتقديم الثاء المثلثة وهو عبد الله بن عثمان بن خيثم القارط المكي ترجمته في تهذيب الكمال 10 / 324
( 3 ) كذا بالاصل وم وفي " ز " : فوجدوا

(49/39)


ثلاث هن أصل كل خطيئة فاتقوهن واحذروهن إياكم والكبر فإن إبليس حمله الكبر على أن لا يسجد لآدم عليه السلام وإياكم والحرص فإن آدم حمله الحرص على أن أكل من الشجرة وإياكم وإياكم والحسد فإن ابني آدم إنما قتل أحدهما صاحبه حسدا [ 10484 ] الصواب الحارث بن نبهان والنضر بن معبد أبو قحذم أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن محمد بن الفضل الحافظ أنبأنا محمد بن عبد الواحد الصحاف أنبأنا محمد بن محمد بن سليمان في كتابه أنبأنا أبو الشيخ وهو عبد الله بن محمد بن جعفر ( 1 ) حدثنا أبو العباس ( 2 ) الهروي حدثنا يونس بن عبد الأعلى حدثنا ابن وهب حدثني الحارث بن نبهان عن ابن معبد عن أبي قلابة عن ابن مسعود أن رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) قال ثلاث هن أصل كل خطيئة فاتقوهن واحذروهن وثلاث إذا ذكرن فأمسكوا إياكم والكبر فإن إبليس إنما منعه الكبر أن يسجد لآدم عليه السلام وإياكم والحرص فإن آدم إنما حمله الحرص على أن أكل من الشجرة وإياكم والحسد فإن ابني آدم إنما قتل أحدهما صاحبه حسدا فهو أول كل خطيئة فاتقوهن واحذروهن والثلاث الأخرى ( 3 ) إذا ذكر القدر فأمسكوا وإذا ذكر النجوم فأمسكوا وإذا ذكر أصحابي فأمسكوا [ 10485 ] أخبرنا أبو الحسن علي بن بركات بن إبراهيم الخشوعي في كتابه حدثنا الإمام الحافظ أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت أنبأنا أبو الحسن محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد بن رزقويه أنبأنا أبو عمرو عثمان بن أحمد بن عبد الله وأبو بكر أحمد بن سندي الحداد قالا أنبأنا الحسن بن علي القطان حدثنا إسماعيل بن عيسى العطار أنبأنا أبو حذيفة إسحاق بن بشر القرشي قال قال هؤلاء بإسنادهم إنه لم يدر ( 4 ) كيف يقتله فأتاه إبليس فقال له كيف أقتله قال دعه ينام فإذا نام ( 5 ) دفع إليه حجرا ( 6 ) فقال اشدخ ( 7 ) بهذا رأسه قال ففعل فشدخ رأسه وابتلعت الأرض
_________
( 1 ) ترجمته في سير أعلام النبلاء 16 / 276
( 2 ) بالاصل : الشيخ شطبت بخط وكتب فوقها : " العباس " وفي م وز : " أبو العباس " أيضا
( 3 ) سقطت من الاصل وم وز واستدركت عن هامش " ز " وبعدها صح
( 4 ) في " ز " : " يدري " وفوقها ضبة تنبيها على أنها خطأ
( 5 ) كذا بالاصل وفي م : " وقع " وفي " ز " : ارفع
( 6 ) فوقها في " ز " : ضبة
( 7 ) مكانها بياض في م

(49/40)


دمه قال وندم فاحتمله قال ولعن الله تلك البقعة التي ابتلعت دمه ( 1 ) وأوحى الله عز و جل إليها إنك ابتلعت دم نبي أنت ملعونة قال فمن ثم لا تنشف الأرض اليوم ( 2 ) دما قال وتحولت تلك البقعة سباخا وما يليها من عروقها في جميع الأرضين وقال بعضهم حمله ثلاثة أيام وقال بعضهم ثمانين يوما والله أعلم أي ذلك كان ( 3 ) قال ثم رماه مخافة أن يتغير قال فبعث الله عز و جل غرابين فوقع أحدهما على جيفة ليأكل منها وجاء الآخر يحول بينه وبين أكله فأقبلا يقتتلان فقتل المانع الآكل فلما قتله بحث الأرض برجليه ثم جره بمنقاره فألقاه في الحفرة وحثا ( 4 ) عليه التراب فقال عند ذلك قابين " يا ويلتي أعجزت أن أكون مثل هذا الغراب فأواري سوأة أخي فأصبح من النادمين ( 5 ) " فحثا ( 6 ) عليه التراب ودفنه فكان أول قتيل استشهد في الدنيا وأول دم أهريق ظلما على وجه الأرض قال فأتاه نداء من السماء يا قابين ما فعل أخوك قال لا أدري أرقيبا كنت عليه قال قتلته لعنك الله قال فهرب من الصوت فاختلط بالوحش وكانت الوحش إذ ذاك مستأنسة بابن آدم فألقى الله عز و جل عليه الجوع فكان يأخذ الظبية والوعلة فيشدخ رأسها ويأكلها فمن ثم حرمت الموقوذة فنفرت الوحوش يومئذ واستوحشت من ابن آدم قال فبعث الله عز و جل ملكا فأخذه فضم رجله اليمنى إلى اليته اليسرى ورجله اليسرى إلى اليته اليمنى ثم علقه في عين الشمس وأحاط عليه سبع حظائر من حظائر النار فإذا كان أيام الصيف كان من أشد الناس حرا وإذا كان أيام الشتاء كان من أشد الناس زمهريرا فعذبه الله بذلك ثمانين سنة ثم ألقاه الله عز و جل إلى الأرض وعليه تلك الحظائر وأوحى الله إلى الأرض أن انخسفي به قال فأخذته الأرض إلى كعبيه فقال يا رب قل للأرض أن لا تعجل فقال لا تعجلي فقال يا رب ارحمني قال إنما أرحم كل رحيم خذيه قال فأخذته إلى ركبتيه قال يا رب قل للأرض لا تعجلي فقال يا رب تنزع اسما من
_________
( 1 ) ما بين معكوفتين سقط من الاصل واستدرك عن م وز
( 2 ) فوقها ضبة في " ز "
( 3 ) وفي تفسير القرطبي أنه حمله مئة سنة وقيل حتى أروح وقيل : حمله على ظهره سنة وقال آخرون حمله مئة سنة
راجع البداية والنهاية 1 / 105
( 4 ) في " ز " : وحتى
( 5 ) سورة المائدة الاية : 31
( 6 ) في " ز " : فحثى ===

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

المجلس السادس والأربعون من أمالي ابن عساكر المجلس السادس والأربعون من أمالي ابن عساكر

ابن عساكر  المجلس السادس والأربعون من أمالي ابن عساكر  المجلس السادس والأربعون من أمالي ابن عساكر  المجلس السادس والأربعون من أمالي ال...