روابط مصاحف م الكاب الاسلامي

روابط مصاحف م الكاب الاسلامي
 

تاريخ دمشق لابن عساكر تحميل بكل الصيغ

تاريخ دمشق لابن عساكر

الجمعة، 3 يونيو 2022

مجلد 2 تاريخ دمشق لابن عساكر

 

2.     مجلد 2 تاريخ دمشق

وأخبرناه أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو الفضل أحمد بن الحسن بن خيرون المعدل أنا أبو علي الحسن بن الحسين بن العباس بن دوما ( 1 ) النعالي قراءة عليه وأنا أسمع أنا أبو الحسن علي بن هارون بن محمد الحريني ( 2 ) نا موسى بن هارون الحمال ( 3 ) نا الهيثم بن أيوب قالا نا الوليد بن مسلم عن عثمان بن أبي العاتكة عن سليمان بن حبيب المحاربي عن أبي هريرة قال قال رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) إذا وقعت الملاحم خرج بعث من دمشق من الموالي أكرم العرب فرسا وأجودهم سلاحا يؤيد الله بهم الدين وفي حديث الهيثم أجوده قرأت على أبي القاسم الخضر بن الحسين بن عبدان عن أبي محمد عبد العزيز بن أحمد الكتاني أنا أبو الحسن علي بن الحسن بن علي بن أبي زروان أنا عبد الوهاب بن الحسن نا أحمد ( 4 ) بن عمير بن يوسف نا موسى بن عامر المري نا الوليد بن مسلم أنا أبو بكر بن عبد الله بن أبي مريم عن عطية بن قيس قال قال رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) إذا وقعت الملاحم خرج بعث من دمشق هم خيار عباد الله الأولين والآخرين رواه إسماعيل بن عياش أيضا عن أبي بكر بن أبي مريم قرأت على ابي محمد عبد الكريم بن حمزة بن الخضر السلمي عن عبد العزيز بن أحمد الكتاني حدثني علي بن الحسن بن علي أنا الكلابي نا ابن جوصا عن عبد الحميد بن محمود نا عبد الرحمن بن إبراهيم نا محمد بن شعيب أخبرني رجل من خثعم حدثني يحيى بن أبي عمرو الشيباني عن ابن محيريز أنه أخبره قال خير فوارس تظل السماء فوارس من قيس يخرجون من غوطة دمشق يقاتلون الدجال
_________
( 1 ) في خع : " داوما
" تحريف
والنعالي : بكسر النون هذه النسبة إلى عمل النعال وبيعها ( الانساب ) وذكره باسم : أبو علي الحسن بن الحسين بن العباس بن الفضل بن المغيرة بن دوما النعالي
( 2 ) في خع : " الحربي "
( 3 ) في خع : الجمال بالجيم
( 4 ) عن خع وبالاصل " محمد " تحريف (1/272)


أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي بن محمد الأنصاري أنا أبو محمد الحسن بن علي الجوهري أنا أبو عمر بن حيوية أنا أحمد بن معروف بن بشر نا الحسين بن محمد بن عبد الرحمن بن الفهم نا محمد بن سعد أنا يزيد بن هارون وعبد الملك بن عمرو أبو عامر العقدي وهشام أبو الوليد الطيالسي قالوا نا شعبة بن الحجاج عن أبي حمزة ( 1 ) قال سمعت رجلا من بني تميم يقال له جويرية بن قدامة قال حججت عام توفي عمر فأتى المدينة فخطب فقال رأيت كأن ديكا نقرني فما عاش إلا تلك الجمعة حتى طعن قال فدخل عليه أصحاب النبي ( صلى الله عليه و سلم ) ثم أهل المدينة ثم أهل الشام ثم أهل العراق قال فكنا آخر من دخل عليه أخبرنا أبو محمد هبة الله بن أحمد الأكفاني نا أبو محمد عبد العزيز بن أحمد الكتاني أنا أبو محمد بن أبي نصر أنا أبو القاسم بن أبي العقب أنا أبو عبد الملك البصري ( 2 ) نا محمد بن عائذ ( 3 ) قال قال الوليد أخبرني إسماعيل وغيره أنه كان في كتاب معاوية إلى عبد الله بن قرط بلغني كتابك في مواضع رايات الأجناد المعلومة فهي على مواضعها الأولى فغذا حضر أهل الشام جميعا فأهل دمشق وحمص ميمنة الإمام قرأت على أبي القاسم الخضر بن الحسين بن عبدان عن أبي محمد عبد العزيز بن أحمد أنا علي بن الحسن الربعي أنا عبد الوهاب الكلابي نا أحمد بن عمير نا أبو عامر موسى بن عامر نا الوليد بن مسلم قال وحدثني شيخ من قدماء الجند ممن كان يلزم الجهاد في الزمان الأول أن أهل الشام كانوا إذا غزوا الصوائف ( 4 ) كانوا ينزلون أجنادا ( 5 ) كما كان ينزل ( 6 ) أصحاب رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) في مسيرهم إذ ساروا إلى الشام ينزلون أرباعا قال الشيخ وكما كانت بنو إسرائيل مع موسى عليه السلام ثم
_________
( 1 ) في الاصل وخع " أبي جمرة " والمثبت عن ابن سعد 3 / 336 وذكر الخبر في ترجمة عمر بن الخطاب
( 2 ) في خع : " البشري " وفي المطبوعة : البسري
( 3 ) بالاصل وخع : " عايد "
( 3 ) في المطبوعة : الطوائف
( 5 ) عن خع ومختصر ابن منظور وبالاصل " آحادا "
( 6 ) ليست في خع وابن منظور والمطبوعة


بعده ينزل في عساكرها أسباطا وكان بين كل جندين فرجة وطريق للعامة ومجال للخيل ومركز لها إن كانت فزعة من ليل أو نهار قلت فأين كان ينزل والي ( 1 ) الصائفة وفيمن قال كان ينزل بخاصته ورهطه في القلب في أهل دمشق ثم ينزل أجناد الشام يمنة ويسرة قال وحدثني شيخ من قدماء المشيخة ممن كان يلزم الجهاد أنهم كانوا إذا كان اللقاء تقدم ربع قريش من أهل دمشق حتى يكونوا عند راية الأمير والجماعة ثم ربع كندة من جند دمشق عن يمنتهم ( 2 ) قال الوليد وقالوا يريد المشيخة لأن دمشق كانت عند سير أصحاب رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) إلى الشام ووجه ( 3 ) الشام إليها ساروا وبها بدؤوا فلما فتحوا كان غيرها من مدائن الشام لها تبعا قال فاتخذها أصحاب رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) دارا وفسطاطا ومجتمعا وفيها منزل واليهم الأعظم وبيت مالهم أخبرنا الشريف أبو القاسم الحسيني أنا رشأ بن نظيف المقرئ أنا الحسن بن إسماعيل المصري أنا أحمد بن مروان الدينوري نا أبو بكر بن أبي الدنيا حدثنا ( 4 ) سليمان بن أبي شيخ قال سألت أبا سفيان الحميري ( 5 ) كم كان جند بني أمية قال ثلثمائة ألف وخمسون ألفا من أهل الشام ومائة وخمسون ألفا من أهل العراق "
_________
( 1 ) عن خع ومختصر ابن منظور وبالاصل : قال
( 2 ) في المطبوعة : يمينهم
( 3 ) كذا بالاصل وخع : " ووجه "
( 4 ) زيادة عن المطبوعة
( 5 ) عن خع وبالاصل : الخميري (1/274)


باب ما جاء عن كعب ( 1 ) الحبر أن أهل دمشق يعرفون في الجنة بالثياب الخضر " أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلم السلمي الفقيه أنا أبو الفتح نصر بن إبراهيم المقدسي وأبو محمد عبد الله بن عبد الرزاق بن فضيل وأخبرنا أبو الحسن علي بن زيد السلمي أنا نصر بن إبراهيم قالا أنا أبو الحسن محمد بن عوف بن أحمد بن عوف أنا أبو علي الحسن بن منير أنا أبو بكر محمد بن خريم وأخبرنا أبو القاسم الخضر بن عبد الله ( 2 ) أنا أبو عبد الله محمد بن علي أنا أبو محمد عبد الله بن الحسين الصفار أنا عبد الوهاب بن الحسن الكلابي أنا أبو الجهم أحمد بن الحسين المشغراني قالا نا هشام نا عثمان بن علاق عن عروة بن رويم أن رجلا لقي كعب الأحبار فسلم عليه ودعا له فسأله كعب ممن هو قال من أهل الشام قال لعلك من الجند الذين يدخل الجنة منهم سبعون ألفا بغير حسا ولا عذاب قال ومن هم قال أهل حمص ( 3 ) قال لست منهم قال فلعلك من الجند الذين يعرفون في الجنة بالثياب الخضر قال ومن هم قال أهل دمشق قال لست منهم قال فلعلك من الجند الذين ( 4 ) هم تحت ظل عرش الرحمن قال ومن هم قال أهل أردن قال لست منهم قال فلعلك من الجند الذين ينظر الله ( 5 ) إليهم في
_________
( 1 ) في خع : كعب الاحبار
( 2 ) بالاصل " عبد " والمثبت عن خع
( 3 ) بالاصل : " دمشق " والمثبت عن خع ومختصر ابن منظور
( 4 ) ما بين معكوفتين سقط من الاصل واستدرك عن خع ومختصر ابن منظور 1 / 108
( 5 ) زيادة اقتضاها السياق

(1/275)


كل يوم مرتين قال ومن هم قال أهل فلسطين قال نعم أنا منهم قرأت على ابي محمد عبد الكريم بن حمزة عن عبد العزيز بن أحمد أنا تمام بن محمد أنا أبو بكر أحمد بن عبد الله بن البرامي نا أبو الحسين حامد بن أحمد بن الهيثم البلدي نا أبو العباس أحمد بن حمزة بن محمد بن هارون البصري نا محمد بن سنجر نا عبد الله يعني ابن عبد القدوس نا سعيد بن عبد العزيز عن عروة بن رويم قال أبصر كعب رجلا فقال من أنت قال من أهل الشام قال لعلك من الجند الذين يشفع شهيدهم لسبعين قال ومن هم قال أهل حمص قال لا قال فلعلك من الذين يعرفون في الجنة بلباس الخضر قال من هم قال أهل دمشق قال لا قال فلعلك من الجند الذين في ظل عرش الله عز و جل يوم القيامة قال من هم قال أهل الأردن قال لا قال فلعلك من الجند الذين يلحظ ربك إليهم في كل يوم مرتين قال من هم قال أهل فلسطين قال نعم أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم بن العباس الخطيب وأبو الوحش سبيع بن المسلم بن قيراط المقرئ وأبو محمد هبة الله بن أحمد الأكفاني وعبد الله بن أحمد بن السمرقندي وأبو تراب حيدرة بن علي الأنصاري قالوا نا عبد العزيز بن أحمد أنا أبو الحسين أحمد بن علي بن محمد الدولابي الخلال ( 1 ) البغدادي بدمشق أنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن عبد الغفار بن ذكوان البعلبكي أنا أبو يعقوب إسحاق بن عمار بن جش بن محمد بن حبش بالمصيصة أنا أبو بكر محمد بن إبراهيم بن مهدي المصيصي أنا عبد الله بن محمد بن ربيعة القدامي حدثني عروة بن رويم عن كعب أنه لقي رجلا فقال له من أين أنت قال من أهل الشام فقال له كعب فلعلك من الجند الذين يشفع شهيدهم في سبعين قال ومن هم قال أهل حمص قال لا قال فلعلك من الجند الذين يعرفون في الجنة بثياب الخضر قال ومن هم قال أهل دمشق قال لا قال فلعلك من الجند الذين في ظل العرش قال ومن هم قال أهل الأردن قال لا ( 2 ) قال فلعلك من الجند الذين ينظر الله
_________
( 1 ) بالاصل وخع " الحلال "
( 2 ) عن هامش الاصل

(1/276)


عز و جل إليهم كل يوم مرتين قال ومن هم قال أهل فلسطين قال نعم أخبرنا أبو القاسم بن عبدان أنا محمد بن علي بن أحمد أنا عبد الله بن الحسين بن عبدان أنا عبد الوهاب بن الحسن أنا أبو الجهم بن طلاب نا هشام بن عمار نا صدقة بن خالد نا سعيد بن عبد العزيز أن الذي لقي كعبا مالك بن عبد الله الخثعمي "

(1/277)


باب دعاء النبي ( صلى الله عليه و سلم ) لأهل الشام ( 1 ) بأن يهديهم الله ويقبل بقلوبهم إلى الإسلام " أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلم بن الفتح الفقيه نا عبد العزيز بن أحمد الكتاني أنا أبو محمد بن أبي نصر أنا أبو الميمون عبد الرحمن بن عبد الله نا أبو زرعة عبد الرحمن بن عمرو نا محمد بن بكار نا سعيد بن بشير عن قتادة عن أنس أن رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) نظر نحو الشام فقال اللهم أقبل بقلوبهم ثم نظر نحو اليمن فقال اللهم أقبل بقلوبهم ثم نظر نحو العراق فقال اللهم أقبل بقلوبهم ثم قال اللهم ( 2 ) بارك لنا في ثمرة أرضنا وبارك لنا في صاعنا ومدنا وكذا رواه أبو محمد ثابت بن أسلم البناني ( 3 ) وأبو المعتمر سليمان بن طرخان التيمي عن أنس أخبرنا به أبو الحسن علي بن محمد بن علي بن يوسف بن يعقوب العلاف إجازة وحدثني عنه أبو عبد الله الحسين بن محمد بن خسروا البلخي أنا أبو الحسن علي بن أحمد بن عمر بن حفص الحمامي ( 4 ) المقرئ سنة سبع عشرة وأربعمائة أنا أبو إسحاق إبراهيم بن أحمد بن الحسن بن مهران القرميسيني ( 5 ) بالموصل نا إسحاق بن خالوية نا علي بن بحر نا هشام بن يوسف أنا معمر أنا ثابت وسليمان التيمي
_________
( 1 ) عن هامش الاصل وخع
( 2 ) ما بين معكوفتين ساقط من الاصل واستدرك عن خع
( 3 ) البناني بضم الباء هذه النسبة إلى بنانة بن سعد بن لؤي بن غالب
قال الزبير بن بكار : بنانة قبيلة منهم ثابت البناني ( الانساب )
( 4 ) هذه النسبة إلى الحمام الذي يغتسل فيه الناس ويتنظفون ( الانساب )
( 5 ) القر ميسيني : بكسر القاف وسكون الراء وكسر الميم والسين المهملة المكسورة هذه النسبة إلى قرميسين بلدة بجبال العراق على ثلاثين فرسخا من همذان عند دينور
( الانساب )

(1/278)


وأخبرناه أبو عبد الله الفراوي أنا أبو بكر البيهقي أنا أبو بكر القاضي وأبو سعيد بن أبي عمرو وأخبرناه أبو حامد أحمد بن نصر بن علي بن أحمد الطوسي بطابران ( 1 ) نا أبي أبو الفتح أنا أبو بكر أحمد بن الحسن الحيري قالا نا أبو العباس محمد بن يعقوب بن يوسف نا العباس بن محمد نا علي بن بحر القطان نا هشام بن يوسف نا معمر أخبرني ثابت وسليمان التيمي عن أنس أن رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) وأخبرنا أبو محمد عبد الكريم حمزة السلمي نا عبد العزيز بن أحمد التميمي أنا تمام بن محمد الرازي أنا أبو طاهر محمد بن أحمد بن عبد الله بن نصر القاضي نا إسحاق بن خالوية البابسيري ( 2 ) نا علي بن بحر بن بري نا هشام بن يوسف نا معمر نا ( 3 ) ثابت وسليمان التيمي عن أنس بن مالك أن النبي ( صلى الله عليه و سلم ) نظر قبل العراق والشام واليمن قال لا أدري بأيهم أبدأ ثم قال اللهم أقبل بقلوبهم إلى طاعتك وحط من ورائهم وفي حديث الأصم بأيتهن بدأ أخبرنا أبو عبد الله محمد بن الفضل الفراوي أنا أبو بكر البيهقي أنا أبو عبد الله الحافظ نا أبو العباس محمد بن يعقوب نا محمد بن إسحاق الصنعاني نا علي بن بحر بن بري نا هشام بن يوسف نا معمر نا ثابت وسليمان التيمي عن أنس بن مالك أن النبي ( صلى الله عليه و سلم ) نظر قبل العراق والشام واليمن قال لا أدري بأيتهن بدأ ثم قال اللهم أقبل بقلوبهم إلى طاعتك وأحط من ورائهم وخالفهم الحجاج بن الحجاج وأبو العوام عمران بن داود القطان البصريان فروياه عن قتادة فزاد في إسناده زيد بن ثابت فأما حديث الحجاج فأخبرناه أبو القاسم زاهر بن طاهر بن محمد الشحامي أنا أبو نصر عبد الرحمن بن علي بن محمد بن موسى المعدل أنا أبو العباس محمد بن أحمد بن محمد بن محمد السليطي أنا أبو حامد أحمد بن محمد بن الحسن الشرقي
_________
( 1 ) طابران : إحدى مديتني طوس ( قاموس )
( 2 ) هذه النسبة إلى بابسير بلدة من نواحي الاهواز
( 3 ) عن خع وبالاصل " بن " تحريف

(1/279)


نا السلمي وأحمد بن حفص قالا نا حفص حدثني إبراهيم بن طهمان عن الحجاج هو ابن الحجاج عن قتادة عن أنس هو ابن مالك عن زيد بن ثابت قال نظر رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) قبل الشام فقال اللهم أقبل بقلوبهم ونظر قبل اليمن فقال اللهم أقبل بقلوبهم ونظر قبل العراق فقال اللهم أقبل بقلوبهم وبارك لنا في صاعنا ومدنا وأخبرناه أبو بكر وجيه بن طاهر بن محمد الشحامي أنا أحمد بن الحسن بن محمد أنا الحسن بن أحمد بن محمد بن المخلدي أنا مكي بن عبدان نا أحمد بن حفص بن عبد الله حدثني أبي حدثني إبراهيم عن الحجاج عن قتادة عن أنس عن زيد بن ثابت أنه قال نظر رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) وهو على منبره قبل العراق فقال اللهم أقبل بقلوبهم ثم نظر قبل الشام فقال اللهم أقبل بقلوبهم ثم نظر قبل اليمن فقال اللهم أقبل بقلوبهم ثم قال اللهم بارك لنا في مدنا وصاعنا وأما حديث عمران فأنبأناه أبو علي الحسن بن أحمد الحداد ثم أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا يوسف بن الحسن قالا أنا أبو نعيم قال حدثنا وأخبرنا أبو عبد الله الفراوي أنا أبو بكر البيهقي أنا أبو بكر بن فورك أنا عبد الله بن جعفر الاصبهاني نا يونس بن حبيب نا أبو داود نا عمران القطان عن قتادة عن أنس بن مالك عن زيد بن ثابت قال نظر رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) قبل اليمن وقال اللهم أقبل بقلوبهم ثم نظر قبل الشام فقال اللهم أقبل بقلوبهم ثم نظر قبل العراق فقال اللهم أقبل بقلوبهم وبارك لنا في صاعنا ومدنا وأخبرناه أبو سعد محمد بن محمد بن محمد المطرز إجازة أنا أبو نعيم الحافظ نا أبو القاسم الطبراني نا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي نا عبد الرحمن بن مهدي نا عمران القطان عن قتادة عن أنس عن زيد بن ثابت قال نظر رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) قبل اليمن فقال اللهم أقبل بقلوبهم ونظر قبل العراق فقال اللهم أقبل بقلوبهم ونظر قبل الشام فقال اللهم أقبل بقلوبهم وبارك لنا في صاعنا ومدنا هذا حديث غريب ولم أجده في مسند أحمد ( 1 )
_________
( 1 ) ورد في مسند أحمد بإسنادين مختلفين وثمة إختلاف بين ما ورد بالاصل هنا والروايتين الواردتين في مسند أحمد ( راجع مسند أحمد 3 / 342 و 5 / 185 )

(1/280)


وأخبرناه أبو القاسم زاهر بن طاهر أنا أبو عثمان سعيد بن محمد البحيري أنا أبو عمرو محمد بن أحمد بن حمدان الحيري نا مسدد بن قطن بن إبراهيم القشيري نا يعقوب بن إبراهيم نا عبد الرحمن بن مهدي نا عمران عن قتادة عن أنس بن مالك عن زيد بن ثابت قال خرج رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) فنظر قبل اليمن فقال اللهم أقبل بقلوبهم ثم نظر قبل العراق فقال اللم أقبل بقلوبهم ثم نظر قبل الشام فقال اللهم أقبل بقلوبهم وبارك لنا في صاعنا ومدنا أخبرنا أبو الفتح محمد بن عبد الرحمن بن أبي بكر بن توبة الكشميهني ( 1 ) وأبو أحمد محمود بن محمد بن أبي أحمد السوسقاني ( 2 ) وأبو القاسم يحيى بن محمد بن محمد الأرسابندي ( 3 ) الخطباء المراوزة بمرو قالوا أنا أبو الفضل محمد بن أحمد بن أبي الحسن العارف وأخبرنا أبو طاهر محمد بن محمد بن عبد الله السنجي ( 4 ) المؤذن بمرو أنا أبو علي نصر الله بن أحمد بن عثمان الخشنامي بنيسابور قالا أنا أبو بكر أحمد بن الحسن الحيري نا أبو العباس الأصم نا بحر بن نصر بن سابق نا ابن وهب أخبرني ابن لهيعة أن أبا الزبير أخبره عن جابر بن عبد الله أنه سمع النبي ( صلى الله عليه و سلم ) يوما وهو على المنبر نظر قبل الشام فقال اللهم أقبل بقلوبهم اللهم أقبل بقلوبهم ونظر قبل العراق فقال نحو ذلك وقبل كل أفق فقال مثل ذلك وقال اللهم ارزقنا من ثمرات الأرض وبارك لنا في مدنا وصاعنا وقال مثل المؤمن كمثل السنبلة تخر مرة ومثل الكافر كمثل الأرزة لا تزال تستقيم حتى تخر ( 5 ) ولا تشعر "
_________
( 1 ) بالضم ثم السكون هذه النسبة إلى كشميهن قرية من قرية من قرى مرو ( ياقوت )
( 2 ) هذه النسبة إلى سوسقان قرية من قرى مرو ( يقاقوت )
( 3 ) بالكسر أوله وسكون ثانيه نسبة إلى سنج : من قرى مرو ( ياقوت )
( 5 ) عن خع وبالاصل : تخره

(1/281)


باب ما روي في أن أهل الشام مرابطون وأنهم جند الله الغالبون " أخبرنا أبو الحسين عبد الرحمن بن عبد الله بن الحسن بن أبي الحديد أنا جدي أبو عبد الله أنا أبو بكر محمد بن عوف بن أحمد المزني ( 1 ) أنا أبو العباس محمد بن موسى بن الحسين بن السمسار أنا محمد بن خريم نا هشام بن عمار نا معاوية بن يحيى نا أرطأة عن من حدثه عن أبي الدرداء قال قال رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) أهل الشام وأزواجهم وذراريهم وعبيدهم وإماؤهم إلى منتهى الجزيرة مرابطون في سبيل الله فمن احتل منها مدينة فهو في رباط ومن احتل منها ثغرا من الثغور فهو في جهاد أنبأناه أبو علي الحداد وجماعة قالوا أنا محمد بن عبد الله بن ريذة ( 2 ) أنا سليمان بن أحمد الطبراني نا أحمد بن المعلى الدمشقي نا هشام بن عمار نا أبو مطيع معاوية بن يحيى عن أرطأة بن المنذر عن من حدثه عن أبي الدرداء قال قال رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) أهل الشام وأزواجهم وذراريهم وعبيدهم إلى منتهى الجزيرة مرابطون فمن نزل مدينة من المدائن فهو في رباط أو ثغر من الثغور فهو في جهاد وقد روي عن أبي الدرداء بإسناد آخر أمثل من هذا إلا ( 3 ) أنه غريب أنبأناه أبو عبد الله محمد بن علي بن ابي العلاء المصيصي وأبو محمد هبة الله بن أحمد الأكفاني وأبو القاسم الحسين بن أحمد التميمي وأبو إسحاق إبراهيم بن طاهر الخشوعي قالوا أنا أبو القاسم علي بن محمد بن أبي العلاء أنا أبو
_________
( 1 ) الاصل وخع وفي المطبوعة : المزكي
( 2 ) بالاصل زيد وفي خع : زيدة وكلاهما تحريف والصواب ما أثبتناه وقد تقدم مرارا
( راجع التبصير )
( 3 ) زيادة عن المطبوعة

(1/282)


بكر أحمد بن جرير بن أحمد بن خميس السلماسي ( 1 ) نا أبو الحسن المظفر بن الحسن نا أحمد بن عمير بن يوسف بن جوصا ( 2 ) نا عمرو بن عثمان نا ابن حمير عن سعيد البجلي عن شهر بن حوشب عن أبي الدرداء عن النبي ( صلى الله عليه و سلم ) قال سيفتح على أمتي من بعدي الشام وشيكا فإذا فتحها فاحتلها بأهل الشام مرابطون إلى منتهى الجزيرة رجالهم ونساؤهم وصبيانهم وعبيدهم فمن احتل ساحلا من تلك السواحل فهو في جهاد ومن احتل بيت المقدس وما حوله فهو في رباط أخبرنا أبو الفتح عبد الرزاق بن محمد بن سهل الشرابي المقرئ بقرائتي عليه بأصبهان أنا أبو طاهر جعفر بن محمد بن الفضل القريشي العباداني بالبصرة أنا القاضي أبو عمر القاسم بن جعفر بن عبد الواحد الهاشمي نا أبو العباس محمد بن أحمد بن أحمد المقرئ الأثرم نا العباس بن عبد الله الترقفي نا محمد بن كثير المصيصي عن أرطأة بن المنذر أن عمر قال لجلسائه أي الناس أعظم أجرا قال فجعلوا يذكرون له الصوم والصلاة قال ويقولون فلان وفلان بعد أمير المؤمنين فقال ألا أخبركم بأعظم الناس أجرا ممن ذكرتم ومن أمير المؤمنين قالوا بلى قال رويجل بالشام اخذ بلجام فرسه يكلأ من وراء بيضة المسلمين لا يدري أسبع يفترسه أم هامة تلدغه أو عدو يغشاه فلذلك أعظم أجرا ممن ذكرتم ومن أمير المؤمنين أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد بن أحمد الخطيب بمشكان أنا أبو منصور محمد بن الحسن بن محمد النهاوندي أنا أبو العباس أحمد بن الحسين بن زنبيل أنا أبو القاسم عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن بن الأشقر نا أبو عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري نا عبد الله بن صالح نا معاوية وهو ابن صالح عن ربيعة بن يزيد الدمشقي عن عبد الله بن عامر عن النعمان بن بشير الأنصاري قال كتب معي معاوية إلى عائشة بعد قتل عثمان فقالت يا ابن عمرة أين ضربت برأسك بسوأتك هذه قلت أتيت الشام أرض الجهاد
_________
( 1 ) بفتح السين واللام والميم هذه النسبة إلى سلماس وهي من بلاد أذربيجان على مرحلة من خوى
وبالاصل " حريز " والمثبت " جرير " عن خع والمطبوعة
( 2 ) بالاصل " حوصا " والمثبت عن خع

(1/283)


أنبأنا أبو محمد هبة الله بن محمد بن الأكفاني وعبد الله بن أحمد بن عمر بن السمرقندي قالا أنا أبو الحسن أحمد بن عبد الواحد بن أبي الحديد أنا أبو محمد بن أبي نصر أنا أبو علي الحسن بن حبيب بن عبد الملك نا أنس بن السلم نا الحسن بن يحيى القرشي نا إبراهيم اليماني قال قدمت من اليمن فأتيت سفيان الثوري فقلت يا أبا عبد الله إني جعلت في نفسي أن أنزل جدة فأرابط بها كل سنة وأعتمر في كل شهر عمرة وأحج في كل سنة حجة وأقرب من أهلي أحب إليك أم آتي الشام فقال لي يا أخا أهل اليمن عليك بسواحل الشام عليك بسواحل الشام فإن هذا البيت يحجه في كل عام مائة ألف ومائة ألف وثلاثمائة ألف وما شاء الله من التضعيف لك ( 1 ) مثل حجهم وعمرهم ومناسكهم أخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد بن مقاتل السوسي أنا أبو الحسن علي بن الحسن بن عبد السلام بن أبي الحزور أنا أبو الحسن علي بن موسى بن الحسين بن السمسار أنا أبو أحمد عبد الله بن بكر نا أبو علي أحمد بن علي بن مهدي الرقي نا هلال بن العلاء الباهلي حدثني أبو يوسف محمد بن أحمد نا أبو خليد ( 2 ) عتبة بن حماد الدمشقي عن مالك بن أنس قال قال لي أبو جعفر المنصور يوما ما على ظهرها أحد أعلم منك قلت بلى قال فسمهم لي قلت لا أحفظ اسماءهم قال قد طلبت هذا الشأن في زمان بني أمية فقد عرفته أما أهل العراق فأهل إفك وباطل وزور وأما أهل الشام فأهل جهاد وليس فيهم كبير ( 3 ) علم وأما أهل الحجاز ففيهم بقية العلم وأنت عالم الحجاز أنبأنا أبو عبد الله محمد بن أحمد بن إبراهيم الرازي أنا أبو الفضل محمد بن أحمد بن عيسى السعدي أنا أبو عبد الله عبيد الله بن محمد بن محمد بن حمدان بن بطة العكبري قال قرئ على أبي القاسم البغوي نا أبو همام الوليد بن شجاع نا الوليد بن مسلم عن محمد بن أيوب بن ميسرة بن حلبس عن خريم بن فاتك الأسدي صاحب رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) أنه سمع رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) يقول أهل الشام سوط الله تبارك وتعالى
_________
( 1 ) عن خع وبالاصل " له "
( 2 ) تقريب التهذيب : خليد بالتصغير
( 3 ) الاصل وخع وفي مختصر ابن منظور 1 / 111 " كثير علم "

(1/284)


في أرضه ينتقم بهم ممن يشاء من عباد وحرام على منافقيهم أن يظهروا على مؤمنيهم ولا يموتوا ( 1 ) إلا غما وهما وكذا رواه سلمة بن داود عن الوليد أخبرناه أبو الفرج غيث بن علي الأرمنازي إجازة ونقلته من خطه أنا أحمد بن محمد بن الوزان بتنيس نا محمد بن علي بن يحيى بن السري نا أبو بكر محمد بن أحمد بن سليم نا محمد بن إبراهيم الصوري نا سلمة بن داود عن الوليد بن مسلم عن محمد بن أيوب بن يونس بن ميسرة بن حلبس عن خريم بن فاتك صاحب رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) قال سمعت رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) يقول أهل الشام سوط الله في أرضه ينتقم بهم ممن يشاء من عباده حرام على منافقيهم أن يظهروا على مؤمنيهم ولا يموتوا ( 1 ) إلا غما وهما ورواه صفوان بن صالح وداود بن رشيد عن الوليد فوقفاه على خريم وكذلك رواه هشام بن عمار والهيثم بن خارجة عن محمد بن أيوب موقوفا فأما حديث صفوان فأخبرناه أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو بكر بن الطبري أنا أبو الحسين بن بشران أنا عبد الله بن جعفر نا يعقوب بن سفيان حدثني صفوان نا الوليد نا محمد بن أيوب عن أبيه أيوب بن ميسرة بن حلبس عن خريم بن فاتك الأسدي صاحب رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) سمعه يقول ذلك وأما حديث داود بن رشيد عن الوليد فأخبرتنا به عاليا أم المجتبى فاطمة بنت ناصر الحسنية قالت قرئ على أبي القاسم إبراهيم بن منصور السلمي وأنا حاضرة أنا أبو بكر محمد بن إبراهيم بن المقرئ أنا أبو يعلى أحمد بن علي التميمي نا داود بن رشيد نا الوليد بن مسلم عن محمد بن أيوب بن ميسرة ( 2 ) بن حلبس عن أبيه قال سمعت خريم بن فاتك الأسدي صاحب النبي ( صلى الله عليه و سلم ) يقول إن أهل الشام سوط الله في أرضه ينتقم بهم ممن يشاء من عباده وحرام على منافقيهم أن يظهروا على مؤمنيهم ولا يموتوا ( 1 ) إلا غما وهما وأما حديث هشام فأخبرناه أبو الحسن علي بن المسلم السلمي الفقيه أنا أبو
_________
( 1 ) كذا بالاصل وخع والصواب : " يموتون "
( 2 ) بالاصل : " ميسرة في حلبس بن حلبس " والمثبت عن خع

(1/285)


الفتح نصر بن إبراهيم المقدسي وأبو محمد عبد الله بن عبد الرزاق بن فضيل وأخبرناه أبو الحسن علي بن زيد بن علي السلمي أنا نصر بن إبراهيم قالا أنا أبو الحسن محمد بن عوف بن أحمد بن عوف أنا أبو علي الحسن بن منير أنا أبو بكر محمد بن خريم نا هشام بن عمار نا محمد بن ايوب وأخبرناه أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو بكر بن الطبري أنا أبو الحسين بن الفضل أنا عبد الله بن جعفر نا يعقوب بن سفيان حدثني هشام بن عمار نا محمد بن أيوب وهو ابن ميسرة بن حلبس عن أبيه زاد ابن السمرقندي حدثه وقالا عن خريم بن فاتك ( 1 ) زاد ابن السمرقندي الأسدي وقال ابن خريم صاحب رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) قال أهل الشام سوط الله تبارك وتعالى في أرضه ينتقم بهم ممن يشاء من عباده حرام على منافقيهم أن يظهروا على مؤمنيهم ولا يموتوا ( 2 ) وقال ابن السمرقندي ولن يميتهم الله إلا غما وهما وقد رواه أحمد بن المعلى عن هشام كما تقدم وأما حديث الهيثم ( 3 ) فأخبرناه بو القاسم بن الحصين أنا أبو علي بن المذهب أنا أبو بكر القطيعي نا عبد الله بن أحمد حدثني أبي نا هيثم بن خارجة نا محمد بن أيوب بن ميسرة بن حلبس قال سمعت أبي سمع خريم بن فاتك الأسدي يقول أهل الشام سوط الله في الأرض ينتقم بهم ممن يشاء كيف يشاء وحرام على منافقيهم أن يظهروا على مؤمنيهم ولن يموتوا إلا هما أو غيظا أو حزنا موقوف أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن محمد أنا أبو منصور محمد بن أحمد بن علي أنا أبو بكر أحمد بن موسى بن مردوية أنا أبو بكر محمد بن عبد الله الشافعي أنا معاذ بن المثنى العنبري نا مسدد ( 4 ) بن مسرهد نا خالد هو ابن عبد الله الطحان نا عطاء بن السائب قال سمعت عبد الرحمن الحضرمي أيام ابن الأشعث يخطب وهو يقول يا أهل الشام أبشروا فإن فلانا أخبرني أن رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) قال يكون قوم من آخر
_________
( 1 ) بالاصل : " وقالا : ابن فاتك عن خريم " والصواب عن خع وقد نبه بهامش الاصل إلى الصواب
( 2 ) كذا والصواب : يموتون
( 3 ) عن خع وبالاصل " القاسم " تحريف
( 4 ) مسدد لقبه ويقال : اسمه عبد الملك بن عبد العزيز ( تقريب التهذيب )

(1/286)


أمتي يعطون من الأجر مثل ما يعطى أولهم ويقاتلون أهل الفتن وينكرون المنكر وأنتم منهم أخبرنا أبو جعفر أحمد بن محمد بن عبد العزيز المكي أنا الحسن بن عبد الرحمن بن الحسن الشافعي أنا أحمد بن إبراهيم بن أحمد بن فراس أنا محمد بن إبراهيم بن عبد الله الديبلي أنا إدريس بن سليمان بن أبي الرباب ( 1 ) نا الوليد بن مسلم عن سعيد بن بشير عن قتادة في قوله " وإن جندنا لهم الغالبون " ( 2 ) قال هم أهل الشام كذا قال لنا أبو جعفر وإنما يرويه أبو الحسن بن فراس عن العباس بن محمد بن قتيبة عن إدريس أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد بن السمرقندي أنا أبو بكر بن الطبري نا أبو الحسين بن الفضل نا عبد الله بن جعفر نا يعقوب بن سفيان نا صفوان بن صالح نا الوليد نا خليد عن قتادة قال قال الله عز و جل " وإن جندنا لهم الغالبون " قال قتادة ولا أعلم أولئك إلا أهل الشام ( 3 ) أنبأنا أبو طاهر محمد بن الحسين بن محمد بن إبراهيم الحنائي أنا أبو القاسم قراءة عليه أنا أبو علي الحسن بن محمد بن درستوية إجازة وأخبرنا أبو الفضائل ناصر بن محمود القرشي نا علي بن أحمد بن زهير نا علي بن محمد بن شجاع نا أبو علي الحسن بن محمد بن درستوية نا أبو الحسن محمد بن أحمد بن عمارة العطار نا إبراهيم بن سعيد الجوهري نا عبد الله بن نمير عن عبد الله بن مسلم بن هرمز عن مجاهد عن تبيع عن كعب قال أهل الشام سيف من سيوف الله ينتقم الله بهم ممن عصاه ( 4 ) في أرضه أخبرنا أبو الفضائل ناصر بن محمود القرشي نا علي بن أحمد بن زهير نا
_________
( 1 ) عن خع وبالاصل " الرياب "
( 2 ) كرر الخبر واختلط سنده بالاصل فحذفنا وأثبتنا ما يوافق خع
( 4 ) كذا بالاصل وخع ومختصر ابن منظور 1 / 111 ، والمطبوعة : " عصى "

(1/287)


علي بن محمد بن شجاع أنا أبو القاسم عبد الرحمن بن عمر نا أبو الفضل العباس بن بيهس بمصر نا علي بن الحسن بن عبد المؤمن نا محمد بن إسحاق الصيني ( 1 ) نا عمرو بن عبد الغفار نا المسعودي عن عون بن عبد الله بن عتبة قال قرأت فيما أنزل الله عز و جل على الأنبياء أن الله يقول الشام كنانتي فإذا غضبت على قوم رميتهم منها بسهم أخبرنا أبو محمد هبة الله بن أحمد الأكفاني شفاها نا عبد العزيز بن أحمد الكتاني أنا أبو بكر بن محمد بن يونس الإسكاف المقرئ نا أبو بكر محمد بن سليمان الربعي نا محمد بن عبد الله مكحول نا داود بن سليمان بن حفص ( 2 ) بن أبي داود نا عبد الله بن راشد الكسائي عن أبي بكر النهشلي قال كنت في الجمع يعني جمع الكوفة يوم جاء أهل الشام يقاتلون أهل الكوفة فإذا شيخ حسن الخضاب حسن الهيئة على دابة له وهو يقول اللهم لا تنصرنا عليهم اللهم فرق بيننا وبينهم اللهم اللهم قال قلت يا عبد الله ألا تتقي الله ألا تخرج ترى قوما قد جاؤوا يريدون يقاتلون مقاتلتنا ويسبون ذرارينا وأنت تقول اللهم لا تنصرنا عليهم اللهم اللهم قال ويحك إني سمعت عبد الله بن مسعود يقول لا يغلب أهل الشام إلا شرار الخلق أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني شفاها أنا أبو القاسم الخضر بن عبيد الله بن كامل المري أنا أبو طالب عقيل بن عبيد الله أنا أبو الميمون بن راشد البجلي نا أبو القاسم يزيد بن محمد بن عبد الصمد نا أبو مسهر نا سعيد بن خالد بن معدان كان يقول الحمد لله الذي أطعمنا الطعام وجعلنا من أهل الشام أنبأنا أبو القاسم الحسيني عن أبي محمد التميمي نا تمام بن محمد نا أحمد بن سليمان بن أيوب بن حذلم نا أبو القاسم يزيد بن محمد بن عبد الصمد نا سليمان بن عبد الرحمن نا أبو عبد الملك المكفوف نا مروان نا زيد بن واقد قال سمعت مكحولا يقول الحمد لله الذي أطعمنا الطعام وأسقانا الشراب وجعلنا من أهل الشام ويا رب لا تبقي بعد هشام "
_________
( 1 ) بغدادي لعله سكن : صينبة الحوانيت " وهي مدينة بين واسط والصليف فنسب إليها " ( انظر الانساب : الصيني )
( 2 ) في المطبوعة " جعفر " تحريف انظر : " داود " في تقريب التهذيب
( 3 ) زيادة عن المطبوعة

(1/288)


باب ما جاء أن بالشام يكون الأبدال الذين يصرف بهم عن الأمة الأهوال " أخبرنا أبو علي الحسن بن المظفر بن الحسن بن السبط أنا أبو محمد الحسن بن علي الجوهري وأخبرنا أبو القاسم هبة الله بن محمد بن عبد الواحد بن الحصين أنا أبو علي الحسن بن علي التميمي قالا أنا أبو بكر بن مالك القطيعي نا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي نا أبو المغيرة نا صفوان حدثني شريح ( 1 ) بن عبيد قال ذكر الشام عند علي بن أبي طالب وهو بالعراق فقالوا العنهم يا أمير المؤمنين قال لا إني سمعت رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) يقول الأبدال يكونون بالشام وهم أربعون رجلا كلما مات رجل أبدل الله مكانه رجلا فيسقي بهم الغيث وينتصر بهم على الأعداء ويصرف عن أهل الشام بهم العذاب أنبأناه أبو القاسم علي بن إبراهيم الحسيني نا عبد العزيز بن أحمد الكتاني أنا أبو محمد بن أبي نصر أنا الحسن بن حبيب نا زكريا بن يحيى نا الحسن بن عرفة نا إسماعيل بن عياش عن صفوان بن عمرو السكسكي عن شريح بن عبيد الحضرمي قال ذكر أهل الشام عند علي بن أبي طالب فقالوا يا أمير المؤمنين العنهم فقال لا إني سمعت رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) يقول إن الأبدال بالشام يكونون وهم أربعون رجلا بهم تسقون الغيث وبهم تنصرون على أعدائكم ويصرف عن أهل الأرض البلاء والغرق هذا منقطع بين شريح وعلي فإنه لم يلقه
_________
( 1 ) زيادة عن خع

(1/289)


أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلم السلمي الفقيه أنا أبو الفتح نصر بن إبراهيم المقدسي الزاهد وأبو محمد عبد الله بن عبد الرزاق بن فضيل وأنا أبو الحسن علي بن زيد السلمي أنا أبو الفتح نصر بن إبراهيم قالا أنا محمد بن عوف بن أحمد بن عوف أنا أبو ( 1 ) علي الحسن بن منير وأخبرنا أبو القاسم الخضر بن الحسين بن عبدان أنا أبو عبد الله محمد بن علي بن أحمد بن المبارك أنا أبو محمد عبد الله بن الحسين بن عبدان أنا عبد الوهاب بن الحسن الكلابي أنا أبو الجهم أحمد بن الحسين بن طلاب ( 2 ) قالا أنا هشام بن عمار نا عمرو بن واقد نا يزيد بن أبي مالك عن شهر بن حوشب قال لما فتح معاوية بن أبي سفيان جعل أهل مصر يسبون أهل الشام فقال عوف وأخرج وجهه من برنسه يا أهل مصر أنا عوف بن مالك لا تسبوا أهل الشام فإني سمعت رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) يقول فيهم الأبدال وبهم ترزقون وبهم تنصرون أخبرناه عاليا أبو على الحسن بن أحمد المقرئ في كتابه وجماعة قالوا أنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن محمد بن إبراهيم بن ريذة ( 3 ) أنا أبو القاسم سليمان بن أحمد نا أبو زرعة عبد الرحمن بن عمرو الدمشقي نا محمد بن المبارك الصوري نا عمرو بن واقد عن يزيد بن أبي ( 4 ) مالك عن شهر بن حوشب قال لما فتحت مصر سبوا أهل الشام فأخرج عوف بن مالك رأسه من برنسه ثم قال يا أهل مصر أنا عوف بن مالك لا تسبوا أهل الشام فإني سمعت رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) يقول فيهم الأبدال وبهم تنصرون وبهم ترزقون أخبرنا أبو سعد إسماعيل بن أبي ( 5 ) صالح أحمد بن عبد الملك الفقيه حدثني أبي أبو صالح المؤذن أنا أبو عبد الرحمن محمد بن الحسين بن موسى السلمي نا محمد بن جعفر بن مطر نا أحمد بن عيسى بن هارون نا عمرو بن يحيى نا
_________
( 1 ) بهذا الخبر يبدأ الباب في المطبوعة وقد أخر الخبران السابقان فيها
( 2 ) عن هامش الاصل
( 3 ) بالاصل وخع " كلاب " والمثبت عن الانساب ( المشغراني ) ومعجم البلدان ( مشغري )
( 4 ) بالاصل " ربذة " والمثبت والضبط عن تقريب التهذيب
( 5 ) زيادة عن خع

(1/290)


العلاء بن زيد ( 1 ) عن أنس عن النبي ( صلى الله عليه و سلم ) قال بدلاء أمتي اربعون رجلا اثنان وعشرون بالشام وثمانية عشر بالعراق كلما مات منهم واحد أبدل مكانه آخر فإذا جاء الأمر قبضوا كذا قال عمرو بن يحيى وإنما هو عمر بن يحيى بن نافع أخبرناه على الصواب أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو القاسم إسماعيل بن مسعدة الجرجاني نا حمزة بن يوسف السهمي أنا أبو أحمد بن عدي الجرجاني نا محمد بن زهير بن الفضل الأيلي وقرأته على أبي محمد عبد الكريم بن حمزة السلمي عن أبي الفتح عبد الجبار بن عبد الله بن برزة ( 2 ) الرازي نا أبو القاسم الحسين بن عبد الله بن حامد بن الحسن بن يوسف الخطيب القرقوبي ( 3 ) إملاء بقرقوب وأنبأناه أبو العز أحمد بن عبيد الله بن كادش أنا محمد بن علي بن الفتح العشاري ( 4 ) قالا أنا أبو حفص عمر بن أحمد بن شاهين نا محمد بن زهير نا عمر بن يحيى بن نافع نا العلاء بن زيدل عن أنس بن مالك عن النبي ( صلى الله عليه و سلم ) قال البدلاء أربعون اثنان وعشرون بالشام وثمانية عشر بالعراق كلما مات منهم واحد أبدل الله تبارك وتعالى مكانه آخر فإذا جاء الأمر قبضوا كلهم فعند ذلك تقوم الساعة أنبأنا أبو الفضل محمد بن ناصر بن علي وأبو منصور موهوب بن أحمد بن محمد بن الخضر الجواليقي وأبو الحسن سعد الخير بن محمد بن سهل الأنصاري قالوا أنا أبو الحسين أحمد بن عبد القادر بن محمد بن يوسف البغدادي أنا أبو الحسن محمد بن علي بن محمد بن صخر الأزدي البصري بمكة نا علي بن ( 5 )
_________
( 1 ) كذا بالاصل وفي خع " زيدل " وفي تقريب التهذيب : العلاء بن زيد ويقال : زيدل بزيادة لام الثقفي أبو محمد البصري
( 2 ) برزة بضم الباء المشتبه للذهبي ص 33
( 3 ) عن خع وبالاصل : " القرقري "
هذه النسبة بضم القافين إلى قرقوب وهي بلدة قريبة من الطيب بين واسط وكور الاهواز
( 4 ) هذه النسبة لقب جدا المذكور لانه كان طويلا فقيل له العشاري لذلك

(1/291)


أحمد بن عبد الرحمن الاصبهاني نا محمد بن الحسين بن مكرم وبكر بن محمد بن سعيد قال وأنا ( 1 ) ابن صخر قال ونا أبو محمد الحسن بن علي بن الحسن واللفظ له نا بكر بن محمد بن سعيد قالا نا نصر بن علي نا نوح بن قيس عن عبد الملك بن معقل عن يزيد الرقاشي عن أنس بن مالك عن النبي ( صلى الله عليه و سلم ) قال دعائم أمتي عصائب اليمن وأربعون رجلا من الأبدال بالشام كلما مات رجل أبدل الله مكانه أما إنهم لم يبلغوا ذلك بكثرة صلاة ولا صيام ولكن بسخاء ( 2 ) الأنفس وسلامة الصدور والنصيحة للمسلمين أخبرنا أبو القاسم بن الحصين أنا أبو علي بن المذهب أنا أبو بكر بن مالك نا عبد الله بن أحمد حدثني أبي نا عبد الوهاب بن عطاء أنا الحسن بن ذكوان عن عبد الواحد بن قيس عن عبادة بن الصامت عن النبي ( صلى الله عليه و سلم ) أنه قال الأبدال في هذه الأمة ثلاثون مثل إبراهيم خليل الرحمن عز و جل ( 3 ) كلما مات رجل أبدل الله مكانه رجلا قال أبي فيه يعني حديث عبد الوهاب كلام غير هذا وهو منكر يعني حديث الحسن بن ذكوان أخبرنا أبو القاسم عبد الملك بن عبد الله بن داود الفقيه وأبو غالب محمد بن الحسن ( 4 ) بن علي الماوردي ببغداد قالا أنا أبو علي علي بن أحمد التستري أنا أبو عمر القاسم بن جعفر الهاشمي أنا أبو علي اللؤلؤي نا أبو داود وأخبرنا أبو عبد الله محمد بن الفضل الفراوي واللفظ له أنا أبو بكر أحمد بن الحسين البيهقي أنا أبو علي الروذباري أنا أبو بكر بن داسة نا أبو داود نا محمد بن المثنى نا معاذ بن هشام حدثني أبي عن قتادة عن صالح أبي الخليل عن صاحب له عن أم سلمة زوج النبي ( صلى الله عليه و سلم ) عن النبي ( صلى الله عليه و سلم ) قال يكون اختلاف عند موت خليفة فيخرج رجل من المدينة هاربا إلى مكة فيأتيه ناس من أهل مكة فيخرجونه وهو
_________
( 1 ) عن خع وبالاصل " أبو "
( 2 ) ما بين معكوفتين عن خع ومكانها بالاصل : بفناء
( 3 ) زيادة عن مسند أحمد 5 / 322
( 4 ) في المطبوعة : " الحسن " تصحيف

(1/292)


كاره فيبايعونه بين الركن والمقام ويبعث إليه بعث من الشام فيخسف بهم بالبيداء بين مكة والمدينة فإذا رأى الناس ذلك أتاه أبدال أهل الشام وعصائب أهل العراق فيبايعونه ثم ينشأ رجلا من قريش أخواله كلب فيبعث إليهم بعثا فيظهرون عليهم وذلك بعث كلب والخيبة لمن لم يشهد غنيمة كلب فيقسم المال ويعمل فيهم بسنة نبيهم ( صلى الله عليه و سلم ) ويلقي الإسلام بجرانه إلى الأرض فيلبث سبع سنين ثم يتوفى ويصلي عليه المسلمون قال أبو داود وقال بعضهم عن هشام تسع سنين قالا ونا أبو داود نا هارون بن عبد الله نا عبد الصمد عن همام عن قتادة بهذا الحديث قال تسع سنين أخبرناه عاليا أبو القاسم بن الحصين أنا أبو علي بن المذهب أنا أبو بكر القطيعي نا عبد الله بن أحمد حدثني أبي ( 1 ) نا عبد الصمد وحرمي المعنى قالا نا هشام عن قتادة عن أبي الخليل عن صاحب له عن أم سلمة أن رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) قال يكون اختلاف عند موت خليفة فيخرج رجل من أهل المدينة هاربا إلى مكة فيأتيه ناس من أهل مكة فيخرجونه وهو كاره فيبايعونه بين الركن والمقام فيبعث إليهم جيش من الشام فيخسف بهم بالبيداء فإذا رأى الناس ذلك أتته أبدال الشام وعصائب العراق فيبايعونه ثم ينشأ رجل من قريش أخواله كلب فيبعث إليه المكي بعثا فيظهرون عليهم وذلك بعث كلب والخيبة لمن لم يشهد غنيمة كلب فيقسم المال ويعمل في الناس بسنة نبيهم ( صلى الله عليه و سلم ) ويلقي الإسلام بجرانه إلى الأرض يمكث تسع سنين ( 2 ) قال حرمي أو سبع رواه غيرهم عن هشام وسمي الرجل مجاهدا أخبرناه أبو عبد الله محمد بن الفضل الفراوي وأبو المظفر عبد المنعم بن عبد الكريم القشيري أنا أبو سعد محمد بن عبد الرحمن الجنزرودي أنا أبو عمرو بن حمدان وأخبرتنا أم المجتبى فاطمة بنت ناصر العلوية قالت أنا إبراهيم بن منصور
_________
( 1 ) مسند أحمد 6 / 316
( 2 ) زيادة عن مسند أحمد

(1/293)


السلمي أنا أبو بكر بن المقرئ قالا أنا أبو يعلى الموصلي نا أبو هشام الرفاعي نا وهب بن جرير أنا هشام بن أبي عبد الله عن قتادة عن صالح أبي الخليل عن صاحب له وربما قال صالح عن مجاهد عن أم سلمة زوج النبي ( صلى الله عليه و سلم ) قلت قال رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) يكون في أمتي اختلاف عند موت خليفة فيخرج رجل من قريش من أهل المدينة زاد ابن حمدان إلى مكة وقالا فيأتيه ناس من أهل مكة فيخرجونه وهو كاره فيبايعهم بين الركن والمقام فيبعثون إليه جيشا من الشام فإذا كانوا بالبيداء خسف بهم فإذا بلغ الناس ذلك أتاه أبدال الشام وعصائب أهل العراق فيبايعونه وينشأ رجل من قريش أخواله كلب فيبعث إليهم بعثا أو قال جيشا فيهزمونهم ويظهرون عليهم فيقسم بين الناس فيهم ويعمل فيهم بسنة نبيهم ( صلى الله عليه و سلم ) ويلقي الإسلام بجرانه إلى الأرض يمكث سبع سنين ورواه أبو العوام عن قتادة عن أبي الخليل عن عبد الله بن الحارث عن أم سلمة أخبرناه أبو القاسم عبد الملك بن عبد الله بن داود الفقيه وأبو غالب محمد بن الحسن بن علي الماوردي قالا أنا علي علي بن أحمد التستري أنا أبو عمر القاسم بن جعفر الهاشمي أنا أبو علي اللؤلؤي وأخبرناه أبو عبد الله الفراوي ( 1 ) أنا أبو بكر البيهقي واللفظ له أنا أبو علي الروذباري أنا أبو بكر بن داسة قال نا أبو داود نا ابن المثنى نا عمرو بن عاصم نا أبو العوام نا قتادة عن أبي الخليل عن عبد الله بن الحارث عن أم سلمة عن النبي ( صلى الله عليه و سلم ) بهذا وحديث معاذ ( 2 ) أتم ويذكر عن معمر عن قتادة عن مجاهد عن أم سلمة بهذا إلا أنه قال فيخرج رجل من بني هاشم من المدينة حتى يأتي مكة أخبرنا أبو الفضائل ناصر بن محمود بن علي القرشي نا علي بن أحمد بن زهير أنا علي بن محمد بن شجاع أنا أبو الحسن علي بن الحسن بن القاسم
_________
( 1 ) بضم الفاء وفتح الراء هذه النسبة فراوة بليدة على الثغر مما يلي خوارزم
( الانساب )
( 2 ) زيادة عن خع

(1/294)


الطرسوسي نا أبو علي الحسن بن عبد الله بن محمد الأزهري نا محمد بن عبد الملك الدقيقي قال سمعت يزيد بن هارون يقول سمعت عبد الله بن طاوس يقول سمعت أبي يقول قال ابن عباس يرفعه قال قال رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) ( 1 ) مكة آية الشرف والمدينة معدن الدين والكوفة فسطاط الإسلام والبصرة فجر العابدين والشام معدن الأبرار ومصر عش إبليس وكهفه ومستقره والسند مداد إبليس والزنى في الزنج والصدق في النوبة والبحرين منزل مبارك والجزيرة معدن القتل وأهل اليمن أفئدتهم رقيقة ولا يعدمهم الرزق والأئمة من قريش وسادة الناس بنوا هاشم أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو الحسين بن النقور أنا أبو طاهر المخلص أنا أحمد بن عبد الله بن سعيد نا السري بن يحيى نا شعيب بن إبراهيم نا سيف بن عمر عن محمد وطلحة وسهل بإسنادهم قالوا ثم رجع عمر إلى صرار ( 2 ) يعني من تشييع أهل القادسية ثم دخل منه إلى المدينة ومضى سعد إلى زرود ( 3 ) وقد كتب عمر إلى أبي عبيدة قبل ذلك إذا فرغت من دمشق إن شاء الله فاصرف أهل العراق إلى العراق فإنه قد ألقي في روعي أنكم ستفتحونها ثم تدركون إخوانكم فتنصرونهم على عدوهم وأقام عمر بالمدينة لمرور الناس به وذلك أنهم ضربوا إليه من بلدانهم فجعل إذا سرح قوما إلى الشام ( 4 ) قال ليت عن الأبدال هل مرت بهم الركاب أم لا وإذا سرح قوما إلى العراق قال ليت شعري كم في هذا الخير من الأبدال وأخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو الحسين بن النقور أنا أبو طاهر أنا أحمد بن عبد الله نا السري بن يحيى نا شعيب بن إبراهيم نا سيف بن عمر عن أبي عمر وعن زيد بن أسلم عن أبيه قال كان الشام قد أمكن فإذا أقبل جند من اليمن وممن بين المدينة واليمن فاختار أحد منهم الشام قال يعني عمر يا
_________
( 1 ) بالاصل : " قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول "
( 2 ) صرار موضع على ثلاثة أميال من المدينة على طريق العراق
( ياقوت )
( 3 ) زرود : رمال بين الثعلبية والخزيمية بطريق الحاج من الكوفة ( ياقوت )
( 4 ) عن خع وبالاصل : " العراق " خطأ

(1/295)


ليث شعري عن الأبدال هل مرت بهم الركاب أخبرنا أبو الحسن علي بن عبد الواحد بن أحمد بن العباس نا علي بن عمر بن محمد بن الحسن القزويني نا علي بن عمرو بن سهل الحريري نا علي بن محمد بن كاش القاضي وأخبرنا أبو غالب محمد بن إبراهيم بن محمد بن إبراهيم الجرجاني بالثعلبية أنا المظفر بن حمزة بجرجان أنا عبد الله بن يوسف بن بامويه ( 1 ) أنا أبو سعيد بن الأعرابي قالا نا الحسن بن علي بن عفان نا زيد بن الحباب حدثني وفي حديث القزويني نا ابن لهيعة عن خالد بن يزيد السكسكي عن سعيد بن أبي هلال عن علي رضي الله عنه قال قبة الإسلام بالكوفة والهجرة بالمدينة والنجباء بمصر والأبدال بالشام وهم قليل قال كعب الأبدال ثلاثون أخبرنا أبو بكر محمد بن محمد بن كرتيلا ببغداد أنا محمد بن علي المقرئ أنا حمد بن عبد الله المقرئ أنا أحمد ( 2 ) بن علي بن محمد أنا ابي أنا أبو عمرو محمد بن مروان القرشي السعيدي نا الحسن بن عبد الرحمن أنا وكيع عن فطر عن أبي الطفيل عن علي عليه السلام قال الأبدال بالشام والنجباء بالكوفة أنبأنا أبو البركات عبد الوهاب بن المبارك الأنماطي وأبو عبد الله الحسين بن ظفر بن الحسين بن يزداد قالا أنا أبو المبارك بن عبد الجبار أنا أبو بكر عبد الباقي بن عبد الكريم بن عمر الشيرازي أنا عبد الرحمن بن عمر بن أحمد بن حمد ( 3 ) أنا أبو بكر محمد بن أحمد بن يعقوب بن شيبة ثنا جدي نا عثمان بن محمد نا جرير عن الأعمش عن حبيب بن أبي ثابت عن أبي الطفيل قال خطبنا علي فذكر الخوارج فقام رجل فلعن أهل الشام فقال له ويحك لا تعمم ( 4 )
_________
( 1 ) عن خع وبالاصل " بابويه "
( 2 ) في المطبوعة : أحمد بن عبد المقرئ
( 3 ) كذا بالاصل وخع تحريف والصواب " حمة " كما في التبصير 1 / 462
( 4 ) عن خع وبالاصل " لا تعم "

(1/296)


إن كنت لاعنا ففلانا وأشياعه فإن منهم الأبدال ومنكم العصب قرأت على أبي القاسم نصر بن أحمد بن مقاتل السوسي عن أبي الفرج سهل بن بشر الإسفرايني أنا أبو الحسن علي بن منير بن أحمد الخلال أنا الحسن بن رشيق نا أبو علي الحسين بن حميد الكعبي ( 1 ) نا زهير بن عباد نا الوليد بن مسلم عن الليث بن سعد عن عياش بن عباس القتباني ( 2 ) أن علي بن ابي طالب قال الأبدال من الشام والنجباء من أهل مصر والأخيار من أهل العراق أنبأنا أبو الغنائم محمد بن علي بن ميمون المعروف بأبي في كتابه عن محمد بن علي بن الحسن الحسني نا محمد بن عبد الله الجعفي نا محمد بن عمار العطار نا علي بن محمد بن خبية ( 3 ) نا عمرو بن حماد بن طلحة نا إسحاق يعني ابن إبراهيم الأزدي عن فطر عن ابي الطفيل عن علي قال سمعت عليا يقول إذا قام قائم آل محمد جمع الله له أهل المشرق وأهل المغرب فيجتمعون كما يجتمع قزع ( 4 ) الخريف فأما الرفقاء فمن أهل الكوفة وأما الأبدال فمن أهل الشام أنبأنا أبو الغنائم محمد بن علي بن ميمون أنا محمد بن علي بن الحسن الحسني أنا محمد بن الحسين بن غزال أنا محمد بن عمار العطار نا جعفر بن علي بن نجيح نا حسن بن حسين عن علي بن القاسم عن صباح بن يحيى المري ( 5 ) عن سعيد بن الوليد الهجري عن أبيه قال قال علي وهو بالكوفة ما أشد بلايا الكوفة لا تسبوا أهل الكوفة فوالله إن فيهم لمصابيح الهدى وأوتاد ذكر ومتاع إلى حين والله ليدقن الله بهم جناح كفر لا ينجبر أبدا إن مكة حرم إبراهيم والمدينة حرم رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) والكوفة حرمي ما من مؤمن إلا وهو من أهل الكوفة أو هواه لينزع إليها ألا إن الأوتاد من أبناء الكوفة وفي مصر من الأمصار وفي أهل الشام أبدال
_________
( 1 ) في خع : " العكبي " وفي المطبوعة : " العكي "
( 2 ) بالاصل وخع والمطبوعة : " الفتياني " تحريف وما أثبت عن تقريب التهذيب
قال ابن يونس مات سنة ثلاث وثلاثين ( ومئة )
( 3 ) في التبصير 1 / 406 خبيئة
( 4 ) القزع بالتحريك قطع من السحاب المتفرقة ( اللسان : قزع )
( 5 ) في المطبوعة : المزني

(1/297)


أخبرنا أبو محمد الحسن بن أبي بكر بن أبي الرضا العميري بهراة أنا الفضيل بن يحيى الفضيلي أنا أبو محمد عبد الرحمن بن أحمد بن أبي شريح أنا محمد بن عقيل بن الأزهر نا علي بن خشرم نا عيسى عن هشام عن من سمع الحسن البصري يقول لن تخلو الأرض من سبعين ( 1 ) صديقا وهم الأبدال لا يهلك منهم رجل إلا أخلف مكانه مثله أربعون بالشام وثلاثون في سائر الأرضين أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم بن العباس الحسيني أنا أبو الحسن رشأ بن نظيف بن ما شاء الله المقرئ أنا الحسن بن إسماعيل بن محمد نا أحمد بن مروان المالكي نا الحسن بن عبد المجيب نا عمران بن محمد أبو حفص الخيزراني نا عبد الوهاب بن عطاء نا سعيد بن أبي عروبة عن قتادة قال لن تخلو الأرض من أربعين بهم يغاث الناس وبهم تنصرون وبهم ترزقون كلما مات منهم أحد أبدل مكانه رجلا قال قتادة والله إني لأرجو أن يكون الحسن منهم أخبرنا أبو الحسين عبد الرحمن بن عبد الله بن الحسن بن أبي الحديد أنا جدي أنا أبو علي الأهوازي أنا عبد الوهاب بن الحسن نا عبد الغافر بن أحمد بن سلامة الحضرمي الحمصي نا أبو ثوبان مزداد بن جميل نا المعافى بن عمران نا إسماعيل بن عياش حدثتني أم عبد الله ابنة خالد بن معدان عن أبيها قال قالت الأرض للرب تبارك وتعالى كيف تدعني وليس علي نبي قال سوف ادع عليك أربعين صديقا بالشام أخبرنا أبو غالب محمد بن إبراهيم الجرجاني نا المظفر بن حمزة بجرجان أنا عبد الله بن يوسف بن بامويه ( 2 ) أنا أبو سعيد بن الأعرابي نا الحسن بن علي بن عفان نا زيد بن الحباب نا معاوية أراه عن أبي الزاهرية قال الأبدال ثلاثون رجلا بالشام بهم تجارون وبهم ترزقون إذا مات منهم رجل أبدل الله عز و جل مكانه أبو الزاهرية حدير بن كريب حمصي ثقة
_________
( 1 ) بالاصل
خع " سفيان " والمثبت عن مختصر ابن منظور 1 / 115
( 2 ) بالاصل " بابويه " والمثبت عن خع

(1/298)


أخبرنا أبو الفضائل ناصر بن محمد القرشي نا علي بن أحمد بن زهير نا علي بن محمد بن شجاع أنا تمام بن محمد نا أبي نا أبو الخليل العباس بن الخليل نا كثير بن عبيد نا بقية عن الوليد بن كامل البجلي قال سمعت الفضيل بن فضالة يقول إن الأبدال بالشام في حمص خمسة وعشرون رجلا وفي دمشق ثلاثة عشر وببيسان ( 1 ) اثنان وأخبرنا أبو الفضائل ناصر بن محمود نا علي بن أحمد نا علي بن محمد بن شجاع أنا تمام بن محمد أنا أبي أخبرني أسلم بن محمد نا محمد بن هارون بن بكار نا سليمان بن عبد الرحمن قال سمعت الحسن بن يحيى الخشني يقول بدمشق من الأبدال سبعة عشر نفسا وببيسان أربعة قرأت على أبي محمد عبد الكريم بن حمزة السلمي عن أبي محمد عبد العزيز بن أحمد التميمي أنا تمام بن محمد الرازي أنا أبو بكر أحمد بن عبد الله بن الفرج بن البرامي نا أبو القاسم محمد بن سعد ( 2 ) بن دانق نا محمد بن هارون بن بكار بن بلال نا سليمان بن عبد الرحمن قال الحسن وفي نسخة سمعت الحسن بن يحيى يقول بدمشق من الأبدال خمسة وأربعة ببيسان قرأنا على أبي عبد الله يحيى بن الحسن بن البنا عن أبي تمام علي بن محمد بن الحسن عن أبي عمر بن حيوية أنا أبو الطيب محمد بن القاسم بن جعفر الكوكبي نا ابن أبي خيثمة نا هارون بن معروف نا ضمرة عن ابن شوذب قال الأبدال سبعون فستون بالشام وعشرة بسائر الأرضين قال ونا ابن أبي خيثمة نا هارون نا ضمرة عن عثمان بن عطاء عن أبيه قال الأبدال أربعون إنسانا قال قلت له أربعون رجلا قال لا تقل أربعين رجلا ولكن قل أربعين إنسانا لعل ( 3 ) أن يكون فيهم نساء
_________
( 1 ) بيسان بالفتح ثم السكون مدينة بالاردن بالغور الشامي وهي بين حوران وفلسطين ( ياقوت : معجم البلدان )
( 2 ) الاصل وخع وفي المطبوعة : نصر
( 3 ) في مع ومختصر ابن منظور : لعل فيهم نساء

(1/299)


أخبرني أبو المعالي عبد الخالق بن عبد الصمد بن علي بن الحسين الغزال أنا أبو الحسين المبارك بن عبد الجبار بن الطيوري أنا أبو طاهر محمد بن علي بن محمد بن يوسف بن العلاف الواعظ أنا أبي أبو الحسين ( 1 ) أنا أبو علي محمد بن أحمد بن الحسن بن الصواف أنا أبو يعقوب إسحاق بن إبراهيم بن أبي حسان الأنماطي نا أحمد بن أبي الحواري قال سمعت أبا سليمان يقول الأبدال بالشام والنجباء بمصر والعصب باليمن والأخيار بالعراق أنبأنا أبو جعفر أحمد بن محمد بن عبد العزيز المكي أنا أبو عبد الله الحسين بن يحيى بن إبراهيم بن الحكاك أنا أبو عبد الله الحسين بن علي بن محمد الشيرازي أنا علي بن عبد الله بن الحسن بن جهضم قال سمعت إبراهيم بن أحمد بن علي العطار يقول سمعت أبا بكر الصوفي المعروف بالزقاق ( 2 ) يقول في مجلس أبي قريش قال أبو سليمان المجتهدون بالبصرة والفقهاء بالعراق والزهاد بخراسان والبدلاء بالشام أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم بن العباس الحسيني وأبو الحسن علي بن أحمد بن منصور الغساني وأبو منصور محمد بن عبد الملك بن الحسن بن خيرون قال محمد أنا وقالا نا أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت نا عبد العزيز بن أبي الحسن القرميسيني نا علي بن عبد الله بن جهضم الهمداني بمكة نا عبيد الله بن محمد العبسي قال سمعت الكتاني يقول النقباء ثلاثمائة والنجباء سبعون والبدلاء أربعون والأخيار سبعة والعمد أربعة والغوث واحد فمسكن النقباء المغرب ومسكن النجباء مصر ومسكن الأبدال الشام والأخيار سياحون في الأرض والعمد في زوايا الأرض ومسكن الغوث مكة فإذا عرضت الحاجة من أمر العامة ابتهل فيها النقباء ثم النجباء ثم الأبدال ثم الأخيار ثم العمد فإن أجيبوا وإلا ابتهل الغوث فلا تم مسألته حتى تجاب دعوته
_________
( 1 ) الاصل وخع وفي المطبوعة : أبو احسن
( 2 ) كذا بالاصل وخع وفي المطبوعة : " الدقاق " بالدال تحريف
والزقاق نسبة إلى الزق وبيعه وعمله وإصلاحه واشتهر بهذه النسبة أبو بكر محمد بن عبد الله الزقاق أحد شيوخ الصوفية الكبار ( الانساب )

(1/300)


أخبرنا أبو محمد هبة الله بن أحمد بن طاوس المقرئ أنا أبو الغنائم محمد بن علي بن أبي عثمان نا أبو الحسين علي بن محمد بن بشران أنا أبو علي بن صفوان أنا أبو بكر بن أبي الدنيا نا هارون بن عبد الله نا سيار نا جعفر نا شيخ من أهل صنعاء من جلساء وهب بن منبه قال رأيت رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) في المنام فقلت يا رسول الله أين بدلاء أمتك فأومأ بيده نحو الشام قال قلت يا رسول الله أما بالعراق منهم أحد قال بلى محمد بن واسع وحسان بن أبي سنان ومالك بن دينار الذي يمشي في الناس بمثل زهد أبي ذر في زمانه ( 1 ) أنبأنا أبو علي الحسن بن أحمد الحداد نا أبو نعيم الحافظ ( 2 ) نا عبد الله بن محمد بن جعفر نا إبراهيم بن نائلة نا سليمان بن داود الشاذكوني ( 3 ) نا جعفر بن سليمان قال سمعت جليسا لوهب بن منبه يقول رأيت النبي ( صلى الله عليه و سلم ) فيما يرى النائم فقلت يا رسول الله أين الأبدال من أمتك فأومأ بيده قبل الشام فقلت يا رسول الله أما بالعراق منهم أحد قال بلى محمد بن واسع وحسان بن أبي سنان ومالك بن دينار كتب إلي أبو نصر عبد الرحيم بن عبد الكريم بن هوازن القشيري أنا أبو بكر أحمد بن الحسين البيهقي أنا الحاكم أبو عبد الله الحافظ قال أنبأني أبو العباس محمد بن يعقوب وكتبته من خطه فيما أجازه له محمد بن عبد الوهاب أخبرني علي بن عثام ( 4 ) عن عمرو بن عاصم عن جعفر بن سليمان عن رجل من أهل صنعاء قد ذكره قال رأيت النبي ( صلى الله عليه و سلم ) في النوم فقلت يا رسول الله أين أبدال أمتك فاشار نحو الشام فقلت يا رسول الله أفبالعراق منهم أحد قال نعم محمد بن واسع وحسان بن أبي سنان ومالك بن دينار الذي يمشي في الأرض بمثل زهد أبي ذر
_________
( 1 ) الخبر في حلية الاولياء 3 / 114 في ترجمة حسان بن أبي سنان عن جعفر بن سليمنا
انظر ترجمة محمد بن واسع في تقريب التهذيب والكاشف للذهبي 3 / 92 وترجمة مالك بن دينار في الكاشف 3 / 100 وتقريب التهذيب
( 2 ) حلية الاولياء 3 / 114
( 3 ) هذه النسبة إلى شاذكرونة وهي المضربات الكبار وتسمى الشاذكونة وكان أباه يتجر إلى اليمن لبيعها
( 4 ) بالاصل وخع : " غنام " والمثبت عن تقريب التهذيب بمهملة مفتوحة ومثلثة مشددة وانظر الكاشف 2 / 253

(1/301)


أنبأنا أبو الحسن سعد الخير بن محمد بن سهل الأنصاري أنا أبو الحسن علي بن الحسين بن أيوب أنا الحسن بن محمد الخلال نا محمد بن إسماعيل الوراق نا عبد الله بن محمد بن عبد العزيز نا محمد بن عبد الملك بن زنجوية حدثني إبراهيم بن عبد الرحمن بن مهدي نا سيار نا جعفر بن سليمان قال سمعت جليسا لوهب بن منبه يقول رأيت رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) في المنام فقلت يا رسول الله أين الأبدال فأومأ بيده إلى الشام قلت وما بالعراق منهم أحد قال بلى محمد بن واسح وحسان بن أبي سنان ومالك بن دينار الذي يمشي في الناس بمثل زهد أبي ذر وقد جاء في نعت الأبدال من كرم الأخلاق وحسن الخلال ما أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر الشحامي أنا أبو سعد أحمد بن إبراهيم بن موسى المقرئ أنا الإمام أبو الحسن محمد بن علي بن سهل الماسرجسي أنا علي بن الصقر بن حمدان البالسي ببالس ( 1 ) نا أحمد بن عبد الله الخولاني بمصر نا سعيد بن عبدوس نا عبد الله بن هارون الكوفي نا الأوزاعي عن الزهري عن نافع عن ابن عمر عن النبي ( صلى الله عليه و سلم ) قال خيار أمتي خمس مائة والأبدال أربعون فلا الخمس مائة ينقصون ولا الأربعون ينقصون كلما مات منهم أحد بدل الله من الخمس مئة مكانه وأدخل في الخمس مئة مكانه فلا الخمس مئة ينقصون ولا الأربعون ينقصون ( 2 ) قالوا يا رسول الله دلنا على أعمال هؤلاء قال هؤلاء يعفون عن من ظلمهم ويحسنون إلى من أساء إليهم أخبرناه أبو الحسن علي بن المسلم السلمي الفقيه نا أبو محمد عبد العزيز بن أحمد الكتاني وأخبرنا أبو علي الحسين بن عقيل بن ربش قالا أنا أبو محمد بن أبي نصر نا أبو علي محمد بن هارون بن شعيب حدثني أبو جعفر محمد بن الخزر بطبرية نا سعيد بن أبي زيدون نا عبد الله بن هارون نا الأوزاعي عن الزهري عن نافع عن ابن عمر عن النبي ( صلى الله عليه و سلم ) قال خيار أمتي خمس مائة والأبدال أربعون كلما مات بديل أدخل الله مكانه من الخمس مائة وأدخل في الأربعين مكانهم فلا
_________
( 1 ) بالس بلدة باشام بين حلب والرقة
( 2 ) ما بين معكوفتين سقط من الاصل واستدرك عن خع

(1/302)


الخمس مائة ينقصون ولا الأربعون ينقصون قالوا يا رسول الله دلنا على أعمال هؤلاء قال يعفون عن مظلمهم ويحسنون إلى من أساء إليهم ويواسون فيما أتاهم الله وتصديق ذلك في كتاب الله عز و جل " والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين " ( 1 ) أنبأنا أبو علي الحسن بن أحمد الحداد وأخبرنا عنه خالي أبو المكارم سلطان بن يحيى بن علي القرشي أنا أبو نعيم الحافظ نا سليمان بن أحمد نا محمد بن الخزر الطبراني نا سعيد بن أبي زيدون نا عبد الله بن هارون الصوري نا الأوزاعي عن الزهري عن نافع عن ابن عمر قال قال رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) خيار أمتي في كل قرن خمس مائة والأبدال أربعون فلا الخمس مائة ينقصون ولا الأربعون كلما مات رجل أبدل الله عز و جل من الخمس مائة مكانه وأدخل من الأربعين مكانهم قالوا يا رسول الله دلنا على أعمالهم قال يعفون عن من ظلمهم ويحسنون إلى من أساء إليهم ويتواسون فيما أتاهم الله عز و جل قال وأنا أبو نعيم نا محمد بن أحمد بن الحسن نا محمد بن السري القنطري نا قيس بن إبراهيم بن قيس السامري نا عبد الرحمن بن يحيى الأرمني قال قال عثمان بن عمارة نا المعافا بن عمران عن سفيان الثوري عن منصور عن إبراهيم عن الأسود عن عبد الله قال قال رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) إن الله عز و جل في الخلق ثلاثمائة قلوبهم على قلب آدم عليه السلام ولله تعالى في الخلق أربعون قلوبهم على قلب موسى عليه السلام ولله في الخلق سبعة قلوبهم على قلب إبراهيم عليه السلام ولله تعالى في الخلق خمسة قلوبهم على قلب جبريل عليه السلام ولله تعالى في الخلق ثلاثة قلوبهم على قلب ميكائيل ولله في الخلق واحد قلبه على قلب إسرافيل عليه السلام فإذا مات واحد أبدل الله مكانه من الثلاثة وإذا مات من الثلاثة أبدل الله مكانه من الخمسة وإذا مات من الخمسة أبدل الله مكانه من السبعة وإذا مات من السبعة أبدل الله مكانه من الأربعين وإذا مات من الأربعين أبدل الله مكانه من الثلاثمائة فإذا مات من الثلاثمائة أبدل الله مكانه من العامة فبهم يحيي ويميت
_________
( 1 ) سورة آل عمران الاية : 134

(1/303)


ويمطر ويقيت ( 1 ) ويدفع البلاء قيل لعبد الله بن مسعود كيف بهم يحيي ويميت قال لأنهم يسألون الله عز و جل إكثار الأمم فيكثرون ويدعون على الجبابرة فيقصمون ويستسقون فيسقون ويسألون فينبت لهم الأرض ويدعون فيدفع بهم أنواع البلاء أخبرنا أبو سعد أحمد بن محمد بن البغدادي أنا أبو العباس أحمد بن محمد بن أحمد بن القاسم الظهراني وأبو عمرو بن مندة قالا أنا الحسن بن محمد بن يوسف بن يوة أنا أحمد بن محمد بن عمر بن أبان القتباني ( 2 ) نا ابن أبي الدنيا نا محمد بن إدريس أبو حاتم الرازي نا عثمان بن مطيع نا سفيان بن عيينة قال قال أبو الزناد لما ذهبت النبوة وكانوا أوتاد الأرض أخلف الله مكانهم أربعين رجلا من أمة محمد ( صلى الله عليه و سلم ) يقال لهم الأبدال لا يموت الرجل منهم حتى ينشئ الله مكانه آخر يخلفه وهم أوتاد الأرض قلوب ثلاثين منهم على مثل يقين إبراهيم لم يفضلوا الناس بكثرة الصلاة ولا بكثرة الصيام ولا بحسن التخشع ولا بحسن الحلية ولكن بصدق الورع وحسن النية وسلامة القلوب والنصيحة لجميع المسلمين ابتغاء مرضاة الله بصبر دجير ( 3 ) ولب حليم وتواضع في غير مذلة واعلم أنهم لا يعلنون شيئا ولا يؤذون أحدا ولا يتطاولون على أحد تحتهم ولا يحقرونه أحد ولا يحسدون أحدا فوقهم ليسوا بمتخشعين ولا متماوتين ( 4 ) ولا معجبين لا يحبون الدنيا ولا يحبون الدنيا ليسوا اليوم في وحشة وغدا في غفلة "
_________
( 1 ) الاصل وخع ومختصر ابن منظور وفي المطبوعة : وينبت
( 2 ) هذه النسة إلى قتبان موضع بعدن من بلاد اليمن
وفي المطبوعة : الفتياني
( 3 ) الاصل ومختصر ابن منظور وفي خع : " دخير " وفي المطبوعة : ذخير
( 4 ) المتماوت : الناسك المرائي ( قاموس )

(1/304)


باب نفي الخبر عن أهل الإسلام عند وجود فساد أهل الشام " أخبرنا أبو سهل محمد بن إبراهيم بن محمد بن سعدوية أنا أبو الفضل عبد الرحمن بن أحمد بن الحسن بن بندار أنا أبو القاسم جعفر بن عبد الله بن يعقوب أنا أبو بكر محمد بن هارون الروياني نا محمد بن بشار نا محمد بن جعفر نا شعبة عن معاوية بن قرة عن أبيه عن النبي ( صلى الله عليه و سلم ) قال إذا فسد أهل الشام فلا خير فيكم أخبرنا أبو القاسم بن الحصين أنا أبو علي بن المذهب أنا أبو بكر القطيعي نا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي نا يحيى بن سعيد عن شعبة ( 1 ) حدثني معاوية بن قرة عن أبيه عن النبي ( صلى الله عليه و سلم ) ومحمد بن جعفر نا شعبة عن معاوية بن قرة عن أبيه عن النبي ( صلى الله عليه و سلم ) قال إذا فسد أهل الشام فلا خير فيكم ولن تزال طائفة من أمتي منصورين لا يضرهم من خذلهم حتى تقوم الساعة أنبأنا أبو الحسن علي بن محمد بن علي بن يوسف بن العلاف أنا أبو الحسن علي بن أحمد بن عمر بن حفص الحمامي وأخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن محمد بن الفضل الحافظ بأصبهان أنا أبو منصور محمد بن أحمد بن شكروية أنا أبو بكر أحمد بن موسى بن مردوية قالا أنا أبو بكر الشافعي نا معاذ بن المثنى بن معاذ بن معاذ نا مسدد بن مسرهد نا يحيى
_________
( 1 ) في المطبوعة : " سعيد " تحريف اظر مسند أحمد 5 / 34

(1/305)


عن شعبة حدثني أبو إياس عن أبيه قال قال رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) إذا فسد أهل الشام فلا خير فيكم ولا تزال طائفة من أمتي منصورين على الناس لا يضرهم من خذلهم حتى تقوم الساعة اخبرتنا أم المجتبى فاطمة بنت ناصر الحسنية ( 1 ) قالت قرئ على أبي القاسم إبراهيم بن منصور بن إبراهيم السلمي وأنا حاضرة أنا أبو بكر محمد بن إبراهيم بن المقرئ أنا أبو يعلى أحمد بن علي بن المثنى التميمي نا أبو عبد الله محمد بن أبي بكر المقدمي نا يحيى عن شعبة عن معاوية بن قرة عن أبيه عن النبي ( صلى الله عليه و سلم ) قال إذا فسد أهل الشام فلا خير فيكم لا تزال طائفة من أمتي منصورة على الناس لا يضرهم من خذلهم حتى تقوم الساعة أنبأنا أبو علي الحداد ثم أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو يوسف بن الحسن بن محمد قالا نا أبو نعيم نا عبد الله بن جعفر بن أحمد بن فارس نا يونس بن حبيب نا أبو داود نا شعبة أخبرني معاوية بن قرة عن أبيه قال قال ( 2 ) النبي ( صلى الله عليه و سلم ) إذا فسد أهل الشام فلا خير فيكم لا تزال طائفة من أمتي منصورين لا يضرهم من خذلهم حتى تقوم الساعة أخبرنا أبو العز أحمد بن عبيد الله بن كادش ( 3 ) العكبري أنا أبو محمد الحسن بن علي الجوهري أنا علي بن محمد بن أحمد بن لؤلؤ أنا عمر بن أيوب السقطي نا إبراهيم بن سعيد نا يزيد بن هارون عن شعبة وأخبرنا أبو القاسم بن الحصين أنا أبو علي بن المذهب أنا أبو بكر بن مالك نا عبد الله بن أحمد حدثني أبي نا يزيد أنا شعبة عن معاوية بن قرة عن أبيه قال قال رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) إذا فسد أهل الشام فلا خير فيكم ولا يزال ناس من أمتي منصورين لا يبالون من خذلهم حتى تقوم الساعة أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو بكر محمد بن هبة الله الطبري أنا
_________
( 1 ) في المطبوعة : الحسينية
( 2 ) في خع : " قال قال صلى الله عليه وآله وسلم " وفي المطبوعة : قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
( 3 ) في خع " كارش " تحريف

(1/306)


أبو الحسين محمد بن الفضل أنا عبد الله بن جعفر نا يعقوب بن سفيان نا الربيع بن يحيى نا شعبة قال سمعت معاوية بن قرة يحدث عن أبيه وقد رأى النبي ( صلى الله عليه و سلم ) ومسح النبي ( صلى الله عليه و سلم ) برأسه فقال وأخبرنا أبو النجم بدر بن عبد الله نا أبو الحسن بن سعيد ( 1 ) نا أبو بكر الخطيب أنا الحسن بن الحسين النعالي من أصل كتابه أنا أبو العباس عبد الله بن موسى الهاشمي نا عبد الله بن محمد بن سعيد الجمال نا أبو حاتم الرازي نا الربيع بن يحيى بن مقسم المدائني نا شعبة بن الحجاج قال سمعت معاوية بن قرة يروي عن أبيه وكان قد رأى النبي ( صلى الله عليه و سلم ) ومسح برأسه قال قال النبي ( صلى الله عليه و سلم ) إذا فسد أهل الشام فلا خير فيكم كذا قال المدائني وإنما هو المرائي وهو الأشناني ( 2 ) بصري يكنى أبا الفضل وهذا حديث انفرد به شعبة بن الحجا عن أبي إياس معاوية بن قرة وقد رواه أبو عتبة إسماعيل بن عياش العنسي ( 3 ) الحمصي وهو من أقران شعبة عن رجل عن شعبة أخبرناه أبو بكر وجيه بن طاهر الشحامي بنيسابور وأبو بكر الفتح محمد بن الموفق بن نيازك بن أبي مطيع الوكيل وعبد الجبار بن أبي سعد بن أبي القاسم الدهان بهراة وأبو العلاء صاعد بن أبي الفضل بن أبي عثمان الشعيبي الماليني ( 4 ) بمرغاب قرية من قرى مالين من نواحي هراة قالوا أخبرتنا أم الفضل بيبي بنت عبد الصمد بن علي بن محمد الهرثمية الغشتية بهراة قالت أنا أبو محمد ( 5 ) عبد الرحمن بن أحمد بن محمد بن أبي شريح نا أبو عبد الله عبيد الله بن
_________
( 1 ) عن هامش الاصل وخع وفي المطبوعة : أنا سعيد وأبو الحسن بن شعبة
( 2 ) هذه النسبة إلى بيع الاشنان وشرائه
( 3 ) هذه النسبة إلى عنس وهو عنس بن مالك بن أدد بن زيد وهو من مذحج في المين وجماعة منهم نزلوا الشام
( الانساب )
( 4 ) هذه النسبة مالين قرية على شط جيحون
قال أبو سعد : مالين : في موضعين أحدهما كورة ذات قرى على فرسخين من هراة ومالين أيضا من قرى باخرز
( 5 ) عن خع وبالاصل " أبو بكر "

(1/307)


عبد الصمد بن علي الهاشمي نا بكر بن سهل الدمياطي نا أبي سهل بن إسماعيل نا بشر بن بكر نا إسماعيل بن عياش حدثني عمران بن إسحاق أبو هارون البصري عن شعبة بن الحجاج عن معاوية بن قرة عن أبيه عن النبي ( صلى الله عليه و سلم ) قال إذا هلك أهل الشام فلا خير في أمتي ولا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق حتى يقاتلوا الدجال وأخبرناه أعلى من هذا أبو محمد إسماعيل بن أبي القاسم بن أبي بكر أنا عمر بن أحمد بن عمر أنا أبو العباس أحمد بن محمد بن أحمد البالوي نا أبو قريش محمد بن جمعة بن خلف الحافظ نا علي بن سعيد بن شهريار بمكة نا عامر بن سيار نا إسماعيل بن عياش عن عمران بن إسحاق بن هارون البصري نا شعبة بن الحجاج عن معاوية بن قرة عن أبيه قال قال رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) إذا هلك أهل الشام فلا خير في أمتي ولا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق حتى يقاتلوا الدجال أخبرنا أبو القاسم الخضر بن الحسين بن عبدان أنا عبد الله الحسن بن أحمد بن أبي الحديد أنا أبو الوليد الحسن بن محمد الدربندي أنا أبو نصر أحمد بن المظفر بن محمد الموصلي بها نا عبد الله بن حيان بن عبد العزيز بن حيان نا الحسن بن علوية القطان نا إبراهيم بن يزيد بمصعب الشامي نا أبو خليد الدمشقي عن الوضين بن عطاء عن مكحول عن عبد الله بن عمرو قال قال رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) إذا فسد أهل الشام فلا خير فيكم أنبأنا أبو محمد بن الأكفاني أنا الحسين بن علي بن محمد الأنطاكي والخضر بن منصور الضرير إجازة قالا أنا سعيد بن عبيد الله بن أحمد بن فطيس ( 1 ) أنا المظفر بن أحمد بن برهان أنا أبو بكر أحمد بن محمد بن سعيد بن فطيس نا أبو إسحاق إبراهيم بن عبد الرحمن دحيم نا محمد بن وزير أنا خالد نا جسر عن الحسن أنه قال خيار أهل الشام خير من خياركم وشرار أهل الشام خير من شراركم قالوا لم تقول هذا يا ابا سعيد قال لأن الله تعالى قال "
_________
( 1 ) ما بين الرقمين سقط من المطبوعة

(1/308)


ونجيناه ولوطا إلى الأرض التي باركنا فيها للعالمين " ( 1 ) جسر هو ابن الحسن وخالد هو ابن عبد الرحمن الخراساني أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم الخطيب وحدثنا عنه أبو البركات الخضر بن شبل الحارثي الفقيه أن رشأ بن نظيف إجازة أنا عبد الوهاب بن ( 2 ) جعفر بن علي الميداني ونقلته أنا من خطه أنا أبو بكر محمد بن سليمان بن يوسف الربعي نا عبد الصمد بن سعيد القاضي نا سليمان بن عبد الحميد البهراني قال سمعت يحيى بن صالح يقول سمعت إسماعيل بن عياش يقول لما أن خرجت من عند المهدي لقيني هشيم بن بشير ( 3 ) فقال لي يا أبا عتبة جزاك الله عن الإسلام خيرا سمعت أشياخنا يقولون ( 4 ) صالحوكم خير من صالحينا
_________
( 1 ) سورة الانبياء الاية : 71
( 2 ) بالاصل " نا ابن " والمثبت عن خع
( 3 ) في المطبوعة : " بشر " تحريف وانظر تقريب التهذيب
( 4 ) من المطبوعة وبالاصل وخع : " يقول "

(1/309)


وطالحوكم خير من طالحينا " باب ما جاء أن بالشام يكون بقايا العرب عند حلول البلايا والأمر المرتقب " أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن عبد الملك الخلال الأديب أنا أبو القاسم إبراهيم بن منصور السلمي أنا أبو بكر محمد بن إبراهيم بن علي بن عاصم بن المقرئ نا أبو عبيد علي بن الحسن بن حرب قاضي مصر سنة اثنتي عشرة وثلاثمائة نا الحسن بن عبد العزيز الجروي ( 1 ) نا أبو حفص عمرو بن أبي سلمة حدثني إدريس الأودي ( 2 ) عن أبيه عن أبي هريرة أن النبي ( صلى الله عليه و سلم ) قال أول الناس هلاكا فارس ثم العرب إلا بقايا ها هنا يعني الشام كذا قال وقد أسقط من إسناده سعيد بن بشير أخبرناه على الصواب أبو غالب أحمد بن الحسن بن البنا أنا أبو محمد الجوهري أنا علي بن محمد بن أحمد بن لؤلؤ نا أبو عبيد محمد بن أحمد بن المؤمل الصيرفي نا الحسن ( 3 ) عبد العزيز الجروي نا أبو حفص التنيسي عن سعيد بن بشير عن أبي إدريس الأودي عن أبيه عن أبي هريرة قال قال رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) أول الناس هلاكا فارس ثم العرب إلا بقايا هاهنا يعني الشام كذا قال عن أبي إدريس وهو وهم والصواب عن إدريس وهو ابن يزيد بن عبد الرحمن الأودي الكوفي والد عبد الله بن إدريس أخبرناه على الصواب ( 4 ) أبو القاسم بن السمرقندي أنا علي بن أحمد بن
_________
( 1 ) الجروي بفتح الجيم والراء نسبة إلى جري بن عوف بطن من جذام
( 2 ) بفتح الالف وسكون الواو هذه النسبة إلى أود بن صعب بن سعد العشيرة من مذحج
( 3 ) بالاصل : " الحسن نا عبد العزيز " والمثبت بحذف " نا " عن خع
( 4 ) قوله : " على الصواب " ليس في المطبوعة

(1/310)


محمد بن البسري وأحمد بن أبي عثمان وأحمد بن محمد بن إبراهيم الخوارزمي وأخبرناه أبو عبد الله محمد بن أحمد بن محمد أنا أبي أبو طاهر قالوا أنا أبو القاسم إسماعيل بن الحسن بن عبد الله الصرصري وأخبرناه أبو محمد بن طاوس أنا عاصم بن الحسن بن محمد أنا أبو عمر بن مهدي قالا نا أبو عبد الله الحسين بن إسماعيل المحاملي حدثني الحسن بن عبد العزيز الجروي نا أبو حفص عن سعيد حدثني إدريس الأودي عن أبيه عن أبي هريرة عن النبي ( صلى الله عليه و سلم ) قال أول الناس هلاكا فارس ثم العرب إلا بقايا هاهنا يعني الشام وقال الصرصري بالشام وقد رواه الوليد ( 1 ) ابن مسلم عن سعيد بن بشير أخبرناه أبو محمد عبد الله بن علي بن عبد الله بن الآبنوسي إجازة وحدثني عنه أبو المعمر المبارك بن أحمد الأنصاري أنا أبو محمد الجوهري وقرأت على أبي غالب بن البنا عن أبي محمد الجوهري أنا أبو عمر بن حيوية الخزاز أنا أبو الحسين أحمد بن جعفر بن محمد حدثني أحمد بن الحسين بن مدرك القصري نا سليمان بن أحمد الواسطي نا الوليد بن مسلم نا سعيد بن بشير عن إدريس الأودي عن أبيه عن أبي هريرة قال قال رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) أول الناس هلكة فارس ثم العرب إلا بقايا هاهنا يعني بالشام أخبرنا أبو الحسين عبد الرحمن بن عبد الله بن الحسن بن أبي الحديد أخبرنا جدي أبو عبد الله أنا أبو الحسن علي بن موسى بن السمسار نا أبو بكر أحمد بن عبد الله بن أبي دجانة نا أبو بكر بن رزقان نا أبو بكر محمد بن أحمد بن هارون المصيصي حدثني أبي نا أبو سعد عن أبي حفص الأنصاري نا يونس بن أبي إسحاق حدثني إدريس بن يزيد وداود بن يزيد الأوديان قالا حدثنا والدنا أن أبا هريرة حدثه قال بينما نحن عند رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) إذ أقبل معاذ بن جبل أو سعد بن معاذ فقال رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) حين رآه إني لأرى في وجهه
_________
( 1 ) عن خع

(1/311)


لأحسن ( 1 ) طالع قال فجاء حتى سلم على رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) فقال أبشر يا رسول الله فققتل الله كسرى فقال رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) لعن الله كسرى ثلاثا ثم قال إن أول الناس فناء أو هلاكا فارس ثم ( 2 ) العرب من ورائها ثم اشار بيده قبل الشام إلا بقية ( 3 ) هاهنا كذا قال ولعله لاوا
_________
( 1 ) في مختصر ابن منظور 1 / 119 " لاحيى " وفي خع : " لاحين "
( 2 ) زيادة عن خع
( 3 ) في المطبوعة : بقايا

(1/312)


" باب ما روي عن الأفاضل والأعلام من انحياز بقية المؤمنين في آخر الزمان إلى الشام " أخبرنا أبو سعد أحمد بن محمد بن أحمد بن الحسن بن البغدادي أنا أبو الفضل المطهر بن عبد الواحد بن محمد البزاني ( 1 ) أنا أبو عمر عبد الله بن محمد بن ( 2 ) أحمد بن عبد الوهاب السلمي أنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن يزيد الزهري نا عيسى بن عبد الرحمن بن عمر بن يزيد أبو الحسن الزهري يعرف برسته نا أبو داود نا المسعودي عن القاسم قال مد الفرات على عهد عبد الله فكره الناس ذلك فقال عبد الله يا أيها الناس لا تكرهوا مده يوشك أن يلتمس فيه مل ء طست من ماء فلا يوجد ذلك وذلك وحين يرجع كل ماء إلى عنصره فيكون بقية الماء ( 3 ) والمؤمنون بالشام كذا رواه يزيد بن هارون الواسطي عن عبد الرحمن بن عبد الله المسعودي أخبرناه أبو محمد بن علي بن الآبنوسي في كتابه وحدثني عنه أبو المعمر المبارك بن أحمد الأنصاري أنا أبو محمد الجوهري وقرأت على أبي غالب بن البنا ( 4 ) عن ابي محمد الجوهري أنا أبو عمر بن حيوية أنا أحمد بن جعفر بن محمد بن المنادي نا جدي وهو محمد بن عبيد الله بن أبي داود نا يزيد بن هارون أنا المسعودي وهو عبد الرحمن بن عبد الله عن
_________
( 1 ) بضم الباء وفتح الزاي هذه النسبة إلى بزان وهي قرية من أصبهان
( 2 ) عن خع وبالاصل : وأحمد
( 3 ) مختصر ابن 1 / 120 : ويكون الماء وبقية المؤمنين بالشام
( 4 ) بالاصل : " بن البنا عن أبي عن أبي محمد الجوهري " والمثبت عن خع

(1/313)


القاسم بن عبد الرحمن قال مد الفرات على عهد عبد الله بن مسعود فكره الناس ذلك فقال عبد الله يا أيها الناس لا تكرهوا مده فإنه يوشك أن يلتمس فيه مل ء طست من ماء فلا يوجد وذلك حين يرجع كل ماء إلى عنصره ويكون الماء وبقية المؤمنين بالشام قال أحمد بن جعفر هكذا هو في رواية المسعودي منقطع ليس بين القاسم وبين ابن مسعود أحد وأما الأعمش فإنه رواه عن القاسم عن أبيه عن ابن مسعود متصلا أخبرناه أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو بكر محمد بن هبة الله بن الحسن أنا أبو الحسين بن الفضل أنا عبد الله بن جعفر نا يعقوب بن سفيان نا قبيصة نا سفيان عن الأعمش عن القاسم بن عبد الرحمن عن أبيه عن عبد الله قال شكونا إليه الفرات وقلة الماء فقال يأتي عليكم زمان لا تجدون فيه مل ء طست من ماء ويرجع كل ماء إلى عنصره ويبقى الماء والمؤمنون بالشام وأخبرناه أبو سعد أحمد بن محمد بن البغدادي أنا المطهر بن عبد الواحد بن محمد ( 1 ) نا عبد الله بن محمد بن أحمد بن عبد الوهاب السلمي أنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن يزيد الزهري نا عمي عبد الرحمن بن عمر بن يزيد الزهري نا الحسين بن حفص نا سفيان عن الأعمش عن القاسم بن عبد الرحمن عن أبيه عن عبد الله قال شكونا إليه قلة الماء بالفرات قال يوشك أن يأتي على الناس زمان لا يجدون فيه طستا من ماء ويرجع كل ماء إلى عنصره ويبقى الماء والمؤمنون بالشام وأخبرنا أبو سعد بن البغدادي أنا المطهر بن عبد الواحد نا عبد الله بن محمد السلمي نا عبد الله بن محمد بن يزيد الزهري نا عمي أبو الحسن عبد الرحمن بن عمر الزهري نا ابن عبد المؤمن نا أبو معاوية نا الأعمش عن القاسم بن عبد الرحمن عن أبيه عن عبد الله الحديث اخبرنا أبو محمد بن الآبنوسي في كتابه وحدثني عنه أبو المعمر الأنصاري أنا أبو محمد الجوهري
_________
( 1 ) كرر بالاصل والصواب عن خع

(1/314)


وقرأت على أبي غالب أحمد بن الحسن ( 1 ) بن البنا عن أبي محمد الجوهري أنا أبو عمر بن حيوية قال قال أبو الحسين أحمد بن جعفر بن المنادي ففي رواية الأعمش هذه ذكر قلة الماء في الفرات وفي رواية المسعودي ذكر كثرته فيه ثم إن الروايتين على الاتفاق أن الفرات يقل ماؤه قلة ضارة بالناس والله أعلم أخبرنا أبو غالب أحمد بن الحسن بن البنا أنا أبو الحسين محمد بن أحمد بن الآبنوسي أنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن الفتح الجلي نا أبو يوسف محمد بن سفيان بن موسى المصيصي الصفار نا أبو عثمان سعيد بن رحمة بن نعيم الأصبحي قال سمعت ابن المبارك عن سفيان عن الأعمش عن خيثمة عن عبد الله بن عمرو قال ليأتين على الناس زمان لا يبقى مؤمن إلا لحق بالشام أخبرنا أبو سعد أحمد بن محمد بن البغدادي أنا المطهر بن عبد الواحد بن محمد أنا أبو عمر عبد الله بن محمد بن أحمد السلمي نا عبد الله بن محمد بن يزيد الزهري نا عمي عبد الرحمن بن مهدي نا سفيان نا الأعمش عن خيثمة بن عبد الرحمن عن عبد الله بن عمرو قال يأتي على الناس زمان لا يبقى على الأرض مؤمن إلا لحق بالشام تابعه الحسين بن حفص عن سفيان ولم ينسب عبد الله أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو بكر محمد بن هبة الله بن منصور أنا أبو الحسين بن الفضل القطان أنا عبد الله بن جعفر بن درستوية نا يعقوب بن سفيان نا قبيصة بن عقبة ( 2 ) وموسى بن مسعود قالا نا سفيان عن الأعمش عن خيثمة عن عبد الله بن عمرو قال يأتي زمان عليكم زمان لا يبقى مؤمن إلا لحق بالشام رواه أبو محمد عبد الله بن أحمد بن موسى عبدان الأهوازي الجوالقي الحافظ عن العباس بن الوليد بن صبح الخلال عن بشير ( 3 ) بن المنذر عن
_________
( 1 ) بالاصل وخع " الحسين " تحريف
( 2 ) في المطبوعة : " عيينة " تحريف
( 3 ) في المطبوعة : " بشر "

(1/315)


شهاب بن خراش الحوشبي ( 1 ) عن سفيان الثوري عن الأعمش فرفعه إلى النبي ( صلى الله عليه و سلم ) وليس بالمحفوظ والمحفوظ الموقوف أخبرنا أبو سعد بن البغدادي أنا المطهر بن عبد الواحد أنا أبو عمر عبد الله بن محمد بن أحمد السلمي نا عبد الله بن محمد بن يزيد الزهري نا عمي أبو الحسن عبد الرحمن نا حاتم بن عبيد الله نا سعيد بن راشد القيسي عن عطاء عن ابن عمر قال يأتي على الناس زمان لا يبقى مؤمن إلا لحق بالشام ( 2 ) أخبرنا أبو سعد بن البغدادي أنا المطهر بن عبد الواحد أنا أبو عمر عبد الله بن محمد بن أحمد السلمي نا عبد الله بن محمد بن يزيد الزهري نا عمي نا معاذ بن هانئ نا حماد بن سلمة عن سعيد بن إياس عن أبي المشاء عن أبي أمامة قال لا تقوم الساعة حتى تتحول أشرار الناس إلى العراق وخيار أهل العراق إلى الشام حتى تكون الشام شاما والعراق عراقا قرأت على أبي محمد عبد الله بن أسد بن عمار بن الخضر الدمشقي عن عبد العزيز بن أحمد التميمي أنا أبو محمد بن أبي نصر أنا أحمد بن سليمان بن حذلم نا أبو زرعة نا خطاب بن عثمان نا إسماعيل بن عياش عن شرحبيل بن مسلم عن أبيه قال بلغنا أنه لن تقوم الساعة حتى يخرج خيار أهل العراق إلى الشام ويخرج شرار أهل الشام من الشام إلى العراق فأكره أن يدركني أجلي وأنا بالعراق "
_________
( 1 ) هذه النسبة إلى حوشب وهو جد أبي الصلت شهاب بن خراش ( الانساب )
( 2 ) سقط من الاصل وخع خبرا عن كعب بروايتين والروايتان موجودتان في المطبوعة ابن عساكر 1 / 302

(1/316)


باب ما ذكر من تمسك أهل الشام بالطاعة واعتصامهم بلزوم السنة والجماعة " أخبرنا أبو عبد الله الحسن بن عبد الملك الخلال أنا أبو طاهر أحمد بن محمود أنا أبو بكر بن المقرئ أنا ابن قتيبة نا حرملة أنا ابن وهب حدثني ابن لهيعة ويحيى بن أيوب عن عقيل بن خالد عن يعقوب بن عتبة بن المغيرة بن الأخنس عن ابن عمر أن النبي ( صلى الله عليه و سلم ) قال دخل إبليس العراق فقضى حاجته منها ثم دخل الشام فطردوه حتى بلغ بساق ( 1 ) ثم دخر مصر فباض فيها وفرخ وبسط عبقرية ( 2 ) قال ابن وهب أرى ذلك في فتنة عثمان لأن الناس افتتنوا فيه وسلم أهل الشام كذا قال وقد اسقط منه الزهري أخبرناه على الصواب أبو القاسم بن السمرقندي نا أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب بدمشق أنا أبو الحسن علي بن أحمد بن إبراهيم بن إسماعيل المعروف بابن الشيخ بالبصرة نا أبو علي الحسن بن محمد بن عثمان الفسوي ( 3 ) وأنا أبو القاسم أنا أيضا أنا أبو بكر محمد بن هبة الله بن الطبري وأبو سعد محمد بن علي بن محمد بن جعفر الرستمي قالا أنا أبو الحسين بن الفضل أنا
_________
( 1 ) بساق : عقبة بين التيه وأيلة ( ياقوت ) وفي القاموس : بلد بالحجاز
( 2 ) العبقري : البسط الموشية ( اللسان )
( 3 ) في المطبوعة : القسري

(1/317)


عبد الله بن جعفر قالا نا يعقوب بن سفيان نا حرملة بن يحيى أنا ابن وهب أخبرني يحيى بن أيوب وابن لهيعة عن عقيل عن ابن شهاب عن يعقوب بن عتبة ( 1 ) بن المغيرة بن الأخنس عن ابن عمر أن النبي ( صلى الله عليه و سلم ) قال دخل إبليس العراق فقضى منها حاجته ثم دخل الشام فطردوه حتى بلغ جبل بساق وفي حديث ابن جعفر حتى دخل بساق ثم دخل مصر فباض فيها وفرخ وبسط عبقرية قرأت على أبي القاسم بن السمرقندي عن أبي طاهر محمد بن أحمد بن محمد بن أبي الصقر أنا أبو محمد الحسن بن محمد بن أحمد بن محمد بن جميع أنا أبو يعلى عبد الله بن محمد بن حمزة بن أبي كريمة أنا أبو العباس محمد بن الحسن بن قتيبة قراءة عليه نا إبراهيم بن محمد بن يوسف نا الفريابي نا خطاب بن أيوب نا عباد بن كثير عن سعيد عن قتادة عن سالم عن ابن عمر قال قال رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) إن الشيطان أتى العراق فباض فيهم وفرخ ( 2 ) ثم أتى مصر فبسط عبقرية وجلس ثم أتى الشام فطردوه كذا قال حدثنا الفريابي وهم فإبراهيم بن محمد هو الفريابي أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو بكر بن الطبري أنا أبو الحسين بن الفضل أنا عبد الله بن جعفر نا يعقوب بن سفيان نا إبراهيم بن المنذر حدثني عباس بن أبي شملة عن موسى بن يعقوب عن زيد بن أبي عتاب عن أسيد بن عبد الرحمن بن زيد بن الخطاب عن ابن عمر قال نزل الشيطان بالمشرق فقضى قضاءه ثم خرج يريد الأرض المقدسة الشام فمنع فخرج على بساق حتى جاء المغرب فباض بيضة وبسط بها عبقرية أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو الحسين بن النقور أنا أبو طاهر المخلص أنا أحمد بن عبد الله بن سعيد نا السري بن يحيى نا شعيب بن إبراهيم نا سيف ابن عمر عن محرز ( 3 ) أبي حارثة القيني وأبو عثمان الغساني يعني
_________
( 1 ) بالاصل وخع هنا " عبد الله " خطأ
( 2 ) في خع : وأفرخ
( 3 ) عن خع مختصر ابن منظور 1 / 121 وبالاصل " عرز " وفي المطبوعة : محرز بن أبي حارثة
والقيني هذه النسبة إلى القين واسمه النعمان بن جسر بن شيع الله بن أسد بن وبرة بن تغلب بن حلوان بن عمران الحاف بن قضاعة

(1/318)


يزيد بن أسيد قالا لما قدم كتاب عثمان إلى أهل الشام في القراءة قالوا سمعنا وأطعنا وما اختلف في ذلك اثنان انتهوا إلى ما اجتمعت عليه الأمة وعرفوا فضله قال ونا سيف عن أبي حارثة وأبي عثمان أن معاوية قال لابن الكواء أخبرني عن أهل الأحداث من أهل الأمصار فذكره إلى أن قال وأما أهل الأحداث من أهل الشام فأطوع الناس لمرشدهم وأعصاهم ( 1 ) لمغويهم قال ونا سيف عن ابي ( 2 ) حارثة عن أم الدرداء قالت قدم أبو الدرداء على عثمان حاجا فقال له عثمان يا أبا الدرداء إني قد استنكرت من يليني ولم أسأل أحدا من أهل الآفاق عن من يليه إلا وقد وجدته استنكر من يليه فما أعرف شيئا فكيف بكم فما أعرف شيئا فكيف بكم ( 3 ) فقال ما يعصينا أهل بلادنا ولا يستبدون علينا قال فالزمها فوالله لينقلن الله ( 4 ) الأمر إليكم فقد استنكرت الأشياء فما تعرف إلا الصلاة يا أبا الدرداء أو إنها من آخر ما ينكر من هذا الأمر أخبرنا أبو البركات عبد الوهاب بن المبارك الأنماطي أنا أبو الفضل أحمد بن الحسن بن خيرون أنا عبد الملك بن محمد بشران أنا أبو علي محمد بن أحمد بن الحسن بن الصواف ( 5 ) نا أبو جعفر محمد بن عثمان بن أبي شيبة نا أبي ( 6 ) نا جرير عن عبد الملك بن عمير قال كان عامة خطبة يزيد بن أبي سفيان وهو على الشام عليكم بالطاعة والجماعة فمن ثم لا يعرف أهل الشام إلا الطاعة أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي الفرضي أنا أبو محمد الجوهري أنا أبو عبد الله الحسين بن أحمد بن فهد الأزدي الموصلي القاضي أنا أبو يعلى أحمد بن علي بن المثنى نا بندار نا أبو داود نا شعبة عن عمرو بن مرة قال سمعت عبد الله بن الحارث يحدث عن زهير بن الأقمر قال خطبنا علي بن أبي طالب فقال
_________
( 1 ) في المطبوعة : وأعصاه
( 2 ) في المطبوعة : " ابن " تحريف
( 3 ) كذا كررت العبارة بالاصل
( 4 ) زيادة عن خع
( 5 ) هذه الحرفة لبيع الصوف والاشياء المتخذة من الصوف ( الانساب )
( 6 ) قوله : " نا أبي " سقط من المطبوعة

(1/319)


ألا إن بسرا ( 1 ) قد طلع عليه من قبل معاوية ولا أرى هؤلاء القوم إلا سيظهرون عليكم باجتماعهم على باطلهم وتفرقكم عن حقكم وبطاعتهم ( 2 ) أميرهم ومعصيتكم أميركم وبأدائهم ( 2 ) الأمانة وبخيانتكم استعملت فلانا فغل وغدر وحمل المال إلى معاوية واستعملت فلانا فخان وغدر وحمل المال إلى معاوية حتى لو ائتمنت أحدهم على قدح خشيت على علاقته اللهم إني أبغضتهم وأبغضوني فأرحهم مني وأرحني ( 3 ) منهم أخبرنا أبو البركات محفوظ بن الحسن بن محمد بن صرصري التغلبي بدمشق أنا أبو القاسم نضر بن أحمد الهمذاني أنا أبو بكر الخليل بن هبة الله بن الخليل أنا أبو علي الحسن بن محمد بن القاسم بن درستوية نا أحمد بن محمد بن إسماعيل أبو الدحداح نا ( 4 ) إبراهيم بن يعقوب الجوزجان ( 5 ) نا يحيى بن بكير نا الليث قال بلغني أن عليا قال يا أهل العراق وددت أني أبيع عشرة منكم برجل من أهل الشام يصرف الدراهم عشرة بدينار فقيل له نحن وأنت كما قال الأعشى * علقتها رجلا علقت رجلا * غيري وعلق أخرى غيرها الرجل * علقناك وعلقت أهل الشام وعلق أهل الشام معاوية أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن محمد بن خسروا البلخي أنا أبو الحسن علي بن الحسين بن أيوب أنا أبو علي بن شاذان أنا أبو الحسن أحمد بن إسحاق بن بنخاب الطيبي نا أبو إسحاق إبراهيم بن الحسين بن علي الكسائي نا أبو سعيد يحيى بن سليمان الجعفي حدثني أبو داود نا أبو معاوية عن عمر بن حسان البرجمي عن خباب بن عبد الله أن معاوية بعث خيلا فأغارت على هيت ( 7 )
_________
( 1 ) عن خع ومختصر ابن منظور 1 / 122 وبالاصل " بسيرا " وهو بسر بن أرطأة
( 2 ) بالاصل : " وبطاعتكم
وبأدائكم " والمثبت عن خع ومختصر ابن منظور 1 / 122
( 3 ) بالاصل وخع : " فارحمهم
وارحمني " والمثبت عن مختصر ابن منظور
( 4 ) بالاصل : " بن إبراهيم نا يعقوب " والصواب عن خع
( 5 ) هذه النسبة إلى الجوزجان مدينة بخراسان مما يلي بلخ
( 6 ) ديوان الاعشى ط بيروت ص 145 برواية : " علقتها عرضا " وهي رواية خع
( 7 ) هيت : بالكسر بلدة على الفرات من نواحي بغداد فوق الانبار

(1/320)


والأنبار فاستنفر علي الناس فابطئوا وتثاقلوا فخطبهم فقال أيها الناس المجتمعة أبدانهم المتفرقة أهواؤهم ما عزت دعوة من دعاكم ولا استراح قلب من قاساكم كلامكم يوهي الصم الصلاب وفعلكم يطمع فيكم عدوكم فإذا دعوتكم إلى المسير أبطأتم وتثاقلتم وقلتم كيت وكيت أعاليل أباطيل سألتموني التأخير دفاع ذي الدين المطول حيدي ( 1 ) حياد لا يمنع الضيم الذليل ولا يدرك الحق إلا بالجد والصدق فأي دار بعد داركم تمنعون ومع أي إمام بعدي تقاتلون المغرور والله من غررتموه ( 2 ) ومن قاربكم ( 3 ) فازبا لسهم الأخيب أصبحتم والله لا أصدق قولكم ولا أطمع في نصركم فرق الله بيني وبينكم وأعقبني بكم من هو خير لي منكم وأعقبكم مني من هو شر لكم مني أما إنكم ستلقون بعدي ثلاثا ذلا شاملا وسيفا قاطعا وأثرة قبيحة يتخذها فيكم الظالمون سنة فتبكي لذلك أعينكم ويدخل الفقر بيوتكم وستذكرون عند تلك المواطن فتودون أنكم رأيتموني وهرقتم دماءكم دوني ولا يبعد الله إلا من ظلم والله لوددت أني أقدر أن أصرفكم صرف الدينار بالدراهم عشرة منكم برجل من أهل الشام فقام إليه رجل فقال يا أمير المؤمنين إنا وإياك كما قال الأعشى * علقتها عرضا وعلقت رجلا * غيري وعلق أخرى غيرها الرجل * علقتا بحبك وعلقت أنت بأهل الشام وعلق أهل الشام معاوية أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو طاهر محمد بن أحمد بن محمد بن أبي الصقر أنا أبو القاسم هبة الله بن إبراهيم بن محمد الصواف نا أبو بكر أحمد بن محمد بن إسماعيل المهندس نا أبو بشر محمد بن أحمد بن حماد الدولابي حدثني يحيى بن عثمان بن صالح حدثني إبراهيم بن أبي الحسين أبو إسحاق كاتب هارون بن عبد الله الزهري حدثني سعيد بن سعيد بن أبي سعيد المقبري عن دغفل قال قال المال أنا أسكن العراق فقال القدر ( 4 ) أنا أسكن معك وقالت الطاعة
_________
( 1 ) عن اللسان " حيد " وبالاصل : " جيدي جياد "
( 2 ) عن مختصر ابن منظور 1 / 122 وبالاصل " عززتموه "
( 3 ) في مختصر ابن منظور : فازبكم
( 4 ) كذا بالاصل وخع وفي مختصر ابن منظور 1 / 123 والمطبوعة : " الغدر "

(1/321)


أنا أسكن معك الشام قال الجفاء أنا أسكن معك قال العيش أنا أسكن مصر قال الموت أنا أسكن معك وقالت المروءة أنا أسكن الحجاز فقال الفقر وأنا أسكن معك قال أبو زكريا وسمعت أنه كان مكتوب على صخرة بباب العريش يقرأه من دخل مصر ادخل في بلد وفي وعيش رخي وموت وحي ( 1 ) أبو زكريا يعني يحيى بن عثمان بن صالح أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو بكر الطبري أنا أبو الحسين بن الفضل أنا عبد الله بن جعفر نا يعقوب نا زيد بن بشر أنا ابن وهب سمعت الليث بن سعد يقول حدثني يحيى بن سعيد أن ( 2 ) سليمان بن يسار قال له لو أنزل أخوان من حصن فسكن أحدهما الشام وسكن الآخر العراق ثم لقيت الشامي فوجدته يذكر الطاعة وأمر الطاعة والجهاد ولو لقيت الآخر لوجدته يسأل عن السنة يقول كيف سنة كذا وكذا وكيف الأمر في كذا وكذا أخبرنا أبو بكر محمد بن أبي نصر بن أبي بكر اللفتواني أنا أبو الحسين محمد بن أحمد بن محمد بن ( 3 ) عبد الله بن محمد بن هارون المعروف بدرا ( 4 ) إمام الجامع العتيق وأبو مسعود سليمان بن إبراهيم بن سليمان الحافظ قالا أنا أبو الفرج عثمان بن أحمد بن إسحاق البرجي ( 5 ) أنا أبو جعفر محمد بن عمر بن حفص الجورجيري ( 6 ) نا أبو يعقوب إسحاق بن الفيض نا القاسم بن الحكم نا شيخ يكنى أبا هانئ المكتب قال سئل عامر عن قتال أهل العراق وأهل الشام فقال عامر لا يزالون يظهرون علينا أهل الشام لأنهم جهلوا الحق ( 7 ) واجتمعوا وعلمتم وتفرقتم فلم يكن الله ليظهر أهل فرقة على جماعة أبدا
_________
( 1 ) أي عجل ( قاموس )
( 2 ) عن المطبوعة وبالاصل " بن " والخبر في مختصر ابن منظور 1 / 123 عن إسماعيل ( كذا ) بن يسار
( 3 ) بالاصل : " محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الله " والمثبت عن خع
( 4 ) في المطبوعة : بزرا
( 5 ) هذه النسبة إلى برج وهي من قرى أصبهان ( الانساب )
( 6 ) هذه النسبة إلى جور جير وهي محلة معروفة كبيرة بأصبهان
( 7 ) زيادة عن خع

(1/322)


أخبرنا أبو القاسم الشحامي أنا أبو بكر البيهقي أنبأ أبو القاسم عبد العزيز بن محمد بن شيبان العطار ببغداد أنا أبو بكر بن الجعابي الحافظ نا محمد بن عبد الله بن عبد السلام نا محمد بن عبد الرحمن بن الأشعث نا أبو مسهر نا سعيد بن عبد العزيز قال إذا كان علم الرجل حجازيا وخلقه عراقيا وطاعته شامية فناهيك به قصر به أبو بكر بن الأشعث الدمشقي عن أبي مسهر ورواه أبو زرعة الدمشقي الحافظ فزاد فيه سليمان بن موسى الأشدق أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني نا عبد العزيز الكتاني أنبأ أبو محمد بن ابي نصر أنا أبو الميمون نا زرعة نا أبو مسهر ثنا سعيد بن عبد العزيز عن سليمان بن موسى قال إذا كان علم الرجل حجازيا وخلقه عراقيا وطاعته شامية فقد كمل وكذا رواه الوليد بن مسلم عن سعيد أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو بكر الطبري أنا أبو الحسين بن الفضل نا عبد الله بن جعفر نا يعقوب حدثني أبو سعيد يعني دحيما نا الوليد نا سعيد عن سليمان بن موسى قال إذا وجدت الرجل علمه علم حجازي وسخاؤه سخاء عراقي واستقامته استقامة شامي فهو رجل أخبرنا أبو الحسين عبد الرحمن بن عبد الله بن الحسين بن أبي الحديد أنا جدي ( 1 ) أنا أبو علي الأهوازي أنا علي الحسن بن محمد بن الحسن بن القاسم بن درستوية أنا محمد بن عبد الله بن عبد السلام مكحول نا أخطل يعني ابن الحكم نا الوليد بن مسلم نا سعيد بن عبد العزيز عن سليمان بن موسى قال كان يقال إذا كان ( 2 ) سخاء الرجل سخاء كوفيا وعلمه حجازيا وطاعته شامية فقد كمل أنبأنا أبو علي الحداد أنا أبو نعيم نا عبد الله بن محمد بن جعفر وأحمد بن إسحاق قالا نا أحمد بن عمرو الضحاك نا عبد الرحمن بن إبراهيم
_________
( 1 ) قوله : " أنا جدي " سقط من المطبوعة
( 2 ) زيادة عن خع

(1/323)


دحيم نا الوليد بن مسلم نا سعيد عن سليمان قال إذا وجدت علم الرجل حجازيا وسخاءه عراقيا واستقامت استقامه شامية فهو رجل قرأت على ابي الوفاء حفاظ بن الحسن بن الحسين الغساني عن عبد العزيز بن أحمد الكتاني أنا عبد الوهاب الميداني أنبأ أبو سليمان بن زبر أنا عبد الله بن أحمد بن جعفر أنا محمد بن جرير ( 1 ) قال قال إسحاق أظنه الموصلي حدثت ( 2 ) عن عبد الله بن الربيع قال قال أبو جعفر لإسماعيل بن عبد الله صف لي الناس فقال أهل الحجاز مبتدأ الإسلام وبقية العرب وأهل العراق ركن الإسلام ومقاتلة عن الدين وأهل الشام حصن الأمة وأبنية ( 3 ) الأمة وأهل خراسان فرسان الهيجاء أو أعنة الرجل ( 4 ) والترك منابت الحصون ( 5 ) وأبناء المغازي وأهل الهند حكماء استغنوا ببلادهم فاكتفوا بها عما سواها ( 6 ) والروم أهل كتاب وتدين نجاهم ( 7 ) من القرب إلى البعد والأنباط كان ملكهم قديما فظهر ( 8 ) لكل قوم عبيد قال فأي الولاة أفضل قال الباذل للعطاء والمعرض عن السيئة قال فأيهم أخرق قال ( 9 ) أنهكهم للرعية وأتعبهم لها بالخرق والعقوبة قال فالطاعة على الخوف أبلغ في حاجة الملك له الطاعة على المحبة قال يا أمير المؤمنين الطاعة على الخوف تسر العدو ( 10 ) وتبالغ ( 11 ) عند المعاينة والطاعة على المحبة تضم ( 12 ) الاجتهاد وتبالغ ( 11 ) عند الغفلة قال فأي الناس أولاهم بالطاعة قال أولاهم
_________
( 1 ) بعدها بالاصل : " قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
" والعبارة مقحمة وأثبتنا الصواب عن خع
وانظر تاريخ الطبري 8 / 70 حوادث سنة 158
( 3 ) عن الطبري وبالاصل وخع : حديث
( 3 ) الاصل وخع ومختصر ابن منظور 1 / 124 وفي الطبري : وأسنة
( 4 ) في خع : " أو أعنة الرجال " وفي الطبري : " وأعنة الرجال " وفي مختصر ابن منظور : وأنة الرجاء
( 5 ) في الطبري : " الصخور " وفي المصادر كالاصل
( 6 ) الطبري : عما يليهم
( 7 ) الاصل وخع وفي المصادر الباقية : نحاهم
( 8 ) في المصادر : فهم
( 9 ) زيادة عن الطبري
( 10 ) الاصل وخع وفي الطبري ومختصر ابن منظور ابن منظور : العدر
( 11 ) في مختصر ابن منظور : وتتابع
( 12 ) في الطبري : تضمر

(1/324)


بالمضرة والمنفعة قال ما علامة ذلك قال سرعة الإجابة وبذل النفس قال فمن ينبغي للملك أن يتخذه وزيرا قال أسلمهم قلبا وأبعدهم من الهوى قرأت في سماع أبو طاهر محمد بن أحمد بن أبي الصقر ( 1 ) الأنباري وأنبأني عنه أبو القاسم بن السمرقندي أنبأ هبة الله بن إبراهيم بن عمر الصواف أنا أبو الطيب عبد المنعم بن عبيد الله بن غلبون المقرئ أنا أبو أحمد جعفر بن سليمان أنا أبو الحسن الميموني قال وذكر أبو عبد الله يعني أحمد كورة من نحو الشام فقال قدرية ويتكلمون به في مساجدهم ويتعرضون للناس ولكن أهل دمشق وأهل حمص خاصة أصحاب سنة وهم إن رأوا الرجل يخالف السنة أخرجوه من بينهم كانت حمص مسكن ثور بن يزيد فلما عرفوه بالقدر أخرجوه من بينهم فسكن بيت المقدس " ( 2 )
_________
( 1 ) بالاصل : " الصفرا "
( 2 ) في المطبوعة : آخر الجزء الخامس ويتلوه إن شاء الله في السادس : باب توثيق

(1/325)


باب توثيق أهل الشام في الرواية ووصفهم بصرف الهمة إلى العلم والعناية " أخبرنا أبو علي الحسن بن أحمد بن الحسن المقرئ في كتابه وحدثني أبو مسعود عبد الرحيم بن علي بن أحمد الاصبهاني عنه أنبأ أبو نعيم أحمد بن عبد الله الحافظ ثنا سليمان بن أحمد الطبراني نا عمرو بن إسحاق بن إبراهيم بن العلاء نا محمد بن إسماعيل بن عياش حدثني أبي عن ضمضم بن زرعة عن شريح بن عبيد عن جبير بن نفير قال دخلنا على عبد الله بن عمر نسأله ونسمع منه فقال لنا إن الله بعث محمدا ( صلى الله عليه و سلم ) بشيرا ونذيرا فاتبعته ناصية ( 1 ) من الناس كان الرجل يخرج من بين أبويه فيبايعه فقاتلوا على الدين حتى أمن الله الناس وحتى لزموا كلمة الحق فلما مات النبي ( صلى الله عليه و سلم ) تشايع الناس وتحزبوا فقامت تلك الناصية فقاتلوا الناس حتى ردوا الناس إلى كلمة الإسلام وحتى قالوا لا إله إلا الله وإن نبيكم ( صلى الله عليه و سلم ) حق فلما اجتمعوا انطلق تلك الناصية براية محمد ( صلى الله عليه و سلم ) ومعهم الشرائع التي جاء بها النبي ( صلى الله عليه و سلم ) والهجرة مهاجرين حتى نزلوا الشام وتركوا الناس أعوانا ( 2 ) فمن رآهم فلم يتعلم من هديهم وينتهي إليه وعمي عنه ثم ابتغاه من الأعراب فهم أقل علما وأشدهم غما ( 3 ) أخبرنا أبو المعالي محمد بن إسماعيل الفارسي أنا أبو بكر البيهقي وأخبرنا أبو القاسم بن أحمد السمرقندي أنا أبو بكر محمد بن هبة الله الطبري أنا أبو الحسين بن الفضل أنا عبد الله بن جعفر نا يعقوب بن سفيان نا
_________
( 1 ) أي من أشرافهم ( راجع القاموس : نصى )
( 2 ) في مختصر ابن منظور 1 / 125 أعرابا
( 3 ) في مختصر ابن منظور والمطبوعة : عمي

(1/326)


أبو بكر الحميدي نا يحيى بن سليم سمعت محمد بن عبد الله بن عمرو بن عثمان يحدث عن الزهري قال قالت عائشة يا أهل العراق أهل الشام خير منكم خرج إليهم نفر من اصحاب رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) كثير فحدثونا ما نعرف وخرج إليكم نفر من أصحاب رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) قليل فحدثتمونا بما نعرف وما لا نعرف ( 1 ) قال وقال الزهري إذا سمعت بالحديث العراقي فاردد به ثم أردده وقال البيهقي فأردد به ثم اردد به ( 2 ) وهو الصواب انبأنا أبو محمد عبد الله بن أحمد بن عمر السمرقندي وهبة الله بن أحمد الأكفاني قالا أنا أبو الحسن علي بن الحسين بن أحمد نا عبد الرحمن بن عمر بن نصر نا علي بن هاشم البغدادي الوراق نا أبو بكر بن أبي داود نا أحمد بن أبي الحواري قال وأنبأنا أبو طاهر أحمد بن محمد بن أحمد بن سلفة الاصبهاني الحافظ قال سمعت المبارك بن عبد الجبار الصيرفي يقول سمعت أبا الحسن العتيقي يقول سمعت عمر بن أحمد الواعظ يقول سمعت عبد الله بن سليمان يقول سمعت أحمد بن أبي الحواري يقول سمعت الوليد بن مسلم يقول دخلت الشام عشرة آلاف عين ( 3 ) رأيت رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) أخبرنا أبو البركات عبد الوهاب بن المبارك بن أحمد الحافظ أنبأ أبو الفضل أحمد بن الحسن بن خيرون أنا أبو القاسم عبد الملك بن بشران أنا أبو علي محمد بن أحمد بن الحسن بن الصواف نا أبو جعفر محمد بن عثمان بن أبي شيبة نا أبي نا جرير عن مغيرة عن إبراهيم قال لقيني شامي فقال إن مصحفنا ومصحف أهل البصرة أثبت من مصحف أهل الكوفة قال قلنا لم قال لأن أهل الكوفة عوجلوا ويقرؤون على قراءة عبد الله فعوجل مصحفهم قبل أن يعرض ومصحفنا ومصحف أهل البصرة لم يبعث به حتى عرض قرأت بخط أبي علي أحمد بن محمد بن أحمد الاصبهاني نزيل دمشق وأنبأنا به
_________
( 1 ) زيادة عن خع ومختصر ابن منظور 1 / 125
( 2 ) كذا بالاصل وخع والمطبوعة وفي مختصر ابن منظور 1 / 125 " فأرودبه ثم أرود به "
( 3 ) عن مختصر ابن منظور وبالاصل " عينا "

(1/327)


أبو القاسم علي بن إبراهيم الخطيب عن أبي القاسم علي بن الفضل بن طاهر بن الفرات أنا أبو علي ثنا سليمان بن أحمد الطبراني نا بكر بن سهل الدمياطي وأبو زرعة عبد الرحمن بن عمرو وأبو علاثة الحراني قالوا ثنا صفوان بن صالح عن الوليد بن مسلم ثنا سعيد بن عبد العزيز عن أبي عبيد الله مسلم بن مشكم ( 1 ) قال قال لي أبو الدرداء اعدد من يقرأ عندنا يعني في مجلسنا هذا قال قال أبو عبيد الله فعددت ألفا وستمائة ونيفا فكانوا يقرؤون ويتسابقون عشرة عشرة لكل عشرة منهم مقرئ وكان أبو الدرداء قائما يستفتونه في حروف القرآن يعني المقرئين فإذا أحكم الرجل من العشرة القراءة تحول إلى أبي الدرداء وكان أبو الدرداء يبتدئ في كل غداة إذا انفتل من الصلاة فيقرأ جزءا من القرآن وأصحابه محدقون به يسمعون ( 2 ) ألفاظه فإذا فرغ من قراءته جلس كل رجل منهم في موضعه واخذ على العشرة الذين أضيفوا إليه وكان ابن عامر مقدما فيهم قال وحدثنا سليمان بن أحمد نا أبو زرعة الدمشقي نا هشام نا يزيد ( 3 ) بن مالك عن أبيه قال كان أبو الدرداء يأتي المسجد ثم يصلي الغداة ثم يقرأ في الحلقة ويقرئ حتى إذا أراد القيام قال لأصحابه هل من وليمة نشهدها أو عقيقة أو فطرة فإن قالوا نعم قام إليها وإن قالوا لا قال اللهم إني أشهدك أني صائم وأن أبا الدرداء هو الذي سن هذه الحلق يقرأ فيها قرأت بخط أبي بكر أحمد بن إبراهيم بن تمام السكسكي الفقيه قال قال الشيخ يعني أبا عمر ( 4 ) الكلبي عهدت المسجد الجامع ( 5 ) يعني بدمشق وإن عند كل عمود شيخا وعليه الناس يكتبون العلم أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي قال أنا أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب أنا أبو الحسن علي بن أحمد بن إبراهيم بن إسماعيل البزاز بالبصرة نا أبو
_________
( 1 ) ضبطت عن تقريب التهذيب وفيه : " أبو عبد الله " بدل " أبو عبيد الله " وهو كاتب أبي الدرداء
( 2 ) في المطبوعة : يستمعون
( 3 ) الاصل وخع وفي مختصر ابن منظور : " يزيد بن أبي مالك " وعقب في المطبوعة عن هامش الاصل المنعتمد : كذا قال والصواب ابن أبي مالك
( 4 ) في مختصر ابن منظور : أبو عمرو
( 5 ) زيادة عن خع ومختصر ابن منظور

(1/328)


علي الحسن بن محمد بن عثمان النسوي وأخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو بكر بن الطبري أنا أبو الحسين بن الفضل أنا عبد الله بن جعفر الا نا يعقوب بن سفيان نا هشام بن عمار نا عبد الملك بن محمد قال سمعت الأوزاعي يقول كانت الخلفاء بالشام فإذا كانت ثلاثة ( 1 ) سألوا عنها علماء أهل الشام وأهل المدينة وكانت أحاديث العراق لا تجاوز جدر بيوتهم زاد ابن درستوية فمتى كان علماء أهل الشام يحملون عن خوارج أهل العراق أخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد بن مقاتل السوسي أنا أبو الحسن علي بن الحسن بن عبد السلام بن أبي الحزور قراءة عليه أنا أبو الحسن علي بن موسى بن الحسين بن السمسار أنا أبو يعلى عبد العزيز بن عبد العزيز أنا ابن عمي إسحاق بن عبد الخالق نا أحمد بن مروان نا أبو بكر أخو خطاب نا خالد بن خداش سمعت سفيان بن عيينة يقول من أراد المناسك فعليه بأهل مكة ومن أراد مواقيت الصلاة فعليه بأهل المدينة ومن اراد السير فعليه بأهل الشام ومن أراد شيئا لا يعرف حقه من باطله فعليه بأهل العراق أنبأنا علي بن إبراهيم بن العباس الحسيني وأبو تراب حيدرة ( 2 ) بن أحمد بن الحسين الأنصاري وأبو محمد هبة الله بن أحمد الأكفاني قالوا ثنا عبد العزيز بن أحمد الكتاني أنا أبو علي الحسن بن علي الأشناني نا أبو محمد معاذ بن محمد بن عبد الغالب بن ثوابة نا أبو يعقوب إسحاق بن يعقوب بن إسحاق نا أبو يحيى البلخي حدثني أبو نصر بن علي الجهضمي عن الأصمعي عن سفيان بن عيينة قال إذا أردت الحديث الصحيح والإسناد الجيد فعليك بأهل المدينة وإذا أردت النسك فعليك بأهل مكة وإذا أردت المغازي فعليك بأهل الشام أنبأنا أبو سعد إسماعيل بن أبي صالح أحمد بن عبد الملك عن أبيه نا محمد بن الحسين السلمي نا محمد بن أبي حامد نا عيسى بن عبد الله العثماني
_________
( 1 ) الاصل وخع وفي مختصر ابن منظور والمطبوعة : بلية
( 2 ) عن خع وبالاصل : حيدة

(1/329)


نا هلال بن العلاء نا الأصمعي عن سفيان بن عيينة قال من أراد الإسناد والحديث الذي يسكن إليه فعليه بأهل المدينة ومن أراد المناسك والعلم بها والمواقيت فعليه بأهل مكة ومن أراد المقاسم وأمر الغزو فعليه بأهل الشام ومن أراد شيئا لا يعرف حقه من باطله فعليه بأهل العراق كتب إلي أبو عبد الله محمد بن الفضل العراقي ( 1 ) الفقيه وأبو المظفر عبد المنعم بن عبد الكريم القشيري وحدثني عنهما أبو الحسن علي بن سليمان بن أحمد بن سليمان المرادي الفقيه عنهما قالا أنا أبو بكر البيهقي أنا أبو عبد الرحمن السلمي أنا محمد بن علي بن طلحة المرورودي نا أحمد بن علي الاصبهاني نا زكريا بن يحيى الساجي قال سمعت ابن بنت الشافعي يقول إن أردت الصلاة يعني فعليك بأهل المدينة وإن أردت المناسك فعليك بأهل مكة وإن أردت الملاحم فعليك بأهل الشام والرأي عن أهل الكوفة وأخبرنا أبو القاسم ( 1 ) ابن السمرقندي نا أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب لفظا نا أبو الحسن علي بن أحمد بن إبراهيم بن إسماعيل المعروف بأبي ( 3 ) الشيخ نا الحسن بن محمد بن عثمان الفسوي وأخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو بكر بن الطبري وأخبرنا أبو المعالي محمد بن إسماعيل الفارسي أنا أبو بكر البيهقي قالا أنا أبو الحسين بن الفضل نا عبد الله بن جعفر قالا نا يعقوب بن سفيان قال سمعت الحسن بن الربيع يقول سمعت ابن المبارك يقول ما دخلت الشام إلا لأستغني عن حديث أهل الكوفة وفي حديث ابن درستوية ما رحلت ( 4 ) إلى الشام أخبرنا أبو عبد الله محمد بن علي بن محمد بن أبي العلاء المعدل وأبو محمد طاهر بن سهل بن بشر الإسفرايني قالا نا أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت الحافظ
_________
( 1 ) الاصل وخع وفي المطبوعة : الفراوي
( 2 ) زيادة عن خع
( 3 ) عن المطبوعة وبالاصل وخع : ابن الشيخ
( 4 ) عن خع وبالاصل : دخلت

(1/330)


أخبرني علي بن أحمد بن علي المؤدب نا أحمد بن إسحاق النهاوندي أنا الحسن بن عبد الرحمن بن خلاد الرامهرمزي ( 1 ) حدثني محمد بن عبيد الله قال سمعت أبا طالب بن نصر يقول سمعت موسى بن هارون يقول أهل البصرة يكتبون لعشر سنين وأهل الكوفة لعشرين وأهل الشام لثلاثين قال ابن خلاد وقال أبو عبد الله الزبيري نسخت كتب الحديث في العشرين لأنها مجتمع العقل قال وأحب أن يشتغل دونها بحفظ القرآن والفرائض أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو بكر بن الطبري أنا أبو الحسن بن الفضل أنا عبد الله بن جفر بن درستوية نا يعقوب بن سفيان نا سعيد يعني ابن أسد وأخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو القاسم إسماعيل بن مسعدة الجرجاني أنا حمزة بن يوسف السهمي أنا أبو أحمد بن عدي نا أحمد بن علي المدائني نا الليث بن عبدة نا الحسن بن واقع ( 2 ) قالا نا ضمرة عن رجاء بن أبي سلمة عن عطاء الخراساني قال ما رأيت فقيها أفقه إذا وجدته من شامي أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني بقراءتي عليه نا عبد العزيز الكتاني أنا أبو الحسن علي بن محمد بن طوق الطبراني أنا أبو علي عبد الجبار بن عبد الله بن محمد بن عبد الرحيم الخولاني نا أبو علي الحسن بن حبيب بن عبد الملك نا يزيد بن محمد بن عبد الصمد نا أبو مسهر يعني عبد الأعلى بن مسهر نا صدقة بن خالد قال سمعت عبد الرحمن بن يزيد بن جابر يقول كان يقال من أراد العلم فلينزل بداريا بين عنس وخولان ( 3 ) زاد غيره عن يزيد بن محمد قال يزيد عنس وخولان قريتان بدمشق فيهما مسجدان فتجتمع في واحد عنس وفي واحد خولان فإذا كان هذا في أهل داريا وهي قرية من قرى دمشق فما ظنك بأهل البلد الكبير الذي يحوي الخلق "
_________
( 1 ) هذه النسبة رامهرمز وهي إحدى كور الاهواز من بلاد خوزستان ( الانساب )
( 2 ) في خع : رافع
( 3 ) الخبر في تاريخ داريا للخولاني ص 52

(1/331)


باب وصف أهل الشام بالديانة وما ذكر عنهم من الثقة والأمانة " قرأت على ابي القاسم الخضر بن الحسين بن عبدان عن عبد العزيز بن أحمد الكتاني وقرأته بخطه نا أبو القاسم تمام بن محمد الرازي نا إبراهيم بن محمد بن صالح بن سنان نا أحمد بن المعلى نا محمود بن خالد نا عمر بن عبد الواحد عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر قال باعت امرأة طستا في سوق الصفر بدمشق فوجده المشتري ذهبا فقال لها أما إني لم أشتره إلا على أنه صفر وهو ذهب فهو لك فقالت ما ورثناه إلا على أنه صفر فإن كان ذهبا فهو لك قال فاختصما إلى الوليد بن ( 1 ) عبد الملك فأحضر رجاء بن حيوة فقال انظر فيما بينهما فعرضه رجاء على المرأة فأبت أن تقبله وعرضه على الرجل فأبى أن يقبله فقال يا أمير المؤمنين اعطها ثمنه واطرحه في بيت مال المسلمين قرأت على أبي القاسم الخضر بن عبدان عن عبد العزيز ونقلته من خطه أنا تمام الرازي نا إبراهيم بن محمد بن صالح نا أحمد بن المعلى نا محمود بن خالد نا عمر بن عبد الواحد عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر عن أبيه قال رأيت سوارا من ذهب وزنه ثلاثون مثقالا معلقا ( 2 ) في قنديل من قناديل مسجد دمشق أكثر من شهر لا يأتيه أحد فيأخذه أخبرنا أبو سهل محمد بن إبراهيم بن محمد بن سعدوية أنا أبو الفضل عبد الرحمن بن أحمد بن الحسن بن بندار أنا أبو القاسم جعفر بن عبد الله
_________
( 1 ) زيادة عن خع ومختصر ابن 1 / 128 وهامش الاصل
( 2 ) بالاصل وخع " معلق " والمثبت الصواب عن مختصر ابن منظور 1 / 128

(1/332)


بن يعقوب نا أبو بكر محمد بن هارون الروياني نا أبو يونس محمد بن أحمد بن يزيد بن عبد الله بن يزيد الجمحي المكي بالمدينة حدثني أبو إسحاق إبراهيم بن المنذر حدثني حمزة بن عتبة اللهبي عن محمد بن عمران الحجبي عن جعفر بن محمد قال كنت مع أبي محمد بن علي بمكة في ليالي العشر قبل التروية بيوم أو يومين وإني قائم في الحجر وأنا جالس وراءه فجاءه رجل أبيض الراس واللحية جليل بعيد ما بين المنكبين عريض الصدر عليه ثوبان غليظان في هيبة المحرم فجلس ( 1 ) إلى جنبه فظن أبي أنه يريده فخفف الصلاة ثم سلم فأقبل عليه فقال له الرجل يا أبا جعفر أخبرني عن بدء هذا البيت كيف كان فقال أبو جعفر محمد بن علي ممن أنت قال رجل من أهل الشام فقال محمد بن علي إن أحاديثنا إذا سقطت إلى الشام جاءتنا صحاحا وإذا سقطت إلى العراق جاءتنا وقد زيد فيها ونقص أخبرناه أعلى من هذا أبو الحسين محمد بن محمد بن الحسين بن الفراء وأبو غالب أحمد وأبو عبد الله يحيى ابنا الحسن بن البنا قالوا أنا أبو جعفر محمد بن أحمد بن محمد بن عمر بن المسلمة أنا أبو طاهر محمد بن عبد الرحمن بن العباس المخلص أنا أبو عبد الله أحمد بن سليمان الطوسي نا أبو عبد الله الزبير بن بكار الزبيري حدثني حمزة بن عتبة اللهبي ( 2 ) حدثني محمد بن عمران عن جعفر بن محمد قال كنت مع أبي محمد بن علي بمكة في ليالي العشر قبل التروية بيوم أو يومين وأبي قائم يصلي في الحجر وأنا جالس وراءه فجاءه رجل أبيض الرأس واللحية جليل العظام ( 3 ) بعيد ما بين المنكبين عريض الصدر عليه ثوبان غليظان في هيأة المحرم فجلس إلى جنبه فعلم أبي أنه يريد أن يخفف الصلاة فسلم ثم اقبل عليه فقال له الرجل يا أبا جعفر أخبرني عن بدء خلق هذا البيت كيف كان فقال له أبو جعفر محمد بن علي ممن أنت قال رجل من أهل الشام فقال له محمد بن علي إن أحاديثنا إذا سقطت إلى الشام جاءتنا صحاحا وإذا سقطت إلى العراق جاءتنا وقد زيد فيها ونقص ثم قال له بدء خلق هذا البيت فذكر الحديث "
_________
( 1 ) عن خع وبالاصل : يجلس
( 2 ) اللهبي بفتح اللام والهاء هذه النسبة إلى أبي لهب عم النبي صلى الله عليه وآله وسلم ( الانساب )
( 3 ) زيادة عن خع

(1/333)


باب النهي عن سب أهل الشام وما روي في ذلك عن أعلام الإسلام " أنبأنا أبو طالب ( 1 ) محمد بن الحسين بن محمد بن إبراهيم الحنائي وأبو الحسن علي بن الحسن بن الحسين بن محمد الموازيني قالا أنا أبو عبد الله محمد بن عبد السلام بن سعدان أنا محمد بن سليمان الربعي نا علي بن الحسين بن ثابت الزرائي ( 2 ) نا هشام بن خالد عن الوليد بن مسلم نا ابن لهيعة حدثني عياش بن عباس عن عبد الله بن زرير قال قال علي بن أبي طالب أن رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) قال تكون في آخر الزمان فتنة تخلص الناس فيها كما تخلص الذهب في المعدن قال علي وما أدري يومئذ ما المعدن فلا تسبوا أهل الشام لكن سبوا شرارهم فإن منهم الأبدال وذكر الحديث أنبأنا أبو الفتح أحمد بن محمد بن أحمد بن سعيد الحداد أنا أبو الحسن عبد الرحمن بن محمد بن عبيد الله الهمداني وأنبأنا أبو علي الحداد أنا أبو علي نعيم الحافظ قالا نا سليمان بن أحمد الطبراني نا علي بن سعيد الرازي نا علي بن الحسين الخواص الموصلي نا زيد بن أبي الزرقاء نا ابن لهيعة نا عياش بن عباس القتباني ( 3 ) عن عبد الله بن زرير الغافقي عن علي بن أبي طالب أن رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) قال تكون في آخر الزمان فتنة يحصل فيها الناس كما يحصل الذهب في المعدن فلا تسبوا أهل الشام ولكن سبوا
_________
( 1 ) الاصل وخع وفي المطبوعة : أبو طاهر
( 2 ) كذا وفي معجم البلدان " الزري " واسمه - نقلا عن ابن عساكر : علي بن الحسين بن ثابت بن جميل أبو الحسن الجنهي الزري من أهل زراالتي تدعي اليوم زرع من حوران ( معجم البلدان : زرا )
( 3 ) الاصل وخع : " الفتياني " والصواب : القتباني عن تقريب التهذيب

(1/334)


شرارهم فإن فيهم الأبدال يوشك أن يرسل على أهل الشام سيب من السماء فيغرق جماعتهم حتى لو قاتلتهم الثعالب لغلبتهم فعند ذلك يخرج خارج من أهل بيتي في ثلاث رايات المكثر يقول هم خمسة عشر ألفا والمقل يقول هم اثنا عشر ألفا إمارتهم أمت أمت يلقون سبع رايات تحت كل راية منها رجل يطلب الملك فيقتلهم الله جميعا ورد الله إلى المسلمين الفيتهم ونعمتهم وقاصيهم وبراربهم الصواب وادانتهم ( 1 ) قال الطبراني لم يرو هذا الحديث إلا زيد بن أبي الزرقاء هذا وهم من الطبراني فقد رواه الوليد بن مسلم أيضا عن ابن لهيعة كما تقدم ورواه الحارث بن يزيد المصري عن عبد الله بن زرير الغافقي المصري فوقفه على علي ولم يرفعه أخبرناه أبو بكر محمد بن محمد بن علي بن كرتيلا أنا أبو بكر محمد بن علي المقرئ أنا أحمد بن عبد الله بن الخضر السوسنجردي ( 2 ) أنا أحمد بن علي بن محمد أنا أبي أنا أبو عمرو محمد بن مروان بن عمر السعيدي نا أحمد بن منصور الرمادي نا عبد الله بن صالح حدثني أبو شريح أنه سمع الحارث بن يزيد يقول حدثني عبد الله بن زرير الغافقي أنه سمع علي بن أبي طالب يقول لا تسبوا أهل الشام فإن فيهم الأبدال وسبوا ظلمتهم أخبرنا أبو الحسن علي بن يحيى بن العافية النابلسي أنا أبو الحسن علي بن طاهر بن جعفر السلمي النحوي أنا أبو الحسن أحمد بن عبد الواحد بن محمد وأبو الحسن علي بن الخضر السلمي قالا أنا أبو عبد الرحمن بن عثمان بن القاسم بن أبي نصر أنا أبو يعقوب إسحاق بن إبراهيم الأذرعي نا أبو علي الحسين بن حميد العكي بمصر نا زهير بن عباد نا عبد الحميد بن علي أبو سعيد عن أبي فضالة عن رجاء بن حيوة عن علي أنه قال يا أهل العراق لا تسبوا أهل الشام فإن فيهم الأبدال لا يموت منهم رجل إلا أثبت الله مكانه آخر ثم قال يا رجاء اذكر لي رجلين صالحين
_________
( 1 ) كذا بالاصل وخع وفي مختصر ابن منظور : ودانيهم
( 2 ) هذه النسبة إلى سوسنجرد قرية بنواحي بغداد ( الانساب )

(1/335)


ببيسان فإن الله تبارك وتعالى اختص بيسان برجلين من الأبدال لا يذكر منان ولا طعان على الأئمة فإنه لا يكون منهم الأبدال أبو فضالة هو الفرج بن فضالة الحمصي وقد أسقط من هذا الحديث عروة بن رويم اللخمي بين الفرج ورجاء وأسقط منه أيضا الحارث بن حرمل بين رجاء وعلي أخبرناه أبو بكر محمد بن محمد بن علي بن كرتيلا أنا محمد بن علي المقرئ أنا أحمد بن عبد الله بن الخضر السوسنجردي ( 1 ) أنا أبو جعفر أحمد بن علي بن محمد أنا ابي أبو طالب علي بن محمد أنا أبو عمرو محمد بن مروان القرشي نا زياد بن يحيى أبو الخطاب نا أبو داود الطيالسي عن الفرج بن فضالة نا عروة بن رويم اللخمي عن رجاء بن حيوة عن الحارث بن حرمل عن علي بن أبي طالب قال لا تسبوا أهل الشام فإن فيهم الأبدال وقال لي الحارث يا رجاء اذكر لي رجلين صالحين من أهل بيسان فإنه بلغني أن الله تعالى اختص أهل بيسان برجلين من الأبدال لا يموت واحد إلا جعل مكانه واحد ولا تذكر لي منهما متماوتا ولا طعانا على الأئمة فإنه لا يكون منهما ( 2 ) الأبدال وأخبرناه أعلى من هذا أبو القاسم بن السمرقندي نا عبد العزيز الكتاني أنا تمام بن محمد الرازي وأبو محمد بن أبي نصر وأبو نصر محمد بن أحمد بن هارون بن الجندي وأبو بكر محمد بن عبد الرحمن القطان وأبو القاسم عبد الرحمن بن الحسين بن الحسن بن علي بن أبي العقب قالوا أنا أبو القاسم علي بن يعقوب بن أبي العقب نا أبو زرعة الدمشقي نا يسرة ( 3 ) نا فرج بن فضالة عن عروة بن رويم عن رجاء بن حيوة عن الحارث بن حرمل عن علي بن أبي طالب قال يا أهل العراق لا تسبوا أهل الشام فإن فيهم الأبدال قال رجاء بن حيوة اذكر لي رجلين من أهل بيسان فإنه بلغني أنه اختص بيسان برجلين من الأبدال لا يقبض الله رجلا منهم إلا بعث الله مكانه رجلا ولا تذكر لي متماوتا ولا طعانا على الأئمة فإنه لا يكون منهم الأبدال
_________
( 1 ) بالاصل وخع : السوسنجردي تحريف والصواب ما أثبت انظر الحاشية السابقة
( 2 ) الاصل وخع وفي مختصر ابن منظور 1 / 129 : منهم
( 3 ) ضبطت عن تقريب التهذيب وانظر الخلاصة والتبصير 4 / 1493

(1/336)


أخبرنا أبو الحسين عبد الرحمن بن عبد الله بن الحسن بن أبي الحديد الخطيب أنا جدي أبو عبد ( 1 ) الله أنا أبو المعمر المسدد بن علي بن عبد الله بن العباس بن أبي السجيس نا أبو بكر محمد بن سليمان بن يوسف الربعي نا أبو عبد الرحمن محمد بن عبد الله بن ( 2 ) عبد السلام مكحول أنا ابن المقرئ نا سفيان عن زياد عن الزهري عن عثمان بن شيبة قال سب رجل أهل الشام عند علي فقال لا تسبوا أهل الشام جما ( 3 ) غفيرا فإن منهم أو فيهم الأبدال كذا فيه عثمان بن شيبة وإنما هو أبو عثمان بن سنة ( 4 ) أخبرنا بصوابه أبو بكر وجيه بن طاهر بن محمد الشحامي أنا أبو حامد أحمد بن الحسن بن محمد الأزهري أنا أبو سعيد محمد بن عبد الله بن حمدون أنا أبو حامد بن الشرقي أنا محمد بن يحيى الذهلي نا نعيم بن حماد وأخبرنا أبو القاسم ابن السمرقندي أنا أبو بكر بن الطبري أنا أبو الحسين بن الفضل أنا عبد الله بن جعفر نا يعقوب بن سفيان حدثني سعيد يعني ابن منصور قالا نا سفيان عن زياد بن سعيد عن الزهري عن أبي عثمان بن سنة ( 5 ) قال قام رجل فسب أهل الشام فقال علي لا تسبوهم جما غفيرا فإن فيهم الأبدال وفي حديث يعقوب سب رجل أهل الشام عند علي فقال علي لا تسبوا أهل الشام ( 6 ) جما غفيرا فإن فيهم أو منهم الأبدال اخبرنا أبو سعد أحمد بن محمد بن أحمد بن البغدادي أنا أبو العباس أحمد بن محمد بن أحمد بن القاسم الطهراني ( 7 ) وأبو عمرو بن مندة قالا أنا الحسن بن
_________
( 1 ) عن خع وبالاصل " بن " خطأ
( 2 ) ما بين معكوفتين سقط من الاصل واستدرك عن خع
( 3 ) يقال : جاء القوم جما غفيرا والجماء الغفير وجماء غفيرا : أي مجتمعين كثيرين
وأصل الكلمة من الجموم والجمة وهو الاجتماع والكثرة والغفير من الغفر وهو التفطية والستر فجعلت الكلمتان في موضع الشمول والاحاطة ولم تقل العرب الجماء إلا موصوفا وهو منصوب على المصدر : كطرا وقاطبة فإنها أسماء وضعت موضع المصدر
( 4 ) ضبطت عن التبصير 2 / 771
( 5 ) عن خع وبالاصل " شيبة "
( 6 ) ما بين معكوفتين سقط من الاصل واستدرك عن خع
( 7 ) في المطبوعة : الظهراني

(1/337)


محمد بن يوسف أنا أحمد بن محمد بن عمر النسائي ( 1 ) نا أبو بكر بن أبي الدنيا نا الحسن بن أبي الربيع أنا عبد الرزاق أنا معمر عن الزهري عن عبد الله بن صفوان قال قال رجل يوم صفين اللهم العن أهل الشام فقال علي لا تسب أهل الشام جما غفيرا فإن بها الأبدال فإن بها الأبدال فإن بها الأبدال أخبرناه عاليا أبو عبد الله الفراوي الفقيه أنا أبو بكر البيهقي الحافظ أنا أبو الحسين بن بشران أنا إسماعيل بن محمد الصفار نا أحمد بن منصور نا عبد الرزاق أنا معمر عن الزهري عن عبد الله بن صفوان قال قال رجل يوم صفين اللهم العن أهل الشام قال فقال له علي لا تسب أهل الشام جما غفيرا فإن بها الأبدال فإن بها الأبدال فإن بها الأبدال خالف عبد الله بن المبارك المروزي ومحمد بن كثير المصيصي عبد الرزاق بن همام عن معمر وصالح بن كيسان في عبد الله بن صفوان فقالا صفوان بن عبد الله فأما رواية ابن المبارك فأخبرناها أبو غالب أحمد بن الحسن بن البنا أنا أبو الحسين محمد بن أحمد بن الآبنوسي أنا إبراهيم بن محمد بن الفتح نا محمد بن سفيان بن موسى نا سعيد بن رحمة قال سمعت ابن المبارك عن معمر عن الزهري أخبرني صفوان بن عبد الله بن صفوان أن رجلا قال يوم صفين اللهم العن أهل الشام فقال علي لا تسبوا أهل الشام جما غفيرا فإن فيهم الأبدال كارهين لما ترون وإن فيهم يكون الأبدال وأما رواية ابن كثير فأخبرنا بها أبو بكر وجيه ابن طاهر الشحامي وأبو سهل محمد بن الفضل بن محمد الأبيوردي ( 2 ) قالا أنا أحمد بن الحسن بن محمد أنا
_________
( 1 ) كذا بالاصل وخع
والصواب في نسبته اللنباني بضم اللام وسكون النون هذه النسبة إلى محلة كبيرة بأصبهان ولها باب يعرف بهذه المحلة يقال له : باب لنبان والمشهور بالنسبة إليها : أبو بكر أحمد بن محمد بن عمر بن أبان العبدي اللنباني محدث مشهور مكثر رحل إلى العراق وسمع كتب أبي بكر عبد الله محمد بن أبي الدنيا ( الانساب : اللنباني )
( 2 ) هذه النسبة إلى أبيورد مدينة بخراسان بين سرخس ونسا ( معجم البلدان )

(1/338)


محمد بن عبد الله بن حمدون التاجر أنا أبو حامد بن الشرقي نا محمد بن يحيى الذهلي نا محمد بن كثير الصنعاني عن معمر عن الزهري عن صفوان بن عبد الله بن صفوان قال قام رجل يوم صفين فقال اللهم العن أهل الشام فقال علي مه لا تسب أهل الشام جما غفيرا فإن فيهم الأبدال وأما ( 1 ) حديث صالح فأخبرناه أبو حفص عمر بن محمد بن الحسن بن محمد الفرغولي ( 2 ) نا عثمان بن محمد بن عبيد الله المحمي ( 3 ) أنا أبو الحسن محمد بن الحسين بن داود بن علي العلوي وأخبرنا أبو سهل محمد بن الفضل بن محمد الأبيوردي وأبو بكر وجيه بن طاهر الشحامي قالا أنا أبو حامد أحمد بن الحسن الأزهري أنا أبو سعيد محمد بن عبد الله بن حمدون قالا أنا أبو حامد بن الشرقي نا محمد بن يحيى الذهلي نا يعقوب ( 4 ) بن إبراهيم بن سعد نا أبي عن صالح عن ابن شهاب أخبرني صفوان بن عبد الله بن صفوان أن عليا قال بصفين وأهل العراق يسبون أهل الشام فقال يا أهل العراق لا تسبوا أهل الشام جما غفيرا فإن فيهم رجالا كارهين لما ترون وإنه بالشام يكون الأبدال ورواه الأوزاعي عن الزهري فقصر به لم يذكر ابن صفوان ولا أبا عثمان بن سنة أنبأناه أبو محمد عبد الله بن أحمد بن عمر بن السمرقندي وهبة الله بن أحمد الأكفاني قالا أنا أبو الحسن أحمد بن عبد الواحد ( 5 ) بن أبي الحديد أنا جدي أبو بكر أنا أبو الدحداح أحمد بن محمد بن إسماعيل أنا أبو عامر موسى بن عامر نا الوليد نا أبو عمرو عن الزهري أنه حدثهم أن ناسا من أهل العراق سبوا أهل الشام
_________
( 1 ) قدم هذا الحديث في المطبوعة ووضع بعد حديث الزهري عن عبد الله بن صفوان
( 2 ) بالاصل وخع : " الفرعوني " خطأ والصواب عن الانساب وهذه النسبة " الفرغولي " - بفتح الفاء وسكون الراء وضم الغين - إلى فرغول وظني أنها قرية من قرى دهستان
هذه النسبة إلى محم وهو بيت كبير بنيسابور يقال لهم المحمية ( الانساب : المحمي ) وذكر اسمه في الانساب ( الفرغولي ) : عثمان بن محمد بن عبد الله المحمي
( 4 ) كررت بالاصل مرتين والصواب عن خع
( 5 ) الاصل وخع وفي المطبوعة : عبد الوهاب

(1/339)


بصفين فقال علي لا تسبوا أهل الشام جما غفيرا فإن فيهم قوما يكرهون ما ترون بالشام يكون الأبدال بالشام يكون الأبدال اخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي الأنصاري أنا أبو الحسين محمد بن أحمد بن الآبنوسي أنا أبو الحسن علي بن عمر الدارقطني أنا أبو القاسم عبيد الله بن أحمد بن عبيد الله بن بكير التميمي أنا أبو علي سهل بن علي الدوري أنا أبو الحسن الأثرم قال قال أبو عبيدة وفي حديث يا أهل العراق لا تسبوا أهل الشام جما غفيرا فإن فيهم الأبدال يعني جماعتهم كلهم والغفير يقول هم في جماعتهم واستوائهم إذا اجتمعوا كالبيضة في اجتماعها واستوائها قال البيضة هي جماء ليس لها حيود والواحد حيد أي ما شرف منها وهي غفير تغفر الرأس أي تغطيه ( 1 ) قال الراعي * صغيرهم وكلهم سواء * هم الجماء في اللؤم الغفير ( 2 ) * وقال العبسي * وإن وراء الأثل غزلان أيكة * مضمخة آذانها والغفائر * والغفائر ما غطين به رؤوسهن قال ذو الرمة * سقى دارها مستمطر ذو غفارة ( 3 ) أي سحابة وغفارتها سحابة رقيقة تكون فوق أخرى كثيفة وقالوا هو الغفر أخبرنا أبو القاسم بن السمرقند أنا أبو بكر بن الطبري أنا أبو الحسين بن
_________
( 1 ) في اللسان ( جمم ) : الجماء : الغفير الجماعة
والجماء : بيضة الرأس سميت بذلك لانها جماء أي ملساء ووصفت بالغفير لانها تغفر أي تغطي الرأس
قال ابن الاعرابي : ولا أعرف الجماء في بيضة السلاح عن غيره
( 2 ) ملحق دبوان الراعي ط بيروت ص 304 فيما نسب له
( 3 ) تمامه : ديوانه ص 97
سقى دارها مستمطر ذو غفارة * أكش تحرى منشأ العين رانح

(1/340)


الفضل أنا عبد الله بن جعفر نا يعقوب بن سفيان نا يحيى بن عبد الحميد نا شريك عن عثمان بن أبي زرعة عن أبي صادق قال سمع علي رجلا وهو يلعن أهل الشام فقال علي لا تعم فإن فيهم الأبدال أخبرنا أبو بكر محمد بن محمد بن علي بن كرتيلا أنا أبو بكر محمد بن علي بن محمد المقرئ أنا أبو الحسين أحمد بن عبد الله السوسنجردي أنا أبو جعفر أحمد بن ابي طالب علي بن محمد بن أحمد بن الجهم الكاتب حدثني أبي أبو طالب علي بن محمد حدثني أبو عمرو محمد بن مروان بن عمر القرشي السعيدي نا صالح بن الهيثم المخرمي نا عمرو بن مرزوق أنا عمران القطان عن يزيد بن سفيان عن أبي هريرة قال لا تسبوا أهل الشام فإنهم جند الله المقدم وقد تقدم في باب ذكر الأبدال نهي عوف بن مالك عن سب أهل الشام فأغنى عن الإعادة "

(1/341)


باب ما ورد من أقوال المنصفين فيمن قتل من أهل الشام بصفين " أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد السمرقندي وأبو البركات عبد الباقي بن أحمد بن إبراهيم بن النرسي المحتسب قالا أنا أبو القاسم عبد الله بن الحسن بن محمد بن الحسن بن الخلال أنا أبو محمد الحسن بن الحسين بن علي بن العباس النوبختي ( 1 ) نا أبو الحسن علي بن عبد الله بن مبشر نا أحمد بن النضر بن مهران نا سورة ( 2 ) نا أبو معشر عن سعيد عن أبي هريرة قال قال رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) ونا فرج بن فضالة عن إسماعيل بن أمية عن سعيد عن أبي هريرة قال قال رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) أربعة ( 3 ) ملاحم في الجنة الجمل في الجنة وصفين في الجنة وحرة ( 4 ) في الجنة وكان يكتم الرابعة أخبرنا أبو الحسن ( 5 ) علي بن المسلم الفقيه نا أبو محمد عبد العزيز بن أحمد الكتاني لفظا ( 6 ) وأنا أبو الفتح نصر بن القاسم بن الحسن الدمشقي ( 7 ) بدمشق أنا أبو محمد الحسن بن علي بن عبد الواحد بن البري ( 8 ) وأخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد
_________
( 1 ) بضم النون أو فتحها وفتح الباء وسكون الخاء هذه النسبة إلى نوبخت جد ( الانساب )
( 2 ) ضبطت عن التبصير 2 / 700
( 3 ) كذا والصواب : أربع
( 4 ) إخباره عن يوم الحرة يعني استباحة المدينة أيام يزيد بن معاوية بن أبي سفيان
( 5 ) عن خع وهامش الاصل وبالاصل " الحسين "
( 6 ) زيادة عن خع
( 7 ) كذا بالاصل وخع وعلى هامش الاصل " المقدسي " وفوقها علامة صح
( 8 ) ضبطت بالنص في التبصير 1 / 139 بالضم ( وتشديد الراء المكسورة )

(1/342)


السوسي أنا أبو محمد الحسن بن علي بن البري وأبو الفضل أحمد بن علي بن الفضل بن ظاهر بن الفرات وأخبرنا أبو الحسين أحمد بن سلامة بن يحيى الأبار وأبو نصر غالب بن أحمد بن المسلم الأنصاري قالا أنا أبو الفضل أحمد بن علي بن الفرات قالوا أنا أبو محمد بن ابي نصر أنا أبو الميمون عبد الرحمن بن عبد الله بن عمر بن راشد نا أبو زرعة عبد الرحمن بن عمرو النصري نا أبو نعيم نا سفيان ( 1 ) عن جعفر بن محمد عن أبيه قال سمع علي يوم الجمل أو يوم صفين رجلا يغلو في القول
بقول الكفرة ( 2 ) قال لا تقولوا فإنهم زعموا أنا بغينا عليهم وزعمنا أنهم بغوا علينا أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر الشحامي أنا أبو حامد أحمد بن الحسن بن محمد الأزهري أنا أبو محمد الحسن بن أحمد بن محمد بن الحسن المخلدي نا أبو نعيم عبد الملك بن محمد بن عدي نا إسحاق بن إبراهيم أنا سعد بن سعيد نا سفيان عن جعفر بن محمد عن أبيه قال ذكر عند علي يوم صفين أو يوم الجمل فذكرنا الكفر قال لا تقولوا ذلك وزعموا أنا بغينا عليهم وزعمنا أنهم بغوا علينا فقاتلناهم على ذلك أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن محمد بن خسرو البلخي أنا أبو الحسن علي بن الحسين بن أيوب أنا أبو علي بن شاذان أنا أبو الحسن أحمد بن إسحاق بن نيخاب الطيبسي نا أبو إسحاق إبراهيم بن الحسين بن ( 3 ) علي الكسائي الهمذاني نا يحيى بن سليمان أو سعيد الجعفي نا عبد الله بن إدريس قال سمعت أبا مالك الأشجعي ذكر عن رجل من أشجع يقال له سالم بن عبيد الاشجعي قال رأيت عليا بعد صفين وهو آخذ بيدي ونحن نمشي في القتلى فجعل علي يستغفر لهم حتى بلغ قتلى أهل الشام فقلت له يا أمير المؤمنين إنا في أصحاب معاوية فقال علي إنما الحساب علي وعلى معاوية وأخبرنا أبو عبد الله البلخي أنا أبو الحسن بن أيوب أنا أبو علي بن شاذان أنا
_________
( 1 ) ما بين معكوفتين سقط من المجلدة الاولى المطبوعة
( 2 ) عن مختصر ابن منظور وخع وبالاصل والمطبوعة : " يقول الكفر " تحريف
( 3 ) ما بين معكوفتين سقط من المجلدة الاولى المطبوعة

(1/343)


أبو الحسن الطيبي نا إبراهيم الكسائي نا يحيى بن سليمان حدثني زيد بن الحباب أخبرني إسحاق بن أبي بكر مولى حويطب المدني حدثني عبد الرحمن بن نافع القاري عن أبيه قال قدمت العراق فدخلت دار علي بن أبي طالب التي كان يسكن ( 1 ) فإذا الموالي حلقتان يتحدثون فجلست معهم فخرج علي وهم يذكرون قتلى علي ومعاوية فقالوا قبلتنا واحدة وإلهنا واحد ونبينا واحد فأين قتلانا وقتلاهم فأقبل علي فلما رآهم قصد إليهم فسكتوا فقال علي ما كنتم تقولون فسكتوا فقال علي عزمت عليكم لتخبرني فقالوا ذكرنا قتلانا وقتلى معاوية وإن قبلتنا واحدة وإلهنا واحد وديننا واحد فقال علي فإني أخبركم عن ذلك إن الحساب علي وعلى معاوية أخبرنا أبو غالب بن البنا أنا أبو محمد الجوهري أنا أبو الفضل عبيد الله بن عبد الرحمن بن محمد الزهري نا أبو عمر حمزة بن القاسم بن عبد العزيز الهاشمي نا محمد بن عثمان ( 2 ) نا أبو بلال الأشعري نا أبو معاوية محمد بن خازم عن محمد بن قيس عن سعد بن إبراهيم قال خرج علي وهم ( 3 ) يذكرون قتلى علي بن أبي طالب ذات يوم ومعه عدي بن حاتم الطائي فإذا رجل من طيئ قتيل قد قتله أصحاب علي فقال عدي يا ويح هذا كان أمس مسلما واليوم كافرا فقال علي مهلا كان أمس مؤمنا وهو اليوم مؤمن أنبأنا أبو الحسين عبد الرحمن بن عبد الله بن الحسن بن أبي الحديد أنا جدي أبو عبد الله أنا أبو الحسن علي بن الحسن بن علي الربعي أنا أبو الحسين عبد الوهاب بن الحسن أنا محمد بن عبد الله بن عبد السلام نا محمد ( 4 ) بن عمرو نا بقية نا محمد بن راشد عن مكحول أن أصحاب علي سألوه عن من قتلوا من أصحاب معاوية قال هم المؤمنون أخبرنا أبو سعد إسماعيل بن أحمد بن عبد الملك الفقيه أنا القاضي أبو الفضل
_________
( 1 ) عن مختصر ابن منظور وبالاصل وخع : سكن
( 2 ) ما بين معكوفتين سقط من المطبوعة
( 3 ) هذه العبارة لم ترد في خع ومختصر ابن منظور 1 / 130 والمطبوعة 1 / 330
( 4 ) قوله " نا محمدا " كررت بالاصل ولا معنى لها

(1/344)


محمد بن أحمد بن أبي جعفر الطبسي ( 1 ) أنا القاضي أبو بكر أحمد بن محمد بن إبراهيم الصدقي ( 2 ) المروزي أنا أبو محمد الحسن بن محمد بن حليم المروزي الحليمي أنا أبو الموجه محمد بن عمرو بن الموجه الفزاري المروزي أنا الحكم ( 3 ) بن موسى نا شعيب بن إسحاق عن محمد بن راشد عن مكحول قال سئل علي بن أبي طالب عن من قتل بصفين ما هم قال هم المؤمنون أنبأنا أبو البركات عبد الوهاب بن المبارك الأنماطي الحافظ وأبو عبد الله الحسين بن ظفر بن الحسين بن المناطقي قالا أنا أبو الحسين المبارك بن عبد الجبار الطيوري أنا أبو بكر عبد الباقي بن عبد الكريم بن عمر أنا أبو الحسين عبد الرحمن بن عمر الخلال أنا محمد بن أحمد بن يعقوب بن شيبة نا جدي نا عبد الله بن محمد نا يحيى بن آدم نا أبو بكر بن عياش نا صلهب أبو اسد الفقعسي عن عمه قال قال رجل يوم صفين من دعا إلى البغلة يوم كفر أهل الشام قال فقال علي من الكفر فروا أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي وأبو البركات الأنماطي قالا أنا أبو الحسين بن النقور أنا أبو طاهر المخلص أنا محمد بن هارون الحضرمي نا أبو هشام الرفاعي نا النضر بن منصور العبدي نا أبو الجنوب عقبة بن علقمة اليشكري قال شهدت مع علي صفين فأتي بخمسة عشر أسيرا من أصحاب معاوية فكان من مات منهم غسله وكفنه وصلى عليه أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن عبد الله الصريفيني ( 4 ) أنا أبو القاسم عبيد الله بن محمد بن إسحاق بن حبابة نا أبو القاسم البغوي نا علي بن الجعد أنا فضيل بن مرزوق عن عطية عن عبد الرحمن بن جندب قال سئل علي عن قتلاه وقتلى معاوية قال يؤتى بي وبمعاوية يوم القيامة
_________
( 1 ) الطبسي : بفتح الطاء والباء هذه النسبة إلى طبس وهي بلدة في برية بين نيسابور وأصبهان وكرمان ( الانساب )
( 2 ) بالقاف هذه النسبة إلى سكة صدقة سكة بمرو ( الانساب )
( 3 ) في المطبوعة : " الحيكم "
( 4 ) بالاصل وخع : " الصريفي " والصواب ما أثبت وهذه النسبة إلى صريفين

(1/345)


فنجتمع عند ذي العرش فأينا فلج فلج أصحابه أخبرنا أبو جعفر أحمد بن محمد بن عبد العزيز المكي العباسي النقيب ببغداد أنا أبو علي الحسن بن عبد الرحمن بن الحسن بن محمد الشافعي المكي بها أنا أبو الحسن أحمد بن إبراهيم بن علي بن أحمد بن فراس العنسي أنا أبو جعفر محمد بن إبراهيم بن عبد الله بن الفضل الديبلي ( 1 ) نا أبو صالح محمد بن أبي الأزهر المعروف بابن زنبور نا أبو بكر بن عياش عن أبي سعد عن رجل عن علي قال من كان يريد وجه الله منها ومنهم نجا يعني يوم صفين أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو محمد أحمد وأبو الغنائم محمد ابنا علي بن الحسن بن أبي عثمان وأبو القاسم علي بن أحمد بن البسري وأبو طاهر أحمد بن محمد بن إبراهيم القصاري وأبو الحسن علي بن محمد بن محمد بن محمد الأنباري الخطيب قالوا أنا أبو عمر عبد الواحد بن محمد بن عبد الله بن مهدي أنا محمد بن أحمد بن يعقوب بن شيبة نا جدي يعقوب نا عثمان بن محمد نا أبو أسامة نا هشام بن عروة أخبرني عبد الله بن عروة حدثني رجل شهد صفين قال رأيت عليا خرج في بعض تلك الليالي فنظر إلى أهل الشام فقال اللهم اغفر لي ولهم قال فأتى عمار فأخبر فقال جروا له الحصير فأجره لكم قال ونا جدي نا عثمان بن محمد نا وكيع عن حنش بن الحارث عن رياح بن الحارث قال قال عمار بن ياسر لا تقولوا كفر أهل الشام قولوا ظلموا فسقوا قال ونا جدي نا يعلى بن عبيد نا مسعر ( 2 ) عن عبيد الله ( 3 ) بن رياح بن الحارث قال قال عمار لا تقولوا كفر أهل الشام قولوا ظلموا قولوا فسقوا أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر الشحامي أنا أبو بكر البيهقي أنا أبو زكريا ابن أبي إسحاق أنا أبو عبد الله بن يعقوب نا محمد بن عبد الوهاب أنا جعفر بن عون
_________
( 1 ) عن خع وبالاصل : " الديلي " تحريف
( 2 ) ضبطت عن تقريب التهذيب وهو مسعر بن كدام الهلالي أبو سلمة الكوفي
( 3 ) في مختصر ابن منظور : عبد الله

(1/346)


أنا مسعر عن عبد الله بن رياح أن ( 1 ) عمارا قال لا تقولوا كفر أهل الشام ولكن قولوا فسقوا وظلموا اخبرنا أبو عبد الله الحسين بن محمد بن خسرو البلخي أنا أبو الحسن علي بن الحسين بن أيوب أنا أبو علي بن شاذان أنا أبو الحسن أحمد بن إسحاق بن نيخاب الطيبي نا أبو إسحاق إبراهيم بن الحسين الكسائي نا يحيى بن سليمان الجعفي نا يعلى عن مسعر بن كدام عن عبد الله بن رياح بن الحارث النخعي عن أبيه قال قال عمار بن ياسر لا تقولوا كفر أهل الشام ولكن قولوا ظلموا قولوا فسقوا وأخبرنا أبو عبد الله البلخي أنا أبو الحسن بن ايوب أنا أبو علي بن شاذان أنا أبو الحسن الطيبي نا إبراهيم الكسائي نا يحيى الجعفي نا وكيع حدثني حنش ( 2 ) أنه سمع رياح بن الحارث النخعي يقول قال عمار بن ياسر لا تقولوا كفر أهل الشام ولكن قولوا ظلموا ( 3 ) أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو محمد أحمد وأبو الغنائم محمد ابنا ( 4 ) علي بن الحسن بن أبي عثمان وأبو القاسم بن البسري ( 5 ) وأبو طاهر أحمد بن محمد القصاري وابو الحسن علي بن محمد الأنباري قالوا أنا أبو عمر عبد الواحد بن محمد بن مهدي أنا محمد بن أحمد بن يعقوب بن شيبة نا جدي يعقوب نا ابن الاصبهاني وهو محمد بن سعيد أنا شريك عن حنش عن رياح بن الحارث قال سمع عمار رجلا يقول كفر أهل الشام قال لم يكفروا إن حجتنا وحجتهم واحدة وقبلتنا وقبلتهم واحدة ولكنهم قوم مفتونون جاروا عن الحق فحق علينا أن نردهم إلى الحق وأخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو محمد وأبو الغنائم ابنا أبي
_________
( 1 ) عن خع وبالاصل " أنا "
( 2 ) عن المطبوعة وبالاصل " حسن "
( 3 ) هذا الخبر سقط من خع
( 4 ) بالاصل والمطبوعة " أنبا " والصواب عن خع
( 5 ) في خع " السمرقندي " تحريف

(1/347)


عثمان وأبو القاسم بن البسري وأبو طاهر القصاري وأبو الحسن الأنباري قالوا أنا عبد الواحد بن محمد بن مهدي أنا محمد بن أحمد بن يعقوب بن شيبة نا جدي يعقوب نا أبو نعيم الفضل بن دكين نا حنش يعني ابن الحارث نا الحسن بن الحكم النخعي عن رياح بن الحارث قال حنش وأراني قد سمعته من رياح بن الحارث قال رجل من أهل الكوفة كفر أهل الشام ورب الكعبة فقال عمار لا تقل كفروا ولكنهم قوم مفتونون بغوا علينا فحق علينا قتالهم أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو محمد وأبو الغنائم ابنا أبي عثمان وأبو القاسم بن البسري وابو طاهر القصاري وأبو الحسن الأنباري قالوا أنا أبو عمر بن مهدي أنا محمد بن أحمد بن يعقوب بن شيبة نا جدي يعقوب نا يزيد بن هارون أنا الحسن بن الحكم أبو الحكم عن رياح بن الحارث قال كنت إلى جنب عمار بن ياسر بصفين وركبتي تمس ركبته فقال رجل كفر أهل الشام فقال عمار لا تقل ذلك نبينا ونبيهم واحد وقبلتنا وقبلتهم واحدة ولكنهم قوم مفتونون جاروا عن الحق فحق علينا أن نقاتلهم حتى يرجعوا إليه "

(1/348)


باب ذكر ما ورد في ذم أهل الشام وبيان بطلانه عند ذوي الأفهام " أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد بن عمر السمرقندي أنا أبو القاسم حمزة بن يوسف السهمي أنا أبو محمد أحمد بن عدي نا عبد الرحمن بن أبي قرصافة نا عبيد الله بن سعيد بن كثير بن عفير حدثني أبي نا الفضل بن المختار عن أبان يعني ابن أبي عياش عن أنس أن رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) قال الجفاء والبغي في الشام هذا حديث يمكن الاعتماد عليه لضعف إسناده فإن أبان بن أبي عياش البصري مجمع على ضعف والفضل بن المختار صاحب غرائب وعبيد الله بن سعيد بن كثير بن عفير لا يحتج بحديثه أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو القاسم إسماعيل بن مسعدة أنا أبو القاسم حمزة بن يوسف أنا أبو أحمد بن عدي نا حمدان بن أحمد البلدي نا صالح بن العلاء بن وضاح بن بكير أبو شعيب العبدي نا عمرو بن زياد بن عبد الرحمن بن ثوبان مولى النبي ( صلى الله عليه و سلم ) نا حماد بن زيد وعبد الوهاب الثقفي عن أيوب عن أبي قلابة عن أنس أنه سمع النبي ( صلى الله عليه و سلم ) يقول إذا ركب الناس الخيل ولبسوا القباطي ( 1 ) ونزلوا ( 2 ) الشام واكتفى الرجال بالرجال والنساء بالنساء عمهم الله بعقوبة من عنده
_________
( 1 ) القباطي جمع قبطية وهي ثياب بيض كتان رقاق تعمل بمصر وهي منسوبة إلى القبط على غير قياس
( اللسان : قبط )
( 2 ) في الكامل لابن عدي 5 / 152 ترجمة عمرو بن زياد الثوباني : وتركوا الشام

(1/349)


قال ابن عدي وهذا بهذا الإسناد منكر موضوع على حماد بن زيد ( 1 ) وعبد الوهاب الثقفي عمرو بن زياد الثوباني ذكر ابن عدي ( 2 ) أنه كان منكر الحديث يسرق الحديث ويحدث بالبواطيل وذكر أبو حاتم الرازي أنه كان يضع الحديث فلا يحتج بروايته وقد تقدم باب حث النبي ( صلى الله عليه و سلم ) أمته على سكنى الشام فكيف يكون نزولهم إياه مذموما ولعله إن صح أراد به قرب الساعة كما في حديث ابن حوالة إذا رأيت الخلافة قد نزلت الشام الذي تقدم ( 3 ) حدثني أبو الحسين أحمد بن عبد الباقي بن الحسين القيسي الأنماطي بدمشق أنا أبو عبد الله محمد بن علي بن الخضر بن سعيد أنا والدي أبو الحسن علي بن الخضر السلمي أنا أبو الحسين عبد الوهاب بن جعفر الميداني نا علي بن الحسن بن رجاء نا أحمد بن محمد بن إسماعيل التميمي نا إبراهيم بن يعقوب نا هشام بن إسماعيل العطار نا مروان عن عصام عن موسى بن وردان عن أبي هريرة قال سينعق الشيطان بالشام نعقة يكذب ثلثاهم بالقدر مروان هو ابن معاوية وعصام هو ابن راشد لم يرو عنه فيما أعلم غير مروان وليس هو بالمشهور والحديث موقوف على أبي هريرة وقد روي من وجه آخر مرفوعا وهو ضعيف أخبرنا أبو عبد الله الفراوي أنا أبو بكر البيهقي أنا علي بن أحمد بن عبدان أنا أحمد بن عبيد الصفار نا أحمد بن العباس نا هشام بن عمار نا الوليد بن مسلم نا ابن لهيعة عن موسى بن وردان عن أبي هريرة قال قال رسول الله ( صلى الله عليه و سلم )
_________
( 1 ) بالاصل وخع : " سلمة " خطأ والصواب ما أثبت من الكامل لابن 5 / 152 ترجمة عمرو بن زياد بن عبد الرحمن
( 2 ) الكامل 5 / 151
( 3 ) كذا وتقدم في رواية ابن عدي للحديث : " وتركوا الشام " فإن صحت هذه الرواية فلا يعد لتعقيب ابن عساكر على الحديث أية قيمة ولعله وقعت بيد ابن عساكر نسخة مصحفة لكامل ابن عدي

(1/350)


ينعق الشيطان بالشام نعقة يكذب ثلثاهم بالقدر ابن لهيعة غير محتج به أخبرنا أبو غالب محمد بن الحسن بن علي الماوردي أنا أبو الحسن محمد بن علي بن أحمد السيرافي نا أبو عبد الله أحمد بن إسحاق بن خربان ( 1 ) النهاوندي نا أبو عبد الله محمد بن أحمد بن يعقوب المتوثي ( 2 ) نا أبو داود سليمان بن الأشعث نا أحمد بن يونس نا يعقوب يعني القمي عن جعفر قال ابن أبزى ( 3 ) بلغ عمر أن أناسا تكلموا في القدر فقام خطيبا فقال يا أيها النا س إنما هلك من كان قبلكم في القدر والذي نفسي بيده لا أسمع برجلين تكلما فيه إلا ضربت أعناقهما قال فأمسك الناس عنه حتى نبغت نابغة أو نبغة بالشام أخبرنا أبو عبد الله الفراوي أنا أبو بكر البيهقي وأخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو بكر بن الطبري قالا أنا أبو الحسين بن الفضل القطان أنا عبد الله ( 4 ) بن جعفر نا يعقوب بن سفيان نا سعيد يعني ابن أسد نا ضمرة عن السيباني قال قال لي الأوزاعي يا أبا زرعة هلك عبادنا وخيارنا في هذا الرأي يعني القدر كان المتكلم في القدر بالشام غيلان القدري وتبعه على ذلك أتباع فأخذه هشام بن عبد الملك فصلبه وكفى أهل الشام أمره وقد كانت القدرية بالبصرة أكثر وضررهم على أهل السنة أكبر فإنهم صنفوا في نفيه ( 5 ) التصانيف وألفوا لأهل الاعتزال فيه التآليف فأفناهم الله وأبادهم ولم يبلغوا فيما ( 6 ) حاولوا مرادهم اخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد بن مقاتل السوسي أنا جدي أبو محمد نا أبو علي الحسن بن علي الأهوازي نا أبو محمد عبد الرحمن بن عثمان بن القاسم بن
_________
( 1 ) عن خع وبالاصل " خرمان "
( 2 ) بفتح الميم وضم التاء المشددة هذه النسبة إلى متوث وهي بليدة بين قرقوب وكور الاهواز
( 3 ) ضبطت عن التبصير 1 / 31
( 4 ) في المطبوعة : هبة الله
( 5 ) عن خع ومختصر ابن منظور
( 6 ) بالاصل " مما " وفي خع " هما " تحريف

(1/351)


معروف نا عمي أبو ( 1 ) علي محمد بن القاسم بن معروف نا أبو إسحاق إبراهيم بن محمد البغدادي نا صالح نا موسى بن عثمان المدني ( 2 ) نا سفيان بن عيينة عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت قال رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) إن الله عز و جل خلق أربعة اشياء وأردفها أربعة أشياء خلق الجدب وأردفه ( 3 ) الزهد وأسكنه الحجاز وخلق العفة وأردفها الغفلة وأسكنها اليمن وخلق الزيف وأردفه الطاعون وأسكنه الشام وخلق الفجور وأردفه الدرهم واسكنه العراق وهذا إسناد فيه مجاهيل فلا يحتج به أنبأنا أبو الفرج غيث بن علي بن عبد السلام الخطيب وأبو المعالي الفضل بن سهل بن بشر الكاتب قالا أنا أبو الفرج سهل بن بشر بن أحمد الإسفرايني أنا أبو الحسن محمد بن الحسين بن محمد النيسابوري بمصر أنا أبو محمد الحسن بن رشيق العسكري نا أبو القاسم عبد الله بن الحسين المصعبي الإمام نا أبو رفاعة عمارة بن وثيمة بن موسى بن الفرات حدثني الحسن بن إبراهيم عن أحمد بن إسحاق عن محمد بن زياد نا يزيد بن هارون عن سفيان الثوري عن زيد بن أسلم عن سليمان بن يسار قال كتب عمر بن الخطاب إلى كعب الأحبار أن اختر لي المنازل فكتب إليه كعب يا أمير المؤمنين إن الأشياء اجتمعت فقال السخاء أريد اليمن فقال حسن الخلق وأنا معك وقال الجفاء أريد الحجاز فقال الفقر وأنا معك وقال البأس أريد الشام فقال السيف وأنا معك وقال العلم أريد العراق فقال العقل وأنا معك فلما ورد الكتاب على عمر قال فالعراق إذا فالعراق إذا أخبرنا أبو الغنائم ( 4 ) محمد بن علي بن ميمون الكوفي في كتابه أنا محمد بن علي بن حسن العلوي نا الحسين بن أحمد القطان المقرئ نا أحمد بن محمد بن السري حدثني محمد بن الحسن بن محمد بن الصباح البصري نا أبو
_________
( 1 ) عن خع وبالاصل " عيسى بن "
( 2 ) عن خع وبالاصل " الرقي "
( 3 ) عن خع ومختصر ابن منظور 1 / 133 وبالاصل " أردفها "
( 4 ) عن هامش الاصل سقطت من الاصل

(1/352)


علي الحسن بن ( 1 ) الهمداني نا محمد بن عبد الرحيم أبو بكر البزار نا محمد بن أبي يعقوب الحزاز ( 2 ) عن يزيد بن هارون عن سفيان عن زيد بن أسلم عن سليمان بن يسار قال كتب عمر بن الخطاب إلى كعب الأحبار أن اختر لي المنازل فكتب إليه يا امير المؤمنين إنه بلغنا أن الأشياء اجتمعت فقال السخاء أريد اليمن فقال حسن الخلق وأنا معك وقال الجفاء أريد الحجاز فقال الفقر وأنا معك وقال البأس أريد الشام فقال السيف وأنا معك وقال العلم أريد العراق فقال العقل وأنا معك وقال الغنى أريد مصر فقال الذل وأنا معك فاختر لنفسك يا أمير المؤمنين قال فلما ورد الكتاب على عمر بن الخطاب قال فالعراق إذا فالعراق إذا أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم الحسيني وأبو الحسن علي بن أحمد بن منصور الغساني قالا نا وأبو منصور عبد الرحمن بن محمد بن زريق قال أخبرنا أبو بكر أحمد بن علي الخطيب أنا الحسن بن علي المقرئ أنا محمد بن جعفر التميمي أنا الجلودي ( 3 ) يعني أبا أحمد البصري نا محمد بن زكويه عن ابن عائشة قال كتب عمر بن الخطاب إلى كعب الأحبار اختر لي المنازل قال فكتب يا أمير المؤمنين إنه بلغنا أن الأشياء اجتمعت فقال السخاء أريد اليمن فقال حسن الخلق أنا معك وقال الجفاء أريد الحجاز فقال الفقر وأنا معك وقال البأس أريد الشام فقال السيف وأنا معك وقال العلم أريد العراق فقال العقل وأنا معك وقال الغنى اريد مصر فقال الذل أنا معك فاختر لنفسك قال فلما ورد الكتاب على عمر قال فالعراق إذا فالعراق إذا المحفوظ عن كعب سوء القول في العراق وقد تقدم ذلك عنه وفي إسنادي حكاية يزيد بن هارون عن سفيان وفي التي تليهما أيضا غير واحد من المجاهيل وحكاية ابن عائشة منقطعة فلا يحتج بشئ من ذلك أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم الخطيب أنا أبو الحسن رشأ بن نظيف
_________
( 1 ) بياض بالاصل مقدار كلمة وفي خع : مقدار كلمتين
( 2 ) في خع : " الحرار " وفي المطبوعة : " الحوار "
( 3 ) بضم الجيم واللام هذه النسبة إلى جلود قرية بأفريقيا

(1/353)


المقرئ أنا الحسن بن إسماعيل بن محمد نا أحمد بن مروان المالكي نا إسماعيل بن يونس ومحمد بن مهران قالا نا عمرو بن ناجية نا نعيم بن سالم بن قنبر مولى علي بن أبي طالب عن أنس بن مالك قال لما حشر الله الخلائق إلى بابل بعث إليهم ريحا شرقية وغربية وقبلية وبحرية فجمعتهم إلى بابل فاجتمعوا يومئذ ينظرون لما حشروا له إذ نادى مناد من جعل المغرب عن يمينه والمشرق عن يساره واقتصد إلى البيت الحرام بوجهه فله كلام أهل السماء فقام يعرب بن قحطان فقيل له يا يعرب بن قحطان ( 1 ) بن هود أنت هو ( 2 ) فكان أول من تكلم بالعربية ولم يزل المنادي ينادي من فعل ( 3 ) كذا وكذا فله كذا وكذا حتى افترقوا على اثنتين وسبعين لسانا وانقطع الصوت وتبلبلت الألسن فسميت بابل وكان اللسان يومئذ بابليا ( 4 ) وهبطت ملائكة الخير والشر وملائكة الحياء والإيمان وملائكة الصحة والشقاء وملائكة الغنى وملائكة الشرف وملائكة المروءة وملائكة الجفاء وملائكة الجهل وملائكة السيف وملائكة البأس حتى انتهوا إلى العراق فقال بعضهم لبعض افترقوا فقال ملك الإيمان أنا أسكن المدينة ومكة فقال ملك الحياء أنا معك فاجتمعت ( 5 ) الأمة على أن الإيمان والحياء ببلد رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) وقال ملك الشقاء أنا اسكن البادية فقال ملك الصحة وأنا معك فاجتمعت ( 5 ) الأمة على أن الصحة والشقاء في الأعراب وقال ملك الجفاء أنا أسكن المغرب فقال ملك الجهل أنا معك فاجتمعت الأمة على أن الجفاء والجهل في البربر وقال ملك السيف أنا أسكن الشام فقال له ملك البأس أنا معك وقال ملك الغنى أنا أقيم ها هنا فقال له ملك المروءة أنا معك فقال ملك الشرف وأنا معكما فاجتمع ملك الغنى والمروة والشرف بالعراق أخبرنا أبو محمد هبة الله بن أحمد بن طاوس حدثني أبي أبو البركات أحمد بن عبد الله ونقلته أنا من خطه أنا أبو الفضل عبيد الله بن علي بن الكوفي
_________
( 1 ) ما بين معكوفتين زيادة عن خع ومختصر ابن منظور
( 2 ) في المطبوعة : " قحطان هو ذا أنت
" وفي خع ومختصر ابن منظور 1 / 133 كالاصل
( 3 ) عن خع ومختصر ابن منظور وبالاصل " جعل "
( 4 ) بالاصل " بايلي "
( 5 ) في مختصر ابن منظور : فأجمعت

(1/354)


الصيرفي أنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن أبان الهيتي ( 1 ) نا أبو الطيب أحمد بن إبراهيم البغدادي نا يحيى بن أبي طالب أنا عاصم نا بيان بن بشر عن حكيم بن جابر قال أخبرت أن الإسلام قال أنا لا حق بأرض الشام قال الموت وأنا معك قال الملك وأنا لاحق بأرض العراق قال القتل وأنا معك قال الجوع وأنا لا حق بأرض المغرب قالت الصحة وأنا معك كذا قال والصواب علي بن عاصم وإنما اراد بذلك كثرة ما كان بها من الطاعون أو القتل في الجهاد وكلاهما شهادة وذلك مدح ليس بذم وقد جاء من وجه آخر في هذه الحكاية ذكر القتل بدل الموت قرأت بخط أبي الحسن رشأ بن نظيف المقرئ وأنبأنيه أبو القاسم علي بن إبراهيم النسيب وأبو الوحش سبيع بن المسلم عنه أنا ( 2 ) أبو أحمد عبد السلام بن الحسين البصري اللغوي أنا أبو ( 3 ) محمد علي بن عبد الله بن المغيرة الجوهري البغدادي أخبرني أبو الحسن أحمد بن محمد الأسدي نا الرياشي يعني العباس بن الفرج نا مسدد نا خالد بن عبد الله الواسطي عن بيان عن حكيم بن جابر قال بلغني أن الإسلام قال أنا لاحق بالشام قال القتل أنا معك وقال الجوع انا لاحق بالحجاز فقالت الصحة أنا معك وأنشد لحسان رضي الله عنه * يغدا علينا بناجود ومسمعة * إن الحجاز رضيع الجوع والبؤس ( 4 ) * قال الرياشي فقال رجل من بني مخزوم كذب حسان فقلت له حسان أولى بالحجاز منك كتب إلي أبو الغنائم محمد بن علي بن ميمون أنا أبو عبد الله محمد بن علي بن الحسن بن علي بن الحسين بن عبد الرحمن العلوي أنا أبو الفضل محمد بن جعفر بن محمد بن عبد الكريم الخزاعي قال سمعت أبا العباس الحسن بن سعيد
_________
( 1 ) بالكسر نسبة إلى هيت ( انظر معجم البلدان )
( 2 ) زيادة عن خع
( 3 ) زيادة عن المطبوعة
( 4 ) ليس في ديوانه والناجود : الخمر وقيل : الخمر الجيد

(1/355)


يقول سمعت يموت بن المزرع بن أخت الجاحظ يقول سمعت خالي الجاحظ يقول اشياء أتفقت ثمانية أزواج ستة عشر صنفا ثم اتفقت أزواجا فصارت ثمانية أزواج فقال الدين أسكن الحرمين مكة والمدينة قالت الأمانة أنا معك قال الغنى واليسار أسكن مصر قال الذل أنا معك قال السخاء أسكن الشام قالت الشجاعة أنا معك قال العقل أسكن العراق قالت المروءة وأنا معك قال العلم أسكن خراسان قال الورع وأنا معك قالت التجارة أسكن الخوزستان وأصبهان قالت النذالة وأنا معك قال الجفاء أسكن المغرب قال الجهل وأنا معك قال الفقر أسكن اليمن قالت القناعة وأنا معك وهذا مدح ليس بذم أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي وأبو الحسن علي بن هبة الله بن عبد السلام الكاتب قالا أنا أبو محمد عبد الله بن محمد الصريفيني أنا أبو القاسم عبيد الله بن محمد بن إسحاق بن حبابة أنا أبو ( 1 ) القاسم البغوي نا علي بن الجعد أنا شعبة عن أبي سنان وهو ضرار بن مرة قال سمعت عبد الله بن أبي الهذيل أن عمر رضي الله عنه أتي برجل قد أفطر في رمضان فلما رفع ( 2 ) إليه عثر فقال على وجهك أو بوجهك تفطر ( 3 ) وصبياننا صيام فضربه الحد وكان إذا غضب على إنسان سيره إلى الشام فسيره إلى الشام لم يكن عمر رضي الله عنه ينفي إلى الشام لدناءة حال أهله عنده وإنما كان ينفي إليها لكثرة ما كان بها من الطاعون رجاء أن يكفيه الطاعون أمر من يغضب عليه فينفيه إليها ليكون الطاعون شهادة له ومكفرا عنه ما فرط منه وهذا المعنى فيما أخبرنا أبو القاسم بن الحصين أنا أبو علي بن المذهب أنا أبو بكر بن مالك حدثني عبد الله بن أحمد حدثني أبي نا يزيد وأخبرتنا فاطمة بنت ناصر قالت قرئ علي إبراهيم بن منصور السلمي أنا
_________
( 1 ) عن خع وبالاصل " ابن " تحريف
( 2 ) عن خع ومختصر ابن منظور 1 / 135 وبالاصل " رجع "
( 3 ) سقطت من الاصل وخع واستدركت عن المطبوعة 1 / 341

(1/356)


أبو بكر بن المقرئ أنا أبو يعلى الموصلي نا أبو خيثمة نا يزيد بن هارون نا وقال أبو يعلى أنا مسلم بن عبيد أبو نصيرة قال سمعت أبا عسيب مولى رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) يقول قال ( 1 ) رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) أتاني جبريل عليه السلام بالحمى والطاعون فأمسكت الحمى بالمدينة وأرسلت الطاعون إلى الشام فالطاعون شهادة زاد أحمد لأمتي وقالا رحمة لهم ورجس على الكافر ولهذا الحديث عندي طرق غير هاتين وعلى هذا المعنى يحمل جميع الأحاديث التي وردت في طاعون الشام والله أعلم أنبأنا أبو علي الحداد أنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن ريذة أنا أبو القاسم سليمان بن أحمد نا محمد بن حيان المازني نا وهب بن جرير نا أبو أمية بن يعلى عن علي بن زيد قال قيل لعمرو بن العاص صف لنا أهل الأمصار قال أهل الحجاز أحرص الناس على فتنة وأعجزه عنها وأهل العراق أحرص الناس على علم وأبعده منها وأهل الشام أطوع الناس للمخلوق وأعصاه للخالق وأهل مصر أكيس الناس صغيرا وأحمقه كبيرا رواه كادح بن رحمة الزاهد الكوفي عن أبي أمية يعني وهيبا عن علي بن زيد نحوه ( 2 ) ولا أدري من قال يعني وهيبا أخبرنا أبو الفرج سعيد بن أبي الرجاء الصيرفي أنا منصور بن الحسين وأبو طاهر أحمد بن محمود الثقفي قالا أنا أبو بكر بن المقرئ نا أحمد بن زكريا بن يحيى الساجي أنا أبو بكر إسماعيل بن إسحاق بن إبراهيم بن مهران الثقفي النيسابوري سنة اثنتين وتسعين نا عبيد الله بن عمر نا أبو أمية بن يعلى وكان قد أدرك نافعا ( 3 ) عن علي بن زيد بن جدعان قال قال رجل لعمرو بن العاص صف لي الأمصار قال أهل الشام أطوع الناس للمخلوق وأعصاهم للخالق وأهل مصر أكيسهم صغارا وأحمقهم كبارا وأهل الحجاز أسرع الناس إلى الفتنة وأعجزهم عنها ( 4 ) وأهل العراق أطلب الناس للعلم وأبعدهم منه
_________
( 1 ) كررت اللفظة بالاصل والمثبت عن خع
( 2 ) عن خع وبالاصل " نحره "
( 3 ) بالاصل : " ناسخا " والمثبت عن خع
( 4 ) كذا بالاصول وفي مختصر ابن منظور 1 / 135 " فيها "

(1/357)


علي بن زيد بن جدعان يضعف فيما رواه عن من أدركه فكيف بما رواه عن من لم يدركه وهو لم يدرك عمرو بن العاص ولم يره أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو بكر بن الطبري أنا أبو الحسين بن الفضل أنا عبد الله بن جعفر نا يعقوب بن سفيان نا نعيم بن حماد نا رشدين عن عمرو بن الحارث عن بكير بن عبد الله بن الأشج قال سئل عمرو بن العاص عن أهل الشام فقال هم أطوع الناس لمخلوق وأعصاه لخالق قال فأهل المدينة قال أطلب الناس لفتنة وأعجزهم عنها قال فأهل العراق قال أخصب الناس ألسنة وأجدبه قلوبا قالوا فأهل مصر قال أكيس الناس صغارا وأحمقهم كبارا فذكرت هذا الحديث لشيخ من ولد عمرو بن العاص فزادني قال وسئل عن أهل مكة فقال أعظم الناس في أنفسهم وأحقرهم عند الناس
بكير لم يدرك عمرو بن العاص ورشدين بن سعد ضعيف ونعيم بن حماد مختلف في عدالته وله غرائب وقد روي معنى ( 1 ) هذا عن ابنه عبد الله بن عمرو أخبرناه أبو نصر عبد الرحيم بن الأستاذ أبي القاسم القشيري في كتابه أنا أبو بكر البيهقي أنا الحاكم أبو عبد الله الحافظ أخبرني الحسين بن محمد الماسرجسي ( 2 ) نا عبد الله بن محمد بن مسلم نا يونس بن عبد الأعلى نا أشهب بن عبد العزيز حدثني مالك قال قال عبد الله بن عمرو بن العاص لأهل العراق أطلب الناس للعلم وأتركهم له ولأهل المدينة أسرع الناس إلى الفتنة وأضعفهم عنها ولأهل الشام أطوع الناس لمخلوق وأعصاهم للخالق ولأهل مصر أكيسهم صغارا وأحمقهم كبارا وهذا منقطع فإذا مالكا لم يدرك عبد الله بن عمرو
_________
( 1 ) عن خع وبالاصل " يعني "
( 2 ) بالاصل وخع " الساسر جسي " تحريف والمثبت عن الانساب وهذه النسبة إلى " ماسرجس " اسم جد
وإليه
ينتسب وذكر أسماء عدة ومنها أبو علي الحسين بن محمد بن أحمد بن الحسين الحافظ الماسرجسي سمع منه الحاكم أبو عبد الله الحافظ

(1/358)


أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو الحسين بن النقور وأبو منصور عبد الباقي بن محمد بن غالب بن العطار قالا أنا أبو طاهر المخلص نا أبو محمد عبيد الله بن عبد الرحمن بن محمد بن عيسى السكري نا أبو يعلى زكريا بن يحيى المنقري نا الأصمعي نا هشام بن سعد عن شيخ حدثه قال قدم عبد الله بن الكواء على معاوية فقال له معاوية أخبرني عن أهل البصرة قال يقاتلون معا ويدبرون شتى قال فأخبرني عن أهل الكوفة قال أنظر الناس في صغيرة وأوقعه في كبيرة قال فأخبرني عن أهل المدينة قال أحرص الناس على الفتنة وأعجزه فيها قال فأخبرني عن أهل مصر قال لقمة آكل قال فأخبرني عن أهل الجزيرة قال كناسة بين مدينتين قال فأخبرني عن أهل الموصل قال قلادة وليدة فيها من كل خرزة قال فأخبرني عن أهل الشام قال جند أمير المؤمنين ولا أقول فيهم شيئا قال لتقولن قال أطوع الناس لمخلوق وأعصاهم لخالق ولا يحسبون للسماء ساكنا أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم الخطيب وأبو الوحش سبيع بن المسلم المقرئ عن أبي الحسن رشأ بن نظيف أنا أبو الفتح إبراهيم بن علي بن إبراهيم البغدادي نا أبو بكر محمد بن القاسم بن بشار الأنباري نا أبي نا أبو حاتم عن أبي عبيدة قال سأل معاوية ابن الكواء فقال له يا ابن الكواء أخبرني عن أهل الكوفة قال أنظر الناس في صغير وأضيعهم لكبير قال فأهل البصرة قال نعم ترد جميعا وتصدر شتى قال فأهل الموصل قال قلادة أمة فيها كل الخرز قال فأهل الجزيرة قال كناسة المصرين قال فأهل مصر قال أحدا أحبا ( 1 ) أكلة من غلب قال ثم سكت قال سلني يا معاوية فسكت قال سلني قال أخبرني عن أهل الشام قال أطوع الناس لمخلوق في معصية الخالق وأجرأهم على الموت لا يدري ما بعده دمشقيهم يشتمل ولا يدري وحمصيهم يسمع ولا يعي أنبأنا أبو الغنائم محمد بن علي بن ميمون الكوفي أنا محمد بن علي ( 2 ) بن الحسن الحسني قال قرأت في كتاب علي بن حامد الشيخ الصالح بخطه نا
_________
( 1 ) كذا بالاصل وخع
( 2 ) سقطت من المطبوعة

(1/359)


أحمد بن عيسى بن أبي موسى العطار نا سليمان بن الربيع نا يحيى بن المغيرة عن جرير عن أشياخه قال سئل لسان ( 1 ) الحمرة عن أهل الكوفة فقال أنظره لصغيرة وأركبه لكبيرة وسئل عن أهل البصرة فقال إبل وردت معا وصدرت اشتاتا وسئل عن أهل الشام فقال أطوعه لمخلوق وأعصاه لخالق وسئل عن أهل مصر فقال عبيد من غلب وسئل عن أهل الجزيرة فقال كأسد بين أجمتين وسئل عن أهل الموصل فقال قلادة اصمد جمعت والمراد بما ( 2 ) في هذه الحكايات ما كان عليه أهل الشام من طاعة أئمتهم وأمرائهم واقتدائهم في الفتن ( 3 ) والحروب بآرائهم من غير نظر في عواقب الفتن كما فعلوا في سالف الزمن من قتالهم علي بن أبي طالب وهو الإمام المرتضى وفعلهم في يوم الحرة وحصار ابن الزبير ما لا يرتضى وتلك أمور قد خلت والله يعفو عنها وفتن قد مضت والله يعصم منها وعبد الله بن الكواء لا يعتمد على ما يرويه فكيف يعتمد على ما يقوله عن نفسه ولا عن غيره ويحكيه والاحتجاج بما قاله ابن لسان الحمرة من الاحتجاجات الباطلة المنكرة أخبرنا أبو القاسم هبة الله بن عبد الله بن أحمد الواسطي أنا أبو بكر الخطيب أنا الحسن بن أبي بكر أنا الحسن بن محمد بن ( 4 ) كيسان النحوي نا إسماعيل بن إسحاق القاضي نا هدبة بن خالد نا أبو الأشهب عن عمر بن ظبيان عن أبي المخيس قال كنت جالسا عند الأحنف فأتاه كتاب من عبد الملك بن مروان يدعوه إلى نفسه فقال يدعوني ابن الزرقاء إلى طاعة أهل الشام ولوددت أن بيننا وبينهم جبلا من نار من أتانا منهم احترق ومن أتاهم منا احترق وهذا لما كان يجري بين أهل الشام والعراق من الحروب فأما الآن فقد ألف الله بين المسلمين وأزال ما كان في القلوب ( 5 )
_________
( 1 ) في المطبوعة : ابن لسان الحمرة وسيأتي صوابا في آخر الحديث
( 2 ) عن خع وبالاصل : " ما "
( 3 ) كذا بالاصل وخع
( 4 ) استدركت عن هامش الاصل وخع
( 5 ) العبارة في مختصر ابن منظور 1 / 136 : فقد ألف الله بين القلوب

(1/360)


قرأنا على أبي عبد الله يحيى بن الحسن بن البنا عن أبي تمام علي بن محمد بن الحسن عن أبي عمر بن حيوية أنا أبو الطيب محمد بن القاسم بن جعفر نا ابن أبي خيثمة نا هارون بن معروف ( 1 ) نا ضمرة نا ابن شوذب عن أبي المنهال عن أبي زياد قال قال لي كعب أترى هذه الأهواء التي هي فيكم اليوم يعني بالعراق فإنها ستنقل إلى الشام قرأت على أبي محمد عبد الكريم بن حمزة السلمي عن عبد العزيز بن أحمد التميمي أنا أبو القاسم تمام الرازي أنا أبو الميمون بن راشد نا أبو الأصبغ عبد العزيز بن سعيد الهاشمي الدمشقي نا محمد بن سماعة نا عبد الرزاق أنا معمر عن الزهري قال ينبغي للناس أن يدعوا من حديث أهل المدينة حديثين ومن حديث أهل مكة حديثين ومن حديث أهل العراق حديثين ومن حديث أهل الشام حديثين فأما حديثا ( 2 ) أهل المدينة فالسماع والقيان ( 3 ) وأما حديثا ( 2 ) أهل مكة فالصرف والمتعة وأما حديثا ( 2 ) أهل العراق فالنبيذ والسحور وأما حديثا ( 2 ) أهل الشام فالطلاء والطاعة أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر الشحامي أنا أبو بكر البيهقي أنا أبو عبد الله الحافظ وأبو عبد الله إسحاق بن محمد السوسي قالا نا أبو العباس محمد بن يعقوب نا أحمد بن عيسى التنتسي نا عمرو بن أبي سلمة قال سمعت الأوزاعي يقول يترك من قول أهل مكة المتعة والصرف ومن قول أهل المدينة السماع وإتيان النساء في أدبارهن ومن قول أهل الشام الجبر والطاعة ومن قول الكوفة النبيذ والسحور أخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد بن مقاتل بن مطكود السوسي ( 4 ) أنا جدي أبو
_________
( 1 ) زيادة عن المطبوعة 1 / 346
( 2 ) بالاصل " حديث " والمثبت عن خع
( 3 ) في المطبوعة : والغناء
( 4 ) السوسي بالواو بين السينين المهملتين الاولى مضمومة والاخرى مكسورة
هذه النسبة إلى سوس وسوسة
قال السمعان : وظني أن أبا القاسم نصر بن أحمد بن مقاتل بن مظكود السوسي من سوس المغرب ( سوسة بلدة بالمغرب )
وفي اللباب : مطكوذ وفي وفي المطبوعة : مطلود

(1/361)


محمد المقرئ أنا أبو علي الأهوازي أنا تمام بن محمد الحافظ نا أبو بكر محمد بن إدريس بن الحجاج الأنطاكي نا ( 1 ) محمد بن علي العسقلاني قال سمعت رواد بن الجراح يقول سمعت أبا عمرو الأوزاعي يقول لا نأخذ من قول أهل العراق خصلتين ومن قول أهل مكة خصلتين ولا من قول أهل المدينة خصلتين ولا من قول أهل الشام خصلتين فأما أهل العراق فتأخير السحور وشرب النبيذ وأما أهل مكة فالمتعة والصرف ( 2 ) وأما أهل المدينة فإتيان النساء في أدبارهن والسماع وأما أهل الشام فبيع العصير وأخذ الديوان وهذان الأمران قد ذهبا أما بيع العصير فليس في الشام اليوم عالم يبيحه وإنما يفعل ذلك أهل الفسوق وأما الديوان فقد منعهموه ( 3 ) السلطان أخبرنا أبو محمد عبد الرحمن بن أبي الحسن بن إبراهيم الداراني أنا سهل بن بشر الإسفرايني أنا أبو بكر الخليل بن هبة الله بن الخليل أنا عبد الوهاب الكلابي أنا أبو الجهم أحمد بن الحسين بن طلاب المشغراني نا العباس بن الوليد بن صبح الخلال نا مروان بن محمد نا الهيثم بن حميد حدثني النعمان بن المنذر الغساني قال كنت مع مكحول بالصائفة قال فأتاه فتيان من أهل العراق قال فجعلوا يسألونه قال فجعل يخبرهم قال فقالوا له عن من ومن حدثك قال فنشط لهم مكحول فجعل يسند لهم قال فلما تهيأ قيامه ضحك ثم قال هكذا ينبغي لكم يا أهل العراق فلا يصلحكم إلا هذا وأما أصحابنا هؤلاء أهل الشام فيأخذون كما تيسر قال ثم قام بلغني عن أبي الحسين محمد بن عبد الله بن جعفر الرازي فيما قرأته بخط أبي القاسم عبد الله بن أحمد بن صابر وذكر أنه نقله من خطه نا أبو عبد الله محمد بن يوسف بن بشر الهروي أنا محمد بن سليمان الواسطي أبو بكر قال سمعت أحمد بن داود الحداد يقول سمعت ابن فضيل يقول سمعت الأعمش يقول كنا إذا جاءنا الحديث فأنكرناه قلنا شامي
_________
( 1 ) زياة عن خع
( 2 ) الصرف : بيع الذهب والفضة بذهب أو فضة وبيع النقد بالنقد ( القاموس الفقهي )
( 3 ) كذا بالاصل وخع ومختصر ابن منظور 1 / 136 وفي المطبوعة أثبت محققها : منعه

(1/362)


قال ونا أبو عبد الله الهروي نا صالح بن محمد بن عمرو بن حبيب أبو علي الحافظ حدثني أحمد بن إبراهيم الدورقي قال سمعت أبا داود الطيالسي يقول سمعت شعبة يقول تكتب عن الشامي كثيرا أنبأنا أبو الحسن محمد بن مروان بن عبد الرزاق الزعفراني وأبو محمد عبد الله بن أحمد السمرقندي وهبة الله بن أحمد الأكفاني قالوا نا أبو بكر الخطيب نا محمد بن جعفر بن علان أنا أبو الفتح محمد بن الحسين الأزدي نا أبو سعيد العدوي نا أحمد بن عبيد الله الغداني ( 1 ) قال قيل لعبد الرحمن بن مهدي أي الحديث أصح قال حديث أهل الحجاز قيل ثم من قال حديث أهل البصرة قال قيل ثم من قال حديث أهل الكوفة قال فالشام قال فنفض يده في ثبوت هذه الحكاية نظر لأن العدوي كذاب وإن صح فيحتمل انه إنما قال ذلك لأن الغالب على أحاديث أهل الشام أحاديث الفتن والملاحم أو لأنهم لا يسألون عن الإسناد ويأخذون الأحاديث كما تيسر كما في الحكاية التي قبلها عن مكحول والله أعلم فأما إذا جاء الحديث مسندا من رواية ثقاتهم بعضهم عن بعض فهو صحيح تلزم به الحجة كما يلزم بأحاديث غيرهم من أهل الأمصار أخبرنا أبو البركات عبد الوهاب بن المبارك بن أحمد الأنماطي الحافظ أنا قاضي القضاة أبو بكر محمد بن المظفر بن بكران الشامي أنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن أحمد العتيقي أنا أبو يعقوب يوسف بن أحمد بن يوسف بن الدخيل الصيدلاني نا أبو جعفر محمد بن عمرو بن موسى بن محمد بن حماد العقيلي نا معاذ بن المثنى نا محمد بن المنهال نا حميد بن إبراهيم قال قال عمرو بن عبيد عن هذه الآية " ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الفاسقون " ( 2 ) قال قلت هم أهل الشام قال نعم عمرو هو القدري لا يحتج بما يرويه عن غيره لزيغه عن المحجة فكيف بما يقوله برأيه في كتاب الله مما لا يعضده بالحجة
_________
( 1 ) بضم الغبن وفتح الدال المهملة الخفيفة هذه النسبة إلى غدانة بن يربوع بن حنظلة بن مالك بن زيد مناة بن تميم
( 2 ) سورة المائدة الاية : 50

(1/363)


قرأت على أبي القاسم الشحامي عن أبي بكر البيهقي أنا الحاكم ( 1 ) أبو عبد الله الحافظ قال سمعت جعفر بن محمد المراغي يقول قرأت على أبي الأزهر جماهر بن محمد الغساني بدمشق نا محمود بن خالد نا الوليد بن مسلم سمعت الأوزاعي يقول كانوا يستحبون ( 2 ) أن يحدثوا أهل الشام بفضائل أهل البيت ليرجعوا عما كانوا عليه أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم الخطيب عن أبي القاسم علي بن الفضل بن الفرات المقرئ أنا عبد الوهاب الكلابي أنا أبو الحسن بن جوصا ( 3 ) نا عبد الله بن خبيق ( 4 ) قال سمعت يوسف بن أسباط يقول سمعت الثوري يقول إذا كنت بالشام فحدث بفضائل علي وإذا كنت بالعراق فحدث بفضائل عثمان وهذا لما كان في أهل الشام من الانحراف عن أهل بيت الرسول فأما الآن فقد أمن ذلك لما وقفوا عليه من فضلهم المنقول قرأت على أبي محمد عبد الكريم بن حمزة السلمي عن عبد العزيز بن أحمد التميمي أنا تمام بن محمد الرازي أنا الحسن بن أحمد بن يعقوب نا يحيى بن محمد بن سهل نا محمد بن يعقوب يعني الغساني نا أبو اليمان نا صفوان عن الفرج بن محمد أنه سمع أبا ضمرة يقول قال كعب ليزولن سنير ( 5 ) عن موضعه فينطلق به فلا يدرى أين يسلك به وأنه لوتد من أوتاد جهنم قال محمد بن يعقوب قال أبو اليمان يذهب به إلى النار يعني لكثرة من يسكن به من النصارى أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي الأنصاري وأبو محمد طاهر بن سهل بن بشر الإسفرايني قالا نا أبو بكر الخطيب أنا الحسن بن أبي بكر أنا محمد بن الحسن بن زياد النقاش قال سمعت يوسف بن الحسين يقول سمعت أحمد بن أبي
_________
( 1 ) عن خع وبالاصل " الحافظ "
( 2 ) عن خع ومختصر ابن منظور 1 / 137 وبالاصل " يسحبون " خطأ
( 3 ) عن خع وبالاصل " حوصا "
( 4 ) بالاصل وخع : " حبيق " والمثبت والضبط عن التبصير 2 / 524
( 5 ) سنير بفتح أوله وكسر ثانيه جبل بين حمص وبعلبك على الطريق وعلى رأسه قلعة سنير ويمتد مغربا إلى بعلبك ويمتد مشرقا إلى القريتين وسلمية ( معجم البلدان

(1/364)


الحواري قال قدمت الكوفة فلقيت أبا بكر بن عياش فقلت حدثني فإني رجل غريب فقال أهل بلدي أحق منك قلت إني رجل من أهل الشام قال ذاك أبعد لك وهذا لما كان بين أهل الشام وأهل الكوفة من الإحن فأما الآن فقد صار المسلمون إخوانا وبرءوا من المحن أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي وأبو السعود أحمد بن علي بن محمد بن المجلي ( 1 ) قالا أنا أبو محمد عبد الله بن محمد الصريفيني أنا أبو القاسم الصيدلاني نا علي بن محمد الكاتب نا أبو الحسن علي بن الحسين الطويل حدثني أحمد بن محمد السكري حدثني ابن عمي أبو يحيى السكري قال دخلت مسجد دمشق فرأيت في مسجدها خلقا ( 2 ) فقلت هذا بلد قد دخله جماعة من أصحاب رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) وعليهم وملت إلى حلقة في المسجد في صدرها شيخ جالس فجلست إليه فسأله رجل ممن بين يديه فقال يا أبا المهلب من علي بن أبي طالب قال خناق كان بالعراق اجتمعت إليه جميعة ( 3 ) فقصد أمير المؤمنين يحاربه فينصره الله عليه قال فاستعظمت ذلك وقمت فرأيت في جانب المسجد شيخا يصلي إلى سارية حسن السمت والصلاة والهيئة فقعدت إليه فقلت له يا شيخ أنا رجل من أهل العراق جلست إلى تلك الحلقة وقصصت عليه القصة فقال لي في هذا المسجد عجائب بلغني أن بعضهم يطعن على ابي محمد حجاج بن يوسف فعلي بن أبي طالب من هو في إسناد هذه الحكاية غير واحد من المجاهيل وقد رويت بإسناد أمثل من هذا عن أهل حمص وهي بهم أشبه أخبرنا بها أبو القاسم علي بن إبراهيم الحسني أنا رشأ بن نظيف المقرئ أنا الحسن بن إسماعيل بن محمد نا أحمد بن مروان الدينوري نا محمد بن سعيد
_________
( 1 ) بالاصل وخع : " المحلي " والمثبت والضبط عن التبصير 4 / 1344
( 2 ) كذا بالاصل وخع وفي مختصر ابن منظور 1 / 138 " حلقا "
( 3 ) في مختصر ابن منظور : جمعية

(1/365)


البزار نا أحمد بن محمد بن يونس اليمامي نا عبد الرزاق قال سمعت معمرا يقول دخلت مسجد حمص فإذا أنا بقوم لهم رواء فظننت بهم الخير فجلست إليهم فإذا هم ينتقصون علي بن أبي طالب ويقعون فيه فقمت من عندهم فإذا شيخ يصلي ظننت به خيرا فجلست إليه فلما حس بي جلس وسلم فقلت له يا عبد الله ما ترى هؤلاء القوم يشتمون علي بن أبي طالب وينتقصونه وجعلت أحدثه بمناقب علي بن أبي طالب وأنه زوج فاطمة بنت رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) وأبو الحسن والحسين وابن عم رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) فقال يا عبد الله ما لقي الناس من الناس لو أن أحدا نجا من الناس لنجا منهم أبو محمد رحمه الله هو ذا يشتم وينتقص قلت ومن أبو محمد قال الحجاج بن يوسف رحمه الله وجعل يبكي فقمت عنه وقلت لا استحل أن أبيت بها ( 1 ) فخرجت من يومي وهذا اليمامي ضعيف أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو القاسم بن مسعدة أنا أبو القاسم السهمي أنا أبو أحمد بن عدي أخبرني إسحاق بن إبراهيم قال ذكرت اليمامي هذا لعبيد الكشوري فقال هو فينا كالواقدي فيكم وسيأتي ذكره في هذا الكتاب وذكر من ضعفه وأما ما يحكيه العامة من تأخير معاوية صلاة الجمعة إلى يوم السبت ورضا أهل الشام بذلك فأمر مختلف لا أصل له ومعاوية ومن كان معه في عصره بالشام من الصحابة والتابعين أتقى لله وأشد محافظة على أداء فريضة ( 2 ) وأفقه في دينه من أن يخفى عنهم ان ذلك لا يجوز ولم أجد لذلك أصلا في شئ من الروايات وإنما يحكى بإسناد منقطع أن بعض مغفلي أهل الشام امتحن بذكر ذلك في العراق في زمن الحجاج فلعل بعض الناس بلغه ذلك فعزاه إلى أهل الشام وانتشر عنه وذلك فيما قرأته على ابي محمد عبد الكريم بن حمزة السلمي عن أبي بكر
_________
( 1 ) في المطبوعة : هنا
( 2 ) في المطبوعة : " فرائضه " وفي خع ومختصر ابن منظور كالاصل

(1/366)


أحمد بن علي بن ثابت الخطيب أخبرني أبو الفتح عبد الرزاق بن محمد بن أبي شيخ عبد الله بن محمد بن جعفر بن حيان الاصبهاني بها نا جدي حدثني أحمد بن إبراهيم المضاجعي ( 1 ) نا محمد بن النضر بن سلمة حدثني محمد بن عبد الوهاب أبو أحمد النيسابوري أنا علي بن خشنام قال كان للحجاج قاض بالكوفة من أهل الشام يقال له أبو حمير فحضرت الجمعة فمضى يريدها فلقيه رجل من أهل العراق فقال أبا حمير أين تذهب قال إلى الجمعة قال أما بلغك أن الأمير قد أخر الجمعة اليوم فانصرف راجعا إلى بيته فلما كان من الغد قال له الحجاج أين كنت يا أبا حمير لم تحضر معنا الجمعة قال لقيني بعض أهل العراق فأخبرني أن الأمير أخر الجمعة فانصرفت قال فضحك الحجاج وقال أبا حمير أما علمت أن الجمعة لا تؤخر وهذه الحكاية إن صحت تدل على بطلان ما يدعى على معاوية من ذلك لأنه لو كان قد تقدم ذلك من معاوية لما خفي على أبي حمير حتى كان يقول للحجاج فقد فعل مثل هذا معاوية ولا على الحجاج حتى يقول لأبي حمير هذا كما قال معاوية لأهل الشام والله يعيذنا من إشاعة الكذب في سلف الأمة ويمن علينا بالثبات على الحق فيما يحكيه وهو ولي العصمة وإنما يتم من الأمر ما هذا سبيله على من اشتهر منه تغفيله كمأ أخبرنا أبو بكر محمد بن الحسين بن علي بن المزرفي نا أبو الحسين محمد بن علي بن المهتدي بالله أنا أبو أحمد محمد بن عبد الله بن القاسم بن جامع الدهان نا أبو علي محمد بن سعيد بن عبد الرحمن القشيري قال سألت أبا عمر ( 2 ) هلالا يعني ابن العلاء عن أبي بكر بن بدر قال ذكروا أنه خرج يوم خميس قد ليس ثيابه يريد الجمعة فمر بميمون بن مهران فقال له أين تريد قال الجمعة فقال له ميمون قد أخروها إلى غد فرجع إلى أهله فقال لهم قال لي ميمون بن مهران أنهم قد أخروا الجمعة إلى غد فأما من كان ( 3 ) في عصر معاوية من الصحابة والتابعين فلا يجوز أن يلحق بهم
_________
( 1 ) كذا الاصل وفي خع " الصايفي " وفي المطبوعة : " المصاحفي "
( 2 ) في مختصر ابن منظور 1 / 139 " أبا عمرو " تحريف وانظر تقريب التهذيب
( 3 ) عن خع وبالاصل " من كلف " وفي مختصر ابن منظور : " ما كان "

(1/367)


ما لا يليق من اختراعات المخترعين وقد كان معاوية يأمر بحضور الجمعة أهل القرى القاصية من ساكني قين ( 1 ) وقردا ( 2 ) وزاكية ( 3 ) فكيف يظن به أنه أخرها عن حاضرتها من مرتقبي تأديتها ومنتظريها وهذا ما لا يظننه به إلا أهل الغباوة ولا يكلفه في حق ذلك القرن إلا أهل الشقاوة وقد أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلم السلمي أنا أبو الفتح نصر بن إبراهيم بن نصر المقدسي الفقيه وأبو محمد عبد الله بن عبد الرزاق بن الفضيل الكلاعي وأخبرنا أبو الحسن علي بن زيد السلمي المؤدب نا نصر بن إبراهيم قالا أنا أبو الحسن محمد بن عوف المزني أنا أبو علي الحسن بن منير التنوخي أنا أبو بكر محمد بن خريم العقيلي نا هشام بن عمار نا عمرو بن واقد نا يونس بن حلبس قال سمعت معاوية بن أبي سفيان على هذا المنبر منبر دمشق يقول يا أهل قردا يا أهل زاكية يا أداني البثنية ( 4 ) الجمعة الجمعة وربما قال يا أهل قين يا قاضي ( 5 ) الغوطة الجمعة الجمعة لا تدعوها "
_________
( 1 ) كذا بالاصل وفي خع " بين وقين ماء لفزارة ولعلها قينية قرية كانت مقابل الباب الصغير من مدينة دمشق ( معجم البلدان )
( 2 ) قردا : بالتحريك كذا ورد في معجم البلدان
( 3 ) زاكية : قرية من قرى حوران ( انظر المطبوعة 1 / 353 )
( 4 ) البثنية قرية بين دمشق وأذرعات ( ياقوت )
( 5 ) في مختصر ابن منظور : يا أقاصي الغوطة

(1/368)


باب ذكر بعض ما بلغنا من أخبار ملوك الشام قبل أن يدخل الناس في دين الإسلام " أخبرنا أبو محمد هبة الله بن إسماعيل بن عمر السيدي الفقيه أنا أبو عثمان سعيد بن محمد بن أحمد البحيري أنا أبو عمرو بن حمدان أنا أبو يعلى الموصلي نا شباب نا المعتمر التيمي قال سمعت أبي عن سليمان عن عطية عن أبي سعيد قال لما كان يوم ظهرت الروم على فارس فأعجب بذلك المؤمنون فنزلت " ألم غلبت الروم " إلى قوله عز و جل " ويومئذ يفرح المؤمنون " ( 1 ) بظهور الروم على فارس أخبرناه أبو القاسم الشحامي أنا أبو سعد محمد بن عبد الرحمن بن محمد الجنزرودي أنا أبو سعيد محمد بن الحسين بن موسى بن محموية بن ثور بن عبد الله السمسار نا أبو قريش محمد بن جمعة بن خلف الحافظ القهستاني ( 2 ) نا نصر بن علي الجهضمي نا المعتمر بن سليمان عن أبيه عن الأعمش عن عطية عن أبي سعيد الخدري قال لما كان يوم بدر وظهرت الروم على فارس فأعجب بذلك المؤمنون ففرح المؤمنون بظهور الروم على فارس أخبرنا أبو غالب أحمد بن الحسن بن البنا أنا أبو الغنائم عبد الصمد بن علي بن المأمون أنا أبو الحسن الدارقطني نا أحمد بن القاسم بن نصر نا محمد بن سليمان لوين نا عبد الرحمن بن أبي الزناد عن أبيه عن عروة عن نيار بن مكرم ( 3 ) وكانت
_________
( 1 ) سورة الروم الايات : 1 - 2 - 3
( 2 ) بضم القاف والهاء وسكون السين هذه النسبة إلى قهستان ناحية بخراسان بين هراة ونيسابور ( الانساب )
( 3 ) ضبط اللفظتين عن تقريب التهذيب بالنص

(1/369)


له صحبة قال لما نزلت " ألم غلبت الروم " خرج بها أبو بكر إلى المشركين فقالوا هذا كلام صاحبك قال الله تعالى أنزل هذا وكانت فارس قد غلبت الروم ( 3 ) واتخذوهم شبه العبيد وكان المشركون يحبون ألا تغلب الروم فارس لأنهم أهل كتاب وتصديق بالبعث فقالوا لأبي بكر نبايعك على أن الروم لا تغلب فارس فقال أبو بكر البضع ما بين الثلاث إلى التسع قالوا ( 4 ) تنتظر من ذلك ست سنين لا أقل ولا أكثر قال فوضعوا الرهان وذلك قبل أن يحرم الرهان فرجع ( 5 ) أبو بكر بها إلى أصحابه فأخبرهم الخبر فقالوا بئس ما صنعت ألا اقربها كما قال الله تعالى لو شاء الله أن يقول ( 6 ) شيئا لقال فلما كانت سنة ست لم تظهر الروم على فارس فأخذوا الرهان فلما كانت سنة سبع ظهرت الروم على فارس فذلك قوله " يومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله " قال الدارقطني هذا حديث غريب من حديث عروة بن الزبير عن نيار بن مكرم الأسلمي عن أبي بكر الصديق تفرد به أبو الزناد عبد الله بن ذكوان عنه ولم يروه عنه غير ابنه عبد الرحمن أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر أنا أبو حامد أحمد بن محمد بن الحسن الأزهري أنا أبو سعيد محمد بن عبد الله بن حمدون أنا أبو حامد أحمد بن محمد بن الحسن نا محمد بن يحيى الذهلي نا علي بن عبد الله نا معن بن عيسى ( 7 ) نا عبد الله بن عبد الرحمن الجمحي عن ابن شهاب عن عبيد الله بن عبد الله عن ابن عباس قال لما نزلت " ألم غلبت الروم في أدنى الأرض وهم من بعد غلبهم سيغلبون " ناحب أبو بكر قريشا ثم أتى النبي ( صلى الله عليه و سلم ) فقال إني قد ناحبتهم فقال له النبي ( صلى الله عليه و سلم ) فهلا احتطت فإن البضع ما بين الثلاث إلى التسع قال الجمحي المناحبة المراهنة وذلك قبل أن يكون تحريم ذلك
_________
( 1 ) ما بين معكوفتين سقط من الاصل واسدرك عن خع
( 2 ) بالاصل : " فوضع " والصواب ما أثبت عن خع
( 4 ) كذا والعبارة في خع أوضع : أن يقول ستا لقال
( 5 ) ما بين معكوفتين سقط من المطبوعة

(1/370)


قال ونا محمد بن يحيى نا يعقوب بن إبراهيم بن سعد نا ابن أخي ابن شهاب عن عمه ( 1 ) أخبرني عبيد الله بن عبد الله بن عتبة أن أبا بكر الصديق حين أنزل الله هاتين الآيتين قال ونا يعقوب أيضا نا أبي عن صالح قال قال ابن شهاب أخبرني عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود أنه بلغه أن أبا بكر الصديق حين أنزل الله هاتين الآيتين لقي رجالا من المشركين فقال لهم إن أهل الكتاب سيغلبون فارسا قالوا في كم قال في بضع سنين قالوا فنحن نناجيك ( 2 ) على ذلك فسم سنين نناجيك ( 2 ) عليها فسمى أبو بكر سبع سنين فعقدوا المناحبة على ذلك قبل أن يحرم القمار فلما رجع أبو بكر أخبر رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) فقال له رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) لم فعلت فكل ما دون العشر بضع وكان ظهور فارس على الروم لسبع سنين فعجب ( 3 ) أبو بكر ثم أظهر الله الروم على فارس زمان الحديبية وقال في حديث ابن أخي ابن شهاب بعد الحديبية ففرح المؤمنون بظهور أهل الكتاب وكان ظهور المؤمنين على المشركين بعد مدة الحديبية أخبرنا أبو عبد الله محمد بن الفضل الفراوي أنا أبو بكر أحمد بن الحسين البيهقي أنا أبو عبد الله الحافظ نا محمد بن كامل القاضي أنا محمد بن سعد بن محمد بن الحسن العوفي حدثني أبي حدثني عمي الحسين بن الحسن بن عطية حدثني أبي عن جدي عطية بن سعد عن ابن عباس في قوله " ألم غلبت الروم " قال قد مضى كان ذلك في أهل فارس والروم وكانت فارس قد غلبتهم ثم غلبت الروم بعد ذلك ولقي نبي الله ( صلى الله عليه و سلم ) مشركي العرب والتقت الروم وفارس ونصر الله النبي ( صلى الله عليه و سلم ) ومن معه من المسلمين على مشركي العرب ونصر أهل الكتاب على مشركي العجم ففرح المؤمنون بنصر الله تعالى إياهم ونصر أهل الكتاب على العجم قال عطية وسألت أبا سعيد الخدري عن ذلك فقال التقينا مع رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) ومشركو العرب والتقت الروم وفارس فنصرنا الله تعالى على مشركي العرب ونصر الله تعالى أهل الكتاب على المجوس ففرحنا بنصر الله إيانا على المشركين وفرحنا بنصر
_________
( 8 ) بالاصل : " عن عبد " والصواب عن خع والعبارة : " عن عمه " ساقط من المطبوعة
( 9 ) الاصل وخع وفي المطبوعة : نناحبك
( 10 ) عن المطبوعة وبالاصل وخع " منحب "

(1/371)


الله أهل الكتاب على المجوس فذلك قوله " ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله " وأخبرنا أبو عبد الله أيضا أنا أبو بكر أنا أبو عبد الله الحافظ نا محمد بن صالح بن هانئ نا الحسين بن الفضل البجلي نا معاوية بن عمرو الأزدي نا أبو إسحاق الفزاري ( 1 ) عن سفيان ( 2 ) الثوري عن حبيب بن أبي عمرة عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال كان المسلمون يحبون أن يظهر الروم على فارس لأنهم أهل الكتاب وكان المشركون يحبون أن تظهر فارس على الروم لأنهم أهل أوثان فذكر ذلك المسلمون لأبي بكر فذكر ذلك أبو بكر للنبي ( صلى الله عليه و سلم ) فقال له النبي ( صلى الله عليه و سلم ) أما إنهم سيظهرون فذكر أبو بكر لهم ذلك فقالوا اجعل بيننا وبينكم أجلا إن ظهروا كان لك كذا وكذا وإن ظهرنا كان لنا كذا وكذا فجعل بينهم أجل خمس سنين فلم يظهروا فذكر ذلك أبو بكر للنبي ( صلى الله عليه و سلم ) فقال ألا جعلته أراه قال دون العشرة قال فظهرت الروم بعد ذلك فذلك قوله " ألم غلبت الروم في أدنى الأرض وهم من بعد غلبهم سيغلبون في بضع سنين " قال فغلبت الروم ثم غلبت ( 3 ) بعد " لله الأمر من قبل ومن بعد ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله " قال سفيان وسمعت أنهم ظهروا يوم بدر أخبرنا أبو القاسم بن الحصين أنا أبو علي بن المذهب أنا أبو بكر بن مالك نا عبد الله بن أحمد حدثني أبي نا معاوية بن عمرو نا إسحاق عن سفيان عن حبيب بن أبي حمزة ( 4 ) عن سعيد بن جبير عن ابن عباس في قوله عز و جل " الم غلبت الروم " قال غلبت وغلبت قال كان المشركون يحبون أن يظهر فارس ( 5 ) لأنهم أهل أوثان وكان المسلمون يحبون أن يظهر الروم على فارس لأنهم أهل كتاب فذكروه لأبي بكر فذكره أبو بكر لرسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) فقال رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) أما إنهم سيظهرون قال فذكره أبو بكر لهم فقالوا اجعل بيننا وبينك أجلا فإن ظهرنا كان لنا
_________
( 1 ) بالاصل " الفراوي " والمثبت عن خع
( 2 ) بالاصل " سليمان " والمثبت عن خع
( 3 ) كذا بالاصل وخع ومختصر ابن منظور 1 / 140 وفي المطبوعة : نزلت
( 4 ) في خع : " عمرة " وقد مر ذكره في الحديث السابق
( 5 ) عن خع وبالاصل " الروم " خطأ

(1/372)


كذا وكذا وإن ظهرتم كان لكم كذا وكذا فجعل أجلا خمس سنين فلم يظهروا فذكر ذلك أبو بكر للنبي ( صلى الله عليه و سلم ) فقال ألا جعلتها إلى دون قال أراه قال العشر قال قال سعيد بن جبير البضع ما دون العشر ثم ظهرت الروم بعد قال فذلك قوله " ألم غلبت الروم " إلى قوله " يومئذ يفرح المؤمنون " قال يفرحون بنصر الله أخبرتنا أبو المجتبى فاطمة بنت ناصر العلوية قالت قرئ على إبراهيم بن منصور السلمي وأنا حاضرة أنا أبو بكر محمد بن إبراهيم بن المقرئ أنا أبو يعلى أحمد بن علي بن المثنى الموصلي نا إبراهيم بن محمد بن عرعرة نا المؤمل نا إسرائيل نا أبو إسحاق عن البراء قال قال لما نزلت " ألم غلبت الروم وهم من بعد غلبهم سيغلبون " قال لقي ناس أبا بكر فقالوا ألا ترى ألى صاحبك يزعم أن الروم ستغلب فارس قال صدق قال فهل لك أن نبايعك على ذلك قال نعم قال أبو بكر فبلغ ذلك النبي ( صلى الله عليه و سلم ) فقال ما أردت إلى هذه فقال يا رسول الله ما فعلته إلا تصديقا لله ورسوله قال فتعرض لهم وأعظم لهم الخطر واجعله إلى بضع سنين فإنه لن تمضي السنون حتى يظهر الروم على فارس قال فمر بهم أبو بكر فقال هل لكم في العود فإن العود أحمد قالوا نعم فبايعوة وأعظموة الخطر فلم تمض السنون حتى ظهرت الروم على فارس فأخذ الخطر وأن فيه النبي ( صلى الله عليه و سلم ) فقال رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) هذا التحليب صوابه التنحيب أخبرنا أبو محمد عبد الكريم بن حمزة السلمي نا أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب وأخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو بكر محمد بن هبة الله بن الحسن الطبري قالا أنا أبو الحسين محمد بن الحسين بن محمد بن الفضل القطان أنا عبد الله بن جعفر بن درستوية نا يعقوب بن سفيان قال فحدثنا أبو اليمان أخبرني شعيب قال ونا الحجاج بن أبي منيع نا جدي جميعا عن الزهري أنا وأخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر المعدل أنا أبو حامد أحمد بن الحسن بن محمد الأزهري أنا أبو سعيد محمد بن عبد الله بن حمدون التاجر أنا أبو حامد أحمد بن الحسن بن محمد الأزهري أنا أبو سعيد محمد بن عبد الله بن حمدون التاجر أنا أبو حامد أحمد بن محمد بن الحسن نا محمد بن يحيى الذهلي ومحمد بن حيوية

(1/373)


الإسفرايني قالا نا أبو اليمان أنا شعيب عن الزهري أخبرني عبيد الله ( 1 ) بن عبد الله بن عتبة بن مسعود أن عبد الله بن عباس ( 2 ) أخبره أنه سمع عمر بن الخطاب يسأل الهرمزان عظيم الأهواز وكان نزل على حكم عمر فأسلم فعفا عنه فسأله عمر عن شأن جيوش وقال يعقوب عن جيوش فارس التي بعث كسرى مع شهربراز قال حجاج مع شهيار وعن حديث وقال يعقوب حرب الروم وما الذي سبب من كشف فارس عنهم فقال ( 3 ) الهرمزان كان كسرى بعث شهربراز وبعث معه جنود فارس فملك الشام ومصر وخرب عامة حصون الروم وطال ( 4 ) زمانه بالشام ومصر وتلك الأرض فطفق كسرى يستبطئه قال يعقوب وقال غير الزهري كان عامل كسرى إذا انتهى إلى حصن من حصونهم ابتنى حصنا بجنب حصنهم فنزل هو وجنده ثم حاصرهم بجنده وعسكره وقاتلهم فكانوا يخلون له الحصن إذا طال ( 5 ) حصارهم وانضموا إلى من وراءهم من الحصون عاد الحديث إلى حديث الزهري عن عبيد الله بن عبد الله عن ابن عباس فطفق كسرى يستبطئه ويكتب إليه إنك لو أردت أن تفتح وقال يعقوب بفتح مدينة الروم افتتحتها وقال يعقوب فتحتها ولكنك رضيت بمكانك فأردت طول السلطان فأكثر إليه كسرى من الكتب في ذلك وأكثر شهريزار مراجعته واعتذارا إليه فلما طال ذلك على كسرى كتب إلى عظيم من عظماء فارس مع شهربراز يأمره بقتل وفي حديث وجيه أيقتل شهربراز ويلي أمر الجنود فكتب إليه ذلك العظيم يذكر أن شهربراز جاهد ناصح وأنه هو أنبل وقال يعقوب وهو أمثل الجنود وقال يعقوب بالحرب منه فكتب إليه كسرى يعزم عليه ليقتلنه ( 6 ) فكتب أيضا يراجعه ويقول إنه ليس لك عبد مثل شهربراز وإنك لو تعلم ما يوازي من مكايدة وقال حجاج مكيدة الروم عذرته فكتب إليه كسرى يعزم عليه ليقتلنه ( 6 ) وليلين أمر الجنود
_________
( 1 ) بالاصل وخع : " أبي عبيد الله " لفظة " أبي " مقحمة فحذفناها
( 2 ) بالاصل : " عباس بن عبد الله " خطأ
( 3 ) عن خع وبالاصل " فقالوا " خطأ
( 4 ) عن خع ومختصر ابن منظور 1 / 141 وبالاصل " وكان "
( 5 ) عن خع وبالاصل : " كان "
( 6 ) بالاصل " ليقتله " والمثبت عن خع ومختصر ابن منظور

(1/374)


فقال يعقوب الجيوش فكتب إليه يراجعه أيضا فغضب كسرى فكتب إلى شهربراز يعزم عليه لتقتلن ذلك العظيم فأرسل شهربراز إلى ذلك العظيم من فارس فأقرأه كتاب كسرى فقال له راجع في فقال له قد علمت وقال يعقوب فقال لقد علمت أن كسرى لا يراجع وقد علمت محبتي إياك ولكنه قد جاءني ما لا أستطيع تركه فقال له ذلك الرجل أفلا تدعني أرجع إلى أهلي فأمر فيهم وقال يعقوب فأمرهم بأمري وأعهد إليهم عهدي فقال بلى وذلك الذي أملك لك فانطلق إلى أهله فأخذ صحائف كسرى الثلاث التي كتب إليه فجعلهن في كمه ثم جاء حتى دخل على شهربراز فدفع ( 1 ) إليه الصحيفة الأولى فاقترأها شهربراز زاد وجيه فقال له شهربراز أنت خير مني فدفع وقال يعقوب ثم دفع إليه الصحيفة ( 2 ) الثانية فاقترأها فنزل عن مجلسه وقال يعقوب سريرة وقال احبس عليه فأبى أن يفعل ودفع إليه الصحيفة الثالثة زاد يعقوب فقال انت خير مني وقالا فاقترأها فلما فرغ منها وفي حديث وجيه فلما فرغ شهربراز من قراءته قال أقسم بالله لأسوأن كسرى فأجمع شهربراز المكر بكسرى وكاتب هرقل وذكر له أن كسرى قد أفسد فارس وجهز بعوثها وابتليت بملكه وسأله أن يلقاه بمكان نصف ( 3 ) يحكمان فيه الأمر ويتعاهدان زاد يعقوب فيه ثم يكشف عنه شهربراز جنود فارس ويخلي بينه وبين السير إلى كسرى فلما جاء كتاب شهربراز دعا رهطا من عظماء الروم فقال لهم حين جلسوا أنا اليوم أحزم الناس أو أعجز الناس وقد أتاني أمر ( 4 ) لا تحسبونه وسأعرض عليكم فأشيروا علي فيه ثم قرأ عليهم كتاب شهربراز ( 5 ) فاختلفوا عليه في الرأي فقال بعضهم هذا مكر من كسرى وقال حجاج من قبل كسرى وقال بعضهم أراد هذا العبد أن يلقاك خاف كسرى تسميت ( 6 ) بك ثم لا يبالي ما لقي فقال هرقل إن الرأي
_________
( 1 ) عن مختصر ابن منظور وبالاصل وخع رسمت : فرفع
( 2 ) ما بين معكوفتين ساقط من الاصل واسدرك عن خع ومختصر ابن منظور
( 3 ) زيادة عن مختصر ابن منظور
( 4 ) زيادة عن خع ومختصر ابن منظور
( 5 ) عن مختصر ابن منظور وبالاصل وخع " شهريار "
( 6 ) كذا وردت العبارة في الاصل وخع لا معنى لها وهي أوضح : أن يلقاك كسرى فيشمت بك

(1/375)


ليس حيث ذهبتم إنه مكاتب ما كاتب ( 1 ) وقال يعقوب ذهبتم إليه إنه لعمري ما كاتب ( 1 ) نفس كسرى بأن يشتم هذا الشتم الذي أجد في كتاب شهربراز وقال يعقوب في الكتاب لشهربراز وما كان شهربراز ليكتب بهذا الكتاب وهو ظاهر على عامة ملكي إلا من أمر وقال يعقوب لأمر حدث بينه وبين كسرى وإني والله لألقينه فكتب إليه هرقل إنه قد بلغني كتابك وفهمت ما ذكرت فيه وإني لاقيك لموعدك ( 2 ) مكان وقال يعقوب فموعدك كذا وكذا فاخرج بأربعة آلاف من اصحابك فإني خارج في مثلهم فإذا بلغت مكان كذا زاد يعقوب وكذا فضع ممن معك خمسمائة فإني سأضع بمكان كذا زاد يعقوب وكذا مثلهم زاد وجيه ثم ضع بمكان كذا خمسمائة فإني سأضع بمكان كذا مثلهم حتى نلتقي أنا وأنت في خمسمائة وبعث هرقل الرسل من عنده إلى شهربراز فأمرهم أن يقوموا على ذلك فإن فعل شهربراز لم يرسلوا إليه وإن أبى ( 3 ) ذلك عجلوا إليه بكتاب فرأى رأيه ففعل شهربراز وسار هرقل في أربعة آلاف التي خرج بهؤلاء وقال يعقوب لم يضع منهم أحدا حتى التقيا للموعد ومع هرقل أربعة آلاف ومع شهربراز خمسمائة فلما رآهم شهربراز أرسل إلى هرقل أغدرت فأرسل إليه هرقل لم أغدر ولكن خفت الغدر من قبلك وأمر هرقل بقبة ديباج فضربت لهما بين الصفين فنزل هرقل فدخلها ( 4 ) ودخل وقال يعقوب وأدخل بترجمانه وأقبل شهربراز حتى دخل عليه فانتحيا وبينهما وقال يعقوب ومعهما ترجمان حتى أحكما أمرهما واستوثق كل واحد منهما بالعهود وقال يعقوب بالعهد والمواثيق حتى إذا فرغا من أمرهما خرج هرقل فأشار إلى شهربراز أن يقتل الترجمان لكي يخفي أمرهما وسرهما فقتله شهربراز ثم انكشف شهربراز ( 5 ) فجيش الجنود وسار جيش هرقل إلى كسرى حتى أغار وقال وجيه أغاروا على كسرى ومن بقي معه فكان ذلك أول هلكة كسرى ووفا هرقل لشهربراز بما أعطاه من ترك أرض فارس وسبيها فانكشف
_________
( 1 ) كذا بالاصل وفي خع : ذهبتم إنه طابت
ما طابت
( 2 ) في خع : " بموعدك " وفي مختصر ابن منظور : فموعدك
( 3 ) زيادة عن خع ومختصر ابن منظور
( 4 ) بالاصل : " يدخلها " والمثبت عن خع ومختصر ابن منظور
( 5 ) زيادة عن خع

(1/376)


حين ولي وقال حجاج فسدت ( 1 ) فارس وقال وجيه ( 2 ) وانكشف حين ( 3 ) فسدت على كسرى فقتلت فارس كسرى ولحق شهربراز بفارس والجنود التي معه ( 4 ) وأخبرناه أبو محمد عبد الكريم بن حمزة السلمي نا أبو بكر أحمد بن علي الخطيب وأخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو بكر بن الطبري قالا أنا أبو الحسين بن الفضل القطان أنا عبد الله بن جعفر نا يعقوب حدثني أبو تقي هشام بن عبد الملك بن عمران اليحصبي اليزني نا الوليد بن مسلم حدثني محمد بن مهاجر الأنصاري وذكر له مسير هرقل إلى بيت المقدس فقال إن كسرى وفارس ظهرت على الروم بالشام وما دون خليج القسطنطينية ( 5 ) وسار بجنوده حتى نزل بخليجها وأخذ في كبسه ( 6 ) بالحجارة والكليس ( 7 ) ليتخذوا طريقا يبسا فبينا هو على ذلك إذ بلغه أن ملك الهند وملك الخزر قد خلفاه في بلاده من العراق فانصرف عن القسطنطينية وخلف على ما ظهر عليه من مدائن الشام عاملا ( 8 ) في جماعة من أساورته وخيولهم فنزل ذلك العامل حمص وضبط له ما خلفه عليه ومضى كسرى إلى عراقه فإذا الحرب قد نشبت بين ملك الهند وملك الخزر فكتبا إليه كلاهما يسألانه النصرة على كل واحد منهما على أن يرد من والاه على صاحبه جميع ما استباح وشيئا من بلاده ويزيده كذا وكذا فرأى كسرى واساورته أن يظاهر ملك خزر على ملك الهند لجواره ملك خزر ومقارعته إياه في كل يوم ولخرة ( 9 ) ملك الهند عليه وتناوله الفرصة منه إذا أمكنته من بعد فوالى كسرى ملك خزر على ملك
_________
( 1 ) عن خع وبالاصل : فصدر
( 2 ) زيادة عن خع
( 3 ) عن خع وبالاصل " جيش "
( 4 ) راجع الحديث بتمامه في المعرفة والتاريخ 3 / 310 - 304 ببعض اختلاف
( 5 ) بالاصل : " القسطنطينة " وقد صححت في كل الخبر ( 6 ) كبسه : يقال كبست النهر والبئر كبسا طممتها بالتراب ( اللسان - كبس )
( 7 ) عن مختصر ابن منظور وبالاصل وخع " والكليس "
( 8 ) بالاصل وخع : " عاملان " والمثبت عن مختصر ابن منظور والعبارة التالية تثبت صحة ما قررناه
( 9 ) في المطبوعة " لحزة " وفي مختصر ابن منظور : " لجرأة "

(1/377)


الهند فقهراه واستنقذا ما كان أصاب من بلاده واستباحا عسكره فخرج مغلوبا مدحورا ورد ملك خزر إلى كسرى ما كان أصاب من بلاده من سبي أو غير ذلك وزاده هدية ثلاثين ألف مملوك وانصرف عنه جنوده فملك كسرى على الثلاثين ألف مملوك الذين خلفهم ملك خزر عنده رجلا وسيرهم إلى ما خلف القسطنطينية وأسكنهم تلك البلاد وهي يومئذ خراب ( 1 ) قال أبو تقي فحدثنا الوليد قال قال محمد بن مهاجر الأنصاري فهم اليوم برجان ( 2 ) قرأت على أبي محمد عبد الكريم بن حمزة السلمي عن عبد العزيز بن أحمد التميمي أنا أبو نصر محمد بن أحمد بن هارون بن موسى الغساني القاضي وأبو القاسم عبد الرحمن بن الحسين بن الحسن بن علي بن يعقوب بن أبي العقب قالا أنا أبو القاسم علي بن يعقوب بن إبراهيم بن أبي العقب قال قرئ على أبي عبد الملك أحمد بن إبراهيم بن بشر القرشي نا أبو عبد الله محمد بن عائذ القرشي قال قال الوليد فأخبرني أبو بشر الوليد بن محمد عن ابن شهاب الزهري أن المشركين جادلوا المسلمين بمكة قبل أن يخرجوا منها إلى المدينة وقالوا لهم تقولون إنكم ستغلبونا بالكتاب الذي أنزل على نبيكم فكيف وقد غلبت فارس المجوس الروم أهل الكتاب فسنغلبهم نحن كم غلبت فارس الروم فأنزل الله عز و جل " ألم غلبت الروم في أدنى الأرض وهم من بعد غلبهم سيغلبون " الآية قال الزهري فأخبرني عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود أن أبا بكر حين أنزل الله عز و جل الكتاب لقي رجلا من المشركين فقال إن أهل الكتاب سيغلبون فارس قالوا في كم قال في بضع سنين قالوا فنحن نناجيك ( 3 ) على ذلك فناحب ( 4 ) فسمى أبو بكر سبع سنين وعقد النجاية ( 5 ) وذلك قبل تحريم القمار فلما
_________
( 1 ) الخبر في المعرفة والتاريخ 3 / 305 - 305 باختلاف بعض الالفاظ ومختصر ابن منظور 1 / 142 - 143
( 2 ) كذا انظر أرجان ورخان في معجم البلدان وما أورده فيهما وعنهما بعيد وكتب محقق مختصر ابن منظور : البرجال من ولد يونان من يافث وهي مملكة واسعة
( 3 ) في المطبوعة نناحبك
( 4 ) عن المطبوعة ورسمها بالاصل وخع : " نجابا "
( 5 ) كذا بالاصل وفي المطبوعة : " النحابة "

(1/378)


رجع أبو بكر إلى رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) فأخبره الخبر فقال رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) لم فعلت فكل ما دون العشرة ( 1 ) فهو من البضع قال مجاهد قد مضت غلبة الروم فارس كما قال في بضع سنين وظهرت عليها على رأس تسع سنين قال عطاء الخراساني عن عكرمة في بضع سنين والبضع ما بين ثلاث إلى العشر في العدد ففرح المؤمنون بظهور الروم وتصديق القرآن قال الزهري أخبرني عبيد الله بن عبد الله بن عتبة أن الروم ظهرت على فارس على رأس تسع سنين وذلك في زمن الحديبية فنحب أبو بكر وفرح بذلك المؤمنون قال مجاهد قوله " يومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله " ورسوله ( صلى الله عليه و سلم ) وأصحابه أخبرنا أبو سعد أحمد بن محمد بن أحمد بن الحسن بن البغدادي الحافظ أنا أبو منصور محمد بن أحمد بن شكروية القاضي وأبو بكر محمد بن أحمد بن علي السمسار قالوا أنا أبو إسحاق إبراهيم بن عبد الله بن خرشيذ قوله نا أبو عبد الله الحسين بن إسماعيل المحاملي إملاء نا عبد الله بن شبيب حدثني محمد بن خالد بن عثمة ( 2 ) نا عبد الله بن عبد الرحمن الجمحي عن الزهري عن عبيد الله بن عبد الله عن ابن عباس أن النبي ( صلى الله عليه و سلم ) قال لأبي بكر في مناحبة قريش ألا احتطت فإن البضع ما بين الثلاث إلى التسع قرأت على أبي محمد عبد الكريم بن حمزة عن عبد العزيز بن أحمد أنا أبو نصر محمد بن أحمد بن الجندي وأبو القاسم عبد الرحمن بن الحسين قالا أنا علي بن يعقوب بن أبي العقب أنا أبو عبد الملك أحمد بن إبراهيم نا ابن عائذ قال الوليد فأخبرني أسيد الكلابي عن العلاء بن الزبير الكلابي عن أبيه قال رأيت غلبة فارس الروم ثم رأيت غلبة الروم فارس ثم رأيت غلبة المسلمين فارس والروم وظهورهم بالشام والعراق وكل ذلك في خمس عشرة سنة "
_________
( 1 ) عن خع وبالاصل " العشر "
( 2 ) ضبطت عن تقريب التهذيب وفيه : بمثلثة ساكنة قبلها فتحة ويقال إنها أمه

(1/379)


باب تبشير المصطفى عليه الصلاة و السلام أمته المنصورة بافتتاح الشام " أخبرنا أبو محمد هبة الله بن عمر بن سهل الفقيه وأبو المظفر عبد المنعم بن الأستاذ أبي القاسم القشيري قالا أنا أو عثمان سعيد بن محمد بن أحمد البحيري أنا زاهر بن أحمد السرخسي أنا إبراهيم بن عبد الصمد الهاشمي نا أبو مصعب نا مالك عن هشام بن عروة عن أبيه عن عبد الله بن الزبير عن سفيان بن أبي زهير قال سمعت رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) يقول يفتح اليمن فيأتي قوم يبسون ( 1 ) فيتحملون بأهاليهم ومن أطاعهم والمدينة خير لهم لو كانوا يعلمون ويفتح العراق فيأتي قوم يبسون فيتحملون بأهاليهم ومن أطاعهم والمدينة خير لهم لو كانوا يعلمون وسقط من كتاب القشيري ذكر الشام أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن عبد الملك الخلال أنا أبو القاسم إبراهيم بن منصور السلمي أنا أبو بكر بن المقرئ نا المفضل بن محمد بن إبراهيم أنا أبو مصعب نا مالك عن هشام عن أبيه عن ابن الزبير عن سفيان بن أبي زهير عن النبي ( صلى الله عليه و سلم ) بمثل معناه أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو الحسين بن النقور أنا محمد بن عبد الله بن الحسين وأبو القاسم عيسى بن علي بن عيسى قالا أنا أبو القاسم البغوي نا محمد بن زنبور أبو صالح المكي حدثني ( 2 ) ابن أبي حازم قال ونا أبو موسى الفروي نا أبو ضمرة
_________
( 1 ) بسست الدابة وأبسستها إذا سقتها وزجرتها وهو من كلام أهل اليمن ( اللسان - النهاية )
( 2 ) في المطبوعة : " حدثني أبو حازم " وفي خع : كالاصل

(1/380)


قال وقرأ على سويدبن سعيد مالك بن أنس كلهم عن هشام بن عروة عن أبيه عن عبد الله بن الزبير عسفيان بن أبي زهير قال سمعت رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) يقول يفتح اليمن فيأتي قوم يبسون فيتحملون بأهاليهم ومن أطاعهم والمدينة خير لهم لو كانوا يعلمون ويفتح الشام فيأتي قوم يبسون فيتحملون بأهاليهم ومن أطاعهم والمدينة خير لهم لو كانوا يعلمون ولم يذكر عيسى العراق وزاد محمد بن عبد الله بن أخي ميمي ويفتح العراق فيأتي قوم يبسون فيتحملون بأهليهم ومن أطاعهم والمدينة خير لهم لو كانوا يعلمون وفي حديث ابن أخي ميمي بأهليهم في المواضع كلها رواه عن هشام بن عروة سفيان بن عيينة وعبد الملك بن عبد العزيز بن جريج وأبو معاوية محمد بن خازم الضرير ومالك بن سعير ( 1 ) بن الخمس وأبو ضمرة أنس بن عياض وعبد العزيز بن أبي حازم و ( 2 ) سلمة بن دينار وجرير بن عبد الحميد وحماد بن زيد فأما حديث سفيان فأخبرناه أبو الفتح نصر الله بن محمد بن عبد القوي الفقيه وأبو محمد هبة الله بن أحمد بن طاوس المقرئ قالا انا أبو القاسم علي بن محمد بن أبي العلاء أنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن سلامة الستيتي ( 3 ) أنا خيثمة بن سليمان أنا عبد الله بن أحمد بن أبي ميسرة ( 4 ) نا الحميدي نا سفيان نا هشام بن عروة عن أبيه عن عبد الله بن الزبير عن سفيان بن أبي زهير قال سمعت رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) يقول يفتح الشام فيأتي قوم يبسون فيتحملون بأهاليهم ومن أطاعهم والمدينة خيلهم لو كانوا يعلمون ثم يفتح الشام فيأتي قوم يبسون فيتحملون بأهاليهم
_________
( 1 ) ضبط الاسم سعير بالتصغير وآخره راء وابن الخمس بكسر المعجمة وسكون الميم وسكون الميم بعدها مهملة عن تقريب التهذيب
( 2 ) زيادة اقتضاها السياق
( 3 ) بالاصل وخع " السنتني " خطأ والمثبت عن الانساب وهذه النسبة إلى ستيت مولاة يزيد بن معاوية وذكره فيمن نسب إليها قال : من أهل دمشق يروي عن خيثمة بن سليمان الاطرابلسي ومات سنة 417 في صفر ( الانساب )
( 4 ) عن تذكرة الحفاظ 2 / 635 وبالاصل " مشرة " وفي خع " مسرة " وفي المطبوعة : " بن ميسرة "

(1/381)


ومن أطاعهم والمدينة خير لهم لو كانوا يعلمون أخبرناه عاليا أبو عبد الله الحسن بن عبد الملك الأديب أنا أبو القاسم إبراهيم بن منصور السلمي أنا أبو بكر بن المقرئ أنا أبو سعيد المفضل بن محمد بن إبراهيم الجندي نا محمد بن يحيى وسعيد بن عبد الرحمن قالا أنا سفيان عن هشام بن عروة عن أبيه عن عبد الله بن الزبير عن سفيان بن أبي زهير النهري ( 1 ) أنه قال سمعت رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) يقول يفتح اليمن فيأتي قوم فيبسون فيتحملون بأهليهم ومن أطاعهم والمدينة خير لهم لو كانوا يعلمون وقال في الشام وفي العراق مثل ذلك وأما حديث ابن جريج فأخبرناه أبو القاسم بن الحصين أنا أبو علي بن المذهب أنا أبو بكر بن مالك نا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي نا عبد الرزاق أنا ابن جريج أخبرني هشام بن عروة عن أبيه عن عبد الله بن الزبير عن سفيان بن أبي زهير النهري ( 1 ) قال سمعت رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) يقول يفتح اليمن فيأتي قوم يبسون فيتحملون بأهاليهم ومن أطاعهم والمدينة خير لهم لو كانوا يعلمون ( 2 ) وأخبرناه أبو عبد الله الخلال أنا إبراهيم بن منصور أنا أبو بكر بن المقرئ أنا المفضل بن محمد نا أبو حمة نا أبو قرة قال ذكر ابن جريج عن هشام بن عروة عن أبيه عن عبد الله بن الزبير عن سفيان بن أبي زهير عن النبي ( صلى الله عليه و سلم ) بمثله وأما حديث أبي معاوية فأخبرناه أبو محمد بن الأكفاني وأبو المعالي ثعلب بن جعفر بن أحمد السراج قالا أنا عبد الدائم بن الحسن بن عبيد الله أنا عبد الوهاب الكلابي أنا أبو العباس عبد الله بن عتاب بن الزفتي نا أحمد بن أبي
_________
( 1 ) كذا بالاصل وخع وفي تقريب التهذيب : الازدي من أزد شنوءة صحابي يعد في أهل المدينة
وفي أسد الغابة : وقيل إنه نميري وقيل نمري والاول أكثر ولا يختلفون أنه من أزد شنوءة
( 2 ) زيد في خع : ثم يفتخ الشام فيأتي قوم يبسون فيتحملون بأهاليهم ومن أطاعهم والمدينة خير لهم لو كانوا يعلمون

(1/382)


الحواري نا أبو معاوية نا هشام عن أبيه عن ابن الزبير عن سفيان بن عبد الله الثقفي قال قال رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) يفتح الشام فيخرج ناس من أهل المدينة إليها يبسون والمدينة خير لهم لو كانوا يعلمون ( 1 ) ويفتح العراق فيخرج ناس من المدينة إليها يبسون والمدينة خير لهم لو كانوا يعلمون ويفتح اليمن فيخرج إليها ناس من المدينة إليها يبسون والمدينة خير لهم لو كانوا يعلمون وأما حديث مالك بن سعير فأخبرناه أبو عبد الله الفراوي أنا أبو بكر أحمد من منصور المغربي أنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن محمد الجوز في ( 2 ) أنا أبو حامد بن الشرقي نا أبو علي سختوية بن مازيار مولى بني هاشم نا مالك بن سعير نا هشام بن عروة عن أبيه عن ابن الزبير عن سفيان بن أبي زهير قال قال رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) يفتح اليمن فيأتي قوم يبسون فيتحملون بأهليهم ومن أطاعهم والمدينة خير لهم لو كانوا يعلمون ثم يفتح العراق فيأتي قوم يبسون فيتحملون بأهاليهم ومن أطاعهم والمدينة خير لهم لو كانوا يعلمون ثم يفتح الشام فيأتي قوم يبسون فيتحملون بأهاليهم ومن أطاعهم والمدينة خير لهم لو كانوا يعلمون وأما حديث أبي ضمرة فأخبرناه أبو بكر عبد الغفار بن محمد بن الحسين بن علي الشيروي في كتابه وأخبرنا عنه أبو بكر محمد بن عبد الله بن أحمد بن حبيب العامري وأبو منصور برغش ( 3 ) بن عبد الله عتيق محمد بن نصر القاضي أنا أبو سعيد محمد بن موسى الصيرفي وأخبرناه أبو عبد الله الفراوي أنا أبو بكر البيهقي ( 4 ) أنا أبو طاهر الفقيه وأبو عبد الله الحافظ وأبو زكريا بن أبي إسحاق وأبو سعيد بن أبي عمرو وأخبرنا أبو سعد عبد الرحمن بن أبي القاسم بن أبي سعيد الحصيري الفقيه الشافعي بالري أنا أبو عبد الله القاسم بن الفضل بن أحمد الثقفي بأصبهان أنا أبو زكريا يحيى بن إبراهيم بن محمد بن يحيى المزكي
_________
( 1 ) ما بين معكوفتين سقط من خع
وفي المطبوعة سقطت العبارة المتعلقة بفتح العراق
( 2 ) بفتح الجيم وسكون الواو وفتح الزاي هذه النسبة إلى جوزق من نواحي نيسابور ( الانساب - ياقوت )
( 3 ) في المطبوعة : بزغش
( 4 ) ما بين معكوفتين سقط من المطبوعة 1 / 367 وفي خع كالاصل

(1/383)


وأخبرناه أبو عبد الله الفراوي أنا أبو بكر أحمد بن منصور المغربي أنا أبو بكر الجوزمي قالوا نا أبو العباس محمد بن يعقوب نا محمد بن عبد الله بن عبد الحكم نا أبو ضمرة أنس بن عياض عن هشام بن عروة قال الجوزقي وأنا أبو القاسم عبيد الله بن إبراهيم بن بالوية نا أبو أحمد محمد بن عبد الوهاب بن حبيب بن مهران الفراء العبدي أخبرني أبي عن مالك عن هشام بن عروة عن أبيه عن عبد الله بن الزبير عن سفيان بن أبي زهير قال سمعت رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) يقول بهذا نحوه وأما حديث ابن أبي حازم فأخبرناه أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو الحسين بن النقور أنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن عمران بن موسى بن الجراح بن الجندي نا يحيى بن محمد بن صاعد نا محمد يعني ابن زنبور نا عبد العزيز بن أبي حازم عن هشام عن أبيه عن عبد الله بن الزبير عن سفيان بن أبي زهير المزني ( 1 ) أنه سمع رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) وهو يقول يفتح اليمن فيأتي قوم يبسون فيتحملون بأهليهم من أطاعهم والمدينة خير لهم لو كانوا يعلمون لم يزد وأما حديث جرير بن عبد الحميد فأخبرتنا به أم المجتبى فاطمة بنت ناصر بن الحسن ( 2 ) العلوية قالت قرئ على إبراهيم بن منصور السلمي وأنا حاضرة أنا أبو بكر بن المقرئ أنا أبو يعلى الموصلي نا أبو خيثمة نا جرير بن عبد الحميد نا هشام بن عروة عن أبيه عن عبد الله بن الزبير حدثني سفيان بن أبي فلان قال سمعت رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) يقول يفتح اليمن فيأتي قوم يبسون فيتحملون بأهليهم ومن أطاعهم والمدينة خير لهم لو كانوا يعلمون وأما حديث حماد بن زيد فأخبرناه أبو القاسم بن الحصين أنا أبو علي بن المذهب أنا أبو بكر بن مالك نا عبد الله بن أحمد حدثني أبي نا يونس نا حماد يعني ابن زيد عن هشام بن عروة عن أبيه عروة عن عبد الله بن الزبير عن سفيان بن أبي زهير قال ابن الزبير أخبرت أنه بالموسم فأتيته فسألته فأخبرني فقال
_________
( 1 ) كذا ورد هنا بالاصلين وتقدم فيه " الازدي " تقريب التهذيب
( 2 ) كذا بالاصل وخع وفي المطبوعة : الحسين

(1/384)


سمعت رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) يقول يفتحون الشام فيجئ أقوام يبسون قالها كلها فيجيئوا وقال يبسون أخبرنا أبو القاسم ( 1 ) بن السمرقندي أنا أبو بكر محمد بن هبة الله الطبري أنا أبو الحسين علي بن محمد بن عبد الله بن بشران أنا أبو عمرو عثمان بن أحمد السماك أنا أبو الحسن محمد بن أحمد بن البراء قال قال علي بن المديني في حديث ( 2 ) سفيان بن أبي زهير عن النبي ( صلى الله عليه و سلم ) يفتح الشام فيأتي قوم يبسون رواه هشام بن عروة عن أبيه عن عبد الله بن الزبير عن سفيان بن أبي زهير النمري ( 3 ) عن النبي ( صلى الله عليه و سلم ) ورواه ابن عينية فلم يقم إسناده قال عن أبي زهير ورواه جرير أيضا عنه فلم يقمه قال عن سفيان بن ابي العوجاء ورواه أبو معاوية عن هشام بن عروة فقال عن سفيان بن عبد الله الثقفي ورواه وهيب فجوده فقال عن هشام بن عروة عن أبيه عن عبد الله بن الزبير عن سفيان بن أبي زهير النمري وهو الصواب ورواه مالك وأقام إسناده كما رواه وهيب عن هشام بن عروة واسم أبي زهير العرر ( 4 ) كذا قال وإنما هو القرد أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو الفضل عمر بن عبيد الله بن عمر بن علي بن محمد بن البقال المقرئ أنا القاضي أبو القاسم عبد الواحد بن محمد بن عثمان بن إبراهيم أنا أبو علي الحسن بن محمد بن موسى بن إسحاق القاضي الأنصاري أنا أبو إسحاق إسماعيل بن إسحاق بن إسماعيل بن حماد بن زيد قال
_________
( 1 ) الزيادة عن خع
( 2 ) ما بين معكوفتين سقط من الاصل وخع واستدرك عن المطبوعة
( 3 ) كذا انظر ما تقدم فيه وربما كان في أجداده من اسمه نمر أو نمير فنسب إليه ولا خلاف بينهم أنه من أزد شنوءة
( 4 ) كذا رسمها بالاصل وفي خع : " الغور "

(1/385)


سمعت علي بن المديني في حديث بن أبي زهير يفتح اليمن قال اسم أبي زهير هذا القرد من أزد شنوءة أخبرنا أبو بكر بن أبي نصر اللفتواني أنا أبو صادق محمد بن أحمد بن جعفر بن محمد الفقيه الاصبهاني أنا أبو الحسن أحمد بن أبي بكر محمد بن زنجوية العدل أنا أبو أحمد الحسن بن عبد الله بن سعيد العسكري قال ومما يشكل قوله ( صلى الله عليه و سلم ) في ذكر أهل المدينة ثم يجئ قوم يبسون ( 1 ) بأهل المدينة ليذهبوا معهم والمدينة خير لهم لو كانوا يعلمون وقد خلطوا فيه ورواه ينشئون ذهبوا إلى النشئ والصواب يبسون بالضم أو يبسون بفتح الياء والسين غير معجمة يقال أبسست بالرجل إذا دعوته إلى طعام أو غيره وأصله من أبسست بالناقة إذا دعوتها للحلب ويقال بسست وأبسست لغتان وأنشدنا نفطوية * ولم يك فيها للمبسين محلب وهو من أبس وفي مثل للعرب لا أفعل ذلك ما أبس عبد بناقة ( 2 ) وفي مثل آخر الإيناس قبل الإبساس وقال أبو سعيد المكفوف إنما هو يبسون أو يبسون يعني ( 3 ) يسيحون في الأرض وأنشد * وانبس حيات الكثيب الأهيل ( 4 ) وقد جاء حديث سفيان بن أبي زهير من وجه آخر بلفظ آخر أخبرناه أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو الحسين بن النقور أنا عيسى بن علي الوزير أنا عبد الله بن محمد البغوي نا عبد الله بن مطيع نا إسماعيل بن جعفر عن يزيد بن خصيفة أن بسر ( 5 ) بن سعيد أخبرهم أنه سمع في مجلس
_________
( 1 ) في خع : فيبسون
( 2 ) هو من طوافه حولها ليحلبها ( اللسان : بسس )
( 3 ) اللسان : أبو سعيد : يبسون أي يسيحون في الارض ولم يذكر الشعر
( 4 ) اللسان ( بسس ) : ذكره شاهدا على قوله : وانبست الحية : انسابت على وجه الارض
انظر الحاشية السابقة
( 5 ) بالاصل وخع " بشر " والصواب : " بسر " عن مختصر ابن منظور 1 / 144 وهو بسر بن سعيد المدني العابد مولى ابن الحضرمي ثقة ( تقريب التهذيب ) وسيرد صوابا في الحديث التالي

(1/386)


الشنئيين ( 1 ) يذكرون أن سفيان بن أبي زهير أخبرهم أن فرسه أعيت عليه بالعقيق وهم في بعث رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) ( 2 ) فرجع إليه يستحمله فزعم سفيان كما ذكروا أن رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) خرج يبتغي له بعيرا فلم يجده إلا عند أبي جهم بن حذيفة العدوي فسامه فقال أبو جهم لا أبيعكه يا رسول الله ولكن خذه فاحمل عليه من شئت فزعم أنه أخذه منه ثم خرج حتى إذا بلغ بئر الإهاب ( 3 ) زعم أن رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) قال يوشك البنيان أن يبلغ هذا المكان ويوشك الشام أن يفتح فيأتيه رجال من أهل هذا البلد ويعجبهم ريفه ورخاؤ فيسيرون والمدينة خير لهم لو كانوا يعلمون إن إبراهيم عليه السلام دعا لأهل مكة وإني أسأل الله أن يبارك لنا في صاعنا ومدنا وأن يبارك لنا في مدينتنا بما بارك لأهل مكة أخبرناه أبو القاسم زاهر بن طاهر أنا أبو سعد محمد بن عبد الرحمن الجنزرودي أنا أبو طاهر محمد بن الفضل بن خزيمة أنا جدي نا علي بن حجر نا إسماعيل بن جعفر نا يزيد بن خصيفة أن ( 4 ) بسر بن سعيد أخبره أنه سمع في مجلس الشنائيين ( 5 ) يذكرون أن سفيان قال إسماعيل أراه ابن أبي القرد أخبره أن فرسه أعيت عليه وهو بالعقيق وهو في بعث بعثهم رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) فرجع إليه يستحمله فزعم سفيان كما ذكروا أن رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) خرج معه يبتغي له بعيرا فلم يجده إلا عند أبي جهم بن حذيفة العدوي فسامه به فقال له أبو جهم لا أبيعك يا رسول الله ولكن خذه فاحمل عليه من شئت فزعم أنه أخذه منه ثم خرج معه حتى إذا بلغ بئر الإهاب زعم أن رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) قال يوشك البنيان أن يبلغ هذا المكان ويوشك الشام أن يفتتح فيأتيه رجال من أهل هذا البلد فيعجبهم ريفه ورخاؤه فيسيرون حواميهم والمدينة خير لو كانوا يعلمون إن إبراهيم دعا لأهل مكة وإني أسأل الله أن يبارك لنا في صاعنا وأن يبارك لنا في مدنا كما بارك لأهل مكة
_________
( 1 ) بالاصل : السنيين نسبة إلى شنوءة : شنئي انظر اللسان والقاموس ( شنأ )
( 2 ) زيادة عن خع ومختصر ابن منظور
( 3 ) موضع قرب المدينة ( ياقوت )
( 4 ) عن خع وبالاصل " بن " تحريف
وفي خع : " بشر " بدل " بسر "
تحريف
( 5 ) بالاصل " الشتاينين " والصواب ما أثبت جمع شنائي نسبة إلى شنوءة ( انظر اللسان والقاموس : شنأ ) وقد تقدم : شنئي نسبة إلى شنوءة على القياس
والنسبتان صحيحتان

(1/387)


رواه أحمد بن حنبل عن سليمان بن داود الهاشمي عن إسماعيل بن جعفر ( 1 ) أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أحمد بن علي بن الحسن بن أبي عثمان وأبو طاهر أحمد بن محمد بن إبراهيم القصاري وأخبرنا أبي عبد الله محمد بن أحمد بن إبراهيم بن القصاري ( 2 ) أنا أبي أبو طاهر قالا أنا إسماعيل بن الحسن بن عبد الله بن الهيثم بن هشام الصرصري نا الحسين بن إسماعيل المحاملي إملاء نا فضل الأعرج نا يعقوب بن إبراهيم عن أبيه عن صالح قال قال سعيد بن أبي هلال حدثني سعيد بن أبي سعيد المقبري عن أبي الرياب أن أبا ذر قال استعيذوا بالله من زمن التباغي وزمن التلاعن قالوا وما ذاك قال لا تقوم الساعة حتى يكون قتال قوم ( 3 ) دعوتهم دعوة جاهلية فيقتل بعضهم بعضا ولا تقوم الساعة حتى توقف العربية التي تنتسب إلى سبعة آباء بالأسواق لا يمنع الرجل أن يبتاعها إلا حموشة ( 4 ) ساقيها وكان يقال المحروم من حرم غنيمة كلب قال وقال رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) أول الناس هلاكا قريش وأول قريش هلاكا أهل بيتي قال ويقال اشتكي إليه وباء المدينة فقال اللهم انقل وباءها إلى مهيعة ( 5 ) اللهم حببها إلينا ضعف ما حببت إلينا مكة قال ويقال استقبل الشام فقال يفتح ( 6 ) ما هاهنا فيبس الناس إليه بسا ويفتح المشرق فيبس الناس إليه بسا والمدينة خير لهم لو كانوا يعلمون وبورك لهم في صاعهم ومدهم
_________
( 1 ) انظر مسند أحمد 5 / 219 - 220
( 2 ) بفتح القاف والصاد المهملة هذه النسبة إلى القصار وهو الذي يقصر الثياب وهو اسم جد كان يستعمل هذا الشغل ( الانساب )
( 3 ) عن المطبوعة
( 4 ) الحموشة : الدقة
( 5 ) مهيعة : الحجفة أو قريب منها تقع على طريق المدينة من مكة وهي ميقات أهل مصر والشام
( 6 ) زيادة عن خع

(1/388)


وقال من صبر على لأوائها وشدتها كنت له شهيدا يوم القيامة ( 1 ) أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد السمرقندي أنا أبو محمد عبد الله بن محمد الصريفيني أنا محمد بن عمر بن علي بن خلف الوراق نا عبد الله بن سليمان بن الأشعث نا أحمد بن صالح نا أسد بن موسى نا معاوية حدثني ضمرة أن ابن زغب الأيادي حدثه قال نزل علي عبد الله بن حوالة الأزدي فقال بعثنا رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) لنغنم على أقدامنا فرجعنا فلم نغنم شيئا وعرف الجهد في وجوهنا فقام فينا فقال اللهم لا تكلهم إلي فأضعف عنهم ولا تكلهم إلى أنفسهم فيعجزوا ( 2 ) عنها ولا تكلهم إلى الناس فيستأثروا عليهم ثم قال لتفتحن الشام والروم وفارس أو الروم وفارس حتى يكون لأحدكم من الإبل كذا وكذا ومن البقر كذا وكذا وحتى يعطى أحدكم مائة دينار فيسخطها ثم وضع يده على رأسي وعلى هامتي ثم قال يا ابن حوالة إذا رأيت الخلافة نزلت الأرض المقدسة فقد دنت الزلازل والبلاء والأمور العظام والساعة يومئذ أقرب إلى الناس من هذه من رأسك أخبرنا أبو الوفاء عبد الواحد بن حمد بن عبد الواحد الاصبهاني وأم المجتبى فاطمة بنت ناصر بن الحسن العلوية قالا أنا أبو طاهر أحمد بن محمود الثقفي أنا أبو بكر بن المقرئ أنا ابن قتيبة نا حرملة نا ابن وهب حدثني معاوية بن صالح عن ضمرة بن حبيب عن ابن زغب الأيادي قال ابن حوالة الأزدي صاحب رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) يعني علي قال بعثنا حول المدينة لنغنم فقدمنا ولم نغنم شيئا فلما رأى رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) الذي بنا من الجهد قالا اللهم لا تكلهم إلي فأضعف عنهم ولم تكلهم إلى الناس فيهونوا عليهم ولا تكلهم إلى أنفسهم فيعجزوا عنها ولكن توحد بأرزاقهم ثم قال لتفتحن عليكم الشام ولتقتسمن كنوز فارس والروم وليكونن لأحدكم من المال كذا وكذا وحتى أن أحدكم ليعطى مائة دينار فيسخطها قال ثم وضع يده على رأسي فقال يا ابن حوالة إذا رأيت الخلافة قد نزلت الأرض المقدسة فقد دنت الزلازل والفتن والساعة أقرب من يدي هذه من رأسك
_________
( 1 ) بعده في المطبوعة : آخر الجزء السادس
( 2 ) عن خع ومختصر ابن منظور 1 / 145 وبالاصل : فيعجز

(1/389)


أخبرنا أبو عبد الله الفراوي وأبو القاسم الشحامي قالا أنا أبو بكر البيهقي وأخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو بكر بن الطبري قالا أنا أبو الحسين بن الفضل القطان أنا عبد الله بن جعفر نا يعقوب بن سفيان نا أبو صالح حدثني معاوية بن صالح أن ضمرة بن حبيب حدثه عن ابن زغب الإيادي قال نزل ( 1 ) بي عبد الله بن حوالة صاحب النبي ( صلى الله عليه و سلم ) وقد بلغنا أنه فرض له في المائتين فأبى إلا مائة قال قلت أحق ما بلغنا أنه فرض لك في مائتين فأبيت إلا مائة فوالله ما منعه وهو نازل علي أن يقول لا أم لك أو لا يكفي ابن حوالة مائة في كل عام ثم أنشأ يحدثنا عن رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) قال إن رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) بعثنا على أقدامنا حول المدينة لنغنم فقدمنا ولم نغنم شيئا فلما رأى رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) الذي بنا من الجهد قال رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) اللهم لا تكلهم إلي فأضعف عنهم ولا تكلهم إلى الناس فيهونوا عليهم ويستأثروا عليهم ولا تكلهم إلى أنفسهم فيعجزوا عنها ولكن توحد بأرزاقهم ثم قال لتفتحن لكم الشام ثم لتقتسمن لكم كنوز فارس والروم وليكونن لأحدكم من المال كذا وكذا وحتى إن أحدكم ليعطى مائة دينار فيسخطها ثم وضع يده علي فقال يا ابن حوالة إذا رأيت الخلافة قد نزلت الأرض المقدسة فقد أتت الزلازل والبلابل والأمور العظام والساعة أقرب إلى الناس من يدي هذه إلى رأسك أخبرنا أبو علي الحداد في كتابه وحدثني عنه أبو مسعود الاصبهاني أنا أبو نعيم الحافظ نا سليمان بن أحمد نا أبو يزيد القراطيسي نا أسد بن موسى قال ونا بكر بن سهل نا عبد الله بن صالح قالا نا معاوية بن صالح أن ضمرة بن حبيب حدثه عن ابن زغب الإيادي قال نزل بي عبد الله بن حوالة الأزدي صاحب رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) فأنشأ يحدثنا عن رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) قال إن رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) بعثنا على اقدامنا حول المدينة لنغنم فقدمنا ولم نغنم شيئا فلما رأى رسول الله ( صلى ا لله عليه وسلم ) الذي بنا من الجهد قال رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) اللهم لا تكلهم إلي فأضعف عنهم ولا تكلهم إلى الناس فيهونوا عليهم ولا تكلهم إلى أنفسهم فيعجزوا عنها ولكن توحد بأرزاقهم ثم
_________
( 1 ) زيادة عن خع ومختصر ابن منظور 1 / 145

(1/390)


قال ليفتحن لكم الشام ثم لتقتسمن كنوز فارس والروم وليكونن لأحدكم من المال كذا وكذا حتى إن أحدكم ليعطى مائة دينار فيسخطها ثم وضع يده على رأسي فقال يا ابن حوالة إذا رأيت الخلافة قد نزلت الأرض المقدسة فقد أتت الزلازل والبلايا والأمور العظام والساعة اقرب إلى الناس من يدي هذه من راسك أخبرنا أبو نصر أحمد بن عبد الله بن أحمد بن رضوان وأبو علي الحسن بن المظفر بن السبط وابو غالب أحمد بن الحسن بن البنا قالوا أنا أبو محمد الجوهري أنا أبو بكر بن مالك القطيعي نا بشر بن موسى الأسدي نا هوذة ( 1 ) بن خليفة نا عوف عن ميمون يعني ابن أستاذ ( 2 ) حدثني البراء بن عازب قال لما كان حيث أمرنا رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) بحفر الخندق عرضت لنا في بعض الخندق صخرة عظيمة شديدة لا تأخذ فيها المعاول فاشتكينا ذلك إلى النبي ( صلى الله عليه و سلم ) فجاء رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) فلما رآها ألقى ثوبه واخذ المعول فقال بسم الله ثم ضرب ضربة فكسر ثلثها وقال الله أكبر أعطيت مفاتيح الشام والله إني لأبصر قصورها الحمر الساعة ثم ضرب الثانية فقطع الثلث الآخر فقال الله أكثر أعطيت مفاتيح ( 3 ) فارس والله إني لأبصر قصر المدائن الأبيض ثم ضرب الثالثة وقال بسم الله فقطع بقية الحجر وقال الله أكبر أعطيت مفاتيح اليمن والله إني لأبصر أبواب صنعاء من مكاني هذه الساعة رواه أحمد بن حنبل عن غندر عن عوف ورواه أبو زرعة الدمشقي عن هوذة أخبرنا خالي أبو المعالي محمد بن يحيى بن علي القرشي قاضي دمشق أنا أبو الحسن علي بن الحسن بن الحسين الخلعي ( 4 ) بمصر أنا أبو العباس الإشبيلي
_________
( 1 ) ضبطت عن تقريب التهذيب
ترجمته
( 2 ) تقريب التهذيب في ترجمة : قيل هو ميمون أبو عبد الله
وفي ترجمة : ميمون أبو عبد الله البصري مولى ابن سمرة وقيل اسم أبيه أستاذ
من الرابعة
ولم يجده محقق المطبوعة وجاء في حاشيته : لم ميمون بن أستاذ ولعله ابن سياه
( كذا قال )
( 3 ) عن هامش الاصل
( 4 ) ضبطت عن التبصير

(1/391)


وهو أحمد بن محمد بن الحاج نا أبو الحسن أحمد بن محمد بن عثمان الإمام إملاء نا أبو عبد الله عبد الكريم بن إبراهيم بن حيان ( 1 ) نا الحسين بن الفضل بن أبي حديدة قال سمعت ضمرة بن ربيعة القرشي الرملي يقول سمعت يحيى بن أبي عمرو الشيباني يقول سمعت عمرو بن عبد الله الحضرمي يقول سمعت أبا أمامة الباهلي يقول سمعت رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) يقول إن الله استقبل بي الشام وولى ظهري اليمن فقال لي يا محمد إني جعلت ما وراءك مددا لك ( 2 ) وجعلت ما تجاهك عصمة لك ورزقا ثم قال والذي نفسي بيده لا يزال الله يزيد الإسلام وأهله وينقص الشرك وأهله حتى يسير الراكب بين النطفتين لا يخشى إلا جورا يعني جور السلطان قيل يا رسول الله وما النطفتان قال بحر المشرق والمغرب قال وقال النبي ( صلى الله عليه و سلم ) والذي نفسي بيده والذي نفسي بيده ليبلغن هذا الدين ما بلغ الليل أخبرناه أبو علي الحسن بن أحمد المقرئ في كتابه ثم حدثني أبو مسعود عبد الرحيم بن علي بن حمد المعدل عنه أنا أبو نعيم أحمد بن عبد الله الحافظ نا أبو القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني نا سلامة بن ناهض المقدسي نا عبد الله بن هانئ ( 3 ) عن أبي أمامة الباهلي قال قال رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) إن الله استقبل بي الشام وولى ظهري اليمن وقال لي يا محمد جعلت ما تجاهك غنيمة ورزقا وما خلف ظهرك مددا ولا يزال الإسلام يزيد وينقص الشرك وأهله حتى تسير المرأتان لا تخشيان إلا جورا ثم قال والذي نفسي بيده لا تذهب الأيام والليالي حتى يبلغ هذا الدين مبلغ هذا النجم أخبرناه عاليا أبو جعفر أحمد بن محمد بن عبد العزيز المكي أن الحسن بن عبد الرحمن بن الحسن أنا أحمد بن إبراهيم بن أحمد أنا محمد بن إبراهيم بن عبد الله بن الفضل الديبلي نا أبو عمير نا ضمرة عن السيباني عن عمرو بن
_________
( 1 ) عن خع وبالاصل " حبان "
( 2 ) زيادة عن خع ومختصر ابن منظور 1 / 146
( 3 ) بعده في خع : بن عبد الرحمن بن أبي عباة نا ضمرة بن ربيعة عن يحيى بن أبي عمرو الشيباني عن عمرو بن عبد الله الحضرمي عن أبي أمامة الباهلي

(1/392)


عبد الله الحضرمي عن أبي أمامة قال قال النبي ( صلى الله عليه و سلم ) إن الله استقبل بي الشام واستدبر بي اليمن فقال لي يا محمد إن جعلت لك ما تجاهك غنيمة ورزقا وما خلف ظهرك مددا ولا يزال الله يزيد الإسلام وأهله وينقص الشرك وأهله حتى يسير الراكب بين النطفتين لا يخشى إلا جورا وليبلغن هذا الدين ما بلغ الليل وفي الحاشية يعني به القبلتين وهذا وهم إنما يريد به ما بين البحر والفرات كذا قال لنا أبو جعفر وإنما يرويه ابن فراس عن عباس بن محمد العسقلاني عن أبي عمير وروي هذا الحديث من وجه آخر عن عمرو بن عبد الله عن جبير بن نفير عن النبي ( صلى الله عليه و سلم ) مرسلا أخبرناه أبو القاسم بن السمرقندي وأبو محمد عبد الكريم بن حمزة السلمي قالا أنا عبد الدائم بن الحسن بن عبيد الله بن عبد الله أنا عبد الوهاب بن الحسن بن الوليد الكلابي نا أبو بكر محمد بن خريم نا هشام نا إسماعيل بن عياش حدثني يحيى بن أبي عمرو السيباني ( 1 ) عن عمرو ( 2 ) بن عبد الله السيباني عن جبير بن نفير الحضرمي أن رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) قال إن الله تعالى استقبل بي الشام وولا ظهري اليمن وقال لي يا محمد إني جعلت ما تجاهك غنيمة ورزقا وجعلت لك ما وراءك مددا والذي نفسي بيده لا يزال الله يزيد الإسلام وأهله وينقص الكفر وأهله حتى يسير الراكب ما بين النطفتين لا يخشى إلا جورا والذي نفسي بيده ليبلغن هذا الدين ما بلغ الليل أخبرنا أبو القاسم بن الحصين أنا أبو طالب محمد بن محمد بن إبراهيم بن غيلان أنا أبو بكر محمد بن إبراهيم الشافعي نا محمد بن عبد الله الأسدي نا عمرو بن عثمان نا أبي نا محمد بن عبد الرحمن بن عرق نا عبد الله بن بسر قال
_________
( 1 ) هذه النسبة - بفتح السين المهملة وسكون الياء - إلى سيبان بطن من حمير
قال محمد بن حبيب : كل شئ في العرب شيبان إلا في حمير فإن فيها سيبان ( الانساب )
وفي المطبوعة الشيباني
( 2 ) كذا بالاصل وخع : وفي الانساب ( السيباني في ترجمة الذي قبله ) يروي عن عمر بن عبد الله الحضرمي
وفي المطبوعة : عمرو بن عبد الله الشيباني

(1/393)


أهديت للنبي ( صلى الله عليه و سلم ) شاة والطعام يومئذ قليل فقال لأهله اطبخوا هذه الشاة وانظروا إلى هذا الدقيق فاخبزوه واطبخوا وأثردوا ( 1 ) عليه قال وكانت للنبي ( صلى الله عليه و سلم ) قصعة يقال لها الغراء يحملها أربعة رجال فلما أصبح وسبح الضحى أتي بتلك القصعة والتقوا عليها فإذا كثر الناس جثا رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) فقال الأعرابي ما هذه الجلسة فقال النبي ( صلى الله عليه و سلم ) إن الله جعلني عبدا كريما لم يجعلني جبارا عنيدا ثم قال كلوا من جوانبها ودعوا ذروتها يبارك الله فيها ثم قال خذوا فكلوا فوالذي نفس محمد بيده لتفتحن عليكم أرض فارس والروم حتى يكثر الطعام ( 2 ) ولا يذكر اسم الله عليه أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو الحسين بن النقور أنا عيسى بن علي أنا عبد الله بن محمد نا منصور بن أبي مزاحم نا يحيى بن حمرة عن عروة بن رويم حدثني شيخ من جرش ( 3 ) حدثني سليمان قال كنت جالسا مع رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) في عصابة من اصحابه فجاءت عصابة فقالوا يا رسول الله إنا كنا قريب عهد بالجاهلية كنا نصيب من الزنا فائذن لنا في الخصاء فكره رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) مسألتهم حتى عرف ذلك في وجهه ثم جاءت عصابة أخرى فقالوا يا رسول الله إنا كنا قريب عهد بالجاهلية كنا نصيب من الآثام فائذن لنا في الجلوس نصوم ونقوم حتى يدركنا الموت فسر رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) بمسئلتهم حتى عرف البشر في وجهه وقال إنكم ستجندون أجنادا وستكون لكم ذمة وخراج وأرض يفتحها الله لكم منهما يكون على شفير البحر مدائن وقصور فمن أدرك ذلك منكم فاستطاع منكم أن يحبس نفسه في مدينة من تلك المدائن أو قصر من تلك القصور حتى يدركه الموت فليفعل أخبرنا أبو علي الحداد إجازة وحدثني أبو مسعود الاصبهاني عنه أنا أبو نعيم الحافظ نا سليمان بن أحمد الطبراني نا عمرو بن إسحاق بن العلاء بن زبريق ( 4 ) الحمصي نا أبو علقمة نصر بن خزيمة بن جنادة أن أباه حدثه عن نصر بن علقمة
_________
( 1 ) عن خع ومختصر ابن منظور 1 / 146 وبالاصل : وأبردوا
( 2 ) زيادة عن خع ومختصر ابن منظور
( 3 ) من مخاليف اليمن من جهة مكة وجرش بالتحريك اسم مدينة عظيمة كانت وهي الان خراب وهي في شرقي جبل السواد من أرض البلقاء وحوران من عمل دمشق ( معجم البلدان )
( 4 ) ضبطت عن تقريب التهذيب بكسر الزاي وسكون الموحدة

(1/394)


عن أخيه محفوظ بن علقمة عن ابن عائذ قال قال جبير بن نفير عن عوف بن مالك أن النبي ( صلى الله عليه و سلم ) قال لأصحابه الفقر تخافون أو العوز أو تهمكم الدنيا إن الله عز و جل فاتح ( 1 ) لكم أرض فارس والروم ويصب عليكم الدنيا صبا حتى لا يزيغكم إلا هي أنبأنا أبو علي وحدثني عنه أبو مسعود أنا أبو نعيم نا سليمان الطبراني نا أحمد بن عبد الوهاب بن نجدة نا أبي قال ونا الطبراني نا أحمد بن محمد بن يحيى بن حمزة نا حيوة بن شريح قالا نا بقية بن الوليد عن بحير بن سعد عن خالد بن معدان عن جبير بن نفير عن عوف بن مالك أن النبي ( صلى الله عليه و سلم ) قام في أصحابه فقال الفقر تخافون أم العوز أم تهمكم الدنيا فإن الله فاتح لكم أرض فارس والروم ويصب عليكم الدنيا صبا أخبرنا أبو محمد عبد الرحمن بن أبي الحسن الداراني أنا سهل بن بشر الإسفرايني أنا أبو الحسن محمد بن محمد بن الطفال أنا القاضي أبو الطاهر محمد بن أحمد بن عبد الله الذهلي نا محمد بن عبدوس نا أبو همام السكوني حدثني سعيد بن أبي سعيد الزبيدي حمصي حدثني أيوب بن سليمان بن أيوب السكوني نا عمرو بن قيس بن ثور السكوني قال سمعت المشهل ( 2 ) بن عبد الله السكوني يقول سمعت عمر بن الخطاب يقول سمعت رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) يقول إنها ستفتح عليكم الشام ( 3 ) وتجدون فيها بيوتا يقال لها الحمامات هي حرام على رجال أمتي إلا بأزر وعلى نساء أمتي إلا نفساء أو سقيمة أخبرنا أبو القاسم بن الحصين أنا أبو علي بن المذهب أنا أبو بكر بن مالك نا عبد الله بن أحمد حدثني أبي نا أبو أحمد الزبيري نا مسرة ( 4 ) بن معبد عن إسماعيل بن عبيد الله قال قال معاذ بن جبل سمعت رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) يقول
_________
( 1 ) في المطبوعة : " فاء لكم "
( 2 ) كذا بالاصل وخع وفي المطبوعة : المشمعل
( 3 ) الاصل مطموش وما أثبت عن خع
( 4 ) ضبطت نصا في تقريب التهذيب بفتح أوله وثانيه وتشديد الراء

(1/395)


ستهاجرون إلى الشام فتفتح لكم ويكون فيكم داء كالدمل أو كالحرة يأخذ بمراق ( 2 ) الرجل يستشهد الله به أنفسهم ويزكي به أعمالهم هذا منقطع بين إسماعيل ومعاذ أنبأنا أبو علي الحداد وحدثني أبو مسعود عنه أنا أبو نعيم الحافظ نا سليمان بن أحمد نا محمد ( 3 ) بن النضر الأزدي نا علي بن حرب بن بري قال ونا سليمان نا موسى بن هارون نا سليمان بن راهويه قال سليمان وحدثنا أحمد بن حماد بن زغبة نا موسى بن هارون وأخبرنا أبو السعود أحمد بن علي بن المجلي ( 4 ) أنا أبو بكر الخطيب أنا أبو نعيم الحافظ نا أبو القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني نا أحمد بن حماد بن زغبة نا موسى بن هارون البردي ( 5 ) قالوا أنا محمد بحرب نا أبو سلمة سليمان بن سليم عن يحيى بن جابر حدثني ابن أخي أبي أيوب أن أبا أيوب كتب إليه يخبره أن رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) قال ستفتح عليكم الشام وسيضرب عليكم بعوث يكره الرجل فيها البعث ثم يتخلف عن قومه ثم يتبع القبائل فيقول من أكفيه من أكفيه ( 5 ) ألا وذاك الأجير إلى آخر قطرة من دمه أخبرنا أبو الحسن الفقيه نا أبو محمد عبد العزيز بن أحمد نا أبو القاسم تمام بن محمد أنا أبو زرعة وابو بكر محمد وأحمد ابنا عبد الله قالا نا أبو أيوب سليمان بن محمد الخزاعي نا هشام بن خالد نا الحسن بن يحيى الخشني ( 7 ) نا عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان عن أبيه عن مكحول عن كثير بن مرة عن معاذ بن
_________
( 1 ) المراق : ما رق من أسفل البطن ( اللسان والنهاية )
( 2 ) كذا بالاصل وخع وفي المطبوعة " أحمد "
( 3 ) ضبطت عن التبصير
( 4 ) بضم الباء وسكون الراء هذه النسبة إلى البرد وهو نوع من الثياب
والمشهور بهذه النسبة موسى بن هارون البردي وإنما قيل له البدي لبردة لبسها ( الانساب )
( 5 ) عن مختصر ابن منظور 1 / 147 وبالاصل : من أكفه من أكفه
( 6 ) بضم الخاء وفتح الشين هذه النسبة إلى قبيلة وقرية
والحسن ينتسب إلى خشين القبيلة فهي بطن من قضاعة وهو خشين بن النمر بن وبرة ( الانساب )

(1/396)


جبل قال قال رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) تنزلون منزلا يقال له الجابية ( 1 ) أو الجويبية يصيبكم فيه داء مثل غدة الجمل يستشهد الله به أنفسكم وذراريكم ويزكي به أموالكم أخبرنا أبو سهل محمد بن إبراهيم بن سعدوية المزكي أنا عبد الرحمن بن أحمد بن الحسن الرازي أنا جعفر بن عبد الله بن يعقوب بن فناكي نا محمد بن هارون الروياني نا محمد بن إسحاق نا علي بن بحر نا عبد المهيمن يعني ابن عباس بن سهل بن سعد قال سمعت أبي يذكر عن سهل بن سعد أن النبي ( صلى الله عليه و سلم ) كان يقول اتقوا الله يا عباد الله فإنكم إن اتقيتم الله أشبعكم من خبز الشام وزيت الشام أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو الحسين بن النقور أنا أبو طاهر المخلص أنا أحمد بن عبد الله بن سعيد نا السري بن يحيى بن شعيب بن إبراهيم نا سيف بن عمر عن عطية عن اصحاب علي عن علي وعن الضحاك عن ابن عباس في قول الله عز و جل " وعدكم الله مغانم كثيرة تأخذونها " الآية إلى قوله عز و جل " على كل شئ قدير " ( 2 ) المغانم فتوح من لدن خيبر " تأخذونها " وتغنمون ما فيها عجل لكم من ذلك خيبر " وكف أيدي الناس قريش " عنكم " بالصلح يوم الحديبية " ولتكون آية للمؤمنين " شاهدا على ما بعدها ودليلا على إنجازها " وأخرى لم تقدروا عليها " على علم وقتها أفيئها عليكم فارس والروم " قد أحاط الله بها " قضى الله بها لكم منها الأيام والقوادس ( 3 ) والواقوصة ( 4 ) والمدائن والحمر ( 5 ) بالشام ومصر والضواحي فاجتمعت هذه الصفات فيمن قاتل فارس والروم وسائر الأعاجم ذلك الزمان أخبرنا أبو عبد الله الفراوي أنا أبو بكر البيهقي أنا أبو سعيد بن أبي عمرو نا أبو العباس محمد بن يعقوب نا الحسن بن علي بن عفان نا يحيى بن آدم حدثني
_________
( 1 ) الجابية : قرية كانت من أعمال دمشق قرب مرج الصفر ( ياقوت )
( 2 ) سورة الفتح الاية : 20
( 3 ) القوادس جمع القادسية التي عند الكوفة ( ياقوت )
( 4 ) الواقوصة : واد بالشام بأرض حوران نزله المسلمون أيام أبي بكر الصديق على اليرموك لغزو الروم ( ياقوت )
( 5 ) الحمر جمع الحمراء وهي في سبعة مواضع ( انظر معجم البلدان : حمراء )

(1/397)


عبد السلام بن حرب عن شعبة عن الحكم عن عبد الرحمن بن أبي ليلى في قوله تعالى " وأثابهم فتحا قريبا " قال خيبر قال " وأخرى لم تقدروا عليها " ( 1 ) قال فارس والروم " أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي الفرضي أنا أبو محمد الجوهري أنا أبو عمر بن حيوية أنا أبو الحسن أحمد بن معروف الخشاب أنا حارث بن أبي أسامة نا محمد بن سعد ( 2 ) نا عفان بن مسلم وهاشم بن القاسم قالا نا شعبة قال قال الحكم أخبرني عبد الرحمن بن أبي ليلى في قول " وأثابهم فتحا قريبا " قال خيبر " وأخرى لم تقدروا عليها قد أحاط الله بها " قال فارس والروم أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي وعلي بن عبد السيد بن محمد بن الصباغ وأبو العباس أحمد بن علي بن الحسن بن نصر بن الباحمشي ( 3 ) وأبو النجم بدر بن عبد الله الشيحي ( 4 ) قالوا أنا أبو محمد الصريفيني أنا أبو القاسم عبيد الله بن محمد بن إسحاق بن حبابة نا أبو القاسم البغوي نا علي بن الجعد أنا شعبة عن سماك يعني الحنفي قال سمعت ابن عباس يقول في هذه الآية " وأخرى لم تقدروا عليها " قال ما فتح الله من هذه الفتوح أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي الأنصاري أنا أبو محمد الجوهري أنا أبو عمر محمد بن العباس بن حيوية أنا أبو القاسم عبد الوهاب بن أبي حية أنا أبو عبد الله محمد بن شجاع الثلجي أنا أبو عبد الله محمد بن عمر الواقدي ( 5 ) في قوله " وأخرى لم تقدروا عليها " قال فارس والروم ويقال مكة أخبرنا أبو عبد الله الفراوي أنا أبو بكر البيهقي أنا أبو عبد الله الحافظ نا عبد الرحمن بن الحسن القاضي نا إبراهيم بن الحسين نا آدم بن أبي إياس نا ورقاء
_________
( 1 ) سورة الفتح الاية : 18
( 2 ) الخبر في طبقات ابن سعد 2 / 115 في غزوة خيبر
( 3 ) الباحمشي نسبة إلى باحمشا قرية بين أوانا والحظيرة ( معجم البلدان )
( 4 ) الشيحي بكسر الشين وسكون الياء هذه النسبة إلى شيحة وهي قرية من قرى حلب
( 5 ) مغازي الواقدي 2 / 622

(1/398)


عن ابن أبي نجيح عن مجاهد قال قوله " أولي بأس شديد " ( 1 ) قال هم فارس والروم أخبرنا أبو عبد الله الفراوي أنا أبو بكر البيهقي أنا أبو نصر عمر بن عبد العزيز بن قتادة أنا أبو منصور النضروي نا أحمد بن نجدة نا سعيد بن منصور نا هشيم نا منصور عن الحسن قال هم فارس والروم
_________
( 1 ) سورة الفتح الاية : 16

(1/399)


" باب سرايا رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) إلى الشام وبعوثه الأوائل وهي غزوة دومة الجندل وذات أطلاح وغزوة مؤتة وذات السلاسل " ذكر أبو عبد الله محمد بن عمر بن واقد الواقدي في كتاب الصوائف الذي صنفه أن غزوة دومة الجندل أول غزوات الشام قال وهي من المدينة على ثلاث عشرة مرحلة ومن الكوفة على عشر مراحل في برية مرت ومن دمشق على عشر مراحل ( 1 ) قال وهي أرض نخل وزرع يسقون على النواضح وحولها عيون قليلة وزرعهم الشعير وهي مدينة عليها سور ولها حصن عادي مشهور في العرب يدعى مارد والثانية مؤتة والغزوة الثالثة تبوك والغزوة الرابعة غزوة أسامة بن زيد يبنى ( 2 ) من أرض فلسطين في سنة عشر والغزوة الخامسة غزوة أسامة بن زيد آبل الزيت في سنة إحدى عشرة وهي التي أمره عليها ( صلى الله عليه و سلم ) وهو مريض فغزاها بعد وفاته ( صلى الله عليه و سلم ) ولم أجد أحدا من العلماء فرق بين غزوة يبنى وبين غزوة آبل الزيت غير الواقدي وقد ذكر في كتاب المغازي الذي صنفه حديث الأمر بالغارة على يبنى في جملة قصة إنفاذ أبي بكر رضي الله عنه لجيش أسامة وإغارته على آبل الزيت وعندي أنهما غزوة واحدة أغار فيها على الموضعين جميعا والله أعلم أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي الأنصاري أنا أبو محمد الحسن بن علي الجوهري أنا أبو عمرو محمد بن العباس بن حيوية أنا عبد الوهاب بن أبي حية نا محمد بن شجاع الثلجي نا محمد بن عمر الواقدي ( 3 ) حدثني سعيد بن مسلم بن
_________
( 1 ) دومة الجندل : بضم أوله وفتحه وقد أنكر ابن دريد الفتح انظر ما ذكره ياقوت في معجم البلدان
( 2 ) كذا بالاصول وفي ياقوت : ابني موضع بالشام من جهة البلقاء ( 3 ) مغزي الواقدي 2 / 560 سرية أميرها عبد الرحمن بن عوف إلى دومة الجندل في شعبان سنة ست

(2/3)


قماذين ( 1 ) عن عطاء بن أبي رباح عن ابن عمر قال دعا رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) عبد الرحمن بن عوف قال تجهز فإني باعثك في سرية من يومك هذا ومن غد إن شاء الله قال ابن عمر فسمعت ذلك فقلت لأدخلن فلأصلين مع النبي ( صلى الله عليه و سلم ) الغداة فلأسمعن وصيته لعبد الرحمن بن عوف قال فغدوت فصليت فإذا أبو بكر وعمر وناس من المهاجرين فيهم عبد الرحمن وإذا رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) قد كان أمره أن يسير من الليل إلى دومة الجندل فيدعوهم إلى الإسلام فقال رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) لعبد الرحمن ما خلفك عن أصحابك قال ابن عمر وقد مضى أصحابه في السفر ( 2 ) فهم معسكرون بالجرف ( 3 ) وكانوا سبع مائة رجل فقال أحببت يا رسول الله أن يكون آخر عهدي بك وعلي ثياب سفري قال وعلى عبد الرحمن بن عوف عمامة قد لفها على رأسه قال ابن عمر فدعاه النبي ( صلى الله عليه و سلم ) فأقعده بين يديه فنقض عمامته بيده ثم عممه بعمامة سوداء فأرخى بين كتفيه منها ثم قال هكذا فاعتم يا ابن عوف قال وعلى ابن عوف السيف متوشحه ثم قال رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) اغز باسم الله في سبيل الله فقاتل من كفر بالله لا تغل ولا تغدر ولا تقتل وليدا قال ابن عمر ثم بسط يده فقال أيها الناس اتقوا خمسا قبل أن يحل بكم ما نقص مكيال قوم إلا أخذهم الله بالسنين ونقص من الثمرات لعلهم يرجعون وما نكث قوم عهدهم إلا سلط الله عليهم عدوهم وما منع قوم الزكاة إلا أمسك الله عنهم قطر السماء ولولا البهائم لم يسقوا وما ظهرت الفاحشة في قوم إلا سلط عليهم الطاعون وما حكم قوم بغير القرآن إلا ألبسهم الله شيعا وأذاق بعضهم بأس بعض [ 410 ] قال فخرج عبد الرحمن حتى لحق أصحابه به فسار حتى قدم دومة الجندل فلما حل بها دعاهم إلى الإسلام فمكث بها ثلاثة أيام يدعوهم إلى الإسلام وقد كانوا أبوا أول ما قدم يعطونه إلا السيف فلما كان اليوم الثالث أسلم الأصبغ بن عمرو الكلبي ( 4 ) وكان نصرانيا وكان رأسهم فكتب عبد الرحمن إلى النبي ( صلى الله عليه و سلم ) يخبره بذلك وبعث رجلا من جهينة يقال له رافع بن مكيث وكتب يخبر النبي ( صلى الله عليه و سلم ) أنه قد أراد أن يتزوج فيهم
_________
( 1 ) في الواقدي : قمادين
( 2 ) الواقدي : في السحر
( 3 ) الجرف : بالضم فسكون موضع على ثلاثة أميال من المدينة نحو الشام ( معجم البلدان )
( 4 ) عن الواقدي وبالاصل " الكليبي "

(2/4)


فكتب إليه النبي ( صلى الله عليه و سلم ) أن تزوج ابنة الأصبغ تماضر فتزوجها عبد الرحمن وبنى بها ثم أقبل بها وهي أم أبي سلمة بن عبد الرحمن بن عوف وأما سرية ذات أطلاح ( 1 ) فأخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي الأنصاري أنا أبو محمد الحسن بن علي الجوهري أنا أبو عمر محمد بن العباس أنا عبد الوهاب بن أبي حية نا محمد بن شجاع نا محمد بن عمر ( 2 ) حدثني محمد بن عبد الله عن الزهري قال بعث رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) كعب بن عمير الغفاري في خمسة عشر رجلا حتى انتهوا إلى ذات أطلاح من أرض الشام فوجدوا جمعا من جمعهم كثيرا فدعوهم إلى الإسلام فلم يستجيبوا لهم ورشقوهم بالنبل فلما رأى ذلك أصحاب النبي ( صلى الله عليه و سلم ) قاتلوهم أشد القتال حتى قتلوا فأفلت منهم رجل جريح ( 3 ) في القتلى فلما برد عليه الليل تحامل حتى أتى رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) فأخبره بذلك فشق ذلك على رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) وهم بالبعثة إليهم مبلغه ( 4 ) أنهم قد ساروا إلى موضع آخر فتركهم أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو الحسين بن النقور أنا أبو طاهر المخلص أنا رضوان بن أحمد نا أحمد بن عبد الجبار نا يونس بن بكير عن ابن إسحاق في عدد غزوات النبي ( صلى الله عليه و سلم ) وبعوثه وسراياه قال وغزوة كعب بن عمير الغفاري ذات الطلاح من أرض الشام فأصيب بها هو وأصحابه جميعا وأما غزوة مؤتة ( 5 ) فأخبرنا أبو القاسم ابن السمرقندي أنا أبو الحسين بن النقور أنا أبو طاهر المخلص نا أبو الحسين رضوان بن أحمد بن جالينوس ح
_________
( 1 ) بالاصل " أطلاع " والمثبت عن خع والواقدي 2 / 752
( 2 ) مغازي الواقدي / 752 سرية كعب بن عمير إلى ذات أصلاح في شهر ربيع الاول سنة ثمان ( 3 ) عن الواقدي وبالاصل " جريجا "
( 4 ) عن الواقدي وبالاصل وخع " فبلغهم "
( 5 ) بالضم ثم واو مهموزة ساكنة ثم تاء وبعضهم لا يهمزة قرية من قرى البلقاء في حدود الشام ( معجم البلدان )
( 6 ) زيادة عن خع

(2/5)


وأخبرنا أبو عبد الله الفراوي أنا أبو بكر البيهقي ( 1 ) أنا أبو عبد الله الحافظ نا أبو العباس محمد بن يعقوب قالا نا أحمد بن عبد الجبار نا يونس بن بكير عن محمد بن إسحاق حدثني محمد بن جعفر بن الزبير عن عروة بن الزبير قال قدم رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) من عمرة القضاء المدينة في ذي الحجة فأقام بالمدينة حتى بعث إلى مؤتة في جمادى الأولى من سنة ثمان قال وأمر رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) على الناس في مؤتة زيد بن حارثة ثم قال فإن أصيب زيد فجعفر فإن أصيب جعفر فعبد الله بن رواحة فإن أصيب فليرتض المسلمون رجلا فليجعلوه عليهم [ 411 ] فتجهز الناس وتهيأوا للخروج فودع الناس أمراء رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) وسلموا عليهم وودعوا عبد الله بن رواحة وقال البيهقي فلما ودعوا عبد الله بن رواحة بكا فقالوا ما يبكيك يا ابن رواحة قال أما والله ما بي حب الدنيا ولا صبابة إليها ولكني سمعت رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) يقرأ وقال البيهقي ولكني سمعت الله يقول " وإن منكم إلا واردها كان على ربك حتما مقضيا " ( 2 ) فلست أدري كيف لي بالصدر بعد الورود فقال المسلمون صحبكم الله وردكم إلينا صالحين ودفع عنكم فقال ابن رواحة : لكنني أسأل الرحمن مغفرة * وضربة ذات قرع تقذف الزبدا أو طعنة بيدي حران مجهزة * بحربة تنفذ الأحشاء والكبدا وقال البيهقي حمران بدل حران ( 4 ) : حتى يقولوا وقد مروا على جدثي * يا أرشد ( 5 ) الله من غاز وقد رشدا ثم أتى عبد الله بن رواحة رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) فودعه ثم قال وقال البيهقي فقال : وثبت الله ما أتاك من حسن * تثبيت موسى ونصرا كالذي نصروا إني تفرست فيك الخير نافلة * والله يعلم أني ثابت البصر ( 6 )
_________
( 1 ) خبر غزوة مؤتة في دلائل النبوة للبيهقي 4 / 358 وما بعدها سندقق الاصل حسب رواية الدلائل
( 2 ) سورة مريم الاية : 71
( 3 ) في دلائل البيهقي : " فرغ " يريد طعنة واسعة
( 4 ) كذا والذي في دلائل النبوة للبيهقي : حران
( 5 ) في دلائل البيهقي : " أرشده الله " بدل " يا أرشد الله "
( 6 ) في البيت إقواء وقد وردت الابيات في سيرة ابن هشام 3 / 324 برواية :

(2/6)


أنت الرسول فمن يحرم نوافله * والوجه منه فقد أزرى به القدر ثم خرج القوم حتى نزلوا معان ( 1 ) فبلغهم أن هرقل قد نزل بمآب ( 2 ) في مائة ألف من الروم ومائة ألف من المستعربة فأقاموا بمعان يومين فقالوا وقال البيهقي وقالوا ( 3 ) نبعث إلى رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) فنخبره بكثرة عدونا فإما أن يمدنا وإما أن يأمرنا أمرا فشجع الناس عبد الله بن رواحة فقال وقال البيهقي وقال ( 4 ) يا قوم والله إن التي تكرهون للتي خرجتم لها إياها تطلبون الشهادة وما يقاتل الناس بعدد ولا كثرة وإنما نقاتلهم بهذا الدين الذي أكرمنا الله به فربما ( 5 ) فعل وإن تكن الأخرى فهي الشهادة وليست بشر المنزلتين ( 5 ) فقال الناس والله لقد صدق ابن رواحة فانشمر الناس وهم ثلاثة آلاف حتى لقوا جموع الروم زاد ابن النقور وهم وقالا بقرية من قرى البلقاء يقال لها شراف ثم انحاز المسلمون إلى مؤتة قرية فوق أحساء زاد ابن النقور ابن موت وكان سبب هذه الغزوة فيما أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي الفرضي أنا أبو محمد الجوهري أنا أبو عمر بن حيوية أنا عبد الوهاب بن أبي حية نا محمد بن شجاع الثلجي نا محمد بن عمر ( 6 ) حدثني ربيعة بن عثمان عن عمر بن الحكم قال بعث رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) الحارث بن عمير الأزدي ثم أحد بني لهب إلى ملك بصرى بكتاب فلما نزل مؤتة عرض له شرحبيل بن عمرو الغساني فقال أين تريد قال الشام قال لعلك من رسل محمد قال نعم أنا رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) فأمر به فأوثق رباطا ثم قدمه فضرب عنقه صبرا ولم يقتل لرسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) رسول غيره فبلغ رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) الخبر فاشتد عليه وندب الناس وأخبرهم بمقتل الحارث ومن قتله فأسرع
_________
- إني تفرست فيك الخير نافلة * فراسة خالفت فيك الذي نظروا قال ابن هشام عن بعض أهل العلم فلا إقواء على هذه الرواية
( 1 ) مدينة في طرف بادية الشام تلقاء الحجاز من نواحي البلقاء ( معجم البلدان )
( 2 ) في دلائل البيهقي : " بمأرب " خطأ ومآب مدينة في طرف الشام من نواحي البلقاء ( معجم البلدان )
( 3 ) كذا وفي دلائل البيهقي : فقالوا
( 4 ) كذا وفي دلائل البيهقي : فقال
( 5 ) العبارة في دلائل البيهقي : فإن يظهرنا الله به فربما فعل وإن تكن الاخرى فهي الشهادة وليست بشر المنزلين
( 6 ) مغازي الواقدي 2 / 755 وما بعدها

(2/7)


الناس وخرجوا فعسكروا بالجرف ولم يبين رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) الأمر فلما صلى رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) الظهر جلس وجلس أصحابه حوله وجاء النعمان بن مهض ( 1 ) اليهودي فوقف على رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) مع الناس فقال رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) زيد بن حارثة أمير الناس فإن قتل زيد بن حارثة فجعفر بن أبي طالب فإن أصيب جعفر فعبد الله بن رواحة فإن أصيب عبد الله بن رواحة فليرتض المسلمون بينهم رجلا فليجعلوه عليهم فقال النعمان بن مهض ( 1 ) أبا القاسم إن كنت نبيا فسميت من سميت قليلا أو كثيرا أصيبوا جميعا إن الأنبياء في بني إسرائيل إذا استعملوا الرجل على القوم ثم قالوا إن أصيب فلان فلو سمى مائة أصيبوا جميعا ثم جعل اليهودي يقول لزيد بن حارثة اعهد فلا ترجع إلى محمد أبدا إن كان نبيا فقال زيد فأشهد أنه نبي صادق بار فلما أجمعوا المسير وقد عقد رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) لهم اللواء دعه إلى زيد بن حارثة لواء أبيض مشى الناس إلى أمراء رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) يودعونهم ويدعون لهم وجعل المسلمون يودع بعضهم بعضا والمسلمون ثلاثة آلاف فلما ساروا من معسكرهم نادى المسلمون دفع الله عنكم وردكم صالحين غانمين قال ابن رواحة عند ذلك لكنني أسأل الرحمن مغفرة * وضربة ذات قرع ( 2 ) تقذف الزبدا وهي أبيات أنشدنيها شعيب بن عبادة حدثنا أبو الحسن علي بن المسلم الفقيه الفرضي لفظا وأبو القاسم الخضر بن الحسين بن عبدان قراءة قالا أنا أبو القاسم بن أبي العلاء الفقيه أنا أبو محمد بن أبي نصر أنا أبو القاسم علي بن يعقوب بن إبراهيم بن أبي العقب أنا أبو عبد الملك أحمد بن إبراهيم القرشي نا محمد بن عائذ أنا الوليد بن مسلم أخبرني أبو محمد عيسى بن موسى عن برد بن سنان عن مكحول أن رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) بعث بعثا إلى الشام وأمر عليهم زيد بن حارثة فإن أصيب زيد فجعفر بن ابي طالب فإن أصيب جعفر فعبد الله بن رواحة وأجلهم أجلا
_________
( 1 ) كذا بالاصول ومختصر ابن منظور 1 / 152 ومغازي الواقدي وفي البداية والنهاية 4 / 241 نقلا عن الواقدي : فنحص
( 2 ) في الواقدي : ذات فرع أي ذات سعة والزبد : رغوة الدم
( 3 ) عن خع وبالاصل : " براء "

(2/8)


قال وأنا الوليد قال وأخبرني سعيد بن عبد العزيز وغيره أنهم كانوا ستة آلاف من المهاجرين والأنصار وغيرهم قال وأنا الوليد قال فحدثني عطاف ( 1 ) بن خالد المخزومي أن رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) بعث ذلك البعث وخرجوا وخرج مشيعا لهم حتى بلغ ثنية الوداع فوقف ووقفوا حوله فقال اغزوا بسم الله فقاتلوا عدو الله وعدوكم بالشام وستجدون بها رجالا في الصوامع معتزلين للناس فلا تعرضوا لهم وستجدون آخرين للشياطين في رؤوسهم مفاحيص ( 2 ) فافلقوا هامهم بالسيوف ولا تقتلن امرأة ولا صغيرا ضرعا ولا كبيرا فانيا ولا تعزقن نخلا ولا تقطعن شجرا ولا تهدموا بناء [ 413 ] قال ابن عائذ فحدثني عطاف على نحو من هذا أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي أنا الحسن بن علي الجوهري أنا محمد بن العباس أنا عبد الوهاب بن أبي حية نا محمد بن شجاع نا محمد بن عمر الواقدي ( 3 ) حدثني أبو صفوان عن خالد بن يزيد قال خرج النبي ( صلى الله عليه و سلم ) مشيعا لأهل مؤتة حتى بلغ ثنية الوداع فوقف ووقفوا حوله فقال اغزوا بسم الله فقاتلوا عدوا الله وعدوكم بالشام وستجدون فيها رجالا في الصوامع معتزلين للناس فلا تعرضوا لهم وستجدون آخرين للشيطان في رؤوسهم مفاحيص ( 2 ) فاقلعوها بالسيوف لا تقتلن ( 4 ) امرأة ولا صغيرا ضرعا ( 5 ) ولا كبيرا فانيا ولا تغرقن نخلا ولا تقطعن شجرا ولا تهدموا بناء [ 414 ] أبو ( 6 ) صفوان هو العطاف بن خالد بن عبد الله المخزومي أخبرنا ( 7 ) أبو محمد بن الأكفاني نا عبد العزيز الكتاني أنا أبو محمد بن أبي
_________
( 1 ) عن خع وبالاصل " غطاف " بالغين المعجمة وسترد صوابا في الخبر التالي
( 2 ) كذا بالاصل والصواب " مفاحص " جمع مفحص ومفحص القطاة حيث تفرخ فيه من الارض " انظر اللسان والنهاية : فحص )
( 3 ) مغازي الواقدي 2 / 758
( 4 ) عن الواقدي وبالاصل : لا تقتلوا
( 5 ) في الواقدي : مرضعا
( 6 ) بالاصل " ابن " خطأ
( 7 ) كرر الخبر في الاصل

(2/9)


نصر أنا أبو القاسم علي بن يعقوب بن ابي العقب أنا أبو عبد الملك أحمد بن إبراهيم بن بشر القرشي نا أبو عبد الله محمد بن عائذ قال سمعت العطاف بن خالد المخزومي حدثني واقد بن محمد بن زيد قال بعث رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) بعثا إلى الشام فخرج معهم حتى بلغ ثنية الوداع ثم قال اخرجوا بسم الله فقاتلوا في سبيل الله عدو الله وعدوكم إنكم ستدخلون الشام فستجدون رجالا في الصوامع ( 1 ) معتزلين للناس فلا تعرضوا لأحد منهم إلا بخير وستجدون آخرين للشياطين في رؤوسهم مفاحص فافلقوا هامهم بالسيوف لا تقتلن كبيرا ولا فانيا ولا صغيرا ضرعا ولا تقتلن امرأة ولا تغرقن نخلا [ 415 ] وهذان إسنادان مرسلان والمحفوظ أن هذه وصية أبي بكر رضي الله عنه أخبرنا أبو محمد هبة الله بن أحمد الأكفاني نا أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت الحافظ أنا أبو الحسين محمد بن الحسين بن محمد بن الفضل القطان أنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن أحمد بن عتاب نا أبو محمد القاسم بن عبد الله بن المغيرة الجوهري نا إسماعيل بن أبي أويس نا إسماعيل بن إبراهيم بن عقبة عن عمه موسى بن عقبة قال ثم صدر رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) يعني من عمرة القضاء إلى المدينة فمكث بها ستة أشهر ثم بعث جيشا إلى مؤتة وأمر عليهم زيد بن حارثة فإن أصيب فجعفر بن أبي طالب أميرهم فإن أصيب جعفر فعبد الله بن رواحة أميرهم فانطلقوا حتى لقوا ابن أبي سبرة الغساني بمؤتة وبها جموع من نصارى العرب والروم بها تنوخ وبهراء فأغلق سبرة ( 2 ) دون المسلمين الحصن ثلاثة أيام ثم خرجوا فالتقوا على درع ( 3 ) أحمر فاقتتلوا قتالا شديدا فأخذ اللواء زيد بن حارثة فقتل ثم أخذ جعفر بن أبي طالب فقتل ثم أخذه عبد الله بن رواحة فقتل ثم اصطلح المسلمون بعد أمراء رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) على خالد بن الوليد المخزومي فهزم الله العدو وأظهر المسلمين وبعثهم رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) في جمادى الأولى وزعموا والله أعلم أن رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) قال مر جعفر بن أبي طالب في الملائكة يطير مع الملائكة كما يطيرون له جناحان وقتل يومئذ من المسلمين من
_________
( 1 ) الصوامع جمع صومعة وهي بيعة النصاري
( 2 ) كذا بالاصول وفي دلائل النبوة للبيقهي : 4 / 364 ابن أبي سبرة
( 3 ) كذا بالاصول وفي دلائل البيهقي : " ذرع " وفي المطبوعة : " ردع " ولم يحلها

(2/10)


قريش ثم من بني هاشم زيد بن حارثة وجعفر بن أبي طالب ومن بني مخزوم هبار بن سفيان بن عبد الأسد ومن بني عدي بن كعب مسعود بن الأسود ومن بني عامر بن لؤي وهب بن سعد بن أبي سرح وقتل من الأنصار ثم من بني الحارث بن الخزرج عبد الله بن رواحة وعبد الله بن ربيع ومن بني زريق عباد بن ناعص وفي هذه الغزوة يقول عبد الله بن رواحة : إذا بلغتني وحملت رحلي * مسافة أربع بعد الحساء ( 1 ) فحمدك أنعم وخلاك ذم * ولا أرجع إلى أهلي ورائي ( 2 ) وآب ( 3 ) المسلمون وغادروني * بأرض الروم مشتهر الثواء هنالك لا أبالي طلع فحل ( 4 ) * ولا نخل أسافلها رواء وخرج أبو سفيان إلى الشام تاجرا فقدم على قيصر فأرسل إليه قيصر يسأله عن النبي ( صلى الله عليه و سلم ) فلما جاءه قال أخبرني عن هذا الرجل الذي خرج فيكم أكل مرة يظهر عليكم قال ما ظهر علينا قط إلا وأنا غائب ثم قد غزوتهم مرتين في بيوتهم فبقرنا البطون وجدعنا الأنوف وقطعنا الذكور قال قيصر أتراه كاذبا أو صادقا قال بل هو كاذب قال قيصر لا تقولون ذلك فإن الكذب لا يظهر به أحد فإن كان فيكم نبيا فلا تقتلوه فإن أفعل الناس لذلك اليهود قال عبد الله بن رواحة أيضا في يوم مؤتة : أقسمت بالله لتنزلنه ( 5 ) * يا نفس طوعا أو لتكرهنه ( 6 )
_________
( 1 ) سيرة ابن هشام 4 / 18 برواية : " إذا أديتني
مسيرة أربع " والحساء جمع حسى وهو ماء يغور في الرمل حتى يجد صخرا فإذا بحث عنه وجد
( 2 ) في سيرة ابن هشام : " فشأنك أنعم "
قوله : ولا أرجح : قال أبو ذر : مجزوم على الدعاء دعا على نفسه أن يستهشد ولا يرجع إلى أهله
( 3 ) سيرة ابن هشام : " وجاء " وبعده فيها : وردك كل ذي نسب قريب - إلى الرحمن منقطع الاخاء
( 4 ) في ابن هشام : بعل
( 5 ) عن دلائل البيهقي 4 / 364 وبالاصل : لننزلنه
( 6 ) في سيرة ابن هشام 4 / 21 : لتنزلن أو لتكرهنه وفي دلائل البيهقي 4 / 363 : طائعة أو لتكرهنه

(2/11)


ما لي أراكي تكرهين الجنة * وقبل ذا قد كنت مطمئنة ( 1 ) * إذ أجلب الناس وشدوا الرنة * وزعموا والله أعلم أن يعلى بن منية قدم على رسول الله بخبر أهل مؤتة فقال له رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) إن شئت فأخبرني وإن شئت أخبرك قال بل أخبرني يا رسول الله قال فأخبرهم رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) خبرهم كله ووصفه لهم فقال والذي بعثك بالحق ما تركت من حديثهم حرفا لم تذكره وإن أمرهم لكما ذكرت فقال رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) إن الله تبارك وتعالى رفع لي الأرض حتى رأيت معتركهم [ 416 ] وزعموا والله أعلم أن ابن رواحة بكا حين أراد الخروج من مؤتة فبكى يعني أهله حين رأوه يبكي فقال والله ما بكيت جزعا من الموت ولا صبابة بكم ولكن بكيت من قول الله عز و جل " إن منكم إلا واردها كان على ربك حتما مقضيا " ( 2 ) فأيقنت أني واردها ولم أدرأنجوا منها أم لا حدثنا أبو الحسن علي بن المسلم السلمي الفقيه لفظا وأبو القاسم الخضر بن الحسين بن عبدان قراءة قالا أنا أبو القاسم علي بن محمد بن علي الفقيه أنا أبو محمد عبد الرحمن بن عثمان بن القاسم بن أبي نصر أنا أبو القاسم علي بن نصر علي بن يعقوب بن أبي العقب أنا أحمد بن إبراهيم قال قال محمد بن عائد فحدثني الوليد قال فحدثني أبو سليمان عبد الرحمن بن سليمان عن من حدثه من مشيختهم عن رجل من أصحاب رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) من الأشعريين أن رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) بعثه مبعثا ركب فيه البحر حتى خرج إلى أيلة وما يليها فلما كان بمكان الذي هو به من الشام بلغه قدوم زيد بن حارثة وذلك الجيش البلقاء ومن لقيهم من جماعة الروم ومن معها من قبائل العرب فخرجت حتى أتيتهم قال فلقيناهم وشهدت المعركة فاقتتلنا قتالا شديدا ولبس زيد درعا له وركب فرسا وبيده الراية يقاتل ثم نزل عن الفرس ونزع الدرع وقال من يأخذ هذا وقتل زيد وأخذه جعفر فلبس الدرع وركب الفرس وأخذ الراية فتقدم فقاتل قال ونزل جعفر عن الفرس ونزع الدرع وقال من يأخذ هذا فتقدم عبد الله بن رواحة فلبس الدرع وركب الفرس وأخذ الراية فقاتل فقتل ولما انتهت
_________
( 1 ) في سيرة ابن هشام ودلائل البيهقي : قد طال ما قد كنت مطمئنه ( 2 ) سورة مريم الاية : 71

(2/12)


الراية إلى عبد الله بن رواحة قاتل ثم صنع ما صنع صاحباه ثم نزل عن الفرس ونزع الدرع وقال من يأخذ هذا وجال الناس جولة وأخذ الراية رجل من الأنصار فقاتل بها إذ مر به خالد بن الوليد فقال له الأنصاري يا خالد خذ الراية قال أنت أحق بها أنت أخذتها وقال الأنصاري أنت أحق بها فإنك أشجع مني فأخذها خالد أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي الأنصاري أنا أبو محمد الجوهري أنا أبو عمر بن حيوية أنا عبد الوهاب بن أبي حية نا محمد بن شجاع نا محمد بن عمر الواقدي ( 1 ) قال ومضى المسلمون وقد أمرهم رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) أن ينتهوا إلى مقتل الحارث بن عمير فلما فصل المسلمون من المدينة سمع العدو بمسيرهم فجمعوا الجموع وقام فيهم رجل من الأزد يقال له شرحبيل بالناس وقدم الطلائع أمامه وقد نزل المسلمون وادي القرى وأقاموا أياما وبعث أخاه سدوس بن عمرو في خمسين من المشركين فالتقوا وانكشف أصحابه وقتل سدوس وخاف شرحبيل بن عمرو فتحصن وبعث أخا له يقال له وبر بن عمرو فسار المسلمون حتى نزلوا معان من أرض الشام فبلغ الناس أن هرقل قد نزل مآبا من أرض البلقاء في بهراء ووائل وبكر ولخم وجذام في مائة ألف عليهم رجل من بلي يقال له مالك فلما بلغ ذلك المسلمين أقاموا ليلتين لينظروا في أمرهم وقالوا نكتب إلى رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) فنخبره الخبر فإما يردنا وإما يزيدنا رجالا فبينا الناس على ذلك من أمرهم جاءهم ابن رواحة فشجعهم ثم قال والله ما كنا نقاتل الناس بكثرة عدد ولا بكثرة سلاح ولا بكثرة خيول إلا بهذا الدين الذي أكرمنا الله به انطلقوا والله لقد رأيتنا يوم بدر ما معنا إلا فرسان ويوم أحد فرس واحدة فإنما هي إحدى الحسنيين إما ظهور عليهم فذلك ما وعدنا الله ووعد نبينا وليس لوعده خلف وإما الشهادة فنلحق بالإخوان نرافقهم في الجنان فشجع الناس على مثل قول ابن رواحة أخبرنا أبو بكر الأنصاري أنا أبو محمد الجوهري أنا أبو عمر أنا عبد الوهاب نا محمد بن شجاع نا الواقدي ( 2 ) قال فحدثني ربيعة بن عثمان عن المقبري عن أبي هريرة قال شهدت مؤتة فلما رأينا المشركين رأينا ما لا قبل لنا به
_________
( 1 ) مغازي الواقدي 2 / 760
( 2 ) مغازي الواقدي 2 / 760

(2/13)


من العدد والسلاح والكراع ( 1 ) والديباج والحرير والذهب فبرق بصري فقال لي ثابت بن أقرم يا أبا هريرة مالك كأنك ترى جموعا كثيرة قلت نعم قال لم تشهدنا ببدر إنا لم ننصر بالكثرة قال ( 2 ) وحدثني محمد بن صالح عن عاصم بن عمر بن قتادة قال وحدثني عبد الجبار بن عمارة عن عبد الله بن أبي بكر زاد أحدهما على صاحبه في الحديث قالا لما التقى الناس بمؤتة جلس رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) على المنبر وكشف له ما بينه وبين الشام فهو ينظر إلى معتركهم فقال رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) أخذ الراية زيد بن حارثة فجاءه الشيطان فحبب إليه الحياة وكره إليه الموت وحبب إليه الدنيا فقال الآن حين استحكم الإيمان في قلوب المؤمنين تحبب إلي الدنيا فمضى قدما حتى استشهد فصلى عليه رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) وقال استغفروا له وقد دخل الجنة وهو يسعى ثم أخذ الراية جعفر بن أبي طالب فجاءه الشيطان فمناه الحياة وكره إليه الموت ومناه الدنيا فقال الآن حين استحكم الإيمان قلوب المؤمنين تمنيني الدنيا ثم مضى قدما حتى استشهد فصلى عليه رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) ودعا له ثم قال رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) استغفروا لأخيكم فإنه شهيد دخل الجنة فهو يطير في الجنة بجناحين من ياقوت حيث شاء من الجنة ثم أخذ الراية بعده عبد الله بن رواحة فاستشهد ثم دخل الجنة معترضا فشق ذلك على الأنصار قيل يا رسول الله ما اعتراضه قال لما أصابته الجراح نكل فعاتب نفسه فشجع فاستشهد فدخل الجنة [ 417 ] فسري عن قومه قال ونا الواقدي ( 3 ) حدثني محمد بن صالح عن رجل من العرب عن أبيه قال لما قتل ابن رواحة انهزم المسلمون أسوأ هزيمة رأيتها قط في كل وجه ثم إن المسلمين تراجعوا فأقبل رجل من الأنصار يقال له ثابت بن أقرم فأخذ اللواء وجعل يصيح بالأنصار فجعل الناس يثوبون إليه من كل وجه وهم قليل وهو يقول إلي أيها الناس فاجتمعوا إليه قال فنظر ثابت إلى خالد بن الوليد فقال خذا اللواء يا أبا سليمان فقال لا آخذه أنت أحق به أنت رجل لك سن وقد شهدت بدرا قال ثابت
_________
( 1 ) الكراع قيل هو اسم يجمع الخيل والسلاح ( اللسان : كرع )
( 2 ) القائل هو الواقدي والخير في مغازيه 2 / 761
( 3 ) مغازي الواقدي 2 / 763

(2/14)


خذه أيها الرجل فوالله ما أخذته إلا لك فأخذه خالد فحمله ساعة وجعل المشركون يحملون عليه فيثبت حتى تكركر ( 1 ) المشركون وحمل بأصحابه ففض جمعا من جمعهم ثم دهمه منهم بجمع بشر كثير فانحاش بالمسلمين فانكشفوا راجعين قال ونا الواقدي ( 2 ) حدثني عطاف بن خالد قال لما قتل ابن رواحة مساء بات خالد بن الوليد فلما أصبح غدا ( 3 ) وقد جعل مقدمته ساقته وساقته مقدمته وميمنته ميسرته وميسرته ميمنته ( 4 ) فأنكروا ما كانوا يعرفون من راياتهم وهيأتهم وقالوا قد جاءهم مدد فرعبوا فانكشفوا منهزمين فقتلوا مقتلة لم يقتلها قوم حدثنا أبو الحسن علي بن المسلم الفقيه لفظا وأبو القاسم الخضر بن الحسين قراءة قالا نا أبو القاسم بن أبي العلاء أنا أبو محمد بن أبي نصر أنا أبو القاسم بن أبي العقب أنا أبو عبد الملك قال قال ابن عائذ أخبرني الوليد قال سمعت أنهم ساروا حتى إذا كانوا بناحية معان من أرض الشراة ( 5 ) فأخبروا أن الروم قد نذروا وجمعوا لهم جموعا كثيرة من الروم وقضاعة وغيرهم من نصارى العرب فاستشار زيد بن حارثة أصحابه فقالوا قد وطئت البلاد وأخفت أهلها فانصرف فإنه لا يعدل العافية شئ وعبد الله بن رواحة ساكت فسأله زيد عن رأيه فقال إنا لم نسر إلى هذه البلاد ونحن نريد الغنائم ولكننا خرجنا نريد لقاءهم ولسنا نقاتلهم بعدد ولا عدة فالرأي المسير إليهم فقبل زيد رأيه وسار إليهم قال ابن عائذ فأخبرني الوليد قال فحدثني رجل من بني سلامان عن غير واحد من كبراء قومه أن زيد بن حارثة سار بهم على جبال ( 6 ) بين الشراة والبلقاء على ريفها
_________
( 1 ) يقال تكركر الرجل في أمره أي تردد ( الصحاح )
( 2 ) مغازي الواقدي 2 / 764
( 3 ) عن مغازي الواقدي وبالاصل " غدوا "
( 4 ) بالاصل : " وقد جعل مقدمته ساقة وساقته مقدمة وميمنته ميسرة وميسرة ميمنة " والعبارة المثبتة عن الواقدي
( 5 ) الشراة صقع بالشام بين دمشق ومدينة الرسول صلى الله عليه و سلم والشراة : جبل من دون عسفان وهو لبني ليث خاصة ولبني ظفر من سليم ( معجم البلدان )
( 6 ) كذا وفي مختصر ابن منظور 1 / 155 " حبال " بالكسر وهي من قرى وادي موسى من جبال السراة قرب الكرك بالشام

(2/15)


وعمارتها فمر بقرية من قرى جبال يقال لها أكثب ( 1 ) فشد أهلها على ساقة المسلمين فأصابوهم بجراحة وقتلوا رجلا من المسلمين فبلغ ذلك جماعة الجيش فاستأذنوا زيد بن حارثة في الرجعة إليهم والانتقام منهم فقال زيد لا أرى ذلك لأن عدوكم أمامكم قد جمعوا لكم ودنوا منكم فأكره أن تفلوا حدكم ونشاطكم بقتال غيرهم ثم لا آمن أن يجمعوا لكم فيكونوا من ورائكم فتكونوا بين عسكرين فمضى زيد ومن معه حتى لقوا عدوهم بين قريات ثلاثة بين مؤتة والعمقة ( 2 ) وزقوقين ( 3 ) فصافوهم هنالك وقال السلاميون هم إلى زقوقين أقرب قال ابن عائذ قال الوليد وأخبرنا رجل من أهل البلقاء أن الذين لقوهم يومئذ من أهل المشارق ( 3 ) من النصارى من لخم وجذام والقين قال ابن عائذ قال الوليد فحدثني عطاف بن خالد وغيره أن خالد بن الوليد بات ثم أصبح غازيا وقد جعل مقدمته ساقة وساقته مقدمة وميمنته ميسرة وميسرته ميمنة فأنكروا ما جاء به من خلاف ما كانوا يعرفون من راياتهم وهيئتهم وقالوا قد جاءهم مدد فانهزموا وقتلوا مقتلة لم يقتلها قوم قال ابن عائذ قال الوليد وأما السلامي فإنه أخبرني عن غير واحد أن خالدا لما أخذ الراية قاتلهم قتالا شديدا ثم انحاز الفريقان كل عن كل قافلا عن غير هزيمة فقفل المسلمون على طريقهم التي أبدوا منها حتى مروا بتلك القرية والحصن الذين كانوا شدوا على ساقتهم وقتلوا رجلا منهم فحاصروهم في حصنهم حتى فتحه الله عليهم عنوة فقتل خالد بن الوليد مقاتلتهم في نقيع إلى جانب حصنهم صبرا فبها سمي ذلك النقيع نقيع الدم إلى اليوم فهدموا حصنهم هدما لم يعمر بعده إلى اليوم أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن عبد الملك الخلال أنا أبو القاسم إبراهيم بن منصور السلمي أنا أبو بكر بن المقرئ ( 4 ) نا أبو يعلى الموصلي نا أبو خيثمة
_________
( 1 ) في مختصر ابن منظور : أكبث
( 2 ) كذا ولم أجدها
( 3 ) كذا بالاصل وخع وفي المطبوعة : المشارف بالفاء وهي قري قرب حوران منها بصري من الشام ( ياقوت ) ( 4 ) الزيادة عن خع

(2/16)


نا وهب بن جرير نا الأسود بن شيبان عن خالد بن شمير ( 1 ) قال قدم علينا عبد الله بن رباح الأنصاري من المدينة وكانت الأنصار تفقهه قال فوجدته في حوى شريك بن الأعور قال وقد اجتمع إليه ناس قال فحدثنا قال حدثني أبو قتادة الأنصاري قال بعث رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) بجيش الأمراء فقال عليكم زيد بن حارثة فإن أصيب زيد فجعفر بن أبي طالب فإن أصيب جعفر فعبد الله بن رواحة قال فوثب جعفر فقال يا رسول الله ما كنت أذهب أن تستعمل علي أحدا قال امض فإنك لا تدري أي ذلك خير قال فانطلق الجيش فلبثوا ما شاء الله ثم أن رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) صعد المنبر وأمر أن ينادى الصلاة جامعة فاجتمعنا إلى رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) فقال رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) ثاب خبر ثاب خبر ثاب ( 2 ) خبر ألا ( 3 ) خبركم عن جيشكم هذا الغازي إنهم انطلقوا حتى إذا لقوا العدو أصيب زيد شهيدا فاستغفروا له ثم أخذ اللواء جعفر فشد ( 4 ) على القوم حتى قتل شهيدا أشهد له بالشهادة فاستغفروا له فاستغفروا ثم أخذ اللواء عبد الله بن رواحة فأثبت قدميه حتى أصيب شهيدا فاستغفروا فاستغفروا قال ثم أخذ اللواء خالد بن الوليد ولم يكن من الأمراء قال فرفع رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) أصبعيه فقال اللهم هو سيف من سيوفك فانتصر به قال فيومئذ سمي خالد سيف الله ثم قال رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) انفروا فأمدوا إخوانكم ولا يتخلفن أحد [ 418 ] قال فنفر الناس في حر شديد مشاة وركبانا فذكر الحديث أخبرنا أبو عبد الله محمد بن الفضل الفقيه وأبو محمد هبة الله بن سهل بن عمر السيدي قالا أنا أبو عثمان سعيد بن محمد البحيري أنا أبو عمرو بن حمدان أنا عمران بن موسى بن مجاشع نا محمد بن عبيد بن جسار ( 5 ) ح وأخبرنا أبو المظفر عبد المنعم بن عبد الكريم أنا أبو سعد محمد بن عبد الرحمن الجنزرودي أنا أبو عمرو بن حمدان
_________
( 1 ) بالاصل وخع " سمير " وما أثبت وضبط بالتصغير عن تقريب التهذيب
( 2 ) كذا بالاصل
( 3 ) زيادة عن خع
( 4 ) عن خع وبالاصل : فشهد
( 5 ) كذا بالاصل وفي خع : حساب " وهو الصواب وفي تقريب التهذيب : حساب بكسر الحاء وتخفيف السين المهملة

(2/17)


وأخبرتنا أم المجتبى فاطمة بنت ناصر العلوية قالت قرئ على إبراهيم بن منصور السلمي وأنا حاضرة أنا أبو بكر بن المقرئ قالا أنا أبو يعلى الموصلي نا عبيد الله زاد ابن حمدان بن عمرو قالا القواريري قال نا حماد بن زيد عن أيوب عن حميد بن هلال عن أنس زاد ابن المقرئ ابن مالك أن رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) بعث زيدا وجعفرا وعبد الله بن رواحة ودفع الراية إلى زيد قال فأصيبوا جميعا قال قال أنس فنعاهم ( 1 ) رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) إلى الناس قبل أن يجئ الخبر قال أخذ الراية زيد فأصيب ثم أخذها جعفر فأصيب ثم أخذها عبد الله فأصيب فأخذ الراية بعد سيف من سيوف الله خالد بن الوليد [ 419 ] قال فجعل يحدث الناس وعيناه تذرفان وفي حديث القواريري ثم أخذ أخبرنا أبو المظفر بن القشيري أنا أبو سعد الجنزرودي أنا أبو عمرو بن حمدان وأخبرتنا فاطمة بنت ناصر قالت قرئ على إبراهيم بن منصور أنا أبو بكر بن المقرئ قالا أنا أبو يعلى نا أبو خيثمة نا إسماعيل عن أيوب عن حميد بن هلال عن أنس قال قال رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) أخذ الراية زيد فأصيب ثم أخذها جعفر فأصيب ثم أخذها خالد عن وقال ابن حمدان بن الوليد من غيرة إمرة ففتح الله عليه وما يسرهم أو ما يسرني أنهم عندنا وإن عينيه لتذرفان [ 420 ] أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو الحسين أحمد بن محمد بن النقور أنا أبو الحسين محمد بن عبد الله الدقاق ح وأخبرنا أبو القاسم أنا أبو الحسين بن النقور وأبو القاسم علي بن أحمد بن محمد بن البسري والشريف أبو نصر محمد بن محمد بن علي الزينبي قالوا أنا أبو طاهر المخلص قالا أنا أبو القاسم عبد الله بن محمد بن عبد العزيز البغوي نا أبو خيثمة يعني زهير بن حرب بن شداد النسائي نا الوليد بن مسلم نا صفوان بن عمرو عن عبد الرحمن بن جبير بن نفير عن أبيه عن عوف بن مالك الأشجعي قال خرجت
_________
( 1 ) عن خع وبالاصل " فناهم "
( 2 ) البسري بالضم وسكون السين هذه النسبة إلى بسر بن أرطاة وقيل ابن أبي أرطاة ( الانساب )

(2/18)


مع زيد بن حارثة في غزوة مؤتة فوافقني ( 1 ) مددي ( 2 ) من أهل اليمن ليس معه غير سيفه فنحر رجل من المسلمين جزورا فسأله المددي طائفة من جلده فأعطاه إياه فاتخذ كهيئة الدرقة ومضينا فلقينا جموع الروم قال وفيهم رجل على فرس له أشقر عليه سرج مذهب وسلاح مذهب فجعل الرومي يغري بالمسلمين وقعد له المددي خلف صخرة فمر به الرومي فعرقب فرسه فخر وعلاه فقتله فحاز فرسه وسلاحه فلما فتح الله عز و جل على المسلمين بعث خالد بن الوليد فأخذ من السلب قال عوف فأتيته فقلت يا خالد أما علمت أن رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) قضى بالسلب للقاتل قال بلى ولكني استكثرته قال عوف فقلت لتردنه أو لأعرفنكها عند رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) فأبى أن يرده عليه قال عوف فاجتمعنا فقصصت عليه قصة المددي وما فعل خالد فقال رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) يا خالد ما حملك على ما صنعت قال يا رسول الله استكثرته فقال رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) رد عليه ما أخذت منه فقلت دونك يا خالد ألم أقل لك فقال رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) ما ذاك فأخبرته فغضب رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) وقال يا خالد لا ترد عليه هل أنتم تاركو لي أمرائي لكم صفوة أمركم وعليهم كدره [ 421 ] أخرجه مسلم عن زهير اخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأ أبو الحسين بن النقور أنبأ أبو طاهر المخلص أنا أبو الحسين رضوان بن أحمد بن جالينوس أنا أحمد بن عبد الجبار العطاردي نا يونس بن بكير عن محمد بن إسحاق قال فبكى حسان أهل مؤتة فقال : تأوبني ليل بيثرب أعسر * وهم إذا ما نوم الناس مسهر ( 3 ) لذكرى حبيب هيجت لي عبرة * سفوحا وأسباب البكاء التذكر ( 4 ) بل إن فقدان الحبيب بلية ( 5 ) * وكم من كريم يبتلى ثم يصبر رأيت خيار المؤمنين تتابعوا * شعوبا وخلف بعدهم متأخر ( 6 )
_________
( 1 ) في المطبوعة : فرافقني
( 2 ) المددي : نسبة إلى المدد والمدد : هي العساكر والتي تلحق بالمغازي في سبيل الله ( لسان )
( 3 ) تأوبني : عاودني ورجع إلى
( 4 ) في الديوان ص 99 : " ثم عبرة " والسفوح : السائلة الغزيزة
( 5 ) الديوان : بلاء وفقدان
( 6 ) في الديوان : تورادوا شعوب وقد خلفت فيمن يؤخر "

(2/19)


فلا يبعدن الله قتلى تتابعوا * بمؤتة منهم ذو الجناحين جعفر وزيد وعبد الله حين تتابعوا * جميعا وأسباب المنية تخطر غداة مضوا بالمؤمنين يقودهم * إلى الموت ميمون النقيبة أزهر ( 1 ) أغر كضوء البدر من آل هاشم * أبي إذا سيم الظلامة مجسر ( 2 ) فطاعن حتى مات غير موسد * بمعترك فيه القنا متكسر ( 3 ) فصار مع المستشهدين ثوابه * جنان ومتلف الحدائق أخضر وكنا نرى في جعفر بن محمد * وفاء وأمرا حازما حين يأمر ( 4 ) وما زال في الإسلام من آل هاشم * دعائم عز لا يزول ومفخر ( 5 ) هم جبل الإسلام والناس حولهم * رضام إلى طود يروق ويقهر ( 6 ) بها ليل منهم جعفر وابن أمه * علي ومنهم أحمد المتخير وحمزة والعباس منهم وفيهم * عقيل وماء العود من حيث يعصر بهم تفرج اللأواء في كل مأزق * حماش إذا ما ضاق بالناس مصدر ( 7 ) هم أولياء الله منزل حكمه * عليهم وفيهم ذا الكتاب المطهر وقال كعب بن مالك يبكي جعفرا وأصحابه يوم مؤتة : نام العيون ودمع عينك تهطل * سحا كما وكف الضباب المخضل ( 8 ) في ليلة وردت علي همومها * طورا أحن وتارة أتململ
_________
- قال أبو ذر في شرح السيرة : فمن رواه بضم الشين فهو جمع شعب وهي القبيلة ومن رواه بفتح الشين فهو اسم للمنية ويجوز فيه الصرف وتركه
( 1 ) في الديوان : " غداة غدوا "
( 2 ) الديوان : " أغر كلون " والابي : العزيز الجانب والمجسر : الجسور وبالاصل : مشجر والمثبت عن هامش الاصل والديوان
( 3 ) في الديوان : " يتكسر " وفي المطبوعة وابن هشام 4 / 36 " مال " بدل " مات "
( 4 ) الديوان : " جازما "
( 5 ) الديوان : لا ترام بدل لا يتزول وفي ابن هشام : لا يزلن
( 6 ) الديوان : لا ترام بدل لا يزول
وفي ابن هشام ويبهر بدل ويقهر
والرضام جمع رضمة وهي الحجارة يرضم بعضها فوق بعض
( 7 ) الديوان : عماس بدل حماس وبالقوم بدل بالناس
( 8 ) في ابن 4 / 27 " يهمل " ويحا : صبا

(2/20)


واعتاذني حزن فبت كأنني * ببنات نعش والسماك موكل وكأنما بين الجوانح والحشا * مما تأوبني شهاب مدخل وجدا على النفر الذي تتابعوا * يوما بمؤتة أسندوا لم ينقلوا صلى الإله عليهم من فتية * وسقا عظامهم الغمام المسبل ( 1 ) صبروا بمؤتة للإله نفوسهم * حذر الردى وحفيظة أن ينكلوا ( 2 ) فمضوا أمام المؤمنين كأنهم * فنق عليهن الحديد المرمل ( 3 ) إذ يقتدون بجعفر ولوائه * قدام أولهم ونعم الأول ( 4 ) حتى تفرجت الصفوف وجعفر ( 5 ) * حيث التقى وعث الصفوف مجدل فتغير القمر المنير لفقده * والشمس قد كسفت وكادت تأفل قرم علا بنيانه من هاشم * فرع أشم وسؤدد ما ينقل ( 6 ) قوم بهم عصم الإله عباده * وعليهم نزل الكتاب المنزل فضلوا المعاشر عزة وتكرما * وتغمدت أحلامهم من يجهل لا يطلقون إلى السفاه حباهم * ويرى خطيبهم بحق يفصل بيض الوجوه ترى بطون أكفهم * تندى إذا اغبر الزمان الممحل ( 7 ) وبهديهم رضي الإله لخلقه * وبجدهم نصر النبي المرسل ( 8 ) وأما غزوة ذات السلاسل ( 9 ) فهي بعد غزوة مؤتة فيما ذكر أهل المغازي سوى ابن إسحاق فإنه ذكر أنها قبل غزوة مؤتة
_________
( 1 ) المسبل : الممطر
( 2 ) للاله مطموسة بالاصل وزيدت عن سيرة ابن هشام 4 / 7 ، وخع
( 3 ) كأنهم مطموسة بالاصل أثبتناها عن خع وابن هشام والفنق جميع فنيق وهي الفحول من الابل
( 4 ) في ابن هشام : يهتدون
( 5 ) عن خع وابن هشام مطموسة بالاصل
( 6 ) " فرع " عن خع مطموسة بالاصل وفي ابن هشام فرعا أشم وسؤددا
( 7 ) " تندي " عن خع مطموسة بالاصل وفي ابن هشام : اعتذر بدل أغير
( 8 ) قال أبو ذر : يجدهم ومن رواه بحدهم بالحاء المهملة فمعناه بشجاعتهم وأقدامهم ومن رواه بالجيم المكسورة فهو معلوم
( 9 ) ذات السلاسل : وراء وادي الفرس بينها وبين المدينة عشرة أيام

(2/21)


أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي الفرضي أنا الحسن ( 1 ) بن علي الجوهري أنا أبو عمر بن حيوية أنا عبد الوهاب بن أبي حية نا محمد بن شجاع نا محمد بن عمر الواقدي ( 2 ) حدثني ربيعة بن عثمان عن ابن رومان وحدثني أفلح بن سعيد ( 3 ) عن سعيد بن عبد الرحمن بن رقيش عن أبي بكر بن حزم وحدثني عبد الحميد بن جعفر فكل قد حدثني منه بطائفة وبعضهم أوعى للحديث من بعض فجمعت ما حدثوني وغير هؤلاء المسمين فحدثني أيضا قالوا بلغ رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) أن جمعا من بلي وقضاعة قد تجمعوا يريدون أن يدنوا إلى أطراف رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) فدعا رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) عمرو بن العاص فعقد له لواء أبيض وجعل معه راية سوداء وبعثه في سراة المهاجرين والأنصار في ثلاثمائة عامر بن ربيعة وصهيب بن سنان وأبو الأعور سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل وسعد بن أبي وقاص ومن الأنصار أسيد بن حضير وعبادة بن بشر وسلمة بن سلامة وسعد بن عبادة وأمره أن يستعين بمن مر به من العرب وهي بلاد بلي وعذرة وبلقين وذلك أن عمرو بن العاص كان ذا رحم بهم كانت أم العاص بن وائل بلوية فأراد رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) يتآلفهم بعمرو فسار وكان يكمن النهار ويسير الليل وكانت معه ثلاثون فرسا فلما دنا من القوم بلغه أن لهم جمعا كثيرا فتمهل قريبا منهم عشاء وهم شاتون فجمع أصحابه الحطب يريدون أن يصطلوا وهي أرض باردة فمنعهم فشق ذلك عليهم حتى كلمه في ذلك بعض المهاجرين فغالظه فقال عمرو قد أمرت أن تسمع لي وتطيع قال نعم قال فافعل وبعث رافع بن مكيث الجهني إلى رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) يخبره أن لهم جمعا كثيرا ويستمده بالرجال فبعث أبا عبيدة بن الجراح وعقد له لواء وبعث معه سراة المهاجرين أبو بكر وعمر والأنصار وأمره رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) أن يلحق عمرو بن العاص فخرج أبو عبيدة في مائتين وأمره أن يكونا جميعا ولا يختلفا فساروا حتى لحقوا بعمرو بن
_________
( 1 ) عن خع وبالاصل " الحسين " تحريف
( 2 ) مغازي الواقدي 2 / 769 وما بعدها
( 3 ) عند الواقدي : " سعد " تحريف راجع تقريب التهذيب
( 4 ) عند الواقدي : " عباد " ومثله في خع ومختصر ابن منظور 1 / 157 فالذي بالاصل تحريف ( 5 ) عند الواقدي : فنزل

(2/22)


العاص فأراد أبو عبيدة أن يؤم الناس ويتقدم عمرا فقال له عمرو وإنما قدمت علي مددا لي وليس لك أن تؤمني وأنا الأمير وإنما أرسلك النبي ( صلى الله عليه و سلم ) إلي مددا فقال المهاجرون كلا بل أنت أمير أصحابك وهو أمير أصحابه فقال عمرو لا بل أنتم مدد لنا فلما رأى أبو عبيدة الاختلاف وكان حسن الخلق لين الشيمة قال انظرن ( 1 ) يا عمرو تعلمن أن آخر ما عهد إلي رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) أن قال إذا قدمت على صاحبك فتطاوعا ولا تختلفا [ 422 ] وإنك والله إن عصيتني لأطيعنك فأطاع أبو عبيدة فكان عمرو يصلي بالناس فآب إلى عمرو جمع فصاروا خمس مائة فسار الليل والنهار حتى وطئوا بلاد بلي ودوخها ( 3 ) وكلما انتهى إلى موضع بلغه أنه قد كان بهذا الموضع جمع فلما سمعوا بك تفرقوا حتى انتهى إلى أقصى بلاد بلي وعذرة وبلقين ولقي في آخر ذلك جمعا ليس بالكثير فتقاتلوا ( 3 ) ساعة وتراموا بالنبل ورمي يومئذ عامر بن ربيعة بسهم فأصيبت ذراعه وحمل المسلمون عليهم فهربوا وأعجزوا هربا في البلاد وتفرقوا ودوخ عمرو ما هناك وأقام أياما لا يسمع لهم بجمع ولا بمكان صاروا فيه وكان يبعث أصحاب الخيل فيأتون بالشاء والنعم وكانوا ينحرون ويذبحون فلم يكن في ذلك أكثر من ذلك لم يكن غنائم تقسم إلا ما ذكر له أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو الحسين بن النقور أنا أبو طاهر المخلص نا رضوان بن أحمد بن جالينوس ح وأخبرنا أبو عبد الله الفراوي أنا أبو بكر البيهقي ( 4 ) أنا محمد بن عبد الله الحافظ نا أبو العباس محمد بن يعقوب قالا نا أحمد بن عبد الجبار نا يونس بن بكير عن ابن إسحاق حدثني محمد بن عبد الرحمن بن عبد الله بن الحصين التميمي عن غزوة ذات السلاسل من أرض بلي وعذرة قال بعث رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) عمرو بن العاص يستنفر العرب إلى الإسلام وذلك أن أم العاص بن وائل كانت امرأة من بلي فبعثه
_________
( 1 ) في الواقدي : لتطمئن
( 2 ) يعني أنه قهرها وغلبها واستولى عليها
( 3 ) في الواقدي : فقاتلوا
( 4 ) دلائل النبوة للبيهقي 4 / 399 وما بعدها
( 5 ) عند البيهقي : ليستنفر

(2/23)


فبعثه رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) إليهم يستألفهم بذلك حتى إذا كان على ماء ( 1 ) بأرض جذام يقال لها السلاسل وبذلك سميت تلك الغزاة ذات السلاسل فلما كان عليه خاف فبعث رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) يستمده فبعث إليه أبا عبيدة بن الجراح في المهاجرين الأولين فيهم أبو بكر وعمر وقال لأبي عبيدة حين وجهه لا تختلفا فخرج أبو عبيدة حتى إذا قدم عليه قال له عمرو إنما جئت مددا إلي فقال أبو عبيدة لا ولكني على ما أنا عليه وأنت على ما أنت عليه وكان أبو عبيدة رجلا لينا سهلا هينا عليه أمر الدنيا فقال له عمرو بل أنت مدد لي فقال له أبو عبيدة لا يا عمرو إن رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) قال لا تختلفا [ 423 ] فإنك إن عصيتني أطعتك فقال له عمرو فإني أمير عليك وإنما أنت مدد لي قال فدونك فصل فصلى عمرو بالناس قال ونا يونس عن أبي معشر عن بعض مشيختهم أن رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) قال إني لأؤمر الرجل على القوم فيهم من هو خير منه لأنه أيقظ عينا وأبصر بالحرب [ 424 ] حدثنا أبو الحسن علي بن المسلم السلمي لفظا وأبو القاسم الخضر بن الحسين قراءة قالا أنا أبو القاسم بن أبي العلاء أنا أبو محمد بن أبي نصر أنا أبو القاسم بن أبي العقب أنا أبو عبد الرحمن نا محمد بن عائذ قال فأخبرني الوليد بن مسلم عن عبد الله بن لهيعة عن أبي الأسود عن عروة قال ثم غزوة عمرو بن العاص بذات السلاسل من مشارف الشام بعثه رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) في بلي وهم أخوال العاص بن وائل وبعثه رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) فيمن يليهم من قضاعة وأمره عليهم فخاف عمرو من جانبه الذي هو به فبعث إلى رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) يستمده فلما قدم رسول عمرو على رسول الله ( 2 ) ( صلى الله عليه و سلم ) يستمده ندب له المهاجرين فانتدب أبو بكر وعمر في سراة من المهاجرين وأمر عليهم أبا عبيدة بن الجراح ثم أمد بهم عمرو بن العاص وعمرو يومئذ في سعد الله وتلك الناحية من قضاعة فلما قدم مدد رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) من المهاجرين الأولين وأميرهم أبو عبيدة بن عبد الله بن الجراح قال عمرو أنا الأمير وإنما أرسلت إلى رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) أستمده فأمدني بكم قال المهاجرون أنت أمير أصحابك وأبو عبيدة أمير المهاجرين فقال عمرو إنما أنتم مددا مددت به فأنا الأمير فلما رأى أبو عبيدة
_________
( 1 ) عن هامش الاصل
( 2 ) عن هامش الاصل وخع

(2/24)


ذلك وكان رجلا حسن الخلق لين الشيمة قال إن آخر ما عهد إلي رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) أن قال إذا قدمت على صاحبك فتطاوعا [ 425 ] وإنك والله إن عصيتني لأطيعنك فسلم أبو عبيدة لعمرو بن العاص قال ابن عائذ فأخبرني الوليد بن مسلم نا عبد الله بن لهيعة عن يونس بن يزيد عن ابن شهاب الزهري قال بعث رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) بعثين إلى كلب وغسان وكفار العرب الذين كانوا بمشارف الشام وأمر على أحد البعثين أبا عبيدة بن الجراح وأمر على البعث الآخر عمرو بن العاص فانتدب في بعث أبي عبيدة أبو بكر وعمر فلما كان عند خروج البعث دعا رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) أبا عبيدة وعمرا فقال لا تعصيا فلما فصلا من المدينة خلا أبو عبيدة بعمرو فقال له إن رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) عهد إلي وإليك على أن لا تعاصيا فإما أن تطيعني وإما أن أطيعك قال لا بل أطعني فأطاع أبو عبيدة وكان عمرو أميرا على البعثين كلاهما فوجد عمر ( 2 ) من ذلك وقال أتطيع ابن النابغة وتؤمره على نفسك وعلى أبي بكر وعلينا ما هذا الرأي فقال أبو عبيدة لعمر يا ابن أم إن رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) عهد إلي وإليه أن لا نتعاصيا فخشيت إن لم أطعه أن أعصي رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) ويدخل بيني وبينه الناس وإني والله لأطيعنه حتى أقفل فلما قفلوا كلم عمر بن الخطاب رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) وشكى إليه ذلك فقال رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) لن أؤمر عليكم بعدها إلا منكم [ 426 ] يريد المهاجرين فكانت تلك غزوة ذات السلاسل أسر فيها ناس كثير من العرب أخبرنا أبو عبد الله الفراوي أنا أبو بكر البيهقي ( 3 ) أنا أبو عبد الله الحافظ أنا أبو جعفر البغدادي نا أبو علاثة محمد بن عمرو بن خالد نا أبي نا ابن لهيعة نا أبو الأسود عن عروة ح قال وأنا أبو الحسين بن الفضل القطان ببغداد أنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن عتاب العبدي نا القاسم بن عبد الله بن المغيرة نا ابن أبي أويس نا إسماعيل بن إبراهيم بن عقبة عن عمه موسى بن عقبة قالا ثم غزوة عمرو بن العاص ذات السلاسل
_________
( 1 ) زيادة عن خع سقطت من الاصل
( 2 ) عن خع وبالاصل " عمرو "
( 3 ) دلائل النبوة للبيهقي 3 / 398 - 399

(2/25)


من مشارف الشام في بلي وسعد الله ومن يليهم من قضاعة وفي رواية عروة بعثه رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) في بلي وهم أخوال العاص بن وائل وبعثه فيمن يليهم من قضاعة وأمره عليهم قال موسى فخاف عمرو بن العاص من جانبه الذي هو به فبعث إلى النبي ( صلى الله عليه و سلم ) يستمده فندب النبي ( صلى الله عليه و سلم ) المهاجرين الأولين فانتدب فيهم أبو بكر وعمر بن الخطاب في سراة المهاجرين وأمر عليهم أبا عبيدة بن الجراح فأمد بهم عمرو بن العاص قال عروة وعمرو يومئذ في سعد الله وتلك الناحية من قضاعة قال موسى فلما قدموا على عمرو قال أنا أميركم وأنا أرسلت إلى النبي ( صلى الله عليه و سلم ) استمده بكم قال المهاجرون بل أنت أمير أصحابك وأبو عبيدة أمير المهاجرين فقال عمرو إنما أنتم مدد أمددته فلما رأى ذلك أبو عبيدة وكان رجلا حسن الخلق لين الشيمة يتبعي الصواب متبع لأمر رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) وعهده قال تعلم يا عمرو إن آخر ما عهد إلي رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) أن قال إذا قدمت على صاحبك فتطاوعا [ 427 ] وإنك إن عصيتني لأطيعنك فسلم أبو عبيدة الإمارة لعمرو بن العاص قال البيهقي لفظ حديث موسى بن عقبة وفي حديث عروة بمعناه أخبرنا أبو القاسم بن الحصين أنا أبو علي بن المذهب ح وأخبرنا أبو علي الحسن بن المظفر بن الحسن بن السبط أنا أبو محمد الجوهري قالا أنا أبو بكر القطيعي نا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي ( 2 ) نا محمد بن أبي عدي عن داود عن عامر قال بعث رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) جيش ذات السلاسل فاستعمل أبا عبيدة على المهاجرين واستعمل عمرو بن العاص على الأعراب فقال لهما تطاوعا [ 428 ] قال فكانوا يؤمرون أن يغيروا على بكر فانطلق عمرو فأغار على قضاعة لأن بكرا أخواله قال فانطلق المغيرة بن شعبة إلى أبي عبيدة فقال إن رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) استعملك علينا وأن ابن فلان قد ارتبع أمر القوم وليس لك معه أمر فقال أبو عبيدة إن
_________
( 1 ) كذا بالاصل وخع وفي دلائل البيهقي : سعى لامر
( 2 ) مسند أحمد 1 / 196

(2/26)


رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) أمرنا أن نتطاوع فأنا أطيع رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) وإن عصاه عمرو والصواب على بلي كما تقدم أخبرنا أبو عبد الله الفراوي أنا أبو بكر البيهقي ( 1 ) أنا أبو عبد الله الحافظ وأبو سعيد بن أبي عمرو قالا نا أبو العباس محمد بن يعقوب نا يحيى بن أبي طالب أنا علي بن عاصم أنا خالد الحذاء عن أبي عثمان النهدي قال سمعت عمرو بن العاص يقول بعثني رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) على جيش ذات السلاسل وفي القوم أبو بكر وعمر فحدثت نفسي أنه لم يبعثني على أبي بكر وعمر إلا لمنزله لي عنده قال فأتيته حتى قعدت بين يديه وقلت يا رسول الله من أحب الناس إليك قال عائشة قلت إني لست أسأل لك عن أهلك قال فأبوها قلت ثم من قال ثم عمر [ 429 ] قلت ثم من حتى عد رهطا قال قلت في نفسي لا أعود أسأل عن هذا أخبرتنا أم المجتبى فاطمة بنت ناصر العلوية قالت قرئ على أبي القاسم إبراهيم بن منصور السلمي أنا محمد بن إبراهيم المقرئ أنا أحمد بن علي بن المثنى نا الحسن بن حماد الحضرمي سجادة نا يحيى بن سعيد الأموي عن إسماعيل بن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم عن عمرو بن العاص أن النبي ( صلى الله عليه و سلم ) بعثه في ذات السلاسل فسأله أصحابه أن يأذن لهم أن يوقدوا نارا ليلا فمنعهم فكلموا أبا بكر فكلمه في ذلك فأباه فقال قد ارسلوك إلي لا يوقد أحد منهم نارا إلا ألقيته فيها قال فلقوا العدو فهزموهم فأرادوا أن يتبعوهم فمنعهم فلما انصرف ذلك الجيش ذكر ذلك للنبي ( صلى الله عليه و سلم ) وشكوه إليه فقال يا رسول الله إني كرهت أن آذن لهم أن يوقدوا نارا فيرى عدوهم قلتهم وكرهت أن يتبعوهم فيكون لهم مدد فيعطفوا عليهم فأحمد رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) أمره فقال يا رسول الله من أحب الناس إليك قال لم قال لأحب من تحب قال عائشة قال من الرجال قال أبو بكر [ 430 ]
_________
( 1 ) دلائل النبوة للبيهقي 4 / 400
( 2 ) عن هامش الاصل

(2/27)


" باب غزاة النبي ( صلى الله عليه و سلم ) تبوك بنفسه وذكر مكاتبته ومراسلته منها الملوك " أخبرنا أبو محمد هبة الله بن أحمد الأكفاني نا أبو محمد عبد العزيز بن أحمد الكتاني نا أبو محمد عبد الرحمن بن عثمان بن أبي نصر وأبو نصر محمد بن أحمد بن هارون بن الجندي قالا نا أبو القاسم علي بن يعقوب بن أبي العقب أنا أحمد بن إبراهيم القرشي نا محمد بن عايذ أخبرني محمد بن شعيب عن عثمان بن عطاء عن أبيه عطاء الخراساني عن عكرمة عن ابن عباس قال بعث ( 1 ) رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) بعد خروجه من الطائف ستة أشهر ثم أمر ( 2 ) بغزوة تبوك وهي التي ذكر الله ساعة العسرة وذلك في حر شديد وقد كثر النفاق وكثر أصحاب الصفة والصفة بيت كان لأهل الفاقة يجتمعون فيه فتأتيهم صدقة النبي ( صلى الله عليه و سلم ) والمسلمين وإذا حضر غزو عمد المسلمون إليهم فاحتمل الرجل الرجل أو ما شاء الله يشبعه فجهزوهم وغزوا معهم واحتسبوا عليهم فأمر رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) المسلمين بالنفقة في سبيل الله والحسبة فانفقوا احتسابا وأنفق رجال غير محتسبين وحمل رجال من فقراء المسلمين وبقي أناس وأفضل ما تصدق به يومئذ أحد ( 3 ) عبد الرحمن بن عوف تصدق بمائتي أوقية وتصدق عمر بن الخطاب بمائة أوقية وتصدق عاصم الأنصاري بتسعين وسقا ( 4 ) من تمر وقال عمر بن الخطاب يا رسول الله إني لا أرى عبد الرحمن إلا قد اخترب ما ترك لأهله شيئا فسأله رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) هل تركت لأهلك شيئا [ 431 ] قال نعم أكثر
_________
( 1 ) في خع ومختصر ابن منظور 1 / 159 : " لبث " ونراها الصواب
( 2 ) في خع : ثم أمره الله بغزوة
( 3 ) زيادة عن خع
( 4 ) الوسق : ستون صاعا أو حمل بعير ( قاموس : وسق )

(2/28)


مم أنفقته وما ( 1 ) طيب قال كم قال ما وعد الله ورسوله من الرزق والخير وجاء رجل من الأنصار يقال له أبو عقيل بصاع من تمر فتصدق وعمد المنافقون حين رأوا الصدقات فإذا كانت صدقة الرجل كثيرة تغامزوا به وقالوا مرائي وإذا تصدق الرجل بيسير من طاقته تمر قالوا هذا أحوج إلى ما جاء به فلما جاء أبو عقيل بصاعه من تمر قال بت ليلتي آجر بالخرير ( 2 ) على صاعين والله ما كان عندي من شئ غيره وهو يعتذر هو يستحي فأتيت بأحدهما وتركت الآخر لأهلي فقال المنافقون هذا أفقر إلى صاعه من غيره وهم في ذلك ينتظرون يصيبون من الصدقات غنيهم وفقيرهم فلما أزف خروج رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) أكثروا الاستئذان وشكوا شدة الحر وخافوا زعموا الفتنة إن غزوا ويحلفون بالله على الكذب فجعل رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) يأذن لهم لا يدري ما في أنفسهم وبنى طائفة منهم مسجد النفاق يرصدون به الفاسق أبا عامر وهو عند هرقل قد لحق به وكنانة بن عبد ياليل وعلقمة بن علاثة العامري وسورة براءة تنزل في ذلك إرسالا ونزلت فيها آية ليست فيها رخصة لقاعد فلما أنزل الله عز و جل " انفروا خفافا وثقالا " ( 3 ) اشتكى الضعيف الناصح لله ولرسوله والمريض والفقير إلى رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) وقالوا هذا أمر لا رخصة فيه وفي المنافقين ذنوب مستورة لم تظهر حتى كان بعد ذلك وتخلف رجال غير مستيقنين ( 4 ) ولا ذوي علة ونزلت هذه السورة بالتبيان والتفصيل في شأن رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) ينظر هنا ( 5 ) بمن اتبعه حتى بلغ تبوك فبعث منها علقمة بن مجزز ( 6 ) المدلجي إلى فلسطين وبعث خالد بن الوليد إلى دومة الجندل فقال أسرع لعلك أن تجده خارجا يتقنص فتأخذه فوجده فأخذه وأرجف المنافقون في المدينة بكل خبر سوء فإذا بلغهم أن المسلمين أصابهم جهد وبلاء تباشروا به فرحوا وقالوا قد كنا نعلم ذلك ونحذر منه وإذا أخبروا
_________
( 1 ) في خع ومختصر ابن منظور : وأطيب
( 2 ) كذا بالاصل وخع والصواب ما في مختصر ابن منظور : " بالجرير " وهو حبل يجعل للبعير بمنزلة العذار للدابة
( 3 ) سورة التوبة الاية : 41
( 4 ) كذا بالاصول وغير منقوطة في المطبوعة
( 5 ) عن خع وفي المطبوعة : " فسار "
( 6 ) عن خع ومختصر ابن منظور 1 / 160 وبالاصل " محرز " وانظر الاصابة

(2/29)


بسلامة ( 1 ) منهم وخير أصابوه حزنوا وعرف ذلك منهم ( 2 ) كل عدو لهم بالمدينة فلم يبق أحد من المنافقين أعرابي ولا غيره إلا استخف بعمل خبيث ومنزلة خبيثة واستعلن ولم يبق ذو علة إلا هو ينتظر ( 3 ) الفرج فيما ينزل الله في كتابه ولم تزل سورة براءة تنزل حتى ظن المؤمنون الظنون وأشفقوا أن لا تفلت منهم كبير أحد أذنب في شأن التوبة قط ذنبا إلا أنزل فيه أمر بلاء حتى انقضت وقد وقع كل عامل تبيان منزله من الهدى والضلالة أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو الحسين بن النقور أنا أبو طاهر المخلص أنا رضوان بن أحمد إجازة نا أحمد بن عبد الجبار نا يونس عن إبراهيم بن إسماعيل بن مجمع الأنصاري عن الزهري أن قائد كعب بن مالك الذي كان يقود به حين عمي حدثه قال حدثني كعب بن مالك عن رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) إنه كان إذا أراد المسير في الغزاة أذن في المسلمين بالجهاز ( 4 ) وكتمهم أين يجاهدون مكيدة للعدو وما كان رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) يؤذن بالجهاز ( 4 ) إلا وعندي بعير فأقوى به على الخروج معه حتى كانت تبوك فكانت في حر شديد وحين أقبلت الثمرة فأذن رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) بالجهاز إلى تبوك وبينها للمسلمين ووافق ذلك عندي بعيرين فرأيت أني قوي على الخروج فتجهز رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) والمسلمون وأغدو أنا لأتجهز فوالله لكأنما أربط فأرجع وما قطعت شعرة وعندي بعيران وأنا أرى أني قوي على الخروج إذا أردت فخرج رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) والمسلمون ثم ذهبت أتحرا فإذا أنا أرى رجلا تخلف إلا رجلا مغموصا عليه في دينه غير أني قد رأيت رجلين من الأنصار صحيحين كدت أسكن إليهما هلال بن أمية الواقفي ( 6 ) ومرارة العمري ( 7 ) حتى إذا أيست من الخروج قلت اعتذر إلى رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) إذا رجع
_________
( 1 ) كذا بالاصل " بسلامة منهم " وفي المطبوعة : " بسلامتهم "
( 2 ) في الاصل : " منهم فيهم "
( 3 ) عن خع وبالاصل " ينظر "
( 4 ) عن خع ومختصر ابن منظور 1 / 160 وبالاصل " بالجهاد "
( 5 ) عن عخ ومختصر ابن منظور وبالاصل " وقطفت "
( 6 ) هذه النسبة إلى واقف بطن من الاوس " الانساب )
( 7 ) العمري نسبة إلى بني عمرو بن عوف ( انظر الاستيعاب )

(2/30)


قال ونا يونس قال قال ابن إسحاق ( 1 ) ثم خرج رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) يوم الخميس واستخلف على المدينة محمد بن مسلمة الأنصاري فلما خرج رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) ضرب عسكره على ثنية الوداع ومعه زيادة على ثلاثين ألفا من الناس وضرب عبد الله بن أبي عدو الله على ذي حدة عسكرا أسفل منه نحوا من كذا وكذا وما كان فيها يزعمون بأقل العسكرين فلما سار رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) تخلف عنه عبد الله بن أبي فيمن تخلف من المنافقين وأهل الريب وخلف رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) علي بن أبي طالب على أهله وأمره بالإقامة فيهم فأرجف به المنافقون وقالوا ما خلفه إلا استثقالا له وتخففا منه فلما قال ذلك المنافقون أخذ علي بن أبي طالب سلاحه ثم خرج حتى أتى رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) وهو نازل بالجرف فقال يا رسول الله زعم المنافقون أنك إنما خلفتني تستثقلني وتخفف مني فقال رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) كذبوا ولكني خلفتك لما تركت ورائي فارجع فاخلفني في أهلي وأهلك ألا ترضى يا علي أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي [ 432 ] فرجع إلى المدينة ومضى رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) لسفره أخبرنا أبو القاسم بن الحصين أنا أبو علي بن المذهب أنا أبو بكر بن مالك نا عبد الله بن أحمد حدثني أبي نا عبد الرزاق نا معمر عن الزهري عن عبد الرحمن بن كعب بن مالك عن أبيه قال لم أتخلف عن رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) في غزوة غزاها حتى كانت غزوة تبوك إلا بدرا ولم يعاتب النبي ( صلى الله عليه و سلم ) أحدا تخلف عن بدر إنما خرج يريد العير فخرجت قريش مغوثين لغيرهم فالتقوا عن غير موعد كما قال الله عز و جل ولعمري إن أشرف مشاهد رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) في الناس لبدر وما كنت أحب أني كنت شهدتها مكان بيعتي ليلة العقبة حيث توافقنا على الإسلام ولم أتخلف بعد عن رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) في غزوة غزاها حتى كانت غزوة تبوك وهي آخر غزاة غزاها فأذن رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) الناس بالرحيل وأراد أن يتأهبوا أهبة عدوهم وذلك حين طاب الظلال وطابت الثمار فكان قل ما أراد غزوة إلا وري غيرها وقال يعقوب عن ابن أخي ابن شهاب إلا وري بغيرها حدثناه أبو سفيان عن معمر عن الزهري عن عبد الرحمن بن عبد الله بن
_________
( 1 ) الخبر في سيرة ابن هشام 4 / 132

(2/31)


كعب بن مالك عن أبيه وقال فيه ورا غيرها ثم رجع إلى حديث عبد الرزاق وكان يقول الحرب خدعة فأراد النبي ( صلى الله عليه و سلم ) في غزوة تبوك أن يتأهب الناس أهبته وأنا أيسر ما كنت قد جمعت راحلتين وأنا أقدر شئ في نفسي على الجهاد وخفة الحاذ ( 1 ) وأنا في ذلك أصغو ( 2 ) إلى الظلال وطيب الثمار فلم أزل كذلك حتى قام النبي ( صلى الله عليه و سلم ) غاديا بالغداة وذلك يوم الخميس وكان يحب أن يخرج يوم الخميس أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني نا عبد العزيز الكتاني أنا أبو محمد بن أبي نصر وأبو نصر محمد بن هارون قالا أنا أبو القاسم بن أبي العقب نا أحمد بن إبراهيم القرشي نا ابن عايذ أنا الوليد بن محمد عن محمد بن مسلم الزهري أنه أخبره قال ثم غزا رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) غزوة تبوك وهو يريد الروم وكفار العرب بالشام حتى إذا بلغ تبوك أقام بها بضع عشرة ليلة ولقيه بها وفد أذرح ( 3 ) ووفد أيلة ( 4 ) فصالحهم رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) على الجزية ثم قفل رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) من تبوك ولم يجاوزها أخبرنا أبو عبد الله الفراوي أنا أبو بكر البيهقي ( 5 ) أنا أبو عبد الله الحافظ نا أبو العباس محمد بن يعقوب نا أحمد بن عبد الجبار نا يونس بن بكير عن محمد بن إسحاق قال ثم أقام رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) ما بين ذي الحجة إلى رجب ثم أمر بالتهيؤ إلى غزو الروم أخبرنا أبو عبد الله أنا أبو بكر البيهقي ( 5 ) أنا أبو عبد الله الحافظ نا أبو العباس نا أحمد نا يونس عن ابن إسحاق عن عاصم بن عمر بن قتادة وعبد الله بن أبي بكر بن حزم أن رسول الله قل ما كان يخرج في وجه من مغازيه إلا أظهر أنه يريد غيره غير أنه في غزوة تبوك قال أيها الناس إني أريد الروم فاعلمهم وذلك في زمان من البأس وشدة من الحر وجدب من البلاد وحين طابت ( 6 ) الثمار والناس يحبون المقام في ثمارهم وظلالهم ويكرهون الشخوص عنها فبينما
_________
( 1 ) أي خفيف الظهر من العيال ( النهاية : حوذ )
( 2 ) أي أميل
( 3 ) أذرح بلد في أطراف الشام من أعمالا لشراة ثم من نواحي البلقاة ( ياقوت )
( 4 ) أيلة : بالفتح مدينة على ساحل بحر القلزم مما يلي الشام ( ياقوت )
( 5 ) دلائل النبوة للبيهقي 5 / 212 وما بعدها وسيرة ابن هشام 4 / 128
( 6 ) عن خع ودلائل البيهقي

(2/32)


رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) ذات يوم في جهازه ( 1 ) إذ قال للجد بن قيس يا جد هل لك في بنات بني الأصفر قال يا رسول الله لقد علم قومي أنه ليس من أحد أشد عجبا بالنساء مني وإني أخاف إن رأيت نساء بني الأصفر أن يفتنني فأذن لي يا رسول الله فأعرض عنه رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) وقال قد أذنت [ 433 ] فأنزل الله تعالى " ومنهم من يقول ائذن لي ولا تفتني ألا في الفتنة سقطوا " ( 2 ) يقول ما وقع فيه من الفتنة بتخلفه عن رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) ورغبته بنفسه عن نفسه أعظم مما يخاف من فتنة نساء بني الأصفر وإن جهنم لمحيطة بالكافرين يقول لمن ورائه وقال رجل من حملة المنافقين لا تنفروا في الحر فأنزل الله عز و جل " قل نار جهنم أشد حرا لو كانوا يفقهون " ( 3 ) قال ثم أن رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) جد في سفره وأمر الناس بالجهاز وحض أهل الغنا على النفقة والحملان في سبيل الله فحمل رجال من أهل الغنا وأحسنوا وأنفق عثمان رضي الله عنه في ذلك نفقة عظيمة لم ينفق أحد أعظم منها وحمل على مائتي ( 6 ) بعير أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي أنا أبو محمد الجوهري أنا أبو عمر بن
حيوية نا عبد الوهاب بن أبي حية نا محمد بن شجاع نا محمد بن عمر ( 7 ) نا عمر بن عثمان بن عبد الرحمن بن سعيد وعبد الله بن جعفر الزهري ومحمد بن يحيى وابن أبي حبيبة وربيعة بن عثمان وعبد الرحمن بن عبد العزيز بن أبي قتادة وعبد الله بن عبد الرحمن الجمحي ( 8 ) وعمر بن سليمان بن أبي حثمة وموسى بن محمد بن إبراهيم وعبد الحميد بن جعفر وأبو معشر ويعقوب بن محمد بن أبي صعصعة وابن أبي سبرة وأيوب بن النعمان فكل قد حدثني بطائفة من حديث تبوك وبعضهم أوعى له من بعض وغير هؤلاء قد حدثني ممن لم اسم ثقات وقد كتبت كل ما حدثوني
_________
( 1 ) عن خع ودلائل البيهقي وبالاصل " جهاده "
( 2 ) سورة الاعراف الاية : 49
( 3 ) سورة التوبة الاية : 81
( 4 ) عن دلائل البيهقي وبالاصل : بالجهاد
( 5 ) عند البيهقي : واحتسبوا
( 6 ) عن خع والبيهقي وبالاصل " مائتين "
( 7 ) مغازي الواقدي 3 / 989
( 8 ) عن خع والواقدي وبالاصل " الجهني "

(2/33)


قالوا كانت الطائفة ( 1 ) وهم الأنباط يقدمون المدينة بالدرمك ( 2 ) والزيت في الجاهلية وبعد أن دخل الإسلام فإنما كانت أخبار الشام عند المسلمين كل يوم لكثرة من يقدم عليهم من الأنباط فقدمت منهم قادمة فذكروا أن الروم قد جمعت جموعا كثيرة بالشام وأن هرقل قد رزق أصحابه لسنة وأجلبت معه لخم وجذام وغسان وعاملة وزحفوا وقدموا مقدماتهم إلى البلقاء وعسكروا بها وتخلف هرقل بحمص ولم يكن ذلك إنما ذلك شئ قيل لهم قالوه ولم يكن عدو أخوف عند المسلمين منهم وذلك لما عاينوا منهم إذ كانوا يقدمون عليهم تجارا من العدد والعدة والكراع وكان رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) لا يغزو غزوة إلا وري بغيرها لئلا تذهب الأخبار بأنه يريد كذا وكذا حتى كانت غزوة تبوك فغزاها رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) في حر شديد واستقبل سفرا بعيدا واستقبل غزوا وعددا كثيرا فجلا للناس أمرهم ليتأهبوا لذلك أهبة عدوهم ( 3 ) وأخبرهم بالوجه الذي يريد وبعث رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) إلى القبائل وإلى مكة يستنفرهم إلى عدوهم فبعث إلى أسلم بريدة بن الحصيب وأمره أن يبلغ الفرع وبعث أبا زهم الغفاري إلى قومه أن يطلبهم ببلادهم وخرج أبو واقد الليثي في قومه وخرج أبو جعد الضمري في قومه بالساحل وبعث رافع بن مكيث وجندب بن مكيث في جهينة وبعث نعيم بن مسعود في أشجع وبعث في بني كعب بن عمرو عدة بديل بن ورقاء وعمرو بن سالم وبشر بن سفيان وبعث في سليم عدة منهم العباس بن مرداس وحض رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) المسلمين على الجهاد ( 4 ) ورغبهم فيه وأمرهم بالصدقة فحملوا صدقات كثيرة فكان أول من حمل أبو بكر الصديق جاء بماله كله أربعة آلاف درهم فقال له رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) هل أبقيت لأهلك شيئا قال الله ورسوله أعلم وجاء عمر رضي الله عنه بنصف ماله فقال له رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) هل أبقيت شيئا قال نعم نصف ما جئت به وبلغ عمر ما جاء به أبو بكر الصديق فقال ما استبقنا إلى خير قط إلا سبقتني
_________
( 1 ) كذا بالاصل وفي الواقدي : " الساقطة " وفي خع " الظافطة " وفي مختصر ابن منظور 1 / 163 " الضافطة " وهي الاقرب أي الذين يجلبون المبرة والمتاع إلى المدن أو المكارى الذي يكرى الاحمال وكانوا في تلك الايام من الاقباط ( انظر النهاية : ضفط ) وفي القاموس : هم رذل الناس
( 2 ) الدرمك : دقيق الحواري
( 3 ) الواقدي : غزوهم
( 4 ) الواقدي : على القتال والجهاد

(2/34)


إليه وحمل العباس بن عبد المطلب إلى رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) مالا وحمل طلحة بن عبيد الله إلى النبي ( صلى الله عليه و سلم ) مالا وحمل عبد الرحمن بن عوف إليه مائتي أوقية وحمل سعد بن عبادة إليه مالا وحمل محمد بن مسلمة إليه مالا وتصدق عاصم بن عدي بتسعين وسقا تمرا وجهز عثمان بن عفان ثلث ذلك الجيش وكان من أكثرهم نفقة حتى كفى ثلث ذلك الجيش مؤنتهم حتى إن كان ليقال ما بقيت لهم حاجة حتى كفاهم شنق ( 1 ) أسقيتهم فيقال إن رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) قال يومئذ ما يضر عثمان ما فعل بعد هذا ورغب أهل الغنا في الخير والمعروف واحتسبوا في ذلك الخير وقوى ناس دون هؤلاء من هو أضعف منهم حتى إن الرجل ليأتي بالبعير إلى الرجل والرجلين فيقول هذا البعير بينكما تعتقبانه ويأتي الرجل بالنفقة فيعطيها بعض من يخرج حتى إن كن النساء ليعن بكل ما قدرن عليه لقد قالت أم سنان الأسلمية لقد رأيت ثوبا مبسوطا بين يدي النبي ( صلى الله عليه و سلم ) في بيت عائشة فيه مسك ( 2 ) ومعاضد وخلاخل وأقرطة وخواتيم وخدمات مما يبعث به النساء يعن ( 3 ) به المسلمين في جهازهم والناس في عسرة شديدة وحين طابت الثمار وأحبت الظلال فالناس يحبون المقام ويكرهون الشخوص عنها على الحال من الزمان الذي هم عليه وأخذ رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) الناس بالانكماش والجد وضرب رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) عسكره بثنية الوداع والناس كثير لا يجمعهم كتاب قل رجل يريد أن يتغيب إلا ظن أن ذلك سيخفى له ما لم ينزل فيه وحي من الله عز و جل فلما ( 4 ) استمر برسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) سفره وأجمع المسير استخلف على المدينة سباع بن عرفطة الغفاري ويقال محمد بن مسلمة لم يتخلف عنه في غزوة غيرها ويقال ابن أم مكتوم وأثبتهم عندنا محمد بن مسلمة وقال رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) استكثروا من
_________
( 1 ) شنق جمع شناق وهو الخيط أو السير الذي تعلق به القربة والخيط الذي يشد به فمها ( النهاية : شنق )
( 2 ) المسك : الاسورة والخلاخيل واحدته مسكنة والمعاضد : الدمالج لانه على العضد يكون واحدته معضدة ومعضد والخلاخل : الحلي
والخدمات واحدتها خدمة وهي الخلخل
( 3 ) عن مختصر ابن منظور وبالاصل : يعينون
( 4 ) الواقدي 3 / 955

(2/35)


النعال فإن الرجل لا يزال راكبا ما دام منتعلا [ 434 ] فلما سار رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) تخلف ابن أبي عن رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) فيمن تخلف من المنافقين وقال يغزوا محمد بني الأصفر مع جهد الحال والحر والبلد البعيد إلى ما لا قبل له به يحسب محمد أن قتال بني الأصفر اللعب ونافق من ( 1 ) هو معه على مثل رأيه ثم قال ابن أبي والله لكأني أنظر إلى أصحابه غدا مقرنين في الجبال إرجافا برسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) وأصحابه فلما رحل رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) من ثنية الوداع إلى تبوك وعقد الألوية والرايات فدفع لواءه الأعظم إلى أبي بكر ورايته العظمى إلى الزبير ودفع راية الأوس إلى أسيد بن الحضير ولواء الخزرج إلى أبي دجانة ويقال إلى الحباب بن المنذر بن الجموح قال ومضى ( 2 ) رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) من المدينة فصبح ذا خشب ( 3 ) فنزل تحت الدومة وكان دليله إلى تبوك علقمة بن الفغواء الخزاعي فقام ( 5 ) رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) تحت الدومة فراح منها ممسيا حيث أبرد وكان في حر شديد قالوا وكان الناس مع رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) ثلاثين ألفا ومن الخيل عشرة آلاف فرس وأمر رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) كل بطن من الأنصار أن يتخذ لواء أو راية ( 6 ) والقبائل من العرب فيها الرايات والألوية وكان رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) قد دفع راية بني مالك بن النجار إلى عمارة بن حزم فأدرك رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) زيد بن ثابت فأعطاه الراية قال عمارة يا رسول الله لعلك وجدت ( 7 ) علي قال لا والله ولكن قدموا القرآن وكان زيد أكثر أخذا للقرآن منك والقرآن يقدم وإن كان عبدا أسود مجدعا [ 435 ] وأمر في الأوس والخزرج أن يحمل راياتهم أكثرهم اخذا للقرآن وكان أبو زيد يحمل راية بني عمرو بن عوف وكان معاذ بن جبل يحمل راية بني سلمة
_________
( 1 ) بالاصل : ممن
( 2 ) مغازي الواقدي 3 / 999
( 3 ) واد على مسير ليلة من المدينة ( معجم البلدان )
( 4 ) بالاصل : " وكانت " والمثبت عن الواقدي
( 5 ) عن الواقدي وبالاصل " فقال "
( 6 ) عند الواقدي : لواء وراية
( 7 ) أي غضبت

(2/36)


قال ( 1 ) وكان هرقل قد بعث رجلا من غسان إلى النبي ( صلى الله عليه و سلم ) ينظر إلى صفته وإلى علاماته إلى حمرة في عينيه وإلى خاتم النبوة بين كتفيه وسأل فإذا هو لا يقبل الصدقة فوعى أشياء من حال النبي ( صلى الله عليه و سلم ) ثم انصرف إلى هرقل يذكر ذلك له فدعا قومه إلى التصديق به ( 2 ) فأبوا ( 3 ) حتى خافهم على ملكه وهو في موضعه لم يتحرك ولم يزحف وكان الذي خبر النبي ( صلى الله عليه و سلم ) من بعثته ( 4 ) أصحابه ودنوه إلى أدنى الشام باطل لم يرد ذلك ولم يهم به وشاور رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) أصحابه في التقدم فقال عمر بن الخطاب إن كنت أمرت بالسير فسر قال رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) لو أمرت به ما استشرتكم فيه قال يا رسول الله فإن للروم جموعا كثيرة وليس بها أحد من أهل الشام ( 5 ) وقد دنوت منهم حيث ترى وقد أفزعهم دنوك فلو رجعت هذه السنة حتى ترى أو يحدث الله تعالى لك في ذلك أمرا أخبرنا أبو المظفر عبد المنعم بن الأستاذ أبي القاسم القشيري وأبو محمد هبة الله بن سهل بن عمر السيدي قالا أنا أبو سعيد بن محمد أنا زاهر بن أحمد أنا إبراهيم بن عبد الصمد نا أبو مصعب نا مالك عن أبي الزبير المكي عن أبي الطفيل عامر بن واثلة أن معاذ بن جبل أخبره أنهم خرجوا مع رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) عام غزوة تبوك وكان رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) يجمع بين الظهر والعصر وبين المغرب والعشاء قال فأخر الصلاة يوما ثم خرج فصلى الظهر والعصر جميعا ثم دخل ثم خرج فصلى المغرب والعشاء جميعا ثم قال إنكم ستأتون غدا إن شاء الله عين تبوك وإنكم لن تأتوها حتى يضحي النهار فمن جاءها فلا يمس من ماءها شيئا حتى آتي قال فجئناها وقد سبق إليها رجلان والعين مثل الشراك تبض بشئ من ماء فسألهما رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) هل مسستما من مائها شيئا قالا نعم فسبهما وقال لهما ما شاء الله أن يقول ثم غرفوا من العين بأيديهم قليلا قليلا حتى اجتمع في شئ ثم غسل رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) فيه وجهه ويديه ثم أعاده فيها فجرت العين بماء كثير فاستقى الناس ثم قال رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) يوشك يا
_________
( 1 ) الواقدي 3 / 1018
( 2 ) زيادة عن الواقدي
( 3 ) بالاصل : فأجابوا " والمثبت عن الواقد
( 4 ) عن الواقدي وبالاصل " تغيب " وفي مختصر ابن منظور تعبئة
( 5 ) الواقدي : أهل الاسلام

(2/37)


معاذ إن طالت بك حياة أن ترى ما هاهنا قد ملئ ( 1 ) جنانا [ 436 ] أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو الحسين بن النقور أنا أبو طاهر المخلص أنا رضوان بن أحمد إجازة نا أحمد بن عبد الجبار نا يونس بن بكير عن المبارك بن فضالة عن الحسن أنه قال آخر غزوة غزاها رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) تبوك أخبرنا أبو القاسم بن الحصين أنا أبو علي بن المذهب أنا أبو بكر بن مالك نا عبد الله بن أحمد نا سريج بن يونس بن كنانة نا عباد بن عباد يعني المهلبي عن عبد الله بن عثمان بن خثيم ( 2 ) عن سعيد بن أبي راشد مولى لآل معاوية قال قدمت الشام فقيل لي في هذه الكنيسة رسول قيصر إلى رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) قال فدخلنا الكنيسة فإذا أنا بشيخ كبير فقلت له أنت رسول قيصر إلى رسول ( 3 ) الله ( صلى الله عليه و سلم ) قال نعم قال فقلت حدثني عن ذلك قال إنه لما غزا تبوكا كتب ( 4 ) إلى قيصر كتابا وبعث به مع رجل يقال له دحية بن خليفة فلما قرأ كتابه وضعه معه على سريره وبعث إلى بطارقته ورؤوس أصحابه فقال إن هذا الرجل بعث إليكم رسولا وكتب إليكم كتابا يخبركم إحدى ثلاث إما أن تتبعوه على دينه أو تقروا له بخراج يجري له عليكم ويقركم على هيئتكم في بلادكم أو أن تلقوا إليه بالحرب قال فنخروا ( 5 ) نخرة حتى خرج بعضهم من برانسهم وقالوا لا نتبعه على دينه وندع ديننا ودين آبائنا ولا نقر له بخراج يجري علينا ولكن نلقي إليه الحرب فقال قد كان ذلك ولكني كرهت أن أفتات ( 6 ) دونكم بأمر قال عباد فقلت لابن خثيم أو ليس قد كان قارب وهم بالإسلام فيما بلغنا قال بلى لولا أنه رأى منهم قال فقال أبغوني رجلا من العرب أكتب معه إليه جواب كتابه قال فأتيت وأنا شاب فانطلق بي إليه فكتب جوابه وقال لي مهما نسيت من
_________
( 1 ) كذا بالاصول ومختصر ابن منظور وفي المطبوعة : قد ملا جفانا
( 2 ) بالاصل " خيثم " والمثبت والضبط بالمعجمة والمثلثة مصغرا عن تقريب التهذيب وقد صححت في كل مواضع الخبر
وانظر مسند أحمد 4 / 74 - 75
( 3 ) ما بين معكوفتين زيادة عن هامش الاصل
( 4 ) زيادة عن خع
( 5 ) غزوا : تكلموا بكلام فيه غضب ونفور بمعنى أنهم أظهروا عدم موافقتهم على ما سمعوا ( النهاية - واللسان
( 6 ) عن مختصر ابن منظور وبالاصل " ابتات " افتات برأية علبيك : استبد

(2/38)


شئ فاحفظ عني ثلاث خلال انظر إذا هو قرأ كتابي هذا هل يذكر الليل والنهار وهل يذكر كتابه إلي وانظر هل ترى في ظهره علما قال فأقبلت حتى أتيته وهو بتبوك في حلقة من أصحابه منتحين فسألت فأخبرت به فدفعت إليه الكتاب فدعا معاوية فقرأ عليه الكتاب فلما أتى على قوله دعوتني إلى جنة عرضها السموات والأرض فأين النار قال رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) إذا جاء الليل فأين النهار قال فقال إني قد كتبت إلى النجاشي فحرقه فحرقه الله محرق الملك فقال عباد فقلت لابن خثيم أليس قد أسلم النجاشي ونعاه رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) بالمدينة إلى أصحابه فصلى عليه قال بلى ذلك فلان بن فلان وهذا فلان بن فلان قد ذكرهما ابن خثيم جميعا ونسيتهما وكتبت إلى كسرى كتابا فمزقه فمزقه الله ممزق الملك وكتبت إلى قيصر كتابا فأجابني فيه فلن يزال الناس يخشون ( 1 ) منهم بأسا ما كان في العيش خير ثم قال لي ممن أنت قلت من تنوخ قال يا أخا تنوخ هل لك في الإسلام قلت لا إني أقبلت من قبل قوم وأنا فيهم على دين ولست مستبدلا بدينهم حتى أرجع إليهم قال فضحك رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) أو تبسم فلما قضيت حاجتي قمت فلما وليت دعاني فقال يا أخا تنوخ هلم فامض للذي أمرت به قال وكنت نسيتها فاستدرت من وراء الحلقة وألقى بردة كانت عليه عن ظهره فرأيت على غضروف كتفه مثل المحجم الضخم [ 437 ] وأخبرنا أبو المظفر عبد المنعم بن القشيري نا أبو سعد الجنزرودي أنا أبو عمرو بن حمدان ح وأخبرتنا أم المجتبى فاطمة بنت ناصر قالت قرئ على إبراهيم بن منصور أخبركم أبو بكر بن المقرئ قالا أنا أبو يعلى الموصلي نا حوثرة بن أشرس نا حماد بن سلمة عن عبد الله بن عثمان بن خثيم ( 2 ) عن سعيد بن أبي راشد قال كان رسول قيصر جارا لي في وقال ابن المقرئ جاء إلي وقالا زمن يزيد بن معاوية فقلت له أخبرني عن كتاب رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) إلى قيصر فقال إن رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) أرسل دحية الكلبي إلى قيصر وكتب معه كتابا يخيره بين إحدى ثلاث إما أن يسلم وله ما في يديه وقال ابن حمدان يده من ملكه وقال وإما أن يؤدي الخراج وإما أن يأذن
_________
( 1 ) عن مسند أحمد 4 / 75
( 2 ) بالاصل " خيثم " والصواب ما أثبت انظر ما تقدم فيه قريبا

(2/39)


بحرب قال فجمع قيصر بطارقته وقسيسيه في قصره وأغلق عليهم الباب وقال إن محمدا كتب إلي يخيرني بين إحدى ثلاث إما أن أسلم ولي ما في يدي من ملكي وإما أن أؤدي الخراج وإما أن آذن بحرب وقد تجدون فيما تقرؤون من كتبكم أنه سيملك ما تحت قدمي من ملكي فنخروا نخرة حتى أن بعضهم خرجوا من برانسهم وقالوا ترسل إلى رجل من العرب جاء في بردته ونعله بالخراج فقال اسكتوا إنما أردت أن أعلم تمسككم بدينكم ورغبتكم فيه ثم قال ابتغوا لي رجلا زاد ابن حمدان من العرب وقالا فجاؤوا بي فكتب معي إلى النبي ( صلى الله عليه و سلم ) كتابا وقال لي انظر ما سقط عنك من قوله فلا يسقطن عنك وقال ابن حمدان يسقط عنك ذكر الليل والنهار فأتيت رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) وهو مع أصحابه وهم محتبون بحمائل سيوفهم حول بئر تبوك قلت أيكم محمد فأومأ بيده إلى نفسه فرفعت وقال ابن المقرئ فدفعت إليه الكتاب فدفعه إلى رجل إلى جنبه فقلت من هذا فقالوا معاوية بن أبي سفيان فقرأه فإذا فيه كتبت تدعوني إلى جنة عرضها السموات والأرض فأين النار زاد ابن حمدان إذا وقالا فقال رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) يا سبحان الله إذا جاء الليل فأين النهار فكتبته عندي ثم قال زاد ابن المقرئ رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) وقالا إنك رسول قوم وإن لك حقا لكن جئتنا ونحن مرملون " فقال عثمان بن عفان أنا أكسوه وقال ابن حمدان قال عثمان اكسوه حلة صفوزية ( 1 ) فقال رجل من الأنصار علي ضيافته فقال لي قيصر فيما قال انظر إلى ظهره فرأى رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) أني أريد النظر إلى ظهره فألقى ثوبه عن ظهره فنظرت إلى الخاتم في بعض الكتف فأقبلت عليه أقبله ثم قال زاد ابن المقرئ رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) إني كتبت إلى النجاشي فأحرق كتابي والله محرقه وكتبت إلى كسرى عظيم فارس فمزق كتابي والله ممزقه وقال ابن حمدان يمزقه وكتبت إلى قيصر فرفع كتابي فلا يزال في الناس ما كان في العيش خير فقال ابن حمدان فلا يزال الناس ذكر كلمة ما كان في العيش خير " وأخبرنا أبو القاسم بن الحصين أنا أبو علي بن المذهب أنا أبو بكر بن مالك نا عبد الله بن أحمد نا أبو عامر حوثرة بن اشرس أملاه علي أخبرني حماد بن سلمة عن عبد الله بن عثمان بن خثيم ( 2 ) عن سعيد بن ابي راشد قال كان
_________
( 1 ) الصفورية : جنس من الثياب ( تاج العروس )
( 2 ) بالاصل " خيثم " والصواب ما أثبت وقد تقدم قريبا

(2/40)


رسول قيصر جارا لي زمن يزيد بن معاوية فقلت له أخبرني عن كتاب رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) إلى قيصر فقال إن رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) أرسل دحية الكلبي إلى قيصر وكتب معه إليه كتابا فذكر نحو حديث عباد بن عباد وحديث عباد أتم وأحسن اقتصاصا للحديث وزاد قال فضحك رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) يعني حين دعاه إلى الإسلام فأبى أن يسلم وتلى هذه الآية " إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء " ( 1 ) ثم قال رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) إنك رسول قوم وإن لك حقا ولكن جئتنا ونحن مرملون [ 439 ] فقال عثمان بن عفان أنا أكسوه حلة صفورية وقال رجل من الأنصار علي ضيافته أخبرنا أبو عبد الله الفراوي أنا أبو بكر البيهقي أنا أبو عبد الله الحافظ نا أبو العباس محمد بن يعقوب ح وأخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو الحسين بن النقور أنا محمد بن عبد الرحمن الذهبي المخلص أنا رضوان بن محمد قراءة عليه قالا أنا أحمد بن عبد الجبار نا يونس عن ابن إسحاق قال فلما انتهى رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) إلى تبوك أتاه يحنة ( 2 ) بن رؤبة صاحب أيلة ( 3 ) فصالح رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) وأعطاه الجزية وأتاه أهل جرباء ( 4 ) وأذرح فأعطوه الجزية وكتب رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) لهم كتابا فهو عندهم فكتب ليحنة بن رؤبة بسم الله الرحمن الرحيم هذه أمنة من الله ومحمد النبي ورسوله ليحنة بن رؤبة وأهل أيلة أساقفتهم وسائرهم في البر والبحر لهم ذمة الله وذمة النبي ومن كان معه من أهل الشام وأهل اليمن وأهل البحر فمن أحدث منهم حدثا فإنه لا يحول ماله دون نفسه وإنه طيب لمن
_________
( 1 ) سورة القصص الاية : 56
( 2 ) بضم التحتية وفتح الحاء المهملة ونون مشددة وتاء ويقال يحنا بالالف بدل التاء
ورواية بضم الراء وسكون الهمزة وبالموحدة
( 3 ) أيلة : بالفتح مدينة بالشام على النصف ما بين مصر ومكة عن ساحل البحر
( 4 ) جرباء موضع من أعمال عمان بالبقاء من إرض الشام وهي قريبة من منطقة أذرح من البلقاء بينهما ثلاثة أيام وفي القاس : إذرح بجنب جربا
( 5 ) في دلائل البيهقي 5 / 247 : هذه

(2/41)


أخذه من الناس وإنه لا يحل أن يمنعوا ما يريدونه ولا طريقا يريدونه من بر أو بحر هذا كتاب جهيم بن الصلت وشرحبيل بن حسنة بإذن رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) قال ابن إسحاق وكتب لأهل جرباء وأذرح بسم الله الرحمن الرحيم هذا كتاب من محمد رسول الله النبي ( صلى الله عليه و سلم ) لأهل أذرح أنهم آمنون بأمان الله وأمان محمد وأن عليهم مائة دينار في كل رجب وافية طيبة والله كفيل عليهم بالنصح والإحسان إلى المسلمين ومن لجأ إليهم من المسلمين من المخافة ( 1 ) وذكر باقي الكتاب قال وأعطى رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) أهل أيلة بردة مع كتابه الذي كتب لهم أمانا لهم فاشتراه أبو العباس عبد الله بن محمد بثلاثمائة دينار ثم إن رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) دعا خالد بن الوليد فبعثه إلى أكيدر دومة أخبرنا أبو الحسن علي بن عبد الواحد بن أحمد بن العباس الدينوري نا أبو الحسن علي بن عمر بن محمد بن الحسن القزويني إملاء نا أبو حفص عمر بن محمد بن الزيات حدثني عبد الله بن محمد بن ناجية نا أبو همام حدثني أبي قال سمعت عبيد الله ( 2 ) بن إياد بن لقيط السدوسي قال سمعت أبي يحدث عن قيس بن النعمان السكوني قال خرجت خيل لرسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) فسمع بها أكيدر دومة الجندل فانطلق إلى رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) فقال يا رسول الله إنه بلغنا أن خيلا انطلقت وأني خفت على أرضي ومالي فاكتب لي كتابا لا يعرضوا من شئ لي فإني مقر بالذي علي من الحق فكتب له رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) ثم إن أكيدر أخرج قباء من ديباج منسوج مما كان كسرى يكسوهم فقال يا رسول الله اقبل عني هذا فإني أهديته لك فقال له رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) ترجع بقباك فإنه ليس يلبس هذا في الدنيا إلا حرمه يعني في الآخرة فرجع به حتى أتى منزلة وإنه وجد في نفسه أن يرد عليه هديته فقال يا رسول الله إنا أهل بيت يشق علينا رد هديتنا فاقبل مني هديتي فقال له رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) انطلق فارفعه ( 3 ) إلى عمر بن الخطاب قال وقد كان عمر قد سمع ما قال رسول الله ( صلى الله عليه و سلم )
_________
( 1 ) بالاصل وخع " المحاقة " والمثبت عن دلائل البيهقي 5 / 248
( 2 ) بالاصل وخع " عبد الله " تحريف والصواب ما أثبت عن تقريب التهذيب
( 3 ) عن خع وفي مختصر ابن منظور : فادفعه

(2/42)


فبكا ودمعت عيناه وظن أنه قد لحقه شئ فانطلق إلى رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) فقال يا رسول الله أحدث في أمر قلت في هذا القباء ما قلت ثم بعثت به إلي فضحك رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) حتى وضع يده أو ثوبه على فيه ثم قال ما بعثت به إليك لتلبسه ولكن تبيعه وتستعين بثمنه [ 440 ]
_________
( 1 ) بعدها في نسخة خع : آخر الجزء العاشر يتلوه باب ذكر بعث النبي صلى الله عليه و سلم أسامة بن زيد
سمع الجزء الاول من الاصل من تاريخ دمشق على مخرجه الحافظ الاوحد أبي القاسم علي بن الحسن بن هبة الله الشافعي بقراءة عمر بن محمد العليمي ومن خطه نقلت بعضها وبعضه بقراءة المصنف جماعة وأبو الفضل أحمد وأبو البركات الحسن بن القاضي الامين أبي عبد الله محمد بن الحسن بن هبة الله وذلك في يومي الثلاثاء والاربعاء السادس عشر والسابع عشر من شهر ربيع الاول سنة تسع وخمسين وخمسمئة بالمنارة الشريقية من لا مسجد الجامع بمدينة دمشق حرسها الله تعالى
وسمع أيضا عليه بقراءة ولده أبي محمد القاسم أخوه أبو الفتح الحسن والقاضي أبو المعالي محمد بن علي بن محمدب يحيى القرشي وابن ابن عم أبيه أبو المكارم عبد الواحد بن عبد الرحمن بن سلطان بن يحيى القرشي وأبو ونصر محمد بن هبة الله بن محمد بن الشيرازي وعلي بن عبد الكريم بن الكويسي
البزاز وأبو الوحش عبد الرحمن بن منصور بن نسيم وبنواحي المصنف أبو البركات الحسن وأبو المظفر عبد الله وأبو منصور عبد الرحمن بنو محمد بن الحسن بن هبة الله وأخوهم كاتب السماع في الاصل أحمد بن محمد بن الحسن بن هبة الله الشافعي ومن خطه نقلت وآخرون
وسمع من باب ذكر اختلاف الصحابة
إلى آخر الجزء أبو محمد بن علي بن صالح السلمي وأبو الفضل
يحيى وأبو المحاسن سليمان ابنا الفضل بن سليمان البانياسي وآخرون بقراءة وذكر في نوبتين آخرهما الخمسى التاسع من المحرم سنة ستين وخمسمئة بالمسجد الجامع بدمشق وحج ولك وثقت
وسمع الجزء الثاني بأسره من التجزئة الاولى تجزئة الاصل على مصنفه بقراءة المصنف بعضه والباقي بقراءة عمر بن محمد العليمي وبخط السماع في آخره ومن خطه نقلت ابنا أخي المصنف أبو الفضل أحمد وأبو البركات الحسن ابنا محمد بن الحسن بن هبة الله وآخرون وذلك في شهر ربيع الاول سنة تسع وخمسمين وخمسمئة بالمنارة الشريفة من جامع دمشق
وسمعه أيضا أعني الجزء الثاني على مخرجه الحافظ القاضي أبو المعالي محمد بن علي بن محمد بن يحيى القرشي وابن ابن عم أبيه أبو المكارم عبد الواحد بن عبد الرحمن بن سلطان بن يحى القرشي وأبو المفضل يحيى وأبو المحاسن سليمان ابنا الفضل بن سليمان بن البانياسي ومحمد بن هبة الله بن محمد الشيرازي وعلى بن عبد الكريم بن الكويس وأبو الوحش عبد الرحمن بن منصور بن نسيم وأبو محمد بن علي بن صالح السلمي وأبو الحسين بن معالي بن نصر وأحمد بن علي بن مفرج وأبو البركات الحسن وأبو المظفر عبد الله وأبو منصور عبد الرحمن بنو أخي المسمع محمد بن الحسن بن هبة الله وأخوهم كاتب السماع أحمد بن محمد بن الحسن بن هبة الله الشافعي ومن خطه نقلت وابنا المخرج الحافظ أبو محمد القاسم بقراءته وأبو الفتح الحسن وجماعة وذلك يوم الجمعة العاشر من المحرم سنة ستين وخمسمئة بالمسجد الجامع بدمشق وصح وثبت

(2/43)


_________
- وسمع الجزء الثالث من الاصل على مخرجه الحافظ بقراءته بعضه والباقي العلميي عمر بن محمد بخطه السماع في آخر الجزء ومن خطه نقلت ابنا أخي المسمع أبو الفضل أحمد وأبو البركات الحسن ابنا الامين أي عبد الله محمد بن الحسن وآخرون في شهر ربيع الاول سنة تسع وخمسين وخمسمئة بالمنارة الشريفة من جامع دمشق
وسمعه أيضا بعينه وأسره على مصنفه ولداه أبو محمد القاسم بقراءته وإبو الفتح الحسن والقاضي أبو المعالي محمد بن علي بن محمد بن يحيى القرشي وابن ابن عم أبيه أبو المكارم عبدالوحد بن عبد الرحمن بن سلطان بن يحيى ومحمد بن هبة الله بن محمد الشيرازي وعلي بن عبد الكريم بن الكويس وعبد الرحمن بن منصور وأبو الحسين بن معالي بن نصر وأبو البركات الحسن وأبو المظفر بعد الله وأبو منصور عبد الرحمن بنو محمد بن الحسن بن هبة الله الشافعي
وسمع من باب ما جاء في اختصاص الشام وقصورة بالاضاءة إلى آخر الجزء أخوهم أحمد بن محمد بن الحسن بن هبة
والسماع بخطه ومنه نقلت وأبو المفضل يحيى وأبو محمد الحسن بن علي وآخرون
وذلك في نوبتين آخرهما الخميس السادس من محرم سنة ستين وخمسمئة بالمسجد الجامع بدمشق حرسها الله
وهذه الطبقة طبقة الجزء الثالث من تاريخ دمشق
وسمع الجزء الرابع من الاصل من تاريخ دمشق على جامعه الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن بن هبة الله الشافعي ابنا أخيه أبو الفضل أحمد وأبو البركات الحسن ابنا الامين أبي عبد الله محمد بن الحسن وعمرو بن محمد العليمي بقراءته أكثره وباقية بقراءة المصنف والسماع بخط العلمي في الاصل ومنه نقلت وآخرون في يوم الخميس الثالث من شهر ربيع الاخر من سنة تسع وخمسين وخمسمئة في منزل المستمع بالمنارة الشرقية من جامع دمشق
وسمعه أيضا بعينه عليه بقراءة إبيه أبي محمد القاسم القاضي أبو المعالي محمد بن علي بن محمد بن يحيى وابن ابن عم أبيه أبو المكارم عبد الواحد بن عبد الرحمن بن سلطان بن يحيى القرشيان وأبو المفضل يحيى وأبو المحاسن سليمان ابنا الفضل بن سليمان بن أبي المجد البانياسي ومحمد بن هبة الله بن محمد الشيرازي وعلي بن عبد الكريم بن الكويس وأبو محمد الحسن بن علي بن صالح السلمي وعبد الرحمن بن منصور بن نسيم وأحمد بن علي بن مفرج النابلسي وأبو البركات الحسن وأبو منصور عبد الرحمن ابنا محمد بن الحسن بن هبة الله وأخوهما أحمد بن محمد الحسن بن هبة الله وبخطه السماع ومن خطه نقلت وآخرون في يوم الجمعة السابع عشر من المحرم سنة ستين وخمسمئة بالمسجد الجامع بدمشق
وسمع الجزء الخامس من الاصل تجزئة المصنف على المصنف ابنا أخيه أبو الفضل أحمد وأبو البركات الحسن ابنا الامين أبي عبد الله محمد بن الحسن وعمر بن محمد العليمي بقراءته أكثره والباقي بقراءة المصنف الحافظ ومن خط العليمي نقلت وآخرون يوم الثلاثاء السابع من شهر ربيع الاخر من سنة تسع وخمسين بالمنارة الشرقية من جامع دمشق
وسمعه أجمع - أعني الجزء الخامس - على مخرجه ولداه الامام أبو محمد القاسم بقراءته وإبو الفتح الحسن وعبد الرحمن بن منصور بن نسيم وأبو المكارم عبد الواحد بن عبد الرحمن بن سلطان بن يحيى القرشي وأبو المفضل يحيى وأبو المحاسن سليمان ابنا الفضل بن سليمان ومحمد بن هبة الله بن محمد الشيرازي وعلي بن عبد الكريم بن الكويس وأبو محمد الحسن بن صالح السلمي وأبو البركات الحسن وأبو المظفر

(2/44)


عبد الله وإبو منصور عبد الرحمن بنو محمد بن الحسن وأخوهم أحمد بن محمد بن الحسن بن هبة الله الشافعي ومن خطه نقلت وآخرون وذلك في نبوتين آخرهما الخمسى الثالث والعشرين من محرمة سنة ستين وخمسمة بالمسجد الجامع
وسمع الجزء السادس بأسره من تجزئة الاصل عن مخرجه ابنا أخيه أبو الفضل أحمد وأبو البركات الحسن ابنا الأمين أبي عبد الله محمد بن الحسن وعمر بن محمد العليمي بضعه من فضظ المصنف والاكثر بقراءة العليمي والسماع في في الاصل بخطه ومن خطه نقلت وآخرون يوم الخميس التاسع من شهر ربيع الاخر سنة تسع وخمسين وخمسمئة بالمنارة الشرقية من جامع دمشق عمره الله
وسمعه أيضا عليه ولداه الامام أبو محمد القاسم بقراءة وأبو الفتح الحسن وأبو المكارم عبد الواحد بن عبد الكريم بن سلطان بن يحيى القرشي وأبو الفضل وأبو المحاسن سليمان ابنا أبي الفضل بن الحسين بن سليمان ومحمد بن هبة الله بن محمد بن الشيرازي وعلي بن عبد الكريم بن الكويس وأبو محمد الحسن بن علي بن صالح السلمي وعبد الرحمن بن منصور بن نسيم وأبو البركات الحسن وأبو المظفر عبد الله وأبو منصور عبد الرحمن بنو محمد بن الحسن بن هبة الله وأخوهم أحمد بن محمد بن الحسن بن هبة الله وبخطه السماع في الاصل ومنه نقلت وآخرون يوم الجمعة الرابع والعشرون من محرم سنة ستين وخمسمئة بالمسجد الجامع بدمشق
وسمع الجزء السابع من الاصل على الحافظ المصنف له ابنا أخيه أبو الفضل أحمد وأبو البركات الحسن ابنا الامين أبي عبد الله محمد الحسن بن هبة الله وعمر بن محمد العليمي من خطه نقلت بقراءته وأبو الفتح وبعضه بقراءة المصنف وآخرون وذلك يوم الثلاثاء الرابع عشر من شهر ربيع الاخر سنة تسع وخمسين وخمسمئة بالمنارة الشرقية من المسجد الجامع بدمشق
وسمعه إيضا على مخرجه - أعني الجزء السابع - ولداه الامام أبو محمد القاسم بقراءته وأبو الفتح الحسن وأبو المكارم عبد الواحد بن عبد الرحمن بن سلطان بن يحيى القرشي وإبو المفضل يحيى وأبو المحاسن سليمان ابنا الفضل بن محمد بن سليمان ومحمد بن هبة الله بن محمد الشيرازي وعلي بن عبد الكريم بن الكويس وأبو محمد بن علي بن صالح السلمي وأبو البركات الحسن وأبو منصور عبد الرحمن ابنا محمد بن الحسن وأخوهما أحمد بن محمد بن الحسن بن هبة بن عبد الله بن الحسين الشافعي ومن خطه نقلت وآخرون وذلك في مجلسين آخرهما الخميسى سلخ محرم سنة ستين وخمسمئة بالمسجد الجامع بدمشق نقل ذلك من الاصل محمد بن يوسف بن محمد بن أبي بيداس البرز الى الاشبيلي غفر الله له مختصرا كما تقدم ذكره

(2/45)


" باب ذكر بعث النبي ( صلى الله عليه و سلم ) أسامة قبل الموت ( 1 ) وأمره إيا أن يشن الغارة على مؤتة ويبنى وآبل الزيت " أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأ أبو الحسين بن النقور أنا أبو بكر أحمد بن عبد الله بن سيف بن سعيد نا أبو عبيدة السري بن يحيى نا شعيب بن إبراهيم نا سيف بن عمر نا عبد الله بن سعيد بن ثابت بن الجزع الأنصاري عن عبيد بن حنين ( 2 ) مولى النبي ( صلى الله عليه و سلم ) عن أبي مويهبة ( 3 ) مولى رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) قال ( 4 ) رجع رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) إلى المدينة بعدما قضى حجة التمام فتحلل به السير وضرب على الناس بعثا وأمر عليهم أسامة بن زيد أمره أن يوطئ آبل الزيت من مشارف الشام بالأردن فقال المنافقون في ذلك ورد عليهم النبي ( صلى الله عليه و سلم ) إنه لخليق لها أي حقيق بالإمارة ولئن قلتم فيه لقد قلتم في أبيه من قبله وإن كان لها لخليقا [ 441 ] وطارت الأخبار لتحلل السير بالنبي ( صلى الله عليه و سلم ) أن النبي ( صلى الله عليه و سلم ) قد اشتكا ووثب الأسود باليمن ومسيلمة باليمامة وجاء النبي ( صلى الله عليه و سلم ) الخبر عنهما ثم وثب طليحة في بلاد بني أسد بعدما أفاق النبي ( صلى الله عليه و سلم ) ثم اشتكا في المحرم وجعه الذي توفاه جل وعز فيه وأخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو الحسين بن النقور أنا محمد بن عبد الرحمن أنا أحمد بن عبد الله بن سيف نا السري بن يحيى نا شعيب بن إبراهيم نا سيف ثنا طلحة بن الأعلم عن عكرمة عن ابن عباس قال كان
_________
( 1 ) زيادة عن خع
( 2 ) ضبط بالتصغير عن تقريب التهذيب
( 3 ) ويقال أبو موهبة وأبو موهبة ( الاصابة )
( 4 ) الخبر في اطبري 3 / 184 أحداث سنة 11

(2/46)


النبي ( صلى الله عليه و سلم ) قد ضرب بعث أسامة ولم يستتب ( 1 ) فرجع إليه النبي ( صلى الله عليه و سلم ) وأخلع ( 2 ) مسيلمة والأسود وقد أكثر المنافقون في تأمير أسامة حتى بلغ النبي ( صلى الله عليه و سلم ) فخرج على الناس ( 3 ) عاصبا رأسه من الصداع لذلك من الشأن ولبشارة أريها في بيت عائشة وقال إني أريت ( 4 ) البارحة فيما يرى النائم في عضدي سوارين من ذهب فكرهتهما فنفختهما فطارا فأولتهما هذين الكذابين ( 5 ) صاحب اليمامة وصاحب اليمن وقد بلغني أن أقواما يقولون في إمرة أسامة ولعمري لئن قالوا في إمارته لقد قالوا في إمارة أبيه من قبله وإن كان أبوه لخليقا لها وإنه لها لخليق فانفذوا بعث أسامة وقال لعن الله الذين يتخذون قبور أنبيائهم مساجد [ 442 ] فخرج أسامة فضرب بالجرن وأنشأ الناس في العسكرة ونجم طليحة وتمهل الناس وثقل رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) فلم يستتم الأمر انتظر أولهم آخرهم حتى توفى الله جل وعز نبيه ( صلى الله عليه و سلم ) أخبرنا أبو القاسم بن الحصين أنا أبو علي بن المذهب أنا أبو بكر بن مالك أنا عبد الله بن أحمد حدثني أبي نا وكيع حدثني صالح بن أبي الأخضر عن الزهري عن عروة بن الزبير عن أسامة بن زيد قال بعثني رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) إلى قرية يقال لها أبنى فقال ائتها صباحا ثم حرق [ 443 ] وأخبرنا أبو سهل محمد بن إبراهيم بن سعدوية أنا عبد الرحمن بن أحمد بن الحسن أنا جعفر بن عبد الله بن يعقوب نا محمد بن هارون الروياني نا محمد بن المفتي ( 6 ) نا معاذ بن معاذ نا صالح بن أبي الأخضر نا الزهري نا عروة عن أسامة بن زيد أن رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) بعثه إلى الشام وأمره أن يغير على أبنى صباحا ثم يحرق
_________
( 1 ) في مختصر ابن منظور : لم يستتب لوجع النبي صلى الله عليه و سلم وانظر الطبري 3 / 186
( 2 ) كذا بالاصل وخع وفي مختصر ابن منظور : " والخلع وفي المطبوعة : " وطلع " وانظر الطبري 3 / 186
( 3 ) زيادة عن الطبري 3 / 186
( 4 ) الطبري : رأيت
( 5 ) عن الطبري ومختصر ابن منظور وبالاصل وخع : الكلابين
( 6 ) الاصل وخع وفي المطبوعة : المثني

(2/47)


أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر بن محمد الشحامي أنا أبو حامد أحمد بن الحسن ( 1 ) بن محمد الأزهري أنا أبو سعيد محمد بن عبد الله بن حمدون أنا أبو حامد أحمد بن محمد بن الحسن الحافظ أنا محمد بن يحيى الذهلي ثنا محمد بن عبد الله بن المثنى بن عبد الله بن أنس بن مالك الأنصاري حدثني صالح بن أبي الأخضر عن الزهري عن عروة قال أخبرني أسامة بن زيد قال أمرني رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) أن أغير على أبنى صباحا ثم أحرق رواه أحمد بن حنبل وعباد بن موسى الختلي ( 2 ) عن محمد بن عبد الله الأنصاري أتم من هذا فأما حديث أحمد فأخبرناه أبو القاسم بن الحصين أنا أبو علي بن المذهب أنا أبو بكر بن مالك نا عبد الله بن أحمد حدثني أبي نا محمد بن عبد الله بن المثنى حدثني صالح بن أبي الأخضر نا الزهري عن عروة عن أسامة أن النبي ( صلى الله عليه و سلم ) كان وجهه فقبض النبي ( صلى الله عليه و سلم ) فسأله أبو بكر رضي الله عنه ما الذي عهد إليك قال عهد إلي أن أغير على أبنى صباحا ثم أحرق وأما حديث عباد فأخبرتنا به أم المجتبى فاطمة بنت ناصر العلوية قالت قرئ على إبراهيم بن منصور السلمي وأنا حاضرة قال أنا أبو بكر بن المقرئ أنا أبو يعلى الموصلي نا عباد بن موسى الختلي ( 3 ) نا محمد بن عبد الله الأنصاري حدثني صالح بن أبي الأخضر عن الزهري عن عروة عن أسامة بن زيد أن النبي ( صلى الله عليه و سلم ) كان وجهه وجها فقبض النبي ( صلى الله عليه و سلم ) ولم يتوجه في ذلك الوجه ثم استخلف أبو بكر فقال أبو بكر لأسامة ما الذي عهد إليك رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) فقال عهد إلي رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) أن أغير على أبنى صباحا وأحرق أخبرناه أبو علي الحداد في كتابه ثم أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأ يوسف بن الحسن الزنجاني ( 6 )
_________
( 1 ) عن خع وبالاصل " الحسين "
( 2 ) بالاصل وخع " الجيلي " والمثبت والضبط عن تقريب التهذيب
( 3 ) رسمها غير واضح بالاصل وخع والمثبت عن الانسب وهذه النسبة بفتح الزاي وسكون النون إلى زنجان بلدة على حد أذربيجان من بلاد الجبل وفي الانساب يوسف بن محمد التفكري الزنجاني

(2/48)


التفكري قالا أنا أبو نعيم الحافظ قال حدثنا ح وأخبرناه أبو القاسم الشحامي أنا أبو بكر البيهقي محمد بن الحسن بن فورك أنبأ عبد الله بن جعفر الاصبهاني نا يونس بن حبيب نا أبو داود الطيالسي نا صالح بن أبي الأخضر عن الزهري عن عروة بن الزبير عن أسامة قال أمرني النبي ( صلى الله عليه و سلم ) أن أغير على أبنى صباحا وأحرق هذا حديث غريب اشتهر بصالح بن أبي الأخضر البصري عن محمد بن مسلم الزهري وأهل الشام يقولون يبنى بالياء وكلا القولين صواب وقد تبدل الألف ياء والياء همزا في مواضع كقولهم أحمد ويحمد وإساف ويساف وأخامر ويخامر
أخبرنا أبو القاسم عبد الملك بن عبد الله بن داود الفقيه وأبو غالب محمد بن الحسن بن علي البصري قالا أنا أبو علي علي بن أحمد بن علي أنبأ أبو عمر القاسم بن جعفر الهاشمي أنبأ أبو علي اللؤلؤي ح وأخبرنا أبو القاسم الشحامي أنا أبو بكر البيهقي أنا أبو علي الروذباري أنا أبو بكر بن داسة قالا ثنا أبو داود السجستاني نا عبد الله بن عمرو الغزي قال سمعت أبا مسهر قيل له أبنى قال نحن أعلم هي يبنى فلسطين أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو الحسين بن النقور أنا أبو طاهر المخلص نا أحمد بن عبد الله بن سيف بن سعيد نا أبو عبيدة السري بن يحيى نا سعيد بن إبراهيم نا سيف بن عمر التميمي عن أبي ضمرة وأبي عمر ( 1 ) وغيرهما عن الحسن بن أبي الحسن ( 2 ) قال ( 3 ) ضرب رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) بعثا قبل وفاته على أهل المدينة ومن حولهم وفيهم عمر بن الخطاب وأمر عليهم أسامة بن زيد فلم يجاوز آخرهم الخندق حتى قبض رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) فوقف أسامة بالناس ثم قال لعمر ارجع إلى خليفة رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) فاستأذنه يأذن لي فأرجع الناس فإن معي وجوه الناس وحدهم
_________
( 1 ) في الطبري 3 / 226 : أبي عمرو
( 2 ) عن الطبري وبالاصل وخع " الحسن "
( 3 ) الخبر في الطبي 3 / 225 - 226 في حوادث سنة 11

(2/49)


ولا آمن على خليفة رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) وثقل رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) وأثقال المسلمين أن يتخطفهم المشركون وقالت الأنصار فإن أبى إلا أن نمضي وأبلغه عنا واطلب إليه أن يولي أمرنا رجلا أقدم سنا من أسامة فخرج عمر بأمر أسامة فأتى أبا بكر فأخبره بما قال أسامة فقال أبو بكر لو اختطفتني الكلاب والذئاب لم أرد قضاء قضاه رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) قال فإن الأنصار أمروني أن أبلغك أنهم يطلبون إليك أن تولي أمرهم رجلا أقدم سنا من أسامة فوثب أبو بكر وكان جالسا فأخذ بلحية عمر وقال ثكلتك أمك وعدمتك يا ابن الخطاب استعمله رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) وتأمرني أن أنزعه فخرج عمر إلى الناس فقالوا له ما صنعت فقال امضوا ثكلتكم أمهاتكم ما لقيت في سببكم اليوم من خليفة رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) ثم خرج أبو بكر حتى أتاهم فأشخصهم ( 1 ) وشيعهم وهو ماشي وأسامة راكب وعبد الرحمن بن عوف يقود دابة أبي بكر فقال له أسامة يا خليفة رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) لتركبن أو لأنزلن فقال والله لا تنزل ووالله لا أركب وما علي أن أغبر قدمي ساعة في سبيل الله فإن للغازي بكل خطوة يخطوها سبع مائة حسنة تكتب له وسبع مائة درجة ترفع له وتمحى عنه سبع مائة خطيئة حتى إذا انتهى قال إن رأيت أن تعينني بعمر بن الخطاب فافعل فأذن له وقال يا أيها الناس قفوا أوصيكم بعشر فاحفظوها عني لا تخونوا ولا تغلوا ولا تغدروا ولا تمثلوا ولا تقتلوا طفلا ولا صغيرا ولا شيخا كبيرا ولا امرأة ولا تقذفوا نخلا ولا تحرقوه ولا تقطعوا شجرة مثمرة ولا تذبحوا شاة ولا بقرة ولا بعيرا إلا لمأكلة وسوف تمرون بأقوام قد فرغوا ( 3 ) أنفسهم في الصوامع فدعوهم وما فرغوا أنفسهم وسوف تقدمون على أقوام يأتونكم بآنية فيها ألوان الطعام فإذا أكلتم منها شيئا بعد شئ ( 4 ) فاذكروا اسم الله عليها وسوف يلقون أقواما قد فحصوا أوساط رؤوسهم تركوا حولها مثل العصائب ( 5 ) فاخفقوهم بالسيوف
_________
( 1 ) عن الطبري ورسمت بالاصل " فاسجعهم "
( 2 ) الطبري : " تعقروا " عقر النخلة : قطع رأسها وفي مختصر ابن منظور : ولا تعزقوا
( 3 ) عن الطبري وبالأصل " قرعوا "
( 4 ) عن الطبري وبالاصل " يبعى "
( 5 ) عن خع والطبري وبالاصل " العصافير "

(2/50)


خفقا اندفعوا بسم الله أفناكم الله بالطعن والطاعون ( 1 ) أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو الحسين بن النقور أنا أبو طاهر المخلص نا أبو بكر أحمد ( 2 ) بن عبد الله بن سيف بن سعيد نا السري بن يحيى بن السري نا سعيد بن إبراهيم التيمي نا سيف بن عمر التميمي نا هشام بن عروة عن أبيه قال لما رجع رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) إلى المدينة أمر أسامة وضرب البعث على عامة أهل المدينة وأمره أن يسير حتى يوطئ بهم آبل الزيت ويحلل به السير فطار في الآفاق أن النبي ( صلى الله عليه و سلم ) اشتكا ووثب الأسود باليمن ومسيلمة باليمامة وأتى النبي ( صلى الله عليه و سلم ) الخبر عنهما ثم إن طليحة ( 3 ) وثب بعدما أفاق النبي ( صلى الله عليه و سلم ) وبعدما جاءه الخبر عن الأسود ومسيلمة ثم إنه اشتكى وجعه الذي توفاه الله فيه في عقب المحرم قال وتردد ناس من العسكرة لوجع رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) وبلغ النبي ( صلى الله عليه و سلم ) عن الذين قالوا في تأمير أسامة على المهاجرين والأنصار فخرج ( صلى الله عليه و سلم ) عاصبا رأسه من الصداع فأتى المنبر فقال
إنه بلغني أن رجالا قالوا في تأمير رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) أسامة ولعمري لئن قالوا فيه لقد قالوا في أبيه من قبله وإنه لخليق بالإمارة وأبوه من قبله فانفذوا بعث اسامة [ 444 ] ودخل وخرج الناس إلى الجرف فلما ثقل رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) أقاموا حتى شهدوه فلما فرغوا أنفذه أبو بكر رضي الله عنه على ما قال رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) وخرج أبو بكر إلى الجرف فاستقري أسامة وبعثه وسأله عمر فأذن له وقال له اصنع ما أمرك به نبي الله ( صلى الله عليه و سلم ) أبدأ ببلاد قضاعة ثم ائت آبل ولا تقصرن في شئ من أمر رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) ولا تعجلن لما خلفت عن عهده فمضى أسامة مغذا ( 4 ) على ذي المروة ( 5 ) والوادي وانتهى إلى ما أمره به النبي ( صلى الله عليه و سلم ) من بث الخيول في قبائل قضاعة والغارة على آبل فسلم وغنم وكان فراغه
_________
( 1 ) في المطبوعة : آخر الجزء السابع
( 2 ) عن خع وبالاصل " الصديق "
( 3 ) عن الطبري وبالاصل وخع : طلحة
( 4 ) عن الطبري 3 / 227 حوادث سنة 11 ، وبالاصل " يتغذا "
( 5 ) قرية بوادي القري ( معجم البلدان )

(2/51)


في أربعين يوما سوى مقامه ومقبله ( 1 ) راجعا قال ونا سيف عن أبي عمر عن زيد بن أسلم قال مات رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) وعماله على قضاعة على كلب امرئ القيس بن الأصبغ ( 2 ) الكلبي من بني عبد الله وعلى القين عمرو بن الحكم وعلى سعد هذيم معاوية بن فلان الوائلي فارتد وديعة الكلبي فيمن آزره من كلب وبقي امرؤ القيس على دينه وارتد زميل بن قطبة القيني فيمن آزره من بني القين وبني عمرو وارتد معاوية فيمن آزره من سعد هذيم فكتب أبو بكر إلى امرئ القيس بن فلان وهو جد سكينة بنت الحسين رضي الله عنهما فثار بوديعة وإلى عمرو فأقام لزميل وإلى معاوية العذري فأقام لمعاوية فلما توسط أسامة بلاد قضاعة بث الخيول قبلهم وأمرهم أن ينهضوا من أقام على الإسلام إلى من رجع عنه فخرجوا هرابا حتى أرزءوا ( 3 ) إلى دومة واجتمعوا إلى وديعة ورجعت خيول أسامة إليه فمضى فيها أسامة حتى أغار ( 4 ) على الحملتين ( 5 ) فأصاب في بني الضبيب من جذام وفي بني حيليل ( 6 ) من لخم ولفها من القبيلتين وحازهم من آبل ثم انكفأ سالما غانما وقال السميط بن النعمان اللخمي أما ينفك من زيد جذام * ولا لخم وإن رمت عظامه حدثنا أبو الحسن علي بن المسلم الفقيه لفظا أنا أبو القاسم علي بن محمد بن أبي العلاء أنا أبو محمد عبد الرحمن بن عثمان بن القاسم أنا أبو القاسم علي بن يعقوب بن أبي العقب أنا أبو عبد الملك أحمد بن إبراهيم القرشي نا محمد بن عائذ نا الوليد بن مسلم عن عبد الله بن لهيعة عن أبي الأسود عن عروة قال فلما فرغوا من البيعة واطمأن الناس قال أبو بكر لأسامة امض لوجهك
_________
( 1 ) في الطبري : ومنقلبه
( 2 ) عن خع وبالاصل " الاصبع "
( 3 ) في خع : " أرزوا " أي التجأوا
( 4 ) عن خع وبالاصل " على انتخار " كذا "
( 5 ) كذا بالاحصل وخع وفي مختصر ابن منظور : الحمقتين " وفي معجم البلدان أنها من مشارف الشام
( 6 ) كذا وفي الطبري : حليل

(2/52)


الذي بعثك له رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) فكلمه رجال من المهاجرين والأنصار وقالوا أمسك أسامة وبعثه فإنا نخشى أن تميل علينا العرب إذا سمعوا بوفاة رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) فقال أبو بكر وكان آخرهم أمرا أنا أحبس جيشا بعثهم رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) لقد اجترأت على أمر عظيم والذي نفسي بيده لأن تميل علي العرب أحب إلي من أحبس جيشا بعثهم رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) امض يا أسامة في جيشك للوجه الذي أمرت به ثم اغز حيث أمرك رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) من ناحية فلسطين وعلى أهل مؤتة فإن الله سيكفي ما تركت ولكن إن رأيت أن تأذن لعمر بن الخطاب فأستشير وأستعين به فإنه ذو رأي ومناصح للإسلام فافعل ففعل أسامة ورجع عامة العرب عن دينهم وعامة أهل المشرق وغطفان وبنو أسد وعامة أشجع ومسكت طئ بالإسلام وقال عامة أصحاب النبي ( صلى الله عليه و سلم ) أمسك أسامة وجيشه ووجههم نحو ( 1 ) من ارتد عن الإسلام من غطفان وسائر العرب فأبى ذلك أبو بكر أن يحبس أسامة وقال إنكم قد علمتم أنه قد كان من عهد رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) إليكم في المشورة فيما لم يمض من نبيكم فيه سنة ولم ينزل عليكم به كتاب وقد أشرتم وسأشير عليكم فانظروا أرشد ذلك فائتمروا به فإن الله لن يجمعكم على ضلالة والذي نفسي بيده ما أرى من أمر أفضل في نفسي من جهاد من منع منا عقالا ( 2 ) كان يأخذه رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) فانقاد المسلمون لرأي أبي بكر ورأوا أنه أفضل من رأيهم فبعث أبو بكر أسامة بن زيد لوجهه الذي أمره به رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) فأصاب في العدو مصيبة عظيمة وسلمه الله وغنمه هو وجيشه وردهم صالحين وخرج أبو بكر في المهاجرين والأنصار حين خرج أسامة حتى بلغ نقعا ( 3 ) حذاء وهربت الأعراب بذراريهم فلما بلغ المسلمين هرب الأعراب كلموا أبا بكر وقالوا ارجع إلى المدينة وإلى الذراري والنساء وأمر رجلا من أصحابك على الجيش واعهد إليه أمرك فلم يزل المسلمون بأبي بكر حتى رجع وأمر خالد بن الوليد على الجيش فقال له إذا أسلموا وأعطوا الصدقة فمن شاء منكم أن يرجع فليرجع ورجع أبو بكر إلى المدينة أخبرنا محمد بن عبد الباقي الفرضي أنا أبو محمد الجوهري أنا أبو عمر بن
_________
( 1 ) الزيادة عن خع وفي الاصل " ووجهم " تحريف
( 2 ) العقال : زكاة عام من الابل والغنم وقال الكسائي : صدقة عام وقال بعضهم : أراد أبو بكر بالعقال : الحبل الذي كان يعقل به الفريضة التي كانت تؤخذ في الصدقة إذا قبضها المصدق
( اللسان : عقل )
( 3 ) النقع : موضع قرب مكة في جنبات الطائف ( معجم البلدان )

(2/53)


حيوية أنا عبد الوهاب بن أبي حية نا محمد بن شجاع الثلجي أنا محمد بن عمر الواقدي ( 1 ) قال قالوا لم يزل رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) يذكر مقتل زيد بن حارثة وجعفر وأصحابه ووجد عليهم وجدا شديدا فلما كان يوم الاثنين لأربع ليال بقين من صفر سنة إحدى عشرة أمر رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) الناس بالتهيؤ ( 2 ) لغزو الروم وأمرهم بالانكماش ( 3 ) في غزوهم فتفرق المسلمون من عند رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) وهم يجدون في الجهاز ( 4 ) فلما أصبح رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) من الغد يوم الثلاثاء لثلاث ليال بقين من صفر دعا أسامة بن زيد فقال يا أسامة سر على اسم الله وبركته حتى تنتهي إلى مقتل أبيك فأوطئهم الخيل فقد وليتك هذا الجيش فأغر ( 5 ) صباحا على أهل أبنى وحرق عليهم وأسرع السير بسبق الخبر فإن أظفرك الله فأقلل اللبث فيهم وخذ معك الأدلاء وقدم العيون أمامك والطلائع [ 445 ] فلما كان يوم الأربعاء لليلتين بقيتا من صفر بدئ رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) فصدع وحم فلما أصبح يوم الخميس لليلة بقيت من صفر عقد له رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) بيده لواء ثم قال يا أسامة اغز بسم الله في سبيل الله فقاتلوا من كفر بالله اغزوا ولا تغدروا ولا تقتلوا وليدا ولا امرأة ولا تمنوا لقاء العدو فإنكم لا تدرون لعلكم تبتلون بهم ولكن قولوا اللهم اكفناهم واكفف بأسهم عنا فإن لقوكم قد أجلبوا وصبحوا فعليكم بالسكينة والصمت " ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم " ( 6 ) وقولوا اللهم إنا نحن عبادك وهم عبادك نواصينا ونواصيهم بيدك وإنما تغلبهم أنت واعلموا أن الجنة تحت البارقة ( 7 ) [ 446 ] أخبرنا أبو بكر الفرضي أنا أبو محمد الجوهري أنا أبو عمر نا عبد الوهاب نا محمد بن شجاع نا الواقدي ( 8 ) حدثني يحيى بن هشام عن عاصم
_________
( 1 ) مغازي الواقدي 3 / 1117 وما بعدها
( 2 ) بالاصل : بالتهي "
( 3 ) الانكماش : الاسراع ( قاموس )
( 4 ) عند الواقدي ومختصر ابن منظور 1 / 174 : وهم مجدون في الجهاد
( 5 ) عن الواقدي وبالاصل ومختصر ابن منظور " فاغز "
( 6 ) سورة الانفال الاية : 47
( 7 ) البارقة : السيوف ( قاموس )
( 8 ) مغازي الواقدي 3 / 1118

(2/54)


الأسلمي عن المنذر بن جهم قال قال رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) يا أسامة شن الغارة على أهل أبنى [ 447 ] وأخبرنا أبو بكر أنا أبو محمد الجوهري أنا أبو عمر بن حيوية نا عبد الوهاب نا محمد نا الواقدي قال ( 1 ) فحدثني عبد الله بن جعفر بن عبد الرحمن بن أزهر بن عوف عن الزهري عن عروة عن أسامة بن زيد أن النبي ( صلى الله عليه و سلم ) أمره أن يغير على أبنى صباحا وأن يحرق قالوا ثم قال رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) لأسامة امض على اسم الله فخرج بلوائه معقودا فدفعه إلى بريدة بن الحصيب الأسلمي فخرج به إلى بيت أسامة وأمر رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) أسامة فعسكر بالجرف وضرب عسكره في موضع سقاية سليمان اليوم وجعل الناس يجدون ( 2 ) بالخروج إلى العسكر فيخرج من فرغ من حاجته إلى معسكره ومن لم يقض حاجته فهو على فراغ ولم يبق أحد من المهاجرين الأولين إلا انتدب في تلك الغزوة عمر بن الخطاب وأبو عبيدة وسعد بن أبي وقاص وأبو الأعور سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل في رجال من المهاجرين والأنصار عدة قتادة بن النعمان وسلمة بن أسلم بن حريش فقال رجال من المهاجرين وكان أشدهم في ذلك قولا عياش بن أبي ربيعة يستعمل هذا الغلام على المهاجرين الأولين فكثرت القالة في ذلك فسمع عمر بن الخطاب بعض ذلك القول فرده على من تكلم به وجاء إلى رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) فأخبره بقول من قال فغضب رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) غضبا شديدا فخرج وقد ( 3 ) عصب على رأسه
عصابة وعليه قطيفة ثم صعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه ثم قال أما بعد أيها الناس فما مقالة بلغتني عن بعضكم في تأميري أسامة والله لئن طعنتم في إمارتي أسامة لقد طعنتم في إمارتي أباه من قبله وأيم الله إن كان للإمارة لخليقا ( 4 ) وأن ابنه من بعده لخليق للإمارة وإن كان لمن أحب الناس إلي وإن هذا لمن أحب الناس إلي
_________
( 1 ) مغازي الواقدي 3 / 1118
( 2 ) عن الواقدي وبالاصل وخع ومختصر ابن منظور 1 / 175 " يؤخذون "
( 3 ) بالاصل " قد " والمثبت عن الواقدي ( 4 ) بالاصل : لخليق

(2/55)


وإنهما لمخيلان لكل خير فاستوصوا به خيرا فإنه من خياركم [ 448 ] ثم نزل رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) فدخل بيته وذلك يوم السبت لعشر ليال خلون من ربيع الأول وجاء المسلمون الذين يخرجون مع أسامة يودعون رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) فيهم عمر بن الخطاب ورسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) يقول أنفذوا بعث أسامة ودخلت أم أيمن فقالت أي رسول الله لو تركت أسامة يقيم في معسكره حتى تتماثل ( 1 ) فإن أسامة إن خرج على حاله هذه لم ينتفع بنفسه فقال رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) أنفذوا بعث أسامة [ 449 ] فمضى الناس إلى المعسكر فباتوا ليلة الأحد ونزل أسامة يوم الأحد ورسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) ثقيل مغمور وهو اليوم الذي لدوه ( 2 ) فيه فدخل على رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) وعيناه تهملان وعنده العباس والنساء حوله فطأطأ عليه أسامه فقبله ورسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) لا يتكلم فجعل يرفع يديه إلى السماء ثم يصبهما على أسامه فأعرف أنه كان يدعو لي قال أسامة فرجعت إلى معسكري فلما أصبح يوم الاثنين غدا من معسكره وأصبح رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) مفيقا فجاءه أسامة فقال اغد على بركة الله فودعه أسامة ورسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) مفيق مريح ( 3 ) مفيق وجعل نساؤه يتماشطن سرورا براحته ودخل أبو بكر فقال يا رسول الله أصبحت مفيقا بحمد الله واليوم يوم ابنة خارجة فائذن لي فأذن له فذهب إلى السنح ( 4 ) وركب أسامة إلى معسكره وصاح في أصحابه باللحوق إلى العسكر فانتهى إلى معسكره ونزل وأمر الناس بالرحيل وقد متع النهار فبينا أسامة بن زيد يريد أن يركب من الجرف أتاه رسول أم أيمن وهي أمه تخبره أن رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) يموت فأقبل أسامة إلى المدينة معه عمر وأبو عبيدة فانتهوا إلى رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) ورسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) يموت فتوفي عليه السلام حين زاغت الشمس يوم الاثنين لاثنتي عشرة خلت من ربيع الأول ودخل المسلمون الذين عسكروا بالجرف إلى المدينة ودخل بريدة بن الحصيب بلواء أسامة معقودا حتى أتى به باب رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) فغرزه عنده فلما بويع لأبي بكر أمر بريدة أن يذهب باللواء إلى بيت أسامة ولا يحله أبدا حتى يغزوهم أسامة فقال بريدة فخرجت باللواء حتى انتهيت به إلى بيت أسامة ثم
_________
( 1 ) عن الواقدي وبالاصل وخع " تماثل "
( 2 ) اللدود ما يصب بالمسعط من الدواء في أحد شقي الفم ( القاموس - النهاية )
( 3 ) يقال : أراح الرجل إذا رجعت نفسه إليه بعد الاعياء
( 4 ) موضع بعوالي المدينة

(2/56)


خرجت به إلى الشام معقودا مع أسامة ثم رجعت به إلى بيت اسامة فما زال معقودا في بيت أسامة حتى توفي أسامة فلما بلغ العرب وفاة رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) وارتد من ارتد منها عن الإسلام قال أبو بكر لأسامة انفذ في وجهك الذي وجهك فيه رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) وأخذ الناس بالخروج وعسكروا في موضعهم الأول وخرج بريدة باللواء حتى انتهى إلى معسكرهم الأول فشق على كبار المهاجرين الأولين ودخل على أبي بكر عمر وعثمان وأبو ( 1 ) عبيدة وسعد بن أبي وقاص وسعيد بن زيد فقالوا يا خليفة رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) إن العرب قد انتقضت عليك من كل جانب وإنك لا تصنع بتفريق هذا الجيش المنتشر شيئا اجعلهم عدة لأهل الردة ترمي بهم في نحورهم وأخرى لا نأمن على أهل المدينة أن يغار عليها وفيها الذراري والنساء فلو استأنيت لغزو الروم حتى يضرب الإسلام بجرانه ( 2 ) وتعود أهل الردة إلى ما خرجوا منه أو يفنيهم السيف ثم تبعث أسامة حينئذ فنحن نأمن الروم أن تزحف إلينا فلما استوعب أبو بكر كلامهم قال هل منكم أحد يريد أن يقول شيئا قالوا لا قد سمعت مقالتنا فقال والذي نفسي بيده لو ظننت أن السباع تأكلني بالمدينة لأنفذت هذا البعث ولا بدأت بأول منه ورسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) ينزل عليه الوحي من السماء يقول انفذوا جيش أسامة ولكن خصلة أكلم أسامة في عمر يخلفه يقيم عندنا فإنه لا غنى بنا عنه والله ما أدري يفعل أسامة أم لا والله إن أبى لا أكرهه فعرف القوم أن أبا بكر
قد عزم على إنفاذ بعث أسامة ومشى أبو بكر إلى اسامة في بيته فكلمه في أن يترك عمر ففعل أسامة وجعل يقول له أذنت ونفسك طيبة فقال أسامة نعم قال وخرج فأمر مناديه ينادي عزمة مني ألا يتخلف عن أسامة من بعثه من كان انتدب معه في حياة رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) فإني لن أؤتى بأحد أبطأ عن الخروج معه إلا ألحقته به ماشيا وأرسل إلى النفر من المهاجرين الذين كانوا تكلموا في إمارة أسامة فغلظ عليهم وأخذهم بالخروج فلم يتخلف عن البعث إنسان واحد وخرج أبو بكر يشيع أسامة والمسلمين فلما ركب أسامة من الجرف في
_________
( 1 ) بالاصل : " وأبي "
( 2 ) الجران باطن عنق البعير أي حتى يقر قراره ويستقيم كما أن البعير إذا برك واسترح مد عنقه على الارض ( النهاية )

(2/57)


أصحابه وهم ثلاثة آلاف رجل وفيهم ألف فرس فسار أبو بكر إلى جنب أسامة ساعة ثم قال استودع الله دينك وأمانتك وخواتيم عملك إني سمعت ( 1 ) رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) يوصيك فانفذ لأمر رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) فإني لست آمرك ولا أنهاك عنه إنما أنا منفذ لأمر أمر به رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) فخرج سريعا فوطئ ( 2 ) بلادا هادئة لم يرجعوا عن الإسلام جهينة وغيرها من قضاعة فلما نزل وادي القرى قدم عينا له من بني عذرة يدعى حريثا فخرج على صدر راحلته أمامه مغذا حتى انتهى إلى أبنى فنظر إلى ما هناك وارتاد الطريق ثم رجع سريعا حتى لقي أسامة على مسيرة ليلتين من أبنى فأخبره أن الناس غارون ( 3 ) ولا جموع لهم وأمره أن يسرع السير قبل أن تجتمع ( 4 ) الجموع وأن يشنها ( 5 ) غارة أخبرنا أبو بكر الفرضي أنا أبو محمد الجوهري أنا أبو عمر بن حيوية نا عبد الوهاب بن أبي حية نا محمد بن شجاع نا الواقدي ( 6 ) قال فحدثني هشام بن عاصم عن المنذر بن جهم قال قال بريدة لأسامة يا أبا محمد إني شهدت رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) يوصي أباك أن يدعوهم إلى الإسلام فإن أطاعوه خيرهم إن أحبوا أن يقيموا في ديارهم ويكونوا كأعوان ( 7 ) المسلمين ولا شئ لهم في الفئ ولا في الغنيمة إلا أن يجاهدوا مع المسلمين وإن تحولوا إلى دار الإسلام كان لهم ما للمهاجرين وعليهم ما على المهاجرين قال أسامة هكذا وصية رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) لأبي ولكن رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) أمرني وهو آخر عهده إلي أن أسرع المشي وأسبق الأخبار وأن أشن الغارة عليهم بغير دعاء فأحرق وأخرب فقال بريدة سمعا وطاعة لأمر رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) فلما انتهى إلى أبنى فنظر إليها منظر العين عبأ أصحابه وقال اجعلوها غارة ولا
_________
( 1 ) ما بين معكوفتين زيادة عن خع والواقدي
( 2 ) عن الواقدي وبالأصل : بلا هادية
( 3 ) عن خع وبالأصل " غازون " وغارون : غافلون
( 4 ) بالاصل : يجتمع
( 5 ) عن الواقدي وبالاصل وخع " شنها "
( 6 ) مغازي الواقدي 3 / 1122
( 7 ) كذا بالاصل وخع وفي الواقدي وفي الواقدي ومختصر ابن منظور : كأعراب

(2/58)


تمعنوا في الطلب ولا تفترقوا واجتمعوا واخفوا الصوت واذكروا اسم الله في أنفسكم وجردوا سيوفكم وضعوها فيمن اشرف لكم ثم دفع ( 1 ) عليهم الغارة فما نبح كلب ولا تحرك أحد ولا شعروا إلا بالقوم قد شنوا عليهم الغارة ينادون بشعارهم يا منصور أمت فقتل من أشرف له وسبا من قدر عليه وحرق في طوائفها بالنار وحرق منازلهم وحروثهم ونخلهم فصارت أعاصير من الدخاخين وأقام الخيل في عرصاتهم ولم يمعنوا في الطلب أصابوا ما قرب منهم واقاموا يومهم ذلك في تعبئة ما أصابوا من الغنائم وكان أسامة خرج على فرس أبيه الذي قتل عليها أبوه يوم مؤتة كانت تدعى سبحة وقتل قاتل أبيه في الغارة خبره به بعض من سبي وأسهم للفرس سهمين ولصاحبه سهما وأخذ لنفسه مثل ذلك فلما أمسوا أمر الناس بالرحيل والدليل أمامه حريث العذري فأخذوا الطريق التي جاء منها ودأبوا ( 2 ) ليلتهم حتى أصبحوا بأرض بعيدة ثم طوى البلاد حتى انتهوا إلى وادي القرى في تسع ليال ثم قصد يغذ السير إلى المدينة وما أصيب من المسلمين أحد فبلغ ذلك هرقل وهو بحمص فدعا بطارقته فقال هذا الذي حذرتكم فأبيتم أن تقبلوه مني قد صارت العرب تأتي من مسيرة شهر فتغير عليكم ثم تخرج من ساعتها ولم تكلم قال أخوه يناق فأبعث رابطة تكون بالبلقاء ( 3 ) فبعث رابطة واستعمل عليهم رجلا من أصحابه فلم يزل مقيما حتى قدمت البعوث إلى الشام في خلافة أبي بكر وعمر رضي الله عنهما قالوا واعترض لاسامة في منصرفه قوم من أهل كثكث قرية هناك قد كانوا اعترضوا لأبيه في بدأته فأصابوا من أطرافه فناهضهم أسامة بمن معه فظفر بهم وحرق عليهم وساق من نعمهم وأسر منهم أسيرين فأوثقهما وهرب من بقي فقدم بهما المدينة فضرب أعناقهما أخبرنا أبو بكر الفرضي أنا أبو محمد الجوهري أنا أبو عمر بن حيوية نا عبد الوهاب بن أبي حية نا محمد بن شجاع نا الواقدي ( 4 ) قال فحدثني أبو
_________
( 1 ) عن الواقدي وبالاصل وخع : رفع
( 2 ) في الواقدي : " ودانوا
انتهوا بأرض بعيدة "
( 3 ) البلقاء : كورة من أعمال دمشق بين الشام ووادي القرى " معجم البلدان )
( 4 ) مغازي الواقدي 3 / 1124

(2/59)


بكر بن يحيى بن النضر عن أبيه أن أسامة بن زيد بعث بشيره من وادي القرى بسلامة المسلمين وأنهم قد أغاروا على العدو فأصابوهم فلما سمع المسلمون بقدومهم خرج أبو بكر في المهاجرين وخرج أهل المدينة حتى العواتق وسروا بسلامة أسامة ومن معه من المسلمين ودخل يومئذ على فرسه سبحة كأنما خرجت من ذي خشب عليه الدرع واللواء أمامه يحمله بريدة حتى انتهى به إلى المسجد فدخل فصلى ركعتين وانصرف إلى بيته معه اللواء وكان مخرجه من الجرف لهلال شهر ربيع الآخر سنة إحدى عشرة فغاب خمسة وثلاثين يوما سار عشرين في بدأته وخمسة عشر ( 1 ) في رجعته أخبرنا أبو عبد الله الفراوي أنا أبو عثمان إسماعيل بن عبد الرحمن الصابوني أنا أبو محمد عبد الرحمن بن أحمد المقرئ نا أبو العباس محمد بن يعقوب بن يوسف نا محمد بن علي الميموني نا الفريابي نا عباد بن كثير عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة قال والذي لا إله إلا هو لولا أن أبا بكر استخلف ما عبد الله ثم قال الثانية ثم قال الثالثة فقيل له يا أبا هريرة فقال إن رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) وجه أسامة بن زيد في سبع مائة إلى الشام فلما نزل بذي خشب قبض النبي ( صلى الله عليه و سلم ) وارتدت العرب حول المدينة فاجتمع إليه أصحاب رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) فقالوا له يا ابا بكر رد هؤلاء توجه هؤلاء إلى الروم وقد ارتدت العرب حول المدينة فقال والذي لا إله إلا هو لو جرت الكلاب بأرجل أزواج رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) ما رددت جيشا وجهه رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) ولا حللت لواء عقده رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) فوجه أسامة فجعل لا يمر بقبيل يريدون الارتداد إلا قالوا لولا أن لهؤلاء قوة ما خرج مثل هؤلاء من عندهم ولكن ندعهم حتى يلقوا الروم فبلغوا الروم فهزموهم وقتلوهم ورجعوا سالمين فثبتوا على الإسلام
_________
( 1 ) بالاصل : " وخمس عشرة "

(2/60)


" باب ذكر اهتمام أبي بكر الصديق بفتح الشام وحرصه عليه ومعرفة إنفاذه الأمراء بالجنود الكثيفة إليه " أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو بكر الطبري أنا أبو الحسين بن الفضل القطان أنا عبد الله بن جعفر نا يعقوب بن سفيان نا عمار بن الحسن نا سلمة عن ابن إسحاق قال كان فتح اليمامة واليمن والبحرين وبعث الجنود إلى الشام سنة ثنتي عشرة أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو علي محمد بن محمد بن أحمد بن المسلمة أنا أبو الحسن علي بن أحمد بن عمر بن حفص الحمامي أنا أبو علي محمد بن أحمد بن الحسن بن الصواف نا أبو محمد الحسن بن علي القطان نا إسماعيل بن عيسى العطار حدثني أبو حذيفة إسحاق بن بشر القرشي نا محمد بن إسحاق قال إن أبا بكر لما حدث نفسه بأن يغزو الروم فلم يطلع عليه أحدا ( 1 ) إذ جاءه شرحبيل بن حسنة فجلس إليه فقال يا خليفة رسول الله أتحدث نفسك أنك تبعث إلى الشام جندا فقال نعم قد حدثت نفسي بذلك وما أطلعت عليه أحدا وما سألتني عنه إلا لشئ قال أجل إني رأيت يا خليفة رسول الله فيما يرى النائم كأنك تمشي في الناس فوق خرشفة ( 2 ) من الجبل ثم أقبلت تمشي حتى صعدت قنة من القنان العالية فأشرفت على الناس ومعك أصحابك ثم إنك هبطت من تلك القنان إلى أرض سهلة دمثة ( 3 ) فيها الزرع والقرى والحصون فقلت للمسلمين شنوا الغارة على أعداء الله وأنا ضامن لكم بالفتح والغنيمة فشد المسلمون وأنا فيهم معي راية
_________
( 1 ) بالاصل " أحد " والمثبت عن خع
( 2 ) بالاصل وخع : حرشفة : والمثبت عن مختصر ابن منظور 1 / 180 والخرشفة : الارض الغليظة ( اللسان )
( 3 ) عن خع وبالاصل " رمئة " بالراء

(2/61)


فتوجهت بها إلى أهل قرية فسألوني الأمان فأمنتهم ثم جئت فأجدك قد انتهيت إلى حصن عظيم ففتح الله لك وألقوا إليك السلم ووضع الله لك مجلسا فجلست عليه ثم قيل لك يفتح الله عليك وتنصر فاشكر ربك واعمل بطاعته ثم قرأ " إذا جاء نصر الله والفتح ورأيت الناس يدخلون في دين الله أفواجا فسبح بحمد ربك واستغفره إنه كان توابا " ( 1 ) ثم انتبهت فقال له أبو بكر نامت عيناك خيرا رأيت وخيرا يكون إن شاء الله ثم قال بشرت بالفتح ونعيت إلي نفسي ثم دمعت عينا أبي بكر ثم قال أما الحرشفة التي رأيتنا نمشي عليها حتى صعدنا إلى القنة العالية فأشرفنا على الناس فإنا نكابد من أمر هذا الجند والعدو مشقة ويكابدونه ثم نعلو بعد ويعلو أمرنا وأما نزولنا من القنة العالية إلى الأرض السهلة الدمثة والزرع والعيون والقرى والحصون فإنا ننزل إلى أمر أسهل مما كنا فيه من الخصب ( 2 ) والمعاش وأما قولي للمسلمين شنوا على أعداء الله الغارة فإني ضامن لكم الفتح والغنيمة فإن ذلك دنو المسلمين إلى بلاد المشركين وترغيبي إياهم على الجهاد والأجر والغنيمة التي تقسم لهم وقبولهم وأما الراية التي كانت معك فتوجهت بها إلى قرية من قراهم ودخلتها واستأمنوا فأمنتهم فإنك تكون أحد أمراء المسلمين ويفتح الله على يديك وأما الحصن الذي فتح الله لي فهو ذلك الوجه الذي يفتح الله لي وأما العرش الذي رأيتني عليه جالسا فإن الله يرفعني ويضع المشركين وقال الله تبارك وتعالى ليوسف " ورفع أبويه على العرش " ( 3 ) وأما الذي أمرني بطاعة الله وقرأ علي السورة فإنه نعا إلي نفسي وذلك أن النبي ( صلى الله عليه و سلم ) نعى الله إليه نفسه حين نزلت هذه السورة وعلم أن نفسه قد نعيت إليه ثم سالتا عيناه فقال لآمرن بالمعروف ولأنهين عن المنكر ولأجهدن فيمن نزل أمر الله ولأجهزن الجنود إلى العادلين ( 4 ) بالله في مشارق الأرض ومغاربها حتى يقولوا الله أحد أحد لا شريك له أو يؤدوا الجزية عن يد وهم صاغرون هذا أمر الله وسنة رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) فإذا توفاني الله عز و جل لا يجدني الله عاجزا ولا وانيا ولا في ثواب المجاهدين زاهدا فعند ذلك أمر الأمراء وبعث إلى الشام البعوث
_________
( 1 ) سورة النصر الاية : 1 - 4
( 2 ) عن خع ومختصر ابن منظور 1 / 180 وبالاصل " خشب "
( 3 ) سورة يوسف الاية : 100
( 4 ) العادلى يقال : عدل بالله أي أشرك وجعل له مثلا ( النهاية : عدل )

(2/62)


أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو علي بن المسلمة أنا أبو الحسن الحمامي أنا أبو علي بن الصواف نا أبو محمد القطان نا إسماعيل العطار حدثني إسحاق بن بشر أنا أبو إسحاق عن الزهري حدثني ابن كعب عن عبد الله بن أبي أوفى الخزاعي قال لما أراد أبو بكر غزو الروم دعا عليا وعمر وعثمان وعبد الرحمن بن عوف وسعد بن أبي وقاص وسعيد بن زيد وأبا عبيدة بن الجراح ووجوه المهاجرين والأنصار من أهل بدر وغيرهم فدخلوا عليه قال عبد الله بن أبي أوفى وأنا فيهم فقال إن الله عز و جل لا تحصى نعماؤه ولا يبلغ جزاءها الأعمال فله الحمد قد جمع الله كلمتكم وأصلح ذات بينكم وهداكم إلى الإسلام ونفا عنكم الشيطان فليس يطمع أن تشركوا به ولا تتخذوا إلها غيره فالعرب اليوم بنو أم وأب وقد رأيت أني أستنفر المسلمين إلى جهاد الروم بالشام ليؤيد الله المسلمين ويجعل الله كلمته العليا مع أن للمسلمين في ذلك الحظ الوافر لأنه من هلك منهم هلك شهيدا وما عند الله خير للأبرار ومن عاش عاش مدافعا عن الدين مستوجبا على الله ثواب المجاهدين وهذا رأيي الذي رأيت فأشار امرؤ علي برأيه فقام عمر بن الخطاب فقال الحمد لله الذي يخص بالخير من يشاء من خلقه والله ما استبقنا إلى شئ من الخير قط إلا سبقتنا إليه " وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء " ( 1 ) والله ذو الفضل العظيم قد والله أردت لقاءك بهذا الرأي الذي رأيت فما قضي أن يكون حتى ذكرته قبلي ( 2 ) فقد أصبت أصاب الله بك سبيل ( 3 ) الرشاد سرب إليهم الخيل في إثر الخيل وابعث الرجال بعد الرجال والجنود تتبعها الجنود فإن الله ناصر دينه ومعز الإسلام وأهله ثم أن عبد الرحمن بن عوف قام فقال يا خليفة رسول الله إنها الروم وبنو الأصفر حد حديد وركن شديد ما أرى أن تقحم عليهم إقحاما لكن تبعث الخيل فتغير في قواصي أرضهم ثم ترجع إليك فإذا فعلوا ذلك بهم مرارا أضروا بهم وغنموا من أداني أرضهم فقووا بذلك عن عدوهم ثم تبعث إلى أراضي أهل اليمن وأقاصي ربيعة ومضر ثم تجمعهم جميعا إليك ثم إن شئت بعد ذلك غزوتهم بنفسك وإن
_________
( 1 ) سورة المائدة الاية : 54 ، ( 2 ) زيادة عن المطبوعة
( 3 ) في خع : سبل الرشاد

(2/63)


شئت أغزيتهم ثم سكت وسكت الناس إذا قال فقال لهم أبو بكر ما ترون فقال عثمان بن عفان إني أرى أنك ناصح لأهل هذا الدين شفيق عليهم فإذا رأيت رأيا تراه لعامتهم صلاحا فاعزم على إمضائه فإنك غير ظنين فقال طلحة والزبير وسعد وأبو عبيدة وسعيد بن زيد ومن حضر ذلك المجلس من المهاجرين والأنصار صدق عثمان ما رأيت من رأي فامضه فإنا لا نخالفك ولا نتهمك وذكروا هذا وأشباهه وعلي في القوم لم يتكلم قال أبو بكر ماذا ترى يا أبا الحسن فقال أرى أنك إن سرت إليهم بنفسك أو بعثت إليهم نصرت عليهم إن شاء الله فقال بشرك الله بخير ومن أين علمت ذلك قال سمعت رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) يقول لا يزال هذا الدين ظاهرا على كل من ناوأه حتى يقوم الدين وأهله ظاهرون [ 450 ] فقال سبحان الله ما أحسن هذا الحديث لقد سررتني به سرك الله ثم إن أبا بكر رضي الله عنه قام في الناس فذكر الله بما هو أهله وصلى على
نبيه ( صلى الله عليه و سلم ) ثم قال أيها الناس إن الله قد أنعم عليكم بالإسلام وأكرمكم بالجهاد وفضلكم بهذا الدين على كل دين فتجهزوا عباد الله إلى غزو الروم بالشام فإني مؤمر عليكم أمراء وعاقد لهم فأطيعوا ربكم ولا تخالفوا أمراءكم لتحسن نيتكم وشربكم وأطعمتكم ف " إن الله مع الذين أنفقوا والذين هم محسنون " ( 1 ) قال فسكت القوم فوالله ما أجابوا فقال عمر يا معشر المسلمين ما لكم لا تجيبون خليفة رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) وقد " دعاكم لما يحييكم " ( 2 ) أما إنه " لو كان عرضا قريبا وسفرا قاصدا " ( 3 ) لابتدرتموه فقام عمرو بن سعيد فقال يا ابن الخطاب ألنا تضرب الأمثال أمثال المنافقين فما منعك مما عبت علينا فيه أن تبتدئ به فقال عمر إنه يعلم أني أجيبه لو يدعوني وأغزو لو يغزيني قال عمرو بن سعيد ولكن نحن لا نغزو لكم إن غزونا إنما نغزو لله فقال عمر وفقك الله فقد أحسنت فقال أبو بكر لعمرو اجلس رحمك الله فإن عمر لم يرد بما سمعت اذى مسلم ولا تأنيبه إنما أراد بما سمعت أن ينبعث المتثاقلون إلى الأرض إلى الجهاد فقام خالد بن سعيد فقال صدق خليفة
_________
( 1 ) سورة النحل الاية : 128
( 2 ) سورة الانفال الاية : 23
( 3 ) سورة التوبة الاية : 42

(2/64)


رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) اجلس ابن أخي فجلس وقال خالد الحمد لله الذي لا إله إلا هو الذي بعث محمدا بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون فالله منجز وعده ومظهر دينه ومهلك عدوه ونحن غير مخالفين ولا مختلفين وأنت الوالي الناصح الشفيق ننفر إذا استنفرتنا ونطيعك إذا أمرتنا ففرح بمقالته أبو بكر وقال جزاك الله خيرا من أخ وخليل فقد كنت أسلمت مرتقبا وهاجرت محتسبا قد كنت هربت بدينك من الكفار لكيما يطاع الله ورسوله وتعلو كلمته وأنت أمير الناس فسر يرحمك الله ثم إنه نزل ورجع خالد بن سعيد فتجهز وأمر أبو بكر بلالا فأذن في الناس أن انفروا أيها الناس إلى جهاد الروم بالشام والناس يرون أن أميرهم خالد بن سعيد وكان الناس لا يشكون أن خالد بن سعيد أميرهم وكان أول خلق الله عسكر ثم إن الناس خرجوا إلى معسكرهم من عشرة وعشرين وثلاثين وأربعين وخمسين ومائة كل يوم حتى اجتمع أناس كثير فخرج أبو بكر ذات يوم ومعه رجال من الصحابة حتى انتهى إلى عسكرهم فرأى عدة حسنة لم يرض عدتها للروم فقال لأصحابه ما ترون في هؤلاء أن نشخصهم إلى الشام في هذه العدة فقال عمر ما أرضى هذه العدة لجموع بني الأصفر فقال لأصحابه ماذا ترون أنتم فقالوا نحن نرى ما رأى عمر فقال ألا أكتب كتابا إلى أهل اليمن ندعوهم إلى الجهاد ونرغبهم في ثوابه فرأى ذلك جميع أصحابه فقالوا نعم ما رأيت افعل فكتب بسم الله الرحمن الرحيم من خليفة رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) إلى من قرئ عليه كتابي هذا من المؤمنين والمسلمين من أهل اليمن سلام عليكم فإني أحمد إليكم الله الذي لا إله إلا هو أما بعد فإن الله تعالى كتب على المؤمنين الجهاد وأمرهم أن ينفروا خفافا وثقالا ويجاهدوا بأموالهم وأنفسهم في سبيل الله والجهاد فريضة مفروضة والثواب عند الله عظيم وقد استنفرنا المسلمين إلى جهاد الروم بالشام وقد سارعوا إلى ذلك وقد حسنت في ذلك نيتهم وعظمت حسبتهم فسارعوا عباد الله إلى ما سارعوا إليه ولتحسن نيتكم فيه فإنكم إلى إحدى الحسنيين إما الشهادة وإما الفتح والغنيمة فإن الله تبارك وتعالى لم يرض من عباده بالقول دون العمل ولا يزال الجهاد لأهل عداوته حتى يدينوا بدين

(2/65)


الحق ويقروا لحكم الكتاب حفظ الله لكم دينكم وهدى قلوبكم وزكى أعمالكم ورزقكم أجر المجاهدين الصابرين وبعث بهذا الكتاب مع أنس بن مالك رضي الله عنه أخبرنا أبو بكر الفرضي أنا أبو محمد الجوهري أنا أبو عمر بن حيوية أنا أبو الحسن أحمد بن معروف الخشاب نا الحسين بن الفهم نا محمد بن سعد أنا محمد بن عمر حدثني عبد الجبار بن عمارة عن عبد الله بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم قال لما أجمع أبو بكر أن يبعث الجيوش إلى الشام كان أول من سار من عماله عمرو بن العاص وأمره أن يسلك على أيلة عامدا لفلسطين فقدم عمرو أمامه مقدمة عليهم سعيد بن الحارث السهمي ودفع لواءه إلى الحجاج بن الحارث السهمي وكان جند عمرو الذين خرجوا معه من المدينة ثلاثة آلاف فيهم ناس كثير من المهاجرين والأنصار وخرج أبو بكر الصديق يمشي إلى جنب راحلة عمرو بن العاص وهو يوصيه ويقول يا عمرو اتق الله في سر أمرك وعلانيته واستحيه فإنه يراك ويرى عملك وقد رأيت تقديمي إياك على من هو أقدم سابقة منك ومن كان أعظم غناء عن الإسلام وأهله منك فكن من عمال الآخرة وأرد بما تعمل وجه الله وكن والدا لمن معك ولا تكشفن الناس عن أستارهم واكتف بعلانيتهم وكن مجدا في أمرك واصدق اللقاء إذا لاقيت ولا تجبن وتقدم في
الغلول ( 1 ) وعاقب عليه وإذا وعظت أصحابك فأوجز وأصلح نفسك تصلح لك رعيتك في وصية له طويلة وعهد عهده إليه يعمل به أخبرنا أبو بكر الفرضي أنا أبو محمد الجوهري أنا أبو عمر أنا أحمد بن معروف نا الحسين بن الفهم نا محمد بن سعد نا عبد الحميد بن جعفر عن أبيه أن أبا بكر قال لعمرو بن العاص إني قد استعملتك على من مررت به من بلي وعذرة وسائر قضاعة ومن سقط هناك من العرب فاندبهم إلى الجهاد في سبيل الله ورغبهم فيه فمن تبعك منهم فاحمله وزوده ورافق ( 2 ) بينهم واجعل كل قبيلة على حدتها ومنزلتها
_________
( 1 ) عن خع ومختصر ابن منظور 1 / 185 وبالاصل " الغلوم "
( 2 ) في خع : وارفق بينهم

(2/66)


قال وأنا محمد بن عمر نا أسامة بن زيد الليثي عن معاذ بن عبد الله بن خبيب ( 1 ) عن رجال من قومه قال بعث أبو بكر الصديق ثلاثة أمراء إلى الشام عمرو بن العاص ويزيد بن أبي سفيان وشرحبيل بن حسنة فكان عمرو هو الذي يصلي بالناس إذا اجتمعوا وإن تفرقوا كان كل رجل منهم على أصحابه وكتب أبو بكر إلى خالد بن الوليد أن يمد عمرو بن العاص فكان خالد مددا لعمرو وكان أمر الناس إلى عمرو بن العاص يوم أجنادين ( 2 ) ويوم فحل ( 3 ) وفي حصار دمشق حتى فتحت قال أبو عبد الله الصوري الحافظ في الأصل فحل بكسر الحاء والمحفوظ سكونها أخبرنا أبو بكر أنا أبو محمد الجوهري أنا أبو عمر بن حيوية أنا أحمد بن معروف نا الحسين بن الفهم نا محمد بن سعد أنا محمد بن عمر حدثني موسى بن محمد بن إبراهيم بن الحارث التيمي عن أبيه قال لما رأى عمرو بن العاص كثرة الجموع بالشام كتب إلى أبي ( 4 ) بكر يذكر أمر الروم وما جمعوا ويستمده فشاور أبو بكر من عنده من المسلمين فقال عمر بن الخطاب يا خليفة رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) اكتب إلى خالد بن الوليد يسير بمن معه إلى عمرو بن العاص فيكون له مددا ففعل أبو بكر وكتب إلى خالد بن الوليد فلما أتاه كتاب أبي بكر قال هذا عمل عمر حسدني على فتح العراق وأن يكون على يدي فأحب أن يجعلني ( 5 ) مددا لعمرو بن العاص وأصحابه فأكون كأحدهم فإن كان فتح شركنا فيه أو أن أكون تحت يدي بعضهم فإن كان فتح كان ذكره له دوني أخبرنا أبو بكر الفرضي أنا أبو محمد الجوهري أنا أبو عمر نا أحمد بن معروف نا الحسين بن الفهم نا محمد بن سعد أنا محمد بن عمر حدثني عبد الحميد بن عمران بن أبي أنس عن المطلب بن السائب بن وداعة قال كتب أبو بكر الصديق إلى عمرو بن العاص إني كتبت إلى خالد بن الوليد يسير إليك
_________
( 1 ) بالاصل وخع " حبيب " والمثبت والضبط " مصغرا " عن تقريب التهذيب
( 2 ) أجنادين بالفتح موضع من نواحي فلسطين من الرملة من كورة بيت جبرين ( معجم البلدان )
( 3 ) فحل : بكسر ففتح اسم موضع بالشام كانت فيه وقعة للمسلمين مع الروم ( معجم البلدان )
( 4 ) زيادة عن مختصر ابن منظور 1 / 185 وفي خع " أبو "
( 5 ) عن خع وبالاصل " يحلني "

(2/67)


مددا لك فإذا قدم عليك فأحسن مصاحبته ولا تطاول عليه ولا تقطع الأمور دونه لتقديمي إياك عليه وعلى غيره شاورهم ولا تخالفهم أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني نا أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت أنا أبو الحسين محمد بن الحسين القطان أنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن عتاب العبدي نا القاسم بن عبد الله بن المغيرة نا إسماعيل بن أبي أويس نا إسماعيل بن إبراهيم بن عقبة عن عمه موسى بن عقبة قال ثم بعث أبو بكر حين ولي الأمر بعد رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) ثلاثة أمراء إلى الشام خالد بن سعيد على جند وعمرو بن العاص السهمي على جند وشرحبيل بن حسنة على جند ثم نزع خالد بن سعيد ( 1 ) وأمر على جنده يزيد بن أبي سفيان فأدركه بذي المروة ( 2 ) فكأن عمرا وجد على خالد بن سعيد ولما فرغ خالد بن الوليد من اليمامة جاءه كتاب أبي بكر يأمره بالمسير إلى الشام فمضى خالد على وجهه وسلك على عين التمر ( 3 ) فمر بدومة فأغار عليها فقتل بها رجالا وهزمهم وسبا ( 4 ) ابنه الجودي ( 5 ) ثم مضى حتى قدم يعني الشام وبه يومئذ أبو عبيد بن الجراح على جند ويزيد بن أبي سفيان على جند وعمرو بن العاص على جند وشرحبيل بن حسنة على جند فقدم عليهم خالد بن الوليد فأمدهم ( 6 ) يوم أجنادين وهزم الله عدوه أخبرتنا أم البهاء فاطمة بنت محمد بن أحمد قالت أنا أبو طاهر أحمد بن محمود الثقفي أنا أبو بكر بن المقرئ أنا أبو الطيب محمد بن جعفر الزراد
_________
( 1 ) اذكر ما ورد من أقوال في سبب نزع أبي بكر خالد بن سعيد عن إمرة الجند والدور الذي لعبه عمر بن الخطاب في دفع أبي بكر الصديق إلى اتخاذ هذا الموقف الطبري 4 / 28 ، الكامل في التاريخ 2 / 402 ابن سعد 4 / 97 والبداية والنهاية 7 / 5
( 2 ) ذو المروة : قرية بوادي القرى وقيل بين خشب ووادي القرى ( معجم البلدان )
( 3 ) بلدة قريبة من الانبار غربي الكوفة افتتحها المسلمون في أيام أبي بكر على يد خالد بن الوليد سنة 12 ه ( معجم البلدان )
( 4 ) بالاصل : " وسباد " والمثبت عن خع
( 5 ) هي ليلى بنت الجودي الغساني كان أبوها على أهل دومة وقد ضرب خالد بن الوليد عنقه بعد دخوله دومة الجندل
( الطبري )
( 6 ) عن خع وبالاصل " فأمرهم "

(2/68)


المنبجي ( 1 ) نا عبيد الله بن سعد بن إبراهيم أنا عمي نا أبي عن ابن إسحاق قال ولما قفل أبو أبو بكر من الحج جهز الجيوش إلى الشام فبعث عمرو بن العاص قبل فلسطين فأخذ الطريق المغربة ( 2 ) على أيلة وبعث يزيد بن أبي سفيان وأبا عبيدة بن الجراح وشرحبيل بن حسنة وهو أحد الغوث ( 3 ) وأمرهم أن يسلكوا التبوكية على البلقاء من علياء الشام أخبرنا أبو محمد عبد الكريم بن حمزة السلمي نا أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت ح وأخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو بكر الطبري قالا أنا أبو الحسين بن الفضل أنا عبد الله بن جعفر نا يعقوب نا عمار نا سلمة عن محمد بن إسحاق وأخبرنا حامد نا صدقة قال قرأت على محمد بن إسحاق قال وحدثني العلاء بن عبد الرحمن عن رجل من بني سهم عن ابن ماجدة السهمي أنه قال حج علينا أبو بكر في خلافته سنة ثنتي عشرة فلما قفل أبو بكر من الحج جهز الجيوش إلى الشام عمرو بن العاص ويزيد بن أبي سفيان وأبا عبيدة بن الجراح وشرحبيل بن حسنة أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو علي محمد بن محمد بن محمد بن المسلمة أنا أبو الحسن علي بن أحمد الحمامي أنا أبو علي بن الصواف نا الحسن بن علي القطان نا إسماعيل بن عيسى العطار نا إسحاق بن بشر حدثني محمد بن إسحاق عن العلاء بن عبد الرحمن بن يعقوب عن رجل من بني سهم عن علي بن ماجد السهمي أنه قال حج أبو بكر في خلافته سنة ثنتي عشرة فلما قفل أبو بكر من الحج جهز الجيوش إلى الشام فبعث عمرو بن العاص قبل فلسطين فأخذ الطريق
_________
( 1 ) بالاصل " المينحي " وفي خع " المنحي " وفي المطبوعة : " المنيحي " وكله تحريف والصواب : المنبحي " انظر الانساب " الزراد - المنبحي ) وهذه النسبة إلى منبج مدينة بينها وبين الفرات ثلاثة فراسخ وبينها وبين حلب عشرة فراسخ ( ياقوت )
( 2 ) كذا بالاصول وصححها محقق المطبوعة : المعرفة وهي طريق إلى الشام كانت قريش تسلكها
( 3 ) بنو الغوص بطن من كهلان من القحطانية

(2/69)


المغربة على أيلة وبعث يزيد بن أبي سفيان وأبا عبيدة بن الجراح وشرحبيل بن حسنة وأمرهم أن يسلكوا التبوكية من علياء الشام كذا قال ابن ماجد وإنما هو ابن ماجدة كما تقدم أخبرنا أبو بكر الفرضي أنا أبو محمد الجوهري أنا أبو عمر بن حيوية أنا أبو الحسن بن معروف نا الحسين بن الفهم نا محمد بن سعد أنا محمد بن عمر حدثني عبد الله بن وابصة العبسي عن أبيه عن جده قال كنا مع خالد بن الوليد في الردة أعوانا له فلما رجع إلى المدينة ومعه العرب رجعت العرب إلى أوطانها ورجعت عبس وطئ ومن كان من أسد إلى منازلهم حتى جاءهم النفير إلى الشام فقدموا المدينة فجعل أبو بكر يفرق الجيوش على ولاته وهم ثلاثة عمرو بن العاص وشرحبيل بن حسنة ويزيد بن أبي سفيان فخرجوا معهم إلى الشام أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني نا عبد العزيز بن أحمد الكتاني أنا أبو محمد بن أبي نصر أنا أبو القاسم بن أبي العقب أنا أبو عبد الملك أحمد بن إبراهيم القرشي نا أبو عبد الله محمد بن عائذ نا الوليد بن مسلم قال سمعت أبا عمرو وغيره من أشياخنا يذكرون مغازي رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) ويقولون صدق الله وعده نبيه ونصر عبده وهزم الأحزاب وحده ثم ساق الكلام إلى ذكر تنفيذ جيش أسامة وبعث أبي بكر الجيوش لقتال أهل الردة ثم قال حتى أتته وفود العرب مقرة بما كانت أنكرت راجعة إلى ما كانت خرجت منه فلما رأى أبو بكر حسن خلافة ربه نبيه ( صلى الله عليه و سلم ) في تركته وجماعة أمته ومنه عليهم بنصره على كل مصعب ومكذب وكفايته مؤونته على كل مرتد ومرتاب وقوته عليهم جميعا واجتماع كلمتهم على الإيمان بالله والإقرار بتوحيده والعمل بفرائضه وشرائعه دعاهم إلى جهاد قيصر وكسرى ومن يليهما من أهل ملكهما وإقامة فريضة الله عليهم بذلك والعمل بسنة رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) فيما كان من مسيره بنفسه وجماعة أمته إلى قيصر ومن يليهم فأجابه إلى ذلك جماعة من المهاجرين والأنصار ومهاجرة الفتح وأمداد أهل العالية واليمن فاجتمع له منهم أربعة وعشرون ألفا وولي عليهم الأمراء وعقد لهم الألوية وجهزهم بما قدر عليه من الأموال والظهر ولم يرض ببعثه السرايا ولا

(2/70)


الاقتصار عليها فمضوا لما وجههم له فوليهم الله بحسن الصحبة في العافية ( 1 ) وسعة الرزق والتمكين في البلاد والنصر والفلج والظهور على من تعرض قتالهم بأجنادين ثم فحل ثم مرج الصفر ( 2 ) ثم تولوا على دمشق وحاصروا أهلها أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو الحسين بن النقور أنا أبو طاهر المخلص نا أبو بكر بن سيف نا السري بن يحيى نا شعيب بن إبراهيم نا سيف بن عمر عن أبي إسحاق سليمان الشيباني عن أبي صفية التيمي تيم شيبان وطلحة عن المغيرة ومحمد عن أبي عثمان قالوا ( 3 ) أمر أبو بكر خالدا أن ينزل تيماء ففصل ردءا حتى ينزل بتيماء ( 4 ) وقد أمره أبو بكر أن لا يبرحها وأن يدعو من حوله بالانضمام إليه وأن لا يقبل إلا ممن لم يرتد ولا يقاتل إلا من قاتله حتى يأتيه أمره فأقام فاجتمع إليه جموع كثيرة وبلغ الروم عظم ذلك العسكر فضربوا على العرب الضاحية البعوث بالشام إليهم فكتب خالد بن سعيد إلى أبي بكر بذلك وبنزول من استنفرت الروم ونفر إليهم من بهراء وكلب وسليح وتنوخ ولخم وجذام وغسان من دون زيزاء ( 5 ) بثلاث فكتب إليه أبو بكر أن أقدم ولا تحجم واستنصر الله فسار إليهم خالد فلما دنا منهم تفرقوا وأعروا منزلهم فنزله خالد ودخل عامة من كان تجمع له في الإسلام وكتب خالد إلى أبي بكر بذلك فكتب إليه أبو بكر أقدم ولا تقتحمن حتى لا تؤتى من خلفك فسار فيمن كان خرج معه من تيماء أو فيمن لحق به في طرف الرمل حتى نزلوا فيما بين آبل وزيزاء والقسطل ( 6 ) فسار إليه بطريق من بطارقة الروم يدعى
_________
( 1 ) كذا بالاصل وفي خع ومختصر ابن منظور 1 / 186 " العاقبة "
( 2 ) مرج الصفر : بالضم ثم الفتح والتشديد والراء موضع بين دمشق والجولان صحراء كانت بها وقعة مشهورة في أيام بني مروان
( معجم البلدان )
( 3 ) الخبر في الطبري 3 / 388 حوادث سنة 13
( 4 ) تيماء : بالفتح والمد بليد في أطراف الشام بين الشام ووادي القرى على طريق حاج الشام ودمشق ( ياقوت )
( 5 ) زيزاء من قرى البلقاء ( معجم البلدان )
( 6 ) آبل : بالاردن من مشارف الشام
والقسطل موضع قرب البلقاء من أرض دمشق في طريق المدينة ( معجم البلدان )

(2/71)


ماهان ( 1 ) فهزمه وقتل جنده وكتب بذلك إلى أبي بكر واستنفره ( 2 ) وقدم على أبي بكر أوائل مستنفري اليمن ومن بين مكة وبين اليمن وفيهم ذو الكلاع وقدم عليه عكرمة قافلا وغازيا فيمن كان معه من تهامة ( 3 ) وعمان والبحرين والسرو فكتب لهم أبو بكر إلى أمراء الصدقات أن يبدلوا من استبدل فكلهم استبدل فسمي ذلك الجيش جيش البدال وقدموا على خالد بن سعيد وعند ذلك اهتاج أبو بكر للشام وعناه أمره وقد كان أبو بكر رد عمرو بن العاص على عمالة كان رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) ولاها إياه من صدقات سعد هذيم وعذرة ومن لقيهم من جذام وحدس ( 4 ) قبل ذهابه إلى عمان فخرج إلى عمان وهو على عدة من عمله إذا هو رجع فخرج إلى عمان فأنجز له ذلك أبو بكر فكتب أبو بكر عند اهتياجه للشام إلى عمرو إني قد كنت رددتك إلى العمل الذي كان رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) ولاكه مرة وسماه لك أخرى مبعثك إلى عمان إنجازا لمواعيد رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) قد وليته ثم وليته وقد أحببت أبا عبد الله أن أفرغك لما هو خير لك في حياتك ومعادك إلا أن يكون الذي أنت فيه أحب إليك فكتب إليه عمرو إني سهم من سهام الإسلام وإنك بعد الله الرامي بها والجامع لها فانظر أشدها وأخشاها وأفضلها فارم به شيئا إن جاءك من ناحية من النواحي وكتب إلى الوليد بن عقبة ( 5 ) نحو ذلك فأجابه بإيثار الجهاد وأخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو الحسين أنا أبو طاهر نا أبو بكر بن سيف نا السري بن يحيى نا شعيب بن إبراهيم نا سيف عن سهل بن يوسف عن القاسم بن محمد قال ( 6 ) كتب أبو بكر إلى عمرو وإلى الوليد بن عقبة وكان على النصف من صدقات قضاعة وقد كان أبو بكر شيعهما مبعثهما على الصدقة
_________
( 1 ) كذا بالاصل وفي خع والطبري ومختصر ابن منظور : باهان بالباء
( 2 ) في الطبري : واستمده
( 3 ) تهامة بالكسر إلى عرق اليمن إلى أسياف البحر إلى الحجفة وذات عرق ( معجم البلدان )
وعمان اسم كورة عربية على ساحل بحر اليمن والهند ( ياقوت )
السرو منازل حمير بأرض اليمن وهي عدة مواضع ( ياقوت )
( 4 ) بالاصول " وجديس " والمثبت عن الطبري وحدث : بطن عظيم من العرب ( قاموس )
( 5 ) زيادة عن الطبري
( 6 ) الخبر في الطبري 3 / 390 حوادث سنة 13

(2/72)


وأوصى كل واحد منهما بوصية واحدة اتق الله في السر والعلانية فإنه من يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب ومن يتق الله يكفر عنه سيئاته ويعظم له أجرا فإن تقوى الله خير ما تواصى به عباد الله إنك في سبيل من سبل ( 1 ) الله لا يسعك فيه الإذهان ( 2 ) والتفريط ولا والغفلة عما فيه قوام دينكم وعصمة أمركم فلا تن ولا تفتر وكتب إليهما استخلفا على أعمالكما واندبا من يليكما فولى عمرو على علياء قضاعة عمرو بن فلان العذري وولى الوليد على ضاحية قضاعة مما يلي دومة امرأ القيس وندبا الناس فتضام إليهما بشر كثير وانتظرا أمر أبي بكر وقام أبو بكر في الناس خطيبا فحمد الله وصلى على رسوله ( صلى الله عليه و سلم ) وقال ألا إن لكل أمر جوامع فمن بلغها فهو حسبه ومن عمل لله عز و جل كفاه الله عليكم بالجد والقصد فإن القصد أبلغ إلا أنه لا دين لأحد لا إيمان معه ولا أجر لمن لا حسبة له ولا عمل لمن لا نية له ألا وإن في كتاب الله من الثواب على الجهاد في سبيل الله لما ينبغي للمسلم أن يحب أن يخص به هي النجاة ( 3 ) التي دل الله عليها ونجا بها من الخزي وألحق بها الكرامة في الدنيا والآخرة فأمد عمرا ببعض من انتدب إلى من اجتمع إليه وأمره على فلسطين وأمره بطريق سماها له وأتى الوليد فأمره بالأردن وأمده ببعضهم ودعا يزيد بن أبي سفيان فأمره على جند عظيم هم جمهور من انتدب له وفي جنده سهيل بن عمرو وأشباهه من أهل مكة وشيعه ماشيا فقال يزيد يا خليفة رسول الله أتمشي وأنا راكب فأبى عليه وقال إني أحتسب خطاي في سبيل الله قرأت على أبي محمد عبد الكريم بن حمزة السلمي عن عبد العزيز بن أحمد التميمي أنا أبو نصر محمد بن أحمد بن هارون بن الجندي وأبو القاسم عبد الرحمن بن الحسين بن الحسن بن أبي العقب قالا أنا أبو القاسم علي بن
_________
( 1 ) قوله : " من سبل " سقطت من الاصل واستدركت عن الطبري وخع وعلى هامش الاصل " سبيل من " في محاولة تصحيح العبارة
( 2 ) يقال : ذهن عن الشئ وأذهنه عنه أنساه وألهاه عنه
( 3 ) في الطبري : التجارة

(2/73)


يعقوب بن أبي العقب أنا أحمد بن إبراهيم القرشي نا محمد بن عائذ القرشي قال قال الوليد أخبرنا صفوان بن عمرو عن عبد الرحمن بن جبير إن الله تبارك وتعالى لما نصر المسلمين على أهل الردة وكفرة بني خنيفة وقتل مسيلمة الكذاب كتب أبو بكر إلى خالد يأمره بالمسير إلى العراق فسار في ستة آلاف وجهز أبو بكر الجيوش إلى الشام فاجتمع له أربعة وعشرون ألفا من المهاجرين والأنصار ومسلمة الفتح وأمداد اليمن وأهل العالية وولى أبا عبيدة على ربع وعمرو بن العاص على ربع وشرحبيل بن حسنة على ربع ويزيد بن أبي سفيان على ربع وولاه على جماعتهم قال ونا ابن عايذ قال قال الوليد وقد أخبرنا ابن لهيعة عن يونس بن يزيد عن ابن شهاب الزهري أن أبا بكر بعث خالدا على جيشه قبل العراق وبعث إلى الشام ثلاثة أمراء خالد بن سعيد بن العاص على جند وعمرو بن العاص على جند وشرحبيل بن حسنة على جند ولم يزل عمر بأبي بكر حتى أمر يزيد بن أبي سفيان على جند فأدركهم بذي مروة قال الوليد بن مسلم إن حديث صفوان بن عمرو عن عبد الرحمن بن جبير في تولية يزيد بن أبي سفيان على جماعتهم بالمدينة قبل أن يسيروا أنه أثبت وبذلك اجتمعت الأحاديث قال ونا ابن عائذ قال الوليد وأخبرني أبو عمرو عن يحيى بن سعيد ان أبا بكر الصديق ولى يزيد بن أبي سفيان على جماعتهم وخرج مشيعا له وقال يزيد إما أن تركب وإما أن أنزل فقال أبو بكر ما أنا براكب ولست بنازل إني أحتسب خطاي هذه في سبيل الله أخبرنا أبو بكر محمد بن الحسين بن علي بن المزرفي أنا أبو الغنائم عبد الصمد بن علي بن المأمون أنا أبو القاسم عبيد الله بن محمد بن إسحاق بن حبابة وأخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي وأبو المعالي أحمد بن علي بن محمد بن يحيى بن الرويج المعروف بابن الحاجب قالا أنا أبو الحسين بن النقور أنا أبو الحسين محمد بن عبد الله بن الحسين قالا نا عبد الله بن محمد نا أبو نصر نا

(2/74)


كوثر بن حكيم عن نافع عن ابن عمر أن أبا بكر بن أبي قحافة رضي الله عنهم بعث يزيد بن أبي سفيان إلى الشام فمشى معهم نحوا من ميلين فقيل له يا خليفة رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) لو انصرفت قال لا إني سمعت رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) يقول من اغبرت قدماه في سبيل الله عز و جل حرمهما الله على النار [ 451 ] ثم بدا له في الانصراف إلى المدينة فقام في الجيش فقال أوصيكم بتقوى الله عز و جل لا تعصوا ولا تغلوا ولا تجبنوا ولا تهدموا بيعة ولا تعزقوا نخلا ولا تحرقوا زرعا ولا تجشروا بهيمة ولا تقطعوا شجرة مثمرة ولا تقتلوا شيخا كبيرا ولا صبيا صغيرا وستجدون أقواما قد حبسوا أنفسهم للذي حبسوها فذروهم وما حبسوا أنفسهم له وستجدون أقواما قد اتخذت الشياطين أوساط رؤوسهم أفحاصا فاضربوا على أعناقهم وسترون وقال ابن المزرفي وستردون ( 1 ) بلدا يغدو ويروح عليكم فيه ألوان الطعام فلا يأتيكم لون إلا ذكرتم اسم الله عليه ولا ترفعوا لونا وقال ابن المزرفي ولا يرفع لون إلا حمدتم الله عز و جل عليه أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني نا أبو محمد عبد العزيز الكتاني أنا أبو محمد بن أبي نصر أنا أبو القاسم بن أبي العقب أنا أبو عبد الملك أحمد بن إبراهيم بن بشر القرشي نا محمد بن عائذ نا الوليد بن مسلم أخبرني صفوان بن عمرو عن عبد الرحمن بن جبير أن أبا بكر لما وجه الجيش إلى الشام قام فيهم فحمد الله وأثنى عليه ثم أمرهم بالمسير إلى الشام وبشرهم بفتح الله إياها حتى تبنوا فيها المساجد فلا نعلم أنكم إنما تأتونها تلهيا والشام أرض شبيعة يكثر لكم فيها من الطعام فإياي والأشر أما ورب الكعبة لتأشرن ولتبطرن وإني موصيكم بعشر كلمات فاحفظوهن لا تقتلن شيخا فانيا ولا صبيا صغيرا ولا امرأة ولا تهدموا بيتا ولا تقطعوا شجرا مثمرا ولا تعقرن بهيمة إلا لأكل ولا تحرقوا نخلا ولا تعزقوه ولا تعصر ولا تجبن ولا تغلل وستجدون قوما قد حبسوا أنفسهم فدعوهم وما حبسوا أنفسهم له وستجدون آخرين محلقة رؤوسهم فاضربوا مقاعد الشيطان منها بالسيوف والله لئن أقتل
_________
( 1 ) بالاصل " وسترون " والمثبت عن خع وفي خع : المرزوقي بالقاف تحريف والصواب بالفاء نسبة إلى مزرعة بلدة وقد تقدمت الاشارة إليها

(2/75)


رجلا منهم أحب إلي من أن أقتل سبعين من غيرهم ذلك بأن الله قال " قاتلوا أئمة الكفر إنهم لا إيمان لهم " ( 1 ) أخبرنا أبو القاسم الشحامي أنا أبو بكر البيهقي أنا أبو بكر عمر بن عبد العزيز بن عمر بن قتادة أنا أبو الفضل محمد بن عبد الله بن خميروية الكرابيسي الهروي بها أنا أحمد بن نجدة نا الحسن بن الربيع نا عبد الله بن المبارك عن يونس بن يزيد عن ابن شهاب عن سعيد بن المسيب أن أبا بكر لما بعث الجنود نحو الشام يزيد بن أبي سفيان وعمرو بن العاص وشرحبيل بن حسنة قال لما ركبوا مشى أبو بكر مع أمراء جنوده يودعهم حتى بلغ ثنية الوداع فقالوا يا خليفة رسول الله أتمشي ونحن ركبان فقال إني أحتسب خطاي هذه في سبيل الله ثم جعل يوصيهم فقال أوصيكم بتقوى الله اغزوا في سبيل الله فقاتلوا من كفر بالله فإن الله ناصر دينه ولا تغلوا ولا تغدروا ولا تجبنوا ولا تفسدوا في الأرض ولا تعصوا ما تؤمرون وإذا لقيتم العدو من المشركين إن شاء الله فادعوهم إلى ثلاث خصال فإن هم أجابوكم ( 2 ) فاقبلوا منهم وكفوا عنهم ادعوهم إلى الإسلام فإن هم أجابوكم ( 2 ) فاقبلوا منهم وكفوا عنهم ثم ادعوهم إلى التحول من دارهم إلى دار المهاجرين فإن هم فعلوا فأخبروهم أن لهم مثل ما للمهاجرين وعليهم ما على المهاجرين وإن هم دخلوا في الإسلام واختاروا دارهم على دار المهاجرين فأخبروهم أنهم كأعراب المسلمين يجري عليهم حكم الله الذي فرض على المؤمنين وليس لهم في الفئ والغنائم شئ حتى يجاهدوا مع المسلمين فإن هم أبوا أن يدخلوا في الإسلام فادعوهم إلى الجزية فإن هم فعلوا فاقبلوا منهم وكفوا عنهم وإن هم أبوا فاستعينوا بالله عليهم فقاتلوهم إن شاء الله ولا تعزقن نخلا ولا تحرقنها ولا تعقروا بهيمة ولا شجرة تثمر ولا تهدموا بيعة ولا تقتلوا الولدان ولا الشيوخ ولا النساء وستجدون أقواما حبسوا أنفسهم في الصوامع فدعوهم وما حبسوا أنفسهم له وستجدون آخرين اتخذ الشيطان في أوساط رؤوسهم أفحاصا فإذا وجدتم أولئك فاضربوا أعناقهم إن شاء الله وأخبرنا أبو القاسم الشحامي أنا أبو بكر البيهقي أنا أبو عبد الله الحافظ وأبو
_________
( 1 ) سورة التوبة الاية : 12
( 2 ) بالاصول " أجابوك " خطأ

(2/76)


سعيد بن أبي عمرو قالا نا أبو العباس محمد بن يعقبوب قال سمعت عبد الله بن أحمد بن حنبل يقول سمعت أبي يقول هذا حديث منكر ما أظن من هذا شيئا ( 1 ) هذا كلام أهل الشام أنكره أبي على يونس من حديث الزهري ( 2 ) كأنه عنده من يونس عن غير الزهري أخبرنا أبو محمد هبة الله بن سهل الفقيه أنا أبو عثمان سعيد بن عبد الله بن محمد البحيري ( 3 ) أنا زاهر بن أحمد الفقيه أنا إبراهيم بن عبد الصمد الهاشمي نا أبو مصعب الزهري نا مالك عن يحيى بن سعيد أن أبا بكر الصديق بعث جيوشا إلى الشام فخرج يمشي مع يزيد بن أبي سفيان وكان أمير ربع من تلك الأرباع فزعموا أن يزيد قال لأبي بكر الصديق إما أن تركب وإما أن أنزل فقال له أبو بكر ما أنت بنازل وما أنا براكب إني احتسب خطاي هذه في سبيل الله ثم قال ستجد قوما زعموا أنهم حبسوا أنفسهم لله فذرهم وما زعموا أنهم حبسوا أنفسهم له وستجد قوما فحصوا عن أوساط رؤوسهم من الشعر فاضرب ما فحصوا عنه بالسيف وإني موصيك بعشر لا تقتلن امرأة ولا صبيا ولا كبيرا هرما ( 4 ) ولا تقطعن شجرا مثمرا ولا تخربن عامرا ولا تعقرن شاة ولا بعيرا إلا لمأكلة ولا تحرقن نخلا ولا تعزقنه ولا تغلل ولا تجبن أخبرنا أبو القاسم الشحامي أنا أبو بكر البيهقي أنا أبو عبد الله الحافظ وأبو سعيد بن أبي عمرو قالا نا أبو العباس محمد بن يعقوب نا يحيى بن أبي طالب أنا عبد الوهاب بن عطاء أنا روح بن القاسم عن يزيد بن أبي مالك الشامي قال جهز أبو بكر الصديق يزيد بن أبي سفيان بعثه إلى الشام أميرا فمشى معه وذكر الحديث بمعناه وأخبرنا أبو القاسم الشحامي أنا أبو بكر البيهقي أنا أبو عبد الله الحافظ نا أبو العباس نا أحمد بن عبد الجبار نا يونس بن بكير عن ابن إسحاق حدثني صالح بن كيسان قال لما بعث أبو بكر يزيد بن أبي سفيان إلى الشام على ربع من
_________
( 1 ) بالاصل " شئ " خطأ
( 2 ) الزيادة عن خع
( 3 ) هذه النسبة إلى بحير - بفتح الباء - أحد أجداد إليه ( الانساب )
( 4 ) عن خع وبالاصول " هربا "

(2/77)


الأرباع خرج أبو بكر معه يوصيه ويزيد راكب وأبو بكر يمشي فقال يزيد يا خليفة رسول الله إما أن تركب وإما أن أنزل فقال ما أنت بنازل وما أنا براكب ( 1 ) إني أحتسب خطاي هذه في سبيل الله يا يزيد إنكم ستقدمون بلادا تؤتون بها بأصناف من الطعام فسموا الله على أولها وأحمدوه على آخرها وإنكم ستجدون اقواما قد حبسوا أنفسهم في هذه الصوامع فاتركوهم وما حبسوا له أنفسهم وستجدون أقواما قد اتخذوا الشيطان على رؤوسهم مقاعد يعني الشمامسة فاضربوا تلك الأعناق ولا تقتلوا كبيرا هرما ولا امرأة ولا وليدا ولا تخربوا عمرانا ولا تقطعوا شجرة إلا لنفع ولا تعقرن بهيمة إلا لنفع ولا تحرقن نخلا ولا تعزقنه ولا تغدر ولا تمثل ولا تجبن ولا تغلل " ولينصرن الله من ينصره " ( 2 ) ورسله بالغيب " إن الله قوي عزيز " ( 2 ) استودعك الله وأقرئك السلام ثم انصرف قال ونا يونس عن ابن إسحاق حدثني محمد بن جعفر بن الزبير وقال لي هل تدري لم فرق أبو بكر وأمر بقتل الشمامسة ونهى عن قتل الرهبان فقلت لا أراه إلا لحبس هؤلاء أنفسهم فقال أجل ولكن يلقون القتال فيقاتلون وإن الرهبان رأيهم أن لا يقاتلوا وقد قال الله تعالى " وقاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم " ( 3 ) أخبرنا أبو غالب أحمد وأبو عبد الله يحيى ابنا الحسن ابنا البنا قالا أنا أبو جعفر محمد بن أحمد بن المسلمة أنا أبو طاهر المخلص أنا أحمد بن سليمان الطوسي نا الزبير بن بكار حدثني مصعب بن عبد الله قال لما سار ( 4 ) خالد بن
_________
( 1 ) ما بين معكوفتين سقط من الاصل واستدرك عن خع
( 2 ) سورة الحج الاية 40 وفيها " لقوي " بدل " قوي " وقوله : ورسله بالغيب جزء من الاية 25 من سورة الحديد
( 3 ) سورة البقرة الاية : 190
( 4 ) يعنى من العراق متوجها نحو الشام وذلك بعد وصول كتاب أبي بكر إليه يأمره بأن يكون مددا لجنود الشام وقد أرسل أبو بكر الكتاب إلى خالد مع عبد الرحمن بن حنبل الجمحي وفيه : من عبد الله بن عثمان خليفة رسول الله صلى الله عليه و سلم إلى خالد بن الوليد
أما بعد فقد ورد علي من خبر الشام ما قد أقلقني وأرقني وضقت به ذرعا فإذا ورد عليك كتابي هذا وأنت قائم فلا تقعد وإن كنت راكبا فلا تنزل وذر العراق وخلف عليها من تثق به من أهلها الذين قدموا معك من اليمامة والحجاز حتى تأتي الشام فتلقى أبا عبيدة بن الجراح ومن معه من المسلمين فإن العدو قد جمع لهما جمعا عظيما وقد احتاجوا إلى معونتك فإذا أنت أتيت المسلمين بالشام فأنت أمير الجماعة والسلام ( الفتوح 1 / 133 )

(2/78)


الوليد يريد دومة الجندل أخذ المفاوز واستأجر رافعا الطائي ( 1 ) يهديه واشترى خمسين شارفا ( 2 ) فكبتها وأوجرها بعد وسقاها عللا ونهلا ( 3 ) فكلما نزل منزلا نحر وجعل أكراشها على النار وشرب القوم منها حتى إذا شارفوا رمد رافع حتى لم يبصر فقال رافع ائتوني بغلام حديث ( 4 ) قال أروني الماء ثم قال للغلام ما ترى قال أرى سدرا على موضع مرتفع فقال ذلك سدر دومة الجندل وقال خالد بن الوليد اقسم بالله لتركبن وقال خالد ( 5 ) : ضل ضلال رافع ( 6 ) إني أهدى * فوز من قراقر إلى سوى ( 7 ) خمسا إذا ما سارت الجيش بكا ( 8 ) * ما سارها من قبله أنس أرى ( 9 ) أخبرنا أبو الحسين عبد الرحمن بن عبد الله بن الحسن بن أبي الحديد أنا جدي أبو عبد الله أنا علي بن الحسن الربعي أنا أبو الفرج العباس بن محمد بن حبان أنا أبو العباس بن الزفتي أنا محمد بن محمد بن مصعب الصوري نا محمد بن المبارك الصوري نا الوليد بن مسلم سمعت إسحاق بن أبي فروة ( 10 ) يحدث أن خالدا ومن معه هبطوا من ثنية الغوطة تقدمهم راية رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) السوداء التي
_________
( 1 ) في فتوح البلدان ص 114 : رافع بن عمير الطائي
( 2 ) الشارف من النوق المسنة الهرمة ( قاموس )
( 3 ) العلل : الشربة الثانية والنهل : الشربة الاولى
( 4 ) أي فتي
( 5 ) في فتوح البلدان : " ففيه يقول الشاعر : وفي البلدية والنهاية 7 / 10 " قال رجل من المسلمين " وفي الطبري 3 / 416 : " فقال شاعر من المسلمين " والرجز في الطبري 3 / 416 وفتوح البلدان ص 114 والبداية والنهاية 7 / 10 ومعجم البلدان " قراقر " باختلاف
( 6 ) في الطبري وابن كثير : لله عينا رافع " وفي فتوح البلدان " لله در رافع "
( 7 ) في البداية والنهاية " نوى " وبقية المصادر كالاصل
وقراقر : ماء لكلب ( فتوح البلدان 114 )
( 8 ) في المصادر : سارها الجيش " وفي فتوح البلدآن " رامه الجيش " وفي ياقوت : " الحبس " بدل الجيش
( 9 ) في الطبري : ماسارها قبلك إنسي يرى
وفي البلاذري : ما جازها قبلك من إنس يرى وفي ابن كثير قبلك إنسي ( 10 ) في المطبوعة : مروة تحريف

(2/79)


يقال لها العقاب فبها سميت يومئذ ثنية العقاب ( 1 ) أخبرنا أبو غالب محمد بن الحسن الماوردي أنا أبو الحسن محمد بن علي السيرافي أنا أبو عبد الله أحمد بن إسحاق بن خربان النهاوندي نا أحمد بن عمران بن موسى نا موسى بن زكريا التستري نا أبو عمرو خليفة ابن خياط العصفري نا بكر يعني ابن سليمان عن ابن إسحاق قال ( 2 ) وكتب أبو بكر إلى خالد بن الوليد فسار إلى الشام فأغار على غسان بمرج راهط ( 3 ) ثم سار فنزل على قناة بصرى ( 4 ) وقدم فيه ( 5 ) يزيد بن أبي سفيان وأبو عبيدة بن الجراح وشرحبيل بن حسنة فصالحه أهل بصرى فكانت أول مدائن الشام فتحت وصالح خالد في وجهه ذلك أهل تدمر ( 6 ) ومر على حوارين ( 7 ) فقتل وسبا أخبرنا أبو محمد عبد الكريم بن حمزة السلمي نا أبو بكر الخطيب ح وأنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو بكر بن اللالكائي قالا أنا أبو الحسين بن الفضل أنا عبد الله بن جعفر أنا يعقوب نا عمار عن سلمة عن ابن إسحاق قال سار خالد حتى أغار على غسان بمرج راهط ثم سار حتى نزل على قناة بصرى وعليها أبو عبيدة بن الجراح وشرحبيل بن حسنة ويزيد بن أبي سفيان فاجتمعوا فرابطوها حتى صالحت بصرى على أخذ الجزية وفتحها الله على المسلمين فكانت أول مدينة من مدائن الشام فتحت في خلافة أبي بكر ( 8 ) أخبرنا أبو القاسم الشحامي أنا أبو بكر البيهقي ح
_________
( 1 ) قال البلاذري : وقوم يقوولن إنها سميت بعقاب من الطير كان ساقطة عليها قال : وسمعت من يقول : كان هناك مثال عقاب من حجارة وليس ذلك بشئ والخبر الاول أصح ( يعني سميت باسم راية النبي من العقابا )
( 2 ) تاريخ خليفة ص 118 حوادث سنة 13
( 3 ) مرج بجوار دمشق
( 4 ) بصرى : قصبة كورة حوران ( ياقوت )
( 5 ) كذا بالاصل وفي خليفة : " وقدم عليه " وفي الطبري 3 / 417 " وعليها " بدل " وقدم فيه "
( 6 ) تدمر : مدينة مشهورة في برية الشام ( ياقوت )
( 7 ) قرية على مرحلتين من تدمر وقيل هي القريتين ( ياقوت )
( 8 ) الخبر في الطبري 3 / 417 نقلا عن ابن إسحاق

(2/80)


وأخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو بكر بن اللالكائي قالا أنا أبو الحسين بن الفضل القطان أنا عبد الله بن جعفر نا يعقوب بن سفيان نا أبو اليمان الحكم بن نافع نا ( 1 ) صفوان بن عمرو عن عبد الرحمن بن جبير أن أبا بكر الصديق كان جهز بعد النبي ( صلى الله عليه و سلم ) جيوشا على بعضها شرحبيل بن حسنة ويزيد بن أبي سفيان وعمرو بن العاص فساروا حتى نزلوا الشام فجمعت لهم الروم جموعا عظيمة فحدث أبو بكر بذلك فأرسل إلى خالد بن الوليد وهو بالعراق وكتب أن انصرف بثلاثة آلاف فارس فأمد إخوانك بالشام والعجل العجل فأقبل خالد مغذا جوادا فاشتق الأرض بمن معه حتى خرج إلى ضمير ( 2 ) فوجد المسلمين معسكرين بالجابية وتسامع الأعراب الذين كانوا في مملكة الروم بخالد ففزعوا له ففي ذلك يقول قائلهم : ألا يا صبحينا قبل خيل أبي بكر * لعل منايانا قريب وما ندري انتهى حديث البيهقي وزاد ابن اللالكائي فنزل خالد على شرحبيل بن حسنة ويزيد وعمرو فاجتمع هؤلاء الأربعة أمراء وسارت الروم من أنطاكية وحلب وقنسرين ( 4 ) وحمص وما دون ذلك وخرج هرقل كراهية لمسيرهم متوجها نحو الروم وسار باهان الرومي ابن الرومية إلى الناس بمن كان معه قرأت على أبي محمد عبد الكريم بن حمزة السلمي عن عبد العزيز بن أحمد التميمي أنا أبو نصر محمد بن أحمد بن هارون بن الجندي وأبو القاسم عبد الرحمن بن الحسين بن الحسن بن أبي العقب قالا أنا أبو القاسم علي بن يعقوب بن أبي العقب أنا أبو عبد الملك أحمد بن إبراهيم القرشي نا ابن عايذ قال الوليد فحدثني يحيى عن عبد الحميد بن جعفر عن أبيه أن المسلمين ساروا
_________
( 1 ) زيادة عن خع
( 2 ) ضمير بالتصغير موضع قرب دمشق قيل : هو قرية وحصن في آخر حدود دمشق ما يلي السماوة
( 3 ) فتوح البلدان ص 114 برواية : ألا عللاني قبل جيش أبي بكر
ونسبه إلى حرقوص بن النعمان البهراني من قضاعة قال : وقال بعض الرواة أن المغني بهذا البيت رجل ممن أغار عليه خالد من بني تغلب
( 4 ) قنسرين : مدينة كانت بينها وبين حلب مرحلة من جهة حمص بقرب العواصم ( ياقوت )

(2/81)


وعليهم هؤلاء الأمراء يزيد بن أبي سفيان وعمرو بن العاص وأبي عبيدة بن الجراح وشرحبيل بن حسنة كل على عسكر ومن كانت الوقعة ما يلي عسكره فهو على أصحابه وساروا معهم النساء والذرية بالخيل والسلاح ليس معهم حمار ولا شاة فأخذوا على طريق فلسطين حتى نزلوا بقرية يقال لها ثادن ( 1 ) من قرى غزة ومما يلي بالحجاز فلقيهم بها بطريق من بطارقة الروم فأرسل إليهم أن يخرجوا إليه أحد القواد ليكلمه قال فتواكلوا ذلك وقالوا لعمرو بن العاص أنت لذلك فخرج إليه عمرو فرحب به البطريق ومت إليه بقرابة العيص بن إسحاق بن إبراهيم من إسماعيل بن إبراهيم وقال ما الذي جاء بكم فقد كانت الأباء اقتسمت الأرض فصار لكم ما يليكم وصار لنا ما يلينا وقد عرفنا أنكم إنما أخرجكم من بلادكم الجهد وسنأمر لكم بمعروف وتنصرفون فقال عمرو أما القرابة فهي على ما ذكرت وأما القسمة فإنها كانت قسمة شططا علينا فنحن نريد أن نتراد ( 2 ) فتكون قسمة معتدلة لنأخذ نصف ما في أيديكم من الأنهار والعمارة ونعطيكم نصف ما في أيدينا من الشوك والحجارة وأما ما ذكرت من الجهد الذي أخرجنا فإنا قدمنا فوجدنا في هذه البلاد شجرة يقال لها الحنطة فذقنا ( 3 ) منها طعاما لا نفارقكم حتى نصيركم عبيدا أو تقتلونا تحت أصول هذه الشجرة قال قال فالتفت إلى أصحابه فقال صدقوا وافترقا فاقتتلوا فكانت بينهم معركة انصرف القوم على حامية ومضى المسلمون في آثارهم حتى طووهم عن فلسطين والأردن إلا ما كان من إيليا وقيسارية ( 4 ) تحصن فيها أناس فتركوهم ومضوا إلى ناحية البثنية ( 5 ) ودمشق أخبرنا أبو البركات عبد الوهاب بن المبارك الأنماطي أنا أبو المعالي ثابت بن بندار أنا العلاء محمد بن علي بن يعقوب الواسطي أنا أبو بكر محمد بن أحمد بن محمد بن موسى البابسيري أنا أبو أمية الأحوص بن المفضل بن غسان الغلابي ( 6 ) نا
_________
( 1 ) الاصل ومختصر ابن منظور وفي المطبوعة " داثن "
وغزة : بلد على ساحل بحر الشام من فلسطين ( ياقوت )
( 2 ) في مختصر ابن منظور : نزاد
( 3 ) عن خع وبالاصل : فذقعنا
( 4 )
بلد على ساحل بحر الشام من فلسطين ( ياقوت )
( 5 ) البثنية بالتحريك بلدة من نواحي دمشق ( ياقوت )
( 6 ) بالاصل " العلائي " تحريف والمثبت عن الانساب ونسبته هذه إلى غلاب وهو اسم امرأة وهي أم خالد بن بن أوس بن النابغة بن عتر بن حبيب بن واثئة بن دهمان

(2/82)


أبي حدثني هشام بن عمار نا عبد الملك بن محمد نا راشد بن داود الصنعاني نا أبو عثمان الصنعاني شراحيل بن مرثد قال بعث أبو بكر الصديق رضي الله عنه في خلافته خالد بن الوليد إلى أهل اليمامة وبعث يزيد بن أبي سفيان إلى الشام فكنت ممن سار مع خالد إلى اليمامة فلما قدمنا قاتلنا أهلها قتالا شديدا وظفرنا بهم وهلك أبو بكر واستخلف عمر بن الخطاب فبعث أبا عبيدة بن الجراح إلى الشام فقدم دمشق فاستمد أبو عبيدة عمر فكتب عمر إلى خالد أن سر إلى أبي عبيدة بالشام فدعا خالد بن الوليد الدليل فقال في كم تأتي إلى الحيرة فقال في كذا وكذا فقال فعطش خالد الإبل ثم سقاها واستقا وسقى الخيل ثم طمم ( 1 ) أفواه الإبل وأدبارها وقال له الدليل إن أنت أصبحت عند الشجرة نجوت ونجا من معك وإن أصبحت دون الشجرة فقد هلكت وهلك من معك فسار خالد بمن معه فأصبح عند إضاءة الفجر عند الشجرة فنحر الإبل وسقى ما في بطونها الخيل وأطعم لحومها المسلمين وسقى المسلمين من الزاد التي كانت تحمل معه ثم أتى الحيرة أو الكوفة فصالحه أسقفها كذا قال وإنما كان هذا بعد رجوعه عن الحيرة وأبو عبيدة كان بالشام أيام أبو بكر أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو الحسين بن النقور أنا أبو طاهر المخلص أنا أبو بكر بن سيف أنا أبو بكر بن سيف أنا السري بن يحيى أنا شعيب بن إبراهيم نا سيف بن عمرو عن عمرو بن محمد عن إسحاق بن إبراهيم عن ظفر بن دهي ومحمد بن عبد الله عن أبي عثمان وطلحة عن المغيرة والمهلب بن عقبة عن سياه الأحمري قالوا ( 2 ) كان أبو بكر قد وجه خالد بن سعيد بن العاص إلى الشام حيث وجه خالد بن الوليد إلى العراق وأوصاه بمثل الذي أوصى به خالدا وأن خالد بن سعيد سار حتى نزل على الشام ولم يقتحم واستجلب الناس وعز فهابته الروم وأحجموا عنه فلم يصبر على أمر أبي بكر ولكن توردها فاستطردت له الروم حتى أوردوه الصفرين ( 3 ) ثم تعطفوا عليه بعدما أمن فوافقوا ابنه سعيد بن خالد
_________
( 1 ) في مختصر ابن منظور 1 / 191 " ثم كعم "
( 2 ) الخبر في الطبري 3 ط 407 - 408 حوادث سنة 13
( 3 ) في الطبري : الصفر

(2/83)


مستمطرا فوافقوه فقتلوه ومن معه وأتى الحي ( 1 ) خالدا فخرج هاربا حتى أتى البر فنزل منزلا واجتمعت الروم إلى اليرموك فنزلوا به وقالوا والله لنشغل أبا بكر في نفسه عن تورد بلادنا بخيوله وكتب خالد بن سعيد إلى أبي بكر بالذي كان به فكتب أبو بكر إلى عمرو بن العاص وكان في بلاد قضاعة بالسير إلى بلاد اليرموك ففعل وبعث أبا عبيدة بن الجراح ويزيد بن أبي سفيان وأمر كل واحد منهما بالغارة وأن لا توغلوا ( 2 ) حتى لا يكون وراءكم أحد من عدوكم وقدم عليه شرحبيل بن حسنة بفتح من فتوح خالد فسرحه نحو الشام في جند وسمى لكل واحد من أمراء الأجناد كورة من كور الشام فتوافوا باليرموك فلما رأت الروم توافيهم ندموا على الذي ظهر منهم ونسوا الذي كانوا يتواعدون أبا بكر به واهتموا وهمتهم أنفسهم وأشجوهم وشجوا بهم ثم نزلوا الواقوصة ( 3 ) وقال أبو بكر والله لأنسين الروم وساوس الشيطان بخالد بن الوليد فكتب إليه بهذا الكتاب الذي فوق هذا الحديث وأمره أن يستخلف المثنى بن حارثة على العراق في نصف الناس وإذا فتح الله على المسلمين الشام فارجع إلى عملك بالعراق قال ونا سيف عن عمرو بن محمد عن إسحاق بن إبراهيم عن ظفر أن خالدا ( 4 ) أظن عمر وقال هذا عمله حسدني أن يكون فتح العراق على يدي وإني بعد الله كسر الله حد العراق ورعب أهله وشجع المسلمين على غزوه قال ونا سيف بن عطية بن الحارث عن أبي سيف الثعلبي عن ذي الجوشن ( 5 ) الضبابي بمثله وقال ولا يشعر أن عمر لا ذنب له فقال له القعقاع ارفع لسانك عن عمر والله ما كذب الصديق ولا صدقت على أن أخيك قال صدقني والله ( 6 ) قبح الله
_________
( 1 ) كذا وفي الطبري : " الخبر " وهو المناسب
( 2 ) عن الطبري وبالاصل " تغلوا "
( 3 ) واد بالشام بأرض حوران
( 4 ) زيادة عن خع
( 5 ) عن المطبوعة وبالاصل " الحوس "
( 6 ) بالاصل " الله " والمثبت عن خع

(2/84)


الغضب والظنون وبالله يا قعقاع لقد أغريتني ( 1 ) بحسن الظن فقال القعقاع الحمد لله الذي خلصك وأبقى فيك الخير ونفى عنك الشر وبعث خالد بالأخماس إلا ما نفل ( 2 ) منها مع عمير بن سعد الأنصاري وبمسيره إلى الشام ودعا خالد الأدلة ( 3 ) فارتحل من الحيرة سائرا إلى دومة ثم طعن في البر إلى قراقر ثم قال كيف لي بطريق أخرج فيه من وراء جموع الروم فإني إن استقبلتها حبستني عن غياث ( 4 ) المسلمين فكلهم قال لا نعرف إلا طريقا لا يحمل الجيوش يأخذه الفذ ( 5 ) والراكب فإياك أن تغرر بالمسلمين فعزم عليه ولم يجبه إلى ذلك إلا رافع بن عميرة على تهيئة ( 6 ) شديدة فقال له خالد وللمسلمين لا يهولنكم فإنا عباد الله وفي سبيل الله وعلى طاعة خليفة رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) ونحن وإن كثرنا بعد أن نتزود فكالقليل المنكمش فناشدوه فثاب فيهم فقال لا يختلفن هديكم ولا يضعفن نفسكم ( 7 ) واعلموا أن المعونة تأتي على قدر النية والمعونة ( 8 ) على قدر الحسنة وأن المسلم لا ينبغي له أن يكترث لشئ يقع فيه مع معونة الله له فقالوا له أنت رجل قد جمع الله لك الخير فشأنك ( 9 ) فطابقوه ونووا واحسنوا ( 10 ) واشتهى مثل الذي اشتهى خالد فأمرهم خالد فترووا للشفة لخمس ( 11 ) وأمر بصاحب كل خيل بقدر ما يسقيها فظمأ كل قائد من الإبل الشرف الجلاد ( 12 ) ما يلتقي ( 13 ) به ثم سقوها العل بعد النهل ثم صروا آذان الإبل
_________
( 1 ) عن المطبوعة وبالاصل " أغربتني "
( 2 ) بالاصل : " إلى ما نقل منها " والمثبت عن مختصر ابن منظور 1 / 192 والطبري 3 / 408
( 3 ) عن مختصر ابن منظور وبالاصل " الدولة " تحريف
( 4 ) عن الطبري وبالاصل " غ ياب "
( 5 ) عن خع والطبري
( 6 ) الطبري " ت هيب شديد
( 7 ) الطبري : يضعفن يقينكم
( 8 ) الطبري : والاجر على قدر الحسبة
( 9 ) عن الطبري وبالاصل : " فنسانك "
( 10 ) في الطبري : واحتسبوا واشتهوا
( 11 ) بالاصل : فتروا لكسفه بخمس " والمثبت عن الطبري
( 12 ) في الطبري : الجلال
( الظم ء حبس الابل عن الماء إلى غاية الورد والشارف " الناقة التي قد أسنت ج شرف
( 13 ) الطبري : ما يكتفي به

(2/85)


وكعموها ( 1 ) وحلوا أدبارها ثم ركبوا من قراقر مفوزين إلى سوا وهي على جانبها الآخر مما يلي الشام فلما ساروا يوما افتظوا ( 2 ) لكل عدة من الخيل عشرا من تلك الإبل فمزجوا ما في كروشها بما كان من الألبان ثم سقوا الخيل وشربوا للشفة ( 3 ) جرعا ففعلوا ذلك أربعة أيام أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو الحسين بن النقور أنا أبو طاهر المخلص أنا أبو بكر بن سيف نا السري بن يحيى نا شعيب بن إبراهيم نا سيف بن عمر عن عمرو بن محمد عن إسحاق بن إبراهيم عن ظفر بن دهي بمثله وقال فأخذ من قراقر إلى سوطه ( 4 ) فجعل المشرق عن يمينه واستقبل الصبا فنزل قريتين ثم نزل الحقار ( 5 ) ثم نزل العرير ( 5 ) ثم نزل سوى بليل قال ونا ( 6 ) سيف عن عبد الله ( 7 ) بن محفز بن ثعلبة عمن حدثه عن بكر بن وائل أن محرز بن قريش المحاربي قال لخالد اجعل كوكب الصبح على حاجبك الأيمن ثم أمه تفض إلى سوى وكان أدلهم وشاركهم محمد وطلحة قالوا ولما ( 8 ) نزل بسوى وخشي أن يفضحهم حر الشمس نادى خالد رافعا ما عندك قال خير أدركتم الماء وأنتم على الري وشجعهم وهو متحير أرمد وقال يا أيها الناس انظروا علمين كأنهما ثديان ( 9 ) فأتوا عليهما وقالوا علمان فقام عليهما فقال اضربوا يمنة ويسرة لعوسجة كقعدة الرجل فوجدوا جذمها ( 10 ) فقالوا جذم ولا نرى شجرة فقال احتفروا حيث
_________
( 1 ) بالاصل " وطعموها " والمثبت عن الطبري وكعم البعير : شد فاه لائلا يعض أو يأكل ( قاموس )
( 2 ) عن لا طبري وبالاصل " افتصوا " يقال افتظ رجل كرش بعيره إذا نحره فاعتصر ماءه وصفاه
( 3 ) عن الطبري وبالاصل " الكشفة " وفي المطبوعة : للشقة
( 4 ) كذا بالاصل وخع وفي لا مطبوعة : سوكة
( 5 ) لم أعثر على هذين الموضعين
( 6 ) عن المطبوعة وبالاصل " ونزل "
( 7 ) الطبري 3 / 409 : عبيد الله
( 8 ) عن اطبري وبالاصل " أوما "
( 9 ) عن الطبري وبالاصل " ندبان "
( 10 ) عن الطبري وبالاصل " خدمها
خدم " والجذم : الاصل

(2/86)


شئتم فاستثاروا أوشالا وأحساء رواء فقال رافع أيها الأمير والله ما وردت هذا الماء منذ ثلاثين سنة وما وردته إلا مرة وأنا غلام مع أبي فاستعدوا ثم أغاروا والقوم لا يرون أن جيشا يقطع إليهم أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو علي محمد بن محمد بن المسلمة أنا أبو الحسن بن الحمامي أنا أبو علي بن الصواف أنا الحسن بن علي القطان نا إسماعيل بن عيسى العطار نا إسحاق بن بشر قال قال ابن إسحاق إن عمرو بن العاص كتب إلى أبي بكر بعد قتل خالد بن سعيد بن العاص يستمده فكتب أبو بكر إلى خالد بن الوليد وهو بالحيرة يأمره أن يمد أهل الشام بمن معه من أهل القوة ويخرج فيهم ويستعمل على ضعفة أصحابه رجلا منهم فلما أتى خالد بن الوليد كتاب أبي بكر قال هذا عمل الأعيسر ابن عم سملة ( 1 ) كره أن يكون فتح العراق على يدي فاستعمل على الضعفاء عمير بن سعد واستخلف على من أسلم من العراق المثنى بن حارثة الشيباني وعلى الحيرة والقرياب ( 2 ) وخراجها ثم سار حتى نزل على عين التمر وأغار على أهلها ورابط حصونها وفيها مقاتلة كانت لكسرى ( 3 ) وضعهم فيها حتى استنزلهم فضرب أعناقهم وسبى من عين التمر بشرا كثيرا فبعث بهم إلى أبي بكر وذلك أول سبي قدم المدينة من ذلك السبي أبو عمرة أبو ( 4 ) عبد الله بن أبي عمرة وعبيد مولى المعلى وأبو عبيد الله مولى بني زهرة وخير مولى أبي داود ويسار مولى قيس بن مخرمة قال ونا أبو حذيفة نا محمد بن إسحاق قال وكان فيهم عمير بن زيتون الذي ببيت المقدس ويسار مولى أبي بن كعب وهو أبو الحسن بن أبي الحسن البصري وأفلح مولى أبي أيوب الأنصاري ووجدوا في كنيسة اليهود صبيانا يتعلمون الكتابة في قرية من قرى عين التمر ( 5 ) يقال لها نقيرة ( 6 ) وكان فيهم حمران بن أبان مولى عثمان وقتل هلال بن عطية بن بشر النمري وصلبه وسار ثم فوز من قراقر وهو ماء
_________
( 1 ) في خع : ابن أم سملة
( 2 ) في خع : والفرياب
( 3 ) عن مختصر ابن منظور 1 / 192 وبالاصل للسري والزيادة عن المطبوعة للايضاح
( 4 ) في الطبري 3 / 377 جد
( 5 ) عن هامش الاصل ومختصر ابن منظور 1 / 193
( 6 ) نقيره قرية من قرى عين التمر ( ياقوت ) وبالاصل " نفير "

(2/87)


لكلب إلى سوى وهو ماء لبهراء بينهما خمس ليال فلم يهتد إلى ( 1 ) الطريق فطلب دليلا فدل على رافع بن عميرة الطائي فأتاه رافع فاستدل على الطريق فقال أنشدك الله في نفسك وجيشك فإنها مفازة خمس ليال ليس فيها ماء مع مضلتها وإن الراكب المنفرد يسلكها فيخاف على نفسه المهلكة وما يسلكها إلا مغرور وما علمت أحدا أخذ فيها بثقل فقال خالد إنه لا بد منه وقد كتب إلي الأمير بعزمه فأحضرنا رأيك ونصيحتك ومرنا بأمرك قال رافع فابغني من الإبل عشرين سمان عظام فأتي بهن وظمأهن حتى جهدن فأوردها الماء فشربن حتى تملأن ثم أمر بمشافرها فقطعن ثم كعمهن كيلا يجتررن ثم حل أذنابهن ثم قال لخالد تزود واحمل من أطاق أن يصر ( 2 ) على أذن ناقته ماء فليفعل فإنها المهالك ففعل وساروا فسار معهم وسار خالد معه بالخيول والأثقال فكلما سار يوما وليلة اقتطع منهن أربعة فأطعم لحمانها وسقى ما في أكراشها الخيل وشرب الناس ما كانوا حملوا وبقي منزل واحد ونفدت الإبل وخشي خالد على أصحابه في آخر يوم فأرسل خالد إلى رافع أن الإبل قد نفدت فما ترى قال قد انتهيت إلى الري فلا بأس عليك اطلبوا شجرة مثل قعدة الرجل فعندها الماء ورافع يومئذ رمد فطلبوها فلم يصيبوها فرجعوا إلى رافع فقالوا لم نصبها فقال إنا لله وإنا إليه راجعون هلكتم وهلكت لا أبا لكم اطلبوها فطلبوها فأصابوها قد قطعت الشجرة وقد بقي منها بقية فكبر وكبر الناس فقال احتفروا فاحتفروا عينا عذبة مروية فترووا وسقوا وحملوا فقال رافع إن هذه المفازة ما سلكتها قط إلا مرة واحدة مع أبي وأنا غلام قال ابن إسحاق وبلغني أن خالدا لما نفذت الإبل خاف العطش قال لرافع بن عميرة وهو أرمد ويحك ما عندك قال أدركت الري إن شاء الله انظر ( 3 ) هل ترى علمين كأنهما ندبان قال نعم فلما دنا من العلمين قال انظروا هل ترون شجرة من عوسج كقعدة الرجل قالوا لا والله قال إنا لله وإنا إليه راجعون على مثل حديث الأول فقال شاعر من المسلمين : لله عينا رافع أنى اهتدى * فوز من قراقر إلى سوى
_________
( 1 ) عن مختصر ابن منظور
( 2 ) بالاصل " يصبر " والمثبت عن مختصر ابن منظور
( 3 ) عن المطبوعة

(2/88)


خمسا إذا ما سارها الجبس بكى * ما سارها من قبله أنس أرى ( 1 ) ثم إن خالد بن الوليد أغار على أهل سوى وهو ماء بهراء قبل الصبح وهم يشربون شرابا لهم في جفنة قد اجتمعوا عليها ومغنيهم يقول : ألا عللاني قبل جيش أبي بكر ( 2 ) * لعل منايانا قريب وما ندري فزعموا أن ذلك الرجل المغني قتل تحت الغارة فسال دمه في الجفنة أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو الحسين بن النقور أنا أبو طاهر المخلص أنا رضوان بن أحمد الصيدلاني إجازة نا أحمد بن عبد الجبار العطار نا يونس بن بكير عن ابن إسحاق قال فحدثني صالح بن كيسان ورجل من طئ عن من حدثهما عن رافع بن عميرة قال ثم مضى خالد حين فرغ من عين التمر حتى أغار على ناس من النمر بن قاسط على ماء لهم يقال له قراقر ثم دعا رافع بن عميرة فقال إنها قد جاءتني عزيمة من الأمير بأن أسير إلى الشام فقال إن بينك وبين المنهل الذي تريد الآن مسيرة خمس ليال جياد لا تجد فيهن قطرة ماء حتى تأتي ماء يقال لها سوى وإنك لا تستطيع ذلك بالخيول والإبل وقال إن الراكب المفرد لتهمه نفسه فيه فقال مالي من ذلك بد فمرنا أمرك فقال من استطاع منكم أن يصر أذن ناقته على ماء فليفعل وابغني ( 3 ) عشرين جزورا عظاما سمانا مسان فجاءه بهن فظمأهن أياما حتى إذا أجهدهن العطش أوردهن فشربن حتى إذا امتلأن عهد ( 4 ) إليهن فقطع مشافرهن وكعمهن ( 5 ) لئلا يجتررن وحل أدبارهن لئلا يبلن ثم قال سيروا واستكثروا من الماء لشفاهكم فخرج فكلما نزل منزلا افتظ ( 6 ) منهن أربعا فسقى ما في كروشهن الخيول وشرب الناس مما عليهن ( 7 ) حتى انتهى إلى سوى في اليوم الخامس وهو أرمد فقال انظروا شجرة مثل مقعدة الرجل من عوسج فنظر الناس فقالوا ما نراها قال
_________
( 1 ) تقدم الرجزء ما لاحظناه قريبا
( 2 ) عن فتوح البلدان 114 والطبري 3 / 381 وبالاصل : إلى بلى
( 3 ) بالاصل " وبغنى "
( 4 ) في المطبوعة : عمد
( 5 ) بالاصل : " وطعمهن " والمثبت عن الطبري
( 6 ) بالاصل " افتض " وافتظها : عصر ماء كروشها
( 7 ) بالاصل " عليهم "

(2/89)


إنا لله وإنا إليه راجعون هلكتم والله إذا وهلكت ثم قال ويلكم انظروا وتأملوا فجال الناس حتى وجدوا بقية منها فقالوا قد وجدنا بعضها فكبر وقال قد أدركتم الرواء وأمرهم فحفروا قريبا منها فكشفوا عن قليب كثير ( 1 ) الماء فتزود الناس منه وقال رافع أما والله ما وردت قط إلا مرة واحدة مع أبي وأنا غلام صغير فقال في هذا عن رافع أبو أحيحة القرشي : لله عينا رافع أنى اهتدى * في مهمه مشتبه نحو سوى والعين منه قد تغشاها الندى ( 2 ) * معصوبة كأنها ملأى ثرى فهو يرى بقلبه ما لا يرى * من الصوى تترى له أثر الصوى ( 3 ) إذ النقا بعد النقا إذا سرى * وهو به خبرنا وما دنا وما رآه ليس بالقلب حسى * قلب حفيظ وفؤاد قد وعى فوز من قراقر إلى سوى * والسير زعزاع ( 4 ) فما فيه ونى خمس إذا ما سارها الجبس بكى * في اليوم يومين رواحا وسرى ما سارها من قبل إنسي أرى * هذا لعمري ( 5 ) رافع هو الهدى ثم استقام لخالد الطريق وتواصلت به المياه حتى إذا اغار على مرج العذراوية ( 6 ) على ناس من غسان فأصاب منهم ثم مضى حتى نزل مع أبي عبيدة بن الجراح ويزيد بن أبي سفيان وشرحبيل بن حسنة على قناة بصرى فنزل معهم حتى صالحت بصرى على الجزية وكانت أول جزية وقعت بالشام في عهد أبي بكر وكتب أبو بكر إلى خالد بن الوليد أما بعد فدع العراق وخلف أهله فيه الذين قدمت عليهم وهم فيه ثم امض مخففا في أهل القوة من أصحابنا الذين قدموا معك العراق من اليمامة وصحبوك من الطريق وقدموا عليك من الحجاز حتى تأتي الشام فتلقى أبا عبيدة بن الجراح ومن معه من المسلمين فإذا التقيتم فأنت أمير الجماعة والسلام عليك ورحمة الله
_________
( 1 ) عن خع وبالاصل " كبير "
( 2 ) الاصل وخع وفي المطبوعة " القذي "
( 3 ) الصوي جمع صوة الاعلام من الحجارة تكون منصوبة في المفازة المجهولة يستدل بها على الطريق
( 4 ) أي شديد
( 5 ) بالاصل وخع : هذا لعمروا
( 6 ) هو مرج عذرا بطرف الغوطة

(2/90)


باب ما روي من توقع المشركين لظهور دولة المسلمين " أخبرنا أبو علي الحسن بن أحمد الحداد في كتابه وحدثني عنه أبو مسعود عبد الرحيم بن أبي الوفا المعدل أنا أبو نعيم أحمد بن عبد الله الحافظ نا سليمان بن أحمد الطبراني نا أبو زرعة نا أبو اليمان أنا شعيب عن الزهري أخبرني عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود أن عبد الله بن عباس أخبره أن أبا سفيان بن حرب أخبره أن هرقل أرسل إليه في ركب من قريش وكانوا تجارا بالشام في المدة التي كان رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) ( 1 ) ماد فيها أبا سفيان وكفار قريش فأتوه وهو بإيلياء ( 2 ) فدعاهم في مجلسه وحوله عظماء الروم ثم دعاهم وترجمانه ثم قال أيكم أقرب نسبا بهذا الرجل الذي يزعم أنه نبي قال أبو سفيان فقلت أنا أقربهم به نسبا فقال أدنوه مني وقربوا أصحابه فجعلوهم عند ظهره ثم قال لترجمانه قل لهم إني سائل هذا عن هذا الرجل فإن كذب فكذبوه قال أبو سفيان فوالله لولا الحياء أن تأثروا علي كذبا لكذبته عنه قال ثم كان أول ما سألني عنه أن قال كيف نسبه فيكم قلت هو فينا ذو نسب قال فهل قال هذا القول فيكم أحد قط قبله قال لا قال فهل كان في ( 3 ) أبائه ملك قلت لا قال فأشراف الناس اتبعوه أو ضعفاؤهم قلت بل ضعفاؤهم قال أيزيدون أم ينقصون قلت بل يزيدون قال فهل يرتد أحد سخطة لدينه بعد أن يدخل فيه قلت لا قال فهل يغدر قلت لا قال فهل كنتم تتهمونه بالكذب قبل أن يقول الذي قال قلت لا قال فهل يغدر قلت لا ونحن في مدة لا ندري ما هو
_________
( 1 ) ماد فيها أي أطال المدة
( النهاية : مدد )
( 2 ) إيلياء : بالكسر اسم مدينة بيت المقدس
( 3 ) في مختصر ابن منظور 1 / 195 من

(2/91)


فاعل فيها ولم تمكني كلمة أدخل فيها شيئا غير هذه الكلمة قال فهل قاتلتموه قلت نعم قال فكيف كان قتالكم إياه قلت الحرب بيننا وبينه سجال ينال منا وننال منه قال فماذا يأمركم قال يقول اعبدوا الله وحده ولا تشركوا به شيئا واتركوا ما يقول آباؤكم ويأمرنا بالصلاة وبالصدقة والعفاف والصلة فقال للترجمان قل له إني سألتك عن نسبه فقلت إنه فيكم ذو نسب وكذلك الرسل تبعث في نسبها قومها وسألتك هل قال أحد منكم هذا القول قبله قلت رجل يأتم بقول قيل ( 1 ) قبله وسألتك هل كان من آبائه ملك فذكرت أن لا فقلت ( 2 ) لو كان أحد منكم قال هذا القول قلت ( 3 ) رجل يطلب ملك أبيه وسألتك هل كنتم تتهمونه بالكذب قبل أن يقول ما قال فذكرت أن لا فقد أعرف أنه لم يكن ليذر الكذب على الناس ويكذب على الله عز و جل وسألتك أشراف الناس اتبعوه أم ضعفاؤهم فذكرت أن ضعفاءهم اتبعوه وهم أتباع الرسل وسألتك أيزيدون أم ينقصون فذكرت أنهم يزيدون وكذلك أمر الإيمان حتى يتم وسألتك أيرتد أحد منهم سخطة لدينه بعد أن يدخل فيه فذكرت أن لا وكذلك الإيمان حين يخالط بشاشة القلوب وسألتك هل يغدر فزعمت أن لا وكذلك الرسل لا يغدرون وسألتك بما يأمركم فذكرت أنه يأمركم أن تعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا وينهاكم عن عبادة الأوثان ويأمركم بالصلاة ( 4 ) وبالصدقة ( 5 ) والعفاف والصلة فإن كان ما يقول حقا فسيملك موضع قدمي هاتين وهو نبي وقد كنت أعلم أنه خارج ولكن لم أكن أظن أنه منكم ولكن لو أني أعلم أني أخلص لتجشمت كفاه ( 6 ) ولو كنت عنده لغسلت قدميه ثم دعا بكتاب رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) الذي بعث به دحية إلى عظيم بصرى فدفعه إلى هرقل فقرأه فإذا هو بسم الله الرحمن الرحيم من محمد عبد الله ورسوله إلى هرقل عظيم الروم سلام على من اتبع الهدى أما
_________
( 1 ) زيادة عن خع ومختصر ابن منظور
( 2 ) عن خع وبالاصل " قلت "
( 3 ) في مختصر ابن منظور : فقلت : لو كان من آبائه ملك قلت
( 4 ) كررت بالاصل
( 5 ) كذا بالاصل وفي المطبوعة : وبالصدق
( 6 ) في مختصر ابن منظور : " لقاء " وفي خع كالاصل

(2/92)


بعد فإني أدعوك بدعاية الإسلام أسلم تسلم أسلم يؤتك الله أجرك مرتين فإن توليت فإن عليك اسم الإريسين ( 1 ) و " يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم أن لا نعبد إلا الله ولا نشرك به شيئا " الآية ( 2 ) قال أبو سفيان فلما قال ما قال وفرغ من قراءة الكتاب ( 3 ) كثر عنده الصخب وارتفعت الأصوات وأخرجنا فقلت لأصحابي حين أخرجنا لقد أمر ( 4 ) أمر ابن أبي كبشة إنه يخافه ملك ( 5 ) بني الأصفر فما زلت موقنا أنه سيظهر حتى أدخل الله علي الإسلام وكان ابن فاطور وهو صاحب إيلياء وهرقل سقفه على نصارى الشام يحدث أن هرقل حين قدم إيلياء أصبح يوما خبيث النفس فقال له بعض بطارقته لقد أنكرنا هيئتك فقال ابن قاطور وكان هرقل رجلا حزاء ينظر في النجوم فقال لهم حين سألوه إني رأيت الليلة حين نظرت في النجوم ملك الختان قد ظهر فمن ( 6 ) يختتن من هذه الأمة قالوا ليس يختتن غير اليهود فلا يهمنك شأنهم وأمر إلى مدائن ملكك فليقتلوا من فيهم من اليهود فبينا هم على أمرهم ذلك أتي هرقل برجل أرسل به ( 7 ) ملك غسان يخبره عن خبر رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) فلما ( 8 ) استخبره هرقل قال اذهبوا فانظروا أمختتن هو أم لا فنظروا إليه فحدثوه أنه مختتن فسأله عن العرب أيختتنون فقال نعم هم يختتنون فقال هرقل هذا ملك هذه الأمة قد ظهر فكتب هرقل إلى صاحب له ( 9 ) برومية وكان نظيره في العلم وسار هرقل إلى حمص فلم يرم حمص
_________
( 1 ) في الطبري وابن الاثير في الكامل : " إثم الاكارين " وبالاصل الاريسيين والمثبت عن مختصر ابن منظور قال ابن الاثير في النهاية : اختلف في هذه اللفظة صبغة ومعنى فروي الايسين بوزن الكريمين وروي الاريسين بوزن الشريين وروى الاريسيين بوزن العظيمين وأما معناها فقال أبو عبيد : هم الخدم والخول لصده إياهم عن الدين
( 2 ) سورة آل عمران الاية : 64
( 3 ) الكتاب في الطبري 3 / 1567 وابن الاثير 1 / 592 من تحقيقنا وصبح الاعشى 6 / 359 ودلائل النبوة للبيهقي 4 / 384 والوثائق السياسية لحميد الله ص 109
( 4 ) يعني كثر وارتفع شأنه وابن أبي كبشة يعني به النبي صلى الله عليه و سلم
( 5 ) عن خع
( 6 ) عن خع وبالاصل " ممن "
( 7 ) عن خع
( 8 ) عن خع وبالاصل " قلنا "
( 9 ) عن مختصر ابن منظور وبالاصل وخع " برومة "

(2/93)


حتى أتاه كتاب يوافق هرقل على خروج رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) وأنه نبي فأذن هرقل لعظماء الروم في دسكرة له بحمص ثم أمر بأبوابها فغلقت ثم اطلع فقال لهم يا معشر الروم هل لكم في الفلاح والرشد وأن يثبت ملككم تتبعوا هذا الرجل فحاصوا حيصة حمر الوحش إلى الأبواب فوجدوها قد أغلقت فلما رأى هرقل تفرقتهم وأيس من إيمانهم فقال ردوهم علي وقال إنما قلت مقالتي التي قلت لكم آنفا أختبر بها شدتكم على دينكم فقد رأيت الذي أحب فسجدوا له ورضوا عنه فكان ذلك آخر شأن هرقل أخرجه البخاري ( 1 ) عن أبي اليمان والمحفوظ ابن الناظور ويقال بالطاء المهملة أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو الحسين بن النقور أنا أبو طاهر المخلص نا أبو بكر بن سيف نا السري عن يحيى نا شعيب بن ( 2 ) إبراهيم نا سيف بن عمر عن محمد وطلحة قالا وقد كان أمير الجند يعني جند الروم باليرموك ( 3 ) قد بعث عينا من عرب الشام فدخل على المسلمين عسكرهم فرجع إليه فأخبرهم أنهم بالليل رهبان وبالنهار فرسان هم فيما بينهم كالعبيد وعلى من سواهم كالأسود إذا قالوا صدقوا وإذا واعدوا وفوا يأخذون لله حقوقه ولو من أنفسهم فقال إني لك أن تجيب صادقا للموت خير من الحياة وليمرن علينا منهم شر طويل أخبرنا أبو القاسم أنا ابن النقور أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا السري نا شعيب نا سيف عن هشام بن ( 4 ) عروة عن أبيه نحوا منه وزاد ولوددت أن حظي من ربي أن يخلي بيننا وبينهم فلم ينصرك ( 5 ) عليهم ولم ينصرهم علي قال ونا سيف عن محمد وطلحة وعمرو بن ميمون قالوا ( 6 ) وقد كان هرقل حج ( 7 ) قبل مهزم خالد بن سعيد حج بيت المقدس فبينا هو مقيم به أتاه الخبر بقرب
_________
( 1 ) صحيح البخاري 1 / 7 باب بدء الوحي
( 2 ) بالاصل " عن " تحريف
( 3 ) عن خع وبالاصل : بالروم
( 4 ) بالاصل وخع " عن " تحريف
( 5 ) كذا بالاصل وخع وفي المطبوعة : ينصرني
( 6 ) الطبري 3 / 402 حوادث سنة 13
( 7 ) زيادة عن الطبري

(2/94)


الجنود منه فجمع الروم وقال أرى من الرأي أن لا تقاتلوا هؤلاء القوم وأن تصالحوهم فوالله لأن تعطوهم نصف ( 1 ) ما أخرجت الشام وتأخذون نصفا وتبقى لكم جبال الروم خير لكم من أن يغلبوهم على الشام ويشارككم في جبال الروم فنخر أخوه ونخر ختنه وتصدع عنه من كان حوله فلما رآهم يعصونه ويردون عليه بعث أخاه وأمر الأمراء ووجه إلى كل جند جندا فلما اجتمع المسلمون أمرهم بمنزل واحد ( 1 ) جامع واسع حصين فنزلوا بالواقوصة ( 2 ) وخرج فنزل حمص فلما بلغه أن خالدا قد اطلع على سوى فانتسف أهله وأموالهم وعمد إلى بصرى فافتتحها وأباح عذراء قال لجلسائه ألم أقل لكم لا تقاتلوهم فإنه لا قوام لكم مع هؤلاء القوم إن دينهم دين جديد يجدد لهم ثبارهم ( 3 ) ولا يقوم لهم أحد حتى يبلى فقالوا له قاتل عن دينك ولا تخش الناس واقض الذي عليك قال وأي شئ أطلب بهذا إلا توقير دينكم ولما نزلت جنود المسلمين اليرموك بعث إليه المسلمون إنا نريد كلام أميركم وملاقاته أفتدعونا نأته نكلمه فأبلغوه فأذن لهم فأتاه أبو عبيدة كالرسول ويزيد بن أبي سفيان كالرسول والحارث بن هشام وضرار بن الأزور وأبو جندل بن سهيل ومع أخي الملك يومئذ في عسكره ثلاثون رواقا وثلاثون سرادقا كلها من ديباج فلما انتهوا إليها أبوا أن يدخلوا فيها وقالوا لا نستحل الحرير فأنزلنا فنزل ( 4 ) إلى فرش له ممهدة وبلغ ذلك هرقل فقال ألم أقل لكم هذا أول الذل أما الشام فلا شام وويل للروم من المولود المشؤوم ولم يتأت بينهم وبين المسلمين صلح فرجع أبو عبيدة وأصحابه وأبعدوا ( 5 ) فكان القتال حتى جاء الفتح أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو علي محمد بن محمد بن المسلمة أنا أبو الحسن الحمامي أنا أبو علي الصواف نا الحسن بن علي القطان نا إسماعيل بن عيسى العطار أنا أبو حذيفة إسحاق بن بشر قال قال ابن إسحاق أنبأ محمد بن
_________
( 1 ) زيادة عن الطبري
( 2 ) واد بالشام في أرض حوزران نزله المسلمون أيام أبي بكر عنلى اليرموك لغزو الروم
( ياقوت )
( 3 ) بالاصل " دين حديد لهم سارهم " والمثبت عن الطبري
( 4 ) في الطبري : فابرز لنا فبرز
" وفي خع : فابرز لنا فنزل
( 5 ) في مختصر ابن منظور 1 / 198 واتعدوا

(2/95)


جعفر بن الزبير عن عروة بن الزبير أن القبقلان ( 1 ) بعث رجلا ( 2 ) من غسان فقال له ادخل في هؤلاء القوم يعني أبا عبيدة وجنوده فأقم فيهم يوما وليلة ثم ائتني بخبرهم قالوا فدخل في الناس ذلك الغساني فأقام فيهم يوما وليلة ( 3 ) ثم جاءه فقال ماذا وراءكم ما وجدت عليه القوم فقال هم بالليل رهبان وبالنهار فرسان ولو سرق ملكهم قطعوا يده ولو زنا رجموه يعني بذلك إقامتهم الحق لله تعالى قال فقال القيقلان ( 1 ) إن كنت صدقتني لبطن الأرض خير لنا من ظهرها ولوددت إن شاء الله يحول بيني وبينهم فلا ينصرني عليهم ولا ينصرهم علي أخبرنا أبو الحسين عبد الرحمن بن عبد الله بن الحسن بن أبي الحديد أنا جدي أبو عبد الله أنا أبو الحسين علي بن الحسن الربعي أنا أبو الفرج العباس بن محمد بن حبان بن موسى أنا أبو العباس بن الرقي ( 4 ) واسمه عبد الله بن عتاب أنا محمد بن محمد بن مصعب المعروف بوحشي نا محمد بن المبارك نا الوليد قال وأخبرني من سمع يحيى بن يحيى الغساني يحدث عن رجلين من قومه من غسان قال لما كان المسلمون بناحية الأردن تحدثنا بيننا أن دمشق ستحاصر فقال أحدنا لصاحبه هل لك أن تدخل المدينة فسد ( 5 ) من سوقها قبل حصارها فبينا نحن نتسوق إذ أتانا رسول بطريقها اصطراخيه فذهب بنا إليه فقال أنتما من العرب قلنا نعم قال وعلى النصرانية قلنا نعم قال ليذهب أحدكما إلى هؤلاء فليتجسس لنا من خبرهم ورأيهم ( 6 ) وليتثبت الآخر على متاع صاحبه ففعل ذلك أحدنا فلبث لبثا ثم جاءه فقال جئتك من عند رجال دقاق يركبون خيولا مشاق ( 7 ) أما الليل فرهبان وأما النهار ففرسان يريشون النبل ويبرونها ويثقفون ( 8 ) القنا لو حدثت جليسك حديثا ما فهمه عنك
_________
( 1 ) الاصل وخع وفي الطبري 3 / 418 القبقلار
( 2 ) في الطبري : رجلا عربيا ثم قال : فحدث أن ذلك الرجل رجل من قضاعة من تزيد بن حيدان يقال له ابن هزارف
( 3 ) ما بين معكوفتين زيادة عن خع والطبري
( 4 ) في المطبوعة : الزفتي
( 5 ) في مختصر ابن منظور : " فنتبين " وفي المطبوعة : فنتسوق
( 6 ) عن خع وبالاصل : " ومن أنهم "
( 7 ) كذا وفي خع : عتاق
( 8 ) بالاصل " يتقون " والصواب عن مختصر ابن منظور

(2/96)


لما علا من أصواتهم بالقرآن والذكر فالتفت إلى أصحابه فقال أتاكم ( 1 ) منهم ما لا طاقة لكم به أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم العلوي أنبأ رشأ بن نظيف المقرئ أنا الحسن بن إسماعيل بن محمد نا أحمد بن مروان المالكي نا أبو إسماعيل الترمذي نا معاوية بن عمرو عن ابن ( 2 ) إسحاق قال كان أصحاب رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) لا يثبت لهم العدو فواقا ( 3 ) عند اللقاء فقال هرقل وهو على أنطاكية لما قدمت منهزمة الروم قال لهم أخبروني ويلكم عن هؤلاء القوم الذين يقاتلونكم أليسوا هم بشر مثلكم قالوا بلى قال فأنتم أكثر أم هم قالوا بل نحن أكثر منهم أضعافا في كل موطن قال فما بالكم تنهزمون كلما لقيتموهم فقال شيخ من عظمائهم من أجل أنهم يقومون الليل ويصومون النهار ويوفون بالعهد ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويتناصفون بينهم ومن أجل أنا نشرب الخمر ونزني ونركب الحرام وننقض العهد ونغصب ( 4 ) ونظلم ونأمر بما يسخط الله وننهى عما يرضي الله ونفسد في الأرض قال أنت صدقتني "
_________
( 1 ) عن مختصر ابن منظور وفي خع : أتاك
( 2 ) بالاصل وخع " أبي " والمثبت عن مختصر ابن منظور
( 3 ) بالاصل وخع " فوافا " والصواب عن مختصر ابن منظور والفواق ما بين الحلبتين من الراحة للناقة ( النهاية )
( 4 ) كذا بالاصل وخع وفي مختصر ابن منظور : ونغصب بالصاد المهملة وهي أقرب

(2/97)


باب ذكر ظفر جيش المسلمين المظفر وظهوره على الروم بأجنادين وفحل ومرج الصفر " ( 1 ) أخبرنا أبو محمد عبد الكريم بن حمزة السلمي نا أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت الحافظ وأخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو بكر بن اللالكائي ( 2 ) قالا أنا أبو الحسين بن الفضل ( 3 ) أنا عبد الله بن جعفر نا يعقوب نا إبراهيم بن المنذر نا ابن فليح عن موسى بن عقبة عن ابن شهاب قال كانت وقعة أجنادين وفحل في سنة ثلاث عشرة أجنادين في جمادى ( 4 ) وفحل في ذي القعدة أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا عمر بن عبيد الله بن عمر أنا أبو الحسين بن بشران أنا عثمان بن أحمد بن السماك نا حنبل بن إسحاق نا إبراهيم بن المنذر نا محمد بن فليح عن موسى بن عقبة عن الزهري قال كانت وقعة أجنادين وفحل في سنة ثلاث عشرة أجنادين في جمادى وفحل في ذي القعدة قال ونا حنبل نا هلال بن العلاء نا عبد الله بن جعفر الرقي نا مطرف بن مازن اليماني عن معمر قال ثم كانت وقعة أجنادين في جمادى الأولى سنة ثلاث عشرة وعليهم شرحبيل بن حسنة وعمرو بن العاص وخالد بن الوليد أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني نا عبد العزيز الكتاني أنا أبو محمد بن أبي
_________
( 1 ) بالاصل وخع : " الصفراء " والمثبت عن فتوح البلدان للبلاذري ص 121 والطبري وابن كثير وابن الاثير
( 2 ) بالاصل " اللالكاتي "
( 3 ) بالاصل " المفضل "
( 4 ) يوم الاثنين لاثنتي عشرة بقيت من جمادى الاولى سنة ثلاث عشرة ( فتوح البلدان للبلاذري ص 117 ) ويقال : لليلتين خلتا من جمادي الاخرة ويقال : لليلتين بقيتا منه

(2/98)


نصر أنا أبو القاسم بن أبي العقب أنا أبو عبد الملك أحمد بن إبراهيم بن بشر القرشي نا محمد بن عائذ نا الوليد حدثني شيخ من بني أمية عن أبيه قال ثم أغزا أبو بكر جماعة من المسلمين ثم أغزا أبو بكر جماعة من المسلمين ( 1 ) إلى الشام فكانت وقعة أجنادين في جمادى الأولى ووقعة فحل في ذي القعدة من سنة ثلاث عشرة قال وكذلك حدثني زيد بن دعكنة أن هاتين الوقعتين بأجنادين وفحل في هذين الشهرين من سنة ثلاث عشرة وبذلك حدثني عبد الله بن لهيعة عن أبي الأسود أن وقعة أجنادين وفحل كانتا في هذين الشهرين من سنة ثلاث عشرة أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو علي بن المسلمة أنا أبو علي بن الصواف نا أبو محمد الحسن بن علي القطان نا إسماعيل بن عيسى العطار نا أبو حذيفة إسحاق بن بشر القرشي قال قالوا وكانت وقعة أجنادين يوم السبت صلاة الظهر لليلتين بقيتا من جمادى الأولى سنة ثلاث عشرة أخبرنا أبو محمد عبد الكريم بن حمزة قال نا أبو بكر الخطيب ح وأخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو بكر بن الطبري قالوا أنا أبو الحسين بن الفضل القطان أنا عبد الله بن جعد ( 2 ) نا يعقوب نا حامد بن يحيى ( 3 ) نا صدقة يعني ابن سابق عن محمد بن إسحاق قالا استخلف عمر على رأس اثنتي عشرة سنة وثلاثة أشهر واثنين ( 4 ) وعشرين يوما من مهاجر رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) وكان أمر ( 5 ) الناس بالشام إلى خالد بن الوليد والأمراء على منازلهم فساروا قبل فحل من الأردن وكانت فحل في ذي القعدة سنة ثلاث عشرة وعلى رأس ستة أشهر من خلافة عمر
_________
( 1 ) كذا وردت العبارة مكررة بالاصل
( 2 ) في المطبوعة : جعفر
( 3 ) عن تقريب التهذيب وبالاصل وخع : بحير وهو حامد بن يحيى بن هانئ البلخي أبو عبد الله نزيل طرسوس
( 4 ) بالاصل : واثنتين
( 5 ) سقطت من الاصل وخع والزيادة عن المطبوعة

(2/99)


قال ونا يعقوب حدثني سلمة عن أحمد بن حنبل عن إسحاق بن عيسى عن أبي معشر قال وكانت فحل في ولاية عمر لستة أشهر مضين فيها قال ونا يعقوب نا إبراهيم نا محمد بن فليح عن موسى بن عقبة عن ابن شهاب وقال حسان بن عبد الله عن ابن لهيعة عن أبي الأسود عن عروة قالا كانت وقعة أجنادين وفحل في ذي القعدة سنة ثلاث عشرة ولما توفي أبو بكر واستخلف عمر نزع خالد بن الوليد وأمر أبا عبيدة بن الجراح على الأجناد أخبرتنا أم البهاء فاطمة بنت محمد بن أحمد بن البغدادي قالت أنا أبو طاهر أحمد بن محمود أنا أبو بكر بن المقرئ نا محمد بن جعفر الرزاز ( 1 ) نا عبد الله بن ( 2 ) سعد نا أبي نا أبي عن ابن إسحاق قال وكانت فحل في ذي القعدة سنة ثلاث عشرة على رأس ستة أشهر من خلافة عمر أنبأنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي عن أبي محمد الجوهري عن أبي عمر محمد بن العباس بن حيوية أنا أبو أيوب سليمان بن إسحاق بن إبراهيم بن الخليل الحلاب أنبأ الحارث بن محمد بن أبي اسامة التميمي أنا محمد بن سعد كاتب الواقدي أنا محمد بن عمر الواقدي قال وفيها يعني سنة أربع عشرة كان فتح مرج الصفر فأقام المسلمون بها خمس عشرة من المحرم وفيها زحف المسلمون إلى دمشق في المحرم فحاصروها ستة أشهر إلا يوما أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو بكر الطبري أنا أبو الحسين بن الفضل أنا عبد الله بن جعفر نا يعقوب قال كانت أجنادين في جمادى الأولى سنة ثلاث عشرة وأميرها عمرو بن العاص ومعه خالد بن الوليد ويزيد بن أبي سفيان وشرحبيل بن حسنة وكان ( 3 ) فحل وأجنادين في عام واحد وذلك سنة ثلاث عشرة غير أن فحل كان ( 3 ) على رأس خمسة عشر يوما من خلافة عمر يعني أن فحل كانت في رجب
_________
( 1 ) كذا وفي خع : " الزرار " ولعل الصواب " الزراد " ففي الانساب : أبو الطيب محمد بن جعفر بن إسحاق الزراد يروي عنه أبو بكر محمد بن إبراهيم بن المقرئ وسيأتي " الزرد " قريبا
( 3 ) كذا بالاصل وخع

(2/100)


أخبرنا أبو غالب محمد بن الحسن الماوردي أنا أبو الحسن ( 1 ) محمد بن علي بن أحمد بن إبراهيم السيرافي أنا أبو عبد الله أحمد بن إسحاق النهاوندي القاضي نا أحمد بن عمران بن موسى نا موسى بن زكريا نا أبو عمرو خليفة بن خياط العصفري نا بكر بن سليمان قال وقال أبو ( 2 ) إسحاق وقعة مرج الصفر يوم الخميس لاثني عشرة بقيت من جمادى الأولى سنة ثلاث عشرة والأمير خالد بن الوليد أخبرتنا أم البهاء فاطمة بنت محمد بن أحمد بن البغدادي أنا أبو طاهر أحمد بن محمود الثقفي أنا أبو بكر بن المقرئ نا محمد بن جعفر الزراد المنبجي ( 3 ) نا عبيد الله بن سعد نا عمي نا أبي عن ابن إسحاق قال وكانت أجنادين في سنة ثلاث عشرة لليلتين بقيتا من جمادى الأولى وقتل يومئذ من المرسلين ( 4 ) ممن ينتمي ( 5 ) لنا من قريش أربعة عشر رجلا ولم يسم لنا من الأنصار أحد أصيب بها أخبرنا أبو علي الحسين بن أحمد بن أشليها المقرئ وابنه أبو الحسن علي بن الحسين قالا أنا أبو الفضل أحمد بن علي بن الفضل بن طاهر بن الفرات أنبأ أبو محمد عبد الرحمن بن عثمان بن أبي نصر أنا أبو القاسم علي بن يعقوب بن أبي العقب أنبأ أحمد بن إبراهيم القرشي أنا محمد بن عايذ القرشي نا الوليد عن ( 6 ) سعيد وابن جابر قالا ثم كانت أجنادين بعد ( 7 ) وقعة مرج الصفر قال سعيد التقوا على النهر عند الطاحونة ( 8 ) فقتلت الروم يومئذ حتى جرى النهر وطحنت
_________
( 1 ) قوله " أنا أبو الحسن " كرر بالاصل وأثبتناه ما وافق عبارة خع
( 2 ) كذا بالاصل وخع وفي المطبوعة " ابن
( 3 ) تقدم قريبا " الرزاز " تحريف والزراد نسبة إلى صنعة الذروع والسلاح
والمنبجي بفتح الميم وسكون النون وكسر الباء هذه النسبة إلى منبج إحدي بلاد الشام ( الانساب )
( 4 ) في خع : من المسلمين
( 5 ) كذا بالاصل وخع وفي المطبوعة : سمي لنا
( 6 ) بالاصل " بن " تحريف والمثبت يوافق عبارة مختصر ابن منظور 1 / 201 والمطبوعة
( 7 ) كذا وردت العبارة بالاصل وخع وفي مختصر ابن منظور 1 / 201 : ثم كانت بعد أجنادين وقعة مرج
الصفر
راجع فتوح البلدان للبلاذري ص 116 و 121
( 8 ) زيادة عن خع ومختصر ابن منظور

(2/101)


طاحونتها بدمائهم فأنزل الله على المسلمين نصره وقتلت يومئذ أم حكيم ( 1 ) أربعة من الروم بعمود فسطاطها أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي الفرضي أنا أبو محمد الجوهري أنبأ أبو عمر بن حيوية أنا أبو الحسن أحمد بن معروف الخشاب أنا الحسين بن الفهم نا محمد بن سعد أنا محمد بن عمر حدثني سعيد بن راشد عن عطية بن قيس عن أبي العوام مؤذن بيت المقدس قال سمعت عبد الله بن عمرو بن العاص يحدث في بيت المقدس يقول شهدنا أجنادين ونحن يومئذ عشرون ألفا وعلى الناس يومئذ عمرو بن العاص فهزمهم الله تعالى وتفرقوا ففاءت فئة ( 2 ) إلى فحل في خلافة عمر بن الخطاب فسار إليهم عمرو بن العاص في الناس حتى نفاهم عن فحل أخبرنا أبو علي الحسين بن علي بن الحسين بن أحمد بن اشليها ( 3 ) المقرئ وابنه أبو الحسن علي قالا أنا أبو الفضل أحمد بن علي بن الفرات أنبأ أبو محمد بن أبي نصر أنا أبو القاسم بن أبي العقب أنا أبو عبد الملك أحمد بن إبراهيم نا ابن عايذ نا محمد بن عمر عن سعد بن راشد عن عطية بن قيس عن أبي العوام مؤذن بيت المقدس قال سمعت عبد الله بن عمرو بن العاص يحدث في بيت المقدس يقول شهدنا أجنادين ونحن يومئذ عشرون ألفا وعلى الناس يومئذ عمرو بن العاص فهزمهم الله تعالى ففاءت فئة ( 3 ) إلى فحل في خلافة عمر رضي الله عنه فسار إليهم في الناس عمرو بن العاص فنفاهم إلى ( 4 ) فحل قال محمد بن عمر وأهل الشام قاطبة وعامة رواتنا يقولون إن أجنادين كانت قبل فحل وهي في ولاية أبي بكر وكان ( 5 ) فحل في ذي القعدة في خلافة عمر على رأس خمسة أشهر من خلافته
_________
( 1 ) وهي أم حكيم بنت الحارث بن هشام المخزومي وكان قد أعرس بها خالد بن سعيد بن العاص - في صبيحة
يوم الوقعة - وقد بلغها مصابه فانتزعت عمود الفسطاط فقاتلت به فيقال إنها قتلت سبعة نفر ( فتوح البلدان - البلاذري ص 121 )
( 2 ) بالاصل وخع " قيد " والمثبت عن مختصر ابن منظور
( 3 ) ان المطبوعة وبالاصل " استلها "
( 4 ) كذا
( 5 ) كذا

(2/102)


أخبرنا أبو الحسين عبد الرحمن بن عبد الله الخطيب أنا جدي أبو عبد الله الحسن بن أحمد أنا علي بن الحسن بن علي أنبأ العباس بن محمد بن حيان نا عبد الله بن عتاب بن الزفتي نا محمد بن محمد بن مصعب نا محمد بن المبارك نا الوليد وقرأت على أبي محمد عبد الكريم بن حمزة السلمي عن عبد العزيز بن أحمد التميمي أنا محمد بن أحمد بن هارون الجندي وعبد الرحمن بن الحسين بن الحسن بن علي بن يعقوب قالا أنبأ أبو القاسم بن أبي العقب نا أبو عبد الملك أحمد بن إبراهيم نا محمد بن عايذ قال قال الوليد أخبرني سعيد بن عبد العزيز وابن جابر أن أول وقعة كانت بين المسلمين وبين الروم بأجنادين نصر الله المسلمين قال ابن جابر فهي إحدى ملاحم الروم التي أبيروا فيها أخبرنا أبو علي بن الحسين بن علي بن الحسين بن أشليها ( 2 ) المصري وابنه أبو الحسن قالا أنا أبو الفضل بن الفرات أنا أبو محمد بن أبي نصر أنا أبو القاسم علي بن يعقوب بن إبراهيم بن أبي العقب أنا أبو عبد الملك أحمد بن إبراهيم القرشي ( 3 ) أنا محمد بن عايذ قال نا الواقدي قال وكان فتح أجنادين يوم الاثنين لاثنتي عشرة بقيت من شهر جمادى الأولى قال الواقدي واليقين عندنا أن أجنادين كانت في جمادى الأولى سنة ثلاث عشرة وبشر بها أبو بكر رضي الله عنه وهو بآخر رمق قال ( 4 ) وحدثنا ابن عائذ أنبأ الوليد بن مسلم عن عبد الله بن لهيعة عن أبي الأسود عن عروة قال وكانت وقعة أجنادين في جمادى سنة ثلاث عشرة وكانت وقعة فحل في ذي القعدة سنة ثلاث عشرة
_________
( 1 ) بالاصل وخع " عتاق " والصواب عن الانساب عن الانساب ( الزفتي " وفيه أبو العباس عبد الله بن عتاب بن أحمد الزفتي وهذه النسبة إلى الزفت وهو شئ أسود مثل القير
( 2 ) بالاصل وخع : استلها
( 3 ) بالاصل وخع : " العرسي " والصواب عن المطبوعة
( 4 ) من هنا سقطت من الاصل وخع واستدرك عن المطبوعة

(2/103)


أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأ أبو الحسين بن النقور أنا أبو طاهر المخلص أنبأ أبو بكر بن سيف نا السري بن يحيى نا شعيب بن إبراهيم نا سيف بن عمر التميمي عن سهل عن القاسم ومبشر ( 1 ) عن سالم ويزيد بن أبي أسيد الغساني عن خالد وعبادة قالوا ولما قدم الوليد ( 2 ) على خالد بن سعيد فسانده وقدمت جيوش المسلمين الذي ( 3 ) كان أبو بكر أمده بهم وسموا بجيش البدال وبلغه عن الأمراء وتوجههم إليه اقتحم على الروم طلب الحظوة وأعرى ظهره وبادر الأمراء بقتال الروم فاستطرد له باهان فأرز ( 4 ) هو ومن معه إلى دمشق واقتحم خالد في الجيش ومعه ذو الكلاع وعكرمة والوليد حتى نزل بالمرج مرج الصفر بين الواقوصة ودمشق فانطوت مسالح باهان عليه وأخذوا عليه الطرق ولا يشعر وزحف له باهان فوجد ابنه سعيد بن خالد يستمطر في الناس فقتلوهم فأتى الخبر خالدا فخرج هاربا في جريدة فأفلت من أفلت من أصحابه على ظهور الخيل والإبل وقد أجهضوا عن عسكرهم ولم تنته بخالد بن سعيد الهزيمة عن ذي المروة وأقام عكرمة في الناس ردءا لهم فرد عنهم باهان وجنوده أن يطلبوه واقام من بالشام على قريب وقدم شرحبيل بن حسنة وافدا من عند خالد بن الوليد فندب معه الناس ثم استعمله أبو بكر ( 5 ) على عمل الوليد وخرج معه يوصيه أخبرنا أبو علي الحسين بن علي وابنه أبو الحسن علي قالا أنبأ أبو الفضل بن الفرات أنبأ أبو محمد بن ابي نصر أنا أبو القاسم بن ابي العقب أنا أبو عبد الملك القرشي نا محمد بن عائذ نا الواقدي عن هشام بن سعد عن عروة بن رويم أن خالد بن الوليد مضى إلى أصحابه حتى نزل على قناة بصرى فوجد الأمراء مقيمين لم يفتحوا شيئا قال ما مقامكم بهذا الموضع انهضوا فنهضوا بأهل بصرى فما أمسوا ذلك اليوم حتى دعوا إلى الصلح فصالحوهم وكتبوا
_________
( 1 ) في المطبوعة " وميسر " والمثبت عن الطبري 3 / 390 حوداث سنة 13
( 2 ) هو الوليد بن عقبة وكان على النصف من صدقات قضاعة وكان أبو بكر قد كتب إليه أن يستخلف على عمله ويتوجه إلى الشام انظر الطبري 3 / 389 - 390
( 3 ) في الطبري : الذين
( 4 ) أزر إليه : التجأ
( 5 ) عن الطبري

(2/104)


بينهم كتابا فكانت أول مدينة فتحت من الشام صلحا ( 1 ) قال ونا ابن عائذ نا عبد الأعلى عن سعيد بن عبد العزيز قال أول مدينة فتحت بالشام بصرى وفيها مات سعد بن عبادة وذكر أبو الحسن محمد بن أحمد بن القواس الوراق في تاريخه أن بصرى افتتحت لخمس بقين من شهر ربيع الأول سنة ثلاث عشرة قرأت على أبي غالب أحمد بن الحسن بن البنا عن أبي الفتح عبد الكريم بن محمد بن أحمد بن المحاملي أنبأنا أبو الحسن علي بن عمر الدارقطني قال وأما فحل فهو موضع بالشام كان به وقائع بين المسلمين والمشركين فنسبت تلك الوقعة إلى الموضع فقيل وقعة فحل وعام فحل وأخبار ذلك في الفتوح هكذا ذكره بكسر الفاء ونقلته من نسخة بخط زوج الحرة مقروءة على الدارقطني كذلك وقرأته بخط أبي بشر محمد بن أحمد بن حماد الدولابي الحافظ فحل بفتح الفاء وسكون الحاء هو الصواب وكذلك يقول أهل الشام إن فحل كانت قبل فتح دمشق وذكر سيف بن عمر التميمي أنها كانت بعد فتح دمشق والله أعلم أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأ أبو الحسين أحمد بن محمد بن النقور أنبأ أبو طاهر محمد بن عبد الرحمن بن العباس المخلص أنا أبو بكر بن سيف ثنا السري بن يحيى نا شعيب بن إبراهيم نا سيف بن عمر عن أبي عثمان يزيد بن أسيد الغساني وأبي حارثة العتبي قالا : ( 2 ) وخلف الناس بعد فتح دمشق يزيد بن أبي سفيان في خيله ( 3 ) في دمشق وساروا نحو فحل فكان على الناس شرحبيل بن حسنة فبعث خالدا على المقدمة وأبا عبيدة
_________
( 1 ) انظر شروط صلح خالد بن الوليد لاهل بصري في فتوح البلدان للبلاذري ص 116
( 2 ) الطبري 3 / 442 حوادث سنة 13
( 3 ) عن الطبري وفي المطبوعة : خيل

(2/105)


وعمرا على مجنبتيه وعلى الخيل ضرار وعلى الرجل ( 1 ) عياض وكرهوا أن يصمدوا لهرقل وخلفهم ثمانون ألفا وعلموا أن بإزاء فحل جند الروم وإليهم ينظرون وأن الشام بعدهم سلم فلما انتهوا إلى أبي الأعور عوموه ( 2 ) إلى طبرية فحاصروهم ونزلوا على فحل من الأردن وقد كان أهل فحل حين نزل بهم أبو الأعور تركوه وأرزوا إلى بيسان ( 3 ) فنزل شرحبيل بالناس فحلا والروم ببيسان وبينهم وبين المسلمين تلك المياه والأوحال وكتبوا إلى عمر بالخبر وهم يحدثون أنفسهم بالمقام ولا يريدون أن يريموا عن فحل حتى يرجع جواب كتابهم من عند عمر ولا يستطيعون الإقدام على عدوهم في مكانهم لما دونهم من الأوحال وكانت العرب تسمي تلك الغزاة فحل وذات الردغة ( 4 ) وبيسان وأصاب المسلمون من ريف الأردن أفضل ما ترك فيه المشركون مادتهم متواصلة وخصبهم رغد فاغترهم القوم وعلى الروم سقلار بن مخراق ورجوا أن يكونوا على غرة فأتوهم والمسلمون لا يأمنون مجيئهم فهم على حذر وكان شرحبيل لا يبيت ولا يصبح إلا على تعبئة فلما هجموا على المسلمين فغافصوهم ( 5 ) لم يناظروهم فاقتتلوا بفحل كأشد قتال اقتتلوه قط ليلتهم ويومهم إلى الليل فأظلم عليهم الليل وقد حاروا فانهزموا وهم حيارى وقد أصيب رئيسهم سقلار بن مخراق والذي يليه فيهم نسطورس وظفر المسلمون أحسن ظفر وأهنأه وركبوهم وهم يرون على أنهم على قصد وجدد فوجدوهم حيارى ( 6 ) هرقل ( 7 ) لا يعرفون مأخذهم فأسلمتهم هزيمتهم وحيرتهم إلى الوحل فركبوه ولحق أوائل المسلمين بهم وقد وحلوا فركبوهم وما يمنعون يد لامس فوخزوهم بالرماح فكانت الهزيمة في فحل وكانت مقتلتهم في الرداغ فأصيب الثمانون ألفا لم يفلت إلا الشريد وكان الله عز و جل يصنع للمسلمين وهم كارهون النتوفة ( 8 ) فكان عونا لهم على
_________
( 1 ) عن الطبري ومختصر ابن منظور 1 / 201 وفي مطبوعة ابن عسار " الرحل "
( 2 ) في الطبري ومختصر ابن منظور قدموه
( 3 ) بيسان : مدينة بالاردن بالغور الشامي ( ياقوت )
( 4 ) الردغة والردغة الجمع رداغ : الماء والطين والوحل الكثير الشديد ( اللسان : ردغ )
( 5 ) أي فاجأوهم وأخذوهم على غرة
( 6 ) إلى هنا ينتهي السقط من الاصل وخع
( 7 ) كذا بالاصل واللفظة مقحمة ولم ترد في الطبري
( 8 ) كذا وفي الطبري : كرهوا البقوق فكانت عونا

(2/106)


عدوهم وأتاه من الله عز و جل ليزدادوا بصيرة وجدا واقتسموا ما أفاء الله عز و جل عليهم وانصرف أبو عبيدة بخالد من فحل إلى حمص فصرفوا بشير ( 1 ) بن كعب من اليرموك معهم ومضوا بذي كلاع ومن معه وخلفوا شرحبيل ومن معه وقال القعقاع بن عمرو يوم فحل كم من أب لي قد ورثت فعاله * جم المكارم بحره تيار ( 2 ) ورث المكارم عن أبيه وجده * فبنا بناءهم له استنصار ( 3 ) فبنيت مجدهم وما هدمته * وبني بعدي إن بقوا عمار ما زال منا في الحروب مروس * ملك يغير وخلفه جرار بطل اللقاء إذا الثغور توكلت * عند الثغور مجرب مظفار وغداة فحل قد رأوني معلما * والخيل تنحط والبلاد ( 4 ) أطوار يفدي بلائي عندها متكلف * سلس المياسر عوده خوار سلس المياسر ما تسامى مأقطا * عند الرهان معير عيار ما زالت الخيل العراب تدوسهم * في حوم فحل والحتا موار ( 5 ) حتى رميت ( 6 ) سراتهم عن أسرهم * في ردعة ( 7 ) ما بعدها استمرار يوم الرداع فعند فحل ساعة * وخز الرماح عليم مدرار ولقد أثرنا في الرداع جموعهم * طرا ونحوي تسم ( 8 ) الأبصار وقال أيضا : وغداة فحل قد شهدنا مأقطا * ينسي الكمي سلاحه في الدار
_________
( 1 ) كذا بالاصل وفي الطبري : سمير
( 2 ) الابيات الاول والسادس والسابع والثامن في معجم البلدان " فحل "
وشعراء إسلاميون : شعر القعقاع ص 35
( 3 ) في المطبوعة : " استبصار "
( 4 ) في خع ومعجم البلدان : " والبلاء "
( 5 ) في معجم البلدان : والهباء موار
( 6 ) في خع وياقوت : رمين
( 7 ) في ياقوت : " روعة "
( 8 ) في خع " تسمو "

(2/107)


ما زلت أرميهم بفرحة كامل * كر المنيح ربابة الأيسار حتى فضضنا جمعهم بتردس ( 1 ) * ينقي العدو إذا سما جرار نحن الألي جسنا العراق بخيلنا ( 2 ) * والشام جسنا في ذرى الأسفار ( 3 )
_________
( 1 ) كذا بالاصل وخع
( 2 ) عن خع وبالاصل " بخيلها "
( 3 ) بعده في المطبوعة وقد سقطت من الاصل وخع : كم من قمامة إبرنا جمعهم * بعد العراق وبعد ذي الاوتار وبعده أيضا في المطبوعة : آخر الجزء الثامن

(2/108)


" باب كيف كان أمر دمشق في الفتح وما أمضاه المسلمون لأهلها من الصلح " أخبرنا أبو محمد هبة الله بن أحمد بن محمد الأكفاني نا أبو محمد عبد العزيز بن أحمد الكتاني أنا أبو محمد بن أبي نصر أنبأ أبو الميمون بن راشد أنبأ أبو زرعة عبد الرحمن بن عمرو حدثني عبد الرحمن بن إبراهيم نا الوليد بن مسلم قال حدثني الأموي قال ثم ولي عمر بن الخطاب فعلى يديه فتحت دمشق سنة أربع عشرة قال أبو زرعة وحدثني محمود بن خالد قال عن محمد بن عايذ عن الوليد بن مسلم عن عثمان بن خضر ( 1 ) عن علاف عن يزيد بن عبيدة قال فتحت دمشق سنة أربع عشرة قال أبو زرعة وفتحت دمشق سنة أربع عشرة في رجب حدثنيه عبد الرحمن بن إبراهيم عن الوليد بن مسلم وغيره بهذه القصة ثم أعاده في موضع آخر عن محمود عن ( 2 ) الوليد ولم يذكر ابن عايذ أخبرنا أبو علي الحسين بن علي بن أشليها ( 3 ) المصري وابنه أبو الحسن علي بن الحسين قالا أنا أبو الفضل بن الفرات أنا أبو محمد بن أبي نصر أنا أبو القاسم علي بن يعقوب بن أبي العقب أنا أبو عبد الملك أحمد بن إبراهيم القرشي نا محمد بن عايذ القرشي نا الوليد عن عثمان بن خضر ( 1 ) عن يزيد بن عبيدة قال
_________
( 1 ) كذا بالاصل وفي المطبوعة : " عثمان بن حصن بن علاق " وانظر تقريب التهذيب والكاشف 2 / 217
( 2 ) بالاصل " بن " تحريف وهو محمود بن خالد وقد مر في الحديث الذي قبله
( 3 ) بالاصل : استلها "

(2/109)


فتحت دمشق سنة أربع عشرة أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني وأبو محمد عبد الكريم بن حمزة ( 1 ) السلمي قالا نا أبو محمد عبد العزيز بن أحمد التميمي أنا أبو القاسم تمام بن محمد الرازي وعبد الوهاب بن جعفر الميداني قالا أنا أبو الحارث أحمد بن محمد بن عمارة بن أبي الخطاب يحيى بن عمرو بن عمارة الليثي ح قال تمام وأخبرني أبو بكر يحيى بن عبد الله بن الحارث ثنا عبد الرحمن ( 2 ) بن عمر المازني قال تمام وأخبرني أبو إسحاق ( 3 ) بن سفيان إجازة قالوا ثنا أحمد بن المعلى ثنا عبد الرحمن بن إبراهيم ثنا الوليد بن مسلم قال سمعت أشياخنا يقولون إن دمشق فتحت في سنة أربع عشرة وأن عمر بن الخطاب قدم الشام ( 4 ) سنة ست عشرة فولاه الله فتح بيت المقدس على صلح ثم قفل أخبرنا أبو محمد عبد الرحمن بن أبي الحسن بن إبراهيم الداراني أنا أبو الفرج سهل بن بشر الإسفرايني أنا أبو بكر الجليل ( 5 ) بن هبة الله بن الخليل أنا عبد الوهاب بن الحسن الكلابي نا أبو الجهم أحمد بن الحسين بن طلاب نا العباس بن الوليد ثنا صالح نا أبو مسهر قال سمعت سعيد بن عبد العزيز يقول كان فتح دمشق سنة أربع عشرة وكانت اليرموك سنة خمس عشرة وعلى المسلمين أبو عبيدة بن الجراح رضي الله عنه أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأ عمر بن عبيد الله بن عمر أنا أبو الحسين بن بشران أنبأ عثمان بن أحمد بن عبد الله نا حنبل نبأ عاصم بن علي نا أبو معشر قال وكان فتح دمشق في رجب سنة أربع عشرة قال ونا حنبل بن إسحاق حدثنا هلال بن العلاء ثنا عبد الله بن جعفر الرقي نا مطرف بن مازن اليماني عن معمر قال وكان فتح دمشق في رجب سنة أربع عشرة
_________
( 1 ) عن خع وبالاصل " عمرة "
( 2 ) في المطبوعة : عبد الرحيم
( 3 ) زيادة عن خع
( 4 ) زيادة عن خع
( 5 ) عن خع وبالاصل " الحليل "

(2/110)


أخبرنا أبو محمد عبد الكريم بن حمزة السلمي نا أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت ح وأخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو بكر بن الطبري قالا أنا أبو الحسين بن الفضل أنبأ عبد الله بن جعفر نا يعقوب نا حامد بن يحيى نا صدقة يعني ابن سابق عن محمد بن إسحاق قال ثم ساروا إلى دمشق على الناس خالد وقد كان عمر عزله وأمر أبا عبيدة فرابطوها حتى فتح الله عز و جل فلما قدم الكتاب على أبي عبيدة بإمرته وعزل خالد استحيى أن يقرئ خالد الكتاب حتى فتحت دمشق وكانت في سنة أربع عشرة في رجب قال وأظهر أبو عبيدة إمرته وعزل خالد ثم شنا أبو عبيدة شننته وفي نسخة شنته ( 1 ) بدمشق قال نبأ يعقوب حدثني سلمة عن ( 2 ) أحمد بن حنبل عن إسحاق بن عيسى عن أبي معشر قال وكان فتح دمشق في العام القابل في رجب سنة أربع عشرة وكانت اليرموك في رجب سنة خمس عشرة أخبرتنا أم البهاء فاطمة بنت محمد بن أحمد بن البغدادي قالت أخبرنا أبو طاهر أحمد بن محمود بن أحمد بن محمد الثقفي أنا أبو بكر بن المقرئ نا محمد بن جعفر الزراد المنبجي ( 3 ) حدثنا عبيد الله بن سعد نا عمي نا أبي عن ابن إسحاق قال وكان فتح دمشق في سنة أربع عشرة في رجب أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو الحسين بن النقور أنا أبو طاهر المخلص أنا أحمد بن عبد الله بن سعيد بن سيف نا السري بن يحيى نا شعيب بن إبراهيم نا سيف بن عمر قال كانت وقعة دمشق في شوال سنة أربع عشرة أخبرنا أبو غالب الماوردي أنا أبو الحسن محمد بن علي السيرافي ثنا أبو عبد الله أحمد بن إسحاق القاضي نا أحمد بن عمران نا موسى بن زكريا نا خليفة بن خياط قال سنة أربع عشرة فيها فتحت دمشق سار أبو عبيدة بن الجراح
_________
( 1 ) كذا بالاصل وخع والعبارة في مختصر ابن منظور 1 / 203 ثم شتى أبو عبيدة شتيتة - وفي نسخة : شتيه - ( 2 ) بالاصل وخع " بن " تحريف
( 3 ) في المطبوعة : " المنيحي " تحريف

(2/111)


ومعه خالد بن الوليد فحاصرهم فصالحوه وفتحوا له باب الجابية ( 1 ) وفتح خالد أحد الأبواب عنوة وأتم لهم أبو عبيدة الصلح وقال ابن الكلبي كان الصلح يوم الأحد النصف من رجب سنة أربع عشرة صالحهم أبو عبيدة بن الجراح قال وثنا خليفة ثنا بكر بن سليمان عن ابن إسحاق قال صالحهم أبو عبيدة بن الجراح في رجب وقال ونا خليفة قال وحدثني بكر بن عطية قال حاصرهم أبو عبيدة رجب وشعبان وشهر رمضان وشوال تم الصلح في ذي القعدة ( 2 ) أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد بن السمرقندي أنا أبو القاسم علي بن أحمد بن محمد بن البسري ( 3 ) أنبأ أبو طاهر المخلص إجازة أن أبا محمد عبيد الله بن عبد الرحمن بن محمد بن عيسى بن خلف السكري حدثهم قال دفع إلي ( 4 ) أبو الحسن عبد الرحمن بن حمد بن المغيرة الصيرفي في ( 5 ) كتابه وأخبرني عن أبيه أنه قرأ بخط أبي عبيد القاسم بن سلام الثقة وأنه سمعه من أبيه محمد بن المغيرة وأن أباه قرأه على أبي عبيد قال أبو محمد فنسخته وقرأته عليه قال حدثني أبي قال حدثني أبو عبيدة قال سنة أربع عشرة فيها افتتحت دمشق وذكر أبو عثمان سعيد بن كثير بن عفير المصري في تاريخ فتح دمشق فقال فحاصروها أربعة أشهر ومنهم من قال فحاصروها أربعة عشر شهرا أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني ثنا عبد العزيز الكتاني أنبأ أبو محمد بن أبي نصر أنا أبو القاسم بن أبي العقب أنا أبو عبد الملك أحمد بن إبراهيم القرشي نا محمد بن عايذ نا الوليد بن مسلم قال حدثني الشيخ الأموي عن أبيه أن أبا بكر ولي سنتين وأربعة اشهر فعلى يديه كانت وقعة أجنادين وفحل ثم مضى المسلمون إلى
_________
( 1 ) باب دمشق الغربي ومنه يكون الخروج إلى قرية الجابية
( 2 ) راجع تاريخ خليفة ص 125 و 126
( 3 ) بالاصل وخع " السري " والصواب عن الانساب " البسري " وهذه النسبة إلى بسر بن أرطأة ومنهم أبو القاسم على بن أحمد بن محمد بن البسري البندار شيخ بغداد في عصره
( 4 ) زيادة عن خع
( * ) ( 5 ) كذا والمناسب حذف " في "

(2/112)


دمشق فنزلوا عليها في رجب سنة ثلاث عشرة وتوفي أبو بكر رضي الله عنه بعد ذلك وولي عمر بن الخطاب فعلى يديه فتحت دمشق في سنة أربع عشرة قال فسمعت أشياخنا يقولون إن عمر بن الخطاب ولي سنة ثلاث عشرة فأقام عمر عمود رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) وسنته فكان أول ما ابتدأ به إقامة فريضة الجهاد والائتمام ( 1 ) برسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) وأبي بكر بأثرة أهله بكل ما قدر عليه ( 2 ) من تقويتهم بالأموال التي صرفها رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) وأبو بكر فيها مع إعماله رأيه ونظره وتدبيره إياه ما حضر منه أو غاب قالوا ففتح الله به وعلى يديه الفتوح العظيمة من دمشق سنة أربع عشرة واليرموك سنة خمس عشرة أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني نبأ أبو محمد الكتاني أنبأ أبو القاسم الرازي أنا أبو جعفر عبد الله بن محمد بن هشام الكندي نا أبو زرعة الدمشقي حدثني الحكم بن نافع نا صفوان بن عمرو عن عبد الرحمن بن جبير بن نفير أن أبا بكر جهز بعد النبي ( صلى الله عليه و سلم ) جيوشا على بعضها شرحبيل بن حسنة ويزيد بن أبي سفيان وعمرو بن العاص وأرسل أبو بكر إلى خالد بن الوليد وهو بالعراق وقد فتح الله عليه القادسية ( 3 ) وجلولاء ( 4 ) فكتب له أن انصرف بثلاثة آلاف فارس فأمد إخوانك بالشام والعجل العجل قال فنزل خالد على شرحبيل ويزيد وعمرو فاجتمع هؤلاء الأمراء الأربعة وأخبرنا أبو محمد بن الأكفاني نا عبد العزيز الكتاني أنا أبو محمد بن أبي نصر أنبأ أبو الميمون بن راشد نا أبو زرعة حدثني أبو اليمان حدثني صفوان بن عمرو عن عبد الرحمن بن جبير بن نفير أن يزيد بن أبي سفيان ومن معه كتبوا إلى أبي ( 5 ) بكر يخبرونه بجموع الروم لهم ويستمدونه ( 6 ) فكتب أبو بكر إلى خالد بن الوليد وهو بالعراق وقال غيره بناحية عين التمر وقد فتح الله عليه القادسية وجلولاء
_________
( 1 ) بالاصل وخع : " والانتمام " والمثبت عن المطبوعة
( 2 ) عن خع وبالاصل " قدم "
( 3 ) بلدة كان بينها وبين الكوفة خمسة عشر فرسخا ( ياقوت )
( 4 ) جلولاء : بالمد طسوج من طساسيج السواد في طريق خراسان بينها وبين خانقين سبعة فراسخ ( معجم البلدان )
( 5 ) زيادة عن خع
( 6 ) بالاصل وخع " واستمدونه "

(2/113)


وأمير الجيش سعد بن أبي وقاص وكتب إليه أن انصرف بثلاثة آلاف فارس فأمد إخوانك بالشام والعجل العجل إلى إخوانكم بالشام فوالله لقرية من قرى الشام يفتحها الله عز و جل على المسلمين أحب إلي من رستاق عظيم من رساتيق العراق ففعل خالد فاشتق الأرض بمن معه حتى خرج إلى صفير ( 1 ) وذنبة ( 2 ) فوجد المسلمين معسكرين بالجابية فنزل خالد على شرحبيل ويزيد وعمرو فاجتمع هؤلاء الأربعة أمراء بين مولى ( 3 ) من الحارث كذا قال وإنما استخلف خالد المثنى بن حارثة ثم قدم سعد بعد ذلك أخبرنا أبو غالب محمد بن الحسن الماوردي أنا أبو الحسن محمد بن علي السيرافي نا أحمد بن إسحاق النهاوندي نا أحمد بن عمران بن موسى نا موسى بن زكريا نا أبو عمرو خليفة بن خياط المعروف بشباب حدثني الوليد بن هشام عن أبيه عن جده قال كان خالد على الناس ( 4 ) فصالحهم فلم يفرغ من الصلح حتى عزل وولي أبو عبيدة فأمضى صلح خالد ولم يغير الكتاب والكتاب عندهم باسم خالد أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني نا عبد العزيز الكتاني أنا أبو محمد بن أبي نصر نا أبو الميمون بن راشد نا أبو زرعة حدثني عبد الرحمن بن إبراهيم حدثني الوليد بن مسلم حدثني الأموي عن أبيه قال وكانت وقعة أجنادين في جمادى الأولى ووقعة فحل في ذي القعدة من سنة ثلاث عشرة قال محمد بن عايذ قال الوليد بن مسلم قال سعيد بن عبد العزيز وابن حاتم ثم كانت وقعة بمرج الصفر والتقوا على النهر عند الطاحونة فقتلت الروم يومئذ حتى جرى النهر وطحنت طاحونتها من دمائهم
_________
( 1 ) كذا بالاصلين ولم أجده ولعله أحد موضعين ففي معجم البلدان : ضفير : ذو ضفير : جبل بالشام
وفيه : ضمير موضع قرب دمشق
فلعله صحفت اللفظة من النساخ
( 2 ) ذنبة : موضع من أعمال دمشق ( معجم البلدان )
( 3 ) كذا وردت العبارة بالاصلين وفي المطبوعة : فاجتمع هؤلاء الاربعة الامراء يبرمون أمر الحرب
( 4 ) يعنى عند فتح دمشق انظر تاريخ خليفة ص 126 حوادث سنة 14
( 5 ) عقب خليفة بعد ما أورد الخبر : هذا غلط لان عمر عزل خالدا حين ولي

(2/114)


قال فأخبرني عبد الرحمن بن إبراهيم نا الوليد بن مسلم حدثني الأموي أن وقعة فحل وأجنادين كانت في خلافة أبي بكر ثم مضى المسلمون إلى دمشق ونزلوا عليها في رجب سنة ثلاث عشرة قال وحدثني عبد الرحمن بن إبراهيم نا الوليد بن مسلم قال سمعت أبا عمرو وغير من أشياخنا يقولون إن الله أظهرهم على من تعرض قتالهم ( 1 ) بأجنادين وفحل ثم بمرج الصفر حتى نزلوا على دمشق وحاصروا أهلها قال ابن عايذ قال الوليد عن يحيى بن حمزة أخبرني راشد بن داود عن شراحيل بن مرثد أن خالد بن الوليد وجماعة المسلمين نزلوا على حصار دمشق فحاصروها أربعة أشهر أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد بن أحمد المشكاني ( 2 ) الخطيب بها أنا القاضي أبو منصور محمد بن الحسن بن محمد النهاوندي أنا القاضي أبو العباس أحمد بن الحسين بن زنبيل النهاوندي أنا أبو القاسم عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن القاضي نا أبو عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري حدثني محمد بن عثمان الدمشقي نا الهيثم ( 3 ) بن حميد أخبرني محمد بن يزيد الرحبي سمعت أبا الأشعث عن أبي عثمان الصنعاني قال لما فتح الله عز و جل علينا دمشق ( 4 ) خرجنا مع أبي الدرداء في مسلحة برزة ( 5 ) ثم تقدمنا مع أبي عبيدة بن الجراح ففتح الله بنا حمص ثم تقدمنا مع شرحبيل بن السمط فأوطأ الله بنا ما دون النهر يعني الفرات وحاصرنا عانات ( 6 ) وأصابنا لأواء ( 7 ) وقدم علينا سلمان ( 8 ) في مدد لنا
_________
( 1 ) عن خع وبالاصل " لقتالهم "
( 2 ) بالاصلين : " المسكاي " والمثبت " عن الانساب وهذه النسبة إلى مشكان قرية من أعمال روذراور قريبة منها من نواحي همذان منها أبو الحسن على بن محمد بن أحمد بن عبد الله الخطيب المشكاني خطيب هذه القرية
( 3 ) عن خع وبالاصل " الهيثم "
( 4 ) سقطت من المطبوعة
( 5 ) برزة : قرية من غوطة دمشق
( معجم البلدان )
( 6 ) عانات : راجع معجم البلدان
( 7 ) عن خع ومختصر ابن منظور
وبالاصل : " وأصحابنا لوا " تحريف
( 8 ) في مختصر ابن منظور : سليمان

(2/115)


وأخبرنا أبو محمد عبد الكريم بن حمزة نا أبو بكر الخطيب قالا أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو بكر بن الحسن أنا أبو الحسين بن الفضل أنا عبد الله بن جعفر نا يعقوب نا أبو الجماهر محمد بن عثمان نا الهيثم ( 1 ) بن حميد أنا محمد بن يزيد الرحبي قال سمعت أبا الأشعث الصنعاني ( 2 ) قال لما فتح الله علينا دمشق خرجنا مع أبي الدرداء في مسلحة برزة ثم تقدمنا مع أبي عبيدة ففتح الله علينا حمص قال ثم تقدمنا مع شرحبيل بن السمط فأوطأ ( 3 ) بنا ما دون النهر يعني الفرات وحاصرنا عانات فأصابنا عليه لأواء وقدم علينا سلمان الخير في مدد لنا أخبرنا أبو علي الحسين بن علي بن الحسين أشليها ( 4 ) المصري وابنه أبو الحسن علي بن الحسين قالا أنا أبو الفضل بن الفرات أنا أبو محمد بن أبي نصر أنا أبو القاسم بن أبي العقب أنبأ أبو عبد الملك القرشي نا محمد بن عايذ القرشي نا أبو بكر مروان بن محمد عن يحيى بن حمزة وحدث راشد بن داود الصنعاني عن أبي عثمان الصنعاني قال حاصرنا دمشق فنزل يزيد بن أبي سفيان على باب الصغير ( 5 ) ونزل أبو عبيدة بن الجراح على باب الجابية ( 6 ) ونزل خالد بن الوليد على باب الشرقي وكان أبو الدرداء ببرزة قال فحاصرناها أربعة أشهر قال وكان راهب دمشق قد طلب من خالد بن الوليد الصلح قال فشرط عليه خالد بن الوليد أشياء أبى الراهب أن يجيبه إليها قال فدخلها يزيد بن أبي سفيان قسرا من باب الصغير حتى ركبها قال وذهب الراهب كما هو على الحائط الحائط فأتى خالد بن الوليد ولا يعلم أحد ( 7 ) أن يزيد قد دخلها قسرا فقال له هل لك في الصلح قال وتجيبني إلى ما شرطت عليك قال نعم فأشهد عليه ففتح له باب الشرقي فدخل يزيد فبلغ المقسلاط فالتقى هو وخالد عند
_________
( 1 ) عن خع وبالاصل " الهيثم "
( 2 ) كذا ولعل في الاصلين سقط فقد تقدم في الحديث السابق أن أبا الاشعث سمعه عن أبي عثمان الصنعاني
واختلف الاسناد هنا عن المطبوعة
( 3 ) بالاصلين : فأبطأ
( 4 ) بالاصلين : أستلها
( 5 ) أصغر أبواب دمشق من الجنوب
( 6 ) باب الجابية : شرقي دمشق منه الخروج إلى قرية الجابية
( 7 ) في مختصر ابن منظور 1 / 204 " خالد "

(2/116)


المقسلاط ( 1 ) فقال هذا دخلتها عنوة وقال هذا دخلتها صلحا فأجمع رأيهم على أن جعلوها صلحا ( 2 ) قال نا ابن عايذ وثنا عبد الأعلى بن مسهر عن سعيد بن عبد العزيز أن يزيد بن أبي سفيان دخل من باب الصغير قسرا وخالد بن الوليد من باب الشرقي صلحا فالتقى المسلمون في المقسلاط فأمضوا الأمر على الصلح وقالوا فنظروا فإذا ما بين باب الشرقي إلى المقسلاط ( 3 ) أبعد مما بين باب الصغير إلى المقسلاط قال ونا ابن عايذ حدثني عبد الأعلى بن مسهر حدثني غير واحد عن الأوزاعي قال كنت عند ابن سراقة حين أتاه أهل دمشق النصارى بعهدهم فإذا فيه بسم الله الرحمن الرحيم هذا كتاب من خالد بن الوليد لأهل دمشق إني أمنتهم على دمائهم وكنائسهم أن لا تسكن ولا تهدم
_________
( 1 ) وهو بالقرب من درب الريحان وهو موضع النحاسين بدمشق وهو البريص
( فتوح البلدان ص 124 )
( 2 ) انظر مختلف الاقوال في فتح دمشق في أية سنة افتتحت وهل تم فتحها صلحا أم عنوة
الطبري 4 / 56 ابن الاثير 2 / 81 من تحقيقنا ابن كثير 7 / 24 من تحقيقنا الفتوح لابن الاعثم من تحقيقنا 1 / 128 فتوح الشام للازري ص 102 فتوح البلدان للبلاذري ص 123 - 124
قال ابن كثير ( 7 / 28 ) : اختلف العلماء في دمشق هل فتحت صلحا أو عنوة ؟ فأكثر العلماء على أنه استقر أمرها على الصلح لانهم شكوا في المتقدم على الاخر أفتتحت عنوة ثم عدل الروم إلى المصالحة أو فتحت صلحا
فقال قائلون : هي صلح يعني على ما صالحهم الامير في نفس الامر - وهو أبو عبيدة - وقال اخرون : بل هي عنوة لان خالد افتتحها بالسيف فلما أحسوا بذلك ذهبوا إلى بقية الامراء - ومعهم أبو عبيدة - فصالحوهم
فاتفقوا على أن يجعلوا نصفها صلحا ونصفها عنوة ( قال الواقدي : قرأت كتاب خالد بن الوليد لاهل دمشق فلم أر فيه أنصاف المنازل والكنائس وقد روي ذلك ولا أدري من أين جاء به ) ويروي الواقدي في فتوح الشام : أن خالد فتح دمشق عنوة وقد دار بينه وبين أبي عبيدة محاجة عنيفة نزلة بعدها خالد على رأي أبي عبيدة ( فتوح الشام 1 / 72 وما بعدها )
وقال ابن كثير ( 7 / 25 ) : والمشهور أن خالد فتح الباب قسرا ( الباب الشرقي ) وقال آخرون : بل فتحها عنوة أبو عبيدة وقيل يزيد بن أبي سفيان
وخالد صالح أهل اللد فعكسوا المشهور المعروف وهذا ما ذهب إليه البلاذري في فتوح البلدان وفيه نص كتاب خالد لاهل دمشق بالصلح ( انظر نص الكتاب ص 127 )
وقيل إن أبا عبيدة كتب لهم كتاب الصلح
قال ابن كثير : وهذا هو الانسب والاشهر وقيل إن الذي كتب لهم الصلح خالد بن الوليد ولكن أقره على ذلك أبو عبيدة
وهذا ما ذهب إليه اليعقوبي في تاريخه 2 / 140
( 3 ) ما بين معكوفتين سقط من الاصل واستدرك عن مختصر ابن منظور 1 / 204 والمطبوعة 1 / 502 واللفظ عن المطبوعة

(2/117)


شهد يزيد بن أبي سفيان وشرحبيل بن حسنة وقضاعي بن عامر وكتب في رجب من سنة أربع عشرة ( 1 ) أخبرنا أبو الحسين عبد الرحمن بن عبد الله الخطيب أنا جدي أبو عبد الله الحسن أنبأ أبو الحسن الربعي ( 2 ) أنا أبو الفرج العباس بن محمد بن حبان أنا أبو العباس بن الرقي أنبأ محمد بن محمد بن مصعب أنا محمد بن المبارك نا الوليد قال وأخبرني من سمع يحيى بن يحيى الغساني يحدث عن الرجلين اللذين من قومه اللذين دخلا دمشق يتسوقان منها قبل حصارها فبعث إليهما بطريقها فأمر أحدهما بالذهاب إلى معسكر المسلمين ليأتيه بخبرهم ثم رجع فخبره بما خبره به فمنعهما من الخروج كراهية أن يذيع خبرهما قالا ( 3 ) فبينا به نحن فيها إذ سمعنا التكبير حول المدينة وجعل كل قوم من أهلها على ما يليهم من حائطها قلنا ( 4 ) ممن اجعل معهم إلى باب الشرقي فنزل خالد ومن معه دير خالد ( 5 ) ونزل أبو عبيدة ومن معه ويزيد على باب الجابية فبينا نحن على برج بابها الشرقي إذ نشب أصحاب خالد بن الوليد القتال ودنا رجل منهم في يده اليمنى السيف وفي يده اليسرى الدرقة فنادى بالبراز فقال لنا ما يقول قلنا نقول إنه يدعو إلى المبارزة فأنزلوا حبشيا كالبعير مستائما ( 6 ) في سلاحه فتدانى فضربه المسلم فقتله ثم نادى بالبراز فأنزلوا إليه صاحب بندهم أجلسوه على باب دلوه فتدانى فضربه المسلم فقتله ثم نادى بالبراز فقال قل للشيطان يبارزك قال وحدثنا ( 7 ) الوليد عن ( 8 ) يحيى بن حمزة عن راشد بن داود عن
_________
( 1 ) انظر نص كتاب خالد لاهل دمشق في فتوح البلدان للبلاذري ص 124
( 2 ) زيادة عن خع
( 3 ) عن خع وبالاصل " قال "
( 4 ) كذا وردت العبارة بالاصل وخع وفي المطبوعة : " فكنا ممن أجفل معهم إلى باب الشرقي " وهذا مناسب أكثر
( 5 ) دير خالد : هو دير صليبا بدمشق مقابل دير الفراديس
قال ابن الكلبي : هو على ميل من الباب الشرقي ( معجم البلدان )
( 6 ) بالاصل وخع " مستلما " والمثبت عن مختصر ابن منظور 1 / 204
( 7 ) عن خع وبالاصل " ونادى "
( 8 ) بالاصل وخع " بن " تحريف "

(2/118)


شراحيل ( 1 ) بن مرثد أن خالد بن الوليد وجماعة المسلمين نزلوا على حصار دمشق فحاصروها أربعة اشهر ويزيد بن أبي سفيان على بابها الصغير وأبو عبيدة على باب الجابية وخالد بن الوليد على دير خالد عند باب شرقي وأبو الدرداء نازل ببرزة في مسلحة في جماعة من المسلمين قرأت على أبي محمد عبد الكريم بن حمزة عن عبد العزيز بن أحمد الكتاني أنبأ تمام الرازي أنا أبو بكر أحمد بن عبد الله بن الفرج القرشي أنا أبو بكر محمد بن خريم بن مروان بن عبد الملك نا السلم ( 2 ) بن يحيى نا سويد بن عبد العزيز حدثني الوضين بن عطاء عن يزيد بن مرثد حدثني عصابة من قومي شهدوا فتح دمشق قالوا ( 3 ) دخلها أبو عبيدة بن الجراح من باب الجابية بالأمان ودخل خالد بن الوليد من باب الشرقي عنوة بالسيف يقتل فالتقيا عند سوق الزيت فلم يدروا أيهما كان أول العنوة أو الأمان فاجتمعوا فقالوا والله إن أخذنا ما ليس لنا سفكنا الدماء وأخذنا الأموال لنأثمن ولئن تركنا بعض مالنا لا نأثم قال فأجمعوا ( 4 ) على أن أمضوه صلحا ( 5 ) قرأت على أبي القاسم الخضر بن الحسين بن عبدان عن ( 6 ) القاضي أبي عبد الله الحسن بن أحمد بن عبد الواحد أنا أبو المعمر المسدد بن علي بن عبد الله الأملوكي ( 7 ) أنبأ أبي أنا أبو القاسم عبد الصمد بن سعيد القاضي نا عبد السلام بن العباس بن الزبير نا أبو عبد الله محمد بن عبد العزيز عن عفير عن عمه زرعة بن السقر عن أبي مخنف ( 8 ) حدثني محمد بن يوسف بن ثابت عن
_________
( 1 ) عن خع وبالاصل : شر حبيل
( 2 ) في خع : المسلم
( 3 ) بالاصل وخع : قال
( 4 ) في خع : فاجتمعوا
( 5 ) انظر تعليقنا المتقدم قريبا في هذا الامر
( 6 ) بالاصل " بن " تحريف
( 7 ) هذه النسبة إلى أملوك بطن من ردمان وردمان بطن من رعين
وبالاصل وخع : " الاملولي " والصواب عن المطبوعة
( 8 ) بالاصل وخع : " محيف " تحريف

(2/119)


عباس بن سهل بن سعد قال تولى أبو عبيدة حصار دمشق وولي خالد بن الوليد القتال على الباب الذي كان عليه وهو الباب الشرقي فحصر دمشق بعد موت أبي بكر حولا كاملا وأياما ثم إنه لما طال على صاحب دمشق انتظار مدد هرقل ورأى المسلمين لا يزدادون إلا كثرة وقوة وإنهم لا يفارقونه أقبل يبعث إلى أبي ( 1 ) عبيدة بن الجراح يسأله الصلح وكان أبو عبيدة أحب إلى الروم وسكان الشام من خالد وكان يكون الكتاب منه أحب إليهم فكانت رسل صاحب دمشق إنما تأتي أبا عبيدة بن الجراح وخالد يلج ( 2 ) على أهل الباب الذي يليه فأرسل صاحب الرحا إلى أبي عبيدة فصالحه وفتح له باب الجابية وألح خالد بن الوليد على الباب الشرقي ففتحه عنوة فقال خالد لأبي عبيدة اسبهم فإني قد فتحتها عنوة فقال أبو عبيدة إني قد أمنتهم قال أبو مخنف ( 3 ) فتمم ( 4 ) أبو عبيدة الصلح وكتب لهم كتابا وهذا كتابه بسم الله الرحمن الرحيم هذا كتاب لأبي عبيدة بن الجراح ممن أقام بدمشق وأرضها وأرض الشام من الأعاجم إنك حين قدمت بلادنا سألناك الأمان على أنفسنا وأهل ملتنا إنا شرطنا لك على أنفسنا أن لا نحدث في مدينة دمشق ولا فيما حولها كنيسة ولا ديرا ولا قلاية ( 5 ) ولا صومعة راهب ولا نجدد ( 6 ) ما خرب من كنائسنا ولا شيئا منها ما كان في خطط المسلمين ولا نمنع كنائسنا من المسلمين أن ينزلوها في الليل والنهار وأن نوسع أبوابها للمارة وابن السبيل ولا نؤوي فيها ولا في منازلنا جاسوسا ولا نكتم على من غش المسلمين وعلى أن لا نضرب بنواقيسنا إلا ضربا خفيا في جوف كنائسنا ولا نظهر الصليب عليها ولا نرفع أصواتنا في صلواتنا وقراءتنا في كنائسنا ولا يخرج صليبنا ولا
_________
( 1 ) عن عع سقطت من الاصل
( 2 ) في مختصر ابن منظور 1 / 205 يلح
( 3 ) بالاصل وخع : " محيف " تحريف
( 4 ) عن مختصر ابن منظور وبالاصل " فتمر " وفي خع : " فتم "
( 5 ) بالاصل وخع " قلامة " والصواب عن مختصر ابن منظور 1 / 205 وفي اللسان : قلى : القلية كالصومعة قال ابن الاثير : واسمها عند النصاري قلاية : تعريب كلاذه وهي من بيوت عباداتهم
( 6 ) عن خع وبالاصل " تجدد "

(2/120)


كتابنا في طرق المسلمين ( 1 ) ولا يخرج باعوثا ( 2 ) ولا شعانين ( 3 ) ولا نرفع أصواتنا مع ( 4 ) موتانا ولا نظهر النيران معهم في أسواق المسلمين ولا نجاورهم بالخنازير ولا نبيع الخمور ولا نظهر شركا في نادي المسلمين ولا نرغب مسلما في ديننا ولا ندعوا إليه أحدا وعلى أن لا نتخذ شيئا من الرقيق الذين جرت عليهم سهام المسلمين ولا نمنع أحدا من قرابتنا إن أرادوا الدخول في الإسلام وأن نلزم ديننا حيث ما كنا ولا نتشبه بالمسلمين في لبس قلنسوة ولا عمامة ولا نعلين ولا فرق شعر ولا في مراكبهم ولا نتكلم بكلامهم ولا نتسما بأسمائهم وأن نجز ( 5 ) مقادم رؤوسنا ونفرق نواصينا ونشد الزنانير على أوساطنا ولا ننقش في خواتيمنا بالعربية ولا نركب السروج ولا نتخذ شيئا من السلاح ولا نجعله في بيوتنا ولا نتقلد السيوف وأن نوقر المسلمين في مجالسهم ونرشدهم الطريق ونقوم لهم من المجالس إذا أرادوا المجالس ولا نطلع عليهم في منازلهم ولا نعلم أولادنا القرآن ولا نشارك أحدا من المسلمين إلا أن يكون للمسلم أمر التجارة وأن نضيف كل مسلم عابر سبيل من أوسط ما نجد ونطعمه فيها ثلاثة أيام وعلى أن لا نشتم مسلما ومن ضرب مسلما فقد خلع عهده ضمنا ذلك لك على أنفسنا وذرارينا وأرواحنا ( 6 ) ومساكننا وإن نحن غيرنا أو خالفنا عما اشترطنا لك على أنفسنا ( 7 ) وقبلنا الأمان عليه فلا ذمة لنا وقد حل لك منا ما حل من أهل المعاندة والشقاق على ذلك أعطينا الأمان لأنفسنا وأهل ملتنا وأقرونا في بلادكم التي أورثكم ( 8 ) الله عز و جل عليها شهد الله على ما شرطنا لكم على أنفسنا
_________
( 1 ) ما بين معكوفتين زيادة عن مختصر ابن منظور
( 2 ) الباعوث للنصاري كالاستسقاء للمسلمين وهو اسم سرياني وقيل هو بالغين المعجمة والتاء فوقها نقطتان ( اللسان : بعث )
( 3 ) شعانين أو سعانين عيد للنصاري معروف عندهم قبل عيدهم الكبير بأسبوع سرياني معرب وقيل هو جمع واحدة سعنون ( اللسان : سعن )
( 4 ) عن مختصر ابن منظور
( 5 ) عن مختصر ابن منظور وبالاصل " يخر "
( 6 ) في مختصر ابن منظور : وأزواجا
( 7 ) الزيادة عن خع ومختصر ابن منظور
( 8 ) بالاصل وخع " ورثكم " والمثبت عن مختصر ابن منظور

(2/121)


وكفى به شهيدا أنبأنا أبو علي محمد بن سعيد بن إبراهيم بن نبهان ثم أخبرنا أبو البركات عبد الوهاب بن المبارك الأنماطي أنا أبو طاهر أحمد ب الحسن بن أحمد قالا أنا أبو علي الحسن بن أحمد بن إبراهيم بن شاذان أنا عبد الله بن إسحاق بن إبراهيم البغوي وأخبرنا أبو البركات أنبأ طراد بن محمد بن علي الزينبي أنا أحمد بن علي بن الحسين بن الباد ( 1 ) أنا أحمد بن حامد بن محمد بن عبد الله الرفا قالا أنا علي بن عبد العزيز نا أبو عبيد حدثني أبو مسهر عن يحيى بن حمزة عن أبي المهلب الصنعاني عن أبي الأشعث وأبي عثمان الصنعاني أن أبا عبيدة بن الجراح أقام بباب الجابية فحاصرهم أربعة اشهر قال أبو مسهر نا سعيد بن عبد العزيز قال دخلها يزيد بن أبي سفيان من الباب الصغير قسرا ودخلها خالد بن الوليد من الباب الشرقي صلحا لذلك ( 2 ) الصلح الذي كان من خالد بن الوليد في بعضها فغلب الصلح على العنوة وأمضيت ( 3 ) دمشق كلها صلحا أخبرنا أبو الحسين عبد الرحمن بن أبي الحديد أنا جدي أبو عبد الله أنبأ أبو الحسن الربعي أنا العباس بن محمد بن حيان أنا أبو العباس بن الزفتي ( 4 ) أنبأ وحشي وهو محمد بن محمد بن مصعب أنبأ محمد بن المبارك الصوري نا الكامل قال أخبرني صفوان بن عمرو عن عبد الرحمن بن جبير أن القتال اشتد مما يلي باب الجابية وأشرفوا على فتحها من تلك الناحية فمال أهلها
_________
( 1 ) كذا بالاصل وفي خع " البداء " وفي الانساب ( البادي ) : يعرفه العامة بابن الباداء وأخبرني بعض الشيوخ أنه البادي وقال : سألته عن ذاك فقال : ولدت أنا وأخي توأمان وخرجت أولا فسميت البادي
( 2 ) كذا وردت العبارة بالاصل وخع ويبدو المعنى مشوشا فثمة سقط في الكلام والعبارة في المطبوعة : صلحا فالقتى المسلمون بالمقسلاط فأمضوها كلها على الصلح
قال أبو عبيد : وإنما صارت دمشق كلها صلحا لذلك الصلح
( 3 ) بالاصل وخع : أمضت
( 4 ) بالاصل " الرقي " وقد تقدم أنه " الزفتي " صوابا وهو ما أثبتناه
( 5 ) كذا وفي المطبوعة " الوليد "
( 6 ) زيادة اقتضاها السياق

(2/122)


إلى مصالحة خالد ففعل فدخل من على باب الجابية وباب الصغير قسرا ودخل خالد بن الوليد ومن كان معه على باب الشرقي على مصالحة فالتقت خيولهم في سوق مقسلاطها فتذاكروا دخولهم إياها بالصلح والقسر فاجتمع رأيهم جميعا على أن يرفعوا عن أهلها السنان ( 1 ) والسيف والصلح ( 2 ) قال واقد فذكرته لسعيد وابن جابر فقالا كذلك اجتمع رأيهم إذ ( 3 ) اشتبه عليهم أيهما كان قبل الآخر القسر أو الصلح فجعلوها كلها صلحا وذمة قرأت على أبي محمد عبد الكريم بن حمزة عن عبد العزيز بن أحمد أنا أبو نصر محمد بن هارون الجندي وأبو القاسم عبد الرحمن بن الحسين بن الحسن قالا أنا أبو القاسم علي بن يعقوب نا أبو عبد الملك نا ابن عايذ قال قال الوليد فذكرته لسعيد بن عبد العزيز وابن جابر فقالا كذلك اجتمع رأيهم إذ ( 2 ) اشتبه عليهم أيهم كان قبل الآخر القسر أو الصلح فجعلوها كلها صلحا وذمة أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو علي بن المسلمة أنا أبو الحسن الحمامي أنا أبو علي بن الصواف أنا الحسن بن علي القطان نا إسماعيل بن عيسى العطار نا أبو حذيفة إسحاق بن بشير قال قال هؤلاء بإسنادهم يعني منسوخة ثم مضى ( 3 ) عمر بن الخطاب على جده وإنصافه وكان أعظم همه وهم المسلمين معه جيوشهم التي بالشام فكانوا أعظم همه قالوا وهم في حصارهم بدمشق لا يفتحونها والأمراء على منازلهم وخالد عليهم لم يحركوه لأن لا يرى العدو اختلاف أمورهم وكتموا من العدو وفاة أبي ( 4 ) بكر بجهدهم ( 5 ) فلما طال عليهم الحصار دس بطريقهم عيونا فجسوا عساكرهم وأمراءهم ثم عادوا إلى عظيمهم فسألهم بما جسوا ورأوا فقالوا أما الليل فطول القيام وأما النهار فالخير الظاهر والحرص على الجهاد وإن وجد أحدهم نعلا أو كبة من شعر أو غزل دفعها إلى صاحب الغنم ( 6 ) فإذا قال صاحب
_________
( 1 ) كذا وردت العبارة بالاصلين وفي المطبوعة : يرفعوا عن أهلها السباء والسيف وأمضوا الصليح
( 2 ) بالاصل : " إذا "
( 3 ) بالاصل : " إذا "
( 4 ) بالاصلين " أبو "
( 5 ) عن خع وبالاصل " عهدهم "
( 6 ) في خع : " المغنم " وفي المطبوعة : المقسم

(2/123)


المقسم ما هذا قالوا هذا لا نستحله إلا بحلة فلما سمع عظيم دمشق هذه القصة قال ما لنا بهؤلاء طاقة ولا لنا في قتالهم خير فراضوا خالدا عند ذلك على الصلح حتى صالحهم ودخلها من بابها بصلح وعليهم أبو عبيدة من الناحية الأخرى فدخلها عنوة فالتقيا في مدينة دمشق وفيهم من قال أبو عبيدة هو الذي صالح وخالد الذي دخلها فقال أحدهما لصاحبه ( 1 ) قد أعطيت الأمان وقال الآخر دخلتها ( 2 ) عنوة فقالوا نمضي الأمان فكتب لهم خالد ( 3 ) كتاب أمان فيه أبو عبيدة وغيره من اصحاب رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) قالوا ( 4 ) وكان صالح أهل دمشق على دينارين دينارين وشئ من طعام وبعضهم على الطاقة إن زاد المال زاد عليهم وإن نقص ترك ذلك عنهم وكان اشترط على أهل الذمة بأرض الشام أن عليهم إرشاد الضال ( 5 ) وأن يبنوا قناطر أبناء السبيل من أموالهم وأن يضيفوا من مر بهم من المسلمين ثلاثة أيام ولا يشتموا مسلما ولا يضربوه ولا يرفعوا في نادي أهل الإسلام صليبا ولا يخرجوا خنزيرا من منازلهم إلى أفنية المسلمين ولا يمروا بالخمر في ناديهم وأن توقد النيران للغزاة في سبيل الله عز و جل ولا يدنوا ( 6 ) للمسلمين على عورة وأن لا يحدثوا بناء كنيسة ولا يضربوا بناقوسهم قبل آذان المسلمين وأن لا يخرجوا الرايات في عيدهم وأن لا يلبسوا السلاح في عيدهم وأن لا يتحسر ( 7 ) في بيوتهم فإن فعلوا شيئا من ذلك عوقبوا وأخذ منهم وحسب لهم في جزيتهم ومنهم من قال وقد كان أبو بكر رضي الله عنه توفي قبل فتح دمشق وكتب عمر رضي الله عنه إلى أبي عبيدة بالولاية على الجماعة وعزل خالد بن الوليد فكتم أبو عبيدة
_________
( 1 ) زيادة عن خع
( 2 ) بالاصل : دخلها
( 3 ) سقطت من الاصل واستدركت عن هامشه وخع
( 4 ) في مختصر ابن منظور 1 / 206 : قالوا : وكان صالح أهل دمشق على شئ مسمى لا يزداد علهيم إن استغنوا ولا يحط عنهم إن افتقروا فكان صالح أهل دمشق على دينارين
( 5 ) عن خع ومختصر ابن منظور وبالاصل " الضالة "
( 6 ) في مختصر ابن منظور : " ولا يدلوا "
( 7 ) في مختصر ابن منظور : وأن لا ينحروا

(2/124)


الكتاب من خالد وغيره حتى انقضت الحرب فكتب خالد الأمان لأهل دمشق وأبو عبيدة الأمير وهم لا يدرون قال فكان كتاب عمر بن الخطاب إلى أبي عبيدة بنعي أبي بكر ( 1 ) واستعماله أبا عبيدة بن الجراح وعزله خالدا بسم الله الرحمن الرحيم من عبد الله عمر أمير المؤمنين إلى أبي عبيدة بن الجراح سلام عليك فإني أحمد إليك الله الذي لا إله إلا هو أما بعد فإن أبا بكر الصديق خليفة رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) قد توفي فإنا لله وإنا إليه راجعون ورحمه الله وبركاته على أبي بكر الصديق العامل بالحق والآمر بالقسط والآخذ بالعرف اللين الستير الوادع السهل القريب الحكيم ونحتسب مصيبتنا فيه ومصيبة المسلمين عامة عند الله تعالى وأرغب إلى الله في العصمة بالتقى في مرحمته والعمل بطاعته ما أحيانا والحلول في جنته إذا توفانا فإنه على كل شئ قدير وقد بلغنا حصاركم لأهل دمشق وقد وليتك جماعة المسلمين فابثث ( 2 ) سراياك في نواحي أهل حمص ودمشق وما سواها من أرض الشام وانظر في ذلك برأيك ومن حضرك من المسلمين ولا يحملنك قولي هذا على أن تغري عسكرك فيطمع فيك عدوك ولكن من
_________
( 1 ) انظر نص الكتاب في فتوح الشام للازري ص 98 وفتوح ابن الاعثم من تحقيقنا 1 / 124 - 125 والوثائق السياسية لحميد الله وثيقة 353 / ب ص 459 وانظر فتوح الشام للواقدي ص 96 - 97 باختلاف بين النصوص
قال الازدي في فتوحه أن تولة أبي عبيدة وعزل خالد وردت إلى أبي عبيدة في كتاب مستقل أرسله مع شداد بن أوس بن ثابت ( الازدي ص 102 و 103 وانظر الوثائق السياسة : وثيقة : 353 / ألف و 353 / ب و 353 / ه
وقال الازدي والذي جاء بكتاب نعي أبي بكر يرفأ مولى عمر بن الخطاب
( 2 ) عن خع وبالاصل " فأتيت "
وفي فتوح ابن الاعثم 1 / 125 وبعد إيراده كتاب عمر بنعي أبي بكر وتولية أبي عبيدة وعزل خالد : قال : ثم كتب عمر إلى أبي عبيدة بن الجراح كتابا صغيرا وجعله وسطه وهو : بسم الله الرحمن الرحيم من عبد الله عمر بن الخطاب أمير المؤمنين إلى أبي عبيد بن الجراح سلام عليك أما بعد فإنك بحمد الله في كنف من المسلمين وعدد يكفي بعضهم حصار أهل دمشق فإذا ورد عليك كتاب هذا فاقرأ على من قبلك من المسلمين وخبرهم بأنك الوالي عليهم وابعث سراياك
انظر فيه بقية الكتاب

(2/125)


استغنيت عنه فسيره ومن احتجت إليه في حصارك فاحتبسه وليكن فيمن يحتبس خالد بن الوليد فإنه لا غنى بك عنه قالوا فدفع ذلك الكتاب إلى خالد بن الوليد بعد فتح دمشق بنحو من عشرين ليلة فأقبل حتى دخل على أبي عبيدة فقال يغفر الله لك أتاك كتاب أمير المؤمنين بالولاية ( 1 ) فلم تعلمني وأنت تصلي خلفي والسلطان سلطانك فقال أبو عبيدة وأنت يغفر الله لك ما كنت لأعلمك ذلك حتى تعلمه من عند غيري وما كنت لأكسر عليك حربك ( 2 ) حتى ينقضي ذلك كله ثم قد كنت أعلمك إن شاء الله وما سلطان الدنيا أريد وما للدنيا أعمل وإن ما ترى سيصير إلى زوال وانقطاع وإنما نحن إخوان وقوام بأمر الله عز و جل وما يضر الرجل أن يلي عليه أخوه في دينه ولا دنياه بل يعلم الوالي أنه يكاد أن يكون أدناهما إلى الفتنة وأوقعهما في الخطيئة لما يعرض من الهلكة إلا من عصم الله عز و جل وقليل ما هم ودفع أبو عبيدة عند ذلك إلى خالد بن الوليد الكتاب ( 3 ) قال أبو حذيفة وولي أبو عبيدة ( 4 ) حصار دمشق وولي خالد ( 5 ) بن الوليد القتال على باب الشرقي وولاه الخيل إذا كان يوم يجتمع المسلمون فيه للقتال فحاصروا دمشق بعد هلاك أبي بكر حولا كاملا وأياما ( 6 ) وإنه لما طال على صاحب دمشق انتظار مدد قيصر رأى المسلمين لا يزدادون إلا كثرة وقوة وأنهم لا يفارقونه أقبل يبعث إلى أبي عبيدة يسأله الصلح وكان أبو عبيدة أحب إلى الروم وسكان الشام من خالد بن الوليد فكان أن يكون الكتاب منه أحب إليهم وكان اكتبهما وأقربهما منهم قربا وكان قد بلغهم أنه أقدمهما هجرة وإسلاما فكانت رسل صاحب دمشق إنما تأتي أبا عبيدة وخالد يلح على أهل الباب فأرسل صاحب دمشق إلى أبي عبيدة فصالحه وفتح
_________
( 1 ) زيادة عن مختصر ابن منظور
( 2 ) عن مختصر ابن منظور وبالاصل وخع " حزنك "
( 3 ) انظر الطبري 3 / 438 وفتوح البلدان ص 128 وفتوح الازدي 103 وفتوح ابن الاعثم 1 / 125
( 4 ) بالاصلين : أبو حذيفة والصواب عن مختصر ابن منظور
( 5 ) زيادة عن خع
( 6 ) في مدة الحصار اختلاف ما بالاصل يوافق رواية اليعقوبي تاريخه 2 / 140 ، وانظر فتوح الشام للواقدي 1 / 70 والطبري 3 / 438 وفتوح ابن الاعثم 1 / 127

(2/126)


باب الجابية وألح خالد على الباب الشرقي فافتتحه عنوة فقال خالد لأبي عبيدة اسبهم فإني قد افتتحتها عنوة فقال أبو عبيدة لا إني قد أمنتهم ودخل المسلمون دمشق قالوا وكان فتح دمشق سنة أربع عشرة في رجب ولخمس عشرة مضت من رجب يوم الأحد ولثلاثة عشر شهرا من خلافة عمر إلا سبعة ايام وكان أهل دمشق قد بعثوا إلى قيصر وهو بأنطاكية رسلا أن العرب قد حاصرونا وليست لنا بهم طاقة وقد قاتلناهم مرارا فعجزنا عنهم فإن كان لك فينا وفي السلطان علينا حاجة فأمددنا وأعنا ( 1 ) وإلا فإنا في ضيق وجهد واعذرنا وقد أعطانا القوم الأمان ورضوا منا بالجزية اليسيرة فسرح إليهم أن تمسكوا بحصنكم وقاتلوا عدوكم على دينكم فإنكم إن صالحتموهم وفتحتم حصنكم لهم لم يفوا لكم وخيركم ( 2 ) على دينهم واقتسموكم بينهم وأنا مسرح إليكم الجيش في إثر رسولي هذا فانتظروا جيشه فأبطأ عليهم وكتب عمر إلى أبي عبيدة يأمره بالمناهضة وذكر سيف بن عمر أن فتح دمشق كان بعد وقعة اليرموك أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو الحسين بن النقور أنا أبو طاهر المخلص أنبأ أبو بكر بن سيف نا السري بن يحيى نا شعيب بن إبراهيم نا سيف بن عمر ( 3 ) عن أبي عثمان عن خالد وعبادة قالا لما هزم الله عز و جل جند اليرموك وتهافت أهل الواقوصة وفرغ من المقاسم والأثقال ( 4 ) وبعث بالأخماس وسرحت الوفود استخلف أبو عبيدة على اليرموك بشير بن كعب بن أبي الحميري كيلا يغتال بردة ولا تقطع العدو ( 5 ) على مواده وخرج أبو عبيدة حتى ينزل بالصفرين ( 6 ) وهو
_________
( 1 ) في الاصل وخع : " ذاعيا " كذا والمثبت عن مختصر ابن منظور 1 / 208
( 2 ) في خع : " وخيروكم " وفي مختصر ابن منظور : وجبروكم
( 3 ) تاريخ الطبري 3 / 436 حوداث سنة 13 خبر دمشق من رواية سيف
( 4 ) في الطبري : والانفال
( 5 ) الطبري : الروم
( 6 ) الطبري : بالصفر

(2/127)


يريد اتباع الفالة ولا يدري يجتمعون أو يفترقون فأتاه الخبر بأنهم أرزوا إلى فحل فأتاه الخبر بأن المدد قد أتى أهل الشام ( 1 ) فهو لا يدري أبدمشق يبدأ أو بفحل من بلاد الأردن فكتب في ذلك إلى عمر وانتظر الجواب وأقام بالصفرين ( 2 ) ولما جاء عمر فتح اليرموك أقر الأمراء على ما كان استعملهم عليه أبو بكر ( 3 ) إلا ما كان من عمرو بن العاص وخالد بن الوليد فإنه ضم ( 4 ) خالدا إلى أبي عبيدة وأمر عمرا بمعونة الناس حتى يصير الحرب إلى فلسطين وأهل حمص فإن فتحها الله قبل دمشق ثم يتولى حربها ولما جاء عمر رضي الله عنه الكتاب من أبي عبيدة بالذي ينبغي أن يبدأ به فكتب ( 5 ) إليه أما بعد فابدؤوا بدمشق وانهدوا لها فإنها حصن الشام وبيت مملكتهم واشغلوا عنكم أهل فحل بخيل ( 6 ) يكون بإزائهم في نحورهم وأهل فلسطين وأهل حمص فإن فتحها الله عز و جل فذاك الذي نحب وإن تأخر فتحها حتى يفتح الله عز و جل دمشق فلتنزل دمشق من تمسك بها ودعوها وانطلق أنت وسائر الأمراء حتى تغيروا على فحل فإن فتح الله عز و جل عليكم ( 7 ) فانصرف أنت وخالد إلى حمص ودع شرحبيل وعمرا وأخلهما بالأردن وفلسطين وأمير كل بلد وجند على الناس حتى يخرجوا من إمارته فسرح أبو عبيدة إلى أهل فحل عشيرة قواد أبا الأعور السلمي وعبد عمرو بن يزيد بن عامر الجرشي ( 8 ) وعامر بن خيثمة ( 9 ) وعمرو بن كلب بن يحصب ( 10 ) وعمارة بن الصعق بن كلب ( 11 ) وصيفي بن علبة بن سنامل ( 12 ) وعمرو بن الخبيب بن عمرو
_________
( 1 ) الطبري : أتي أهل دمشق من حمص
( 2 ) الطبري : بالصفر
( 3 ) زيادة عن الطبري
( 4 ) بالاصل : " خالد "
( 5 ) الطبري 3 / 437 - 438
( 6 ) بالاصل : بجبل " والصواب عن الطبري
( 7 ) عن الطبري وبالاصل " عليهم "
( 8 ) بالاصل " الحرشي " والصواب عن الطبري
( 9 ) في الطبري : " حثمة " وفي خع : " حشمة "
( 10 ) في الطبري : " عمرو بن كليب بن يخصب " وفي خع : " عمرو بن كلب عن يحصب "
( 11 ) الطبري : كعب
( 12 ) في خع : " شامل " ومثلها في الطبري

(2/128)


ولبدة بن عامر بن خثعمة وبشر بن عصمة وعمارة بن محنس ( 1 ) قائد الناس ومع كل رجل خمسة قواد وكانت ( 2 ) الرؤساء تكون من الصحابة حتى لا يجدون من يحتمل ذلك منهم فساروا من الصفرين حتى نزلوا قريبا من فحل فلما رأت الروم أن الجنود تريدهم ( 3 ) بثقوا المياه حول فحل فأردغت ( 4 ) الأرض ثم وحلت ( 5 ) الأرض واغتنم ( 6 ) المسلمون ذلك فحبسوا عن المسلمين ثمانين ألف فارس فكان أول محصور بالشام أهل فحل ثم أهل دمشق وبعث أبو عبيدة ذا الكلاع حتى كان بين دمشق وحمص ردءا وبعث علقمة بن حكيم ومسروقا فكانا بين دمشق وفلسطين والأمير يزيد يفضل وفضل ( 7 ) بأبي عبيدة من المرج وقدم خالد بن الوليد وعلى مجنبتيه عمرو وأبو عبيدة وعلى الخيل عياض وعلى الرجال شرحبيل فقدموا على دمشق وعليهم بسطاس ( 8 ) بن بسطورس فحصروا أهل دمشق ونزلوا حواليها فكان أبو عبيدة على ناحية وخالد ( 9 ) على ناحية ويزيد على ناحية وشرحبيل على ناحية وعمرو على ناحية وهرقل يومئذ بحمص ومدينة حمص بينه وبينهم فحاصروا أهل دمشق نحوا من سبعين ليلة حصارا شديدا وقاتلوهم قتالا شديدا بالزحوف والترامي والمجانيق وهم معتصمون بالمدينة يرجون الغياث وهرقل منهم قريب وقد استمدوه وذو الكلاع بين المسلمين وبين حمص في جبل على رأس ليلة من دمشق كأنه يريد حمص وجاءت خيول هرقل مغيثة لأهل دمشق فاشجتها ( 10 ) الخيول التي مع ذي الكلاع وشغلتها عن الناس فأرزوا ونزلوا بإزائه وأهل دمشق على حالهم فلما أيقن أهل دمشق أن الأمداد لا يصل إليهم فشلوا
_________
( 1 ) كذا بالاصل وفي " محسن " وكلاهما خطأ والصواب " مخشي " كما في الطبري والاصابة
( 2 ) بالاصل : " خمسة قواد قريبا من فحل وكانت " وعبارة قريبا من فحل مقحمة ولا معنى لها فحذفناها بنا يتفق مع عبارة الطبري
( 3 ) عن خع بالاصل تزيدهم
( 4 ) بالاصل وخع : " فأردعت " والصواب فأردغت بالغين المعجمة كما في الطبري وأردغت الارض : كثر رداغها والرداغ : الوحل الشديد
( 5 ) عن الطبري وبالاصل " دخلت "
( 6 ) في الطبري : واغتم المسلمون من ذلك
( 7 ) في الطبري : ففصل وفصل
( 8 ) في الطبري : نسطاس بن نسطورس
( 9 ) لم يرد خالد في الطبري
( 10 ) عن الطبري وبالاصل : فأسحنها

(2/129)


ووهنوا وأبلسوا ( 1 ) وازداد المسلمون طمعا فيهم وقد كانوا يرون أنها كالغارات ( 2 ) قبل ذلك إذا هجم البرد قفل الناس فسقط النجم والقوم مقيمون فعند ذلك انقطع رجاؤهم وندموا على دخول دمشق وولد للبطريق الذي على أهل دمشق مولود فصنع ( 3 ) عليه فأكل القوم وشربوا وغفلوا عن مواقفهم ولا يشعر بذلك أحد من المسلمين إلا ما كان من خالد فإنه كان لا ينام ولا ينيم ولا يخفى عليه من أمورهم شئ عيونه ذاكية وهو معني بما يليه قد اتخذ كهيئة السلاليم وأوهاقا ( 4 ) فلما أمسى من ذلك اليوم نهد ومن معه من جنده الذين قدم بهم عليهم وتقدمهم وهو والقعقاع بن عمرو ومذعور بن عدي وأمثاله من أصحابه في أول يومه وقال إذا سمعتم تكبيرنا على السور فارقوا إلينا وانهدوا إلى الباب فلما انتهى إلى الباب الذي يليه هو وأصحابه المتقدمون رموا بالحبال الشرف وعلى ظهورهم القرب الذي قطعوا بها خندقهم فلما ثبت لهم وهقان تسلق فيهما ( 5 ) القعقاع ومذعور ثم لم يدعا أحبولة إلا أثبتاها والأوهاق بالشرف وكان المكان الذي اقتحموا منه أحصن مكان يحيط بدمشق أكثره ماء وأشده مدخلا وتوافوا لذلك فلم يبق ممن قدم معه أحد إلا رقا أو دنا من الباب حتى إذا استووا على السور حدر عامة أصحابه وانحدر معهم وخلف من يحمي ذلك المكان لمن يرتقي وأمرهم بالتكبير فكبر الذين على رأس السور فنهد المسلمون إلى الباب ومال إلى الجبال ( 6 ) بشر كثير فوثبوا فيها وانتهى خالد إلى أول من يليه فأتاهم وانحدر إلى الباب فقتل البوابين وثار أهل المدينة وفزع سائر الناس فأخذوا مواقفهم ولا يدرون ما الشأن وتشاغل أهل كل ناحية بما بينهم فقطع خالد بن الوليد ومن معه أغلاق ( 7 ) الباب بالسيوف وفتحوا للمسلمين فأقبلوا عليهم من داخل حتى ما بقي مما يلي باب خالد مقاتل إلا أنيم وما شد خالد على من يليه وبلغ منهم الذي أراد عنوة
_________
( 1 ) أبلسوا : تحيروا
( 2 ) بالاصل " كالغارات " والمثبت عن الطبري
( 3 ) عن خع والطبري وبالاصل " فضع " فصنع عليه : يعني أولم
( 4 ) الاوهاق جمع وهق محركة الحبل في طرفيه أنشوطة يطرح في عنق الدابة حتى تؤخذ
( 5 ) عن الطبري وبالاصل " فيها "
( 6 ) الطبري : الحبال
( 7 ) بالاصل : أعلاق المثبت عن الطبري

(2/130)


أرز ( 1 ) من أفلت إلى أهل الأبواب التي تلي غيره وقد كان المسلمون دعوهم إلى المناظرة فأبوا وأبعدوا فلم يفجأهم إلا وهو يتوقعون ( 2 ) لهم بالصلح فأجابوهم وقبلوا منهم وفتحوا لهم الأبواب وقال ادخلوا وتمنعونا من أهل ذلك الباب فدخل أهل كل باب بصلح مما يليهم ودخل خالد مما يليه عنوة فالتقى خالد والقواد في وسطها هذا ( 3 ) استعراضا وانتهابا وهؤلاء صلحا وتسكينا فأجروا ناحية خالد ( 4 ) مجراهم وقالوا قد قروا إلينا ودخلوا معنا فأجاز لهم عمر ذلك رضي الله عنه فأجرى النصف الذي أخذ عنوة مجرى الصلح فصار صلحا وكان صلح دمشق على المقاسمة الدينار والعقار والدينار على كل رأس واقتسموا الأسلاب فكان أصحاب خالد فيها كأصحاب سائر القواد وجرى على الديار ومن بقي في الصلح جريب ( 5 ) من كل جريب أرض ووقف ما كان للملوك ومن صوب معهم فيئا وقسموا لذي الكلاع ومن معه ولأبي الأعور ومن معه ولبشير ومن معه وبعثوا بالبشارة إلى عمر رضي الله عنه وقدم على أبي عبيدة كتاب عمر بأن اصرف جند العراق إلى العراق وأمرهم بالحث ( 6 ) إلى سعد بن مالك فأمر على جند العراق هاشم بن عتبة وعلى مقدمته القعقاع بن عمرو وعلى مجنبتيه عمر بن مالك الزهري وربعي بن عامر وضربوا ( 8 ) بعد دمشق نحو سعد ( 9 ) فخرج هاشم نحو العراق في جند أهل العراق وخرج القواد نحو فحل وأصحاب هاشم عشرة آلاف إلا من أصيب منهم فاتموهم بأناس ممن لم يكن منهم منهم قيس والأشتر وخرج علقمة ومسروق إلى إيلياء فنزلا على طريقها وبقي بدمشق مع يزيد بن أبي سفيان من قواد أهل اليمن عدد منهم عمرو بن شمر بن غزية ( 9 )
_________
( 1 ) بالاصل : وارز
( 2 ) الطبري : يبوحون
( 3 ) زيادة عن خع والطبري
( 4 ) عن الطبري وبالاصل " فأخروا " والمثبت فأجروا عن الطبري أيضا
( 5 ) الجريب : مقدار من الارض ومكيال قدر أربعة أقفزة ( قاموس ) وقيل مساحة من الارض تبلغ 3600 ذراع وقيل عشرة آلاف ذراع
( 6 ) عن الطبري وبالاصل " بالجب "
( 7 ) في المطبوعة : " سعر " تحريف
( 8 ) عن الطبري وبالاصل " وصرفوا "
( 9 ) عن الطبري وبالاصل : غزنة

(2/131)


وسهم بن المسافر بن هزمة ( 1 ) ومشافع ( 2 ) بن عبد الله بن شافع وبعث يزيد بن أبي سفيان دحية بن خليفة الكلبي في خيل بعد فتح ( 3 ) دمشق إلى تدمر وأبا الزهراء القشيري البثنية ( 4 ) وحوران فصالحوهم على صلح دمشق ووليا القيام على فتح ما بعثا إليه وكان أخو أبي الزهراء قد أصيبت ( 5 ) رجله بدمشق فلما هاجى بنو قشير بني جعدة فخروا بذلك وعددوه وعيروه فأجابهم نابغة بني جعدة : فإن يكن قدم بالشام نادرة * فإن بالشام اقداما وأوصالا وإن يكن حاجب ممن فخرت به * فلم يكن حاجب عما ولا خالا ثم فخر عليهم وقال : تلك المكارم لا قعبان من لبن * شيبا بماء فصارا بعد أبوالا وقال القعقاع بن عمرو في يوم دمشق : اقمنا على داري سليمان أشهرا * نجالد روما قد حموا ( 6 ) بالصوارم قصصنا بها الباب العراقي عنوة * فدان لنا مستسلما كل قائم أقول قد دارت رحانا بدارهم * أقيموا لهم حر الدرى بالعلاصم ( 7 ) فلما زأدنا في دمشق نحورهم * وتدمر عضوا منهما بالأباهم وقال أبو نجيد نافع بن الأسود : لا تحسبني وابن أمي صلصلا * كقاسمة الباكين من كبة ( 8 ) الحرب
_________
( 1 ) عن الطبري وبالاصل " هزنة "
عن خع والطبري وبالاصل " مسافع "
( 3 ) سقطت من المطبعة
( 4 ) عن هامش الاصل والطبري وبالاصل " الثنية "
( 5 ) بالاصل : " أصيب "
( 6 ) عن المطبوعة وبالاصل " حملا "
( 7 ) في المطبوعة : جز الذري بالغلاصم
( 8 ) بالاصل " مزكية " والمثبت " من كبة " عن خع

(2/132)


تركنا دمشقا منهلا بطريقنا * نحن إليها ما نحر من الكرب كأنك لم تشهد دمشقا وحائلا * ويوما ببصرى حيث فلظ ( 1 ) بنو لهب فإنا وإياهم سحاب بقفرة * تلقحها ( 2 ) الأرواح بالصيب السكب منعناكم منهم وقد زعزعوا القنا * وكنا قديما نمنع الجار ذا الذنب هنالك إذ لا يمنع الناس وسمة * وإذا أنت محروب بمدرجة الترب وقد علمت أفنا تميم بأننا * لنا العز قدما عند ذائدة النهب وأن موالينا تعز بعزنا * ومولاكم المأكول إن كان ذا سهب وقال أيضا : من ذا على الأحداث عز كعزنا * إذا الحرب قامت بالجموع على قفر فسائل بنا بسطاس والروم حوله * غداة دمشق والحروب بها تجري ينبوك أنا في الحروب مصالت * نسيل إذا جاش الأعاجم بالثغر بقوم تراهم في الدهور أعزة * لهم عرض ما بين الفرائض والوتر أبى الله إلا أن عمرا تناهمو * قوادم ( 3 ) حرب لا تلين ولا تحرى أنبأنا أبو علي محمد بن سعيد بن نبهان ثم أخبرنا أبو البركات الأنماطي أنا أبو طاهر أحمد بن الحسن قالا أنا أبو علي بن شاذان أنا أبو عبد الله بن إسحاق بن إبراهيم البغوي وأخبرنا أبو البركات أنبأ طراد بن محمد الزينبي أنا أحمد بن علي بن الحسين بن البادا ( 4 ) نا حامد بن محمد بن عبد الله الرقي ( 5 ) قالا أنا علي بن عبد العزيز أخبرنا أبو عبيد القاسم بن سلام قال وكذلك مدينة دمشق افتتحها خالد بن الوليد صلحا وعلى هذا مدن الشام كانت كلها صلحا دون أرضها على يدي يزيد بن أبي سفيان وشرحبيل بن حسنة وأبي عبيدة بن الجراح
_________
( 1 ) كذا وفي المطبوعة : فاظ
( 2 ) بالاصل وخع : تلحقها
( 3 ) بالاصل : بناهمو قوايم " والمثبت عن خع
( 4 ) كذا بالاصل وفي خع : " البادا أنا " أنظر ما لا حظناه بأمره قريبا
( 5 ) في خع : الرفا

(2/133)


أخبرنا أبو الحسين الخطيب أنا جدي أبو عبد الله بن أبي الحديد أنبأ أبو الحسن الربعي أنا أبو الفرج العباس بن محمد بن حيان أنا أبو العباس بن الزفتي ( 1 ) أنا محمد بن محمد بن مصعب أنا محمد بن المبارك نا الوليد أخبرني غير واحد من شيوخ دمشق قالوا بينما المسلمون على حصار دمشق إذ أقبلت خيل عظيمة مخمرة بالحرير هابطة من ثنية السليمة فرآهم المسلمون وهم منحدرون منها فخرج إليهم جماعة من المسلمين فيما بين بيت لهيا ( 2 ) والثنية التي هبطوا منها فهزمهم الله تعالى وطلبهم المسلمون يترحل هؤلاء وينزل هؤلاء حتى وقفوا على باب حمص فظن أهلها أنهم لما يأتوا حمص إلا وقد صالحوا أهلها فقالوا نحن على ما صالحتم عليه أهل دمشق ففعلوا قرأت على أبي محمد عبد الكريم بن حمزة السلمي عن أبي محمد عبد العزيز بن أحمد التميمي أنا محمد بن أحمد بن هارون وعبد الرحمن بن الحسين بن الحسن بن أبي العقب قالا أنا أبو القاسم بن أبي العقب أنا أبو عبد الملك أنا ابن عائذ قال قال الوليد أخبرني صفوان بن عمرو عن عبد الرحمن بن جبير بن نفير أن المسلمين لما افتتحوا مدينة دمشق بعثوا أبا عبيدة بن الجراح وافدا إلى أبي بكر وبشيرا بالفتح فقدم المدينة فوجد أبا بكر قد توفي رحمة الله عليه ورضوانه واستخلف عمر بن الخطاب فأعظم أن يأتمر أحد من أصحابه عليه فولاه جماعة الناس فقدم عليهم فقالوا مرحبا بمن بعثناه بريدا فقدم علينا أميرا قال الوليد وحدثنا سعيد بن عبد العزيز عن مكحول أن الذي أبرد بفتح دمشق رجل من الصحابة ليس بأبي عبيدة وأنه أخبر عمر أنه لم يخلع خفية من يوم الجمعة إلى يوم الجمعة فقال أصبت ( 3 ) قال أبو عبد الله بن عائذ الوافد عقبة بن عامر هذا أصح وعليه الناس في حديث عبد الرحمن بن جبير خطأ في مواضع ثلاثة أحدها قوله إن دمشق فتحت في خلافة أبي بكر وإنما حوصرت في خلافته ولم تفتح إلا بعد وفاته والثاني
_________
( 1 ) بالاصل وخع " الرقي " والصواب ما أثبت وقد تقدم مرارا
( 2 ) بيت لهيا : بكسر اللام قرية مشهورة بغوطة دمشق ( معجم البلدان )
( 3 ) الزيادة عن خع

(2/134)


قوله إن عمر ولى أبا عبيدة بالمدينة وإنما ولاه وهو مقيم بالشام فبعث إليه بكتاب توليته وهم محاصرو دمشق فكتمه أبو عبيدة خالدا حتى تم الفتح والثالث قوله إن أبا عبيدة كان البريد وإنما كان البريد ( 1 ) عقبة بن عامر ويدل عليه أيضا إجماع أهل التواريخ على أن فتح دمشق كان سنة أربع عشرة وبلا خلاف أن أبا بكر وفي سنة ثلاث عشرة في جمادى الآخرة ويدل على أن البريد كان بفتح دمشق عقبة بن عامر لا أبو عبيدة ما أخبرنا أبو الحسن محمد بن أحمد بن إبراهيم بن صرما الطحان أنا أبو القاسم عبد الله بن الحسن بن محمد بن الخلال أنا أبو القاسم عبيد الله بن أحمد بن علي بن الحسين الصيدلاني المقرئ أنا أبو بكر عبد الله بن محمد بن زياد النيسابوري نا أبو الأزهر نا وهب بن جرير ثنا أبي قال سمعت يحيى بن أيوب يحدث عن يزيد بن أبي حبيب عن علي بن رياح عن عقبة بن عامر قال قدمت على عمر رضي الله عنه بفتح دمشق وعلي خفان فقال كنت تمسح عليهما قلت نعم قال منذ كم قلت منذ جمعة قال أصبت السنة هكذا رواه جرير بن حازم عن يحيى عن ( 2 ) يزيد وتابعه الوليد بن مسلم عن ابن لهيعة عن يزيد وهو ما قرأته على أبي محمد بن عبد الكريم بن حمزة السلمي عن عبد العزيز بن أحمد ( 3 ) التميمي أنا أبو نصر بن الجندي وعبد الرحمن بن أبي العقب قالا انا أبو القاسم بن أبي العقب نا أبو عبد الملك نا ابن عائذ قال قال الوليد وأما عبد الله بن لهيعة فحدثنا عن يزيد بن أبي حبيب عن علي بن رباح عن عقبة بن عامر قال أبردت بفتح دمشق وعلي خفان جرمقيان ( 4 ) فقال عمر متى عهدك قال يوم الجمعة وهذا يوم الجمعة وما زلت أمسح منذ خرجت قال أصبت
_________
( 1 ) ما بين معكوفتين زيادة عن مختصر ابن منظور 1 / 211
( 2 ) عن خع وبالاصل " بن
( 3 ) زيادة عن خع
( 4 ) في اللسان " جرمق " : الجرموق خف صغير وقيل : خف صغير يلبس الخف والجرامقة : أنباط الشام واحدهم جرمقاني قد تكون هذه النسبة إلى جرامقة الشام

(2/135)


ويزيد بن أبي حبيب لم يسمعه من علي بن رباح بينهما عبد الله بن الحكم البلوي كذلك رواه عن يزيد عمرو بن الحارث والليث بن سعد ومفضل بن فضالة وحيوة بن شريح وكذلك رواه عبد الله بن وهب ويحيى بن حسان عن ابن لهيعة ووافقا الجماعة عن يزيد وخالفا الوليد بن مسلم عن ابن لهيعة وكذلك رواه يحيى بن إسحاق السيلحيني ( 1 ) عن يحيى بن أيوب وخالف جرير بن حازم فأما حديث عمرو فأخبرناه أبو الحسن عبيد الله بن محمد بن أحمد بن الحسين البيهقي أنبأ أبو بكر محمد بن عبد الله بن عمر الهروي العمري أنا أبو محمد عبد الرحمن بن أحمد بن أبي شريح نا يحيى بن محمد بن خالد نا بحر بن نصر الخولاني ومحمد بن عبد الله بن عبد الحكم المصريان واللفظ لمحمد قالا أنا عبد الله بن وهب أخبرني عمرو بن الحارث وابن لهيعة والليث بن سعد عن ( 2 ) يزيد بن أبي حبيب عن عبد الله بن الحكم البلوي أنه سمع علي بن رباح اللخمي يخبر أن عقبة بن عامر الجهني صاحب رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) قال قدمت على عمر بن الخطاب بفتح من الشام وعلي خفان فنظر إليهما عمر فقال كم لك لم تنزعهما قال لبستهما يوم الجمعة واليوم الجمعة قال أصبت وأما حديث ليث فأخبرناه أبو السعود أحمد بن علي بن محمد بن المجلي ( 3 ) قال نا أبو الحسين محمد بن علي بن المهتدي أنا عبيد الله بن أحمد بن علي المقرئ نا أبو بكر بن زياد حدثني يوسف بن سعيد بن مسلم نا حجاج هو ابن محمد نا ليث حدثني يزيد بن أبي حبيب عن عبد الله بن الحكم البلوي عن علي بن رباح اللخمي عن عقبة بن عامر الجهني أنه قال بعثني بعض أمراء الشام إلى عمر بن الخطاب فقدمت عليه في يوم الجمعة وعلي خفان فقال متى أولجت خفيك
_________
( 1 ) هذه النسبة إلى سيلحين قرية معروفة من سواد بغداد قديمة ( الانساب )
( 2 ) بالاصل " بن "
( 3 ) بالاصل وخع " المحلى " ت حريف وقد تقدم الصواب ما أثبتناه

(2/136)


قال قلت له يوم الجمعة الخالية قال ثم لم تنزعهما بعد قال قلت ثم لم أنزعهما بعد قال أصبت قال ليث ( 1 ) وذلك رأينا أما حديث مفضل فأخبرناه أبو القاسم غانم بن خالد بن عبد الواحد بن أحمد بن خالد الاصبهاني بها أنا أبو الطيب عبد الرزاق بن عمر بن موسى بن شمة ( 2 ) أنا أبو بكر المقرئ نا محمد بن زبان بن حبيب نا زكريا بن يحيى صاحب العمري حدثني مفضل قال سألت يزيد بن أبي حبيب عن المسح على الخفين فقال أخبرني عبد الله بن الحكم البلوي عن علي بن رباح عن عقبة بن عامر الجهني أنه وفد إلى عمر عاما قال عقبة علي خفان من تلك الخفاف الغلاظ فقال عمر متى عهدك بلبسك لهما فقلت لبستهما يوم الجمعة فقال عمر أصبت السنة وأما حديث حيوة فأخبرناه أبو الحسن محمد بن أحمد بن إبراهيم المعروف بابن صرما ببغداد أنبأ أبو القاسم بن الخلال أنبأ أبو القاسم الصيدلاني أنا أبو بكر عبد الله بن محمد بن زياد نا يونس بن عبد الأعلى أنا ابن وهب أخبرني حيوة سمعت يزيد بن أبي حبيب يقول حدثني عبد الله بن الحكم عن علي بن رباح أن عقبة بن عامر حدثه أنه قدم على عمر بفتح دمشق قال وعلي خفان قال لي عمر كم لك يا عقبة منذ كم لم تنزع خفك قال فتذكرت من الجمعة مذ ثمانية أيام قال أحسنت وأصبت السنة رواه أبو عاصم عن حيوة فوافق ابن وهب على إدخال الرجل ( 3 ) بين يزيد وعلي إلا أنه اختلف عليه في اسمه فقيل عبد الله وقيل الحكم بن عبد الله فأما حديث من قال عبد الله فأخبرناه أبو السعود بن المجلي نا أبو الحسين بن المهتدي أنبأ عبيد الله بن
_________
( 1 ) بالاصل : " قال أنت " والمثبت عن المطبوعة
( 2 ) بالاصل وخع " سمة " والمثبت عن التبصير 2 / 789 ونص على ضبطها بالكسر وقيل بالفتح والميم مفتوحة
( 3 ) بالاصل وخع : " الروم حل " كذا والمثبت عن المطبوعة

(2/137)


أحمد الصيدلاني نا عبد الله بن محمد بن زياد نا ابن ( 1 ) الجنيد يعني محمد بن أحمد نا أبو عاصم أنا حيوة بن شريح أخبرني يزيد بن أبي حبيب عن عبد الله بن فلان البلوي عن علي بن رباح أن عقبة بن عامر قدم على عمر بن الخطاب إما قال من مصر وإما قال من الشام قال له مذ كم لم تنزع خفيك قال من جمعة قال أصبت وأما حديث من قال الحكم فأخبرناه أبو السعود بن المجلي أنا أبو الحسين بن المهتدي أنا أبو القاسم الصيدلاني نا أبو بكر بن زياد نا أحمد بن منصور نا أبو عاصم عن حيوة عن يزيد بن أبي حبيب حدثه عن الحكم من أهل مصر عن علي بن رباح اللخمي أن عقبة بن عامر قدم على عمر من مصر فقال له كم لك منذ لم تنزع خفيك قال من الجمعة إلى الجمعة قال أصبت قال ونا أحمد بن منصور مرة أخرى فقال عن الحكم بن عبد الله ( 2 ) قال نا عباس الدوري نا أبو عاصم عن حيوة ( 3 ) عن يزيد بن أبي حبيب عن الحكم بن عبد الله البلوي عن علي بن رباح اللخمي عن عقبة بن عامر أنه قدم على عمر من مصر فقال له عمر كم لك يا عقبة مذ لم تنزع خفيك قال من الجمعة إلى الجمعة قال أصبت قال ابن زياد هكذا قال ابن ( 4 ) عباس الحكم بن عبد الله البلوي وأحسب هذا من أبي عاصم أراه كان يضطرب في اسمه وأهل مصر أعلم به قالوا عبد الله بن الحكم وأما رواية ابن وهب عن ابن لهيعة بموافقة الجماعة فقد سقناها مع حديث عمرو وأما حديث يحيى بن حسان عن ابن لهيعة فأخبرناه أبو الحسن عبد الله بن محمد بن أحمد البيهقي أنا أبو بكر محمد بن عبد الله العمري أنا عبد الرحمن بن أحمد بن محمد الشريحي ( 5 ) نا يحيى بن محمد بن صاعد نا سليمان بن شعيب الكيساني نا يحيى بن حسان نا ابن لهيعة
_________
( 1 ) بالاصل " أبو " ثم شطبت وكتبت " أبي " تحريف
( 2 ) بالاصلين " عبيد الله "
( 3 ) بالاصلين : عاصم بن حيوة
( 4 ) كذا بالاصلين " ابن عباس " وقد تقدم أنه عباس الدوري
( 5 ) هذه النسبة إلى شريح وهو القاضي المعروف
( الانساب ) وفي المطبوعة : الشريجي تحريف

(2/138)


عن يزيد بن أبي حبيب عن عبد الله بن الحكم البلوي عن علي بن رباح عن عقبة بن عامر قال أبردت إلى عمر فدخلت عليه وعلي خفين ( 1 ) فقال لي يا عقبة متى عهدك بنزع خفيك قلت يا أمير المؤمنين لبستهما يوم الجمعة وهذه الجمعة قال أصبت السنة وأما رواية يحيى بن إسحاق بن يحيى عن ( 2 ) أيوب فأخبرنا بها أبو الفضل محمد بن إسماعيل بن الفضل العقيلي ( 3 ) أنا أبو القاسم أحمد بن أبي منصور محمد بن محمد الخليلي ببلخ قال أخبرنا أبو القاسم علي بن أحمد بن محمد بن الحسن الخزاعي أنا أبو سعيد الهيثم بن كليب الشاشي نا محمد بن عبيد بن المنادي نا أبو زكريا السنجاني ( 4 ) أخبرني يحيى بن ايوب والليث بن سعد وابن لهيعة كلهم عن يزيد بن أبي حبيب أن عبد الله بن الحكم أخبره عن علي بن رباح عن عقبة بن عامر الجهني قال قدمت على عمر في وفد من دمشق وعلي خفان غليظان جرمقانيان فقال لي عمر ما هذان الخفان أكنت تمسح عليهما قال قلت نعم يا أمير المؤمنين قال متى لبستهما قال قلت يوم الجمعة وهذا يوم الجمعة أمسح عليهما قال أصبت وقال ابن لهيعة في حديثه أصبت السنة أخبرنا أبو غالب محمد بن الحسن البصري أنبأ محمد بن علي السيرافي أنا أحمد بن إسحاق النهاوندي نا أحمد بن عمران نا موسى بن زكريا نا خليفة بن خياط العصفري حدثني عبد الله بن المغيرة عن أبيه قال افتتح شرحبيل بن حسنة الأزدي كلها عنوة ما خلا طبرية فإن أهلها صالحوه وذلك بأمر أبي عبيدة وقال ابن الكلبي نحوه وقالا وبعث أبو عبيدة خالد بن الوليد فغلب على الأرض البقاع ( 5 ) وصالحه أهل بعلبك ( 6 ) وكتب لهم كتابا
_________
( 1 ) كذا بالاصل وخع والصواب : خفان
( 2 ) بالاصل وخع " بن " تحريف
( 3 ) عن خع وبالاصل " الفضلي "
( 4 ) رسمها بالاصل " السلحاني " وفي خع تقرء " السنجاني " وهو الصواب وقد أثبتناه هذه النسبة إلى سنجان قرية بمرو يقال لها : باب سنجان
( 5 ) البقاع : جمع بقعة موضع يقال له يقال كلب قريب من دمشق وهو أرض واسعة بين بعلبك وحمص ودمشق ( ياقوت )
( 6 ) مدينة قديمة بينها وبين دمشق ثلاثة أيام ( ياقوت )

(2/139)


وقال ابن المغيرة عن أبيه صالحهم على أنصاف منازلهم وكنائسهم ووضع الخراج وقال ابن إسحاق وغيره فيها يعنون سنة أربع عشرة فتحت حمص وبعلبك صلحا على يدي أبي عبيدة في ذي القعدة قال شباب ويقال في سنة خمس عشرة

(2/140)


" باب ذكر تاريخ وقعة اليرموك ومن قتل بها من سوقة الروم والملوك " أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني نا عبد العزيز بن أحمد الكتاني أنا أبو محمد بن أبي نصر أنا أبو الميمون بن راشد نا أبو زرعة حدثني محمود بن خالد عن محمد بن عايذ عن الوليد بن مسلم عن عثمان بن حصين ( 1 ) بن علاق قال قال يزيد بن عبيدة واليرموك سنة خمس عشرة قال أبو زرعة حدثني عبد الرحمن بن إبراهيم نا الوليد بن مسلم قال واليرموك سنة خمس عشرة قال أبو زرعة وأخبرني الحارث بن مسكين عن ابن وهب عن ابن لهيعة قال عامر اليرموك سنة خمس عشرة أخبرنا أبو علي الحسين بن علي بن الحسين بن أشليها ( 2 ) المصري وابنه أبو الحسن علي قالا أنا أبو الفضل بن الفرات أنا أبو محمد بن ابي نصر أنا علي بن يعقوب بن أبي العقب أنا أحمد بن إبراهيم نا ابن عايذ نا الوليد ونا ابن عايذ حدثني محمد بن عمر بن واقد الأسلمي قال كان اليرموك في رجب سنة خمس عشرة قال ونا الوليد بن مسلم حدثني عثمان بن حصن عن يزيد بن عبيدة أن وقعة اليرموك كانت سنة خمس عشرة
_________
( 1 ) كذا بالاصل وخع وفي الكاشف : " حصن " وفي تقريب التهذيب : عثمان بن حصين بن علان
( 2 ) بالاصل وخع " استلها " والمثبت عن المطبوعة

(2/141)


أخبرنا أبو محمد عبد الكريم بن حمزة السلمي نا أبو بكر الخطيب وأخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا ابن بكير بن الطبري قالا أنا أبو الحسين بن الفضل أنا عبد الله بن جعفر نا يعقوب بن سفيان نا ابن بكير حدثني الليث بن سعد قال كانت اليرموك سنة خمس عشرة قال وحدثنا أبو بكر نا ابن بكير حدثني الليث بن سعد قال كانت اليرموك سنة خمس عشرة ( 1 ) فالخليفة ( 2 ) يومئذ عمر بن الخطاب وهي من أرض الأردن وهو نهرها ( 3 ) قال يعقوب كان اليرموك في رجب سنة خمس عشرة أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا عمر بن عبيد الله بن عمر أنا أبو الحسين بن بشران أنبأ عثمان بن أحمد بن عبد الله نا حنبل بن إسحاق نا عاصم بن علي نا أبو معشر قال وكانت اليرموك في رجب سنة خمس عشرة أخبرنا أبو غالب الماوردي أنا أبو الحسن محمد بن علي السيرافي نا أحمد بن إسحاق بن خربان ( 4 ) النهاوندي نا أحمد بن عمران بن موسى نا موسى بن زكريا نا خليفة بن خياط قال قال ابن الكلبي كانت الوقعة يعني باليرموك يوم الاثنين لخمس مضين من رجب سنة خمس عشرة وهذه الأقوال هي المحفوظة في تاريخ اليرموك وقد ذكر سيف بن عمر أنها كانت قبل فتح دمشق في أول خلافة عمر سنة ثلاث عشرة ولم يتابع على ذلك أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو الحسين بن النقور أنا أبو طاهر المخلص نا أحمد بن عبد الله بن سعيد نا السري بن يحيى نا شعيب عن إبراهيم نا سيف بن عمر عن محمد وطلحة وزياد بإسنادهم قالوا وكانت اليرموك في أيام من جمادى الآخرة والجسر في شعبان فكان أول فتح أتاه يعني عمر اليرموك
_________
( 1 ) ما بين معكوفتين زيادة عن خع
( 2 ) في خع : والخليفة
( 3 ) عن خع وبالاصل " نهر "
( 4 ) بالاصل وخع : " حربال " تحريف والمثبت والضبط عن تبصير المنتبه 1 / 420

(2/142)


وعلى عشرين ليلة من متوفى أبي بكر قال سيف وكانت اليرموك لأيام خلون من رجب سنة ثلاث عشرة في إمارة عمر رضي الله عنه بتعبية أبي بكر رضي الله عنه ( 1 ) أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو الحسين بن النقور أنا أبو طاهر نا أحمد بن عبد الله نا السري بن يحيى نا شعيب بن إبراهيم نا سيف عن أبي عثمان يزيد بن أسيد الغساني عن عبادة وخالد قالا ( 2 ) شهد اليرموك ألف رجل من اصحاب رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) فيهم نحو من مائة من أهل بدر أخبرنا أبو علي الحسين بن علي المصري وابنه أبو الحسن قالا أنا أبو الفضل بن الفرات أنا أبو محمد بن أبي نصر أنا أبو القاسم بن أبي العقب أنا أبو عبد الملك أحمد بن إبراهيم نا ابن عايذ قال وحدثني عبد الأعلى بن مسهر ( 3 ) عن سعيد بن عبد العزيز أن المسلمين كانوا أربعة وعشرين ألفا وعليهم أبو عبيدة بن الجراح والروم عشرون ومائة ألف عليهم ماهان وسقلان يوم اليرموك أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلم الفقيه نا عبد العزيز بن أحمد الكتاني أنا أبو محمد بن أبي نصر أنبأ أبو الميمون بن راشد الدمشقي حدثني أبو نعيم نا هشام بن سعد عن زيد بن أسلم عن أبيه قال سمعت عمر يقول ما أستطيع أن أصلي قال فلما حصر أبو عبيدة وتألب ( 4 ) عليه العدو فكتب إليه عمر أما بعد فإنه مهما ينزل بعبد شدة إلا جعل الله له بعدها فرجا ولن ( 5 ) يغلب عسر يسرين فإن الله تعالى يقول " يا أيها الذين آمنوا اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون " ( 6 ) أخبرنا أبو علي الحسين بن علي بن اشليها ( 7 ) وابنه أبو الحسن علي قالا أنبأ
_________
( 1 ) كرر الخبر بالاصل والذي أثبتناه يوافق رواية خع
( 2 ) عن خع وبالاصل " قال "
( 3 ) عن خع وبالاصل " شهر "
( 4 ) بالاصل : " فلما حضر أبو عبيدة ونالت " والمطبت عن المطبوعة
( 5 ) عن خع وبالاصل " ولم "
( 6 ) سورة آل عمران الاية : 200
( 7 ) بالاصل وخع : " أستلها "

(2/143)


أبو الفضل بن الفرات أنبأ أبو ( 1 ) محمد بن ابي نصر أنا أبو القاسم بن ابي العقب أنا أبو عبد الملك القرشي نا محمد بن عائذ نا الوليد بن مسلم نا أبو عمرو عن حسان بن عطية عن كعب قال إن لله ( 2 ) عز و جل في اليمن كنزين جاء بأحدهما ( 3 ) يوم اليرموك قال وكانت الأردن يومئذ ( 4 ) ثلث ( 5 ) الناس ويجئ بالآخر يوم الملحمة الكبرى سبعين ألفا حمائل سيوفهم المسد أخبرنا أبو محمد عبد الكريم بن حمزة السلمي نا أبو بكر الخطيب وأخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو بكر بن الطبري قالا أنا أبو الحسين بن الفضل أنا عبد الله بن جعفر نا يعقوب حدثني عمار عن سلمة عن محمد بن إسحاق ( 6 ) قال مات المثنى بن حارثة فتزوج سعد امرأته سلمى ابنة حفص وذلك في سنة أربع عشرة وأقام تلك الحجة للناس عمر بن الخطاب ودخل أبو عبيدة في تلك السنة دمشق فشتى بها فلما ضاقت الروم سار هرقل في الروم حتى نزل أنطاكية ومعه من المستعربة لخم وجذام وبلقين وبلي وعاملة وتلك القبائل من قضاعة وغسان بشر كثير معه من أهل أرمينية مثل ذلك بشر كثير فلما نزلها أقام بها وبعث الصقلان خصيا ( 7 ) له فسار في مائة ألف مقاتل معه من أهل أرمينية اثنا ( 8 ) عشر ألفا عليهم جرجة ( 9 ) ومعهم من المستعربة من غسان وتلك القبائل اثنا عشر ألفا عليهم جبلة بن الايهم الغساني وسائرهم من الروم ( 10 ) وعلى جملة الناس الصقلان خصي هرقل وسار إليهم المسلمون وهم أربعة وعشرون ألفا عليهم أبو عبيدة بن الجراح فالتقوا باليرموك
_________
( 1 ) الزيادة عن خع
( 2 ) بالاصل " والله " والصواب عن مختصر ابن منظور 1 / 212
( 3 ) عن ختصر ابن منظور وبالاصل وخع : بأحدهم
( 4 ) عن خع وبالاصل " منذ "
( 5 ) في خع : ثلاث والمثبت يوافق عبارة مختصر ابن منظور
( 6 ) بالاصل وخع : " عن سلمة بن محمد عن إسحاق " تحريف والصواب ما أثبتناه موافقا لعبارة مختصر ابن منظور 1 / 212
( 7 ) بالاصل " حصنا " والمثبت " خصيصا " عن مختصر ابن منظور
( 8 ) بالاصل " أثني "
( 9 ) بالاصل " حرحة " وفي خع " حرجة " والصواب عن مختصر ابن منظور
( 10 ) ما بين معكوفتين زيادة عن خع

(2/144)


في رجب سنة خمس عشرة فاقتتل الناس قتالا شديدا حتى دخل عسكر المسلمين وقاتل نساء من قريش بالسيوف حين دخل العسكر منهن أم حكيم بنت الحارث بن هشام حتى سابقن ( 1 ) الرجال أخبرنا أبو الحسين الخطيب أنا جدي أبو عبد الله أنا أبو الحسن الربعي أنا أبو الفرج العباس بن محمد بن حيان أنا أبو العباس بن الزفتي ( 2 ) أنا محمد بن محمد بن مصعب نا محمد بن المبارك نا الوليد قال وأخبرني صفوان بن عبد الرحمن بن جبير أن المسلمين صالحوا أهل مدينة دمشق وأهل حمص وقيصر يومئذ وجنوده بأنطاكية يريد أن يدخل بهم بلاده وتأتي بطارقته من الروم وأهل قنسرين وأهل الجزيرة ذلك عليه يسألونه أن يسير بهم ( 3 ) فيقاتلوا المسلمين ويأبى عليهم فقالوا فاعقد لرجل وسيرنا معه ففعل فعقد لباهان ( 4 ) الرومي الأرمني وسير معه من روم الروم مائتي ألف وسار من روم قنسرين وأهل الجزيرة وغيرهم بشر كثير فبلغ ذلك المسلمين الذين على حمص فأجمع أمرهم على المسير إلى إخوانهم الذين بدمشق فيكون أمرهم واحدا فقال لهم أهل مدينة حمص نحن على صلحنا إن ظفرتم لا نكثر عليكم ولا نمد قالوا نعم وساروا إلى دمشق وسارت الروم على حمص على بعلبك ثم على البقاع ( 5 ) ثم على حولة دمشق فأشفق المسلمون أن يحولوا بينهم وبين إخوانهم الذين بسواد ( 6 ) الأردن وما قبلها فساروا حتى نزلوا الجابية وانضم إليهم إخوانهم فكانوا جميعا قال ونا الوليد أخبرني صفوان عن عبد الرحمن بن جبير أن أمراء الأجناد اجتمعوا في خباء يزيد بن أبي سفيان وهم بالجابية يسمعون خبر عين لهم من قضاعة يخبرهم بكثرة القوم ومنزلهم على نهر الرقاد ( 7 ) ومرج الجولان إذ طاف بهم أبو سفيان
_________
( 1 ) كذا بالاصل وخع والمطبوعة 1 / 531 وفي مختصر ابن منظور " سايفن " يعنى المضاربة بالسيوف
( 2 ) بالاصل " الرقي " وقد تقدم مرارا
( 3 ) بالاصل : أن يسير فيقاتلوا المسلمين ويأتي عليهم
والصواب عن المطبوعة
( 4 ) بالاصل : " لنا ماهان " وفي خع : " لناهان " وقد تقدم " ماهان " أو " باهان " وما أثبتناه هنا وافق المطبوعة - ( 5 ) عن خع وبالاصل " التفاع "
( 6 ) عن خع وبالاصل " سواد "
( 7 ) بالاصل " الرواد " والمثبت عن خع ومختصر ابن منظور

(2/145)


فقال ما كنت أظن أني أبقى حتى أرى غلمة من قريش يذكرون أمر حربهم ويكيدون عدوهم بحضرتي لا يحضرونيه فقالوا هل لكم إلى رأي شيخكم فقالوا أدخل أبا سفيان فدخل فقال ما عندكم أخبروه ( 1 ) بخبر القضاعي فقال إن معسكركم هذا ليس بمعسكر إني أخاف أن يأتيكم أهل فلسطين والأردن فيحولوا ( 2 ) بينكم وبين مددكم من المدينة فتكونوا بين عسكرهم فارتحلوا حتى تجعلوا أذرعات خلف أظهركم يأتيكم المدد والخير فقبلوا ذلك من رأيه فقال إذ قبلتم هذا من رأيي فأمروا خالد بن الوليد على الخيول ومروه بالوقوف بها مما يلي الرقاد وأمروا رجلا على المرامية وأخرجوا إليه كل نابض بوتر ومروه بالوقوف ( 3 ) فيما بين العسكرين وبين الخيول فإنه سيكون لرحيل العسكر من السحر أصوات عالية تحدث لعدوكم فيكم طمعا فإن أقبلوا يريدون ذلك لقيتهم الخيول فكفتها وإن كانت للخيول جولة وزعت عنها المرامية فقبلوا ذلك من رأيه ونادوا من السحر بالرحيل ( 5 ) فنادت الروم أن العرب قد هربت فأقبلت فلقيتها الخيول فكفتها ( 6 ) حتى سار العسكر تبعتها المرامية وساقتها الخيول حتى نزلوا خلف اليرموك وجعلوا أذرعات خلف ظهورهم ونزلت الروم فيما بين دير أيوب ( 7 ) إلى ما يليها من نهر اليرموك بينهم النهر فعسكروا هنالك أياما فبعث ماهان ( 8 ) صاحبهم إلى خالد بن الوليد إن رأيت أن تخرج إلي في فوارس وأخرج إليك في مثلهم أذكرك ( 9 ) أمرا لنا ولكم فيه صلاح وخير ففعل خالد بن الوليد فواقفه ( 10 ) مليا فكان فيما عرض عليه إذ قال قد علمت أن الذي أخرجكم من بلادكم غلاء السعر وضيق الأمر بكم وإني قد رأيت أن أعطي كل رجل منكم عشرة
_________
( 1 ) في خع : " أخبروني " وفي مختصر ابن منظور : فأخبروه
( 2 ) عن مختصر ابن منظور وبالاصل وخع " فيحولون
( 3 ) ما بين معكوفتين زيادة عن مختصر ابن منظور وقد سقطت من الاصل وخع
( 4 ) عن مختصر ابن منظور وبالاصل " ودعت " وفي خع : " ورعت "
( 5 ) بالاصل : " ونادوا بالسحر من الرحيل " والمثبت عن مختصر ابن منظور
( 6 ) في المطبوعة : ولحقتها
( 7 ) دير أيوب : قرية بحوران من نواحى دمشق
معجم البلدان )
( 8 ) في خع : " ناهان " وفي مختصر ابن منظور : " باهان " والزيادة التالية عنه
( 9 ) في خع ومختصر ابن منظور : أذاكرك
( 10 ) بالاصل : " موافقة " والصواب عن المطبوعة وفي مختصر ابن منظور فواقفه

(2/146)


دنانير وراحلة تحمل حملها من الطعام والكسوة والأدم فيرجعون بها إلى بلادكم وتعيشون بها أهاليكم سنتكم هذه ( 1 ) فإذا كان قابل بعثتم إلينا فبعثنا إليكم بمثله فإنا قد جئناكم من الجيوش والعدد بما لا قبل لكم به فقال خالد ما أخرجنا من بلادنا الجوع ولا ضيق الأمر ولكنا معشر العرب نشرب الدماء فحدثنا أن لا دماء أحلا من دماء الروم فأقبلنا نهريق دماءكم ونشر بها قال فنظر أصحابه بعضهم إلى بعض وقالوا هذا ما كنا نحدث به عن العرب من شربها الدماء قرأت على أبي محمد عبد الكريم بن حمزة عن أبي محمد الكتاني أنا أبو نصر بن الجندي وأبو القاسم عبد الرحمن بن الحسن بن أبي العقب قالا أنا أبو القاسم بن أبي العقب أنا أبو عبد الملك نا ابن عايذ قال قال الوليد فذكر نحوه إلا أنه قال روم الروم وقال ثمانين ألفا والصواب مائة ألف أخبرنا أبو الحسين بن الخطيب أنا جدي أبو عبد الله أنا أبو الحسن الربعي أنا أبو الفرج العباس بن محمد بن حيان أنا أبو العباس بن الزفتي ( 2 ) أنا محمد بن محمد بن مصعب وحشي نا محمد بن المبارك نا الوليد بن مسلم أخبرني شيخ من بني أبي الجعد عن أبيه أبي الجعد أنه اشار على المسلمين ببنات الروم فقبلوا ذلك منه فبعثوا خيلا عظيمة وأمروا أهل العسكر بإيقاد النيران فانطلق بهم على مدقة الطريق وجسر الروم حتى واقع عسكر الروم فقاتلوهم مليا فلما نشب القتال انحاز بهم في ظلمة الليل على الطريق الذي أقبل عليها والجسر وتنادت الروم أن العرب قد انهزمت فخرجت تتراكض بأدم النيران فتوقص منهم في وادي اليرموك أكثر من ثمانين ألفا لا يعلم الآخر منهم ما لقي الأول قال ونا الوليد نا صفوان بن عمرو عن عبد الرحمن بن جبير أن المسلمين غادوهم ( 3 ) بالقتال وغدت الروم قد ترجلت صفوفا في سلاسل الحديد مقفلا عليهم لا يفر بعضهم عن بعض فقاتلوهم قتالا شديدا فنصر الله المسلمين وهزم الروم فأتبعتهم
_________
( 1 ) بالاصل : " وتعينون بها أهاليكم عينكم هذه " وما أثبتناه عن مختصر ابن منظور
( 2 ) بالاصل : " الرقي " وقد تقدم مرارا
( 3 ) عن خع وبالاصل : " عادوهم
وعدت
ترحلت "

(2/147)


الخيول يقتلونهم وأدرك ماهان بناحية الجولان ( 1 ) فقتل أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو علي بن المسلمة أنا أبو الحسن الحمامي أنا أبو علي بن الصواف نا الحسن بن علي القطان نا إسماعيل بن عيسى العطار قال قال أبو حذيفة إسحاق بن بشر عن سعيد بن عبد العزيز عن قدماء أهل الشام وغيرهم قالوا ثم زحف يعني ماهان إلى المسلمين فخرج بهم أبو عبيدة وقد جعل على ميمنته ( 2 ) معاذ بن جبل وعلى ميسرته قثامة بن أسامة الكنانة ( 3 ) وعلى الرجالة هاشم بن عتبة بن أبي وقاص وعلى الخيل خالد بن الوليد وكان الأمراء عمرو بن العاص على ربع ويزيد بن أبي سفيان على ربع وشرحبيل بن حسنة على ربع وكان أبو عبيدة على ربع وخرج الناس على راياتهم فيها أشراف رجال من العرب فيها الأزد وهم ثلث الناس وفيها حمير وهمدان ومذحج وخولان وخثعم وفيها كنانة وقضاعة ولخم ( 4 ) وجذام وكندة وحضرموت وليس فيها أسد ولا تميم ولا ربيعة ولم يكن دارهم إنما كانت دارهم عراقية فقاتلوا أهل فارس بالعراق فلما بدروا ( 5 ) لهم وسار أبو عبيدة بالمسلمين وهو يقول عباد الله انصروا الله ينصركم ويثبت اقدامكم يا عباد ( 6 ) الله اصبروا فإن الصبر منجاة من الكفر ومرضاة للرب ومدحضة للعار ولا تتركوا مصافكم ( 7 ) ولا تخطوا إليهم خطوة ولا تبدؤوهم بالقتال وأشرعوا الرماح واستتروا بالدرق والزموا الصمت إلا من ذكر الله عز و جل في أنفسكم حتى آمركم إن شاء الله قالوا وخرج معاذ بن جبل على الناس فجعل يذكرهم ويقول يا أهل القرآن و ( 8 )
_________
( 1 ) الجولان : بالفتح ثم سكون ز قرية وقيل جبل من نواحي دمشق ثم من عمل حوران
( ياقوت )
( 2 ) عن مختصر ابن منظور وبالاصل ميمنة
( 3 ) كذا بالاصل وفي مختصر ابن منظور : قباثة بن أسامة الكناني وانظر الاصابة والاستيعاب " قباث بن أشيم بن عامر بن الملوح الكناني "
( 4 ) الزيادة عن خع
( 5 ) في مختصر ابن منظور : برزوا
( 6 ) الاصل وخع وفي وفي مختصر بن منظور : يا معشر المسلمين
( 7 ) عن خع وبالاصل : " مصارفكم "
( 8 ) عن مختصر ابن منظور
( * ) ( 8 ) عن مختصر ابن منظور

(2/148)


مستحفظي الكتاب وأنصار الهدى والحق والرحمة إن رحمة الله لا تنال وجنته لا تدخل بالأماني ولا يؤتي ( 1 ) الله تعالى المغفرة والرحمة الواسعة إلا الصادق المصدق ألم تسمعوا لقول الله عز و جل " وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات " إلى آخر الآية ( 2 ) واستحيوا رحمكم الله من ربكم أن يراكم ( 3 ) فرارا عن عدوكم وأنتم في قبضته وليس لكم ملتحد من دونه ولا عز بغيره يمشي في الصفوف ويذكرهم حتى إذا بلغ من ذلك ما أحب ورأى من الناس الذي سره لهم ثم حرضهم وانصرف إلى موقفه رحمه الله قالوا وسار في الناس عمرو بن العاص وهو أحد الأمراء كمسير أخيه معاذ بن جبل فجعل يحرضهم ويقول يا أيها المسلمون غضوا الأبصار واجثوا على الركب وأشرعوا الرماح فإذا حملوا عليكم فأمهلوهم حتى إذا ركبوا أطراف الأسنة فثبوا في وجوههم وثبة الأسد فوالذي يرضى للصدق ويثبت عليه ويمقت الكذب ويجزي بالإحسان إحسانا لقد سمعت أن المسلمين سيفتحونها كفرا كفرا وقصرا قصرا فلا يهولنكم جموعهم ولا عددهم فإنكم لو صدقتموهم الشد ( 4 ) تطايروا تطاير أولاد الحجل قالوا ثم يرجع فوقف في موقفه معهم أيضا قالوا ثم رجع أبو سفيان بن حرب وهو متطوع يومئذ إنما استأذن أمير المؤمنين عمر أن يخرج متطوعا مددا للمسلمين متطوعين فجعل الله في مخرجه بركة فسار في صف المسلمين وهو يقول يا معشر المسلمين أنتم العرب وقد أصبحتم في دار العجم منقطعين عن الأهل ( 5 ) نائين عن أمير المؤمنين وأمداد الله ( 6 ) وقد والله أصبحتم بإزاء عدو كثير عدده شديد عليكم حنقه وقد وترتموهم في أنفسهم وبلادهم ونسائهم والله لا ينجيكم من هؤلاء القوم ولا يبلغ رضوان الله غدا إلا بصدق اللقاء والصبر في المواطن المكروهة ألا إنها سنة لازمة وإن الأرض وراءكم بينكم وبين أمير المؤمنين وجماعة
_________
( 1 ) عن مختصر ابن منظور وبالاصل " يولي "
( 2 ) سورة المائدة الاية : 9
( 3 ) عن مختصر ابن منظور 1 / 215 وبالاصل " يراكم فراركم "
( 4 ) بالاصل وخع " السد " والمثبت عن مختصر ابن منظور
( 5 ) بالاصل وخع : " الاصل تأثير من " والصواب عن مختصر ابن منظور
( 6 ) في خع : " وأمداد المسلمين

(2/149)


المسلمين صحارى وبراري ليس لأحد فيها معقل ولا معقول إلا الصبر ورجاء ما وعد الله فهو خير معقول فامتنعوا بسيوفكم وتعاونوا بها ولتكن هي الحصون قالوا ثم رجع أبو سفيان إلى النساء اللاتي مع المسلمين وكان كثير من المهاجرات قد حضرت يومئذ مع أزواجهن وأبنائهن وأجلسهن خلف صفوف المسلمين وأمر بالحجارة فألقيت بين أيديهن ثم قال لا يرجع إليكن أحد من المسلمين إلا رميتموه بهذه الحجارة وقلتن من يرجوكم بعد الفرار عن الإسلام وأهله وعن النساء بأرض العدو فالله الله قال ثم رجع أبو سفيان فنادى المسلمين فقال يا معشر أهل الإسلام حضر ما ترون فهذا رسول الله والجنة أمامكم والشيطان والنار خلفكم ثم وقف موقفه قالوا وزحفت الروم مكانها إلى المسلمين يدفون دفيفا معهم الصلبان وأقبلوا بالأساقفة والقسيسين والرهبان والبطارقة لهم رجل كرجل الرعد وقد تبايع عظماؤهم على الموت ودخل منهم ثلاثون ألفا كل عشرة في سلسلة لأن لا يفرون ( 1 ) قالوا فلما نظر إليهم خالد مقبلين أقبل يركض حتى قطع صف المسلمين إلى نساء المسلمين وهن على تل مرتفع من العسكر حيث وضعهن أبو سفيان فقال يا نساء المسلمين أيما رجل أقبل إليكم منهزما فأقتلنه ثم انصرف فأتى أبا عبيدة فقال إن هؤلاء قد أقبلوا بعدة رحل وفرح وإن لهم حدة لا يردها شئ وليست خيلي بالكثيرة ولا والله لا قامت خيلي لشدة خيلهم ورجالهم أبدا وخيله يومئذ أمام صفوف المسلمين ثلاثة فقال خالد قد رأيت أن أفرق خيلي فأكون في إحدى الخيلين وقيس بن هبيرة في الخيل الأخرى ثم تقف خيلنا من وراء الميمنة والميسرة فإذا حمل على الناس ثبت الله أقدامهم وإن كانت الأخرى حملت خيولنا عليهم وهي جامة ( 2 ) وهم قد انتهت شدتهم وتفرقت جماعتهم فأرجو عندها أن يظفر الله بهم ويجعل الدائرة عليهم وقد رأيت أن يجلس سعيد بن زيد ( 3 ) مجلسك هذا ويقف من ورائه بحذائه مائتين أو ثلاثمائة يكون
_________
( 1 ) كذا الصواب : لئلا يفروا
( 2 ) بالاصل وخع : " حامه " والمثبت عن مختصر ابن منظور 1 / 216 يعني مستريحة
( انظر اللسان جمم )
( 3 ) عن خع وبالاصل " مرثد "

(2/150)


للناس ردءا قالوا فقبل أبو عبيدة مشورته وقال افعل ما أراك الله وأنا فاعل ما أردت وأجلس أبو عبيدة سعيد بن زيد مكانه وفعل ما أمره به خالد فركب فرسه واقبل يسير في الناس ويحرضهم ويوصيهم بتقوى الله والصبر ثم انصرف فوقف من خلف الناس ردءا لهم قال إسحاق نا سعيد بن عبد العزيز عن بعض قدمائهم أن رجلا من المسلمين أقبل يومئذ عند وصاة أبي عبيدة هذه فقال له إني قد أردت أن أقضي شأني فهل لك إلى رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) حاجة فقال أبو عبيدة نعم تقرئه مني السلام وتخبره أنا قد وجدنا ما وعدنا ربنا حقا ثم تقدم الرجل فكان أول من استشهد رحمة الله تعالى عليه قال وأقبلت الروم إليهم كأنها سحابة منقضة إلى المسلمين حتى دنا طرفهم من ميمنة المسلمين قال فبرز معاذ بن جبل فنادى المسلمين يا معشر أهل الإسلام إنهم قد تهيؤا للشدة ولا والله لا يردهم إلا الصدق عند اللقاء والصبر عند القراع ( 1 ) قالوا ثم نزل عن فرسه وقال من يريد فرسا يركبه ويقاتل عليه قال فوثب ابنه عبد الرحمن وهو غلام حين احتلم فأخذه فقال يا أبة إني لأرجوه أن لا يكون فارسا أعظم غناء في المسلمين مني فارس وأنت يا أبة راجل أعظم غناء منك فارس الرجالة هم عظم المسلمين فإذا رأوك حافظا مترجلا صبروا إن شاء الله تعالى وحافظوا قال فقال أبوه وفقني الله وإياك يا بني قال ثم إن الروم تداعوا وتحاضوا وذكرتهم الأساقفة والرهبان قال فجعل معاذ إذا سمع ذلك منهم يقول اللهم زلزل أقدامهم وأرعب قلوبهم ( 2 ) وأنزل علينا السكينة وألزمنا كلمة التقوى وحبب إلينا اللقاء ورضنا بالقضاء وخرج باهان صاحب الروم فجال فيهم حتى وقف وأمرهم بالصبر والقتال دون ذراريهم وأموالهم وسلطانهم ثم بعث إلى صاحب الميسرة أن احمل وهو الاذربيجان وكان عدو الله متنسكا فقال للبطارقة والرؤوس الذين معه قد أمركم أميركم أن تحملوا قالوا فتهيأت البطارقة فشدت على الميمنة وفيها الأزد ومذحج وحضرموت وحمير
_________
( 1 ) بالاصل وخع " الفراغ " والمثبت عن مختصر ابن منظور 1 / 217
( 2 ) زيادة عن خع

(2/151)


وخولان فثبتوا حتى صدقوا أعداء الله فقاتلوهم قتالا شديدا طويلا ثم أنه ركبه من الروم أمثال الجبال فزال المسلمون من الميمنة إلى ناحية القلب وانكشفت ( 1 ) طائفة من الناس إلى العسكر وثبت صدر من المسلمين عظيم يقاتلون تحت راياتهم وانكشفت زبيد يومئذ وهي في الميمنة وفيهم الحجاج بن عبد يغوث فتنادوا فترادوا واجتمعوا جميعا فاجتمعوا وهم خمسمائة رجل فشدوا شدة نهنهوا من قبلهم من الروم واشغلوهم عن اتباع من انكشف من الميمنة وتراد أيضا جماعة من الميمنة المتحيزة فشدت حمير وحضرموت وخولان بعدما زالوا حتى وقفوا مواقفهم في الصف واستقبل النساء سرعان من انهزم من المسلمين معهن عمد البيوت وأخذن تضربن وجوههن وترمين بالحجارة قالوا قال العباس بن سهل بن سعد الساعدي وكانت تحته خولة بنت ثعلبة الأنصارية في هؤلاء النساء فمر بها عمرو وهو ابن بحر وهو يقول ( 2 ) : يا هاربا عن نسوة ثنيات ( 3 ) * فعن قليل ما ترى سبيات * ولا خطيئات ( 4 ) ولا رضيات ( 5 ) * قال فتراد الناس وثبت النساء على مواقفهن قالوا واستحر القتال في الأزد فأصيب منهم ما لم يقتل من القبائل وقتل يومئذ عمرو بن الطفيل الدوسي وحقق الله رؤيا والده رحمة الله عليه الطفيل فإنه رأى يوم مسيلمة أن امرأة لقيته ففتحت له فرجها فدخله وطلبه ابنه هذا وحبس عنه فقال أولت رؤياي أن أقتل وأن المرأة التي أدخلتني في فرجها الأرض وأن ابني سيصيبه جراحة ويوشك أن يلحقني فقتل هذا يوم اليرموك وهو يقول يا معشر الأزد لا يؤتين المسلمين من قبلكم وأخذ يضرب بسيفه قدما وهو يقول :
_________
( 1 ) بالاصل " والنكشف "
( 2 ) كذا بالاصل والصواب " وهي تقول " كما في البداية والنهاية 7 / 15 وفتوح الشام للواقدي وغزوات ابن حبيش 1 / 274
( 3 ) في خع وغزوات ابن حبيش 1 / 274 والبداية والنهاية 7 / 15 : " تقيات " وفي فتوح الشام للواقدي " ثقات "
( 4 ) في خع وابن حبيش : " حظيات " وفي البداية والنهاية : حصيات
( 5 ) الرجز في فتوح الشام للواقدي باختلاف وزيد رابعا في ابن حبيش رميت بالسهم وبالمنيات

(2/152)


قد علمت دوس ويشكر تعلم * أني أخو البيض ليوم مظلم ( 1 ) وأعزل الشكيم شد الأيهم * كنت عزيزا في الوغا ضيغم ( 2 ) فقاتل حتى قتل قال وثبت جندب بن عمرو بن جهمة ( 3 ) ورفع رايته وهو يقول يا معشر الأزد إنه لا ينجو من القتل والعدو والإثم إلا من قاتل ألا وإن المقتول الشهيد والخائب من تولى ثم أخذ يقول يا معشر الأزد : * إنه لا يمنع الراية إلا الأبطال ( 4 ) * فقاتل حتى قتل قالوا وبرز أبو هريرة صاحب رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) إلى الأزد يعاونها وهو أحد الرؤوس من الأزد فجعل يقول سارعوا إلى الحور العين وجوار ربكم عز و جل في جنان النعيم ما أنتم إلى ربكم في موطن أحب إليه منكم في مثل هذا الموطن ألا وإن للصابرين فضلهم قالوا فأطافت به الأزد ثم اضطربوا حتى صارت الروم تجول في مجال واحد كما تدور الرحى قالوا ولقل ما رؤي يوما أكثر قحفا ساقطا ومعصما نادرا وكفا طائرة من ذلك الموطن والناس يضطربون تحت القسطل ( 5 ) قالوا وجل القبائل ( 6 ) في الميمنة حتى القلب قالوا والقلب في نحو ما فيه الميمنة
_________
( 1 ) في ابن حبيش 1 / 274 : أني إذ الابيض يوما مظلم ( 2 ) في ابن حبيش : وعود النكس وفر الابهم * أني عفرنا في الوقاع ضيغم ( 3 ) كذا بالاصل وخع وفي ابن حبيش : " حمئة "
( 4 ) الرجز في ابن حبيش 1 / 275 وقبله فيه : يا معشر الازد احتداد الاقبال هيهات هيهات وفوت الحال ( 5 ) القسطل : الغبار
( 6 ) عن خع وبالاصل " القبهلل " وفي ابن حبيش : " وكان جل القتال "

(2/153)


قالوا وحمل عليهم خالد بن الوليد على الميسرة التي دخلت العسكر واضطربت ميمنة المسلمين إلى القلب فصارت الميمنة والقلب شيئا واحدا فقتل هو وخيله نحوا من ستة آلاف ودخل سائرهم بيوت المسلمين في العسكر مجرحين وخرج خالد بن الوليد في خيله يطرد ( 1 ) من كان من الروم قريبا من العسكر حتى إذا أرادوا أن يمكروا به نادى عند ذلك يا أهل الإسلام لم يبق عند القوم من الجلد والقتال إلا ما رأيتم الشدة الشدة فوالذي نفسي بيده إني لأرجو أن يمنحكم الله أكتافهم قالوا فاعترض صفوف ( 2 ) الروم وأن في جانبه الذي يستقبل لمائة ألف من الروم فحمل عليهم وما هو إلا في نحو من ألف فارس قالوا فوالله ما بلغتهم الحملة حتى فض ( 3 ) الله جمعهم وشد المسلمون على من يليهم من رحالهم فانكشفوا وأتبعهم المسلمون ما يمتنعون من قبل ميمنتهم ولا ميسرتهم ( 4 ) قالوا ثم إن خالد انتهى في تلك الحملة إلى الدربيجان وقد قال لأصحابه لفوني في الثياب فلف في الثياب وقال وددت أن الله كان عافاني من حرب هؤلاء القوم فلم أرهم ولم يروني ولم أنصر عليهم ولم ينتصروا علي وهذا يوم شر ولم يقاتل حتى غشيه القوم فقتلوه قالوا وقال أيضا قناطر وهو في ميمنة الروم لجرحين ( 5 ) صاحب أرمينية احمل فقال له أنت تأمرني أن أحمل وأنا أمير مثلك فقال له قناطر أنت أمير وأنا أمير وأنا فوقك وقد أمرت بطاعتي فاختلفا ثم إن قناطر حمل حملة شديدة على كنانة وقيس وخثعم وجذام وقضاعة وعاملة وغسان وهم فيما بين ميسرة المسلمين إلى القلب فكشفوا المسلمين وزالت الميسرة عن مصافها وثبت أهل الرايات وأهل الحفايظ فقاتلوا وركبت الروم أكتاف من انهزم حتى دخلوا معهم العسكر قال فاستقبلهم نساء المسلمين بعمد الفساطيط يضربون بها وجوههم ويرمونهم بالحجارة ويقلن ( 6 ) أين أين عز الإسلام والأمهات والأزواج ( 7 ) قال فيعطف هؤلاء الذين انهزموا إلى المسلمين
_________
( 1 ) عن خع وبالاصل " يصرد " وفي ابن حبيش : " يكرد " بمعني يطر
( 2 ) عن خع وبالاصل " صفوان "
( 3 ) عن مختصر ابن منظور 1 / 219 وبالاصل " قبض " ومثله خع
( 4 ) زيادة عن خع
( 5 ) كذا بالاصل وخع ومختصر ابن منظور وفي ابن حبيش : جرجير
( 6 ) عن خع وبالاصل : ويقولون
( 7 ) كذا بالاصول وفي المطبوعة : والارواح

(2/154)


وينادي الناس بالحفايط والصبر قال وشد قبابة ( 1 ) بن أسامة فقاتل قتالا شديدا وجعل يرتجز ( 2 ) ويقول : إن تفقدوني تفقدوا خير فارس * لذي الغمرات والرئيس المحاميا وذا فخر لا يملأ الهول قلبه * ضروبا بنصل السيف أروع ماضيا ( 3 ) قالوا فكسر في القوم ثلاث رماح يومئذ وقطع سيفين وأخذ يقول كلما قطع سيفا ( 4 ) أو كسر رمحا من يعير سيفا أو رمحا في سبيل الله رجلا حبس نفسه مع أولياء الله قد عاهد الله أن لا يفر ولا يبرح حتى يقاتل المشركين حتى يظهر المسلمون أو يموت فكان من أحسن الناس بلاء في ذلك اليوم قالوا ونزل أيضا أبو الأعور السلمي فقال يا معشر قيس خذوا نصيبكم من الأجر والصبر فإن الصبر في الدنيا عز ومكرمة وفي الآخرة رحمة وفضيلة فاصبروا وصابروا ثم إن الناس حيزوا إلى القلب وفي القلب سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل حيث وضعه أبي عبيدة بن الجراح قال فلما نظر سعيد إلى الروم وخافها اقتحم إلى الأرض وجثى على ركبتيه حتى إذا دنوا ( 5 ) منه طعن برايته أول رجل من القوم ثم ثار في وجوههم كأنه الليث وأخذ يقاتل ويعطف الناس إليه قالوا وكان يزيد بن أبي سفيان يومئذ من عظم الناس غناء ( 6 ) قد كان أبوه مر به فقال له يا بني عليك بتقوى الله والصبر فإنه ليس رجل بهذا الوادي من المسلمين إلا محفوفا ( 7 ) بالقتال فكيف بك وبأشباهك الذين ولوا أمور المسلمين أولئك أحق الناس
_________
( 1 ) كذا بالاصل وخع وفي ابن حبيش " قباث بن أشيم " وهو الصواب وانظر ما تقدم فيه والاصابة والاستيعاب

(2/155)


بالجهاد والنصيحة فاتق الله يا بني والزم ( 1 ) في أمرك ولا يكونن أحد من إخوانك بأرغب في الأجر والصبر في الحرب ولا أجرأ على عدو الإسلام منك قال أفعل فقاتل يومئذ في الجانب الذي كان فيه واقفا قتالا شديدا وكان مما يلي القلب قالوا وشد طرف من الروم على عمرو بن العاص فانكشف هو وأصحابه حتى دخلوا أول العسكر وهم في ذلك يقاتلون ويشدون ولم ينهزموا هزيمة ولوا فيها الظهر قال فنزلن ( 2 ) النساء بعمدهن من التل فضربن وجوه الرجال ونادت الناس أم حبيبة ابنة العاص ( 3 ) فقالت قبح الله رجلا يفر عن حليلته وقبح الله رجلا يفر من كريمته قالوا وسمع نسوة من النساء المسلمين يقلن فلستم بعولتنا إن لم تمنعونا
قال فتراد المسلمون وزحف عمرو وأصحابه حتى عادوا إلى قريب من موقفهم قالوا وقاتل أيضا شرحبيل بن حسنة في ربعه الذي كان فيه فكان وسطا من الناس إلى جنب سعيد بن زيد وانكشف عنه أصحابه فثبت وهو يقول " إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم " ( 4 ) إلى آخر الآية أين الشارون أنفسهم لله ابتغاء مرضاة الله وأين المشتاقون إلى جوار الله في داره قالوا فرجع إليه ناس كثير وبقي القلب لم ينكشف أهله لمكان الذي كان فيه سعيد بن زيد قالوا وكان أبو عبيدة من وراء ظهره ردءا له وللمسلمين قالوا فلما رأى قيس بن هبيرة خيل المسلمين وراء صفهم مما يلي ميسرة المسلمين وأن المسلمين قد دخلت ميسرتهم العسكر وأن الروم قد صمدت لهم اعترض الروم بخيله تلك ينتظر خيل خالد بن الوليد فعطف بهم إلى بعض ورجع المسلمون في آثارهم فقاتلوهم وحمل على من يليه من الروم وهو في ميمنة المسلمين حتى اضطروهم إلى صفوفهم قالوا فلما رأى خالد بن الوليد أن قيس بن هبيرة قد كشف من يليه وأن
_________
( 1 ) ابن حبيش : وأكرم
( 2 ) كذا
( 3 ) بالاصل : " ونادت الناس ابنة ابن العاص " والصواب عن ابن حبيش
( 4 ) سورة التوبة الاية : 111

(2/156)


المسلمين قد رجعت راجعتهم إلى المسلمين حمل على من يليه من الروم يعطف بعضهم بعضا إلى بعض وزحف المسلمون إليهم رويدا حتى إذا دنوا منهم إذا هم ( 1 ) ينتفضون قال فبعث ذلك أبو عبيدة عند ذلك إلى سعيد بن زيد أن شد عليهم وشد المسلمون بأجمعهم عدة واحدة وأظهروا التكبير ثم صكوهم صكة واحدة فطعنوا بالرماح فضربوا بالسيوف وأنزل الله تعالى نصره وما وعد نبيه ( صلى الله عليه و سلم ) فضرب الله وجوه أعدائه ومنح أكتافهم وزلزل أقدامهم وأنزل الله ملائكة يضربون وجوههم حتى ولوا المسلمين أكتافهم قالوا قال سعيد بن المسيب عن أبيه أنه قال لما جلنا هذه الجولة سمعنا صوتا قد كاد يملأ العسكر يقول يا نصر الله اقترب الثبات الثبات يا معشر المسلمين فتعطفنا عليه فإذا هو أبو سفيان بن حرب تحت راية ابنه قالوا وشد خالد في سرعان الناس وشد المسلمون معه يقتلون كل قتلة وركب ( 2 ) بعضهم بعضا حتى انتهوا لي مكان مشرف على أهوية فأخذوا يتساقطون فيها وهم يبصرون ( 3 ) وهو يوم ذو ضباب ومنهم من قال كان ذلك في الليل فأخذ آخرهم لا يعلم ما يلقي أولهم يتساقطون فيها وهم ( 4 ) لا يبصرون وهم يوم ذو ضباب ( 5 ) حتى سقط فيها نحو من ثمانين ( 6 ) ألفا فما أحصوا إلا بالقصب قالوا وبعث أبو عبيدة شداد بن أوس بن أخي حسان بن ثابت بعدهم بعد ذلك اليوم بيوم فوجد من سقط في تلك الأهوية بعدما عدهم بالقصب ثمانين ألفا يزيدون قليلا أو ينقصون قليلا وسميت تلك الأهوية بالواقوصة من يومئذ حتى اليوم لأنهم وقصوا فيها فأخذوا وجها آخر وقتل المسلمون في المعركة ( 5 ) بعدما أدبروا أما
_________
( 1 ) عن خع
( 2 ) بالاصل " وركن " والصواب عن ابن حبيش ( 3 ) بالاصل : " وهم ينصرون " والمثبت عن خع وابن حبيش
( 4 ) كذا كررت العبارة بالاصل وخع
( 5 ) في ابن حبيش : مائة ألف
( 6 ) عن خع وابن حبيش وبالاصل " المعرفة "

(2/157)


ما لا يحصى وغلبهم الليل فبات المسلمون فلما أصبحوا نظروا فإذا هم لا يرون شيئا فقالوا كمن أعداء الله لنا فلما بعثوا الخيول في الوادي تنظر هل لهم من كمين لو نزلوا بوطاء من المسلمين فإذا الرعاة يخبرونهم أنهم قد سقطوا في الواقوصة فسألوا عن عظيم ( 1 ) الروم فقالوا قد ترحل منهم البارحة بنحو من أربعين ألفا ثم أتبعهم خالد بن الوليد على الخيل فقتلهم حتى مر بدمشق فخرج إليه رجال من أهل دمشق فاستقبلوه فقالوا نحن على عهدنا الذي كان بيننا وبينكم فقال لهم نعم أنتم على عهدكم ثم أتبعهم يقتلهم في القرى وفي كل وجه حتى قدم دمشق فخرج إليه أهلها فسألوه التمام على ما كان بينهم ففعل قال ومضى خالد يطلب عظم الناس حتى أدركوه بثنية العقاب وهو يهبط الهابط منها إلى غوطة فدرك عظم الناس حتى أدركهم بغوطة دمشق فلما انتهوا إلى تلك الجماعة من الروم وأقبلوا يرمونهم بالحجارة من فوقهم فتقدم إليهم الأشتر وهو في رجال من المسلمين فإذا أمامهم رجل من الروم جسيم عظيم فمضى إليه حتى وثب عليه فاستوى هو والرومي على صخرة مستوية فاضطربا بسيفيهما فأظن ( 2 ) الأشتر كف الرومي وضرب الرومي الأشتر بسيفه فلم يضره واعتنق ( 3 ) كل واحد منهما صاحبه فوقعا على الصخرة ثم انحدرا وأخذ الأشتر يقول وهو في ذلك ملازم العلج لا يتركه " قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لا شريك له وبذلك أمرت وأنا من المسلمين " ( 4 ) قال فلم يزل يقل ذلك حتى انتهوا إلى مستوى الجبل وقرار فلما استقروا وثب على الرومي فقتله وصاح في الناس أن جوزوا قال فلما رأت الروم أن صاحبهم قد قتل خلوا الثنية وانهزموا قال وكان الأشتر ذا بلاء حسن في اليرموك قالوا لقد قتل ثلاثة عشر قالوا فركب خالد والمسلمون الثنية ثم انحطوا مشرفين وأنكوا في سائر البلاد يطلبون أعداء الله في القرى والجبال حتى وصلوا إلى حمص فخرج إليهم أهل حمص
_________
( 1 ) بالاصل : " من عظيم " والمثبت عن خع ومختصر ابن منظور
( 2 ) كذا بالاصل وخع والصواب " فأطن " كما في مختصر ابن منظور 1 / 221 ، يعني قطعها
( 3 ) بالاصل وخع : " واستنق " والمثبت عن مختصر ابن منظور
( 4 ) سورة الانعام الاية : 162

(2/158)


يسألونهم التمام على عهدهم وعقدهم وجزيتهم ( 1 ) ففعل بهم خالد ما فعل بأهل دمشق وأقام بها ينتظر رأي أبي عبيدة قالوا ولما سار خالد بن الوليد من اليرموك في إثر من انهزم وقع أبو عبيدة في دفن المسلمين حتى غيبهم ( 2 ) وكفاه دفن الكفار بالواقوصة التي وقعوا فيها وقد كان مما يعملون أن يدفنوا الكفار بعدما يدفنون المسلمين فكفاه الله الكفار بالواقوصة التي وقعوا فيها فكتب أبو عبيدة مكانه ( 3 ) إلى عمر بن الخطاب يصف له أمرهم أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو الحسين بن النقور أنا أبو طاهر المخلص نا أبو بكر بن سيف نا السري بن يحيى نا شعيب بن إبراهيم نا سيف بن عمر التميمي قال وكان أبو بكر رضي الله عنه قد سمى لكل أمير من أمراء الشام كورة فسمى لأبي عبيدة بن عبد الله بن الجراح حمص وليزيد ( 4 ) بن أبي سفيان دمشق ولشرحبيل بن حسنة الأردن ولعمرو بن العاص ولعلقمة بن مجزز ( 5 ) فلسطين فإذا فرغا منها ترك علقمة وسار إلى مصر فلما شارفوا الشام دهم كل أمير منهم قوم كثير وأجمع رأيهم أن يجتمعوا بمكان واحد وأن يلقوا جمع المشركين بجمع المسلمين قال ونا سيف عن أبي عثمان يزيد بن أسيد الغساني عن خالد وعبادة قالا ( 6 ) توافي إليها مع الأمراء الأربعة والجنود مع عمرو وعلقمة ويزيد بن أبي سفيان وأبي عبيدة وشرحبيل سبعة وعشرون ألفا وثلاثة آلاف من فلال خالد بن سعيد أمر عليهم أبو بكر رضي الله عنه معاوية وشرحبيل وعشرة آلاف من أمداد أهل العراق مع خالد بن الوليد سوى ستة آلاف ثبتوا مع عكرمة ( 7 ) ردءا بعد خالد بن سعيد وكانوا جميعا ستة وأربعين ألفا وكان عكرمة من آخر بني مخروم إسلاما وقد جاء عن النبي ( صلى الله عليه و سلم ) فيه
_________
( 1 ) في مختصر ابن منظور : وحريتهم
( 2 ) عن مختصر ابن منظور وبالاصل وخع : عينهم
( 3 ) كذا بالاصل وخع وفي المطبوعة : كتابه
( 4 ) بالاصل وخع : وإلى يزيد والمثبت عن مختصر ابن منظور
( 5 ) بالاصل وخع " محرز " والمثبت عن مختصر ابن منظور 1 / 222 والطبري 3 / 394
( 6 ) بالاصل : قالوا والمثبت عن الطبري 3 / 394
( 7 ) عن الطبري وبالاصل : عسكره

(2/159)


حديث وذلك أنه بارز رجلا في بعض حروب النبي ( صلى الله عليه و سلم ) فقتله فاستضحك النبي ( صلى الله عليه و سلم ) فقال له نفر ( 1 ) من الأنصار ما أضحكك وقد فجعنا بصاحبنا فقال أضحكني أنهما في درجة واحدة في الجنة [ 452 ] قال وكان قتالهم على تساند كل جند وأميره لا يجمعهم واحد حتى قدم عليهم خالد من العراق وكان عسكر ( 2 ) أبي عبيدة باليرموك مجاورا لعسكر عمرو بن العاص وعسكر شرحبيل مجاورا لعسكر يزيد بن أبي سفيان وكان أبو عبيدة ( 3 ) ربما صلى مع عمرو بن العاص وشرحبيل مع يزيد فأما عمرو ويزيد فإنهما كانا لا يصليان مع أبي عبيدة وشرحبيل وقدم خالد بن الوليد وهم على حالهم هذه فعسكر على حدة فصلى بأهل العراق ووافق خالد المسلمين وهم متضايقون بمدد الروم عليهم باهان ووافق القوم وهم نشاط لمددهم فالتقوا فهزمهم الله تبارك وتعالى حتى ألجأهم وأمدادهم إلى الخنادق والواقوصة أحد حدوده والواقوصة لهب ( 4 ) لاج في الأرض أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو الحسين بن النقور أنا أبو طاهر المخلص أنا أبو بكر بن سيف نا السري بن يحيى نا شعيب بن إبراهيم نا سيف بن عمر قال ( 5 ) وحملت الروم مع انقلابه إلى خالد وهم يرون أنها حملة فأزالوا المسلمين عن مواقفهم فالتقوا فهزمهم الله تبارك وتعالى حتى ألجأهم وأمدادهم إلى الخنادق والواقوصة إلا المحامية عليهم عكرمة والحارث بن هشام وركب خالد ومعه جرجة والروم خلال المسلمين فتنادى الناس وباتوا ( 6 ) وتراجعت الروم إلى مواقفهم فزحف بهم خالد حتى تصافحوا بالسيف فضرب فيهم خالد وجرجة من لدن ارتفاع النهار إلى جنوح الشمس للغروب ثم أصيب جرجة ولم يصل صلاة سجد فيها إلا الركعتين اللتين أسلم عليهما فصلى الناس الأولى والعصر إيماء وتضعضع الروم ونهد خالد بالقلب حتى كان بين خيلهم ورجلهم وكان مقاتلتهم واسع المطرد ضيق
_________
( 1 ) عن خع
( 2 ) بالاصل : أبو
( 3 ) زيادة عن خع
( 4 ) بالاصل : " لهث " والمثبت عن خع واللهب مهواة ما بين كل جبلين ( قاموس )
( 5 ) الخبر في الطبري 3 / 399 حوادث سنة 13
( 6 ) الطبري : وثابوا

(2/160)


المهرب فلما وجدت خيلهم مذهبا ذهبت وتركتهم رجلهم في مصافهم وخرجت خيلهم تشتد بهم في الصحراء وأخروا ( 1 ) أناس الصلاة حتى صلوا بعد الفتح ولما رأى المسلمون خيل الروم قد توجهت للهرب أفرجوا لها ( 2 ) ولم يحرجوها فذهبت فتفرقت في البلاد وأقبل خالد والمسلمون على الرجل ففضوهم ( 3 ) فكأنما هدم بهم حائطا فاقتحموا في خنادقهم واقتحمه عليهم فعمدوا إلى الواقوصة حتى هووا فيها المقترنون وغيرهم فمن صبر للقتال من المقترنين هو أنه من خشعت نفسه فيهوي الواحد بالعشرة لا يطيقونه وكلما هوى اثنان كان البقية عنهم أضعف وكان المقترنون أعشارا فتهافت في الواقوصة عشرون ألفا ومائة ألف ثلاثون ( 4 ) ألفا مقترن وأربعون ألفا مطلق سوى من قتل في المعركة من الخيل والرجل فكان منهم الفارس يومئذ ألف وخمسمائة وتجلل الفيقار وأشراف من أشراف الروم برانسهم وجلسوا وقالوا لا نحب أن نرى يوم السوء إذ لم نستطع أن نرى يوم السرور وإذ لم نستطع أن نمنع النصرانية فأصيبوا في تزملهم أخبرنا أبو القاسم أنا أبو الحسين أنا أبو طاهر أنا أبو بكر بن سيف أنا السري بن يحيى نا شعيب بن إبراهيم نا سيف عن مبشر ( 5 ) وسهيل وأبي عثمان عن خالد وعبادة وأبي حارثة قالوا ( 6 ) وأوعب القواد بالناس نحو الشام وعكرمة ردء للناس وبلغ الروم ذلك فكتبوا إلى هرقل وخرج هرقل حتى ينزل بحمص فأعد لهم الجنود وعبى لهم العساكر ( 7 ) وأراد تفريقهم وشغل بعضهم عن بعض لكثرة جنده وفضول رجاله فأرسل إلى عمر وأخاه تذارق ( 8 ) لأبيه وأمه فخرج نحوهم في تسعين ألفا وبعث من يسوقهم حتى نزل لصاحب الساقة بثنية جلق بأعلا فلسطين وبعث جرجة بن توذرا نحو يزيد بن ابي سفيان فعسكروا بإزائه وبعث
_________
( 1 ) كذا
( 2 ) بالاصل " بها " والمثبت عن الطبري
( 3 ) عن الطبري وبالاصل " بعضهم "
( 4 ) في الطبري : ثمانون
( 5 ) عن خع الطبري 3 / 392 وبالاصل " ميسر " وفي الطبري : سهل " بدل " سهيل
( 6 ) الخبر في الطبري 3 / 392 وبالاصل " وأوعت " والمثبت عن الطبري
( 7 ) الزيادة عن خع والطبري
( 8 ) عن الطبري وبالاصل وخع : بدارف

(2/161)


الدراقص فاستقبل شرحبيل وبعث القيفان ( 1 ) ونطورس في ستين ألفا نحو أبي عبيدة فهابهم المسلمون وجميع فرق المسلمين واحد وعشرون ألفا سوى عكرمة في ستة آلاف ففزعوا جميعا بالكتب والرسل إلى عمرو أن ما الرأي فكاتبهم وراسلهم أن الرأي الاجتماع وذلك أن مثلنا إذا اجتمع لم يغلب عن قلة فإذا تفرقنا لم يبق الرجل منا في عدد يقرن ( 2 ) فيه لأحد ممن استقبلنا وواعدانا لكل طائفة منا فاتعدوا اليرموك ليجتمع به وقد كتب إلى أبي بكر رضي الله عنه بمثل ذلك ما كاتبوا به عمر فطلع عليهم كتابه بمثل ما رأى عمرو سواء بأن اجتمعوا فتكونوا عسكرا واحدا والقوا زحوف المشركين بزحف المسلمين فإنكم أعوان الله والله ناصر من نصره وخاذل من كفره ولن يؤتى مثلكم من قلة وإنما يؤتى العشرة آلاف والزيادة على عشرة آلاف إذا أتوا من تلقاء الذنوب فاحترسوا من الذنوب واجتمعوا باليرموك متساندين وليصل كل رجل منكم بأصحابه ثم بلغ ذلك هرقل فكتب إلى بطارقته أن اجتمعوا لهم وانزلوا بالروم منزلا واسع العطن ( 3 ) واسع المطرد ضيق المهرب وعلى الناس التدارق وعلى المقدمة جرجة ( 4 ) وعلى مجنبتيه ( 5 ) ماهان والدارقص وعلى الحرب القيفار وأبشروا فإن باهان في الأثر مدد لكم ففعلوا فنزلوا الواقوصة على ضفة اليرموك وصار الوادي خندقا لهم وهو لهب ( 6 ) لا يدرك وإنما أراد باهان وأصحابه أن يستفيق الروم ويأنسوا بالمسلمين ويرجع إليهم أفئدتهم عن طيرتها وانتقل المسلمون من عسكرهم الذي اجتمعوا به فنزلوا عليهم بحذائهم على طريقهم وليس للروم طريق إلا عليهم فقال عمرو أيها الناس ألا أبشروا حصرت ( 7 ) والله الروم وقل ما جاء محصور بخير واقاموا بإزائهم وعلى طريقهم ومخرجهم صفر
_________
( 1 ) الاصل وخع وفي الطبري : الفيقار بن نسطوس
( 2 ) عن الطبري وبالاصل وخع " يفرد "
( 3 ) عن الطبري وبالاصل " الطعن "
( 4 ) بالاصل : " حرحه " وقد تقدم ( عن الطبري )
( 5 ) عن الطبري وبالاصل : مجنبته
( 6 ) عن الطبري وبالاصل : لهث
( 7 ) بالاصل وخع : " حضرت " والمثبت عن الطبري "

(2/162)


سنة ثلاث عشرة وشهري ربيع لا يقدرون من الروم على شئ ولا يخلصون إليهم اللهب ( 1 ) وهو الواقوصة من ورائهم والخندق من ورائهم ( 2 ) ولا يخرجون خرجة إلا أديل ( 3 ) المسلمون منهم حتى إذا سلخوا شهر ربيع الأول وقد استمدوا أبا بكر وأعلموه الشأن في صفر فكتب إلى خالد ليلحق بهم وأمره أن يخلف على العراق المثنى فوافاهم في ربيع قال ونا سيف عن محمد وطلحة وعمرو والمهلب قالوا ( 4 ) ولما نزل المسلمون باليرموك واستمدوا أبا بكر قال خالد لها فبعث إليه وهو بالعراق وعزم عليه واستحثه بالسير فنفذ خالد لذلك فطلع عليهم خالد وطلع باهان على الروم وقد قدم قدامه الشمامسة والرهبان والقسيسين يعيرونهم ( 5 ) ويحضونهم على القتال فاتفق خالد وباهان ووافق قدوم خالد قدوم باهان فخرج بهم باهان كالمقتدر فولى خالد قتاله وقاتل الأمراء من بازائهم فهزم باهان وتتابع الروم على الهزيمة واقتحموا خندقهم وتيمنت ( 6 ) الروم بباهان وفرح المسلمون بخالد وقال راجز المسلمين في ذلك ( 7 ) : دعوا هرقلا ودعونا الرحمن * والله قد أخزى جنود باهان بخالد اللج أبي سليمان * ليس بوهواه ( 8 ) ولا بوان * لا نزق فيه ولا أرنان * وجرد المسلمون وجرد الكافرون ( 9 ) وهم أربعون ومائتا ألف منهم ثمانون ألف مقيد وأربعون ألفا منهم مسلسل للموت وأربعون ألفا مربطون بالعمائم وثمانون ألف فارس وثمانون ألف راجل والمسلمون سبعة وعشرون ألفا ممن كان مقيما إلى
_________
( 1 ) عن الطبري وبالاصل : اللهت
( 2 ) الاصل وخع وفي الطبري : أمامهم
( 3 ) يقال : أديل لنا على عدونا أي نصرنا عليه وكانت الدولة لنا ( انظر اللسان )
( 4 ) الخبر التالي في الطبري 3 / 393 - 394
( 5 ) في الطبري : يغرونهم
( 6 ) عن الطبري وبالاصل : وتتميز
( 7 ) الابيات في ابن حبيش 1 / 292
( 8 ) ابن حبيش : " بوهراء "
( 9 ) في الطبري : " وحرد المسلمون وحرب المشركون " وفي ابن حبيش : وحرب المسلمون وجرد المشركون

(2/163)


أن قدم عليهم خالد في التسعة آلاف فصاروا ستة وثلاثين ألفا قال ونا سيف عن أبي عثمان وأبي حارثة عن خالد وعبادة عن عبد الرحمن بن غنم ( 1 ) وشهدها قال كان أبو سفيان ( 2 ) وأشياخ محامية ولا يجولون ولا يقاتلون يفئ إليهم ( 3 ) الناس ولا يأرزون وكانت إذا كانت على الروم قال وقالوا هلال ( 4 ) بن الأصفر اللهم اجعله وجههم فإذا كانت على المسلمين قال وقالوا يا بني الأحوى ( 5 ) أين أين اللهم اردد لهم الكرة فإذا كروا ( 6 ) قالوا بهن بنو الأحوى فإذا عملوا قالوا اللهم أعنهم وأنصرهم حتى إذا فتح الله عز و جل على المسلمين من آخر الليل وقتلوهم حتى الصباح ثم أصبحوا فاقتسموا الغنائم ودفنوا قتلى المسلمين وبلغوا ثلاثة آلاف وصلى كل أمير قوم على قتلاهم ودفع خالد بن الوليد العهد إلى أبي عبيدة بعدما فرغ من القسم ودفن الشهداء وتراجع الطلب فولى أبا عبيدة النفل من الأخماس فنفل فأكثروا الكتاب بالفتح والإرسال بالأخماس وبعث أبا جندل بشيرا ووفد قباث ( 7 ) بن أشيم وأخبرنا أبو القاسم أنا أبو الحسين أنا أبو طاهر أنا أبو بكر بن سيف أنا أبو عبيدة السري بن يحيى نا شعيب نا سيف عن عمرو بن ميمون عن أبيه قال ( 8 ) لقي خالد مقدمه بالشام معينا لأهل اليرموك رجلا من روم العرب فقال يا خالد إن الروم في جمع كثير مائتي ألف أو يزيدون فإن رأيت أن ترجع على حاميتك فافعل فقال خالد إن الروم في جمع كثير مائتي ألف أو يزيدون فقال خالدا بالروم تخوفني والله لوددت أن الأشقر يرى من توجيه وإنهم أضعفوا ضعفهم فزمهم الله عز و جل على يديه
_________
( 1 ) عن خع وبالاصل " عتم " والخبر في ابن حبيش 1 / 298
( 2 ) عن ابن حبيش وبالاصل وخع : " أبو بكر " تحريف
( 3 ) زيادة عن ابن حبيش ويأرزون : يلتجئون وفي بن حبيش : يأوون
( 4 ) كذا بالاصل وخع ولعلها : " هلاك وفي ابن حبيش : هلك بنو
( 5 ) عن خع وبالاصل : الاخرى وفي ابن حبيش : الاخوان
( 6 ) عن ابن حبيش وبالاصل وخع : كثروا
( 7 ) عن خع وابن حبيش وبالاصل " فنائب "
( 8 ) الطبري 3 / 402 وابن حبيش 1 / 300

(2/164)


قال نا سيف عن المطرح عن القاسم عن أبي أمامة وأبي عثمان عن يزيد بن سنان عن رجال من أهل الشام من أشياخهم قالوا ( 1 ) لما كان اليوم الذي تأمر فيه خالد هزم الله عز و جل الروم مع الليل وصعد المسلمون العقبة وأصابوا ما في العسكر وقتل الله عز و جل صناديدهم ورؤوسهم وفرسانهم وقتل الله عز و جل أخا هرقل وأخذ التذارق وانتهت الهزيمة إلى هرقل وهو دون مدينة حمص وارتحل فجعل حمص بينه وبينهم وأمر عليها أميرا وخلفه ( 2 ) فيها كما كان أمر على دمشق وخلف فيها وارتحل وأتبع المسلمون الروم حتى هزموهم خيولا يثفنونهم ( 3 ) ولما صار الأمر إلى أبي عبيدة بعد الهزيمة نادى بالرحيل وارتحل المسلمون بزحفهم حتى وضعوا عسكرهم بمرج الصفرين قال أبو أمامة فبعثت ( 4 ) طليعة من مرج الصفرين مع فارسين فسرت حتى دخلت فجستها ( 5 ) بين أبياتها وشجراتها فقال أحد صاحبي قد بلغت حيث أمرت فانصرف لا تهلكنا فقلت قف مكانك حتى تصلح أولئك فسرت حتى دفعت إلى باب المدينة وليس في الأرض أحد ظاهر فزغت لجام فرسي وعلقت عليه مخلاته وركزت رمحي ثم وضعت رأسي فلم اشعر إلا بالمفتاح تحرك عند الباب ليفتح فقمت فصليت الغداة ثم ركبت فرسي فحملت عليه فطعنت البواب فقتلته وتصالحوا في المدينة ودخلت فلقيت رجلا فقتلته ثم لقيت آخر فطعنته فقتلته ثم انكفأت راجعا وخرجوا يطلبونني فجعلوا يكفون ( 6 ) عني مخافة أن يكون لنا كمين فدفعت إلى صاحبي الأدنى الذي أمرته أن يقف فلما رأوه قالوا هذا كمين انتهيا إلى كمينه فانصرفوا وسرت أنا وصاحبي حتى دفعنا إلى صاحبي الثاني فسرنا حتى انتهينا إلى المسلمين وقد عزم أبو عبيدة أن لا يبرح حتى يأتيه رأي عمر وأمره فأتاه فرحلوا حتى نزلوا دمشق وخلف باليرموك بشير ( 7 ) بن كعب بن أبي الحميري في خيل
_________
( 1 ) عن الطبري 3 / 403 وبالاصل " قال "
( 2 ) عن الطبري وبالاصل : وخلق
( 3 ) يثفنونهم أي يطردونهم
( 4 ) عن الطبري وبالاصل : فبعث
( 5 ) عن الطبري وبالاصل : فحبستها
( 6 ) عن الطبري وبالاصل : يلفون
( 7 ) عن ابن حبيش والطبري وبالاصل " بشر "

(2/165)


قال وقال القعقاع بن عمرو في يوم اليرموك : ألم ترنا على اليرموك فزنا * كما فزنا بأيام العراق فتحنا قبلها بصرى وكانت * محرمة الجناب لدى النفاق ( 1 ) وعذراء ( 2 ) المدائن قد فتحنا * ومرج الصفرين على العتاق قتلنا من أقام لنا وفينا * نهابهم بأسياف رقاق قتلنا الروم حتى ما تساوى * على اليرموك نفروق ( 3 ) الوراق فضضنا جمعهم لما استحالوا * على الواقوصة البتر الرقاق ( 4 ) غداة تهافتوا فيها فصاروا * إلى أمر يعضل بالذواق وقال عمرو بن العاص واعير على لخم وجذام بالفرار عند الحملة في أول النهار على إثر جرجة وهم الذين تكشفوا بالناس والحرب : القوم لخم وجذام في الحرب * ونحن والروم بمرج نضطرب فإن يعودوا بعدها لا نصطحب * بل نعصب الفرار بالضرب الكلب ( 5 ) وقال الأسود أبو مفزر ( 6 ) التميمي : وكم قد أغرنا غارة بعد غارة * ويوما ويوما قد كشفنا أهاوله ( 7 ) ولولا رجال كان حشو غنيمة * لدى ماقط رجت عليهم أوائله ( 8 ) لقيناهم اليرموك لما تضايقت * بمن حل باليرموك منه حمائله [ فلا يعدمن منا هرقل كتائبا * إذا رامها رام الذي لا يحاوله ] ( 9 )
_________
( 1 ) في البداية والنهاية 7 / 19 النعاق
( 2 ) عذراء : قرية بغوطة دمشق من إقليم خولان معروفة
( 3 ) في معجم البلدان وشعره في شعراء إسلاميون ص 43 " مفروق " وفي البداية والنهاية : معروق
( 4 ) في البداية والنهاية : على الواقوص بالبتر الرقاق
( 5 ) الابيات في البداية والنهاية 7 / 19
( 6 ) بالاصل : " أبو مقر " ومثله في خع وفي البداية والنهاية 7 / 19 الاسود بن مقرن
والمثبت عن شعراء إسلاميون - ترجمته ص 109 وما بعدها
( 7 ) لم ترد الابيات في ترجمته في كتاب شعراء إسلاميون وهي في البداية والنهاية 7 / 19 وأهاوله : الزينة والنقوش والتصاوير
( 8 ) في خع " حسب " بدل " حشو " وفي البداية والنهاية : عشو و " لدى مأقط " بدل " كذا ما قط " في الاصل
( 9 ) سقط البيت من الاصل واستدرك عن خع والبداية والنهاية

(2/166)


" باب ذكر تاريخ قدوم عمر رضي الله عنه الجابية ( 1 ) وما سن بها من السنن الماضية " أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني نا عبد العزيز الكتاني أنا أبو محمد بن أبي نصر أنا أبو الميمون بن راشد نا أبو زرعة حدثني محمود بن خالد قال عن محمد بن عائذ عن الوليد بن مسلم عن عثمان بن حصين بن سلاق ( 2 ) قال قال يزيد بن عبيدة فتحت بيت المقدس سنة ست عشرة وفيها قدم عمر بن الخطاب الجابية قال أبو زرعة فأخبرني عبد الرحمن بن إبراهيم عن الوليد بن مسلم قال ثم عاد في العام المقبل يعني سنة ثمان عشرة حتى أتى الجابية يعني بعد عوده من سرغ ( 3 ) سنة سبع عشرة فاجتمع إليه المسلمون فدفع إليه أمراء الأجناد ما اجتمع عندهم من الأموال فجند ومصر الأمصار ثم فرض الأعطية والأرزاق ثم قفل إلى المدينة أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو بكر بن الطبري أنا أبو الحسين بن الفضل أنبأ عبد الله بن جعد ( 4 ) نا يعقوب قال ثم فتح الجابية وإيلياء سنة ست عشرة أخبرنا أبو علي الحسين بن علي بن أشليها وابنه أبو الحسن علي قالا أنا أبو الفضل بن الفرات أنا أبو محمد بن أبي نصر أنا أبو القاسم بن أبي العقب أنا
_________
( 1 ) الجابية بكسر الباء وياء خفيفة : قرية من أعمال دمشق من عمل الجيدور من ناحية الجولان قرب مرج الصفر في شمالى حوران
( 2 ) كذا بالاصل وقد مر " عثمان بن حصن بن علاق " انظر الكاشف للذهبي وتقريب التهذيب لابن حجر
( 3 ) بالاصل " سرع " وسرغ : قرية بوادي تبوك
في أول الشام وآخر الحجاز ( ياقوت )
( 4 ) كذا بالاصل وخع وفي المطبوعة " جعفر "

(2/167)


أحمد بن إبراهيم القرشي نا ابن عائذ نا الوليد بن مسلم حدثني عثمان بن حصن عن يزيد بن عبيدة قال ثم فتحت إيلياء سنة ست عشرة وفيها قدم عمر الجابية أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا عمر بن عبد الله بن عمر أنا أبو الحسين بن بشران أنبأ عثمان بن أحمد بن حنبل نا عاصم بن علي نا أبو معشر قال ثم كانت عمواس ( 1 ) والجابية في سنة ست عشرة أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني قال نا أبو محمد عبد العزيز بن أحمد نا أبو محمد بن أبي نصر أنا أبو الميمون بن راشد نا أبو زرعة قال قال أحمد بن حنبل وفي سنة ثماني عشرة كان طاعون عمواس قال أبو زرعة فأخبرني سعيد بن كثير قال ففيه يقول الشاعر : رب خرق مثل الهلال وبيضا * ء لعوب ( 2 ) بالجزع من عمواس قد لقوا الله غير باغ عليهم * فأحلوا بغير دار ائتناس ( 3 ) وصبرنا حقا كما قد وعد الله * وكنا في الصبر قوما تأسي ( 4 ) أخبرنا أبو محمد عبد الكريم بن حمزة السلمي نا أبو بكر الخطيب وأخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو بكر بن الطبري قالا أنا أبو الحسين بن الفضل أنا عبد الله بن جعفر نا يعقوب نا ابن بكير حدثني الليث بن سعد قال ثم كانت الرمادة ( 5 ) وطاعون عمواس سنة ثمان عشرة قال يعقوب وحدثني سلمة عن أحمد بن حنبل عن إسحاق بن عيسى عن أبي معشر قال ثم ( 6 ) كانت سرغ سنة سبع عشرة ثم كانت الرمادة سنة ثمان عشرة
_________
( 1 ) عمواس : قيل بكسر فسكون وقيل : بالتحريك ضيعة جليلة على ستة أميال من الرملة على طريق بيت المقدس ( معجم البلدان )
( 2 ) عن خع وبالاصل " لعوث " وفي معجم البلدان " عمواس : وبيضاء حصان "
( 3 ) في ياقوت : وأقاموا في غير دار ائتناس ( 4 ) في ياقوت : فصبرنا صبرا كما علم الله وكنا في الصبر أهل إياس ( 5 ) وهي رمادة فلسطين : وهي رمادة انظر معجم البلدان
( 6 ) ثمة نقص في الاصل وخع وقبلها في المطبوعة - وقد نبه محققها إلى هذا السقط - ثم كانت عمواس والجابية في سنة ست عشرة

(2/168)


وكان في ذلك العام طاعون عمواس لعل عمواس التي ذكرها أبو معشر سنة ست عشرة وقعة كانت عندها فأما الطاعون فقد وافق غيره في أنه كان سنة ثمان عشرة أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد بن أحمد الخطيب بمشكان ( 1 ) أنا أبو منصور محمد بن الحسن النهاوندي نا أبو العباس أحمد بن الحسين بن زنبيل نا عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن نا أبو عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري نا عبد الله بن صالح قال في حديثه إن عمر قدم الجابية سنة ثمان عشرة وهذا يدل على أن عمر قدم الجابية مرتين أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر الشحامي أنا أبو بكر أحمد بن الحسين البيهقي واللفظ له وأخبرنا أبو القاسم ( 2 ) بن السمرقندي أنا أبو بكر بن الطبري قالا أنا أبو الحسين محمد بن الحسين بن الفضل القطان ببغداد أنا عبد الله بن جعفر بن درستوية نا يعقوب بن سفيان حدثني سعيد بن ( 3 ) كثير بن عفير المصري حدثني ابن لهيعة أن يزيد بن أبي حبيب حدثه أن أبا الخير حدثه أن عبد العزيز بن مروان قال ( 4 ) لكريب بن أبرهة أحضرت عمر بن الخطاب بالجابية قال لا قال فمن ( 5 ) يحدثنا عنها قال كريب إن بعثت إلى سفيان بن وهب الخولاني حدثك عنها فأرسل إليه فقال حدثني عن خطبة عمر بن الخطاب يوم الجابية قال سفيان إنه لما اجتمع الفئ أرسل أمراء الأجناد إلى عمر بن الخطاب أن يقدم بنفسه فقدم فحمد الله وأثنى عليه ثم قال أما بعد فإن هذا المال نقسمه ( 6 ) على من أفاء الله عليه بالعدل إلا من أفاء الله عليه
_________
( 1 ) بالاصل " بمسكان " تحريف راجع معجم البلدان
( 2 ) الزيادة عن خع
( 3 ) بالاصل وخع : " عن " تحريف
انظر تقريب التهذيب والضبط عنه
( 4 ) بالاصل : " مروان الكريب " والصواب والزيادة عن خع
( 5 ) زيادة عن خع
( 6 ) بالاصل : يقسمه

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

المجلس السادس والأربعون من أمالي ابن عساكر المجلس السادس والأربعون من أمالي ابن عساكر

ابن عساكر  المجلس السادس والأربعون من أمالي ابن عساكر  المجلس السادس والأربعون من أمالي ابن عساكر  المجلس السادس والأربعون من أمالي ال...